![]() |
الحقيبة الحمــــراء .
الحقــيبة الحمـــــــــــــــــراء
كباقي الأطفال كان ينتظر بفارغ الصبر أن تُفتح أبواب المدارس في صباح الغد .. وأن يُعلن عن عودة الدراسة من جديد .. وأن يطير كملاك بلا أجنحة يعانق أسوار مدرسته .. يهبط من سماءها .. ويقفز فوق ترابها كما اعتاد كل صباح بعد كل اشتياق .. مذ بدأت العطلة الصيفية وهو في اشتياق دائم إلى مدرسته .. إلى صفه .. إلى الباحة حيث كان يجتمع هو وأصدقائه وجميع ورفاق الدراسة كي يلعبون .. ويأكلون .. ويتسامرون .. ويضحكون .. قد يتشاجرون .. لكنهم في النهاية يتصافون ويتصالحون . منذ بدأت العطلة الصيفية وهو يحلم بأول يوم تبتدئ فيه الدراسة .. هذا العام سيكون عاماً جديداً جداً .. سيحمل على كتفيه حقيبة حمراء بدل تلك الحقيبة الخضراء الباليه .. لطالما كانت نفسه تشتهي وتطلب هذه الحقيبة .. إنها الحقيبة الحمراء التي كانت تسرح وتمرح وتتجول كل ليلة في أروقة خياله .. حقيبة حمراء كتلك التي كان يغيظه بها رفيقه في الصف المجاور كلما رآه يحمل حقيبته الخضراء البالية على كتفيه يكاد يتساقط منها كل شيء بما فيهم كتبه ولوزامه المدرسية .. أما الآن فلا .. لن يسخر منه أحد .. ولن يغيظه أحد .. فها قد أحضرت الحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر .. وليس هذا فحسب بل أيضاً أحضر إليه الزيَّ المدرسي الجديد ..لا زيٌّ قديمٌ بعد اليوم .. فقد أصرَّ على والديه أنه لن يرتدي الزيَّ القديم لأكثر من عامين متتاليين .. وناضل كثيراً لأجل أن تتحقق أحلامه هذه .. وفي النهاية كان له ما يريد .. الزي المدرسي الجديد والحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر . نعم هو متشوق وجداً لأول يوم دراسي في مدرسته الحبيبة .. لن يقصَ من طول شعره في أول يوم كما يتوجب عليه دائماً .. يريد أن يُري معلمته الغالية على قلبه والتي اشتاق إليها بجنون كم هو جميل شعره حين يكون طويلاً ومنسدلاً على أكتافه .. وأكثر من ذلك حين يعكصه إلى الخلف كضفائر الفتيات الجميلات .. ها هو قد أصبح شاباً وسيماً في السابعة من عمره .. يعكص شعره الطويل إلى الخلف .. ويضع أيضاً في معصمه سواراً بلاستيكياً جميلاً .. لونه أحمر أيضاً .. يليق بالحقيبة الحمراء .. كل يوم كان يحلم .. كل ليله كان يحلم .. كان يحلم وينتظر .. ويحلم وينتظر أن يتحقق الحلم .. ذات ليلة غاضبة .. زمجرت فيها السماء.. وعربدت فيها الغيوم السوداء .. وأمطرت حمماً سوداء .. سحابة سوداء من تلك تسللت إلى وسادة الطفل وهو يحلم .. فسرقت الحلم .. خطفت الحلم .. دمرت الحلم .. قُصف الحلم وهو في فراش الطفولة .. قُصف الحلم ودُمرَّ بالكامل مع ما تم قصفه وتدميره وتخريبه على أيدي جحافل الصهاينة الغزاة .. دُمرَّ كل شيء .. ولم يبقَ من الحلم شيئاً سوى أشلاء حقيبة حمراء كانت تنام على وسادة الغد.. وأشلاء يدٍ صغيرة لطفل كان حلمه في السابعة من العمر.. ومعصمٍ مبتور بوحشية التتار كان معلقاً في ذيله سوار بلاستيكي أحمر اللون .. ربما كان لحلم ينتظر بفارغ الشوق أول يوم في المدرسة . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
يا لحزن الخواطر عندما تُغنى لأطفال عزة ،،ويا لوجع الحروف كم تسقط في قلوينا
الحسرات والآهات أحمر لون الوجود فيك يا غزة هاشم حزين حرفك حتى الصدق كما عهدناه أ.ميساء تحيتي |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
أختي الأديبة الحقوقية ميساء،أميرة عذب البوح الجميل:
قتلوا الطفولة ..هم يقتلونها بكل مكان بدم بارد..ولاكلام سوى الاحتجاج ! وحسبي الله ونعم الوكيل ،حسبي الله على كل عات ظالم . والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الكلام. |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
هكذا هم الغزاة أختي العزيزه
وخاصة الصهاينه قد خلت قلوبهم من الرحمه لايسلم منهم شيء أغتصبوا الارض وماعليها ذبحوا الطفوله ومزقوا بلداننا والقادم أعظم تحياتي ومودتي وورودي أخوك سلمان الراجحي |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphoto...00086062_n.jpg غاليتي الأستاذة ميساء منذ الأمس كلما كتبت ردا يتعطل المتصفح لذا آثرت ان أضع هذه الصورة و ق.ق.ج كانت حصريا في غزة حلم بأن يصبح طيار روحه حلقت قبله مبتسمة شكرا للصاروخ ! تقديري و ودي |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
ولم يعد أطفال غزة وحدهم ضحايا القصف الصهيوني
هناك الكثير والطفولة أصبحت مستهدفة جدا شكرا لحضورك العزيز غاليتي عروبة ولطيب تواصلك ودمت دائما بخير . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
نعم أخي منذر إنهم يستهدفون الطفولة في كل مكان
العداء الحقيقي ينصب للطفولة بشكل أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله شكرا لطيب الحضور والردود والتواصل الجميل وأتمنى لك كل الخير أخي العزيز د. منذر |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
الصهاينة وغيرهم أخي سلمان
كلٌّ يوجه مدفعه نحو وجه الطفولة وربنا يجيرنا مما هو أفظع شكرا لمرورك البهي أخي سلمان ودمت بألف خير . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
شكرا على الصورة المعبرة جدا غاليتي وسام
وشكرا على القصة القصيرة وشكرا على حضورك الذي يسعدني دائما ودمت لنا بكل الخير . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
الغالية ميساء
حضور مميز لهذا الاغتيال المأساوي لكل ماهو جميل في حياتنا ولكل الأحلام ، وما يؤلمنا أنّ الحرب تغتال الأحلام الوردية بأيدي الصهاينة وبأيدي رؤساءنا ، سرد جميل ، ولغة سلسة تنساب إلى القلب بيسر كما هي ميساء الحبيبة ودمت قلما دافقا بكل حبّ |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
شكرا لك أستاذة ميساء على هذه القصة المعبرة
بالنسبة لي إن أي طفل يموت في هذا العالم هو أمر مؤلم لي ... في أي بلد كان وللطفولة الفلسطينية وللطفولة العربية قصص مؤلمة جدا مع الحروب داخليا وخارجيا ... اللهم أنعم على بلادنا العربية بالامن والسلام اللهم آمين شكر ا لك على هذه القصة المعبرة |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
قصة مميزة ومؤثرة في نفس الوقت .. تنعي طفولة بكل أحلامها وبراءتها ..
كما قلت ميساء .. الصهاينة وغيرهم شركاء في الجريمة .. لا أدري كيف سهوت عن هذا النص المميز .. دام لك الألق . مع خالص مودتي . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
كان حلمه مجرد حقيبة حمراء وابتسامة معلمة لشعره المنسدل.. مفجع كيف تموت الطفولة مع الأنفاس الأولى للحلم... لك الله يا فلسطين.. حرف يلامس الروح.. تقديري واحترامي |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
حتى أحلامنا مسروقة أديبتنا الغالية ميساء البشيتي. لا قيمة للإنسان حين تصبح عقيدة الشرّ والتمييز العنصري هي الرائدة. هذا قدرنا ولا بدّ أن نعمل ونبذل الجهود لتغيير هذا الواقع.
دام قلمك المتميّز. |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
غاليتي فاطمة عبد الرحيم
مساء الورد وأعتذر منك ومن جميع الأحبة لتأخري بالرد لظروف خارجة عن إرادتي غاليتي فاطمة اليوم واليوم تحديداً لم يعد لدينا من ثقافات سوى ثقافة الاغتيال ومع ذلك يبقى المشهد غير مألوف ويثير في نفوسنا المزيد من الحنق والغضب والقهر شكرا لحضورك الذي أحبه ودمت بخير دائماً . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
طبعا علاء وأنا معك ضد قتل الطفولة بأي مكان وعلى يد كائن من يكون
ولكن على ما يبدو الطفولة مستهدفة وإلى أبعد مدى شكرا لحضورك الذي أفتقده جدا وعلَّ المانع خيراً يا علاء دمت بألف خير وسعادة . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
صدق يا رشيد وأنا أيضاً لا أدري كيف أنتَ سهوت عن هذه القصة
مع أنني فعلياً لم أكن أدري بوجودها ولكنها بعد أن ظهرت للسطح تأثرت بها جدا ربما لأنأداة القتل لا تزال تنحر شرايين الطفولة على مرأى ومسمع العالم شكرا لك رشيد ودمت بخير دائماً . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
العزيزة آمال بوضياف
مساء الورد وأهلا بك عزيزتي شكرا على حضورك الحلو وتفاعلك الجميل مع القصة بوركت وبورك حضورك الجميل . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
نعم أستاذ خيري لا نزال نراوح في مكاننا
لم نتقدم خطوة نحو حماية هذه الطفولة البريئة من براثن المحتل ولكن يكفي أن النية قائمة بإذن الله شكرا لك ودمت بألف خير . |
رد: الحقيبة الحمــــراء .
حكاية مؤلمة من واقع مؤلم أجاد قلمك نقلها صورا إلى القارئ.
تحيتي لك صديقتي. |
الساعة الآن 53 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية