منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   جمهورية الأدباء العرب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=374)
-   -   أدباء من الجزائر... (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=25060)

محمد الصالح الجزائري 03 / 03 / 2013 13 : 01 AM

أدباء من الجزائر...
 
مولود فرعون (1913-1962) ولد في قرية تيزي هيبل بولاية تيزي وزو بالجزائر يوم 18 مارس 1913 ميلادي من عائلة فقيرة اضطر فقرها أباه إلى الهجرة مرات عديدة بحثاً عن العمل, لكن هذا الفقر لم يصرف الطفل و لا أسرته عن تعليمه, فالتحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى المجاورة, فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله مدرسته سعياً على قدميه في ظروف صعبة, فتحدى '"مولود فرعون'" ظروفه القاسية و المصاعب المختلفة بمثابرته واجتهاده وصراعه مع واقعه القاتم الرازح تحت نير الاستعمار الفرنسي, و بهذا الصراع استطاع التغلب على كل المثبطات و الحواجز مما أهله للظفر بمنحة دراسية للثانوي بتيزي وزو أولا ً وفي مدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة بعد ذلك, ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين’ و اندفع للعمل بعد تخرجه, فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ميلادي في الوقت الذي بدأ يتسع فيه عالمه الفكري وأخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه.

وكما أعطى من علمه لأطفال قريته أعطى مثيلا له في القرية التي احتضنته تلميذا ًقرب قرب مسقط رأسه بأقل من ثلاثة كيلومترات, وهي قرية تاوريرت موسى التي التحق بها معلما سنة 1946 في المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً, و عين بعد ذلك سنة 1952 ميلادي في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن أما في سنة 1957 ميلادي فقد التحق بالجزائر العاصمة مديراً لمدرسة (نادور) ( في المدنية حالياً) كما عين في 1960 ميلادية مفتشاً لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين في 1955 ميلادية وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط برصاص الغدر والحقد الاستعماري في 15 مارس 1962 ميلادي, حيث كان في مقر عمله, مهموماً بقضاياً العمل و بواقع وطنه خاصة في المدن الكبرى في تلك الفترة الانتقالية حين أصبحت عصابة منظمة الجيش السري الفرنسية المعروفة ب(أويس) تمارس جرائم الاختطاف والقتل ليلا و نهاراً, حيث اقتحمت مجموعة منها على "'مولود فرعون"' وبعض زملائه في مقر عملهم, فيسقط برصاص العصابة و يكون واحداً من ضحاياها الذين يعدون بالألوف, فتفقد الجزائر بذلك مناضلاً بفكره وقلمه.

مؤلفاته:
لقد اختلفت أعمال "'مولود فرعون"' بين الرواية والتأليف
-كتابين أحدهما بعنوان ( أيام قبائلية) ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة, والآخر بعنوان (أشعار سي محند)

-أربع روايات:
- (ابن الفقير) كتبها في شهر أفريل سنة1939م - (الذكرى) - (الدروب الوعرة) -(الأرض و الدم) و كلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار, والمحاولات العديدة لطمس هويته من تجهيل و نشر للمسيحية.

-مجموعة رسائل ومقالات ذات الطابع الشخصي
من أقواله: (أكتب بالفرنسية, وأتكلم بالفرنسية, لأقول للفرنسيين, أني لست فرنسياً).
[gdwl]ـــــ المرجع (منتدى القصة السورية)[/gdwl]

د. منذر أبوشعر 03 / 03 / 2013 20 : 02 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
الشاعر الحر أخي محمد الصالح صوت أصالة الجزائر:
ممتع ان نتعرف على هامات جهلناها ،وهي قربنا ،تتحدث عنا وعن معاناة إخوتنا ..وكم أحببت أن يكون ختام الكلام ،فقرة من أحاديثه وأشعاره حتى تكتمل الصورة أكثر.
والشكر كله لك ،ونبقى مع الأصالة دائماً أيها الحبيب الأصيل.

محمد الصالح الجزائري 03 / 03 / 2013 24 : 02 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبوشعر (المشاركة 172597)
الشاعر الحر أخي محمد الصالح صوت أصالة الجزائر:
ممتع ان نتعرف على هامات جهلناها ،وهي قربنا ،تتحدث عنا وعن معاناة إخوتنا ..وكم أحببت أن يكون ختام الكلام ،فقرة من أحاديثه وأشعاره حتى تكتمل الصورة أكثر.
والشكر كله لك ،ونبقى مع الأصالة دائماً أيها الحبيب الأصيل.

المفكّر الأصيل الأستاذ منذر..شكرا لك على هذا المرور المريح جدا لرئتي التي لا تتنفّس إلا العروبة في جميع أبعادها..سأوافيك بما يرقى إلى ذوقك الرفيع جدا...مودتي..

فتيحة عبد الرحمن 03 / 03 / 2013 39 : 03 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
صباحك تميز أستاذ محمد الصالح

مبدع دائما / نص يستحق كل اهتمام وتقدير

شكرا

محمد الصالح الجزائري 03 / 03 / 2013 52 : 03 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
الرائعة دوما الشاعرة فتيحة شكرا لك على المرور الدافئ..مودتي..

http://www.nooreladab.com/vb/data:im...BJRU5ErkJggg==

محمد الصالح الجزائري 10 / 08 / 2013 36 : 11 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
"عَرْشٌ مُعَشّق” جديد ربيعة جلطي ـــــــــ
(رواية عن مفهوم الجمال وتعايش الأديان)
تنزل قريبا إلى المكتبات الجزائرية والعربية، رواية جديدة لربيعة جلطي، بعنوان “عَرْشٌ مُعَشّق” وهي روايتها الثالثة بعد روايتي “الذروة” و”نادي الصنوبر”.
قالت الروائية ربيعة جلطي إنها تفاجئ قرائها في رواية “عَرْشٌ مُعَشّق” مرة أخرى، فتأخذهم إلى عوالم روائية غير مسبوقة مسلطة مصابيحها الإبداعية الكاشفة على مناطق عذراء في الكتابة الروائية الجزائرية. وذكرت أن الرواية تتمحور حول شخصية البطلة الفتاة “نجود / زليخة” ذميمة الشكل، التي تعاني كثيرا من تحمل جسدها في وسط لا يتعامل إلا مع المظاهر. يستمد قبح جسدها رمزيته الاجتماعية والسياسية والعاطفية في إحالته على واقع متميز بثقافة النفاق. وبهذه الشخصية تقارب الروائية فلسفة “القبح” وتُفكِّك “معنى “الجميل” وعلاقته بحالات العشق، ومن خلال أيقونة الزجاج المعشق تطرح الرواية سؤال تعايش الأديان في عالم أضحى التعصب فيه ظاهرة عامة.
بهذه الشخصية النسوية ذميمة الشكل، تكون رواية “عرش معشق” لربيعة جلطي أول رواية جزائرية بل وعربية تخرج عن مألوف الكتابة الروائية العربية التي لا تتبع إلا النساء الفاتنات الحسناوات المتشابهات. وقالت: “عبر مسار بطلة (عرش معشق) ومن يحيطون بها من أجيال مختلفة تنفتح الجيوب الخفية للمجتمع الجزائري عبر تاريخه، حيث تتجلى مرحلة المقاومة الشعبية ثم الثورة التحريرية لتسائل من خلالها الذاكرة الثورية وما أصابها من ثقوب، مرورا بانقلاب 19 جوان 1965 وثورة أكتوبر 1988 التي مثلت علامة تاريخية للتغيير الجديد، على أساسها ولدت الجزائر المتعددة، وصولا إلى الخيبات التي يعرفها المجتمع اليوم”.
وتعتمد الرواية على بناء جمالي بوليفوني (متعدد الأصوات)، بذلك يتخلص النص من أحادية الصوت السارد، فتدفع جميع الشخوص دفة السرد إلى الأمام ليتصاعد الحدث مثل سلم موسيقي يبين عن الحس والثقافة الموسيقيين للروائية.
كما تعتمد الرواية على الاقتصاد في اللغة طريقا للإمتاع السردي المؤسس على التراث المتوسطي، وبحس فني متميز تنسج الرواية عوالمها في لعبة يمتزج فيها الواقعي بالرمزي والفانتاستيك.
بعد روايتَيْ “الذروة” و"نادي الصنوبر” اللتين كانتا حدث موسمين أدبيين متتاليين، ستكون رواية “عرش معشق” لربيعة جلطي مفاجأة الموسم الأدبي القادم، في معرض الكتاب الدولي بالجزائر نهاية أكتوبر.

يومية الخبر الجزائرية

ميساء البشيتي 11 / 08 / 2013 22 : 12 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
تشوق كبير لقراءة هذه الرواية للأديبة الجزائرية ربيعة جلطي
فأنا للاسف لم أقرأ لها لغاية اللحظة
أحلام مستغانمي تستحوذ على كل وقتي وتفكيري
لكن الآن يجب أن أبدأ البحث عن " عرش معشق"
وكل الشكر لك شاعرنا العزيز أستاذ محمد ودمت بخير

محمد الصالح الجزائري 11 / 08 / 2013 35 : 12 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
شكرا لك على المرور الجميل والتواصل الرائع..موعدنا شهر أكتوبر ومع رواية الأديبة جلطي..سأحاول البحث عن الروايتين السابقتين لنفس الكاتبة ..وأعرض في المنتدى ما تيسّر منهما..شكرا لك مرة أخرى..

الصادق عبد المالك 11 / 08 / 2013 00 : 12 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
الجزائر والحمد لله غنية بادباءها وشعراءها وكتابها وان شاء الله نسير في درب خطاهم.....

د. منذر أبوشعر 11 / 08 / 2013 03 : 12 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
ننتظر بلهفة كل مايوصلنا بإبداع أهلنا في المغرب ، وألاحظ أن السمة التي تطبع إنتاج الجميع: جدة شكل الطرح، وجرأة كسر (التابوهات) بيسر دون كلفة
وببساطة مطلقة..وربما كان (للوسط) وطبيعة (الجغرافيا) دور في ذلك ! فمارأيك ؟!

الصادق عبد المالك 11 / 08 / 2013 10 : 12 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
ننتظر بلهفة كل مايوصلنا بإبداع أهلنا في المغرب....
منذر ابو شعر هل تقصد بكلامك المغرب ام الجزائر.....؟؟؟؟

ليلى مرجان 11 / 08 / 2013 41 : 03 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 


ننتظر بلهفة وصول الفلذة الأخيرة للكاتبة الجزائرية ربيعة جلطي إلى السوق المغربية بعد المعرض

سأبحث عن مؤلفاتها فأحلام مستغانمي نالت مني كتاباتها أرجو أن تكون الأديبة ربيعة في مستواها العالي

أ. عبد المالك المغرب العربي واحد
(المغرب ـ الجزائر ـ تونس ـ ليبياـ ...)
و هو كأي بلد عربي أو مسلم لا نحب التفريق بينهم و لو ب.....
و لكل بلد خيراته في كل الميادين

أحييك أخي تحية العروبة


الصادق عبد المالك 11 / 08 / 2013 17 : 10 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
وانا ايضا بالمناسبة احييك اختي ليلى ولكني فقط اردت من منذر ابو شعر ان يضبط كلامه جيدا وان يصحح خطأه هذا كل ما في الامر فانا لم اقصد التفرقة على وجه الاطلاق.....
وعلى كل حال نتمنى وصول كل الكتابات الادبية للجميع ان شاء الله حتى تعم الفائدة وعليه انا ايضا اهنئك اختاه بقدوم عيد الفطر المبارك وشكرا لك....

رشيد الميموني 12 / 08 / 2013 16 : 12 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
كما أحببت رواية "الافيون والعصا" لمولود معمري ، فإني عشقت "ابن الفقير" لمولود فرعون ، التي درسنا مقتطفات منها في الابتدائي وبطلها المدلل "فورولو"
أشكرك أخي محمد الصالح على هذه النبذة المختصرة لكاتب فذ .
تحية محبة لك .

محمد الصالح الجزائري 12 / 08 / 2013 03 : 05 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
الأخ والصديق الصادق شكرا لك على المرور والتعقيب..مودتي..

محمد الصالح الجزائري 12 / 08 / 2013 06 : 05 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
أجل أخي الأستاذ الفاضل منذر..للوسط وللجغرافيا دور كبير في جماليات الأدب المغاربي..أشكر لك مرورك الحاذق الجميل..

محمد الصالح الجزائري 12 / 08 / 2013 09 : 05 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
الأديبة الأنيقة الأستاذة ليلى..معك حق فدول المغرب العربي كلها بلد واحد ..لأنني مثلك لا أعترف بالحدود الجغرافية الوهمية..ما يجمعنا جميعا أكثر وأكبر مما يفرّقنا..شكرا لك على المرور الهادف..

محمد الصالح الجزائري 12 / 08 / 2013 13 : 05 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
أخي الغالي الأستاذ رشيد بصفة الجار الأقرب فأنت أقدر على معرفة الأدب الجزائري وأدبائه..فمولود معمري أو مولود فرعون أو غيرهما ممن يكتبون بالفرنسية أعظم من كتب أدبا حقيقيا في القرن الماضي..شكرا لك على المرور الحميمي..

محمد الصالح الجزائري 12 / 08 / 2013 34 : 06 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
نادية قندوز من مواليد سنة 1932 بالقصبة العتيقة بالعاصمة مجاهدة وممرّضة، شاركت في الثورة التحريرية، مثقفة، شاعرة بامتياز ..كتبت الكثير من القصائد عن الثورة ولكنها باللغة الفرنسية!!.توفيت نادية سنة 1992 في الرابع أفريل بسكتة قلبية متأثرة بالأحداث التي عرفتها الجزائر بعد 5 أكتوبر 1988
أصدرت ديوانين الأول بعنوان "أمال" سنة 1968، والثاني بعنوان "الحبل" سنة 1974.[frame="10 75"]
les hors-la-loi

"Tu es bien caché mon coeur

Là dans ton coin
Personne ne te voit
Bien sûr tu bats
Mais on ne t’atteint pas
Dis mon coeur dis-moi
La terreur
Les bérets
Les tanks
Tout ça ne t’atteint pas
Bien sûr il y a les bâlles
Mais mon coeur
Tu crois
Tu crois aux hors-la-loi
Leur sang coule en toi
Il brûle, il brûle
Comme le feu de la flamme
Et tes larmes mon coeur
Sont indignes de toi
Tu devrais bondir
Ruer
Crier
Au lieu de pleurer"

(Nadia Guendouz)




الخارجون عن القانون
أنت مختبئ جيدا يا قلبي
هنا في ركنك
طبعا أنت تخفق
لكن هنا لن يصلوا إليك
قل يا قلبي، قل لي
الرعب
القبعات
الدبابات
كل هذا لايصل إليك
طبعا هناك الرصاص
لكن ياقلبي
أتؤمن
أتؤمن بالخارجين عن القانون؟
دمهم يجري فيك
إنه يحترق، إنه يحترق
مثل نيران اللهب
ودموعك يا قلبي
غير جديرة بك
يجب أن تثبت
تحتج
تصرخ
عوض أن تبكي
لأجل اليوم الذي فيه شمسنا
تشرق على الانتصار
انتصار الخارجون عن القانون
1957
[/frame]

سلمان الراجحي 13 / 08 / 2013 34 : 10 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
شكرأ أخي أ.محمد على هذا الطرح الرائع

للتعريف بكتابنا وشعرائنا في بلدنا الثاني الجزائر...

دمتم بكل خير...

أخوكم سلمان الراجحي

محمد الصالح الجزائري 14 / 08 / 2013 43 : 02 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
أخي سلمان ..شكرا لك على المرور الجميل..وهذه من أنبل الغايات أن نعرف بعضنا بعضا أكثر فأكثر..مودتي..

محمد الصالح الجزائري 14 / 01 / 2014 03 : 10 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
[gdwl]
مالك حداد.. شعرية القص ورمزية النص.
[/gdwl][gdwl] مالك حداد (1927 ـ 1978) شاعر وكاتب وروائي جزائري أصله من منطقة القبائل. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري وفيها تعلم. ثم سافر إلى فرنسا ونال الإجازة في الحقوق ولما عاد أصدر مجلة " التقدم" وشارك في الثورة الجزائرية. تميز إنتاجه بنفحة فلسفية. له :
( المأساة في خطر) و( الإحساس الأخير) و ديوان ( أنصتي وأنا أناديك ) و (رصيف الأزهار لا يجيب ) و (سأهبك غزالة ) وكلها بالفرنسية. [/gdwl]


يعدُّ خطابُ الهويّة في أدب مالك، أقوى هدف اشتغل لأجله ومحْوَرَ كل أعماله حوله، لعلمه بأن فلسفة بناء الذات التي رباه والده عليها، والتي رفعَت من شأن فرنسا ثقافيا قبل أن تمتدّ إلى الصروح الحضارية، هي نفسها قوّة تدمير الوجه العنيف في الثقافة التنويرية التي تخفي الكثير من التعالي ومن العنصرية في السلوك البرّاني. وهي النقطة التي يستدلُّ بها عبر عبارات قوية جدا جاءت على لسان مصطفى كاتب في « الأصفار تدور حول نفسها»: « تمكنّا من مقاومة «بيجو»، ولم نستطع أن نفعل ذلك مع «موليير».
كانت لغة السّلاح التي أشهرها الجزائريون، هي لغة التعبير عن تفاقم اليأس ليس إلاّ.انتفَت حينها كل صنوف الصّبر. تراكمتْ جثَثُ المطالَبَة بالمساواة خارج كلِّ أنواع الاحتمال. صار كلُّ شيء يتأرجح بين الشاعر والعسكري: أي بين الحياة والموت. صار الشاعر عسكريا في انتمائه إلى حلم التحرير والمِراس السياسي عبر نصوصه، رغم إدراكه لفداحة الموقف، وصار العسكريُّ عسكريا متشددا بلا شِعْر؛ هذا ما سوف يطفح كالبثور على حضارة القتل التي مارسها الاستعمار، في «الشقاء»:». وحين يمضي جُنديٌّ للقتال، فليس من حقه أن يُغنّي. ولتحترم الأزهارَ، ولا تضَعْها على فوّهة بندقيّتكَ». حينها، سيؤكد مالك والبندقية في حبره، بأن الحبّ يظلّ هو المرافق الأبدي للكاتب أينما كان، ويطالبه،إن هو تخلى عن الحبّ،بأن يتخلى معه أيضا عن الكتابة:» أنتَ تكتُبْ لأنّك تحبّ. إذا لم تكن كذلك فضع القلم..». هذه هي قمّة الصّراع الحضاري التي لا يريد المستعمر أن تتقن «الأندجينا» استعمال مفاتيحها. لذلك، سوف يدخل مالك حداد العملَ السّياسي السريّ، مما سيدفع بالبوليس السياسي إلى ملاحقته، كي تحطّ الفجيعة إلى الأبد في قلب «حمامة» والدته فجر ذلك اليوم، ساعة مرور بائع اللّبن ببيته في أعالي «الفوبور لاميه». سيغادر حينها أيضا صفوف دراسةَ الحقوق في إيكس أون بروفانس، كي يتسكع بألمه مع كاتب ياسين ومحمد أسياخم في حقول «لا كمارغ»، التي سترافقه رقصاتها حتى هضاب الجزائر وتلالها المشتعلة غضبا. فينتصر الكاتب فيه كمحامٍ، ويخيب المحامي فيه إلى الأبد.
من سيكتب حينها أجمل من مالك حدّاد عن غضب الحقول، عن الزُّرُع وعن النباتات البريّة، عن الدّلب وعن الزّعتر وعن العشرينيين الذين لا يرون في العاصمة إلاّ مقاهيها ومحافلها التي لا تنام في العيون المتطرّفة الزرقاء ومن والاهم من الموبوئين؟، من سيكتب أجمل من مالك حدَّاد عن فيلا سيزيني التي شهِدَت آخر أيام الرجل الشُّجاع الذي أمرَ شعبه بأن يُبعد الثورة، حتى بعد استقلال بلاده أبدا عن الصالونات إلى شوارع الفقراء؟، من سيكتب عن أمطار الدّم التي هطلت على أعالي «النمامشة» التي لم يحسن العسكر المستعمر أبدا نطقها صحيحة، فحوّلوا غضبهم إلى حمّامات الاستنطاق التي تفنّنوا في استيلاد الاعتراف فيها من المسلوبين؟.
من سيكتب مثل مالك حدّاد عن أجمل امرأة تغازلها اللّغة ذاتها فتضوّعها باسم «جميلة»، وتعِدُها بطفل التعذيب الذي لا يموت؟...من ذا سيكتب عن أشياءَ كثيرة تنام في صفحات هذا الديوان المتعب؟ من سيكتب مثل مالك حدّاد حينها عن فسحات الحرية التي أدرك بأنها لا تعدّ بالمسافات، بقدر ما تعدّ ببُعد الأحاسيس، كما كتب في»الأصفار» التي «تدور حول نفسها» بين جنسين بشريين يفرقهما الإحساس المقيت بالتعالي؟

مقطع من مقدمة الكاتب شرف الدين شكري للترجمة مجموعة من أشعار مالك حداد ـ في إصداره (عام جديد بلون الكرز) جانفي 2014



فتيحة الدرابي 16 / 01 / 2014 16 : 02 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
باذرة حسنة من إنسان طيب يستحق كل الاحترام والتقدير، هذه البادرة تحسب لك في ميزان حسناتك ، بالتوفيق أ. العزيز محمد الصالح الجزائري

محمد الصالح الجزائري 16 / 01 / 2014 46 : 09 PM

رد: أدباء من الجزائر...
 
الأخت الغالية الأستاذة فتيحة شكرا لك على المرور المشجّع الجميل..مودّتي وتقديري..

ليلى مرجان 17 / 01 / 2014 32 : 12 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 


شكرا لك أستاذي الغالي على تسليط الضوء على منارات سيظل إنتاجها شاهدا على نورها

محمد الصالح الجزائري 17 / 01 / 2014 46 : 01 AM

رد: أدباء من الجزائر...
 
شكرا جزيلا لك الجارة الغالية الأستاذة ليلى على مرورك الجميل..مودتي..


الساعة الآن 17 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية