![]() |
الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
يُنظَر إلى النَّحْو كأكثر تخصُّصاتِ اللغة العربية جموداً وأشدِّها صرامةً، وما ذلك إلا لأنه ببساطةٍ مؤلَّفٌ من مجموعة كبيرة من القواعد، ومن هذا الباب أٌلْصِقَت تهمةُ التعقيد باللغة العربية بشكلٍ لا يكاد يقبلُ الجدل، إذ لا يُرى في الإعراب أيُّ فائدة ملموسة، وينسى من يلقي هذه التهمةَ أنَّ كلَّ لغةٍ في هذا العالم بل وكلَّ أمر يخضع إلى نظام ومبادئَ وقواعد، فلماذا تُستثنى اللغة العربيةُ من هذا؟ لماذا نحترمُ قواعدَ اللغات الأجنبية وننظر إليها بانبهار وتقدير بل ونؤمن بأهمية تعلُّمِها؟ ثم نكون بعد هذا أزْهدَ الزُّهَّاد في لغتنا؟ ربما تكون الإجابة عن هذا عند ديننا الإسلامي الحنيف، الذي خضَع لنفس مأساة الإهمال هذه في عصرنا الحديث. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
علامات الاسم في اللغة العربية نميّزُ الاسمَ عن الفعل بشكل أساسي بإحدى العلامات الآتية: الجرّ (بالعلامات الرئيسة والفرعية)، التنوين، التعريف بـ (ال)، النداء. علامة الجرّ الرئيسة هي الكسرة كما ذكرت سابقاً، أما الفرعية فهي الياء في المثنى وجمعِ المذكر السالم والأسماءِ الخمسة عندما تستوفي شروطَها. وسنتعرف على كل منها قريباً. يُجَرُّ الاسمُ بإحدى طريقتين: الجرُّ بحروف الجر (التي إما أن تجرَّ الاسمَ لفظاً ومحلاً، أو تجره لفظاً فقط) ويسمى هنا اسماً مجروراً، أو الجرُّ بالإضافة ويسمى هنا مضافاً إليه. التَّنوينُ علامةٌ من علامات الاسم المُعْرَب في اللغة العربية، وهي تتفرّد به عن باقي اللغات. يُلفَظ التنوينُ نوناً ساكنةً مسبوقةً بالصّوت (الحركة) الذي يناسب نوعَ التنوين، وله ثلاثةُ أنواع هي تنوين الجر والرفع والنصب حسب موقع الكلمة من الجملة، وهو من أبرز سمات التَّنكير على الاسم (أيْ كونِ الاسمِ نكرةً)، فكلُّ اسمٍ آخرُه تنوينٌ هو اسمٌ نكرةٌ، إلا في حالاتٍ قليلةٍ كتنوين الاسم العلم، فنقول: جاءَ خالدٌ، و(خالدٌ) معرفةٌ عَلَمٌ. والنَّكِرَةُ في العربية هي الأصل، والمعرفةُ فرعٌ عنها. التنوين و (ال) التعريف لا يجتمعان على اسم واحد. تراعي (ال) التعريف نطق الحروف العربية، فألفها تُنطق دائماً في بداية الكلام، ولا تنطق في السياق، أما لامها فإما أن تُلفظَ وجوباً مع خمسةَ عشر حرفاً عربياً مجموعةً في قولنا ( ابغِ حجك وخف عقيمه) إضافة للهمزة، وتسمى هنا اللام القمرية، وإما أن يمتنع لفظها وجوباً مع بقية الأحرف وتسمى هنا اللام الشمسية. (ال) التعريف تؤدي معانيَ كثيرةً من أبسطها العهدِيّة، والموصولية. ومما يجدر ذكره أن اللام العهدية مستخدمة حتى في بعض تعابير العامّة كقول أحدهم متكلماً مع الآخر ويريد تذكيره بحادثة مر ذكرها فيقول له: الحادثة! أي أن العهد هنا هو للذكرى. أما الموصولية فهي التي تؤدي وظيفة الاسم الموصول فقولنا: (أَحترمُ مَنْ يجتهدُ) يوازيه قولنا: (أحترمُ المجتهدَ). أما النداء فهو أن تسبق الاسمَ إحدى أداتي النداء (يا ، أَيا)، وقد يحصل النداء تقديراً بحذف الأداة، وللمنادى خمسة أنواع أمرُّ على ذكرها لاحقاً. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الأسماء المبنية وشبهها بالحروف مِن الأسماء المبنيّة ما لا يكون كهيئة الاسم، بل تكون أقربَ إلى الحروف منها إلى الأسماء، كـ (ما ، مَن) الموصوليّتين، وهي رغم ظاهرها هذا أسماءٌ معرفةٌ، وهي ليست نكرةً، وإنما مُبْهَمة، أي لا تفيد معنىً مستقلاً بذاتها، ويحتاج أغلبها إلى ما يرتبط به ليؤدي المعنى المطلوب، فالاسمُ الموصول مثلاً يحتاج إلى جملة الصلة لإيضاح المرادِ من ذكره. نحو: اِلتقيتُ بمن درَّسني مادةَ التاريخ: جملة (درّسني) هي جملة صلة الموصول. لاحظِ المرونةَ التي يتيحها لنا استخدامُ الاسمِ الموصول، فنحن لو شئنا وضْعَ اسمٍ مفردٍ محلَّه لقلنا: التقيت بمُدَرِّسِ مادة التاريخ. لكنَّ الاسمَ المفردَ لم يُتِحْ لنا إضافةَ ضمير ياء المتكلم كما وفَّرها لنا الفعلُ الماضي (درّسَني) مسبوقاً بالاسم الموصول (من) لذا فهو لم يقدم المعنى المطلوب بشكل كامل. الفعل الماضي (اِلتقيت) مبدوء بألف مكسورة، ونسمي هذه الألفَ همزةَ وصلٍ، لأنها تُنطَق كالهمزة في أول الكلام لكنها تسقطُ في دَرْجِه (أي في السياق: جرب واسبقها بالواو أو الفاء العاطفتين فهنا من الخطأ أن تبقِيَ على لفظ الهمزة، وهو الفارقُ بينها وبين همزة القطع التي لا تسقط في درج الكلام. لاحظْ أهميةَ كتابةِ الشدة في هذا المثال: كيف تلفظ كلمة (التقى)؟ هي بهذا الشكل تحتمل أن تكون اسماً معرفاً بـ (ال)، وتحتمل أن تكون فعلاً ماضياً، لكن التاءَ في حالة الاسم مشددةٌ كونَ اللام في (ال) التعريف شمسيّةً (التُّقَى)، وإسقاطُ الشدة في الكتابة يُظهِر الفعل الماضيَ كانطباع أولٍ لدى قراءة الكلمة (اِلْتقى) والذي قد لا يكون هو المرادَ منها. عندما تتشابه الأسماء المبنية مع الحروف في ظاهرها، يتساءل البعض: كيف التمييزُ بينهما؟ إنّ ما يميّز الاسمَ عن الحرف هو محلُّه من الإعراب، فالحروفُ دائماً مبنيةٌ لا محل لها من الإعراب، وكلمة (الحروف) لا تعني أن تكون هذه الحروف مؤلَّفةً من حرف واحد كما في أبسطها (واو العطف - لام الجر - وغيرها) فـ (هل) الاستفهامية مثلاً حرفٌ لا اسمٌ؛ لأنها إذا تصدَّرَت الجملة فالجواب عن استفهامها يكون بأحد حروف الجواب (لا - نعم)، أي لا يمكن وَضْعُ اسمٍ صريح في جوابها كما في جواب أسماء الاستفهام كـ (متى)، فتقول: متى عطلتُك الأسبوعية؟ والإجابة: يومُ الجمعة. ومِثلُ هذا نجده في أدوات الشّرط التي تنقسم إلى أحرف وأسماء، فعندما تقول: (ما تفعلْ من خير يُؤجِرْكَ اللهُ عليه): فإن (ما) الشرطية هنا تدل على اسم هو (الفعلُ أو العملُ)، وهذا يختلف عن قولك: (إِنْ تفعلْ خيراً يؤجرْك الله عليه) فمن الصعب تأويل اسمٍ محلَّ إنْ الشرطية، لذا اعتُبِرت حرفَ شرط هي و (إذما) وبقيةُ أدوات الشرط أسماء. وعلى هذا قِسْ كلَّ الحروف العاملة أو غير العاملة التي نشير إلى مجموعِ كِلَيْهما بـ (حروف المعاني). |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
[align=justify]أستاذ محمد سعيد تحياتي هذا ملف رائع متميز أشكرك عليه وأثمّن مجهودك أرجو أن تتابع وتستمر في هذا المجال لقد وضعته على شريط مواضيع ننصح بقراءتها وسأضيف رابطه في صفحتنا على فيس بوك لأهميته لك وللسيد الوالد الدكتور عدنان وشقيقتك السيدة رهف عميق تقديري[/align] |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
وهذا ما ألاحظه في اللغة الفرنسية التي أدرسها والاسبانية التي أتحدث بها وأكتب بها . في الاسبانية يعبر عن فعل كان بفعلين اثنين لكن من يتذوق الاسبانية لا يشعر بتعقيدها ، فكيف بلغة القرآن الراقية ؟ متابع بكل شغف ولهفة هذا الملف الرائع . لك محبتي |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
ينحني موضوعي تقديراً لألق أول حضور لشخصك سيدتي الفاضلة وتحمرّ الحروف خجلاً من إطرائك واشتعالاً بالحماس بتشجيعك أشكرك جزيلاً، راجياً تحقيق فائدة ولو يسيرة مما أضعه هنا أجزلت العطاء بمرورك لك عميق الاحترام |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
كم تشرفني وتملؤني سروراً بمتابعتك واهتمامك أستاذي العزيز كل المودة لك |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الأفعال: بناؤها وإعرابها الأصلُ في الأفعال البناء، وخرج عن ذلك منها الفعلُ المضارع في أغلب حالاته، وقد سمِّيَ مضارِعاً لمضارَعَتِه (مشابَهَتِه) الأسماءَ في كونه معرَباً. والأصل فيه الرفعُ، ما لم تسبقْه عوامل النصب أو الجزم، ويتحول إلى البناء على السكون إذا اتصلت به نونُ النسوةِ (ضميرُ الرفع المتصل) أو البناء على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد بشكليها الثقيلة (المشدَّدة) والخفيفة (السّاكنة)، وهي ليست ضميراً فلا محلَّ لها من الإعراب، وإنما تتصل بأفعال الأمر أو الأفعال المضارعة لتعطيَ معنى التوكيد، ولا يجوز اتصالها بالفعل الماضي. البناءُ على الفتح يختلفُ عن النصب، والبناء على السكون يختلف عن الجزم، وذلك لأن علامةَ النصب قد لا تكون الفتحةَ على الدوام، وكذلك علامة الجزم لا تكون السكونَ على الدوام، كما في الأفعال الخمسة التي تُنصَب وتُجزَم بحذف النون من آخرها، أما البناء على الفتح فيُلزِم ظهورَ الفتحة حصراً دون سواها، والبناء على السكون يلزم ظهور السكون، ومن هنا فالفعل الماضي مبنيٌّ بعلامةِ بناءٍ رئيسة هي الفتحةُ، ولا يجوز أن نسمِّيَه منصوباً، ومما يفيدُ ذكرُ هنا أن عواملَ النصب والجزم جميعَها تهيِّئُ الفعلَ المضارعَ للمستقبل أو تقلب زمنه إلى الماضي، والفعل الماضي مُسْتغْنٍ عن كِلا التغييرين ولا يقبلُهما لذا امتنعت هذه العوامل عنه، إلا أسلوبَ الشرطِ الذي يجزم الفعلَ المضارع ولا يؤثّر على الفعل الماضي، فنقول: إِنْ تعملْ خيراً يُثِبْك الله: جزَمَ حرفُ الشرط فعلَين مضارعين هما فعل الشرط وجواب الشرط، أما قولنا: إن عملْتَ خيراً أثابَك الله: لم يتأثر الفعلان الماضيان بحرف الشرط. والسكونُ على اللام في فعل (عملْتَ) علامةُ بناءٍ لا علامةُ جزمٍ لاتصال الفعل بالتاء المتحركة (ضمير الرفع المتصل). الجرُّ يمتنع على الأفعال، لكن الكسرة قد تظهر عليها في حالات ضرورية كما في (منع الْتقاء الساكنين) في قولنا: (لم يتأثرِ الفعلان الماضيان بحرف الشرط): حيث ظهرت الكسرة على راء الفعل، وذلك لأن كلام العرب لا يلتقي فيه ساكنان أصليّان لا في كلمة واحدة ولا في كلمتين: الفعل (يتأثر) مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه السكون وحُرِّك بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين، الساكن الثاني هو لامُ (ال) التعريف في (الْفعلين) فهي تلفظ بالسكون هنا لأنها قمرية، أما ألفها فتصبح في سياق الكلام كهمزة الوصل تكتب ولا تلفظ. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
جزم الفعل المضارع المعتل حروف العلّة في الأفعال لا تتفق مع الجزم، وما ذلك إلا لأن علامةَ الجزم الرئيسةَ السكونُ وحركةَ حروف العلة السكونُ كذلك في أغلب حالاتها (فالواو والياء المتحركتان في وسط الكلمة لا تعتبران من حروف العلة: أي لا تسببان إعلالاً صرفياً أو بنيوياً للكلمة كما في فعلَيْ (تَوَالى، تيقَّنَ ) )، فإذا وقعت حروفُ العلة أواخرَ الأفعالِ المضارعة ثم أدخلْنا أحدَ عوامل الجزم على الفعل، تحذَف هذه الأحرف من أواخر الأفعال، ويصبح هذا الحذفُ هو علامةَ الجزم. كما في قولنا: لا تَنْهَ عن فعل الخير: الفعل المضارع المجزوم (تنهَ) أصله (تنهى) سُبِقَ بـ (لا الناهية الجازمة) فحذف حرف العلة (الألف) من آخره. أما إذا وقعت هذه الأحرف قبل أواخر الأفعال المضارعة فتحذَف ويظهر السكون على الأواخر، ولا نقول هنا إن علامةَ الجزم حذفُ حرف العلة، لأن الحذفَ هنا حصل منْعاً لالتقاء الساكنين، فنقول: لَمْ يزِدْكَ خلُقك الطّيِّبُ إلا جمالاً: الفعل المضارع المجزوم (يزدْك) أصله (يزيدُك) سُبِقَ بـ (لم الجازمة) فأصبح مجزوماً، وهنا يجب أن أنبّه إلى أن الضمائر لا علاقة لها ببناء الفعل، فلا تظهر عليها حركاتُ الإعراب ولا البناء، وإنما هي تتّصل بالفعل أو الاسم لكونها ضمائرَ متصلة، والكاف في (يزيدك) ضمير متصل، فننظر إلى الحرف الذي يسبقه شرطَ أن يكون من أصل تكوين الفعل، وهو هنا الدال، فنرى أنها مضمومة في الرفع وساكنة في الجزم، إلا أن الياءَ التي تسبقها قد حذفت في حالة الجزم، وتبقى علامةُ الجزم السكونَ لا حذفَ حرف العلة. إذا توسَّط حرف العلة الفعلَ في موقع آخر فإنه لا يحذَف، كما في المثال التالي: لم يُوْرِدْ لنا الأستاذ مثالاً على هذه القاعدة. الواو وقعت في وسط الفعل لكنْ بعيدةً عن آخره، فيتأمّنُ بهذا عدمُ الْتقاء الساكنين عند الجزم، وتسقط ضرورةُ حذفها. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الحركات الإعرابية: ظهوراً وتقديراً الحركاتُ على أواخر الأفعال والأسماء تكون ظاهرةً أو مقدَّرةً، ولا يجب أن نخلط بين البناء والحركة المقدرة كما يظن البعض، ففي بعض حالات الاسم أو الفعل يمتنع ظهور الحركة لأسباب تتعلق ببنية الكلمة أي بالحروف المكوِّنة لها، كَأَنْ يكونَ الفعلُ معتلَّ الآخرِ (أي آخره حرف علة) أو أن يكون الاسم منقوصاً أو مقصوراً. ويمتنع ظهور الحركة لأحد سببين هما التعذُّرُ والثِّقَل: أما التعذر فهو مخصوصٌ بالألف بوصفها الحرفَ الوحيدَ الذي لا يقبل الحركاتِ جميعَها باستثناء السكون. فمثلاً في الأسماء المقصورة كـ (هدى) أو (رشا) والأفعال الماضية كـ (مشى) أو (دنا) والمضارعة كـ (ينسى) تقدّر الحركات على أواخرها بسبب التعذر. وأما الثقل فهو مخصوص بالواو والياء حيث يثْقُلُ النطقُ بالكسرة والضمة على كلٍّ منهما، لكنْ تظهر الفتحة عليهما لخِفَّتها (فهي أضعف الحركات). ويحدث ذلك في المنقوص من الأسماء كـ (العالِي، السّاعِي)، وفي الأفعال المضارعة كـ (يدعُو ، يرمِي): لاحظ أن الواو والياء في جميع هذه الأمثلة مسبوقةٌ بحركاتٍ تناسبها (الكسرة للياء والضمة للواو). إنّ الميزةَ في تقدير الحركات للثقل هي التخلص من صعوبة الانتقال في اللفظ من الكسر إلى الضم (وهذا تعليل مشهور في علم الصرف لعدم وجود اسمٍ ثلاثيٍّ على وزن (فِعُل) )، أو صعوبةِ لفظ كسرتين أو ضمتين متتابعتين إذا وقعت الثانية منهما في آخر الكلمة. إذا جاءت الواو أو الياء في آخر الكلمة مسبوقتين بسكون فلا يثقل نطق الحركات عليهما كما في (دلْو ، ظبْي، علِيّ، سمُوّ): السكون في كل من (علي و سمو) هو سكون القسم الأول من الحرف المشدد. نقول: سمُوُّ الأمير عليٌّ مقامُه: سُمُوُّ = سُ مُ وْ وُ عَلِيٌّ = عَ لِ يْ يٌ |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
تثنية الأسماء والأفعال - الأفعال الخمسة تمتاز اللغة العربية بقدرتها على تثنية الأسماء والصفات والأفعال كذلك، بينما تحتاج أغلبُ اللغات إلى ذكر العدد (اثنين) قبل الاسم للدلالة على كونه مثنّىً، ومنها ما لا يقبل التثنية أساساً خصوصاً في الصفات. تُراعَى في التثنية مواقعُ الاسم في الجملة من حيث كونُه مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً. ويُؤتى بضمير التثنية (ألف الاثنين) متصلاً مع الأفعال الماضية والمضارعة والأمر. يُثنّى الاسم والصفة بإضافة الألف والنون إلى آخره رفعاً، والياء والنون نصباً وجرّاً. والنون هي إضافةٌ شكليّةٌ لا علاقةَ لها بالتثنية وإنما تدل على التنوين في الحالة الأصلية للاسم وهي الإفراد والتنكير (أي كونه مفرداً وغير معرف بـ ال)، فنقول: اجتمعت بصديقَيْنِ لأخي. وتحذَف هذه النون إذا وقع المثنّى اسماً مضافاً (أي الاسم الذي يسبق المضاف إليه)، فنقول: اجتمعت بصديقَيْ أخي. تثنّى الأفعال عندما يكون فاعلُها مثنّىً غيرَ صريح، أي ضميرَ تثنية، فلا يجوز قولنا: ذهبا التلميذان إلى المدرسة: فالفاعل هنا هو ألف الاثنين الضمير المتصل بالفعل، بينما الاسم المرفوعُ (التلميذان) اسمٌ مثنّىً صريح، وقد يجوز هذا القول على اعتبار الاسم المرفوع بدلاً من الضمير، وهو قليل الاستعمال. يصح قولنا: التلميذان ذهبا إلى المدرسة. ويصح قولنا: ذهب التلميذان إلى المدرسة. الفعل الماضي يحتفظ بحركة بنائه الأصلية (الفتحة) عند اتصاله بألف الاثنين، لأن الألفَ في اللغة العربية تُلزِمُ أن يتحرّك الحرفُ الذي يسبقها بالفتحة حصراً. يقبل الفعل المضارع ألف الاثنين، ولكونه مضارعاً (مشابِهاً) للاسم فيظهر في آخره نونٌ كما هي حال الاسم المثنّى، وتظهر هذه النون كذلك عند اتصال الفعل المضارع بـ (واو الجماعة) و (ياء المؤنثة المخاطَبة)، وينتج من ذلك خمسُ صيغٍ تدعَى (الأفعالَ الخمسة)، يوضحها لنا الفعل (يفعلُ): يفعلون : (تدلّ الواو على جماعة الذكور الغائبين): هم يفعلون. تفعلون : (تدل الواو على جماعة المخاطَبين): أنتم تفعلون. تفعلين : (تدل الياء على المفردة المؤنثة المخاطبة): أنتِ تفعلين. تفعلان : (تدل الألف على المثنى المذكر أو المؤنث المخاطَبَين أو على المثنى المؤنث الغائبتَين): أنتما تفعلان (مثنى مخاطَب مذكر ومؤنث)، هما تفعلان (مثنى مؤنث غائب). يفعلان : (تدل الألف على المثنى المذكر الغائبَين): هما يفعلان. وإن اختلافَ هذه الدلالاتِ ناتجٌ عن تغيُّر العلاقة بين أحرف المضارَعة (التي تأتي في أول الفعل المضارع ولا تدخل في بنيته الأصلية وهي مجموعة في كلمة أَنَيْتُ) وبين الضمير المتصل بالفعل، وقد استعملنا ثلاثةً فقط من أحرف المضارَعة في الأفعال الخمسة، إذ إن النون بمجيئها في أول الفعل المضارع تلزِم أن يكون فاعله جماعة المتكلمين (نحن)، وهو في هذه الحالة لا يخضع لقاعدة الأفعال الخمسة، فنقول: نحبُّ العلمَ ونحترمُ العلماءَ. لاحظْ كذلك من هذه الصِّيَغ أننا إذا أردنا استخدام الفعل المضارع للمفردة المؤنثة الغائبة فنقول: هي تفعَل (مجرداً من الضمير المتصل)، وتتشابه هذه الحالة مع استعمال الفعل للمفرد المذكر المخاطَب فنقول: أنتَ تفعل. والسِّياق هو الحَكَم في التمييز بينهما إذا خلا الكلامُ من دلالاتٍ أخرى. وإذا أردنا استخدام الفعل المضارع لجماعة الإناث فنستعمل نون النسوة فنقول: هُنَّ يفعلْنَ (للغائبات)، و أنْتُنَّ تفعلْنَ (للمخاطَبات). وقد أشرت آنفاً إلى التحول الذي يصيب الفعل المضارع هنا. الأفعال الخمسة ترفَع بثُبوت النون وتنصَب وتجزَم بحذفها، والأوفق هنا أن نقول إن علامة نصبها وجزمها حذفُ النون: فإن ما يُذكر متصلاً بالباء هو العلة لا العلامة، وهذا من الأخطاء الشائعة في الإعراب والتي قد تُقبَل في حالة الرفع فيجوز قولنا: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأنه لا سببَ نحوياً لرفعه سوى أنه فعل مضارع. أما في النصب مثلا كما في: طلبتُ منكِ أن تشربي الدواء: نقول في إعراب (تشربي): فعل مضارع منصوب بـ (أنْ) وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. يُثنّى فعلُ الأمر بصيغة واحدة هي (اِفعَلا) للمذكر والمؤنث المخاطَبَين، وفعل الأمر لا يكون فاعله إلا مخاطَباً (مذكراً ومؤنثاً ومفرداً ومثنىً وجماعةً) إذ إننا لا نتوجه بالأمر للغائب أو المتكلم. وقد تأتي همزة الوصل أولَ فعل الأمر (الثلاثي) مضمومةً، والقاعدة في ذلك سهلة أذكرها لاحقاً إن شاء الله. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]بداية بوركت جهودك أستاذ محمد سعيد.أحب أن أضيف ملاحظة حول عدم الميل إلى النحو أو الاهتمام به لأقول أن النحو أو علم قواعد اللغة أو مايسمى بالغراميرGrammar هو الجانب الأعقد من اللغة الذي ينفر منه الكثيرون في كل اللغات فهو يستدعي الفهم والتطبيق السليم فبحكم التجربة المهنية والأحاديث مع الزملاء الذين يدرسون لغات متباينة : ألمانية؛فرنسية؛ إنجليزية؛ لاتينية؛ إغريقية ،هولندية أعرف أن قواعد اللغة وتحليل بنيتها قد يكون مستفزا لمن يفهمه بيسر.
تقديم النحو بشكل محبب وإبراز جماليات اللغة بطريقة ومقررات تعليمية حديثة ربما هو ما قد يسهم في نفض الغبار قليلا عن اللغة بالنسبة للنشء في العالم العربي . إن عدت إلى ملفك سأقول أنها مبادرة قيمة ولا شك وأنك تعيدنا لدروس تاهت في دروب الذاكرة. أقترح عليك اقتراحا غير ملزم بعنونة الفقرات التي تضيفها. فقد نحتاج العودة لهذا الملف أحيانا للاستشارة والتأكد فيسهل علينا كقراء إيجاد ما نبحث عنه. تقديري لك أستاذ سعيد ووفقك الله وسدد خطاك.[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
الأستاذة القديرة نصيرة مجال النحو في اللغة العربية هو أكثر ما يستهويني، وذلك موضع استغراب الكثيرين كل ما يُطرَح هنا غير جديد، إذ لا مجالَ في النحو لوضع الجديد، لكن أتمنى أن تكمن الجِدَّة في الأسلوب والطرح المُيَسّر، وذلك ما أبغي سأعمل بتوجيهك الثمين، وأقدر لك اهتمامك تقبلي كل الاحترام أستاذتي الكريمة |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
شكرا أستاذ محمد على المجهود الرائع
سنكون من المتابعين تحياتي |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
أخي الأستاذ المهندس سلمان تضفي ابتسامتك الهادئة لحن حضور متميز سرتني كلماتك وشرفني اهتمامك تقبل كل المودة |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الجُمَل والإسناد يتألّف الكلام في اللغة العربية من مجموعاتٍ من الجُمَل، ويُشترَط في كل جملة أن تكون مفيدةً، أي أن تؤدِّيَ معنىً مستقلاً بذاتها، وبناءً على هذا فالفعل مع فاعله يؤدِّيان جملةً مفيدةً ولو كانا في كلمة واحدة كـ (علَّمْتُهُ)، كذلك الأمرُ مع المبتدأ وخبره، ولا تؤدي الحروف أو مايشابهها من الأسماء المبنيَّة معانيَ مفيدةً منفردةً بذاتها، ولا تُشكَّلُ الجملُ من الأسماء وتوابعها فقط كالصّفة والبدل. وعلى هذا تنقسم الجمل في العربية إلى فعليّة: وهي التي تبتدئ بالأفعال، واسميّةٍ: وهي التي تبتدئ بالأسماء (المعربة والمبنية). أما الجمل التي تبتدئ بالأحرف فيُنظَر فيها إلى ما بعد الحرف اسماً كان أو فعلاً. الإسناد علامة أخرى من علامات الاسم في اللغة العربية، لكنها علامة معنويةٌ لا ظاهريّةٌ كالجرِّ مثلاً، وفي الجمل الاسمية والفعلية يكون الإسناد دوماً من نصيب الاسم في كلٍّ منهما، ويظهر ذلك في المثالين الآتيين: - اللغةُ العربيةُ جميلةٌ. - يتعلّم التلميذُ في المدرسة. بصرْف النظر عن النحو، وبالتركيز على المعاني نلاحظ أنَّ كلاً من الجملتين تحوي اسماً صريحاً هو الذي يدورُ الحديثُ عنه، ومعنىً هو الحَدَثُ الذي قام به الاسم الصريح أو وُصِفَ به أو أُخْبِرَ عنه. فـ (اللغةُ) في المثال الأول هي الاسم الصريح الذي أُسْنِد إليه معنى الجمال وذلك بكلمةِ (جميلةٌ). و (التلميذُ) في المثال الثاني هو الاسم الصريح الذي أُسْنِدَ إليه معنى التّعَلُّم وذلك بكلمةِ (يتعلم). ذلك الاسمُ الصريح يُدعى في علم المعاني بـ (المُسنَد إليه)، والكلمة الثانية التي تخبر عن الحدث سواء أكانت فعلاً أم اسماً تدعى بـ (المُسنَد). |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الأسماء الخمسة في اللغة العربية خمسةُ أسماءٍ معربةٍ ترفع وتنصَب وتجرّ بالحروف بدلاً عن الحركات (الواو - الألف - الياء على الترتيب) في ظلِّ تحقُّقِ مجموعة من الشروط، والأسماء هي: أبٌ - أخٌ - حمٌ - فو (بمعنى فَمٌ) - ذو (بمعنى صاحِبٌ)، وتُدعَى الأسماءَ الخمسة. ويمكننا استنتاج الشروط من خلال التأمّل في الأمثلة التالية: - لي أبٌ حنون. - أخي يحب عائلتَه. - الأبُ والأمّ عمادُ كلِّ أسرة. - زرتُ أخَوَيْكَ في مكان عملهما. - لا تفتحْ فاكَ ناطقاً بسوء. - حَمُوك ذو خلُقٍ حميد. ثلاثةٌ من الأسماء الخمسة هي (أب، أخ، حم) لا تُعرَب بالحروف إلا إذا كانت مفردةً مضافةً إلى ضميرٍ غيرِ ياء المتكلم: فإن كانت نكرةً، أو مُعرَّفةً بـ (ال)، أو مضافةً إلى ضمير ياء المتكلم فتعرَب بالحركاتِ ظاهرةً أو مقدّرة، وإذا ثُنِّيَت تعرَب إعرابَ المثنى، أما (فو ، ذو) فهما لا تأتيان إلا مضافَتَين لذا يجري إعرابُ الأسماء الخمسة عليهما دونَ اشتراط. ياءُ المتكلم ضميرٌ متصل بالأسماء والأفعال، وهي توجِبُ كسْرَ ما قبلَها، لذا فإن اتصالها بالأفعال لا يكون مباشراً وإنما يُفصَل بين آخر الفعل وبينها بنونٍ نسميها نونَ الوقاية، تحمي آخرَ الفعل من كسرة الياء فتظهر عليها، فنقول: يحميني نورُ العلم من ظلام الجهل، أما اتصالُها بالأسماءِ فلا مشكلةَ فيه سوى أنها تلزِم الإعرابَ بالحركات المقدرة لامتناع كل حركة (عدا الكسرة) عن الظهور قبل الياء، ومن هنا فهي تبطِل الإعرابَ الخاصَّ بالأسماء الخمسة إذا اتصلت بها. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الضمائر تُعَدُّ الضمائرُ أعْرَفَ أنواع المعارف، وهي من الأسماء المبنية التي لهادوماً محلٌّ من الإعراب، وقد اعتنت بها اللغةُ العربية اعتناءً واضحاً نظراً لأهميتها وكثرة استعمالها والحاجة إليها. للضمائر تقسيماتٌ عديدة: فمنها المتصل والمنفصل، ومنها ما هو للرفع أو للنصب أو للجر، ومنها ما يأتي مع الأفعال أو الأسماء أو الأحرف، ومنها ما هو للمتكلم أو الغائب أو المخاطَب، ومنها ما هو للمذكر والمؤنث، ومنها ما هو للمفرد والمثنى والجمع. كلُّ ضمير في اللغة العربية يأخذ صفةً أو أكثرَ من التقسيمات السابقة، يتبيّن هذا بدراسة ضمير واحد من كل تقسيم كما سيأتي: - أنا: ضمير منفصل (وبكونه منفصلاً فهو لا يتصل بالأفعال ولا بالأسماء)، محلُّه الرفعُ دوماً (أي لا يكون في محل نصب أو جر أبداً)، يعود على المتكلم المفرد المذكر أو المؤنث. - نون النسوة: ضمير متصل، يلازم الأفعال، ويكون دائماً في محل رفع، يعود على جماعة الإناث الغائبات أو المخاطَبات. - إيّاهُ: ضمير منفصل، محله النصب دوماً، يعود على الغائب المفرد المذكر. - ياء المتكلم: ضمير متصل، يأتي مع الأفعال في محل نصب، ويأتي مع الأسماء في محل جر، ويتصل بالحروف كذلك في محل نصب أو جر (لاحظ أنه لا يأتي في محل رفْعٍ أبداً)، يعود على المتكلم المفرد المذكر أو المؤنث. - (نا) : ضمير متصل، يأتي مع الأفعال في محل رفع أو نصب، ويأتي مع الأسماء في محل جر، ويتصل بالأحرف في محل نصب أو جر، يعود على جماعة المتكلمين ذكوراً وإناثاً. أستعرضُ فيما يلي مجموعةً من الأمثلة توضّح استعمالاتِ الضمائر، حاولْ بعد تأمّلها أن تعرفَ مواقعَها من الجملة: - اجتمعْتُ بصديقٍ قديمٍ لي. - أنتِ تتابعين البرامجَ المفيدة. - تعلَّمْنا في مدرستنا دروساً مهمّة. فائدة في الضمائر المتصلة: تبدأ مواقع الضمائر المتصلة في الكلمة من أواخرها، فكل حرف يأتي في أول الكلمة ليس ضميراً متصلاً، كـ (سين الاستقبال وأحرف المضارَعة مع الفعل المضارع)، وكل حرف يعود على متكلم أو غائب أو مخاطب مقصود بذاته يكون ضميراً متصلاً له محل من الإعراب، أما ما يخالف ذلك فتكون له وظيفة أخرى ولا محل له من الإعراب: كتاء التأنيث الساكنة، ونون التوكيد، ونون الوقاية. بعض الضمائر المتصلة كالكاف والهاء تتبعها حروف تناسب ما تدل عليه، لكنها ليست ضميراً ولا جزءاً من الضمير، وفيما يلي أمثلة على ذلك: - احرصوا على دراستكُم. - قدِّمْنَ التربية المثلى لأطفالِكُنَّ. - زارني صديقاي في المستشفى وشكرتُهما لذلك. نقول عن الميم في (دراستكم) إنها علامة الجمع، وعن النون في (أطفالكنّ) إنها علامة جمع الإناث، وعن (ما) في (شكرتهما) إنها علامة التثنية. ومنهم من لا يقبل هذا الإعراب ويعرب الضمير المتصل بهذه الأجزاء كوحدة واحدة في محل نصب أو جر. من الضمائر ما هو ظاهرٌ صريحٌ كجميع الضمائر المتصلة، ومنها ما هو مُسْتَتِرٌ مُقَدَّرٌ كما في بعض حالات الضمائر المنفصلة. يستتر الضمير المنفصل في عدة حالاتٍ أشهرُها: - حين يكون ضميراً للمتكلم (المفرد والجمع) فاعلاً لفعلٍ مضارع. - حين يكون ضميراً للمخاطَب المفرد المذكر فاعلاً لفعلِ أمر. - حين يكون ضميراً للغائب المفرد المذكر أو المؤنث فاعلاً لفعلٍ ماضٍ أو مضارعٍ (شريطةَ أن يُذكَر اسمٌ صريحٌ قبل الفعل ليعودَ عليه الضمير). ونفرِّق في اسْتِتار الضمير بين حالتين: الجواز و الوجوب: حين يكون الضمير المستتر من ضمائر المتكلم أو المخاطَب نقول بأنَّ الضميرَ مستترٌ وجوباً، أما إذا كان من ضمائر الغائب فنقول بأنه مستترٌ جوازاً. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
جميل أن نهتم بقواعد لغة الضاض وعيب أن نتجاهلها؛ ففي تجاهلنا لها تقصير في حقها. و قد صدق عبد الله كنون حين قال: جهلوها فناصــبوها العــداء ومن الجهــل ما يكــون بـلاء ليت شعري ما يعلمون و إن كانوا أدعياء يطاولون السماء جهلوا حرفهــم فكانوا بحكــم العقــل فيهــم و الأمييــن ســواء إنهم أميــون في لغــة العــــــرب يضــاهــون العجــم و الغــربــــاء نشكر اهتمامك يا محمد سعيد |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
جميل اهتمامك يا ليلى ومؤلم تسميتك إياها لغة الضاض! هي ضاد لا ضاض! لطالما عانت الحروف من إهمال مثير للاستغراب كما الحال حين يسمون حرف الزاي مثلاً بالزين، ويخلطون الظاء بالضاد والعكس.... نصيحتنا لك هنا أن تعكفي أكثر على دراسة لغتك شكراً للمرور |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
جواب أسرع من البرق ألم أقل لك أخي أننا نجهل أو نتجاهل لغة الضاد و رغم أني راجعت رسالتي أكثر من مرة لم أنتبه للخطأ لأن ترتيبها لم يطاوعني مشكور على النصيحة |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
بعض الأساسيات أو الـ Basics تثير الانفعال عند الخطأ فيها لبداهتها زاد على ذلك أن حرف الدال على لوحة المفاتيح العربية يقع في أقصى اليمين بينما الضاد في أقصى الشِّمال أرجو أن نكون جميعنا جديرين بتقلُّدِنا لإكليل اللغة العربية دمت بخير |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
كلامك على راسي و عيني يا ذ. محمد
لكني لم أقل أخطات الحرف و إنما قلت لم أنتبه للخطأ بلا انفعال يا أستاذ و إلا نفرنا من الدرس |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الفعل الماضي: اتصاله بالضمائر وأحوال بنائه الفعل الماضي مبنيٌّ دائماً، وهو كما ذكرتُ آنفاً مبنيٌّ على الفتحة إذا كان فاعله مفرداً مذكّراً غائباً، فالفاعل في هذه الجملة غائبٌ مع أنه مذكورٌ باسم صريح، نقول: شرحَ الأستاذُ الدرسَ: فـ (الأستاذُ) ليس بالمتكلم ولا بالمخاطَب فهو غائب. وإن كان الفاعل يعود على المفردة المؤنثة فإن الفعل الماضي يبنى على الفتح كذلك، وتُضافُ إلى آخره تاءٌ ساكنةٌ تدلنا على أن الفاعل مؤنث، وهي ليست بضميرٍ فلا محلَّ لها من الإعراب، ولا تظهر إلا مع الفعل الماضي، كما في المثالين الآتيين: - صاحَبَتْ أختي صديقةً جديدةً في المدرسة. - صاحبَتِ الْفتاةُ صديقةً جديدةً: تحرّكت التاء هنا بالكسرِ منعاً لالتقاء الساكنين. يبقى الفعل الماضي مبنيّاً على الفتح إذا اتصلت به ألف الاثنين، وسببُ ذلك هو أن الألف لا تسمح بظهور حركةٍ أخرى قبلها سوى الفتحة. الفعل الماضي يُبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة، وعلى السكون إذا اتصلت به نون النسوة. وهذه الضمائر كلُّها هي ضمائرُ رفعٍ وهي التي يؤثر اتصالها على بناء الفعل الماضي. ضمائر النصب المتصلة بالأفعال كالهاء والكاف لا تؤثر على حركة البناء ولا على حركة الإعراب، فنقول: كَتَبَهُ، يكتُبُهُ، علَّمَكَ، يُعَلِّمُكَ. أما ياء المتكلم فتسبقها نونُ الوقاية حمايةً للفعل من الكسر اللازم، فنقول: درَّسَنِي، يُدَرِّسُني. إذا كان الفعل الماضي معتلَّ الآخر بالألف كـ (مشَى) تحذَفُ الألفُ عند اتصال الفعل بواو الجماعة أو تاء التأنيث الساكنة، ويُفتَحُ ما قبلها دلالةً على الألف المحذوفة، فنقول: - الطلابُ مَشَوْا مع بعضهم: وتُقدَّر علامة البناء على الألف المحذوفة لأنها الحرفُ الأخير من الفعل الأصلي. أما إذا كان الفعل الماضي معتل الآخر بالياء كـ (نَسِيَ) فاتصاله بواو الجماعة يبنيه على الضم دون فتح آخره، نقول: - الطلاب نَسُوا كتابة واجباتهم. وتثبت الياء عند اتصاله بتاء التأنيث وبقية الضمائر. تاء التأنيث الساكنة وتاء الرفع المتحركة (ضمير الرفع المتصل) تتصلان بالفعل الماضي وتمتنعان عن الفعل المضارع والأمر، ونستدلُّ بعلامة البناء للتمييز بينهما، فالفعل الماضي يبنى على الفتح إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة، ويبنى على السكون إذا اتصلت به تاء الرفع المتحركة (تَ، تُ، تِ)، كما يظهر من هذا الحوار المبسَّط: - أحضرَتْ أختي قطةً صغيرةً إلى المنزل. - سألْتُها: لماذا أحضرْتِ القطةَ؟ - أجابَتْني: القطةُ جائعة. - أحضرْتُ للقطة بعض الطعام. - قالَتْ أختي: أشكركَ لأنكَ أحضرْتَ الطعامَ للقطة. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
فعل الأمر وأسلوب الطلب الأمرُ أسلوبٌ من أساليب الطّلب في العربية، وتظهر صيغتُه على الفعل فيسمّى فعلَ الأمر، وهو مبنيٌّ دائماً كالفعل الماضي، الأصلُ في بنائه على السكون في حالته العادية (حين يكون المخاطَبُ مفرداً مذكراً) ويمتنع ظهور الفاعل هنا صراحةً فيُقدَّر تقديراً بالضمير الذي يناسب المفرد المذكر المخاطب (أنتَ)، ويُبنى كذلك على حذف حرف العلة إذا كان الفعلُ معتلَّ الآخر كما في المضارع المجزوم، فنقول: اِسْعَ إلى فعل الخير : (اسْعَ) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة لأنه معتل الآخر (أصله سَعى يسْعَى). أما إذا خوطِبَت به المفردة المؤنثة أو جماعة الذكور أو جماعة الإناث أو المثنى فيظهر الفاعل ضميراً متصلاً بالفعل، وتتغير علامة بنائه تبعاً لذلك، فيبنى على حذف النون عند اتصاله بياء المؤنثة المخاطبة أو واو الجماعة أو ألف الاثنين حتى لو كان معتل الآخر وذلك لمشابهته الأفعالَ الخمسة في هذه الحالة، ويبنى على الفتح إذا أُكِّدَ بإحدى نوني التوكيد، ويبقى بناؤه على السكون إذا اتصلت به نون النسوة. للطلب أساليبُ كثيرةٌ في اللغة العربية، وهو يؤثر غالباً في فعلٍ مضارعٍ لاحقٍ له فيجزمُه، ونقول إن الفعل المضارعَ مجزومٌ لأنه جواب الطلب، فإذا أكملْنا المثالَ السابق: اِسْعَ إلى فعل الخير تَزِدْ حسناتِك عند الله: تَزِدْ: فعل مضارعٌ مجزومٌ لأنه جوابُ الطلب وعلامةُ جزمه السكون، وفاعله مستتر وجوباً تقديره أنتَ. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
أيها الرائع ابن أخي سعيد ( سعد الخير والبركة ):
لاشك ،وأنت معي في ذلك ،أنه بعد اكتمال علم النحو وتدوينه وتبويبه ،وتفرُّقه إلى مدارس محددة لها أسسها ،أصبح من العسير إضافة جديدٍ إليه ..لكن الجدة ،وهذه هي قوة العلم ،تبقى في طريقة فهم الأسس ،وتناول صلب المادة ،وتسهيل المصطلحات ، بطريقة قريبة محببة ،دون تعقيد مدرسي بغيض .فكل ابتكار إنما يكون في فن ( الصياغة ) وفي فن ( تناول ) المادة . ورائعة جهودك ،ورائع أنت كعهدي بك دائماً. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
عمي الحبيب الدكتور منذر مرحباً بحضورك الزاخر علماً أحاول تقديم الجِدّة المُيَسَّرة التي سبقني إليها كثيرون لتحرير بناء اللغة من سجن الجمود والتعقيد وأتمنى أن أوَفّق وبمتابعتك، ورعايتك، وابتسامتك تتكثف الجهود، ويقوى العزم آملاً أن أكون جديراً بعهدك بي لك خالص المحبة والتقدير |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الفعلُ وفاعله - بناء الفعل للمجهول يرتبط الفعل بفاعله ارتباطاً وثيقاً، ارتباطاً يلزِمُ الفاعلَ بأن يتبعَ الفعلَ ولا يتقدَّمَ عليه بأي حال، لذا لا وجودَ في العربية لـ (فاعل مقدَّم على فعله)، وإذا تقدم الفاعل صار مبتدأً، وجملة الفعل بعده خبرٌ له: - يحمل المعلمُ رسالةً سامية: (المعلمُ: فاعل لـ (يحمل) ). - المعلمُ يحمل رسالةً سامية: (المعلمُ: مبتدأ مرفوع، يحمل: فعل مضارع فاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على المعلم، جملة (يحمل) في محل رفع خبر). والحالة الطبيعية هي ذكرُ الفاعل ظاهراً أو مُقدَّراً، وتقدير الفاعل لا يعني أن الفعلَ مبنيٌّ للمجهول. بناء الفعل للمجهول يعني إسقاطَ الفاعل الأصلي إظهاراً وتقديراً، فعند ذكر فعلٍ كـ (كَتَبَ) لا يظهر فيه الفاعل صريحاً إلا أنه يمكننا تقدير فاعل له بالضمير (هو)، مع جهلِنا بحقيقة هذا الفاعل، لكنْ على الأقل نحن متأكدون بأن الفاعل ليس مؤنثاً مثلاً، أما عند البناء للمجهول (كُتِبَ) فإننا نعجز عن تحديد أي صفة للفاعل. ولأن الجملةَ لا تستقيم دون ذكر المسنَد إليه، فقد وَجب أن ينوبَ اسمٌ آخرُ مكان الفعل، ويُسمّى هذا الاسمُ نائبَ الفاعل. الأصل والغالبُ في نائب الفاعل أن يكون مفعولاً به منصوباً قبل البناء للمجهول، ويتغير إعرابه إلى نائب فاعل مرفوع بعد البناء للمجهول. لا يُبنى فعلُ الأمر للمجهول، وفي الماضي والمضارع يُضمُّ أول حرفٍ في الفعل (ولا نقول أول حرف أصلي فحروف المضارَعة هنا ضمن الحسبة)، ويُكسَر الحرفُ قبلُ الأخير في الماضي، ويُفتَح في المضارع. إن كسْرَ الحرف قبل الأخير يُلزِم إجراءَ تحويلٍ في الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف عند بنائه للمجهول، وذلك بتحويل الألف ياءً لعدم مرونة الألف بإظهار حركة أخرى سوى الفتح قبلها، فنقول (بنَى، بُنِيَ)، والعكس يحدث في المضارع فنقول (يَبْني، يُبْنَى). |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
في الجموع والممنوع من الصرف يحصلُ تبادلٌ طريفٌ بين الفتحة والكسرة في حالتين خاصَّتين من إعراب الأسماء: وذلك في جمع المؤنث السالم والممنوع من الصرف. ينصَبُ جمعُ المؤنث السالمُ بالكسرة عوضاً عن الفتحة، ويُجرُّ الاسمُ الممنوع من الصرف بالفتحة عوضاً عن الكسرة. جمْعُ المؤنث السالم هو الطريقة الأصلية في جمع الأسماء المؤنثة، ويحصل بإضافة ألف وتاء زائدتين في نهاية الاسم المفرد، نقول (كاتبة - كاتبات)، وسمِّيَ سالماً لأنه لا يغير من بنية الاسم المجموع، وهو يوازي جمعَ المذكر السالم، الذي يحصل بإضافة ألف ونون رفعاً، وياء ونون نصباً وجراً إلى آخر الاسم المفرد، وتحذف النون في الإضافة (كما في المثنى)، نقول: - صاح المشاهدون تشجيعاً لفريق كرة القدم. - سمعتُ صياحَ المشاهِدِين بوضوح. - ألهَبت المباراةُ حماسَ مُشجِّعيها. ولكلٍّ من هذين الجمْعين شروطٌ يُلجَأُ في حالة عدم تحققها إلى جمع التكسير، الذي يُظهِرُ اسمُه حصولَ تغييراتٍ في ضبط وبنية الاسم المجموع. لا يُقصَد بكلمة الصرف ذاك العلمُ المتخصِّصُ في الاشتقاق والأوزان، بل نعني بالصرفِ هنا الجرَّ بالكسرةِ والتنوينَ بأنواعه الثلاثة. فيمتنع ظهورُ كِلا العلامتَين على الأسماء الممنوعة من الصرف التي تتشعّب إلى أنواع كثيرة. من أشهر أنواع الممنوع من الصرف: - العلم المؤنث (زينب، فاطمة..): ويخرج منه الثلاثي ساكن الوسط كـ (هنْد) إذ يجوز فيه الصرف ومنعه. - العلم الأعجمي (يوسُف، إبراهيم،..). - العلم على وزن الفعل (يزيد، أحمد،..): فنحن نستعمل هاتين الكلمتين وشبههما فعلاً واسماً. - الصفة على وزن أَفْعَل ومؤنثها على وزن فَعلاء (أشْقَر- شقراء، أغْيَد -غَيْداء، أعْمى-عَمياء،..): وأكثر ما يكون هذا الوصف في الألوان والمحاسن والعيوب الخَلْقية. - الصفة على وزن فَعْلان ومؤنثها على وزن فَعْلى (عَطشان -عَطْشى،..). - الاسم الممدود (المنتهي بألف وهمزة) كـ (صحراء،..). - الاسم المنتهي بألف ونون كـ (عدنان، سُفيان،..). يُصرَف الممنوع من الصرف إذا عُرِّفَ بـ ال التعريف أو أضيف إلى معرفة. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
///* بسم الله الرّحمن الرّحيم /*** السّـــلام عليكم أستاذ / محمد سعيد عدنان أبوشعر/ ...أسعدني كثيرا تواجدك هنا ...أسلوبك رائع ، مبسّط ووافِ.. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
الأستاذ الكبير محمد نحال وعليكم السلام والرحمة فخرٌ لي أن ينال أسلوبي ثناء حروفك لكم الأصل والسبق ومنا الجِدّ والتعلم لك خالص التقدير |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
في تعليق حروف الجر - نظرة على المصادر والمشتقات نتحاشى أحياناً الاقترابَ من بعض المفاهيم التي نجهلُها، وقد ظهر ذلك عندي جليّاً في حروف الجر: كنت أسمعُ دوماً عن ضرورة تعليق حروف الجرّ، وللحقيقة فإن هذا المفهومَ لم يكن متمكّناً في ذهني بوضوح، بل وكنت أتجنّبه في الإعراب. اكتشفت لاحقاً بأن هذا المفهوم يسيرٌ، بل ممتعٌ كذلك، فلا علاقةَ له بالنحو والإعراب بقدْر ما له علاقةٌ بمعنى الجملة. يكوّن حرف الجرّ (الجارُّ) مع اسمه المجرور شبهَ جملة، وهذا هو السبب الأساسي الذي يحتاج بسببه كلُّ حرف جر إلى تعليق. حروف الجرِّ تدلُّ على معانٍ مبهمة، فعندما يُذكَرُ حرف الجر (على) مثلاً يتبادر سريعاً إلى الذهن وضْعُ شيءٍ فوقَ شيء، مكانيّاً أو معنويّاً، وبجرِّه لاسمٍ كـ (الأرضِ) فتنتظمُ في الذهن صورةٌ واضحةٌ للمكان الذي هو (على الأرض) لكنْ خاليةً من الحدَث أو مِمَّن قام بالحدث. تتعلّق حروف الجر بالأفعال بشكل رئيسي، إذ إن الفعلَ في اللغة العربية يتميّز بتضمُّنِه للحدث والزمن معاً، فنقول: وقع الطفلُ على الأرض: نقول إن الجارَّ والمجرور متعلقان بالفعل (وقع): ويفيدنا ذلك بأنّه حدَثَ وقوعٌ على الأرض. أما إن خلت الجملة من الأفعال، فننظر في الأسماء التي تعمل عمل الفعل أو تدل على الحدث مثله، كالمصادر والمشتَقّات. المصادرُ هي أصولُ الكلمات في اللغة العربية، ولها صِيَغٌ مختلفةٌ يعالجها علمُ الصرف بشكل تفصيليّ. وما يميزها عن بقية الأسماء كونُها مجرّدةً من الدلالة الزمنية، فعندما نقول: (وقوع) فإننا نتخيل شكلاً ما للحدث لكننا نجهلُ زمن وقوعه أكان في الماضي أم في الحاضر أم في المستقبل. تُوَظَّفُ المشتَقّاتُ كذلك في تعليق حروف الجر بها، فهي في أغلبها تدل على الأحداث، ولتوضيح معنى مصطلح (المشتقات) دون سرد أنواعها نقول ببساطة: كلُّ ما لا يدلُّ على اسمٍ جامدٍ (أي مجرَّدٍ من الحدث كـ قمر - شخْص - امرأة - مدرسة - باب...) وما ليس بمصدرٍ فهو من المشتقّات. حاولْ من خلال قراءة هذه الأمثلة تحديدَ ما يتعلق به حرف الجر: - نجحت في امتحان اللغة العربية. - الجرْيُ في الصباح مفيدٌ للرئتين. - تقدّمْتُ إلى مسابقةٍ خاصّةٍ بوظيفةٍ حكومية. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اللازم والمتعدّي تترابط علومُ اللغة العربية وتتحد فيما بينها بانسجامٍ تكامليٍّ، كما في التعاون اللغوي بين النحو والصرف والمعاني في قاعدة اللازم والمتعدي: تتميز الأفعال في اللغة العربية بمرونة عالية وتنوع كبير، وكل فعلٍ يأخذ معمولاً أساسياً لا استغناءَ عنه لأيّ فعل وهو الفاعل المرفوع، وقد يكتفي الفعل بالفاعل أو يتعداه إلى معمول آخر هو المفعول به (الواحد أو المتعدد)، وقد يستغني عن المفعول به بالجار والمجرور أو بهما معاً، واستناداً إلى عدد المعمولات التي يتطلبها الفعل تنقسم الأفعال إلى: لازمةٍ ومتعدّية. كل فعل قادر على تأدية معنىً مفيدٍ بالفاعل فقط يسمى فعلاً لازماً، أما ما يحتاج إلى معمولات أخرى ليكمل المعنى المطلوب فيسمى فعلاً متعدّياً. ويلعب المعنى دوراً كبيراً في تحديد نوع الفعل، فالفعل (أكل) مثلاً هو فعلٌ متعدٍّ أساساً، إذ نقول: أكل الولدُ طعامَه، ونستطيع أن نضيف جارّاً ومجروراً إليه فنقول: أكل الولدُ طعامَه بالملعقة، أو في غرفتِه... لكننا أحياناً نكتفي بقول: (أكل الولدُ) حين يكون المطلوب من الجملة هو إبراز حَدَثِ الطعام كحدثٍ جديدٍ أو منتَظَرٍ دون أن يهمنا تحديد (ماذا أو أين أو كيف) أكلَ. الأفعال المزيدة غالباً ما تكون متعدية، كالمتعدية بالهمزة على وزن (أَفْعَلَ) أو المتعدية بثلاثة أحرف كـ (اِسْتَفْعَلَ). من الأفعال ما يتعدى بالجارّ والمجرور مستغنياً عن المفعول به كما في قولنا: عادَ الرجلُ إلى المنزلِ. كل فعل لازم لا تصاغ منه صيغةُ المبنيِّ للمجهول، لأنها تعتمد أساساً على وضع المعمول الثاني (المفعول به غالباً) محلَّ الفاعل، وهذه الأفعال تتركز بشكل واضح في كل ما يدل على الهيئات والصفات والعيوب كـ (حَسُنَ ، ظَرُفَ ، عَمِيَ ، مَرِضَ)، فنقول: حَسُنَتْ أخلاقُ هذا الشابِّ. يمكننا صياغة هذه الجملة بشكل مختلف حين نستعمل نوعاً معيّناً من المعمولات، نقول: حَسُنَ هذا الشابُّ أخلاقاً: الاسم المنصوب (أخلاقاً) ليس مفعولاً به، مع أن شكل الجملة يوحي بذلك، فهو قد وقع بعد الفاعل، لكن الفارق الجليَّ بينه وبين المفعول به أنّ الفعلَ لم يقع عليه، فهو مختلف عن المفعول به في جملة كـ : قرأ الطفلُ القصةَ: فهنا فعل القراءة قد قام به الطفل ووقع على القصة، أي: حدَثَت من الطفل قراءةٌ للقصةِ. وفي الجملة السابقة لا ينطبق هذا التعريف، لذا فذلك الاسم المنصوب ليس مفعولاً به، وإنما نسميه تمييزاً. يكثرُ وقوع التمييز بعد الأفعال اللازمة أو التي تدل على المفاضلة كما في: زادَكَ اللهُ حُسْناً في الخُلُق: هنا الفعل (زادك) نصب مفعولاً به وتمييزاً، حدد كلاً منهما ولاحظ الفرق. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
أ. محمد أبو شعر ؛ أسلوب بسيط لتذكر قواعد اللغة ، فالنحو مجال واسع ولابد من مراجعته من حين لآخر ... مجهود رائع ومميز ، واصل لنستفيد اكثر ... ودي ووردي |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
الأستاذة الكريمة فاطمة يسعدني أن الموضوع حاز على إعجابك راجياً أن يجعل الله فيه الفائدة الشكر والامتنان لزيارتك وتشجيعك |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
الجموع الممنوعة من الصرف أتدارك هنا ذكرَ نوع شائع من الممنوع من الصرف، وهي الزمرةُ التي تسمى صيغَ منتهى الجموع، وهي ليست جموعاً سالمة، وإنما جموع تكسير. من أشهرها: - الجمع على وزن فواعل: رأيت قواربَ كثيرةً تقطع النهر. - الجمع على وزن مفاعل: في غوطة دمشق مزارعُ واسعةٌ. - الجمع على وزن فعائل: خرجت إلى الحديقة ونسائمُ ربيعيةٌ تملأ الأجواء. - الجمع على وزن فعالِل: أجرى الباحثُ تجاربَ مطوّلةً حتى خلُص إلى النتائج. - الجمع على وزن أفاعيل: كان على الطاولة مجموعةٌ من أباريقَ ثمينة. - الجمع على وزن مفاعيل: أكرمتُ مساكينَ صغاراً صادفتهم في شارع بيتنا. - الجمع على وزن فواعيل: لم أرَ أيَّ طواحينَ هواءٍ في قريتنا. - - الجمع على وزن فعاليل: استمعت إلى غناءٍ جميلٍ لعصافيرَ خارج النافذة. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
في نواصب الفعل المضارع والمصادر المؤوَّلة -ج1 يُنصَب الفعل المضارع بعد الحروف الناصبة ( أنْ - لن - كيْ) التي تعمل دون شروط، وتضاف إليها (إِذَنْ) التي لا تعمل إن لم تتوفر شروط عملها، واستعمالها في النصب قليل. تتربّع (أنْ) عليهنّ جميعاً، وهي ليست فقط ملكة الحروف الناصبة وإنما من أهم الحروف المصدرية كذلك. الحروف المصدرية هي التي تُؤَوَّل مع فعلها بمصدر له موقعه من الجملة. فمثلاً: - أتمنّى أن يعودَ الأمانُ لبلادي: تؤول (أن) والفعل المضارع المنصوب بعدها بمصدر يناسب الفعل وهو (عودة)، وتكون جملة التأويل: أتمنى عودةَ الأمانِ لبلادي: انتصب المصدر (عودة) مفعولاً به للفعل (أتمنى)، وأُضيفَ إلى (الأمان) فجرَّه مضافاً إليه، ونرى أن تركيب الجملة المُؤَوَّلة لا يشابه تركيبَ الجملة الأصلية. وفي الإعراب نقول إن المصدر المؤول من أن وما بعدها في محل نصب مفعول به للفعل (أتمنى). يتأثر المصدر المؤول بما يسبقه من عوامل، كحروف الجر مثلاً، فنقول: - أحترم من يتعبُ حتى يكسبَ رزقَه: الفعل المضارع (يكسب) لم ينتصب بـ (حتى) لأنها ليست من حروف النصب، وإنما نقول هنا إنَّ (أنْ) مُضْمَرةٌ بعد حتى، وطالما أنها موجودة (ظاهرةً أو مضمرةً) فستنصب الفعل المضارع ويُؤَوَّل منهما مصدر يكون في محل جر بـ (حتى)، والتقدير: أحترمُ من يتعبُ حتى كَسْبِ رزقِه. تضمَر (أن) بعد حروف أشهرها (حتى) الجارّة، واللام الجارّة بأنواعها الثلاث: التعليل - العاقبة - الجحود، وحروف العطف الأساسية (و، أو، ثم، الفاء)، وفاء السببية، وواو المعيّة، و أو التي بمعنى (إلا، إلى). تضمَر أن بعد اللام الجارّة التي تأتي أصلاً مع الأسماء، وهي تأتي بمعانٍ عدة، أهمها التعليل، وفيها يكون ما قبلها سبباً لما بعدها، فنقول: - اعتنُوا بأطفالكم اليوم لِيُعينوكم في الغد: نُصِب الفعل المضارع بـ (أن) المضمرة بعد لام التعليل (ماهي علامة نصبه؟) والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام، والتقدير: لإعانتِهم إياكم في الغد. وتأتي اللام بمعنى العاقبة: أي أن ما بعدها ناتجٌ عن ما قبلها بشكل غير مباشر، لذا تسمى أحياناً لامَ المآل، كما في: كبُرَ الطفل المشاغب ليصبحَ شاباً رزينَ الخلق. والأخيرة هي لام الجحود، ولا تأتي إلا بعد فعل (كان) شرطَ أن يسبقه نفي، كما في: لم تكوني لتُقْدِمي على فعلٍ قبيح، والتقدير: لم تكوني مُريدةً للإقدامِ على فعلٍ قبيح. والمصادرُ المؤولة في الأمثلةِ السابقة جميعُها في محل جر باللام مهما كان استعمال تلك اللام. تمت الاستعانة ببعض المواقع التعليمية أذكرها هنا: http://www.schoolarabia.net/arabic/a...almo3rab_7.htm http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=9668 http://www.drmosad.com/index167.htm |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
سؤال ربما كان دخيلا
أول خطوات الطفولة أولى خطوات الطفولة ضمنيا قد أعرف الجواب ،لكنني لا أقوى على التعبير متى نقول أول ومتى نقول أولى تحيتي وتقديري أُستاذنا |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
اقتباس:
أستاذتي الكريمة عروبة صيغ (أوَّل) و (أولى) هي الصيغ الترتيبية من العدد (واحد)، وينبغي في الأعداد الترتيبية المطابقةُ مع موصوفها (تذكيراً وتأنيثاً وتعريفاً وتنكيراً) إذا جاءت في موضع الصفة (النعت)، كأن تقولي: هذه الخطواتُ الأولى للطفولة. أما في حال الإضافة، كما في جملة سؤالك، فإننا نميز حالتين للأعداد من (2 -10): 1- إذا أضيف إلى نكرة: وجب فيه التذكير، كقولك: هذه ثاني إساءةٍ أرتكبها بحق صديقي. 2- إذا أضيف إلى معرفة: فتجب فيه المطابقة، كقولك: هذه ثانية إساءاتي بحق صديقي اليوم. (إساءاتي) جمع معرفة لأنه مضاف إلى الضمير، ولا يأتي مضافاً إلى معرفة مفرد (فلم يجُز قولنا: هذه ثانية الإساءة بحق صديقي)، بل نقول: هذه الإساءةُ الثانيةُ بحق صديقي. أما العدد (أوّل) - وعنده موضع سؤالك - فيجب فيه الإفراد والتذكير عند الإضافة إلى النكرة، فنقول: هذه أول خطوات أخطوها نحو النجاح. - أما عند الإضافة للمعرفة الجمع، فإن التذكير والمطابقة جائزان، وبالعودة إلى جملتك، نقول: أوّل خطوات الطفولة (جائز) أولى خطوات الطفولة (جائز أيضاً). وما سوّغَ لنا جواز الحالتين هنا هو إضافة (خطوات) إلى (الطفولة) المعرفة فأصبحت معرفة مثلها. - الإضافة إلى المعرفة المفرد لا تفيد الترتيب بل تشير إلى البداية، كما في: أول الطريق، أول المدة.... والتذكير هنا واجب. تمت الاستعانة بالموقع التعليمي http://www.reefnet.gov.sy/Arabic_Proficiency/144.htm كل معذرتي لك على الإطالة لكن أتمنى أن تجدي في ثناياها بعض الفائدة. |
رد: الجماليّة المنسيّة في لغتنا العربية - في النحو -
أوّل خطوات الطفولة (جائز)
أولى خطوات الطفولة (جائز أيضاً). وما سوّغَ لنا جواز الحالتين هنا هو إضافة (خطوات) إلى (الطفولة) المعرفة فأصبحت معرفة مثلها. - الإضافة إلى المعرفة المفرد لا تفيد الترتيب بل تشير إلى البداية، كما في: أول الطريق، أول المدة.... والتذكير هنا واجب. ***/ بسم الله الرّحمن الرّحيم /** ***** السّلام عليكم ورحمة الله تعاللى وبركاته... أرجو التّأكّد من هذه المعلومة... فحسب رأيي لا يصحّ قولنا - أوّل خطوات الطفولة (جائز)- لأنّ -خطوات - هنا جمع ولو أفردناها لصحّ منّا ذلك فنقول -أوّل خطوة- أول مرّة- أوّل كلمة وآخر كلمة- أمّا وهي جمع فالأصحّ أن نقول -أولى الخطوات - أولى خطوات الطفولة ... تركيب يحتاج إلى بحث أعمق .. مع تحياتي الحارة للمهتمين هنا محمد نحال :nic20: |
الساعة الآن 40 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية