![]() |
صُوَرٌ مُسافِرَة!
صُوَرٌ مُسافِرَة! أَنْفاسُ الكانونِ الْتَحَمَتْ في البالِ وفي الجَسَدِ لَمّا مَرَّتْ هَمَساتُ الْبَرْدِ على عَضُدي وَرَأَيتُ عَناقِيدَ الْضَحِكاتِ تُعيدُ الضّوءَ إلى قَمَري وَهُناكَ الصّحْبَةُ حَولَ النّارِ تُذيبُ اللّيلَ على السَّمَرِ فَاللّيلُ بهِ وَحْشٌ لا يَعْرِفُهُ غَيري وَالْجَمْرُ يُفَرْقِعُ تَحْتَ يَدي وَيُدَغْدِغُ أَورِدَتي وَفُؤادِي يُشْعِلُ ما في الْخاطِرِ وَالْخَلَدِ صُوَراً تُعْطي الْكَلِماتِ وَقُوداً.. أَنْثُرُها نِيراناً في وَرَقي وَأُلَمْلِمُها بِكتابٍ أُرْسِلُها شِعراً لِلأُم وَلِلْبَلَدِ *** وَأَقُولُ سَلامٌ لِلْغُرَفِ الْمَخْنُوقَةِ في الدّارِ لِلْحُزْنِ السّابِحِ في بَحْرِي لَمْ يَلْقَ مَناري لِلْخَيمَةِ حِينَ تُباعُ بِكَأْسٍ في حَفْلِ الْعارِ لِلْفَرْحَةِ تَفْجَأُها الْعَثَراتُ وَغَيمُ نَهارِ وَلأَرْمَلَةٍ لَمْ تَلْقَ أَنيساً غَيرَ جِدارِ وَلِكُلِّ زُقاقٍ تَنْبُتُ فيهِ أَغانِينا وَيُواري حَسَراتٍ تَذْرِفُها أَحْلامُ عَذاري *** وَأَقُولُ سَلامْ لِلاجِئِ يَبْحَثُ حِينَ الْفِتْنَةِ عَنْ مَأْوَى يا عُنْوانَ الْفَرَحِ الْمَفْقُودِ مِنَ الدّنْيا الطّيرُ يَحِنُّ لِمَوسِمِ صَيفْ لِيُقَبّلَ سُنْبُلَةً لَمْ تُخْفِ ضَفائِرَها مِنْ خَوفْ لِلرّيح ِتَمُدُّ أَوانِيها لِسَحابٍ يَمْلأُ جَرَّةَ إِلْفْ لِلْفَرْخِ يُغَنّي قِصَّةَ ذِئْبٍ جَاءَ كَضَيفْ *** وَأَقُولُ سَلامْ لِلأُمِّ على ظَهْرِ اللّيلِ الآخِرْ بَسَطَتْ كَفّاً كَي تَنْضَحَ عِطْرَ صَلاةْ لِلصّبِيَةِ يُلْقُونَ الْكَلِماتِ على الطّرُقاتْ يَرْوُونَ بِها صَفَحاتِ الْحُبِّ وَوُدَّ بَناتْ *** وَأَقُولُ سَلامْ لِلتّينِ على جَبَلٍ لَمْ يُخْفِ عُسَيلَتَهُ خَوفَ الطّلَقاتْ وَبَلابِلَ تَأْلَمُ لِلْقَشِّ الْمَنْثُورِ على السّاحاتْ لِمَ تُرْمَى وَالأَفْراخُ تَمُدُّ الصّوتَ لِفَرْشِ مَباتْ ؟! وَسَلامٌ أَبْعَثُهُ فَجْراً لِهَديلِ حَمامْ وَدُعاءِ حُفاةْ لِلنّورَسِ وَالأَمْواجُ تُبَلّلُهُ، طُوبَى لِلْواهِبِ طَوقَ نَجاةْ *** وَأَقُولُ سَلامْ لِلْعَظْمِ البارِزِ في الصّدْغَينِ إِذا انْتَفَضا تَبْدو الْحَسَراتُ على الْخَدّينِ كَلَسْعِ الْجَمْرِ وَأَمْضَى لِحَبيبٍ يَنْتَظِرُ الأَخْبارَ على الرّمْضا تَغْرِيدَ سَلامْ *** وَأَقُولُ سَلامْ لِجُذوعِ النّخْلِ تَمُدُّ لِدجْلَةَ نَجْمَ فَسائِلِها وَيَدا وَتُناجي نَهْرَ النّيلِ عَلى أَمَلٍ يَدْعُو بَرَدَى لِلْخِلِّ إِذا هاجَتْ عَيناهُ وَيَسْأَلُ عَنْ خِلٍّ لِفَراشَةِ حَقْلٍ تَبْحَثُ عَنْ ظِلٍّ لِذُبالَةِ حُلْمٍ تَخْشَى هَبْوَةَ غِلٍّ *** وَأَقُولُ سَلامْ لِلْوَرْدِ عَلى حَلَباتِ رَبِيعٍ تَخْبُو جَذْوَتُهُ لِتَوَجّسِ عُصْفورٍ قَدْ هَلّتْ شَتْوَتُهُ وَالشّمْسُ تَضُمُّ جَناحَيها وَتَطُلُّ بِلا مَعْنَى وَالْبَرْدُ يَجُولُ بِعافِيَةٍ في الصّمْتِ وَفي الْمَغْنَى *** وَأَقُولُ سَلامْ لِمَنِ اكْتَحَلَتْ عَيناهُ بإثمِدِ حُبٍّ يَعْرِفُهُ وَطَنِي مَنْ غَيري يَشْعُرُ بِالْجَمَراتِ وَبِالْمِحَنِ؟ مَنْ يَحْبِسُ في جَنْبَيهِ دَواوِينَ الْغَضَبِ؟ مَنْ يَأْخُذُ قَلْبِيَ يُلْقِمُهُ مِقْلاعَ صَبي؟ يُلْقِيهِ عَلى لَغَمٍ أَخَفَوهُ بِحَقْلِ أَبي لِيَعَشّشَ سِرْبُ حَمامْ *** يا أَهْلَ رِباطِ الْخَيلِ سلامْ يا أَهْلَ الصّبْرِ تِلالُ اللّيلِ تَغُورُ مَعَ الأيّامْ وَأَقُولُ سَلامْ |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
وأمر بصورك ثانية , وثالثة ,, ويالبراعتك بالتقاطها ...
يسعدني أخي صقر بأنك زرعت هذه الروضة هنا .. ويحق التثبيت لهذه الخريدة حسن إبراهيم سمعون تثبيت 2/2 |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
[gdwl]وأقول ألف ألف سلام لقلم يرشقنا شعرا وسحرا ويرشنا وردا وعطرا ...شكرا لك على هذه الحسناء في حق الوطن!!![/gdwl]
|
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
[gdwl]شكرا للغالي حسن على تثبيتها...[/gdwl]
|
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
اقتباس:
حبينا حسن ابراهيم سمعون لشهادة منكم لهي خير ما ينتظره صاحب النص بوركت أخي وثبت الله فؤادك في محبته |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
اقتباس:
حبيبنا محمد الصالح الجزائري أسعدك الله في الدنيا والآخرة وشكرا لك على حسن ظنك بأخيك وهذه الكلمات الطيبة من قلبك الطيب لهي كل الثناء بوركت ورعاك الرحمن |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
يا الله
فكأنك تلمس قلب الأشياء تحياتى وتقديرى لكم استاذ صقر أبو عيدة وتحياتى لهذا الإبداع الراقى |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
وكأنك تلمس قلب الأشياء .. أقتبس عبارة أخي الدكتور فتوح ، فهي خير تعبير عن هذا الفيض من الصور الجميلة والعميقة والباهرة في آن .
أستاذ صقر ، شعرك صداح بالمعاني وصارخ بالمكنون في الصدور . حقيقة قصيدتك لوحة من الشعر الجميل وتستحق التثبيت والتأمل لفترة طويلة للمتعة والتعلم ؛ دمت بكل خير وتوفيق وسلام ؛ |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
اقتباس:
أستاذنا الحبيب د.فتوح قهوة سعيد هو النص الذي ينال ثناءكم أخي النبيل بوركت وشكرا لحسن ظنك اخيك |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
اقتباس:
الأديب القدير عادل أبو عمر أشكر لك هذا الثاء القيم والذي رسم من قلوبكم العامرة بالمحبة بوركت أخي ورعاك الله |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
واقول سلام على من كتب هذه الرائعة سررت بقراءة هذا الجمال تقديري |
رد: صُوَرٌ مُسافِرَة!
اعذروا فضولي لم أتمالك نفسي هذه السمفونية أذهلتني و أنا أقرأها خمس مرات سحر لآلئها المنظمومة على إيقاع شجي أطرب مسمعي و صدق الأستاذ عادل أبو عمر إذ قال: تستحق التثبيت و التأمل لفترة طويلة للمتعة و التعلم دمت شاعرنا صقر أبو عيدة لنا مبدعا |
الساعة الآن 39 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية