![]() |
لستني
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]داهم الموت دورة الحياة وكنت أنتظر الربيع وغزوة النرجس الأولى.غادر بعد أن أودعني دوامة الغياب .أوقفني على هامش الأماني بلا خجل.
لستني حين تشرق الشمس ولاتدغدغ فيَّ أدنى إحساس بالوجود ، لستني حين أمشي وترافقني المناظر كلوحات زائفة ، لست سيدة الأمـل وهو يسقط كتفاحة بين يدي ولا أكلف نفسي حتى عناء التساؤل عمَّا يمكنني أن أفعله به. يبتلعني بحر الإرهاق، أنام لأصحو وأتعب سويعات بعد صحوي. ''كُلُّ هذا من أثر خيانة الحياة لي '' أقولها في نفسي كي لا أردد أن أبي غادر الدنيا وما فيـها، أن بطلاً من سلسلة يومياتنا العائلية قد انطفأت شمعته ليبدأ رحلـة الابتعـاد الواقية من اللمسات والنظرات. أصبح المستقبل مقبلاً بفجره وظُهره وأفول شموسه دون صلوات ودعوات أبي وعليه أن يتعود على فراغ غرفته من خشوعها. علَيَّ قبله أن أُقنع نفسي أنه حدث أن باغتتنا سطوة الموت قبيل الربيع وفي غمرة نضال صفرة النرجس للتحرر من قبضة التراب والغشاء الأخضر. بين الزمنين وبعدهما ستسمع الكائنات والسماوات همستي اليومية ''إلى جنات الخلد ياأبتي و رحمة الله الواسعــة'' ولتتعود عليها كطقس جديد يرافقني، كابتسامة تلبسُ شفتي تزول ثم تَعُود . Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: لستني
هو الموت يا أختي العزيزة .. وهو حق .. ولا نملك إلا أن نسلم بقضاء الله وقدره ..
من منا لم يذق مرارة الفراق بعد حياة كنا ننعم فيها بحنان الأب وكأننا في واحة نتفيأ ظلالها ؟ عما قريب ستحل الذكرى الثانية لرحيل والدي .. ولازلت غير مصدق رحيله .. أجمل وفاء نحمله لأحبابنا هو دعواتنا .. رحم الله والدك أختي نصيرة وألهمك الصبر و السلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون . |
رد: لستني
لاحول ولا قوة إلا بالله ،إنا لله وإنا له لراجعون.. تعطل الكلام والتغى كل عزاء..فصعب الفراق،ومُرٌّ مذاقه ،لكننا لانملك سوى مزيد الدعاء والصبر والدموع. رحم الله فقيدنا ،وبارك بك،ومنك نستمد استمرار بركة كل غد. |
رد: لستني
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]رحم الله والدك أستاذ رشيد وشكرا لكلماتك الطيبة أنت والدكتور منذر.
كل الخير أتمناه لكما ودمتما في رعاية الله وحفظه.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: لستني
[align=justify]نصيرتي الحبيبة حين تقسو علينا الحياة وتأخذ منا أحب الناس إلى قلوبنا وتنسدل الستارة على أيام الطفولة وضحكاتها وأحلامها الخوالي يتغير وجه الحياة ويحل الشرخ فنفقد الاطمئنان لها والإحساس بالأمان فوق دروبها.. حين يرحل أصل الحياة نغدو وكأننا أغصان بترت عن أشجارها ويبدو كل مشهد كان ثابتاً في مكانه قابل للانقضاض والتحول إلى كومة أطلال حين يأت يوم تشرق شمسه سوداء وتنهض أشباح الخوف والفقد تتغير كل حياتنا... نعم رحيل الأحبة صعب وفراقهم مر والشوق لهم موجع ولكن.. هل يرحل الأحبة يا نصيرة هل يرح من سكنوا في كل خلية في دماءنا وتركوا فينا مورثاتهم وذاكرتهم وما لا يعد ولا يحصى منهم؟؟! الأب يرحل منه الجسد ليستقر فينا وينام في أعماق ذواتنا ونحمله في صحو أعيننا ومطرها كلما أشرق دمع الشوق ومرارة الفقد.. إذا ذهب الجسد وتفجر الشوق في عروقك فناجيه وافتحي لروحه على روحك كل المسارات.. بين روحك وروحه لا فراق فهو معك الآن أكثر مما كان.. اكتبي له وعنه واحم بالحبر ذكراه من فصول النسيان صديقتي تؤلمني جراحك وتجرحني آلامك وتجرعك كأس الفراق لكنه قدر الله وكلنا على هذا العالم مجرد ضيوف.. قلبي معك نصيرتي[/align] |
رد: لستني
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]كتبت عنه ياصديقتي نزراً يسيراً مما سمعت يوم عزاءه وأعرف عنه ومن ذكرياتنا. لكن يمكن أن أكتب كثيرا وطويلا عزاء تلو عزاء يقام لأبي. هذا الأسبوع سيجتمع أصدقاؤه مجددا لذكر الله طويلا ترحما عليه وأنا هنا أتحدث عن أشخاص بالعشرات.
ترددت في أن أنشر في الموقع كلماتي وأرسلت لك صورته ووالدتي لقربك مني ولأنك شجعتني أقربك اليوم أكثر من صورة الرجل الصالح الذي كانه أبي وقبلها أقول أني تعلمت من حكايات بعض من تحدثوا عنه بأن في زيارة المريض ومساندة المحتاج خير عظيم وأن هناك أموراً كان يوليها والدي اهتماما ويقتطع من وقته وقتا لها كنا لا نتوقف عندها واكتشفنا أنها رفعت من معنويات الآخرين وكبرت في أعينهم كثيرا وجعلتهم يحبون والدي ويذكرون جميله على الدوام. قالت لي إحدى القريبات وهي شابة أن جدتها تذكر والدي على الدوام وتدعو له. لأنه كان يزور ابنتها في المستشفى ( كانت زوجة عمه) ويتفقدها بما تحتاج إليه وأنه اصطحب أمها (أي الجدة) لزيارتها فوجد الباب موصدا فقفز سوراً ودخل وجد زوجة عمه قد ماتت فواسى أبي أمها وقام بما يلزم من إجراءات ولم يضق ذرعا بتقديم أي مساعدات. وفي نفس السياق حكى رجل كيف أن أبي زاره في المستشفى وكانت قد أُجريت له عملية جراحية بسيطة فاشترى له والدي فاكهة من بينها فاكهة استوائية كان لم يذقها قط في حياته فكانت أمنية الرجل أن يزور أبي وهو يتعافى ويقدم له ذات الفاكهة.. أُناس بسطاء وحكايات كثيرة وعزيز فقدناه بكاه من أحبوه دون أن تجمعهم رابطة الدم واعتصر الألم قلوب والدايه وإخوته وزوجته و أبنائه وسلوانا أنه عمل لآخرته في دنياه كل يوم وكأنه يموت غدا. ماكتبته عن أبي فور عودتي إلى بيتي: أنا ابنة رجل صالح لتتدفق الحروف كما تهوى للحديث عن أبي. فبسيرته تطرب الكلمات وتنتشي الطيبة ويتحول ثقل الحسنات إلى فخر مابعده فخر وإلى نور ينتصر لدعاء الفجر. أبي المصطفى كما تناديه جدتي ومصطفى كما يناديه من يتعاملون معه من جيران وأحباب وأصحاب، رجل من فئة النادرين والعابرين ممن لا تنقطع ذكراهم بغيابهم فاسمه وعطاءه وعمله ونصائحه لاتتآكل مع الزمن ولايطويها النسيان. رجل أحب الله ورسوله واختار طريق الفضيلة والخير فلم يسكن حب المال قلبه ولا غرته السبل الملتوية أو دروب الزائغين. اختار التعبد والزهد منذ سنوات عدة، فصام مايزيد عن ست عشرة سنة كان يفطر فيها في أيام قلائل معدودات من بينها أيام العيد والأيام التي يزور فيها والديه. قام الليل ولم تفته الصلوات ولا الذكر ولا قراءة كتاب الله الذي ختمه مراراً ومراراً. لم يعمر والدي تختوخ مصطفى طويلا فقد توفي صبيحة يوم الأربعاء 6 مارس 2013عن عمر يناهز الأربع وستين عاماً لكنه اختزل السنوات وركزها وكثف فيها صلته بخالقه حتى بدا والناس يحكون عن أفضاله وكأنه أقام بينهم دهراً. وفَجَّر في نفوسهم مشاعر اللوعة والحسرة وكأنَّه كنز إنساني ليس عليه أن يُفقد أو يغيب. قال أصغر إخوتي وهو يرى المساكين يتوافدون للعزاء:''هاقد أتى أصدق أصدقائه ''. فقد أحب والدي إكرام المسكين وأوصانا دوما بالصدقة. وقف متشرد أمام البيت يبكي '' ليتني ماعشت لأرى يوم عزائك '' وتحدث عن مروره اليومي للمخبزة التي يمتلكها والدي لأخذ خبز يسد رمقه. سأله أخي أن يبقى لتناول عشاءه فرفض فما استلذ طعم الزاد في يوم مرير كيوم وفاة والدي. وبكته امرأة أشهدت الملائكة على عمله قائلة:'' ياملائكة اشهدي فإنني مررت عليه جائعة وقلت له ياعمي مصطفى اعطني خبزة مجانا. فسألني: أعندك زوج؟ فقلت : لا. وأضاف : أعندك أولاد ؟ فقلت: لا، لاأولاد عندي فأمر أن آخذ كل يوم خبزي من عنده مجانا ''. سألت أمي من يكون هذا المتشرد الذي يبكي والدي فردت: هو واحد من هؤلاء الذين قدر والدك ظروفهم وكان يقول أن لله حكمته في كونهم على ما هم عليه وأن ذاك الرجل قبل ذلك قال لوالدي:'' يامصطفى إن الله لم يكتب لرجل مثلك أن يبني مخبزا في هذا المكان إلاَّ لحكمة ''. رغم بساطة فكره ورغم فقره تحدث المسكين بما اقتنع به مصطفى تختوخ دوما. الله لم يخلقه عبثاً وليس الطمع في الدنيا ما يروي ظَمِئاً طامعا في النهل من أنهار جنات الخلد. لم يتناول والدي غذاءً أو عشاءً دون التأكد من أن العاملين عنده قد وصلهم طعامهم ولم يجد حرجا في أن يُدْخل ضيفا ضريرا صادفه على أعتاب مسجد أو محتاجا جمعه به ظرف كي يشاركه مائدته. يوم عزاءه أقام له أحد أصحابه وجيرانه عزاءً ثانيا في بيته وأودع بعض من عرفوه أمانات للتصدق بها ليُجزى عليها ومشى قبل ذلك في جنازته جمع غفير من محبيه وأعز الأعزاء فيهم والده(أي جدي أمد الله في عمره) وبنوه وأخوان من إخوته الذين اعتصر الحزن قلوبهم وهم يدعون له بالرحمة والمغفرة مطمئنين. لقد عمل أبي لآخرته ودافع عن الحق والعدل في دنياه. لم يخش في الحق لومة لائم ولم يتملق لأحد وماخدعته المظاهر الزائفة يوماً. اجتمع في عزائه الثري والفقير والأكاديمي والأمي ووصلتنا التعازي من الوجهاء والبسطاء ومن الرجال والنساء. لقد مات مصطفى تختوخ الذي بشرت به أمه قبل مولده ورأت وجهه وضاءً في استدارة القمر. لقد غادرنا ومازلنا كل يوم نسمع عن أفضاله وسيرته حكايات لم نعرفها، تقدم لنا التعازي ونتساءل أحيانا متى عرف أبي هذا أو ذاك أو كيف يعرف هذا أو ذاك أبي لكن أحد المعزين أجاب عن السؤال وأطفأ حيرتنا :'' قُلْ ومن لا يعرف مصطفى؟ ''. رحمك الله ياحبيبنا وفخرنا، يامن ربيتنا وأوصيتنا بعمل الخير وبالعيش بالحلال الطيب. رحمك الله ياأبي يامن سعدت بوجودنا وحضورنا وفرحت بنجاحاتنا. رحمك الله وجعل جنة الخلد مثواك. ياروعـة فرحك بلقاء الأخيار والأبرار وياللوعـة فراقنا وشوقنا لصوتك وضحكتك! سنظل نحبك ونفتخر بك وعلى دربك نسير حتى نلقاك ونقبل يديك الطاهرتين. رحمك الله ياأعز الناس، ياأغلى الأحبة ياأبي. Nassira ****************شكرا على مواساتك وكلماتك الطيبة صديقتي العزيزة. [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: لستني
فراق الموت لابد منه يوماً من الأيام ، وكم يصعب علينا الاعتياد عليه ، وقد لا نستطيع ! رحم الله والدكِ عزيزتي نصيرة .. وكان الله في عونك ... ودي ووردي لكِ |
رد: لستني
لا جديد إنها خيانة الحياة ،التي علينا أن نقبل بها شئنا أم أبينا
لقد كان أوان رحيله باكرا وسريعا هكذا الاحبة الغوالي يختارون السفر المُبكر لندعو للفقيد بالرحمة ،ولكم الصبر والسلوان تحيتي |
رد: لستني
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]العزيزتان فاطمة وعروبة شكرا لكما ولما جاد به قلبيكما من كلمات طيبة.
رحم الله والدي ودمتما بكل خير.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: لستني
رحم الله والدك أستاذه نصيره
وادخله فسيح جناته وألهمكم الصبر والسلوان...واعانكم على الفراق أنه سميع الدعاء تحياتي وتقديري أخوك سلمان الراجحي |
رد: لستني
الأديبة العزيزة نصيرة تختوخ، ليس من السهل وداع الوالد للأبد، وإن كانت هذه المقولة غير دقيقة فالأبدية متواجدة فينا ولا شكّ بأنّ ذكراه ستبقى خالدة ما دام هناك دعاء ليس بعيدًا عن مثواه الأخير.
رحم الله والدك ووالدي ووالد جميع الأدباء والأصدقاء في هذا المحفل الأدبيّ الكبير. الأحت العزيزة نصيرة. العام 2011، أخبرني الوالد عبر الهاتف بأنّ الأطباء قد اكتشفوا ورمًا سرطانيًا في رئته، لكنهم لم يخبروه بأنّه في المرحلة قبل النهائية. حين سافرت إلى الأردن للمرّة الأولى بعد أن أدركت إصابته بالسرطان كان بانتظاري في مطار عمّان الدولي. في المرة الثانية كان بانتظاري عند أسفل الشارع، في المرّة الثالثة كان بانتظاري في السرير. في المرّة الرابعة - عفوًا لا توجد مرّة رابعة، كانت تلك الرحلة لزيارة قبره. ما يزيد على السنّة بقليل هي فترة الموت المعلن لدى والدي، لذا تمنّيت أن يبلغني الموت وأنا أركض كيلا يصاب من حولي بالألم والعذاب النفسي. إقبلي تعازيّ الحارّة ولا حول ولا قوّة إلا بالله. |
رد: لستني
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ سلمان أشكر طيبتك وكلماتك المواسية لاأراك الله مكروها.
تحيتي[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: لستني
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]إنَّه ثاني يوم في فصل الربيع أستاذ خيري كان من المفروض أن أدخل نور الأدب بفرشاة ملونـة وأرفع ستائر الصباح وأصنع للتحيات أجنحـة أو أُطيِّرها بخيوط. لم أفعل أي شيء من هذا وكل مايبدو أني قمت به أني فتحت الجروح والذكريات الأليمـة.
من ضمن ماحكاه رجل لأخي يوم أمس أنه ووالدي جَلسَا بالقرب من رجلٍ كان على فراش الموت وكانا يعلمنا بسوء حالته لكن الطبيب وهو يخرج من عنده قال للرجل أن يدعو لنفسه بالشفاء. صمت بعدها والدي قليلا ثم حكى للمريض حكاية فقيه وطبيب وكيف أن الفقيه اختار أن يدعو لنفسه بأن يثبته الله ساعة دنو أجله. قال الرجل أن والدي حكى القصة بأسلوب مقنع وراجح ومريح جعلت المريض منصتا، مستأنساً يقترب من ربه أكثر ويدعو لنفسه بالثبات وهو لم يعش بعد ذلك طويلا. هكذا كان أبي يطمئن ويساعد غيره بما يراه خيراً في أحلك اللحظات فما بِيَ أَذرو الحزن وأوقظُ آلامكم؟ رحمَ الله والدك ووالدي وكل ربيع والإنسانية ساعيةٌ للصلاح والأفضل ومتمسكة بحبال الأمـل والثـقة في انتصار الخير. سأشتاق كثيراً لأبي ومع ذلك لاأحب أن يُغلِّفَ الحزن الأجواء بسببي أو أن يكتم أحدٌ ابتسامته أو احتفاءه بالحياة لأن الموت أطلَّ بسواده وغَيَّب والدي. دمت بكل الخير.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: لستني
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset limegreen;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]ذكريات ـــ1ـــ
كان والدي يمازحني قائلا : '' لقد زُرْتِ برج إيفل وأنا أحملك في سَلَّةٍ كأرنبة '' ويبتسم. وأظن السلة مهدي هذا الذي أستلقي فيه وأنا طفلة رضيعة. http://up.arab-x.com/May12/H9866992.png حملني والدي بفرح ومتعة ساعتها لأشاهد باريس معه وكنت أتمنى من القلب أن أمشي إلى جانبه في المدينة العجوز المتجددة التي شهدت شبابه وجولاته. نصعد معا برج إيفل ونضحك ساخرين من السنين. أمنية أخرى ضائعة قطع عليها الموت مشوارها. سأزور باريس قريبا إن شاء الله وفي أعالي البرج ،إن اخترت صعوده مجددا، سأدعو له بالرحمة ككل يوم وقد يبتسم حيث هو وتمسح بسمته دموعي. رحمك الله ياأبي. Nassira 20-03-2013[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: لستني
هوني عليك أ. نصيرة؛ فالحزن لن يعوض الفقيد الغالي، لأبيك جنة الخلد و لروحه السلام الأبدي. حب الوالدين لا يضاهيه حب و معروف أن كل بنت بأبيها معجبة لكن عندما يكون الأب أبا و أخا و صديقا و حبيبا ففراقه لوعة ليس مثلها لوعة و من غرف من آلامها و تجرع مرارتها تجديه أكثر تعايشا مع حزن الفراق؛ فترمين جمار آلامك سهاما على جراحاته فتتضاعف آلامه مع آلامك ويبكي في صمت أحزانه عندما تنثرين حزنك ظاهرا و خفيا وراء رقراق الكلمات.
صعب فراق الأب و عندما تذكيرنه وتبوحين بوقائع حقيقية لم تشهديها إلا أنت و من حوله قد تفوق الواقع؛ لكن مشيئة الله أحدثتها فلا يصدقها البعض تحسين بغصة تخنق أنفاسك و هذا ما حصل معي و أنا أتحدث عن الغالي المرحوم أبي. رحم الله آباءنا و أسكنهم فسيح جنانه وغفر للناس سوء ظنهم و لنا أجمعين. |
رد: لستني
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أكبر من كل الكلمات روعتك ياأبتي!
أكبر من كل الكلمات أن يُشرِّع الإنسان قلبه لإنسانٍ آخر بِثِقَةٍ فيَلِجَه هذا الأخير كالنور مُنْتشراً بدفءٍ وضياء. الواهبون المحبـة والأمـل الممتلئة أرواحهم بالطمأنينـة يُحَرِّكُون النَّبض بما تأنسُ له النَّفس وتستريـح ، من يَضِق بهم والرحابة في سلوكهم فينازعـهم يكن الجزع وقفـص المخاوف ساجنه. ليسوا مُنَزَّهين ولا قديسين لكنهم المائزون بمواقفهم واختياراتهم التي وإن أتعبتهم أراحتهم. تختوخ مصطفى كان واحداً من هؤلاء. سكب الله في قلبه مودة الناس والرحمـة فأغفلت عيناه رؤيـة الفوارق الشكليـة وتجاوزتها إلى أصل الإنسان الطيني الذي يمسح معايير التفاضل الظاهرية. كَرِهَ والدي التكبر بكل أشكالـه وأنكر التَّقدير المُبَالغ للمناصب ومقت التذلل والتملق. لم يتلعثم في حضور من حملوا شهادات علمية أكبر من شهاداته أو من تفاخروا بإنجازاتهم الماديـة فهو حسب قناعاته صال وجال ورأى وتعلم وخَبِر الناس من كل الفئات والأجناس فلم يَعُدْ الإنسان يُرْهِبُه أو يُربكه وإن كان بعضٌ ممن ستنال منهم العدالة الإلهية آذوه كثيراً في أيام احتاج فيها لراحة الجسد والخاطر. أذكر على سبيل المثال جاراً دأب على محاربة أبي في مصادر رزقه مستغلاًّ منصبه منتقماً من والدي الذي لم يعتبره دوماً أكثر من مُرتشٍ، خائن لواجبه . كان والدي وطنيا صادقاً مُحِبًّا لبلده المغرب غيوراً عليه وأتعسه مراراً الصراع مع المجرمين المُقَنَّعين الذين يتواطأون مع مسيئين أصغر منهم منصبا دون أن يكونوا أكثر وضاعة. ''المغرب من أفضل بلاد الله '' ،'' المغرب بلد أولياء الله الصالحين'' ،'' المغرب أرفع البلدان '' ...عبارات كان يرددها بكامل قناعتـه وإن اصطدم بمنغصات في التعامل أو خيبات أمـل مَردُّها العبث واللامسؤولية. مؤسفٌ أن أتذكر اليوم بعد وفاته معاناة المواطن الذي تحلَّى بشجاعة الدفاع عن الحق و الرجل السِّتيني الذي كان يُسعده أن يزرع شجيرات بيديه الكريميتين ويستبشر بنموها فيستمتع جاٌر ضارٌّ آخر بقطعها خِلْسة ليلاً لأن منظرها لا يعجبه أوطغيانا منه في الأرض وتجبراً. تؤلمني، حتى وأنا أتحلى بالحياد، رقدته الأخيرة، وهو المغربي الذي سكن حُبُّ المغرب كل كرية من دمه، في مستشفى ينمُّ عن قطاع صحي لازال ينقصه الكثير ليحتضن المرضى بكامل الرعايـة والأريحية . رحمك الله ياأبي الحبيب وجعل جنات النعيم مأواك ومستقرك الأبدي رفقة الأبرار تنعمون فيها و الجنى منكم دانٍ. Nassira22-03-2013[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] *********[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]العزيزة ليلى شكرا لمشاعرك النبيلة النابعة من قلبك الطيب وإحساسك بألم الآخر وأنت الذائقة طعم الفراق قبلي. أكتب القليل عن سيرة الرجل الذي كانه أبي بحياد وحين أتحدث عن مشاعري نحوه فإن الكلمات تتدافع وتتدفق لوحدها لتأخذ مكانها وتأنس بحبي الكبير لوالدي. رحم الله والدك ووالدي وأسكنهما فسيح الجنان. دمت بكل الخير.[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: لستني
ما أحببت أن أفتح جراحك مع أني أعلك أنها لم تندمل... ولكني عز علي أن أدخل الموضوع وأعلم بفقده دون أترك كلمة رحمة على روحه...
رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان وجعل له فيك خير صدقة وخير دعاء.. عظم الله أجركم |
رد: لستني
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]مرحبا بعودتك وإطلالتك هنا أستاذة آمال.
شكرا لطيبة كلماتك ولحضورك الإنساني الجميل. رحم الله والدي وكل الخير وأطيب الأوقات أتمناها لك.[/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 45 : 04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية