![]() |
مائدة المسلم بين الدين والعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
قد علم الله أننا لا غنى لنا في الصباح أو في المساء عن الجلوس على مائدة النعم نأكل منها ونشرب عليها ما نستعين به على عناء هذه الحياة وما نستعين به على حسن طاعة الله ولما كان الله رحيما بنا وشفوقا علينا وعطوفا علينا فإنه لم يترك لنا الحبل على الغارب بل علمنا كيف نعد المائدة ؟ وكيف نجلس على المائدة ؟ وكيف نتناول من المائدة ؟ حتى ننال رضا الله حتى لا نقول إن ديننا في بيوت الله صلاة أو ذكر أو تلاوة كتاب الله وفقط بل إن دينك معك عندما تتناول لقيمات يقمن صلبك ودينك معك عندما ترفع كوب الماء لتنال به الرىّ في ظمأ هذا الصيف بل إنه جعل على هذه المائدة عبادة من أجلّ العبادات وهى التفكر والتدبر في نعم الله هذه المائدة كلفك أنت أيها الرجل أن تجهزها لزوجك ولأولادك وبناتك قبل أن تجهزها الزوجة في المنزل فهي تجهز الطعام ولكنك تحضر الطعام أو تحضر ما به تشترى هذا الطعام كيف؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} البقرة172 فتحرى الطرق الطيبة بالعمل الحلال البعيد عن الغش والبعيد عن السرقة والبعيد عن الخداع والتغرير بالمؤمنين والمؤمنات وهذا موضوع يطول شرحه وإنما عليكم جميعا أن تدرسوه وتتعلموه حتى لا تأكلوا الحرام وأنتم لا تشعرون وليس لكم حجة تجادلون بها من يقول للشيء كن فيكون ولا يستطيع واحد منا أن يقول لله : إني لم أكن أعلم أن التحصيل عن هذا حرام أو فيه إثم أو مظلمة أو فيه مخالفة لشرع الله لأن الأمر كما قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم {الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ} [1] وإذا كانت الحيوانات التي لا تعقل ولا تتعلم تعرف الحلال من الحرام فهذه القطة إذا ألقيت لها قطعة لحم وهى بجوارك تجلس بهدوء وتأكلها في سكينة وهى غير خائفة ولكنها إذا أخذتها رغما عنك تفر هنا وهناك وهى مسرعة وتتلفت وراءها لأنها تعلم أنها ارتكبت ذنبا وأنها فعلت جناية وأنها عملت جريمة سرقة أو خطف أو أخذ بغير حق فالحيوان يعرف الحلال من الحرام فما بالكم بالإنسان؟ فاعلم علم اليقين واسمع بأذنك قول سيد الأولين والآخرين حين يقول { لكل شيء أساس وأساس هذا الدين المطعم الحلال ورب لقمة حرام يأخذها الإنسان لا يلقى لها بالآ لا يتقبل منه عملا لمدة أربعين يوما}[2] من لقمة واحدة لأنه لم يتأكد أو لم يتحرى في أخذها بل يبيح لنفسه أخذها ويأتي لنفسه بالحجج الواهية كالغلاء وضعف المرتبات كمبرر له ولا يدرى أنه ينتحل تلك المبررات ويقول تلك الحجج ليخدع نفسه وفى ذلك يقول الله تعالى {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} البقرة9 فربّ لقمة حرام قد تتناول منها صدفة فيأتي منها ولد فيخرج عاقا لوالديه ولذا عندما رأى رجل صالح ولدا يضرب أباه وتحدث المجاورون له في ذلك وسبوا أمه قال لا تسبوا أمه فهو ابن أباه ولكن ربما أتى عن طريق الطعام فقد يكون الرجل أخذ لقمة حرام فتكونت منها النطفة فجاء ابن حرام والسبب الأب وليس الأم فيخرج الولد عاقا لوالديه أو يخرج كما نرى في حياتنا الدنيا شقيا تعيسا بعيدا عن الله بل إن إجابة الله تعالى وكلنا يطلبها ويبتغيها ليست بالعبادات فهي ليست بطول الصلاة ولا بكثرة الصيام ولا بتكرار الحج وإنما بالمطعم الحلال فالذي يتناول الطعام الحلال ولي لله لو سأله أعطاه ولو دعاه لباه ولو طلب شيئا أسرع إليه الله لأنه أحكم الأساس الأول في دين الله فإذا أحكمنا هذا الأساس فمن أي شيء نصنع المائدة؟ من الأرزاق التي أحلها الله ومن الأقوات التي أباحها لنا الله وبالكيفية التي وضحها لنا رسول الله ومن يتساهل في هذا الأمر فهو يمرق من هذا الدين كما يمرق السهم من الرمية وهو لا يشعر ولكي نصنع هذه المائدة لابد أن تُعرف زوجتك وأولادك وبناتك بالأطعمة التي حرمها الله كالخنزير واللحم الذي لم يذكر اسم الله عليه (الميتة) والدم وقد ذكرها الله في قوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ} البقرة173 وقوله عز وجل {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ} المائدة3 وقوله تبارك وتعالى {إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ} الأنعام145 وقوله عز شأنه {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ} النحل115 فأبين لهم هذه الهيئات وأوضح لهم هذه الحالات وأعرفهم أن الله لم يمنع شيئا عنا إلا لمصلحتنا ولم يحرم شيئا علينا إلا لفائدة تعود علينا من ذلك ولذا عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ فَالْمَيْتَتَانِ الحوتُ وَالْجَرَادُ وَالدَّمَانِ الْكَبِدُ وَالطِّحَالُ } [3] ولم يحل غيرهما من أصناف الميتة أو من أصناف الدم وذلك لحكم علمية كثيرة نعجز عن ذكرها كلها ولكننا سنحاول قدر الاستطاعة ذكر بعضها على ضوء ما وصل إليه العلم الحديث حتى ينتبه إخواننا المؤمنين إلى أخطارهم وشرورهم ويعلموا عظمة دينهم ورحمة الله بهم حين منعهم من تناولها وحرم عليه أكلها [1] متفق عليه من حديث النعمان بن بشير [2] أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما [3] رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما يتبع إن شاء الله |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
الحكم العلمية فى تحريم الميتة الميتة هي الحيوانات التي ماتت قبل ذبحها أو لم يذكر اسم الله عليها وهى أنواع منها ما ذكره الله في قوله تعالى { وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ } المائدة3 المنخنقة: وهى التي تموت اختناقا بأن يلتف حبلها على عنقها أو تدخل رأسها في مضيق أو نحو ذلك الموقوذة : وهى التي تضرب بالعصا ونحوها حتى تموت المتردية: وهى التي تتردى من مكان عال فتموت ومثلها التي تتردى في بئر النطيحة : وهى التي تنطحها أخرى فتموت ما أكل السبع : وهى التي أكل حيوان مفترس جزءاً منها فماتت ومثلها كذلك ما يفعله أهل البلاد غير الإسلامية من إزهاق أرواح الحيوانات بالصدمة الكهربائية أو القتل بمسدسات أو حتى ذبحها في المجازر الآلية بدون ذكر اسم الله عليها فكل هذه الأنواع حرّمها الله علينا لحكم كثيرة ذكر منها الدكتور يوسف القرضاوى بعض هذه الحكم الشرعية في كتابه (الحلال والحرام في الإسلام) فقال صـ 46 / في تحريمها حكماً جليلة منها : 1- أن الطبع السليم يعافها ويستقذرها والعقلاء في مجموعة يعدون أكلها مهانة تنافى كرامة الإنسان ولذا نرى أهل الملل الكتابية جميعا يحرمونها ولا يأكلون إلا المذكّى وإن اختلفت طريقة التذكية 2 - أن يتعود المسلم القصد والإرادة في أموره كلها فلا يحرز شيئا أو ينال ثمرة إلا بعد أن يوجه إليها نيته وقصده وسعيه 3 - أن من مات حتف أنفه فيغلب أن يكون قد مات لعلة مزمنة أو طارئة أو أكل نبات سام أو نحو ذلك وكل ذلك لا يؤمن ضرره 4 - أن الله تعالى بتحريم الميتة علينا نحن بني الإنسان قد أتاح بذلك فرصة للحيوان والطيور لتتغذى منها رحمة منه تعالى 5 - أن يحرص الإنسان على ما يملكه من الحيوانات فلا يدعه فريسة للمرض والضعف حتى يموت فيتلف عليه بل يسارع بعلاجه أوّ يعجل بإراحته أما الحكم العلمية التي من أجلها حرّم الله الميتة فكثيرة منها ما ذكره الدكتور السيد الجميلى في كتابه (الإعجاز الطبي في القرآن) صـ69 حيث يقول (حرم الميتة : لأنها تضر بالصحة لاحتباس الدم فيها وتزاحم الميكروبات عليها وهى تهدد الإنسان بالحتف والدمار) بينما يجمل الدكتور عادل أبو الخير بعض الأمراض التي تنتج عن أكل الميتة في كتابه (اجتهادات في التفسير العلمي) صـ114فيقول (ينتج عن أكلها النزلات المعوية وعفوية الأمعاء والأمراض المعدية جميعها من تيفود وتيتانوس وتسمم الدم وغيرها كثيرا) هذا مع العلم أن إباحة أكل هذه الأصناف ممكن إذا ذبحت ذبحا شرعيا وذكر اسم الله عليها بشرط أن يكون فيها رمق من الحياة كأن تحرك يدا أو رجلا لأنه بذلك سيراق دمها |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
حكمة تحريم الدم جاء تحريم الإسلام للدم منذ أربعة عشر قرنا آية دالة على صدق هذا الدين وأنه من عند الله عز وجل فهذه الجموع من الدول غير الإسلامية التي كانت تأكل الميتة مع دمها وذلك بإماتة الدجاج والطيور بخنقها أو بالتيار الكهربائي ويميتون البهائم بالكهرباء بدءوا يرجعون إلى الذبح بعد أن تبين لهم فائدة سفك دم البهائم [/COLOR] (فحين يترك الدم في الميتة بدون أن تذبح وبدون أن يسفح فإنه يكون عنصراً ملائماً جدا لنمو البكتيريا والميكروبات التي قد تكون موجودة في الجسم أثر دخولها عن طريق أي بؤرة صديدية أو بين اللثة والأسنان أو أنها تدخل إلى الدم خلال جدار الأوعية الدموية للأمعاء الغليظة أو خلال الأغشية المخاطية للمجارى الهوائية العليا فيحدث تنتن الدم وعدم تخثره أي سيولته وتنتشر الميكروبات إلى جميع أعضاء الجسد الداخلية فتملؤها بفقاقيع الغازات النتنة ويذوب فيها العفن والنتن) [1] أما الدم إذا سفح وشرب أو طبخ و أكل كما يحدث أحيانا في بعض دول شمال القارة الأوربية حيث يستهلكون كميات كبيرة منه في مليء المقانق مع حشوها بالأرز والملح ويتركونه ليتجمد ويتجلط ثم يأكلونه مقليا فقد نتج عنه انتشار مرض Haemosidrosis ويعنى هبوطا حادا في وظائف الكلى لقيام الدم الذي لم يهضم بسد القنوات الجامعة بها بينما هذا المرض لا يوجد في البلاد الإسلامية إلا نادرا هذا بالإضافة إلى ما ذكره الدكتور محمد عادل أبو الخير في كتابه السابق صـ117حيث يقول : (ومن ناحية أخرى فان الدم حين يوجد في أمعاء الإنسان الموجودة بها أصلا مختلف أنواع الجراثيم والفطريات والميكروبات والفيروسات فإنه يتفاعل معها وتتفاعل معه ويتصاعد من ذلك التفاعل الأحماض الأمينية الضارة وكذلك النشادر أو الأمونيا السامة التي تدخل إلى الدورة الدموية بعملية الامتصاص وتصل إلى الوريد البابي ثم إلى الكبد فتتجه هذه المواد الأمينية الضارة إلى المخ وتؤثر عليه تأثيرا ضارا حيث أنها تؤدى إلى هبوط وظائف الكبد فتتجه هذه المواد الأمينية الضارة إلى المخ وتؤثر على خلاياه أيضا محدثة خمولا وذهولا وأخيرا غيبوبة يعقبها الموت كما ينبعث من الفم رائحة هذه المواد الأمينية الكريهة) فسبحان الله العليم الخبير الذي يعلم ما ينفعنا فأباحه لنا ويعلم ما يضر أجسامنا فنهانا عنه رحمة بنا [1] اجتهادات في التفسير العلمي لمحمد عادل أبو الخير ص116 |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
حكمة تحريم لحم الخنزير واكله [color="rgb(75, 0, 130)"]هذا الموضوع لابد من معرفته خاصة وأن كثيرا من شبابنا يرتاد البلاد الأوربية والأمريكية والخنزير من الأطعمة الأساسية على موائدهم وأسوق في هذا المجال ما حدث مع الأمام محمد عبده حينما سافر إلى فرنسا وسألوه عن سر تحريم الخنزير في الإسلام وقالوا له : إنكم تقولون أن الخنزير محرم لأنه يأكل من القمامة ويوجد به الدودة الشريطية وغيرها من الميكروبات والجراثيم وقد انتهت هذه الأشياء الآن ثم أخذوه إلى المزارع الحديثة وكلها تقوم على النظافة البالغة والرعاية البيطرية الفائقة وقالوا كيف لهذه الخنازير أن يأتي لها الدودة الشريطية والجراثيم أو الميكروبات ؟ وأنت ترى أننا نراعى الكشف الدوري الذي يتم عليها وأصناف العلاج الطبي الذي تتناوله بانتظام ولكنه لفطانته قال لهم احضروا لي ديكين ودجاجة وخنزيرين من الذكور وأنثى قالوا ولم ؟ قال افعلوا ما أريد حتى أكشف لكم عن السر فأحضروا ما يريد فأمر بإطلاق الديكين على الأنثى فتقاتلا وتعاركا وكل واحد منهم يريد أن يظفر بها بمفرده حتى كاد يفتك الواحد منهم بالآخر فأمر بحبسهما ثم قال أطلقوا الخنزيرين والخنزيرة فوجدوا عجباً وجدوا الخنزير يساعد رفيقه على هذا الأمر وليس عنده غيرة وليس عنده شهامة ولا نعرة لكي يحمى أنثاه عن رفيقه فقال : يا قوم : إن لحم الخنزير يقتل الغيرة عند آكله وهذا ما حدث لكم فيرى الرجل منكم زوجته مع رجل آخر ولا يتحرك ولا يغار ويرى الرجل مع ابنته ولا يتحرك ولا يغار وأن هذه المأكولات تورث آكليها ما فيها من صفات ثم ضرب لهم المثل الأعلى في الشريعة الغراء عندما حرمت علينا صنفا من الدجاج والطيور الداجنة في بيوتنا وهى الطيور التي تأكل روثها فقد أمرت الشريعة من يريد ذبح دجاجة أو بطة أو أوزة تأكل روثها أن يحبسها لمدة ثلاث أيام ويطعمها بنفسه ويشرف على أكلها بنفسه حتى تطهر معدتها من هذا الروث بما فيه من جراثيم وبما فيه من الميكروبات لأن هذا المرض ينتقل إلى الإنسان وهو لا يدرى ولا يشعر تلك شريعة الله وتلك حكمة الله هذا وقد اكتشف العلم الحديث كثيراً من الأمراض التي يسببها تناول لحم الخنزير ومن ذلك ما أشار إليه الدكتور المسلم مراد هوفمان الألماني الجنسية في كتابه (يوميات ألماني مسلم) حيث يقول في صـ126 من هذا الكتاب : {إن تناول لحم الخنزير لا يعتبر ضارا فحسب إذا كان اللحم مصابا بدودة الخنزير وإنما يتسبب أيضا في زيادة نسبة الكولسترول وإبطاء إيقاع عمليات التمثيل الغذائي في الجسم (مع ما يترتب على ذلك من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء} كما يتسبب أيضا في ظهور الدمامل والإصابة بالإكزيما والروماتيزم ألا يكفى أن تعرف فيروسات الأنفلونزا الخطيرة تعيش أثناء الصيف بفضل كرم وفادة الخنزير لها ؟ وقد أجمل الدكتور محمد عادل أبو الخير في كتابه (اجتهادات في التفسير العلمي في القرآن الكريم) الأمراض التي يسببها لحم الخنزير فقال صـ122 [ لحم الخنزير موجود به حويصلات الدودة الشريطية ودودة التريكينا اللولبية وهذه الديدان تنتقل إلى الإنسان وجدير بالذكر أن أقول هنا أن أجيال الخنازير لم تتخلص من هذه الديدان حتى يومنا هذا والأمراض الأخرى التى ينقلها الخنزير كثيرة منها أيضا : 1- كوليرا الخنزير : وهى مرض حاد يسببه فيروس 2- الإجهاض النتن : وتحدثه بكتريا ابروسيلا الخنزيرية 3- الحمرة الجلدية : الحادة والمزمنة والأولى مميتة في بعض الأحيان والثانية تحدث تورم المفاصل 4- مرض التقشر الجلدي 5- طفيل الإسكارس:وهو مع الإنسان ويكفى لصرف الإنسان - أي إنسان - عن لحم الخنزير أن يعلم عنه ما يلي : 1- أنه حيوان شره في أكله شراهة لا توجد في غيره من الحيوانات حيث أنه يأكل حتى يأتي على الأكل كله الذي أمامه وإذا أكل حتى تمتلئ بطنه أو انتهى الأكل كله أخذ يتقيأ ويرجّع الأكل الذي أكله ليأكل ثانية ويشبع شراهته فهو حيوان لا يستنكف بل يحب أن يأكل ما تقيأ 2- أنه يأكل أي مأكول أمامه ويأكل أي فضلات أمامه بشرية كانت أم حيوانية أو نباتية حتى أنه يأكل فضلاته أي برازه حين لا يجد أمامه أي شيء يؤكل 3- أنه يبول على طعامه وأكله إذا وجده أمامه ثم يأكله ثانية 4- أنه يأكل القمامة والعفن والتعفن وروث البهائم 5- أنه الحيوان الثدي الوحيد الذي يأكل الطين ويأكله بكميات كبيرة ولساعات طويلة إذا ترك بدون إزعاج 6- تنبعث رائحة عرق كريهة جدا من آكلي لحم الخنزير وشحومه 7- ثبت بالأبحاث العلمية الحديثة في قطرين من أقطار العالم الشرقي والغربي وهما الصين والسويد أحدهما معظمه وثنى والآخر معظمه ملحد أثبت علماء هذين القطرين أن أكل لحم الخنزير مسئول هام عن سرطان المستقيم والقولون الذي ترتفع نسبته ارتفاعا مذهلا في دول أوربا وأمريكا أساسا وفى دول آسيا التي تأكل الخنزير كالصين والهند بينما تنخفض انخفاضاً ملحوظاً يصل إلى واحد من الألف في الدول الإسلامية ولقد صدر هذا البحث في سنة1986 ميلادية من هاتين الدولتين في المؤتمر السنوي العالمي لأمراض الجهاز الهضمي الذي عقد في ذلك العام في ساو باولو فإذا أضفنا إلى هذا أن الإسلام حرّم علينا أكل كل ذي ناب والخنزير له ناب كبير يستعمله في جرح عدوه علمنا الحكمة العظيمة التي من أجلها حرّم الله علينا لحم الخنزير وشحمه ولذا فإني أحذر إخواني المسلمين ليس من لحم الخنزير فقط بل من المأكولات التي يضاف إليها شحم الخنزير كالمسلى الصناعي وبعض أنواع الحلويات والشيكولاتة وكذلك بعض أنواع الخبز (التوست) حيث يطلى أعلاها بشحم الخنزير وبالجملة فأي شيء تستخدم فيه الشحوم الحيوانية يتنبه إليه الإنسان المسلم قبل أن يأكله ولا يتناوله إلا إذا تأكد أنه خال من شحم ودهن الخنزير حتى لا يقع في معصية الله ولا يتعرض للأضرار البالغة التي من أجلها حرّم الله علينا لحم وشحم الخنزير [/color] |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
الإسراف إتلاف ويحاسب الله عليه صاحبه مائدة الطعام التي تجلسون عليها لتأكلون منها ما أباحه لكم الله إذا وضعنا عليها الحلال وهناك حجة يتذرّع بها كثير من الناس يقول : أجلس مع صديق لي غير ملتزم وأنا لا أشرب الخمر ولكنه يشرب الخمر وأنا ليس لي شأن به ولا يدرى أن الشريعة منعت المؤمن حتى الجلوس على المائدة التي يصب عليها الخمر أو يشرب عليها الخمر وإن كان لا يشرب حتى لا يرى المنكر ولا يغيره فينزل عليه عذاب الله وسخطه فإن الله عندما أمر جبريل أن يهلك قرية من بني إسرائيل وكان فيها ستين ألفا وكان فيها ستمائة رجل من الصالحين وقال يارب إن فيها ستمائة من الصالحين هم فلان وفلان إلى آخرهم فقال عز وجل بهم فابدأ قال ولم يارب ؟ قال لأنهم رأوا المنكر فلم يغيروه ورأوا الآخذين في المنكر ولم يمنعهم ذلك من مجالستهم ومن مخالطتهم والجلوس على مائدتهم والبيع لهم والشراء منهم فحرم الإسلام على المؤمن أن يجلس على المائدة التي يدار عليها الخمر وإن كان لا يشربه وإن كان يحرمّه حتى يبتعد المؤمن عن هذه الشبهات كلها قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني عن ابن عباس {مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بالله واليومِ الآخِرِ فلا يَقْعُدْ على مائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا الخمرُ}[1] فاتقوا الشبهات كما أمر رسولكم صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم {الرجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ ومَشْرَبُهُ حَرَامٌ ومَلْبَسُهُ حَرَامٌ وقَدْ غُذِيَ بالحَرَامِ فأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ}[2] مادام الإنسان قد أحضر الطعام من الحلال وتحرى فيه أن يكون بعيدا عن الأصناف التي نهى عنها الله وحرّمها سيدنا رسول الله فليس هناك شيء محرم بعد ذلك {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} الأعراف32 فليس هناك شيء حرام على المسلم من الخيرات التي أباحها الله بل إنه يأكل أفضل المأكولات ويشرب أفضل المشروبات مادامت من حلال وبعيدة عن الأصناف التي حرّمها ذي الجلال والإكرام لكن عليه أن يراعى في ذلك وصيتين نبويتين اسمعوهما وعوهما قال صلى الله عليه وسلم {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فـي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيـلَةٍ}[3] ألا يكون هناك إسراف فإن الإسراف إتلاف ويحاسب الله صاحبه على ذلك الإسراف إياك أن تقول كما يقول بعض الناس هذا مالي ومن حلالي وأنا حر فيه لا، لقول الله في المؤمنين {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} الفرقان67 ومما زاد في مشاكلنا في هذا الزمان الإسراف الذي نراه فالشاب الذي يجمع قرشا من هنا وهناك ليتزوج لماذا يصنع حفل الزواج في ناد يكلفه عشرين آلاف جنيه أو يزيد؟ أليس هذا إسرافا؟ والأم التي تريد أن تصنع عيد ميلاد لابنها أو بنتها تكلفه خمسة ألف جنيه أو يزيد هل هذا أمر به الحميد المجيد؟ وهل هذا من سنة النبي الرشيد؟ لقد كان يحتفل بعيد ميلاده ليس كل عام ولكن كل أسبوع فكان يصوم يوم الاثنين فلما سئل لم يصوم ذلك اليوم؟ قال هذا يوم ولدت فيه أي أصوم فيه شكرا لله على هذه النعمة والذي يصنع الطعام ويكلفه سمناً ولحماً وخضر وغيرها من بقية الأصناف ثم يأكل منها الشيء اليسير ويلقى بالباقي في القمامة ما هذا الصنيع؟ تلقي بنعم الله يا عبد الله إلى الحيوانات الضالة تلقى مالا استخلفك عليه الله وأنت تظن أنك لست محاسباً أو معاتباً على هذا الأمر { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأعراف31 فمن يسرف في الحلويات يقول له الطبيب: احبسوه عنها إلى الممات لأنه كان يجب أن تكون فيها وسطا تتمتع بها إلى ما شاء الله والذي يسرف في البروتينات يأتي طبيب النقرس ويقول له: ممنوعة عنك إلى الممات لا تأكل اللحم ولا تتذوق هذه الأشياء لأنه تعدى وتجاوز هذه الأشياء {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} الطلاق1 [size="4"][1] أخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب عن جابر رضي الله عنه إرواء الغليل للألباني - الصفحة أو الرقم: 1949 [2] أخرجه مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [3] أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم عن عبد الله بن عمرو |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
حكمة تعجيل الفطر [B][FONT="Times New Roman"][SIZE="5"]كان الهدى النبوي الشريف في الصيام هو تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم {قَالَ اَللَّهُ عز وجل: أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا}[1]وقد حضّ على ذلك صلى الله عليه وسلم فقال {لاَ يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ}[2] وذلك لأن التعجيل يذهب شعور العطش والظمأ وبخاصة في أوقات الحر الشديد وكذلك لأن الجسم يحتاج إلى الطاقة الحرارية ليستطيع مواصلة الحياة وخاصة بالنسبة للأطفال الذين هم في مرحلة بناء الأجسام والشيوخ والناقهون والحوامل اللاتي سمح لهن بالصوم والذين يعملون في أعمال شاقة ومتعبة ويفقدون الكثير من الطاقة والماء والأملاح بصورة أكبر من الإنسان العادي هذه الحالات تحتاج لتعجيل الفطر لتعويض الفاقد بصورة سريعة لتعطى الجسد توازنه الحيوي فيستفيد من فترة الصوم المعقولة ولا يحدث له أي أثر سلبي على حالته فأنسجه أجسام هذه الحالات في أشد الحاجة للماء والطاقة والتعويض السريع يحفظها من الإنهاك والضعف هذا بالإضافة إلى الحكم الصحية لتعجيل الفطر التي يشير إليها الدكتور/ أحمد عبد الرءوف هاشم فيقول [وتعوّد المسلم تعجيل الفطر يسب جهازه الهضمي ارتياحا وانتظاما في عمله فالفطر في وقت معّين ينبّه إفرازات اللعاب بالإضافة لرؤية الطعام الذي يزيد إفرازات اللعاب والعصارة المعدية وينبّه حركات عضلات المعدة ويعدّ الجهاز الهضمي لبدء عمله بنشاط بعد مدة راحة أثناء الصيام ومع انتظام هذه الأفعال الفسيولوچية في أوقات محددة يوميا يتكّيف الجهاز الهضمي لبدء عمله في هذا التوقيت المحدد من كل يوم ـ وقت الغروب ـ ومخالفة النظام بتأخير الفطر يربك الهضم فتحدث حموضة زائدة وحموّ بالجوف وتجشؤ وقد يصل الأمر لالتهاب حاد بفم المعدة أو قرحة بها] غير أنه كان من سنته صلى الله عليه وسلم تعجيل الفطر وتعجيل الصلاة حيث كان يقدم صلاة المغرب على إكمال طعام فطره ووراء هذا الأدب النبوي حكما وفوائد طبية كثيرة نوجزها فيما يلي : 1- صلاة المغرب عقب تناول الرطب أو التمر أو عصير الفاكهة تمكن المعدة والأمعاء من امتصاص المادة السكرية فيحدث ارتفاع سريع لمعدل السكر في الدم يؤدى إلى عودة النشاط والحيوية للجسم ويساعد على إزالة الشعور بالجوع حتى أنه حين يعود المسلم من الصلاة لإكمال فطره فإنه لا ينقض على الطعام بنهم وشراهة وإنما سيأكل قدرا معتدلا 2- إن دخول كمية بسيطة من الطعام ثم تركها فترة ـ هي فترة الصلاة ـ دون إدخال طعام آخر عليها إلى المعدة يعد منبها معقولا لحال المعدة والأمعاء حيث ينبه جدار المعدة للتقبض وينبه الغدد اللعابية وغدد جدار المعدة لبدء إفرازاتها بصورة أكبر لتستعد لعمل أكبر على بقية طعام الفطور بعد الصلاة ولتتم الهضم بكفاءة أكبر 3- أما عن المشاكل التي يسببها إدخال الطعام مرة واحدة إلى المعدة بكميات كبيرة فيجملها الدكتور/ أحمد عبد الرءوف هاشم فيقول [تؤدى إلى انتفاخ المعدة والأمعاء والتقليل من قدرة التقبض والتقلص لعضلات جدرانها مع تقليل معدل إفراز عصارتها مع حدوث تلبك معوي في صورة انتفاخ وآلام تحت الضلوع في الجانبين وغازات حتى ليحس المرء بضيق في التنفس واضطراب ضربات القلب وضيق بالصدر وتراخ في الحركة وكسل. إلخ ] فإذا أضفنا إلى ذلك أن الوضوء للصلاة يجعل الجهاز العصبي ينشط بغسل الوجه واليدين والقدمين لأن نهايات أطراف الأعصاب في هذه المناطق تتنبه فتساعد في زوال الفتور كما أن ترطيب الجسم بماء الوضوء يساعد على تقليل الشعور بالعطش وتقليل ما يشربه الصائم بعد الصلاة فلا يرتبك الهضم بكثرة السوائل ثم تكون الصلاة في صورتها كمجهود بدني متوسط منظم الإيقاع وبخاصة حركات الركوع والسجود حيث يضغط المرء على الأمعاء فينبهها وينشط من حركتها الدورية فتساعد في منع الإمساك وتنظيم فعل التبرز وهذا الضغط يقع على الكبد إلى الأمعاء الدقيقة فتكون العصارة حاضرة للتعامل مع ما يقابلها من غذاء كل هذا وغيره يجعل المسلم شديد التمسك بهديه صلى الله عليه وسلم في الإفطار أولا على تمرات أو رطب أو ماء ثم أداء صلاة المغرب وبعدها يعود ليكمل إفطاره العادي لسنته فاحفظ وكن متأدبا ،،،،، وحاذر فحصن الشرع باب السلامة إلا إن كان معه ضيف أو أطفالٌ صغار أو أصحاب أعذار لا يستطيعون الانتظار فعليه أن يسير على قدرهم ويفطر معهم مع تجنب الإسراف ويبتعد عن الأطعمة والسوائل المثلجة والشديدة البرودة لأنها تؤدى إلى بطء عمل المعدة وإرباكها مع حدوث التهابات بها وليبتعد أيضا عن شرب السوائل بكميات كبيرة لأنها تؤدى إلى امتلاء البطن بسرعة فيحس المرء بالشبع الكاذب فضلا عما تقوم به من إحداث إحساس بالميوعة وفقد الشهية وتخفيف العصارات الهاضمة والخمائر مما يؤدى إلى بطء عملية الهضم واضطرابها وليتجنب كذلك التوابل والمواد الحريفة كالشطة وغيرها كالمخللات والمشهيّات وكذلك الأكلات الدسمة والأطعمة الدهنية والأكلات المسبكة والمقلية والصلصات فهي ثقيلة على المعدة السليمة وتسبب الانتفاخات والعطش فهي تهيّج المعدة والأمعاء والمصران الغليظ فضلا عن عسر هضمهما وإتعابها للكبد ولا ينسى بعد ذلك أن يقوم سريعا لصلاة المغرب بعد الانتهاء من الإفطار مباشرة ولا يؤجلها لقرب العشاء لأن وقت المغرب قليل فإذا أجّلها فربما لا يتمكن من أدائها في وقتها فيكون بذلك آثما وقد قال الله {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} النساء103 [1] رواه البخاري ومسلم والترمذي عن سهل بن سعد رضي الله عنه [2] رواه أحمد والترمذي عن أبى هريرة رضي الله عنه يتبع إن شاء الله |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
الحكم الصحيحه فى تاخير السحور وجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية السحور فقال {تَسَحَّرُوا فإِنَّ في السَّحُورِ بَرَكةً}[1] وألمح صلى الله عليه وسلم إلى الوقت المفضّل لتناوله فقال {لاَ تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الإفْطَارَ وَأَخَّرُوا السَّحُورَ}[2] وقد زاد هذا الزمن وضوحا الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه حيث قال {تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قُمْنَا إلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ: كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ: قَدْرَ خَمْسِينَ آيَةً}[3] وقد أشار إلى الحكم العظيمة التي تحملها هذه الأحاديث الإمام/ عبد الله بن أبى جمرة في كتابه (بهجة النفوس) صـ5 9 1 من الجزء الثاني فقال : {ظاهر الحديث يفيد بأن تأخير السحور من السنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم تسحر وكان بينه وبين الفجر قدر قراءة خمسين آية وإنما فعل ذلك صلى الله عليه وسلم لأنه عليه السلام كان أبدا ينظر ما هو أرفق لأمته فيعمل عليه لطفا منه بهم وسحوره عليه السلام من جملة الألطاف لأنه لو لم يتسحر لكان أبدال أهل الفضل من أمته لا يتسحرون لإتباعهم له وقد يكون على بعضهم في ذلك مشقة وكذلك أيضا لو تسحّر في جوف الليل لكان عليهم في ذلك شيء آخر وذلك أن المراد إذا أكل في جوف الليل فالغالب عليه أنه ينام بعد الأكل وليس كل الناس يقدر على السهر والنوم عقب الأكل فيه ضررٌ كثيرٌ على البدن لأن بخاريه الطعام تطلع إلى الدماغ فيتولد من ذلك علة أو مرض ولو سهر الإنسان من وقت أكله وكان الأكل في جوف الليل لوجد بذلك مجاهدة لأن الأكل والشرب يستدعيان النوم فيكون ذلك إلى أن يكون النوم يستدعيه في وقت الحاجة إلى العبادة وهو وقت صلاة الصبح} هذا بالإضافة إلى الحكم الصحية لتأخير السحور حيث أن توزيع كمية الطعام على وجبتين إفطار وسحور وبينهما فترة زمنية متباعدة يمكن الجهاز الهضمي من أداء عمله في كفاءة وسهولة وراحة مع تمتع المسلم بمرونة الحركة ويقظة الذهن وتلافى مضاعفات إدخال الطعام على الطعام في أوقات متقاربة وما يحدثه من اضطرابات بالهضم وثقل بالحركة وتبلد للذهن والميل إلى الكسل والراحة والسحور ضرورة لكل صائم لأنه يعد بمثابة تموين للجسم بالغذاء والطاقة الحرارية ولذا فالتأخر في السحور يقلل من إحساس الجوع والعطش وكذلك فقيام المرء بصلاة الصبح بعد السحور يقيه من الإحساس بثقل الطعام على الصدر وصعوبة التنفس والميل إلى الكسل والتراخي ويحميه من الأحلام المزعجة والكوابيس وغيرها من الأشياء التي تصيب من ينم بعد الأكل مباشرة ناهيك بما يشعر به الذي يؤدى صلاة الفجر من انشراح صدر وشعور بالرضي والسكينة والطمأنينة وإحساس بالنشاط وراحة البال وصدق الله إذ يقول {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} الإسراء78 [1] رواه البخارى ومسلم عن أنس رضى الله عنه [2] رواه البخارى ومسلم والترمزى عن سهل بن سعد رضى الله عنه [3] رواه البخارى عن زيد بن ثابت رضى الله عنه |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
شكرا لك على هكذا نصائح مفيدة فعلا...
|
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
:19:*:19:*:19:*
اقتباس:
|
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
بارك الله فيك أخي العزيز عبد الوهاب الريس لما تقدمه لنا من
معلومات خيرة ونيرة ومفيدة بإذن الله شكرا لك وجعله الله في ميزان حسناتك |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
لم اجد اجمل من هذا الرد على مروركم الكريم بالموضوع
جزاكم الله خيرا |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
حكمة الله فى الماء بالنسبة للإنسان
إخواني وأحبابي لما كان لابد لكل منّا من الشرب قبل الأكل أو معه أو بعده أن نعمل جميعا بهدى نبيكم الكريم صلوات الله وسلامه عليه حيث يقول {إذا شَرِبتُمُ الماءَ فاشْرَبوه مَصًّا ولا تَشْرَبُوهُ عَبًّا فإن العَبَّ يُورِثُ الكُبادَ *يعني داءَ الكِبِدِ}[1] فيأمرنا أن نشرب الماء مصّا وألا نشربه في جرعة واحدة بل على ثلاث مرات وليس مرة واحدة وفى كل مرة نقول قبل الشرب: بسم الله وبعدها الحمد لله ونتنفس خارج الإناء وليس في الإناء وفى المرة الثالثة نقول: الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا والحكمة في التثليث لأن عبّ الماء يعني شربه دفعة واحدة يمرض الكبد وهذا ما فهمناه في زمننا وفى عصرنا هذا فإن ما يزيد على 80% من أمراض الكبد الرئيسية في مصر وغيرها أن الإنسان يكون متعبا ومنهكا والعرق يتصبب منه ثم يأخذ زجاجة ماء مثلج بسرعة ومرة واحدة فما الذي يحدث؟ تنزل على الكبد وهو مستقر طبخ الطعام في الجسم فهو الذي يحوّل الطعام إلى الدم ينتفع منه الأعضاء بأمر ممن يقول للشيء كن فيكون فينزل عليه هذا الماء فيتلف أنسجته وتتلف أعضاؤه ويصاب بداء الكبد فيتضخم الكبد أو يتليّف وذلك لأنه لم يتبع نهج النبي الأمين صلوات الله عليه وسلامه فقد أمرنا أن نشرب أثناء الطعام وبالكيفية التي ذكرناها فنمص الماء ونشربه على ثلاث جرعات أما اللبن فلا خوف منه ولا خطورة منه ولو كان باردا وتلك حكمة الله فقد ورد في الأثر : *مُصُّوا الْمَاءَ مَصّاً وعبّوا اللبن عباً *ولذا فإنه يحمى الإنسان في الحر الشديد من العطش والظمأ فإذا انتهينا من الطعام فقد ورد في الأثر بما معناه لا تجعلوا آخر زادكم ماءاً *أي لا تشربوا بعد الانتهاء من الأكل ماءاً وإنما نشرب ساخنا لأنه لا يضر أما خطر شرب الماء بعد الانتهاء من الطعام : فقد أثبت الأطباء أن الإنسان بعد الانتهاء من الأكل (الطعام) يبدأ الهضم فتنزل المعدة أنزيماتها التي تساعد على الهضم فإذا كان في الطعام مواد سكرية أرسلت إشارة إلى البنكرياس ليفرز من عنده العصارة البنكرياسية التي تعمل على هضم السكر وإذا كان فيه الدهون أرسلت إشارة عاجلة إلى الصفراء لتفرز عصارتها الصفراوية التي بها يتم هضم الدهون وإذا كان بها مواد نشوية أكثرت من نزول اللعاب مع الطعام لتعمل على هضم المواد النشوية وبعد أن يحمد الإنسان الله تغلق المعدة أبوابها بعد أن أنزلت عصارتها وتقوم بالحركة الرحوية لهضم الطعام فإذا جاء الإنسان بعد ذلك وشرب الماء فإن الماء يخفف هذه العصارات ويغير نسب هذه الأنزيمات فيصاب بالتخمة وبعد ذلك يصاب بمرض عسر الهضم ومرض سوء الهضم وذلك ما أراد أن يحمينا منه نبي الإسلام وقد كان صلى الله عليه وسلم كما يروى عنه صاحب سقايته عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا يشرب الماء إلا بعد الأكل بما يساوى ساعتين وإذا أكل لا ينام إلا بعد أن يتأكد من هضم الطعام ونحن إذا ذهبنا إلى أطباء المعدة أو إلى أطباء الباطنة نشكو من القولون أو من آلام بالمعدة فلنعلم جيدا أن معظمها ناتج من النوم عقب الأكل مباشرة ولكننا لو نفذنا تعاليم الله وسنه رسول الله نعيش في صحة وفى حالة إيمانية وفى هناءة اقتصادية ولن يكون عندنا مشاكل في أجسامنا ولا مشاكل لجيوبنا ولا مشاكل في بيوتنا ولا مشاكل في مستشفياتنا لأن معظم الأمراض سببها المعدة فالمعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وصدق الله إذ يقول {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأعراف31 ] البيهقي في الشعب و السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 710 عن علي بن أبي طالب *وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وقال عنه العجلوني في كشف الخفاء: مصوا الماء مصاً ولا تعبوا عباً رواه البيهقي عن أنس، وله هو وابن السني عن عائشة مثله بزيادة: فإن الكباد من العب <IFRAME WIDTH=100% HEIGHT=300 SRC="http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%E3%C7%C6%CF%C9%20%C7%E1%E3%D 3%E1%E3%20%C8%ED%E4%20%C7%E1%CF%ED%E4%20%E6%C7%E1% DA%E1%E3%20%D82&id=128&cat=2"></IFRAME> [/quote]منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً http://im37.gulfup.com/Drfgm.jpg |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
التدخين وتاثيره على صحة الانسان للدخان تأثيرات ضارة جدا على صحة الإنسان سواء كان تناوله عن طريق الفم كما في التدخين المعتاد أو بمضغه بعد مزجه بمواد أخرى ووضعه بين الشفة واللسان {المَضغ أو الشَمة} أو باستنشاقه عن طريق الأنف {النُشوق} أو باستنشاقه عن طريق استعمال النَارجيلة {الجُوزة} فضرره محقق والتسمم به واقع كيفما أدخل إلى الجسم بالطرق المتنوعة السابقة أو غيرها وقد أشار إلى بعض هذه الأضرار الدكتور محمد سعيد السيوطي فقال: {ويؤثر الدخان في الغشاء المخاطي للفم فيقلل حساسيته كما أنه يقلل الإحساس بالجوع ويحدث التهاب مزمن في المنخرين ولثات الأسنان والأغشية المخاطية وشوهد إصابة المدخنين بمرض ضعف المعدة الوخيم مع وجود أعراض يبوسة اللسان وضعف الاشتهاء لتناول الطعام والامتلاء الريحى المعدوى وانعدام المادة الهاضمة (بيبسين) من عصارة المعدة مما يؤدى إلى إصابة المدخنين بالتهاب الأمعاء الشديدة المزمنة مع آلام مبّرحة في المعدة قد لا تفيد في شفائها المعالجات الدوائية وإنما تزول عقب ترك الدخان ببضعة أيام}[1] هذا والدخان يحدث التهابا في الأنف والبلعوم والحنجرة والقصبات ويجعلها متهيجة ومستعدة لدخول وتوطن الجراثيم المرضية الخاصة بالجهاز التنفسي بسهولة فتحدث نزلات الأنف والبلعوم والحنجرة والقصبات والرئة. أما تأثير النيكوتين فلا يخفى على أحد فهو يؤثر على القلب والأوعية تلك التأثيرات الدائمة التي لها دخل كبير في تصلب الشرايين وارتفاع درجة الضغط الدموي فيها ويسبب أيضا الخفقان القلبي وعدم انتظام النبضات وتقطعه كما أنه يؤثر في العصب البصري مباشرة فيضمره ويسبب ذلك العمى بينما تظهر تأثيراته في الجملة العصبية بحصول الأرق والصداع والدوار وارتجاف الأصابع والأطراف واهتزاز والضعف العصبي العام وهكذا وبعد أن تبين لنا هذه الأضرار الجمّة التي يحدثها التدخين فينبغي على العقلاء ولو لم يكن التَدخين محرما أن يتركوه لكي يحصلوا على الفوائد الصحية والاجتماعية والاقتصادية العظمى والتي تتوقف على تركه وللعلماء ثلاثة مذاهب في حكم التَدخين فمنهم من أطلق القول بالتحريم وإن لم يعتبره من الكبائر إلا عند الإضرار وذلك اعتمادا على النصوص القرآنية الكثيرة ومنها {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} الأعراف157 وقوله سبحانه وتعالى {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} النساء29 وقوله عز شأنه {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} الإسراء26 وكذلك الأحاديث النبوية الكثيرة والتي منها قوله صلى الله عليه وسلم {لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ فِي الإِسْلامِ}[2] وقوله صلى الله عليه وسلم {وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا}[3] كما نهى الرسول عن كل مسكر ومفتّر وعن إضاعة المال ومنهم من أطلق القول بحلّه لأن الأصل في الأشياء الإباحة وردّوا أدلة الأولين بأنها ظنية الدلالة فلا تثبت التحريم ومنهم من قال بالتفصيل: فقد يكون حراما وقد يكون حلالا بل تعتريه الأحكام الخمسة فقالوا : إن التَدخين حرام إن كان فيه إسراف محرم بأن كان الشخص محتاجا إلى ثمنه في نفقات واجبة عليه أو كان فيه ضرر صحي لا يحتمل وذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ولابد من إخبار الطبيب الثقة بخطورته على الشخص ويكون مكروها إن لم يكن فيه ضرر صحي أو مالي وذلك لأنه يخلو من بعض الأضرار كما أن فيه إضاعة للمال في غير ما يفيد وأولى أن يوجه إلى مجالات هي في أشد الحاجة إليه كما أن فيه إيذاء للغير برائحته كالثوم والبصل ونحن نميل إلى هذا الرأي وخاصة أن التَدخين له أثر سيئ على الكثير من المُدخنين صحيا وكذلك له أثره الاقتصادي على المجتمع كله فما يحرق يوميا من الدخان يمكن الاستفادة به في مشروعات إنتاجية لرفع مستوى المعيشة أو مشروعات خدمية كبناء مدارس أو مستشفيات وغيرها لرفع مستوى الأفراد [1] معجزات في الطب للنبي العربي محمد , د/ محمد سعيد السيوطي [2] رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن عبد الله بن عباس [3] صحيح البخاري عن أبي هريرة |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
[align=justify]بارك الله فيك أخي العزيز عبد الوهاب وجزاك خيرا على ما قدمته لنا من فوائد جمة جاء بها ديننا الحنيف بتعاليمه السمحة الرؤوفة بالإنسان .
فعلا إنها كنوز يغفل عنها الكثيرون وبذلك يفلتون فرصة الاستمتاع بحياتهم الدينية والدنيوية .. شكرا لك أخي وأنا بانتظار ما يجود به قلمك الخصب من فوائد .. محبتي بدون حدود .[/align] |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
جزاكم الله عنا خير الجزاء ولا اجد اجمل ولا اعظم من اسماء الله الحسنى اهديها لك مصدقا لقول رسولنا الكريم (( إن لله تسعون وتسعون اسماء من احصاها دخل الجنة )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
ونعم الهدية أخي الغالي ..
دمت متألقا بنفحاتك الإيمانية العبقة .. وتقبل من جديد كل محبتي الأخوية . |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً جعل الله إطعام الطعام والضيافة من أجلّ العبادات الإسلامية التي يتقرب بها المؤمن إلى الله فأثنى الله على من يطعمون الطعام فقال {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} الإنسان********************* وقال صلى الله عليه وسلم {إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلانَ الْكَلامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَتَابَعَ الصِّيَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ}[1] وقال أيضا {مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ حَتَّى يُشْبِعَهُ وَسَقَاهُ حَتَّى يَرْوِيَهُ بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقَيْنِ مَسِيرَةَ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ}[2] بل إنه صلى الله عليه وسلم رفع مكانة مطعم الطعام وقال في حقه {خَيْرُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ}[3] وحذّر من البخيل الذي لا يضيف أحدا فقال في حقه {لا خَيْرَ فِيمَنْ لا يُضِيفُ}[4] وقد كان إبراهيم الخليل صلوات الله عليه وسلامه إذا أراد أن يأكل خرج ميلا أو ميلين يلتمس من يتغذى معه ومن أجل ذلك سمى (أبو الضيفان) وقد مدحه الله على ذلك في قرآنه حيث قال {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ {24}إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ{25} فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ {26} فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ {27} الذاريات فقد كانوا ثلاثة نفر ويكفيهم دجاجة أو شاه لكنه دعاه كرمه وسخاؤه أن يذبح لهم عجل سمين ويشويه لهم لأن هذا أدب الإسلام وقد أدرك الأنصار هذا المقصد العظيم فقاموا به خير قيام حتى وصل الأمر بهم إلى التنافس الشديد فيما بينهم للحصول على الضيف وقد ورد في الأثر {يدخل الضيف والرزق معه ويخرج بذنوب أهل الدار فيلقيها في البحر} حتى ورد عنهم فيما يرويه البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : {أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ إِلَى نِسَاءِهِ فَقُلْنَ : مَا عِنْدَنَا إِلَّا الْمَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَضُمُّ هَذَا أَوْ يُضِيفُ هَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَنَا وَانْطَلَقَ بِهِ لَهُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ : أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ : مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَان فَقَالَ : هَيِّئِي طَعَامَكِ وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ السّـِرَاجَ فَأَطْفَأَتْهُ فَجَعَلا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلانِ فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ فَلَمَّا أَصْبَحَا غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فِعَالِكُمَا} فنزلت الآية الكريمة {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر9 والأخبار الواردة في فضل الضيافة والطعام لا تحصى وإنما أردنا بذكر هذه النّبذة اليسيرة أن يتنبّه شبابنا إلى أخلاق سلفنا الصالح فيتشبهون بها بعد أن غلبت عليهم في الآونة الأخيرة القيم المادية الغربية وهى هنا ـ بحسب مبدأ المنفعة الذي تنبني عليه كل نواحي حياتهم ـ تنبني على الأثرة والأنانية والشح إلا إذا كان هناك مصلحة للفرد أو للشركة أو للهيئة فيظهر الكرم والغرض منه هنا شراء الذمم وتحقيق أكبر قسط من الأرباح ولو بالحيلة وهذا ما يتنافى مع ديننا الحنيف الذي يوجه المسلم إلى أن يقصد بعمله كله وجه الله فهو إذا أضاف فإنما يبتغى بذلك رضاء الله وإذا أطعم فإنه يطلب الأجر والثواب من الله وبمثل هذا الخلق الكريم أدخل سلفنا الصالح الناس أفواجا في دين الله وصدق الله إذ يقول {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} الأنعام90 [1] رواه الترمذي من حديث على رضي الله عنه [2] رواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما [3] رواه أحمد والحاكم من حديث مهيب رضي الله عنه [4] رواه أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2 منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً http://im37.gulfup.com/Drfgm.jpg [/CENTER][/QUOTE] |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
أولاً: آداب الدعوة يرسم الإسلام للمسلم الآداب السديدة، ويذكر له التعاليم الرشيدة التى تجعله إذا سار عليها يسعد فى نفسه، ويسعد من حوله،*********** بل وينال السعادة يوم لقاء الله عزَّ وجلَّ، وكذا تجنِّبه المشاكل والأعراض والأمراض التى يتعرض لها من يلقى بطريق الله جانباً، سرَّ قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ (124- طه) والآداب الإسلامية التى ينبغى أن يلاحظها المسلم حين يدعو غيره إلى مائدته مايلى: 1- أن يدعو لضيافته الأتقياء دون الفسّاق والفجرة، لقول النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: { لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقى } (رواه الترمذى وأبو داود عن أبى سعيد الخدرى) 2- ألاّ يخص بضيافته الأغنياء دون الفقراء، لقوله صلى الله عليه وسلم: { شرُّ الطعام طعام الوليمة، يُدعى إليها الأغنياء دون الفقراء }(رواه الإمام مالك فى الموطأ عن أبى هريرة) 3- أن لا يقصد بضيافته التفاخر والمباهاة، بل يقصد بها وجه الله عزَّ وجلَّ، والاستنان بالنبى صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله كإبراهيم عليه السلام. كما ينوى يها إدخال السرور على إخوانه المؤمنين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: { من صادف من أخيه شهوة غُفر له، ومن سرَّ أخاه المؤمن فقد سرَّ الله عزَّ وجلَّ }(البزار والطبراني من حديث أبي الدرداء) 4- ينبغى أن لا يهمل أقاربه وجيرانه فى ضيافته، فإن إهمالهم إيحاش وقطع رحم،وكذلك يراعى الترتيب فى أصدقائه ومعارفه،فإن فى تخصيص البعض إيحاشا لقلوب الباقين، إلا إذا كان هناك ضرورة تستدعى ذلك. 5- لا يدعو إليها من يعلم أنه يشقّ عليه الحضور لبعد المسافة، أو كثرة المشاغل، أو غيره،وكذلك لا يدعو من يتأذى ببعض الإخوان الحاضرين، أو يتأذى به بعض الحاضرين. ********************* يتبع إن شاء الله http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2 منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً http://im37.gulfup.com/Drfgm.jpg |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
جزاك الله خيرا أخي عبد الوهاب ..
أنتظر بكل شغف تابع هذه النفحات الإيمانية الرائعة . محبتي . |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
بارك الله فيك مروركم على الموضوع دائما وسام على صدرى |
رد: مائدة المسلم بين الدين والعلم
ثانياً: آداب إجابة الدعوة ولها فى كتب السنة آداب كثيرة نكتفى منها بما يلى:*************** 1) أن يجيب الدعوة ولا يتأخر عنها إلا لعذر ضرورى، كأن يخشى حوث ضرر له فى دينه أو بدنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: { من دعى فليجب } (رواه مسلم عن ابن عمر بلفظ "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب") وقوله صلى الله عليه وسلم :{ لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدى إلى ذراع لقبلت}(رواه البخارى عن أبى هريرة) فالإجابة سنة مؤكدة، وقد قيل بوجوبها فى بعض المواضع. 2) أن لا يميز فى الإجابة بين الفقير والغنى، لأن فى عدم إجابة الفقير كسراً لخاطره، كما أن فى ذلك نوعاً من الكبر، والكبر ممقوت فى الإسلام، بالإضافة إلى أن ذلك خلاف السنة، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه:{كان يجيب دعوة العبد ودعوة المسكين}(أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس) ومما روى فى ذلك أن الحسن بن على رضى الله عنهما مرّ بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق، وقد نشروا كسراً على الأرض وهم يأكلون، وهو على بغلته، فسلّم عليهم ، فقالوا له: هلمّ إلى الغداء يا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم، إن الله لا يحب المستكبرين.فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل، ثم سلّم عليهم وركب وقال: قد أجبتكم فأجيبونى، قالوا: نعم، فوعدهم وقتاً معلوماً فحضروا، فقدّم إليهم فاخر الطعام، وجلس يأكل معهم. 3) ليس من السُّنة إجابة من يستثقل الاطعام، وإنما يفعل ذلك مباهاة أو تكلفاً، لما رواه ابن عباس:(أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن طعام المتبارين) (أخرجه أبو داود في 'السنن' 'كتاب الأطعمة، باب في طعام المتبارين 3/ 344/ رقم 3754') والمتباريان: أى المتعارضان بفعلهما للمباهاة والرياء. 4) أن لا يفرق فى الإجابة بين بعيد المسافة وقريبها، فإن وجِّهت إليه دعوتان أجاب السابقة منهما واعتذر للآخر،إلا إذا جاءتا فى وقت واحد فيجيب أقربهما إليه لحق الجوار إن كانا سواء، وإلا بدأ بالأقرب لحق القرابة. 5) أن لا يمتنع لكونه صائماً، بل يحضر فإن كان صاحبه يسرُّ بأكله أفطر،وليحتسب فى إفطاره بنيَّة إدخال السرور على قلب أخيه، ما يحتسب فى الصوم وأفضل، وذلك فى صوم التطوع،وإلا دعا لهم بخير، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:{إذا دعى أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل ـ يَدْعُ ـ وإن كان مفطراً فليطعم} (رواه مسلم (1150) عن أبى هريرة) وقوله صلى الله عليه وسلم لمن امتنع بعذر الصوم:{تكلف لك أخوك وتقول إنى صائم}(سنن الدارقطني 2: 178، عن جابر رضى الله عنه) 6) أن يمتنع من الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة، أويقام فى الموضع منكر كشرب الخمر أو أغانى خليعة أو رقص، أو اختلاط نساء متبرجات بالرجال، أو اشتغال بهزل أو لعب، أو استماع للغيبة والنميمة، والزور والبهتان والكذب، فكل ذلك مما يمنع الإجابة واستحبابها، ويوجب تحريمها أو كراهيتها، وكذلك إذا كان الداعى ظالماً أو مبتدعاً أو فاسقاً أو شريراً، أو متكلِّفا طلبا للمباهاة والفخر. 7) أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن، فيكون عاملاً فى أبواب الدنيا، بل يحسّن نيَّته، ليصير بالإجابة عاملاً للآخرة، وذلك بأن تكون نيَّته الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله:{لو دعيت إلى كراع لأجبت}(البخارى عن أبى هريرة) والحذر من معصية الله لقوله صلى الله عليه وسلم:{من لم يجب الداعى فقد عصى الله ورسوله}(أخرجه مسلم "باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة (1432) (110)") وينوى إكرام أخيه المؤمن، وإدخال السرور على قلبه، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: {من أكرم أخاه المؤمن فكأنما أكرم الله} (رواه الأصبهاني في ترغيبه عن جابر) ******************** يتبع إن شاء الله http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2 منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً http://im37.gulfup.com/Drfgm.jpg |
الساعة الآن 16 : 05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية