![]() |
مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" صدق الله العظيم مجريات الأمور في الوطن العربي شكلت صدمات حقيقة بالنسبة لي كما لغيري.. وللأسف ما جرى في مصر منذ يومين أصابني بصدمة هائلة ... حقيقة أنا لست مع تيار الإخوان ، وكنت أثناء الانتخابات في العام الماضي أتمنى فوز حمدين صباحي لكونه يمثل الوجه القومي العربي والتيار الناصري ، ولكن على مدى العام الماضي وتطورات الأحداث تغير رأيي بصباحي وبسواه من الوجوه المعارضة بعد ما رأيت منهم. الديمقراطية و العقلية الديمقراطية تبنى بشكل تراكمي و مع الزمن و من خلال التجربة و الممارسة، ورفض الخضوع للقوة ليس ترفاً ولا فكرة نتبناها عندما تناسبنا في القضاء على من يخالفنا ونعاديها عندما تقف ضد ما نريد. الجيش قوة الدول للسيطرة وإخضاع الشعوب، وليس لحماية رغباتهم.. لم يكن كذلك ولن يكون في يوم من الأيام. أن لا أكون مع الاخوان لا يعني مطلقاً أن أقف مع الانقلاب العسكري على رئيس شرعي منتخب، فما حصل في مصر أمس عار على الديمقراطية …و عار على شباب ميدان التحرير.. منذ عام ونحن نراقب.. على الإخوان لوم كبير وأدائهم كان سيئاً لكن المعارضة التي يفترض أن تمثل الوجه الديمقراطي هي التي قامت باغتيال الديمقراطية ، ومن وجهة نظري أن كل الأطياف السياسية كانت لتكون أسوأ من الإخوان ضمن نفس الظروف التي وضعوا بها. ليت الجميع يتذكرون اليوم أحداث استلام المجلس العسكري للسلطة ولغاية ما جرى أمس الأول، وسيدركوا حينها حقيقة المقلب الذي أكله الإخوان ، والسيسي كما نعرف كان هو رئيس المخابرات الحربية ولهذا قام بالتحركات السريعة لتأمين البلد و التحفظ على الرئيس المنتخب وقيادات الإخوان. بغض النظر عن موضوع الإخوان أو غيرهم، أكنا معهم أو ضدهم، فتطورات الأحداث واضحة جلية لكل من يرى…. النقطة الأولى: نعم الجيش المصري جيش وطني..لكن علينا أن نعرف أيضاً أنه مستثمر ومالك وإعلامي ولديه من الأموال والاستثمارات ما يجعله أثرى فئات المجتمع المصري ، وليس من السهل أن يفرط بأملاكه وامتيازاته ، وللمساعدات الأميركية للجيش المصري معيار أساسي في هذه المعادلة التي من الصعب أن يفرط بها. النقطة الثانية: لو تسلم الرئاسة في هذه المرحلة الصعبة أفضل الأشخاص وأنظفهم وأقدرهم بمصر ، مع كل التركة الثقيلة التي تركها المخلوع، وبذات الوقت، الجيش لا يريده ولا أميركا ولا الخليج العربي، ما كان له إلا ن ينتهي هكذا ، وكلنا يعرف أنه ومن أول استلامه وهو يحاول الحصول على قرض من المصرف الدولي بقيمة خمسة مليار دولار ، ولم يجر إلا التسويف معه دون أن يحصل على القرض. رئيس الجمهورية ومع هذا لم يسمح له بالسيطرة حتى على محطات توزيع البنزين والديزل، ولا على الكهرباء ولا أن يناقش القضاء أو يقيل نائب عام معين من قبل حسني مبارك بعدما ثبت تآمره في محاكمات قتل المتظاهرين. وهذا يعني من خلال اللمحة السابقة أن الشعب الآن في محنة حقيقية وقد تعرض لخديعة ( وكلنا رأينا الاعتقالات العشوائية واعتقال الاخوان وإغلاق المحطات الإعلامية وحتى المواقع الالكترونية) وهذه التي بدأت طريق بعكس طريق 25 يناير ،وقد يخسر الشعب ثورته ليعود تحت عصا الطاعة وربما لفترة طويلة ويختزن الاحتقان سنوات حتى يحصل الانفجار مجدداً والذي سيقود إلى الثورة الحقيقية أو إلى المزيد من الاختلاف والعداء بين أطياف المجتمع وصولاً إلى الحرب الأهلية وربما التقسيم الذي يحضر لبلاد أخرى في عالمنا العربي. كي نعطي حكماً صحيحاً لا بد أن نتفق على الوقائع وهي وفق ما أرى كالتالي: 1- مرسي أنتخب من الشعب في انتخابات يمكن أن يقال عنها صحيحة رغم ما شابها من أقاويل أي أنه رئيس شرعي. 2 - انتخب مرسي كرئيس للدولة أي سلطة تنفيذية فإذا به يصدر إعلان دستوري -عمل تشريعي- أي أعطى نفسه صلاحيات لم ينتخبه الشعب لها بالتالي اغتصب ما ليس من حقه وهنا أريد من مؤيدي مرسي أن لا يحاولوا الدفاع عنه لأن الأمر واضح جلي أما الإدعاء أنه تم الاستفتاء على الدستور لاحقاً فأمر لا قيمة له ولا مشروعية لأسباب عديدة لا مجال هنا لتفصيلها. 3- وقع الإسلاميون في الفخ الذي نصب لهم لاستماتتهم في الوصول إلى الحكم…وكان يجب عليهم أن يبقوا في مجال الإصلاح الاجتماعي والأعمال الخيرية التي يجيدونها والتي تخدم المجتمع إلى أن تصبح الأرضية الشعبية مهيأة لهم. 4- أخطاء الإخوان في مصر غطت و بشكل كبير على أخطاء باقي أطياف المعارضة المصرية، لكن تنحية الرئيس كان من الممكن أن تتم بوسائل و آليات ديمقراطية٠ 5- الإخوان أخذوا الأغلبية بمجلس الشعب و الرئيس منهم ، ومن المتوقع أن يأخذوا النصيب الأكبر فيها، هذا ما يحصل دائماً مع الأحزاب وفي كل العالم _ أيضاً لو نجح صباحي لن يأت بإخوان أو سلفية و يسلمهم مناصب مفصلية بالدولة حتى لو وجد بينهم الأكفأ مهنياً، واقتسام المناصب بعد الانتخابات يكون فيه محاصصة لكل طرف أو حزب حسب ما حصل عليه بالانتخابات- ما عدا السلطة القضائية- إذا هل كان شعار أخونة الدولة هو حصان طروادة للمعارضة؟! لمذا لم تدعوا المعارضة لانتخابات مجلس شعب إذا كانوا متأكدين أن الإخوان انكشفوا و لم يعد لهم رصيد؟ لماذا لم يقدموا إحصائيات عن عدد المناصب التي حصل عليها الإخوان و مدى تطابقها مع نسب الانتخابات؟ لما لم يكملوا عملية كتابة الدستور للأخير؟ لماذا حين حلّ مجلس الشعب لم يعترضوا؟ ولماذا تصمت اليوم المعارضة وديمقراطيتهم صمت القبور على ما يحصل من إجراءات؟! 1- إغلاق مكتب الجزيرة مباشر مصر 2- التحفظ على الرئيس مرسي ( اعتقاله) بمكان لا يعرفه أحد وإغلاق عدد غير قليل من المواقع الالكترونية 3- إغلاق مكاتب كل المحطات الموالية لجماعة الإخوان 4- إلقاء القبض على أكتر من 300 من قيادات الإخوان بكل انحاء مصر 5- إلقاء القبض ( دون مذكرات اعتقال ) على المرشد العام للحركة ونائبه 6- جمود إعلامي من قبل المعارضة وعدم الإدلاء بأي تصريح واضح من حمدين صباحي والبرادعي وأيمن نور إلخ.. الانقلابات العسكرية هي بداية لنهاية أي ديموقراطية ، مع العلم بان الجيش المصري جيش محبوب من الشعب المصري على اختلاف أيديلوجية الشعب بين المعتدل والإسلامي والقبطي ولعلي أدرج هنا ما أرسله لي أحدهم: … الجيش المصري يصبر على مبارك 18 يوما وسط سقوط مئات المعارضين ويصبر على مرسي 48 ساعه مع سقوط عشرات المؤيدين! الديوان الملكي السعودي لا يعلق على ثوره 25 يناير حتى الآن ويكون أول المهنئين بعد ساعة من إنقلاب يونيو الإمارات تقف ضد مصر واستقرارها بعد سقوط مبارك وتأمر بدعم مصر بالبنزين والسولار ومقاسمتها قوتها بعد سقوط الشرعيه المنتخبه مباشرة!سجل يا تاريخ مبارك وجنوده يظلون شهور طلقاء بعد سقوط نظامهم بينما يتم القبض على مرسي وأعوانه قبل إعلان الانقلاب عليهم! بقينا شهور بعد ثوره 25 يناير نطالب بسقوط النظام بعد سقوط رموزه ولا نجد الآن رموز لإسقاطها بعد مرسي! الجيش يعجز عن تأمين البلد خلال سنتين ونصف ويقوم بتأمين البلد خلال ساعتين ونصف فقط شيخ الأزهر يفتي بحرمانية الخروج على الحاكم في 25 يناير ويشارك في بيان عزل مرسي في 30 يونيو حفاظا على السلم العام بابا الأقباط حين كان أنبا منع نزول الناس في 25 يناير وشارك في بيان الانقلاب في 30 يونيو التليفزيون المصري كان يصور الكباري والشارع والنيل في 25 يناير وبث مباشر من التحرير في 30 إعلاميين وفنانين العار يصوتوا بالبكاء على مبارك ويهللوا رقصا و فرحا على خيانة مرسي الفلول لا يستطيعون دخول ميدان التحرير وهم مسلحون وعلى ظهر الخيول والجمال ويدخلون في 30 يونيو على ظهور المغفلين !!!! منذ أن عزل الجيش حسني مبارك ظهر أن كل شيء بيده ، وهذا يعني أن مصر مثل تركيا بأواخر السبعينات و الثمانينات وما حدث فعلاً انقلاب ،ضحيته الديموقراطية والإخوان ، و سببه الإخوان أيضاً بسبب شرههم للسلطة وإقصاء الآخرين ، وما قاله عصام العريان منذ سنتين ونصف عن كونهم لا يسعوا للسلطة، ظهر واضحاً بالأشهر السابقة أنه كذب... يتبع ربما.. في رأسي الكثير وقد أكمل في إيضاح بعض النقاط التي أراها عميق تقديري [/align] |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
مقال يكشف الكثير من الحقائق ويعطي صورة شاملة عن الوضع في مصر ..
تحليل منطقي أعجبتني رصانته ونبرته المتزنة .. شكرا لك استاذة هدى .. لك كل المودة والتقدير |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
ما حصل في مصر مفاجأة وسريعة للجميع ..
الإخوان أخطأوا جدا وأشعرونا برعب كبير ولا أنكر أنني ارتحت لخروج مرسي كبش الفداء من الرئاسة ولكني غير مرتاحة أيضا لما قد يكون .. نعم أشعر بفوضى كبيرة وتخبط وسرعة رهيبة في جريان الأمور هناك توقعنا أن يتم هناك أخذ وعطاء واعتصامات وتظاهرات قد تطول ولكن بين ليلة وضحاها يسقط الرئيس .. ولو .. هل كان رئيساً من ورق ؟ يبدو أن الموضوع في خفايا كبيرة ولكن أنا أيضاً قلت وأقول الثورات ليست بهذا الشكل وأنه يجب ألا نغلط نفس الغلطة مرتين وها هم يخلعون مرسي وما بين أيديهم أي بديل .. كان عليهم قبل خلع مبارك أن يوجودوا البديل لكن فقط ثورات واعتصامات وتظاهرات وبقاء في الشوارع وشل حركة البلد ..... ولكن من يستلم مصر ؟ |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
[align=justify]
تحياتي لك أستاذ رشيد [/align]يسعدني جداً رأيك بتحليلي للأحداث في مصرنا الغالية، وكنت كتبت هذا النص بسرعة وأنا ما زلت تحت هول الصدمة! وهالني منذ قليل حين قرأته كم الأخطاء الإملائية التي وجدت.. وكأني كنت مغيبة وأنا أكتب! ما يجري في مصر فعلاً مخيف وانقلاب خطير على الديمقراطية.. تصور.. زارتني في مكتبي سيدة قبطية صعيدية الأصل ، وكانت مصرة أن أحداث الجمل وقتل المظاهرين قبيل ثورة 25 يونيو الإخوان خلفها لا الأمن! ما يحدث فعلاً مرعب ويعيد ترتيب الأحداث بطريقة غريبة. تقبل عميق تقديري |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
أهلا أستاذة هدى ..
الحقيقة أنني كنت سأدرج مقالا أكثر تفصيلا عن رأيي لكني فعلت ذلك من قبل مرتين في "رشفات ساخنة " وربما أنقل المداخلتين هنا .. ما يحيرني هو هذه الهالة الغريبة من الخوف التي أحاطت بحكم الإخوان مع أن أكثر من نصف الناخبين صوتوا لهم .. هل ننعت هؤلاء بأنهم قاصرين ؟ على كل حال .. مصطلحات الإرهاب والتزمت والرجعية والأصولية تعودنا عليها من زمان وهي سلاح استخدمه أعداء الأمة ليقسموا الشعوب الإسلامية . شكرا لك أستاذة هدى . |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
شخير تحت جزمة جنرال
فتئت أقنع نفسي أن من على جغرافية العالم العربي شعوب كبقية شعوب العالم تفرق بين الحق والباطل وتعمل على إرساء الأول ومحاربة الثاني ، وتحترم نواميسها ومواثيقها وعهودها لكن دون فائدة فسرعان ما أكتشف إنها وإن ادعت السعي إلى الحق تحتضن الباطل وتأويه حين النزال وتدوس أول ماتدوس على الناموس والميثاق والعهد ، وأنني كلما قلت متفائلا غير متشائم أننا قد عدنا شعوبا ، لاحت لي على أرض الواقع ما يفند ذلك تفنيدا جازما، وأنني بالمختصر المفيد لا أجد بعدها في رأسي من رأي ولا حكم يليق بنا إلاّ حكم السياسي الجزائري السيد " نورالدين بوكروح " بأننا لسنا شعوبا وإنما نحن غاشي " والغاشي مثله كمثل مجموعة من الناس يأتون كل صباح إلى محطة النقل ليتكدسوا في حافلة مهترءة يقودها سائق مصاب بالخرف يحسب البحر طريقا والطريق جدارا . ومع الأيام يزداد الناس عددا وتزداد الحافلة والسائق إهتراءا وخرفا . ما يحيرني أن يقبل الشباب والشيوخ والفتيات والعجائزالركل بجزم العسكر بل أن بعضهم ألف ذلك إلى حد الإدمان ، فلايمكنه خطو خطوة في حياته إلاّ بقوة الدفع التي تولدها هذه الجزم على رذفيه . و يأتي التأييد ، ممن ؟ من الأعراب الذين لا يحنون رغم الأموال الطائلة التي تهاطلت عليهم إلاّ إلى الخيمة والقربة و إلى الجواري و القيان. يأتي منهم التأييد فنقول نحن ونتساءل باستغراب مثلما يتساءل أخونا المصري: منين؟!! منين يا حسره.....؟ من أين لهم الفهم في الديمقراطية والحرية ؟ منين لهم بمعرفة التداول وقد استعبدوا الناس الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا ونسوا أنهم كانوا يتسولون قبل البترودولار على أبواب السيدة زينب والأزهر وغيرهما من الأماكن المقدسة في مصر ،أستعبدوا الناس بالكفيل و " البدونية " والخدمية و المسيار والمصياف..... عجب والله هذا العجب أن يخوض بدوي أجلف في الديمقراطية والحرية والتداول على السلطة ، والدستور والقانون و العقود إجمالا!!!؟ العقد شريعة المتعاقدين : وقد تعاقد الشعب المصري على دستور وعلى القوانين المنبثقة عنه ، وبموجب ذاك الدستور وتلك القوانين انتخب الرئيس مرسي وهيئات أخرى ،فلم الإنقلاب على ما تعاقد عليه المصريون؟ ربما إعتقادا بان هؤلاء المتعاقدين، كلهم أو أغلبهم، سفهاء لا ينبغي تبني ما يتعاقدون عليه ، فهل أنتم فعلا سفهاء يا أبناء مصر ؟ ينتخب الرئيس في بعض الأحيان بـ 50 % من الأصوات زائد صوت واحد وهذا الصوت الواحد قد يكون عائدا لمريض بالسرطان أو بمرض آخر في آخر مراحله ، فيسمح لهذا المواطن بالتصويب فيكون صوته حاسما بحيث يتم بسببه تعيين رئيس الدولة ، وقد يموت هذا المصوت بمجرد مغادرته مقر التصويت ، فيحترم هذا الصوت ، بل يحترم ضمنيا أكثر من غيره من الأصوات لأنه حسم في تحديد المرشح الذي يكون رئيسا ولأنه جنب البلد أزمة سياسية أو أشياء أخرى ليست حميدة، فيعين الرئيس بسبب هذا الصوت الحاسم العائد لذاك المريض اليائس من الشفاء ، ويدير دفة دولة بكاملها ويعلن الحرب والسلم و يعين ويعزل ويتخذ القرارات شأنه شأن بقية الرؤساء المحترمين فيالعالم وأفضل من أولئك المنتخبين بنسبة 9,99 9 % كما هو الحال عندنا أو الذين عينوا بالوراثة في ظل حكم القبيلة المتخلف. إن ما حدث في مصر يذكرنا بما حدث في الجزائر سنة 1992، بفارق أن مرسي - الرئيس المصري - رفض الإنقلاب وأبان على كفاءة وشجاعة واستعداد للدفاع عن حق الشعب وعن صوته وعن الدستور والقوانين المنبثقة عنه ويكون بالتالي قد حرك رأسه بحركات قوية طردت كل الطيور التي نزلت عليه فأظهر معنويات قوية ، وجرأة تذيب الفولاذ و تحرق الجزم وشجاعة أدبية هائلة ، فخطابه الأخير الموجه للشعب المصري - رغم سوء التصوير ، بدا - بتباث ودون خوف ولا ارتباك - مزلزلا للأقزام و مخيفا لكل الخفافيش ، و حمل في طياته ، رغم إرتجاله ، عزما أكيدا على مواصلة الطريق في مقارعة اللاشرعية إلى النهاية بكل مايتطلبه ذلك من تضحيات أعلاها روحه التي يقدمها رخيصة من أجل ذلك، أما في الجزائر فقد باع الشاذلي الشرعية فداء روحه وغدر باولئك الذين وضعوا تقتهم فيه، ودك وداس الدستور بقدميه وكذلك القوانين المنبثقة عنه، فترك مكانه في وقت كان الكل عدا أولئك الإنقلابيين في حاجة إليه كحاجة النبتة الغضة الطرية في فلاة للماء وأطلق ساقيه للريح هاربا إلى داره ونزع الثوب الأبيض الذي ألبسه الله وعباده وثبت رأسه فحطت عليه كل الطيور، فدخل إثر ذلك بعضنا في بعض سنين عددا فدمرنا بيوتنا وممتلكاتنا و غيرنا حتى ديننا و اغتصب ذكرنا أنثانا وتخلفنا وترجعنا تراجع المركبة الكبير الصاعدة إلى القمة التي تعطلت مكابحها فعدنا لا نساوي عند الناس ما يساويه الدود في جيفة متفسخة . وأما البرادعي؛ الذي أصبح بقدرة قادر ديمقراطيا بعدما عمل دلال مزاد بيع العراق لبوش وبلير واثنار وغيرهم من الرؤساء الذين لم يطح بهم بالإنقلابات بعدما أكتشفت اللعبة القذرة وإنما باللعبة الديمقراطية الأساسية التي هي " الإنتخابات " فادخلوا جميعهم " مزبلة التاريخ " ؛ فيذكرني برجل هو من كبار الإنقلابيين في الجزائر ،ألا وهو السيد : "رضا مالك " الذي تولى في فترة اللاشرعية المناصب التالية : رئيس المجلس الوطني الإستشاري الذي وضع في مكان البرلمان، ثم بعد إغتيال الرئيس بوضياف عين عضوا للمجلس الأعلى للدولة ( الذي عوض رآسة الجمهوية ) ثم تولى وهو على نفس الصفة وزارة الخارجية ورآسة الحكومة ، ولمّا أجريت الإنتخابات الرئاسية سنة 1995 التي فاز فيها زروال لم يتمكن حتى من جمع 75 الف توقيع التي تسمح له بالترشح للرئاسة ، ونفس الشيء حدث له في إنتخابات 1999 التي فاز فيها بوتفليقة فعرّفه الشعب الجزائري بالقدر الذي يحظى به عنده ، وهو الذي أتخذ أخطر القرارات في تاريخ الجزائر في زمن الإنقلاب الأحمر، منها إعادة جدولة الديون و هو صاحب نظرية نقل الرعب إلى الضفة الأخرى التي كان من نتائجها أن أصبح القتل في صفوف المدنيين الأبرياء، في الشوارع والديار باللآلاف، على الهوية فقط ودون أدنى محاكمة . |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
انهم يبحثون عن وسيلة أخرى جديده لأبقاء العرب (Under Control) بمساعدة الاموال الخليجيه...بعد أن فت بعضد الخيار الديني والتفرقه الطائفيه... والتي يعود تاريخها للمدرسه الوهابيه في بريطانيا...حيث صار هذا الخيار مكروها ومفضوحا من قبل كافة طوائف الشعب العربي لكثرة ما أراقه من الدماء البريئه... أما الخيار الديمقراطي فكانوا يراهنون على غباء الشعب العربي...ولكن وبذكاء الشعب وتضحياته واختياراته الصحيحه والعقلانيه واختيار ماهو مناسب حتى ولو بعد حين جعلهم يتخبطون للعودة الى زمن الانقلابات...لينصبوا خدامهم على رقاب الشعوب وحسب ما تقتضيه مصالحهم...تحيه للأستاذه القديره هدى نور الدين الخطيب...لما تحمله من حسّ وطني قادر على التوعيه القوميه التي باتت من ظرورات المرحله الراهنه... تحياتي وتقديري... سلمان الراجحي |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
مقالة رائعة وتحليل منطقي استاذة هدى واتفق مع سيادتك في كثير من النقاط .. فقط اضع سريعا بعض ما اراه من نقاط :
اولا الاخوان فشلوا في جمع الناس واقناعهم بأي اصلاح قادم ولو على المدى البعيد . ثانيا شرعية مرسي سقطت بشرعية الملايين في الشارع فيما يعد استفتاء قال عنه شخصيا يوما ما ( لو طلب مني الشعب التنحي سأتنحى فورا ) . ثالثا العسكر تعلموا من تجربة المشير طنطاوي ان الحكم من وراء الستار افضل من امامها . رابعا تمرد جمعت الملايين من التوقيعات بمساعدة مرسي الذي جمع عامه الاول الكارثي كل الفرقاء ( ثوار ، مهمشين ، فلول ، معارضة ، بلطجية ، اعلام ، قضاء ، شرطة ، جيش ، ) خامسا الاخوان راهنوا دوما على قدرتهم على الحشد ولم يتوقعو حشدا اكبر وتأخروا كثيرا في التعامل مع المواقف المتلاحقة ولم يستمعوا لأي نصائح . سادسا ما فعله السيسي والداخلية من غلق القنوات الدينية واعتقال قيادات اسلامية بالأوامر العليا يعد ردة قبيحة لحكم امن الدولة وقمع للحريات ما كان الامر يستدعيه ولديهم اضعاف هذه القنوات ممن يعادي الاخوان ويرد عليهم . سابعا لعل تصوير الاعلام للاخوان بأنهم ارهابيين وقتله وخونة للوطن يدفع الشباب منهم للعودة للجماعات السرية والجهادية التي روعت مصر في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي . وكان على العقلاء لم الشمل واحتواء فصيل مهم وان شرد او فشل فلا يمكن قتله معنويا وجسديا . ثامنا الكذب والتضليل واللعب بالفيديوهات المصورة ثمة مميزة للطرفين المتناحرين يشعلها الاعلام . تاسعا رغم اني انتمي للتيار الاسلامي كملتحي دون تحزب اكرهه إلا اني ارى ان الجيش كان البديل الانسب لهذه الفترة الانتقالية نظرا لكونه الطرف الوحيد المحايد والقوي بعد ان قسم الاخوان الشعب لاسلاميين ومصريين !! ولمن لا يرى الصورة عن قرب اقول له انني كملتحي صرت اخشى السير في كثير من الشوارع والاوقات تحاشيا للاستفزاز والتحفز الواضح ضد كل ملتحي او منتقبة الآن . ................ على كل الأحداث تتلاحق بشكل كبير وثمة انحياز واضح للاعلام والشرطة ضد الاخوان وانتقام وتشفي من الداخلية تمثل في حركة الاعتقالات الكبيرة بعيدا عن القيادات في القرى وجهود تبذل للم الشمل والمصالحة وان كانت اقل لكن قد تزيد في الفترة القادمة وثمة اختيارات اعجبتني للرئيس المؤقت منها المسلماني المستشار الاعلامي .. وللحديث بقية وتفصيل اذا لزم الامر .. مع كل الشكر للاستاذة هدى وكل صاحب رأي ورؤية هنا ؛ |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
تحياتي وآسفة لأني لم أجب على المداخلات طوال هذا الوقت بسبب المرض |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
[align=justify]
الغالية الحبيبة أستاذة ميساء تحياتي [/align]معك حق فالاخوان ربما ليسوا الخيار الأمثل، ولهذا كنت أتمنى أثناء الانتخابات فوز حمدين صباحي - لكن هذا لن يكون - ولن يسمحوا به - والرئيس بطبيعة الحال بعد الثورة يحكم لسنوات قليلة تنتهي وكل شيء يمكن تعديله من خلال السبل الصحيحة التي لا تتيح للفلول أن يسقطوا الثورة يا عزيزتي البديل عندهم موجود وكل ما حصل سيناريو وسنرى فعلاً رئاسة جديدة وحكومة ، فالعقول تغسل وإعلام الفلول يلعب دوراً خطيراً، ونازل إعلام الفلول تجميل بمبارك والأمن في أيامه، أساساً اللا أمن في أيام مرسي كان مقصوداً! كل شيء يفصل على مقاس أحمد شفيق، يعني يتم إعادة انتاج سلطة مبارك - والأيام بيننا وللأسف - الثورة انتهت. نفس التعبئة السابقة وأكثر- أنصتي للبرامج التي تقدم - تحميل الفلسطينيين وإثارة النعرات والكراهية ضدهم وضد السوريين هذه الفترة الانتقالية ما هي إلا مرحلة غسل الأدمغة وجرعات تنويم لإعادة انتاج النظام السابق ، وكأنك يا بو زيد ما غزيت أتمنى طبعاً أن تكون قراءتي خاطئة، فمصر عزيزة عليّ جداً بشكل خاص، فأنا نفسي تدخل في تركيبتي جينات مصرية، بالإضافة لمكانتها العربية أنا لا أعرف الكثير عن الإخوان على أرض الواقع المعاش، بحكم إقامتي الطويلة في الغرب ، ومع هذا لا يسعدني أبداً هذه الحملات ضد كل ما هو إسلامي إذا كان على الخلاعة في الفن الهابط وإغلاق المرابع الليلية بعد منتصف الليل وتحديد بيع الكحول، فهذا شخصياً رغم اعتدالي كنت أتمناه لأنه يعيد لنا جزء هام من كرامة ديننا ونقاء مجتمعاتنا الذي كنا نتميز به، لكن الفساد انتشر حتى بات وللأسف في عقولنا يساوي الحضارة والتقدم والرقي!! تشويه الإسلام ونسب كل تخلف وهمجية له واختراقه من جهة أخرى يتعبني فعلاً ويوجعني كثيراً وكثيراً جداً.. كم علينا في هذا الزمن أن نحتمل من هدر لكرامة إسلامنا، والصورة النمطية التي علينا أن نثبت من خلالها اعتدالنا بانفصالنا وعدم اهتمامنا بتشويه ديننا وانتهاك كرامته. أنا شخصياً لست مع نهج الإخوان لأني أحب الوسطية وأعتبرها الإسلام الصحيح بقمة رقيه وتميزه وأجد في التشدد تضييق واسع ، والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الغلو والتشدد وأكد على أن نكون أمة وسطاً ويكون خَيارنا دائماً الوسطية في كل شيء، ولكن ليس أن نحارب الإسلام وكل ما هو إسلامي ونرضى بتشويه رسالة ديننا العظيم. لك عميق تقديري |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
تحياتي لك مجدداً أستاذ رشيد معك حق في كل ما تفضلت به مصر إلى أين؟! هذا ما يخيفني فعلاً وأشاطرك الرأي ... إن شاء الله سأباشر بفتح ملف خاص بمسرى الأحداث في مصر نحتاج فعلاً للكثير من الحوار حول تطورات الأحداث في مصر، وجميعنا في هذه الفترة أيدينا على قلوبنا خوفاً على مصر وما يمكن أن يوصل إليه هذا الانقسام والاحتقان! يارب سلّم عالمنا العربي كله حقيقة أمسى على كف عفريت، ولا حول ولا قوة إلا بالله تقبل عميق تقديري |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
[align=justify]
تحياتي لك أستاذ فهيم [/align]موجعة مداخلتك وفيها الكثير من النقاط الهامة وكل ما أرجوه فقط ضمن التحليل أن نبتعد قدر الإمكان عن العنصرية، فنحن جميعاً أمة واحدة بدو أو حضر المال له سطوة ، وبعض الدول التي تدور في فلك أميركا تتدخل حسب التوجيهات ، ولا دخل لشعوبهم بأي من هذا. الخوف من العدوى فمصر هي الأساس إن أينعت الديمقراطية والحرية وتداول السلطة واستعادة السيادة الوطنية وعدم الارتهان للغرب ، ستنتشر وتقتدي بها دول أخرى. الخوف طبعاً من إعادة السيناريو الجزائري الاخوان ربما ليسوا الحل الأمثل خصوصاً في بلد كمصر، ولكن كنا نتمنى التشبث بالآليات الديمقراطية وصناديق الإقتراع يبدو أن آلهة الغرب والله أعلم قرروا استغلال الربيع العربي لإعادة إحياء مشروع سيئة الذكر " إسرائيل " في تفكيك دولنا وإدخالها في حروب أهلية.. هنا المشكلة على ما أظن! سأقوم بإذن الله بفتح ملف خاص ندعمه ببعض المقالات والتحليلات وأتمنى فعلاً أن نقرأ المزيد من آراء إخوتنا المصريين أظن في المرحلة القادمة سنتجه لفتح ملفات كثيرة تعنى بالتحليل الدقيق حول مجريات الأمور في عالمنا العربي، وكل ما أتمناه ألا نخاف من الاختلاف فلا نقاش ولا حقيقة تتضح ووفاق حقيقي دون اختلاف. تفضل بقبول فائق آيات تقديري |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
[align=justify]شكرا لك أستاذة هدى ..
في الحقيقة كنت أدرجت كما سبق القول ، مداخلات مقتضبه لأعبر بها عن رأيي في ما يحدث في مصر التي نعتبرها جزءا من كياننا العربي الإسلامي .. ولكني أعود ببعض التفاصيل حتى أساهم في إثراء النقاش .. لقد اختلفت الآراء حول الرئيس محمد مرسي ووصوله إلى الحكم عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بحسني مبارك بعد عقود من الاستبداد السياسي الذي قوبل بالترحيب من طرف فئة كبيرة من المنتهزين الذين كانوا ولا يزالون يتحكمون في وسائل الإعلام .. البعض يقول إن الإخوان المسلمين سرقوا الثورة وانتهزوا انشغال الناس بنشوة النصر وتسللوا إلى الحكم وفي هذا مغالطات كبيرة وتهمة خطيرة بعدم النضج للشعب المصري الذي اختار محمد مرسي رئيسا له . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى من الجحود أن نعزل فئة دون أخرى عن المشاركة في انتصار ثورة 25 يناير ، وبالتالي فإن الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات الإسلامية ساهمت وبشكل جلي في إنجاح الثورة ، وربما كانت هذه الفئات أكثر عرضة للتنكيل والاضطهاد إبان حكم مبارك .. إذن فالشعب اختار بكل تلقائية من يراه كفئا في حكمه وتسيير البلاد وهذا ما يريد أن يشكك فيه فريق كبير مما يسمى اليوم بالمعارضة أو الإنقاذ .. اختار الشعب الرئيس وانتخب مجلس الشعب .. وبدأت الأحداث تتسارع سواء داخليا من حيث الممارسات الديموقراطية والمشاكل الاقتصادية وغيرها ، وخارجيا ومن حيث علاقة مصر بالقضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقطاع غزة بالتحديد .. فكان أن بدأت بوادر الفتنة تشتعل هنا وهناك ، تارة تحت ستار تسلط الرئيس واستفراده بالحكم وتارة بالانهيار الاقتصادي البادي في الأفق ، وأحيانا بانحيازه لجماعته " الإخوان المسلمين" وعدم تمثيله للشعب المصري ، وأحيانا أخرى اتهام هذه الجماعة بالتطرف في إصدار بعض الفتاوى التي تتعارض والتعايش السلمي بين المسلمين والأقباط .. وكانت هذه فرصة لأذناب النظام السابق لتدخل على الخط وتتحالف مع جهات أخرى سأذكرها في ما بعد .. هذا داخليا .. أنا خارجيا فإن مصر كانت تحت المجهر وقد سمحت لها البراغماتية الغربية وعلى رأسها أمريكا بإنجاح المسلسل الديموقراطي دون تدخل سافر وهذا ما حدث في بعض البلدان حيث لا ترى أمريكا مانعا في وصول الجماعات الإسلامية إلى الحكم ما دامت – حسب رأيها – تنبذ التطرف ، ويقينا منها من أن ذلك سيمنع الاحتقان الذي سيسببه منع الشعوب من اختيار ممثليها الحقيقيين .. لكن رغم سماحها بذلك فإنها تظل تراقب بتوجس مسار الأمور بكل حذر ودقة .. وربما تختار حيادا سلبيا ، كما حدث في مصر ، بحيث تظل متتبعة الأحداث رغم خطورتها .. وحين بدأت المعارضة تتشكل ضد الرئيس مرسي وهي طبعا معارضة طبيعية تحدث في كل بلد أجريت فيه الانتخابات وأعطيت فيه وعود .. وحين لا تحقق هذه الوعود إما لسبب أو لآخر ، ينزل الناس إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجاتهم .. هذا شيئ طبيعي .. لكن ماذا حدث في مصر والرئيس أكمل للتو سنة واحدة من الرئاسة في بلد كان غارقا في الفساد المالي والإداري إلى النخاع ؟ للإجابة عن هذا السؤال ، أعود للتحالفات التي بدأت خيوطها تتشكل . فبالإضافة إلى قطاع عريض من الشعب ، خرج ليعبر عن استيائه من الأوضاع التي لم ير فيها تغييرا ، تسللت إلى المظاهرات فئات تتشكل من : - فلول النظام السابق. - أصحاب المصالح والامتيازات الذين خافوا عليها بفعل عزم الرئيس محاربة الفساد . - قطاع عريض من الأقباط الذين ناصبوا العداء دوما لهوية مصر العربية الإسلامية . - العلمانيين الذين حاربوا دائما هذه الهوية . - ثلة من المحسوبين على الكيان الصهيوني الذي لم يستسغ التقارب الحاصل بين مصر وغزة . وطبعا كان للإعلام دوره البارز في التعتيم والكذب وتضخيم الأمور حتى صار الواحد منا يرى الإخوان المسلمين وكأنهم فقط جماعة جاءت للإفتاء والتحليل والتحريم .. وبشهادة الكثيرين ، فإن قطاعا كبيرا من الشعب المصري فطن بعد مظاهرات 30 يونيو إلى أن الهدف من التظاهر قد حاد عن طريقه وأهدافه بفعل تسلل تلك الفئات المندسة بينهم لكن بعد فوات الأوان وبعد تسلح هؤلاء بالجيش الذي طالما تغنى بالوقوف إلى جانب الشعب .. ولكن الحقائق ، وبعيدا عن كل تشنج أو تعصب ، أبانت عن انحيازه الكامل لتلك الفئات الانتهازية ضدا على الشرعية التي اكتسبها الرئيس من طرف الشعب المصري .. وهذا بدا جليا في تعامله مع تظاهرة ميدان التحرير وتلك التي تواجدت في ميدان رابعة العدوية .. فإذا كان تصرفه اتسم بالتسرع في عزل الرئيس بعد أيام قليلة من مظاهرات توجت بما سمي بثورة 30 يونيو ، فإنه غفل أو تغافل عما يحدث في ميادين أخرى عبر كل الربوع المصرية .. ورأينا أيضا كيف تغاضى عن الهجوم والتعدي السافر على مقرات الإخوان المسلمين ، وهو الذي طالما حذر من العنف وحث على التظاهر السلمي .. ولنا ان نتساءل : ما بال هذه المليوينة المحتشدة في كل مصر ؟ هل هم غرباء عن الشعب المصري ؟ إذا كان الجواب نفيا فكان يجب ألا يكال بمكيالين وبالتالي إرجاع الشرعية التي ينادون بها .. السرعة التي تم بها عزل الرئيس وتكليف من ينوب عنه في فترة انتقالية وبروز بعض الوجوه التي كانت معروفة لدى الشارع المصري ، وهي التي كانت لها صلة وثيقة بالنظام السابق وعملت تحت إمرته ، والتعتيم الإعلامي الذي اتسم بالمغالطات وأيضا بحظر عدة قنوات دينية محسوبة على الإخوان أو محايدة تنشد المصداقية ، كشفت حقيقة أن كل شيء كان مدبرا ومخططا له من قبل من لدن أطراف داخلية وخارجية .. فكيف نفسر هذه الأموال المنهالة من كل حدب وصوب في هذا الوقت بالذات ؟ هذه فقط بعض الاراء الشخصية التي أردت بها إثراء النقاش الهادئ والرزين وأتقبل بكل احترام كل الآراء .. شكرا مع كل التحية .[/align] |
رد: مصر والصدمة! - هدى الخطيب - المقالة
**/ بسم الله الرّحمن الرّحيم /**
//*// السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته آل النور الكرام وتقبل الله منكم ومنا الصيام والقيام ... */ الأستاذة الفاضلة -هــدى - تشرّفت اليوم بقراءة متأنّيّة لمقالك حول أحداث مصر...كما تابعت ردود إخواني وأخواتي في نور الأدب على المقال... ولذلك وددت أن أساهم برأيي معكم والرّأي كالعادة قد يكون صائبا في نظر البعض وخاطئا في نظر البعض الآخر... */سمعنا كثيرا عن مقولة / كيسنجر / منذ سنوات أنه آن الأوان لتقليل عدد أكبر منالعرب والمسلمين ولكن على أيديهم وبأيديهم أي دون إعلان الحرب عليهم.. */ونسمع اليوم حديثا له بما معناه -أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرّون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الاستراتيجية لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ... */ من هنا أنطلق لأتساءل متى يدرك المسلمون والعرب خطورة ما هم عليه أمام هذا الوعيد...ولعل أحدا ممن تدخلوا لا يشاطرني الرأي في ما يسمونه -انقلابا في مصر- وأسميه * تصحيحا *لمسار خاطئ في تاريخ مصر...لأنّني ارى أنّ الثورة في مصر -إن حقّ لنا تسميتها كذلك- كان مصدرها ووقودها فقراء مصر وشبابها الحالم بغد أفضل غير ان الإخوان انقلبوا عليهم وسرقوا منهم مفاتيح دواليب الحكم ....ومخطئ من يقول بأنّ الإخوان قد بلغوا درجة من الوعي الإداري والإدراك السياسي يؤهلانهم للحكم في الوقت الحالي....وما الانتخابات الماضية سوى خير دليل على ذلك - يحصل الإخوان على 52بالمائة وهم في أوج عزّهم الموهوم آنذاك يسندهم في ذلك بعض الناقمين -على خطأ أو صواب- على النظام القائم حينها.. بينما يحصل غيرهم رغم الخوف والمحاكم والسجن والرئيس الملقى به في غيابات السجن يحصلون على 46 بالمائة....أو أكثر من ذلك... */ هؤلاء الإخوان وعدوا بقطع العلاقات مع اسرائيل فكانت سببا في التفاف المصريين حولهم ولكنهم ما فعلوا ذلك بل أكّدوا التزامهم باتفاقيات كامب ديفيد... */ والتزموا بمبادئ الاسلام ولكنهم طبقوا عكسها وما اقتدوا برسول الله حين فتح مكّة حيث أطفأ فتنة كانت وشيكة الوقوع بقوله لمن أخرجوه من مكّة وحاربوه و و و و - اذهبوا فأنتم الطلقاء بل وقال -من دخل دار ابي سفيان فهو آمن- */ ما طبقوا مبادئ العرب في العفو عند المقدرة ولا في رحمة عزيز قوم إذا ذلّ... */لقد أضحكوا علينا أعداء الإسلام وهم يحملون طاعنا في السّن على فراش الهرم والمرض نحو المحاكمة..وقدكان من ابطال وقادة حروب ضد إسرائيل على فترات متتالية.... */ أيّ إسلام هذا الذي طبقه هؤلاء؟؟؟ ولقد أشادوا بعدالة مصر وهي تعلن فوزهم النسبي ذاك ثم وهي تزجّ برؤوس الدولة في السجون... فلما فضحت أخطاءهم انقلبوا عليها ونعتوها بشتى الأوصاف القبيحة... ..إنّ جمعا من الشباب يحضر مباراة كرة قدم هامة لهو أكثر عددا من أولئك المعتصمين في رابعة العدوية والذين يصورونهم من جهات مختلفة ليبدو العدد مهولا... ... قد انحرف الإخوان بقطار الثورة نحو مسار ومطبٍّ ليسوا في مستوى الخروج منه... .... إنّ الجيش المصري الذي حمى مصر حين حمى الإخوان يوم وصلوا سدة الحكم هو نفسه جيش مصر الذي يحميها اليوم ويصحّح مسارها...وسيعلم الذين ظَلموا أي منقلب ينقلبون- .. لكم تمنيت لو أن - الرئيس المُــقال - تنازل عن الحكم حين شعر بأخطائه التي اعترف بها هو نفسه... وما دعا أنصاره الى الوقوف إلى جانبه مخطئا لا مصيبا.. ليته ما فعل ذلك وإذن لكفى مصر شرّ هذا الانقسام وعواقب هذه الفتنة ...ولانتظر والإخوانَ حتى يتمكنوا من التشبث بمقاليد الحكم عن أحقية وشرعية و..... جدارة ...- حين يبلغون أهلية الحكم - */ هذه هي نظرتي لمصر الآن وأحداثها... وارى في الختام أنّ كيسنجر مزهوّ الآن بدنوّ تحقيق حلم إسرائيل وأمريكا باستغفال الإسلاميين واتخاذهم مطية لما يريد ... ويقول المسلمون يومها - لا قدر الله- ( يا ماء لو بغيرك غصصت ...ويا إخوان ليتنا على أيدي غيركم وقعنا في شباك الأخطبوط) ... بعد انقشاع الغيم سيتراءى لنا فجر مصر الزاهي بهدوئها وحضارتها وتمدّنها وعلومها وعلمائها وتعايش مختلف الأديان فيها... وطيبة أهلها وفنّها الراقي ... تحياتي لكل المصريين |
الساعة الآن 03 : 05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية