منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=177)
-   -   حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد )) (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26328)

عبد الوهاب الريس 22 / 12 / 2013 44 : 11 AM

حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
بشريات قبل مولده صلى الله عليه وسلم

هناك ملك من ملوك اليمن اسمه تبَّع {أسعد الحميري} سمع عن يهود المدينة ، وكان يكره اليهود ، وذلك قبل ميلاد الرسول بثلاثمائة سنة ، فذهب إلى اليهود ليقضى عليهم فخرج له عالم من علماء اليهود - اسمه شامويل ـ ، وقال له : يا جلالة الملك إنك لن تستطيع أن تقضى على هذه البلدة ، قال له : لماذا ؟ قال له : إن هذه البلدة ستكون مهاجر نبي آخر الزمان ، وتكون دار إقامته ، وأنصاره قوم من اليمن

فرجع الملك عن رأيه في غزوهم ، وبني بيتاً لرسول الله - حتى إذا هاجر يسكن فيه - وأحضر مجموعة من العلماء الذين معه - وعددهم أربعمائة عالم - وأعطى لكل عالم منهم جارية ، ونفقة ، وأمرهم أن يسكنوا في هذه البلدة ، حتى إذا جاء هذا النبي ، آزروه ونصروه ، وترك لهم كتاباً يسلمونه للنبي ومكتوب فيه :

شهدت على أحمد أنه \ رسول من الله بارى النسمّ
فلو مدَّ عمرى إلى عمره \ لكنت نصيراً له وابن عمّ
وجالدت بالسيف أعداءه \ وفرّجت عن صدره كل غمّ


فآمن بالنبي ، وذهب إلى الكعبة فغسلها ، وطاف بها وهذا الإيمان برسول الله كان قبل بعثته بثلاثمائة عام ، ويمر الزمن ويهاجر رسول الله إلى المدينة ، وكل واحد من أهلها يريد أن يأخذ رسول الله إلى بيته ، فيقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة ، فتأتى الناقة عند بيت أبى أيوب الأنصاري وتبرك[1]

فإذا بأبي أيوب الأنصاري هذا من سلالة كبير العلماء ، وهذا البيت الذي يسكنه أبو أيوب ، كان بيت تبَّع الذي بناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينزل صلوات الله وسلامه عليه إلا في بيته الذي بناه له الله سبحانه وتعالى من ثلاثمائة عام على يد تبع فالكون كله كان يعرف كل شيء عن بعثته

ولذلك فإن عبد المطلب لما ذهب إلى اليمن يهنئ سيف بن ذي يزن بانتصاره على الحبشة ، ومعه جماعة من قريش ، قابلهم وأدخلهم بيت الضيافة ، وقال لهم : انتظروا هنا ، وتركهم لمدة شهر ، وفي يوم من الأيام دعا عبد المطلب وقال له : إني أجد في الكتاب المكنون ، والعلم المخزون الذي اخترناه أنفسنا وحملناه دون غيرنا ، خبراً عظيماً ، وخطراً جسيما ،ً فيه شرف الحياة ، وفضيلة الوفاة للناس كافة ، ولرهطك عامة ، ولك خاصة "

فقال عبد المطلب : مثلك أيها الملك من سر وبر ، فما هو فداك أهل الوبر زمراً {جماعات} بعد زمر؟ ، قال : إذا ولِد بتهامة غلام ، به علامة بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة ، فقال عبد المطلب : أبيت اللعن ، لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم ، ولولا هيبة الملك وإعظامه وإجلاله ، لسألته من بشارته إياي ما أزداد به سروراً

قال سيف بن ذى يزن : هذا حين يولد فيه ، أو قد ولد ، اسمه محمد ، بين كتفيه شامة ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ، قد وجدناه مراراً ، والله باعثه جهاراً ، وجاعل له منا أنصاراً ، يعزّ بهم أولياءه ، ويضرب لهم الناس عن عرض ، ويستبيح به كرائم الأرض ، يعبد الرحمن ، ويزخر الشيطان ، ويخمد النيران ، ويكسِّر الأوثان ، قوله فصل ، وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله

قال عبد المطلب : أيها الملك عزَّ جارك ، وسعد جدك ، وعلا كعبك ، ونما أمرك ، وطال عمرك ، ودام ملكك ، فهل الملك ساري بإفصاح ؟ فقد أوضح بعض الإيضاح ، قال سيف بن ذي يزن : والبيت ذي الحجب ، والعلامات على النصب ، إنك يا عبد المطلب لجدُّه بلا كذب ، قال فخرَّ عبد المطلب ساجداً ، فقال سيف : ارفع رأسك ، فقد ثلج صدرك ، وعلا أمرك ، فهل أحسست شيئاً مما ذكرت لك ؟

قال عبد المطلب : نعم أيها الملك ، إنه كان لي ابن ، وكنت به معجباً ، وعليه رفيقاً ، فزوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهره ، فجاءت بغلام ، وسمَّيته محمدا ، ومات أبوه وأمه ، وكفلته أنا وعمه ، بين كتفيه شامة ، وفيه كل ما ذكرت من علامة

فقال سيف : إن الذي ذكرت لك حق ، فاحتفظ بابنك ، واحذر عليه اليهود ، فإنهم له أعداء ، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً ، واطوِ ما ذكرت لك دون هذا الرهط الذي معك ، فإني لست آمن أن يدخلهم التحاسد من أن يكون لك الرياسة فيبغون لك الغوائل ، وينصبون لك الحبائل وهم فاعلون ، أو أبناؤهم ، ولولا أنى أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه ، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار ملكه ، فإني أجد في الكتاب الناطق ، والعلم السابق : أن يثرب استحكام أمره ، وموضع قبره ، وأهل نصرته[2]


[1] رواها السمهودى في وفاء الوفا " تاريخ المدينة " وابن دحلان في " السيرة النبوية" وابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] رواه الإمام الماوردى في أعلام النبوة ، وأبو نعيم ، والبيهقي ، من طريق عفر بن زرعة ، بن سيف بن ذي يزن عن أبيه



************************

وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب الجن بعقول الناس ، والجن ينتشرون في فترة ضعف الإيمان ، وانتشار الجهل ، فالمدة التي بين سيدنا عيسى ورسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى { الفترة} ، وفي هذه الفترة طغى الجن وبغوا ، خاصة وأن الجن من طبيعتهم التي فطرهم عليها الله الخفة والطيش ؛ فحتى المؤمنين منهم على هذه الشاكلة ، ولذلك نسمع عن سرعة أذاهم للإنس

فبعضهم كان يمسُّ الإنس في لحظات الضعف والخوف ، فيؤذونهم ويضرونهم ، وبعضهم كان الجن يتملَّك منهم فينطق على ألسنتهم ، ويخبر الناس بأشياء يخفونها ، ولم يطلعوا عليها أحد ، ولكن الجن يرونها من باب قول الله {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} الأعراف27

فكان الذي ينطق الجنُّ على لسانه من الإنس يلقب بالكاهن ، والجنُّ الذي يأتي الكاهن يسمى التابع ، وقد ذاع صيت هؤلاء الكهان ، وفشي أمرهم في الجزيرة العربية قبل بعثته صلى الله عليه وسلم لكثرة انتشار الجهل والمرض ، وإيمان الناس بالخرافات والأوهام ، حتى أنهم أوهموا الناس أن أحدهم إذا أمسى عليه الليل في مكان قفر ، ويريد ألا يؤذيه أحد فعليه أن يقول : " أعوذ بكبير هذا الوادي " لأنهم صاروا يعتقدون أن لكل وادي شيطان يحميه

ومنهم من كان يدخل في جوف الأصنام ليذيع نبأ استرقه من السماء ، ليضلَّ الناس ؛ ويجعلهم يعتقدون أن هذه الأحجار آلهة تسمع وتنطق وتعرف الغيب ، فيسارعون إلى إرضائها بعبادتها ، وتقديم الذبائح والأطعمة كقرابين لها ، فلعب الجنُّ بعقول الناس من هذه الطرق ، حتى خربوا العقائد ، وأضلُّوا الناس عن الطريق المستقيم

وعندما انتقل النور المحمدي إلى بطن السيدة آمنة المصونة ، التقيَّة ، النقيَّة ، فالسماء جهزت مدافع تطلق صواريخ نارية مضادة للجنَّ ، فتطلق على من يصل إليها من الجنَّ شهابا رصدا أي صاروخاً يحرقه فورا {فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} الجن9

فحرموا من استراق السمع ، وضعفت شوكة الجن ، حتى أن كثيراً من الناس كان عندما يستعيذ بكبير الوادي كما هو المتَّـبع ؛ يسمع صوتاً يقول له {إنَّ نبي آخرِ الزْمَانِ قَدْ وُلِدَ ، وَ لا يُسْتَعَاذُ إلا بالله عز وجل ، فَقُلْ : أعُوذُ باللهِ السَّميعِ العَليم مَنْ الشَّيطَان الرَّجِيم}

ولذلك تروى لنا كتب التاريخ الإسلامي أن ما يزيد على المائتي رجل ؛ دخلوا الإسلام عن طريق الجن بهذا الأسلوب الذي ذكرناه آنفاً ، وهكذا كان من البشائر بولادته صلى الله عليه وسلم منع سطَّوة الجنِّ ، ومنع شروره ، ومنع استراق سمعه لخبر السماء


***************************
وقد رأى عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه ، وهو نائم في حجر إسماعيل {أنه خَرَجَ نُورٌ منْ ظَهْرهِ مَلأ المشَارقَ وَالمغَاربَ ، ثُمَّ نَبَتَتْ شَجَرةٌ فامتدَت أغصَانهَا وَفرُوعُها مِنْ الأرْضِ إلى السَّماء ، فَقَامَ من نَومِهِ فَزِعَا ، وَ لمَّا قصَّ رُؤيَاهُ عَلى الكَاهِنَةِ ، قَالتْ لَهُ : سَيَخْرُجُ مِنْ صُلبِكَ وَلَدٌ يَدِينُ لَهُ أهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الأرْضِ} [1]

فعرف ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقرَّبه وأدناه ، وشمله بعطفه ورعايته {حتى أنه كان لا يستطيع أحد أن يجلس على سجادته المفروشة بجوار الكعبة إلا هذا الغلام ، وقد هموا مرة بمنعه من الجلوس عليها ، فقال لهم : دعوا ابني هذا ولا تمنعوه ، فإنه سيكون له شأن}[2]

ومن جملة البشائر قبل مولده صلى الله عليه وسلم ما حدث لأصحاب الفيل : فقد ذهب أبرهة بجيشه ، وكان معه خمسة آلاف ، واتجه نحو مكَّة ، ومعه الفيل الضخم لكي يهدم الكعبة ، وقد كان أبرهة ومن معه نصارى ، وأما أهل مكَّة فقد كانوا مشركين

فضربوا الحصار حول مكَّة ، وكلما وجهوا الفيل إلى مكَّة برك ولم يتحرك ؛ فإذا وجهوه إلى أي جهة أخرى سار مسرعاً ، فنخسوه بأسياخ الحديد المحمَّاة بالنَّار ، فلم يزده ذلك إلا إصراراً

وبينما هم على ذلك ، إذا بطيور تأتى من جهة البحر الأحمر ، وكل طائر منهم معه ثلاث حصيات في حجم حبَّة السمسم ، اثنان بين قدميه ، وواحدة في منقاره ، فتنزل الحصاة على رأس أحدهم فلا تزل حتى تخرج من دبره فيموت في الحال ، أرأيت كيف كانت هزيمة أبرهة وجيشه؟

فأهل مكة لم يحاربوه ، وكان صاحب الدين الأعلى الذي يجب أن يحظى بتأييد الله ، ولكن كانت تلك عناية الله بنبيه صلى الله عليه وسلم قبل ولادته لأن أبرهة لو دخل مكة عنوة لأخذ أهل مكة عبيداً ، ومن جملتهم أم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يرضى الله عز وجل لحبيبه أن يولد في الأسر

وهكذا حمى الله مكان ميلاد حبيبه ، كما حمى مكان هجرته ، بل حمى الجزيرة العربية كلها من وطأة الفرس والروم ، ومن سطوة الجنِّ ، وليس ذلك فقط ، بل هيأ الكون كله لاستقبال خير من وطأ الثرى بقدميه

وُلِدَ الهدى فالكائنات ضـياء ،،،،،، وفم الزمان تبسّـمٌ وثنـاء


[1] أخرجه أبو نعيم وابن هشام والسيوطي من طريق أبى بكر بن عبد الله بن أبى أجهم عن أبيه عن جده
[2] أخرجه البيهقي عن الزهري






عبد الوهاب الريس 23 / 12 / 2013 57 : 06 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
سيدنا موسى يعطى أوصاف ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم


هاجر اثنان من اليهود لمكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم منتظرين رسول الله واليهود الذين كانوا في مكة هاجروا إلى المدينة منتظرين رسول الله ، فأما اليهودي الأول الذي كان في مكة ففي شهر ربيع الأول قال لهم :

{يا أهل مكة سيولد في هذا الشهر نبىُّ هذه الأمة ، فكلُّ من يولد له مولودٌ يأتينى ويخبرني به ، فكلما ولد عند أحدهم مولود ، ذهب إليه فيقول له : ليس هذا ، ومن فضل الله على البشرية في العام الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه جعل النساء في جميع بقاع الأرض يحملنَّ ذكوراً ..، إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم}[1]

أما عن الليلة التي ولد فيها الرسول فسيدنا موسى قد أعطاهم أوصافها ، فقال لهم في هذه الليلة ستقوم النجوم بعمل مظاهرة كبيره وتنزل إلى الأرض في مظاهرة طالعة نازله ، وتستمر حتى أن الناس سيظنون أن القيامة اقتربت ، ولذلك فإن الكاهن اليهودي عندما نظر النجوم قال لهم :

{يا معشر قريش ظهر الليلة نجم أحمد ، من ولد له مولود الليلة فليخبرني ، فـذهب كل رجل يسأل أهله ، فقالوا لا يوجد غير زوجة عبد الله هي التي ولدت هذه الليلة فـذهب إليها ، وعندما رآه – وكان ما زال في مكان ولادته – أغمى عليه في الحال وقال : يا للهوان لليهود ، قالوا له : لماذا ؟ قال : ذهبت النبوة من اليهود إلى بني إسماعيل عليه السلام}[2]

أما الرجل الثاني فقد ذهب إليه عبد المطلب ليخبره ، فخرج إليه ، وعندما رآه بالباب قال له {هذه الليلة ولد نبي هذه الأمة ، كن أباه} [3]

وهكذا فكلهم كانوا يعرفون ميعاده ووقته وعلاماته صلوات الله وسلامه عليه ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولد كانت الآيات في ولادته واضحات جليات ليس فيها شك ، ففي الليلة التي ولد فيها كان أول الآيات التي ظهرت أنهم :

{رأوا الكعبة ترتعش ، وترتجف ، وظلت ترتجف لمدة ثلاثة أيام ، وسمعوها وهي تقول : الحمد لله آن أوان خلاصي من الأصنام ، آن أوان اصطفائي بعبادة الواحد الأحد سبحانه وتعالى}[4]

في هذه الليلة أيضاً {لم يوجد ملك من ملوك الأرض ، جالساً على كرسيه، إلا وزلزلت الأرض تحته ، وانكفأ من على كرسيه ، وكلما يحاول الجلوس على الكرسي ينكفئ به الكرسي مرة أخرى ، وهكذا}[5]

وكان هذا إيذاناً بأن الملوك انتهى زمانهم ، لأنه قد جاء زمان نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فملك الفرس سقط من إيوانه أربع عشرة شرفة مرة واحدة ، وكانت عنده نار منذ ألف سنة لم تنطفئ قط ، فانطفأت في تلك اللحظة ، وكلما أوقدوها تنطفئ

وفي ذات الوقت كان عنده بحيرة ضخمة جداً مقدسة ، والطفل الذي يولد يذهبون به إليها ليغمسوه فيها ليصبح مباركاً ، وفي هذا اليوم مياه هذه البحيرة جفت فأصبح الصباح على الملك وهو مهموم ، فظلَّ يسأل عن هذا السر العلماء والكهان ، وهم لا يجدون جواباً ، إلى أن ذهبوا إلى سطيح الكاهن فقال لهم {إن نبى آخر الزمان ، الذي سيكون على يديه نهاية ملككم ظهر ، قالوا كم بقى له؟ قال : سيجلس منكم ملوك وملكات بعدد الشرفات}[6]

أي أربعة عشر ملكاً ، فقالوا : إلى أن يملك هذا العدد تمر قرون ، وتفنى أمم ، وتبيد دول ، ولكن من قدرة الله أن توَّلى عشرة ملوك منهم في أربع سنوات ، والأربعة الآخرون ظلوا حتى عصر سيدنا عثمان ، حيث قضى فيه على دولة الفرس نهائياً ، وانتشر فيها نور النبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه

وفي هذه الليلة أيضاً ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم {لم يوجد صنم في العالم أجمع ، إلا انكفأ على وجهه ، حتى الأصنام التي حول الكعبة ، وكان عددها ثلاثمائة وستين صنماً ، وكانوا مشدودين بأوتاد من الرصاص في الأرض ، ومع ذلك فإنهم خروا على وجوههم ، وكلما أقاموهم خروا ثانية}[7]

وفي هذه الليلة أيضاً ركب الجبَّار سبحانه وتعالى مدفعية صاروخية مضادة للشياطين ، فكل شيطان يصعد إلى السماء ليستمع ، يخرج له صاروخ يجرى خلفه ، ولا يتركه إلا ويقضى عليه بأمر الله

{حتى أن الشياطين من دهشتهم، أتوا إبليس وسألوه ماذا حدث ؟ فقال لهم ولد الليلة مولود تكون نهايتنا على يديه ، فقالوا له : اذهب إليه وخلصنا منه ، فذهب إبليس إلى رسول الله - وقد ولد - وأراد أن يضربه ، فضربه جبريل برجله ضربة خرج منها من مكة حتى وقع في عدن في جنوب اليمن ، ونجَّاه الله من هذا الشيطان}[8]

وقبل ولادته صلى الله عليه وسلم أصاب مكة والجزيرة العربية كلها قحط شديد لجفاف الماء ، فذوى الزرع ، ونضب الضرع ، ولما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الحيا ، فهطلت السحب بالماء ، وسحَّت السماء بالخيرات .، فأنبتت النباتات ، وشبعت الحيوانات ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم}[9]

هذه الإرهاصات - أي المعجزات - كثيرة وكثيرة جداً والمعجزات التي بعد ميلاده أكثر وأكثر وأكثر ، لأنه نور الله وحبيب الله وصفى الله صلوات الله وسلامه عليه ولما آن الأوان لوضعه صلوات الله وسلامه عليه :

{نطقت الحيوانات التي في مكة كلها بلسان عربي فصيح ، وذهبت تبشِّر بعضها بعضاً بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول كل : أبشر ، جاء رسول الأمان ، جاء رسول السلام ، جاء رسول الختام ، الذي يخرج الله سبحانه وتعالى به الناس من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان}[10]

وهذا الكلام شاهدوه ، وعرفوه ، ولذلك عندما قال رسول الله لأبى جهل {ألا تَعْرِفُ أنَّى نَبِىٌّ؟ ، قَالَ : أعْرفُ وَنَحْنُ نَعِرِفُ عَلامَاتِك ، لكِنْ نَحْنُ نكذِّبُ بالذي جِئْتَ بِهِ} وهذا ما أخبر عنه الله في قوله {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} الأنعام33

فالذي منعهم من الإيمان به الحقد والحسد ، وهذا ما حكاه الله عنهم في قوله {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ{31} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} الزخرف

فلما آن أوان وضعه {رأت السيدة آمنة من يقول لها في المنام ، قولي إذا وضعتيه : أعيذه بالواحد من شر كل ذي حاسد وسمِّيه محمدا ، وأعطاها صفيحة من الفضة مكتوب عليها هذه الكلمات : أعيذه بالواحد من شر كل ذي حاسد ، وقال علقيها في رقبتك حتى تضعيه فعلقيها له}[11]

فلما جاء الأوان ، كان من إرادة الله أن يأتيها الميلاد في غفلة {وهي وحيدة بالمنزل ، وليس معها أحد ، ولكنها فوجئت بأربع نسوة ، واحدة احتضنتها وقالت لها أسندي ظهرك إلىّ ، وواحدة أحضرت لها شربة ماء ، وقالت لها اشربي هذه الشربة ، قالت : فشربت هذه الشربة ، فوجدتها أحلى من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج ، فلما شربت منها قالت لها تزودي - أي اشربي مرة أخرى - ، والثالثة وضعت يديها على بطنها ، وقالت : باسم الله أخرج سالما بإذن الله

فقالت لهن من أنتن ؟ ، واحدة قالت : أنا مريم ابنة عمران ، والثانية قالت : أنا آسية بنت مُزاحم ، ومن معنا هؤلاء من الحور العين ، جئن ليشهدن ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظة ، ونظرت في سقف الحجرة فوجدت نجوم نازلة من السماء ، ووجدت طيور خضراء واقفة مستعدة ترفرف بأجنحتها ، حتى لا تنزل قطرة من دمها على الأرض فتعلقها إذا نزلت مع سَلا ( خلاص ) رسول الله صلى الله عليه وسلم

ونظرت أيضاً فوجدت طستا وبجواره إبريق من فضة مليء بالماء ، وبجواره رجال يلبسون ملابس بيضاء ، ويغطون وجوههم حتى لا تستحي منهم عندما تراهم ، لأنهم في انتظار مهمتهم التي بعد ذلك : وهى أنهم يغسلونه ، ويشقون بطنه ، ثم يطوفون به في ملك. الله وملكوته الأعلى ، فبعد مولده فوراً ، شقوا بطنه وغسلوها

وأخذه سيدنا جبريل تحت جناحه ، وطار به في السموات والأراضين ، وسمعته هو وملك آخر - وهو إسرافيل - يقول : طوفوا به في مشارق الأرض ومغاربها ، وأدخلوه البحار ليعرفوه بنعته ، واسمه ، وصفته ، وأدخلوه الغابات لتعرفه الوحوش ، وأدخلوه الجنات ، وأدخلوه عالم الملكوت ، فطاف به في عالم الملكوت كله في ساعة من الزمن}[12]

كل هذه الأمور حدثت في لحظة ميلاده صلى الله عليه وسلم ، ولذا فالأئمة الكرام استحسنوا أننا عندما يذكر ميلاد رسول الله ، نقوم {وقوفا}تعظيماً لميلاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، لأن هذا مسك الختام ، ونبي الختام

{فالسيدة آمنة ، وهي وحيدة في حجرتها ، منفردة كعادتها ، أتاها الطلق ، ثم رأت نوراً ، رأت على هذا النور مشارق الأرض ومغاربها ، وقالت : رأيت ثلاثة أعلام مضروبات ، علماً على رأس الكعبة ، وعلماً في المشرق ، وعلماٌ في المغرب ، ثم أخذني المخاض فولدت محمدا}[13]


[1] رواه أبو نعيم والسيوطي في الخصائص عن عمرو بن قتيبة [2] رواه ابن سعد والحاكم وأبو نعيم بسند حسن عن عائشة [3] أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [4] أخرجه أبو نعيم والسيوطي في الخصائص عن عمرو بن قتيبة [5] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [6] رواه الإمام البيهقي وأبو نعيم والخرائطى في الهواتف وابن عساكر عن طريق مخزوم بن هاني المخزومي عن أبيه [7] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [8] أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره عن عكرمة [9] أخرجه أبو نعيم عن عمرو بن قتيبة [10] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [11] خرجه الحاكم وصححه والبيهقي عن خالد بن معدان [12] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس [13] أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Ka der_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
[/URL]

[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]





Arouba Shankan 23 / 12 / 2013 25 : 10 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
جزاك الله الخير وجزانا وإياكم
سرد شيق وممتع ومفيد
اللهم صل وسلم على خاتم النبيين محمد النبي الأمي

محمد الصالح الجزائري 24 / 12 / 2013 32 : 12 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
شكرا لك أخي الأستاذ الريس..وجزاك الله خيرا..نصّ نحتاجه كثيرا في مجالنا..مودتي..

عبد الوهاب الريس 25 / 12 / 2013 52 : 06 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
بارك الله فيكم

وجعلكم زخرا للإسلام والمسلمين

:19: :19: :19:

عبد الوهاب الريس 25 / 12 / 2013 56 : 06 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
بسم الله الرحمن الرحيم


وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي



سنرى كيف صنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على عينه ، سرَّ قوله سبحانه {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه39

كيف تولاه ربُّنا منذ الصغر؟ سنجد أمراً عجيباً ، وسرَّاً غريباً ، وشأناً أي شأن ، فقد حفظ الله رسوله من لحظة ميلاده ، من كل ما يشين الإنسان ، ويعيبه ، ويقربه إلى الشرور ، أو إلى المعاصي ، أو إلى الرجس ، أو إلى الدنس ، وجعله كما قال حسان بن ثابت :

خُلقتَ مُبرَّءاً من كل عيب ،،،، كأنك قد خلقت كما تشاء

ومن أجل هذا كانت الملائكة هي التي تتولى رعايته ، والإحاطة به في كل مرحلة من مراحله ، فإذا مشى فالملائكة من أمامه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، تحرسه وترعاه ، وإذا نام ؛ يقف جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند قدميه ؛ يحرسانه ، ويحيطانه برعاية الله سبحانه وتعالى

ولذا تحكى السيدة حليمة السعدية {أنه صلى الله عليه وسلم ، شبَّ ليس كبقية الأطفال ، فتروى أنه {جلس وعنده أربعة أشهر ، ووقف على قدميه وأستند على الجدران ، ومشى وعنده خمسة أشهر ، ومشى مشياً طبيعياً ، ونطق بجميع الألفاظ العربية وعنده ستة أشهر ، قالت : وكان من يراه وعنده ستة أشهر ، يظن أن عنده أربعة أعوام}[1]

{وعن العباس بن عبد المطلب ، قال : قلت يا رسول الله ، دعاني للدخول في دينك أمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغى القمر وتشير إليه بإصبعك ، فحيث أشرت إليه مال ، قَالَ : إِنِّى ُكنْتُ أُحَدِّثَهُ ، وُيُحَدِّثُنِى ، وَيُلْهِينِى عَنْ البُكاءِ ، وَاسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ }[2]

وقد حفَّه الله بآيات فضله وإكرامه في طفولته ، وفي ريعان شبابه ، ليعلم من حوله قدره ، فيؤمنوا به عند إرسال الله له فمن ذلك :

أن أهل مكة عندما كانوا يصابون بالقحط ، ويقل المطر عندهم ، كانوا يذهبون إلى جده عبد المطلب ، فيأخذه صلى الله عليه وسلم وهو طفل صغير ، ويصعد به إلى جبل أبى قبيس المطل على الكعبة ، فيدعوا الله وهو ممسك بيده صلى الله عليه وسلم فيستجيب الله له وينزل المطر كأفواه القرب

وكان السبب في ذلك أنه أصاب مكة والجزيرة العربية كلها قحط شديد ، فرأى نفر كثير من قريش رجالا ونساء أن الله لن يأتي لهم بالحيا {المطر} ؛ إلا إذا دعا لهم رجل رأوه بهيئته ، وعرفوه بصفته ، ومعه ابن صغير له ، فلما قصُّوا ما رأوه ، وطبَّقوا ذلك على ما يعاينوه ، وجدوا أن تلك الصفة لا تنطبق إلا على عبد المطلب وولد ولده عبد الله :

{فلما تيقنوا بذلك ذهبوا إليه ، وأخبروه ، وأخذوه معهم ، وصعدوا به الجبل ، فأمسك بالصبي {محمد صلى الله عليه وسلم} ودعا الله ، فنزل المطر على مكة ، ولم ينزل على ما حولها من بلاد العرب .، وعندما نما الخبر إلى العرب خارج مكة ، أسرعوا إلى مكة ، وذهبوا إلى عبد المطلب ، وطلبوا منه الدعاء لهم لينزل عليهم المطر ، مثل أهل مكة ، فأخذهم وذهب بهم إلى عرفات ، ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمسك بيده صلى الله عليه وسلم ، ودعا الله ، فهطلت السماء بالماء مدراراً ، وسقى الله الجزيرة العربية كلها ببركته صلى الله عليه وسلم}[3]

وقد قال في ذلك أبو طالب قصيدة طويلة مطلعها :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ،،،، ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وقد استمر معه هذا الفضل الإلهي عندما انتقل إلى كفالة عمه أبى طالب ، فقد أوصاه به عبد المطلب عندما حانت منيته ، وقال له {أنتَ تعلمُ ما قاله الأحبارُ والرهبانُ بشأنه ، وإني أخافُ عَليه من اليهود ، فَحَافِظْ عَلى ابنِ أخيك}[4]

فنفذَّ وصيته ، وقد شجَّعه على ذلك ما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان أولاده يقومون من نومهم شعثا وهيئتهم رثة ، ووجوههم متجهمة

{بينما يقوم صلى الله عليه وسلم نشيطاً ، كحيل العين ، مُسترسل الشعر ، كأنما مسَّه بزيت ، طيِّب الرائحة كأنه وضع عطراً ، وكان إذا اجتمع أولاده على طعام ، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يشبعون من الطعام - مع قلَّته - ، فإذا افتقدوه عند تناول الطعام ، لم تمتلئ بطونهم ، ولم يدركوا الشبع مع كثرة الطعام

وكذا كانوا في الشراب ، فكان إذا بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وناوله كوباً من اللبن ، يأخذ حظه منه ، ثم يناولهم فضلته فترويهم جميعاً ، ولا يحتاجون لغيره ، فإذا غاب عنهم ؛ شربوا حلاب إبلهم كلها ، وظلُّوا عطاشا لما فقدوه من بركته صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما جعل أبا طالب يحرص ألا يأكل إلا معه صلى الله عليه وسلم ويقول له : إنك لمبارك}[5]

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة {لا يشكو جوعاً ولا عطشاً ، حتى ولو مكث أياماً متوالية بدون طعام أو شراب ، ولا يطلب منهم ، أم من أحد طعاماً ، فإذا عرضوا عليه الطعام أجاب ، وإذا تركوه ، أو نسوه ، صبر غير متبرم ، ولا ضجر}[6]


[1] أخرجه ابن إسحاق وابن راهويه وأبو يعلى والطبراني والبيهقى وأبو نعيم وابن عساكر عن طريق عبد الله بن جعفر [2] أخرجه البيهقي والصابوني في المائتين والخطيب وابن عساكر في تاريخهما عن العباس بن عند المطلب [3] أخرجه ابن سعد وابن أبى الدنيا والبيهقي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن مخرمة بن نوفل [4] رواه أبو نعيم عن طريق الواقدى عن شيوخه [5] أخرجه ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر عن ابن عباس [6] رواه أبو نعيم عن أم أيمن


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]

محمد الصالح الجزائري 26 / 12 / 2013 21 : 03 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
عليك صلاة الله وسلامه يا حبيبي يا محمّد!!! شكرا لك أخي الأستاذ عبد الوهاب..حفظك الرحمن ورعاك وجعل الجنة مأواك..آمين..

عبد الوهاب الريس 27 / 12 / 2013 25 : 01 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
http://img98.imageshack.us/img98/2541/23jp5.gif
http://saaid.net/twage3/025.gif

لم اجد هديا للرد عليك بها سوى وكلام الله

عبد الوهاب الريس 27 / 12 / 2013 28 : 01 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
بسم الله الرحمن الرحيم

حفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم بحفظه ورعايته حتى من الاشياء العادية ، والعادات المرعيَّة فقد حدث أن سقط جزء من الكعبة ، واجتمعت قريش ، وهمَّت لتجديد ما وَهَىَ من الكعبة ، وقاموا بتقطيع الأحجار اللازمة من جبل أبى قبيس المجاور للكعبة ، واشتركت بطون قريش كلها في نقل هذه الأحجار إلى البيت الحرام ؛ ليكون لهم جميعاً شرف القيام بهذا العمل العظيم

فاشترك صلى الله عليه وسلم مع عمِّه العباس في النقل ، وكان كل واحد يحمل حجراً من الحجارة البيضاء الكبيرة ، وكانت طريقة الحمل أن يخلع أحدهم جلبابه أو يطويها ويضعها على كتفه ويضع عليها الحجر :


{ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عمه ، وكان سائراً أمامه ، ففوجىء العباس بالرسول قد وقع على الأرض مغشيَّـاً عليه ، وعندما أفاق ، قام وأنزل جلبابه ، فقال له : شمِّر عن جلبابك ، فَقَالَ : لا ، قَالَ : لمَاذَا ؟ ، قَالَ : لَقَدْ ظَهَرَ لى مَلكٌ ، وَأمَرَنى أَنْ أسْتَرَ عَوْرَتِى}[1]


وهذا الكلام وهو ما زال في شبابه لم يبلغ خمس عشرة سنة ، ومن يومها لم تظهر للرسول صلى الله عليه وسلم عورة - والعورة ليس السوءة - لكن لم يظهر أي جزء من جسمه الشريف صلى الله عليه وسلم ، حتى أنه بعد أن تزوَّج السيدة عائشة قالت :


{كَانَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ ، وَ أغْتَسِلُ مَعَهُ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ ، وَ لا يَرَى مِنِّى ، وَ لا أَرَى مِنْهُ}[2]


لأن الأنبياء عند الغسل يغتسلون من فوق القميص ، ولا يتعرَّون ، فيخلع الجلباب ، ولكنه يظلُّ بالقميص ، ويغتسل به ، حتى عند غسله صلى الله عليه وسلم ، احتاروا ؟ كيف نغسِّله؟ وقد قال :


{يُغَسِّلُنِى عَلِىٌّ وَ العَبَّاسُ ، أَهْلُ الْبَيْت ِ، فَاحْتَارُوا مَاذَا نَفْعَلُ؟ فَسَمِعُوا نِدَاءاً ، يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَ لايَرِوْنَهُ : (لا تُعَرُّوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَغَسِّلُوهُ مِنْ فَوْقَ ثِيَابِه}[3]


فعرفوا أنه من الملائكة ، وكذلك بنت النبي السيدة فاطمة عند موتها ، استحمت ، واغتسلت ، ولبست ملابسها ، ونامت متجهة إلى القبلة ، وقالت لسيدنا على : سأموت الآن ، فلا أحد يغسِّلنى ، ولا ينزع ملابسى ، فقد غسَّلت نفسى ، وماتت ، وعلى هذا لم تغسَّل ، فما بالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمن هذه اللحظة ورسول الله ممنوع أن يتعرى أى جزء من جسده الشريف صلوات الله وسلامه عليه


وكذلك تولى الله حفظه في صباه : حتى أنه عندما أراد أن يفرج عن نفسه ، وقال للغلام الذى يرعى معه :


{أُحْرُسْ لى غَنَمِى ، لأذْهَبَ إلى هَذَا الْعُرْسِ لأشَاهِدَهُ ، فَـذَهَبَ إلى الْعُرْسِ ، وَعِنْدَمَا جَلَسَ نَامَ ، وَلَمْ يَسْتَيْقَظُ حَتَّى لَسَعَتْهُ حَرَارَةُ الشَّمْسِ في اليَوَمِ التَّالى ، فَعَادَ ، فَقَالَ لَهُ : رَأيْتَ الْعُرْسَ ؟ ، فَقَصَّ لَهُ مَا حَدَثَ ، وَبَعْدَ عِدَّةِ أيْامً ، أُقِيْمَ عُرْسٌ آخَرٌ ، فَـذَهَبَ إليْهِ ، فَحَدَثَ لَهُ مَا حَدَثَ فِيمَا سَبَقَ ، فَلَمْ يَذْهَبْ إلى عُرْسٍ بَعْدَ ذلِكَ أبَداً}[4]


فقد حرسه الله من اللهو البريء فقد حفظه الله حتى من هذه الأشياء : فهو الذى حفظه حتى من اللهو ، ومن اللعب ، ومن السجود لصنم ، ومن شرب الخمر ، حتى أن أعمامه غضبوا منه لأنه لا يذهب معهم إلى أصنامهم في أعيادهم :


{فأرسَلوا إليْه عَمَّاتِه ليَشْدُدْنَ عليه أنْ يذْهَبَ مَعْ أعْمَامِه ، فَمَا زِلْنَّ بِهِ حَتَّى أرْغَمْنَهُ عَلى الذِهَابِ وَ الْحُضُورَ مَعَهُمْ ، فَلمَّا ذَهَبَ إلى الصَّنَمِ رَأى سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ وَ قَالَ لَُه (مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا؟ إذْهَبْ) ، فَغُشِىَ عَلَيْهِ عِنْدَ رُؤْيَةِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ ، وَعِنْدَمَا أَفَاقَ قَالُوا لَهُ مَاذَا حََدَثَ؟ قَالَ : رَأيْتُ شَخْصَاً يَقُولُ لِى : لا تَسْجُدْ وَ ارْجَعْ}[5]

ومن يومها لم يرجع إلى صنم من هذه الأصنام ، ومن هنا فقد كانت الملائكة تتولاه وترعاه وتحرسه برعاية الله


[1] أخرجه الشيخان عن جابر والبيهقى وأبو نعيم عن العباس [2] متفق عليه من حديث عائشة رضى الله عنها [3] رواه ابن سعد وأبو داود والحاكم والبيهقى وصححاه وأبو نعيم عن عائشة رضى الله عنها [4] أخرجه ابن راهويه في مسنده وابن اسحاق والبزار والبيهقى أبو نعيم ، وابن عساكر عن سيدنا على بن أبى طالب [5] أخرجه ابن سعد وأبو النعيم وابن عساكر عن ابن عباس



http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG

محمد الصالح الجزائري 27 / 12 / 2013 45 : 05 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
ما شاء الله !!! سيرة عطرة زكية في جمعة ندية..اللهم اجعل له بكل حرف حسنة واغفر له ذنوبه إنك سميع مجيب...شكرا لك أخي عبد الوهاب..

عبد الوهاب الريس 28 / 12 / 2013 07 : 09 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
اللهم آمين يا رب العالمين

http://img337.imageshack.us/img337/7687/01bnbbsx3.gif

عبد الوهاب الريس 28 / 12 / 2013 10 : 09 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
أنواع الوحى على رسول الله




[color="teal"]الوحي أنواع :

فمن الوحي ما كان يأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة الملك وهو سيدنا جبريل : وكان أحياناً يأتي على هيئته ، وأحياناً يأتي في صورة شخص مثلنا ، فكان يأتي في صورة أحد الصحابة سيدنا دحيه الكلبي - وكان جميل الصورة ، فكان يأتي في صورته ، فكانوا لا يعرفونه - ولذلك لما جاء وجلس ، وسأل الرسول : ما الإسلام ؟ وما [color="sienna"]الإيمان[/
color] ؟ وما الإحسان ؟ وكلما يجيبه يقول له : صدقت ، تعجب سيِّدنا عمر من الأمر ، يسأله و يصدِّقه ، فقد روي سيِّدنا عمر فقال

{بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ذاتَ يوم جالساً، إذْ جاءَ رَجُلٌ شَدِيدُ سَوَادِ اللِّحْيَةِ، شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، فَوَضَعَ رَكْبَتَهُ عَلَى رُكْبَةِ [color="red"]النَّبيِّ[/
color]، فقال: يا محمدُ، ما الإِسْلامُ؟ قال: شَهَادَةُ أَنْ لا إلٰهَ إلا اللَّهُ، وَإقَامُ الصَّلاةِ، وَإيتاءُ الزكاةِ، وَصَوُمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ ، قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فَعَجِبْنَا مِنْ سُؤالِهِ إياهُ، وَتَصْدِيقِهِ إياهُ

قالَ: فَأَخْبِرْنِي: ما الإِيمانُ؟ ، قال: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّه ، قال: صَدَقْتَ.، قال: فَعَجِبْنَا مِنْ سُؤالِهِ إياه، وَتَصْدِيقِهِ إياه

قال: فَأَخْبِرْنِي: ما [color="sienna"]الإِحْسَان[/
color]؟ ، قال: أنْ تَعْبُدُ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك

قال: فَأخْبِرْنِي مَتَى [color="red"]السَّاعةُ[/
color]؟ ، قال: ما المَسْؤُولُ بأعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ ، قال: فما أَمَارَتُهَا؟ ، قال: أَنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَهَا، وأنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ رِعَاءَ الشَّاة يَتَطَاوَلُونَ في الْبُنْيَانِ - وهذا ما حدث الآن - قال: فتَوَلَّى وَذَهَبَ، فقال [color="sienna"]عُمَرُ[/color]: فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ ، فقال: يا عُمر، أَتَدْرِي مَنْ الرَّجُلُ؟ ، قُلْتُ: لا، قال: ذَاكَ [color="sienna"]جِبْرِيلُ[/color] أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ}[1] فقد جاء هنا في صورة رجل مثلهم

وكان آنا يأتي على هيئته ، كما يقول الرسول أول ما جاء له ، قال : {رَأْيْتُ شَخْصَاً فِي الفَضَاءِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرِضِ ، لَهُ سِتْمَائةُ [color="magenta"]جَنَاحٌ[/
color] لَوْ ظَهَرَ [color="magenta"]جَنَاحٌ[/color] مِنْهَا لحَجَبَ ضَوْءَ الشَّمْسِ}[2]

أي أن الجناح الواحد يملأ الكون كله - ولذلك كما قلنا كيف تخلق الملائكة ؟ كل يوم يذهب سيدنا جبريل إلى نهر الحياة ، ويستحم ، وينفض أجنحته ، فكل قطرة تنزل من أجنحته ، يخلق الله منها ملك يسبح الله - فالوحي كان يأتي بطريقتين بالنسبة للملك إما أن يراه على حقيقته ، أو يراه في صورة شخص

وكان أحياناً كما يقول[color="red"] الرسول[/
color] : {كَانَ يَأتِيني عَلَى هَيْئَةِ صَلْصَلَةِ [color="darkorange"]اْلْجَرَسِ[/color]}[3]

فيسمعون له صوتاً كصلصلة [color="darkorange"]الجرس[/
color] ، لكن لا يعرفون شيئاً ، فلا يعرف إلا رسول الله ، لأنة يتكلم بلغة الملائكة ، ولا أحد من الجالسين يعرف لغة [color="darkorange"]الملائكة[/color] إلا الرسول ، وكان صلى الله عليه وسلم يغيب عن وعيه ، وعندما يفيق يقول لهم : نزل علىّ الوحي بآيات كذا وكذا ، ويبلِّغهم

وأحياناً كان يأتي وله صوت دوىٌّ كدوىِّ النحل

وأحياناً كان يأتيه مناماً ، ورؤيا الأنبياء وحى كما قال الرسول : فالنبي إذا رأى رؤية مناميه كانت وحياً :كما قال سيدنا إبراهيم : {أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} الصافات102

وسيدنا إسماعيل لكونه نبي يعرف هذه الحقيقة فقال له : { يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} فهو يعرف أنه أمر لأنه يعرف أن رؤيا النبي وحي دائماً ، فهذه طريقة من طرق الوحي وهو الوحي المنامي

وإما عن طريق الإلهام ، وفيها يلهمه الله ، ويلقي على قلبه ما يريد ، وهذه مثل الأحاديث القدسية التي قالها الرسول ، ومثل غيرها التي قالها عن طريق الإلهام مثلما يقول :{ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّ نَفْسَاً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِي رِزْقَهَا ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمْ اسْتِبْطَاءُ الرزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوا شَيْئاً مِنْ فَضْلِ اللَّهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ ، فَإنَّهُ لا يُنَالَ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ}[4]

أما الطريقة الأعلى فهي [color="sienna"]المشافهة[/
color] مع الحقِّ سبحانه وتعالى ، وهى التي كان يأخذ فيها من الله مباشرة دون واسطة ، وفيها قال له ا[color="magenta"]لله [/color]: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} النمل6
فليس هنا وساطة جبريل

وكانت أيضاً بأن يرى الحق في [color="sienna"]المنام[/
color] أو في اليقظة[/color] في أي مكان كان فيه ، وإما في الحضرة القدسية وكانت ليلة الإسراء والمعراج وفيها قال تعالى : {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} النجم10

أين جبريل عليه السلام ؟ وقف في الخارج عند سدرة المنتهى ، ولم يستطع الدخول ، فكل ما حدث كان بينه وبين الحق سبحانه وتعالى بلا واسطة

هذه طرق الوحي التي كان يتلقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي من الله سبحانه وتعالى ، وفي جميعها كان الوحي ثقيلاً ، فكان يغيب عن الوعي ، وينزل عليه العرق ، حتى في الليلة شديدة الرطوبة ، ويحتاج إلى من يروّح عليه من شدة الحرارة ، ويفيق من العرق مثقلاً ومتعباً ، ويحتاج إلى راحة لأن الوحي له ثقله


[1] رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
[2] رواه أبو الشيخ في كتاب العظم .
[3] رواه البخاري ومسلم
[4] رواه أبو نعيم في الحلية عن أبى أمامه والعسكري في الأمثال عن ابن مسعود


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]

رشيد الميموني 28 / 12 / 2013 23 : 01 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الوهاب وجعل هذا في ميزان حسناتك ..
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

محمد الصالح الجزائري 28 / 12 / 2013 45 : 08 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
زادك الله من فضله أخي الغالي عبد الوهاب ..نتابع ونتعلّم ونستفيد..

عبد الوهاب الريس 29 / 12 / 2013 31 : 07 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
جزاكم الله خيرا

عبد الوهاب الريس 29 / 12 / 2013 38 : 07 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
افتح قلبك ونظف ما فيه




[color="seagreen"]إن الذي يريد مقاماً من مقامات القرب ، أو يريد أن يصبح من أهل الوصل ، أو يريد أن يكون من الصالحين ، فلابد أنه كل حين يفتح قلبه ، وينظر ماذا فيه ؟ ويأخذ حظَّ الشيطان ويرميه

وحظُّ الشيطان في وفيك : هو ما في نفسك من [color="royalblue"]الحقد[/
color] ، والحسد ، و[color="royalblue"]الكبر[/color] ، والبغضاء ، والكراهية ، فكل هذا حظُّ الشيطان ، وطالما كان كل هذا موجوداً في [color="royalblue"]القلب[/color] فلا يصلح ، ويصبح [color="darkorange"]الإنسان[/color] كما هو ، لا يتقدم ولا يتأخر، ولذلك حتى الليالي الكبيرة التي يتجلَّى فيها ربُّنا على الصَّالحين ، أو على المسلمين مثل ليلة النصف من شعبان ، فالرسول قال فيها :

{إنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ يَتَجَلَّى في هَذِهِ اللَيْلَةَ فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ - وهى أكبر قبيلة عندها غنم ، وهل يستطيع أحدنا أن يحصى عدد شعر غنمة واحدة؟ - ثم قال : إِلاَّ لِمُشْرِكٍ، أَوْ مُشَاحِنٍ، أَوْ قَاطِعِ رَحِمٍ أَوْ زَانٍ أَوْ شَارِبِ خَمْرٍ أَوْ عَاقٍ لِوَالِدَيهِ}[1]

والحديث الآخر قال فيه: {إن الله يَطَّلِعُ علـى عِبـادِهِ فـي لَـيْـلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبـانَ ، فَـيَغْفِرُ لِلْـمُسْتَغْفِرِينَ ، ويَرْحَمُ الـمُسْتَرْحِمِينَ ، ويُؤَخِّرُ أهْلَ الـحِقْدِ كما هُمْ}[2]

ولذلك قال بعض سلفنا الصالح {الحسود لا يسود} ، فالإنسان الذي يرغب في نعم ربِّنا الباطنيَّة ، ويريد المراتب العرفانيَّة ، ويريد التجلِّيَّات الإحسانيَّة : لابد وأن يطهِّر قلبه من الدُّنيا الدنيَّة ، ومن رغباتها ، ومن شهواتها ، ومن ملذَّاتها ، ومن حظوظها ،

وبعد هذا يغسل قلبه من الحظوظ والشهوات ، وبعد هذا يغسل قلبه من الرياء ، والسمعة ، والصفات التي هي كصفات إبليس ، أي حب الظهور ، فلا بد للإنسان أن يوالي قلبه ، والعارفون عرفوا هذا الأمر ، وعرفوا أن ربنا لا ينظر إلي الجسم ، بل ينظر إلي القلب : { إنَّ اللّهَ لاَ يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلكِنْ يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ}[3]

فقالوا نقف عند هذا الباب ، وكل حين نفتح هذا القلب ، وننظر ما فيه ، ونخرجه ، ولذلك فان رسول الله أوضح هذا الأمر كما أخبر سيدنا عبد الله بن عمرو ، عندما قال صلى الله عليه وسلم : {يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.}[4]

فدخل رجل و هو سيدنا عبد الله بن سلام وجلس برهة ومشي فقال صلى الله عليه وسلم : {قَامَ عَنْْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ} فسيدنا عبد الله بن عمرو قال في نفسه : ماذا يفعل هذا الرجل ؟ ، وكان يسهر طوال الليل ، ويصوم طوال النهار ، فتبع الرجل ودقَّ بابه ، ففتح , فقال له : لقد حدث خلاف بيني وبين أبي عمرو فطردني ، فقلت : لا يوجد غيرك يضيفني عدة أيام حتى ينتهي الخلاف ، فقال له : علي الرحب والسعة ، وهو في الحقيقة ذاهب ليعرف ماذا يفعل الرجل؟

وفي أول ليلة ، نام الرجل فقال : ربما يكون الرجل متعبا ، وانتظر أن يقوم قبل [color="royalblue"]الفجر[/
color] ليصلي التهجد ، فلم يقم إلا قبل الفجر[/color] ، فاستيقظ وقال : هيا لنصلي مع رسول الله بالمسجد ، ولما أصبح الصباح احضر له الإفطار ، فقال : قد يكون متعبا هذا اليوم ، ولكنه في اليوم الثاني وجده علي نفس الحالة ، وكذلك في اليوم الثالث فقال : لا بد أن اسأله؟

فقال له الحقيقة ، انه لا يوجد خلاف بيني وبين أبي ، ولكن الرسول قال عنك كذا فما حقيقة أمرك؟ ، قال : كما رأيت إلا أنني إذا جئت للنوم ، أحاسب نفسي ماذا فعلت اليوم؟ ، وماذا قلت؟ ، فاستغفر الله مما قلت ، واستحلله مما فعلت ، وأبيت وليس في قلبي غلٌّ ، ولا غشٌّ ، ولا حقد لأحد من المسلمين

فذهب عبد الله إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبا ، فقال له صلى الله عليه وسلم : {يا بُنيَّ إنْ قدَرْتَ أنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ وِلَيْسَ فِي قَلبِكَ غِشٌّ لأحدٍ فافعلْ – وفى رواية : غل ولا غِشُّ وَلا حِقْدٌ لأحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِين- ،. ثم قال صلى الله عليه وسلم : يا بُنيَّ وذلك من سُنَّتي ، ومنْ أحَبَّ سُنتي فقد أحَبَّني، ومن أحَبَّني كان معي في الجنَّة}[5]


[1] رواه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها ، والطبراني وابن حبان عن معاذ بن جبل
[2] رواه ابن ماجه من حديث أبى موسى الأشعري و الطبراني عن أبى ثعلبة
[3] رواه أحمد ، ومسلم ، و ابن ماجه عن أبى هريرة
[4] رواه البيهقي في الشعب و سنن النسائي الكبرى عن أنس
[5] رواه الإمام أحمد عن على ، والترمذي في مشكاة المصابيح عن أنس


http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%CD%DE%C7% C6%DE+%DA%E4+%DE%CF%D1+%D3%ED%CF+%C7%E1%CE%E1%C7%C 6%DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]

عبد الوهاب الريس 30 / 12 / 2013 15 : 11 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
[frame="11 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم



كيــف ننظــف القلـــب ؟



[COLOR="DeepSkyBlue"]الذي يريد إن يدخل الجنَّة التي فيها رسول الله ماذا يفعل ؟ ينظِّف القلب كما ينظَّف الوجه ، فإن أحد الصالحين كان جالساً ، ودخل عليه عالم ممن يدعون العلم ، و حيىَ وجلس ، فقال الرجل الصالح لأحد أبناءه : أنشد يا بني قصيدة ؛ فأنشد ، فقال العالم : ماذا يقول هذا؟ أنا لا أفهم منه شيئا - و هو عالم ، و يلبس أفخر الثياب ، و الحذاء يلمع , فقال له :لو نظفت قلبك كما نظفت حذاءك ، لفهمت هذا الكلام [/COLOR]

فمن كان كل همِّه في الملبس ، و الشعر ، و الحذاء ، و ترك القلب دنسا ، كيف يفهم المعاني العليَّة؟ فربُّنا ربُّ قلوب ، و تجليَّاته للقلوب ، و نفحاته للقلوب ، و علومه و أسراره للقلوب ، و أنواره للقلوب ، ورتبه للقلوب ، وقربه لأهل القلوب ، وتقريبـه بالقلوب ، فهي الوصلة بيننا وبينه ، فمن يرغب أن يكون قريباً من القريب؟ فعليه بالقلوب

وهذا القلب كيف ننظِّفه؟ أبالماء البارد أم الساخن ؟ لا هذا ولا ذاك يفعل شيئا للقلب ، هل نستحم في ماء البحر ؟ لا ينفع ، أحد الأئمة ذهب إلى البحر المتوسط ، ووقف عنده ، و كان اسمه بحر الروم ، و قال له :

قليلك قد يطهِّر كل جسمي ،،،،،، يطهِّر بحر روم كل رسمي
وقلبي لا تطهِّره بـحــار ،،،،، يطهره العليم بنيل علمي


فالذي يطهر القلب العلم ، لكن ليس آي علم ، و أنما العلم النازل من عند الله ، وليس علم الكتب فالعلم النازل من السماء ، كالماء النازل من السماء ، فكما أن كل ماء لم ينزل من السماء لا ينفع ، كذلك كل علم لا ينزل من سماء الفضل الإلهي لا يرفع

فالماء الذي في البرك ؟ هل يصلح لري الزرع ؟ لا. لماذا ؟ لأنها تعفنت ، فهذه كالعلم الموجود في الكتب ، إذاً ما العلم الرافع؟ هو العلم النازل من سماء الفضل الإلهي لذلك فإن العلماء الذين تعجبوا من ذلك ، ذهبوا للشيخ أبى اليزيد البسطامى , وسألوه : كيف تؤثر في الناس بهذه الصورة ؟ وتصلح أحوالهم ؟ ونحن نتكلم كثيرا وكلامنا لا يجدي؟ فوضح لهم السر فقال :

{أخذتم علمكم ميتاً عن ميت - فلاناً عن فلان ، وهذا مات وهذا مات - , ونأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت ، فنأخذ علمنا في أي وقت شئنا ، وكيف شئنا} وهذا من باب قول الله {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} البقرة282
فلم يقل الشيخ فلان أو كليَّة كذا ؛ لأن هذا العلم لا يأتي إلا بالتقوى


وربنا لم يقل {واتقوا الله يعلمكم الله} ، فلو قال هذا لكان علما واحدا وكل من يتقِ الله يأخذه ، و لكنَّه قال{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} أي كلما تزيد في التقوى كلما تأخذ علوما أكثر وهكذا ، حتى تصل إلي ما ورد في الأثر {إنَّ اللَه يُفِيضُ عَلَىَ قُلُوبِ أهْلِ الْمَعْرِفَةِ ، سَبْعِينَ ألْفَ عِلْمٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالى} أين هذه السبعون ألفا ؟وما حدودها؟

هذه العلوم أسرار في صدروهم ، لكنها علوم ترفع الإنسان ، وتطهِّر قلبه ، وتوصِّله إلى أنوار الله ، فهذه طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضحَّها لنا الله ، وأجرى عليه المثال ؛ ليعرفنا أنه إذا كان هذا الرسول الكريم ، المبرأ من كل عيب ، قد شققنا صدره أربع مرات ، وأخذنا حظَّ الشيطان وألقيناه وأخذنا الغلَّ والحقد وألقيناهما، وملأناه شفقة ورأفة ورحمة، فأنتم أولى بذلك لأنكم أحوج إلى ذلك

فأول مرة تشقه وتخرج حظَّ الشَّيطان ، بعد هذا تملأ قلبك رأفة ورحمة لجميع خلق الله ، لأن الله يحبُّ العبد الشفوق الرفيق ، ولا يحبُّ الغليظ ولا الفظَّ ، ولذلك قال له {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159

والمرَّة التالية : أخرج كل ما فيه ، وإملأه إيمانا وحكمة ، إحشُ هذا القلب بالإيمان ، وعلوم الإيمان والحكمة ، وعلوم الحكمة ، ولا تحشه من كلام الصحف ، ومن الغيبة ، ومن النميمة ، ومشاكل التموين ، ومشاكل السياسة ، ومشاكل الكرة ، فهذا لا يناسب ذاك

فهذا رجل من كبار العرب - وهو لبيد بن ربيعة - وكان شاعرا من كبار الشعراء ، وقصائده كانت مكتوبة بماء الذهب ومعلقة علي الكعبة لأنه من أصحاب المعلقات ، لمَّـا أتاه ربُّنا بالإسلام جاءه نفر , وقالوا له :نريد أن تذكر لنا قصيدة من شعرك فغضب , فقالوا له :ما أغضبك؟ ، فقال لهم : ما كنت لأملئ قلبي بهذا القيح والصديد ، بعد أن ملأه الله بنور القرآن والإيمان ، فأصبح الشعر كالقيح والصديد بالنسبة له ، فلا يستوي هذا مع ذاك ، وتاب من الشعر

فلا بد للإنسان لكي يملئ قلبه بعلوم الإيمان ، أن يفرغه مثل الكوب ، فلكي يكون الماء الذي سيصبُّ فيها نظيفاً ؛ لابد أن تكون هي نظيفة ، لكن إذا كان بالكوب بعض الأتربة ، فالماء الذي سينزل فيه سيتلوَّث وهكذا علوم الله الإلهامية ، وأحوال الله العليَّة ، والرؤيـات والمكاشفات المناميَّة ، والعيانيَّة : لا تظهر ، و لا تُعطي ، إلا لمن طهَّر القلب بالكليَّة لربِّ البريَّة


http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%CD%DE%C7% C6%DE+%DA%E4+%DE%CF%D1+%D3%ED%CF+%C7%E1%CE%E1%C7%C 6%DE&id=49&cat=4

http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Ka der_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
[/URL]

[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]

[/frame]

عبد الوهاب الريس 01 / 01 / 2014 18 : 07 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
تاييد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم


يؤيد الله رسله وأنبياءه بالمعجزات والإرهاصات ، كما يؤيد أحبابه والصالحين من عباده بالكرامات ، وهذه الأشياء الثلاثة ، المعجزات ، والإرهاصات ، والكرامات ، تطلق علي خوارق العادات ، أو الأشياء غير العادية ، أي التي تخترق النواميس الكونيَّة ، والسنن الطبيعية ، والقوانين العلمية ، مثال ذلك :

نحن اعتدنا أن الشمس تغرب في الساعة الخامسة وعشر دقائق ، فمثلاً إذا وُجد من تتأخر الشمس لأجله ، أو بسببه للخامسة وعشرين دقيقة ، يكون ذلك شيئاً غريباً وغير عادي

فإذا كان الذي يؤخرها نبيٌّ ، وقد أرسل إليه ، فتسمي في هذه الحالة " معجزة " ، أما إذا كان نبيٌّ لكن لم يأت أوان نبوَّته ، ولم يكلف بعد من الله بتبليغ رسالته فنسميها " إرهاصاً " ، وإذا كان الذي جرت علي يده رجل من الصالحين المشهورين بالاستقامة ، نسميها " كرامة " ، لأنها تأييد من الله له

فإذا ظهرت علي يد فاسق فهي استدراج من الله سبحانه وتعالي له من باب قوله تعالى {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} القلم44

فكل ما ذكرناه في الأبواب السابقة مما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي عليه ، كسقوط إيوان كسري ، ووقوع الأصنام علي وجهها عند ولادته وغيره ، فهي من باب الإرهاصات ، وكل ما أيده الله به بعد بعثته فهي معجـزات ، وهي كثيرة جداً ، وقد حاول بعض الأئمة الأعلام وهو الشيخ يوسف النبهاني رضي الله عنه أن يحصي معجزاته صلى الله عليه وسلم فعدَّ منها ثلاثة آلاف ، ثم عجز بعد ذلك ، لأن كل أحواله صلى الله عليه وسلم بليل أو بنهار من باب المعجزات

يبقي عندنا المبشرات : وهي العلامات والصفات التي ذكرت في الكتب السماوية عنه صلى الله عليه وسلم ، وهي من الكثرة بحيث لا يستطيع بشر حصرها ، ولكننا سنذكر بعضها لتستبشر نفوس المؤمنين بفضل الله علينا بهذا النبي الكريم ، ولنبدأ باليهود الذين جحدوه مع أنهم كما قال الله فيهم {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ} الأنعام20

فقد عرَّفهم الله في التوراة كل شيء عنه صلى الله عليه وسلم بالتفصيل ، حتى زمان ومكان مولده ، والموطن والوقت الذي سيهاجر فيه ، مما أدَّي ببعضهم وهم " بنو قريظة وبنو قينقاع وبنو النضير " لما عرفوا صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعرفوا أنه سيظهر في مكة ، ويهاجر إلي المدينة ، واسمها طيبة وعلاماتها واضحة {فهي بين جبلين ، وذات نخل} وعرفوا صفاتها بالتفصيل ، فذهبوا إلي المدينة وأقاموا بها ، طمعاً أن يخرج منهم الرسول ، أو يكونوا أول أتباعه إذا ظهر

ولذلك عندما كانت تحدث بينهم وبين القبائل المجاورة حروب كانوا يقولون {اللَّهُمَّ بِحَقِّ النَّبي الُمنْتَظَر ، الذي قَرُبَ أوَانُ ظُهُورهِ ، انْصُرْنَا عَلَيْهِم ، فَيَنْتَصِرُون}[1]

وذلك ما أخبر به القرآن في قول الله {وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} البقرة89

وكذلك عندما كان يحدث خلاف بينهم وبين الأوس والخزرج في المدينة كانوا يقولون لهم
بسم الله الرحمن الرحيم

{إن نبي آخر الزمان سيظهر عن قريب ، وسيمكننا الله به منكم ، ونذبَحكم ذبح عاد وإرم}[2]

وهذا ما جعل الأوس والخزرج يسارعون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤمنون به ، لما علموا نبأ ظهوره في مكة ، لأنهم كانوا يسمعون عنه من اليهود ، وهذا أيضا ما دعاهم إلى دعوته للهجرة إلى مدينتهم ، لأنهم علموا من اليهود أنها مكان هجرته ولذلك لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، آمن كبار علماء اليهود به على الفور ، وأولهم في ذلك عبد الله بن سلام ، وكان رئيسهم في العلم


[1] أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس
[2] رواه ابن إسحاق عن قتاده



[url]http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%CD%DE%C7% C6%DE+%DA%E4+%DE%CF%D1+%D3%ED%CF+%C7%E1%CE%E1%C7%C 6%DE&id=49&cat=4%5B%2Furl%5D

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG
[/CENTER][/frame]

للتواصل مع فضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد وللفتاوى والأسئلة:
1- للتحدث مباشرة مع الشيخ: إتصل بتليفون 0020405340519 بعد صلاة العشاء ولمدة ساعتين يوميا عدا الخميس والجمعة.
2- على صفحة: إتصل بنا ، من داخل الموقع الرسمى للشيخ: www.fawzyabuzeid.com
3- عبر البريد الإليكترونى أرسل إلى أى من:
fawzy@fawzyabuzeid.com , fawzyabuzeid@yahoo.com , fawzyabuzeid@hotmail.com , fawzyabuzeid48@gmail.com
4- للرسائل النصية أو sms عند الضرورة فقط أرسل إلى :
00201115561728 - 01225642362002
5- إذا كان السؤال لبرنامج الفتاوى الفورية فاذكر ذلك، وللرد الخاص فاكتب بريدك الإليكترونى.

عبد الوهاب الريس 06 / 01 / 2014 59 : 11 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
تاييد علماء اليهود والنصارى لرسول الله [frame="5 10"]


لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، آمن كبار علماء اليهود به على الفور ، وأولهم في ذلك عبد الله بن سلام ، وكان رئيسهم في العلم ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال له :

يا رسول الله ، إن اليهود يعلمون صفاتك لأنها مذكورة عنهم في التوراة ، ولكنهم قوم بهت {يعني يجادلون بالباطل مع علمهم أنه باطل ، وينكرون الحق مع يقينهم أنه حق} ، فإذا أظهرت إسلامي فسيكذبونني ، لكن اجعلني أختبئ في مكان خلفك ، ثم أدعهم ، وسلهم عني ، وأنا أسمع ، لأتمكن من الرد على كذبهم

{فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم فحضروا ، فقال لهم : مَا رَأيُكُمْ في عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلام؟ .قالوا : عالمنا وابن عالمنا ، وحبرنا وابن حبرنا ، وعندئذ خرج عليهم عبد الله بن سلام , وقال : يا معشر يهود تعلمون أن محمدا هو النبي الخاتم الذي بشَّر به موسى عليه السلام في التوراة ، وذكره بصفاته ونعوته والتي منها

[يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشر ونذيرا ، وحرزا للأميَّن ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخَّاب في الأسواق ، ولا قوال للخنا ، وأمدح الحمادون له عز وجل على كل حال] وإني أشهدكم أني أمنت بالله ورسوله}[1]

فما كان منهم لخبثهم وفساد طبعهم ؛ إلا أنهم كذبوه ، وسبُّوه بأقذع أنواع السباب ، غير أنه أقام عليهم الحجة ، وأبطل أقاويلهم ودعاويهم

وهذا عالم آخر من علمائهم ، هو زيد بن سعنة ، قرأ صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكورة في التوراة ، وتحقَّق منها كلها ، ولم يبق إلا صفة واحدة منها فلما أراد أن يتحقق منها ، أقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم تمراً لأجل محدد ، وحضر قبل الأوان المتفق عليه للسداد

وذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه وجذبه "شدَّه" من رداءه حتى أثرَّ الثوب في عنقه الشريف صلى الله عليه وسلم وخاطبه بغلظة , قائلاً : إنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل {يعني مماطلين} - والمماطل هو الذي تهرَّب من تسديد ما عليه - وكان يقصد بذلك إثارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فغضب سيدنا عمر رضي الله عنه وقال له : كذبت ، أتقول هذا لرسول الله؟ ، وهم أن يضرب عنقه بالسيف ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم {كِلانا كَانَ أحْوُجُ إلَيَ غَيْرِ هَذَا مِنكَ يَا ُعمَر ، تَأمُرُُهُ بِحًسْنِ المُطَالَبَةِ ، وَ تَأمُرُنِي بِحُسْنِ الأدَاءِ}

إنها العدالة التي ورثها صلى الله عليه وسلم من خلال النبوَّة ، حتي وهو طفلٌ ، فقد كان يعدل مع أخيه في الرضاعة ، حين إلتقم ثدياً واحداً ، ورفض أن يلتقم الآخر ، لمعرفته أن له شريكاً في الرضاعة ، فقد ألهمه الله العدل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :

{يَا عُمَرُ ، خُذْهُ إليَ البَيْتِ ، فَأعْطِهِ حَقَهُ ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ وَسَقَاً مِنَ التَّمْرِ ، جَزَاءَ مَا رَوَّعْتَهُ ، فلمَّا ذهب عمر مع الرجل ، ودخلا المنزل , قال : يا عمر تدري لم فعلت ذلك ؟ قال : لا ، قال إني تحققت من صفات رسول الله في التوراة ، ولم يبق إلا صفة واحدة وهي : يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما ، وقد تحققت منها اليوم ، وأشهدك بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله}[2]

وهذا رجل آخر من اليهود ، وكان من أثرياءهم ، لما خرج المسلمون للقاء المشركين في أحد ، قال : يا معشر يهود لم تجلسون هكذا ، وتتركون محمدا يحارب قريشاً ، وأنتم تعلمون أن محمدا هو النبي المذكور عندكم في التوراة ، والذي بيَّن لكم موسي عليه السلام صفاته وعلاماته ، وأمركم أن تؤمنوا به ، وتؤازروه ، وتناصروه ، فلم تتقاعسون عن نصرته ؟

فلم يجيبوه إلا بما تعودوا عليه من الإفك والكذب ، فقال لهم : يا معشر يهود إني ذاهب لنصرته ، والقتال معه ، فإذا قتلت ، فأشهدكم أن كل ثروتي تؤول إليه يتصرف فيها كيف يشاء ، وأخذ سلاحه ، ودخل المعركة ، وظل يحارب في صفوف المسلمين حتي استشهد

وأموال هذا الرجل هي التي كان ينفق منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه ، حتي لحق بالرفيق الأعلى ، لأن من سنن الله في إرسال رسله ، أن يفرَّغهم لتبليغ الرسالة ، ويتولي عنهم تدبير معيشتهم ، حتى لا ينشغلوا إلا به ، فقيض الله هذه الأموال ليعزَّه ، فلا يحتاج إلي أحد من خلقه ، وليكون شغله كله بالله ، فلا يلتفت نفسا ولا أقل عنه إلي غيره [3]

أما يهود الشام فقد اختاروا واحدا من كبار علمائهم ، و أرسلوه إلي مكة عندما علموا اقتراب أوان ظهوره صلى الله عليه وسلم ، لأنهم كانوا يعلمون أنه سيولد بمكة

{فسكن هذا الرجل في شعب خارج مكة ، وكان أهل مكة بعد أن شاع سبب مجيئه يعرضون عليه أطفالهم بعد ولادتهم ، فكلما ينظر إلي مولود ويتبينه يقول : ليس هو ، إلي أن ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إليه جده عبد المطلب بمفرده ، فأول ما رآه قال له : أنت جده فقال : جد من؟ فقال : نبي آخر الزمان فقد ظهر نجمه في السماء الليلة (وهناك نجم معين كبير الحجم جداً ولونه أحمر يظهر عند ولادة النبي) فقال له : أنا أبوه ، قال : لا , مكتوب في التوراة أن أباه يكون قد مات - ونص العبارة (وما ينبغي لأبيه أن يكون حياً)

ثم طلب منه أن يذهب معه لرؤيته : فأخذه إلى بيت السيدة آمنة ، فلما شاهد الغلام أخذ يفحصه حتى وجد خاتم النبوة أعلى كتفه الأيسر , وكان في حجم بيضة الحمامة , ويشع نوراً , ومكتوب فيه من الداخل (لا اله إلا الله محمد رسول الله) بشعيرات بارزة ، وتنطق من الخارج (توجَّه حيْثَ شئتَ فإنك مَنْصُور) فلما تحقق منه ، آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم , والتفت إلى عبد المطلب وقال : إني أخشي عليه من اليهود , فأنهم إذا رأوه لابد أن يقتلوه ، فقال عبد المطلب : ولماذا ؟ ، قال : لأنهم لا يريدون أن تنتقل النبوة من ولد إسحاق إلى ولد إسماعيل}[4]

وهكذا فأخبار اليهود في هذا الباب لا تعدُّ ولا تحصي ، أما النصارى فالأخبار عنهم في هذا الباب أكثر وأكثر ، منها ما ورد عن قيصر الروم في الرواية المشهورة التي تحقَّق فيها من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الحوار الذي دار بينه وبين أبي سفيان قبل إسلامه ، وقد جاء في الأخبار أنه كان يمتلك خزانه من عهد آدم عليه السلام ، فيها صور الأنبياء جميعاً , ومن جملتها صورة طبق الأصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم


[1] رواه البخاري والبيهقي عن أنس وأبي إسحاق وابن عساكر عن طريق محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام
[2] أخرجه الطبراني وابن حبان والحاكم والبيهقي وأبو نعيم عن عبد الله بن سلام.
[3] عن سبل الهدي والرشاد بتصرف
[4] رواه الحاكم عن عائشة رضي الله عنها


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...=4%5B%2Furl%5D

http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Ka der_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]


[/frame]

عبد الوهاب الريس 02 / 02 / 2014 57 : 09 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
[frame="1 10"]
سلمان الفارسى

سلمان الفارسي كان أبوه الكاهن الأكبر للنار في بلده , وكان يخاف عليه لأنه وحيده , فلا يسمح له بالخروج من البيت منفرداً ولو إلى مزرعته الخاصة

وذات يوم كلفه بالذهاب إلى المزرعة ليباشر عملاً بها نيابة عنه لانشغاله ، وأوصاه ألا يتأخر , فمر في طريق بدير للنصارى ، وسمعهم يصلون فأعجب بهم وجلس قريباً منهم معظم النهار ، فلما عاد أخر اليوم , وكان قد أشتد قلق أبيه عليه , سأله عن سر تأخيره فأخبره بخبره فقال له : لا تعد فأن دين آباءك خير من هذا الدين

غير أنه أخذ يتردد على الدير سراً , فلما علم أبوه بالخبر أوثقه بقيد , وحبسه في المنزل خوفاً عليه , ولكنه أرسل إليهم ليسألهم عن أصل هذا الدين أين يكون ؟ فأخبروه أنه بالشام , فطلب منهم عند حضور أحد من الشام أن يخبره ليتجهز للسفر معه , فإذا أراد الرجوع إلى الشام يخبروه ليلحق بهم ، ونتركه رضي الله عنه ليحكي لنا بقية ما حدث قال :

فجاء نفر من الشام فأخبروني , فلما هموا بالسفر أعلموني بالسفر ، ففككت قيودي ، ولحقت بهم ، وسافرت معهم ، فلما وصلنا إلى الشام ، قلت لهم : من أكبر رأس عندكم في هذا الدين ؟ قالوا الأسقف

قلت : دلوني عليه , فدلوني عليه ، فاعتنقت الدين على يديه , وطلبت منه أن يجعلني أتولي خدمته ، فوافق على ذلك , قال : ومكثت معه فترة فوجدته أسوأ الناس سيرة , يأمر الناس بالزكاة والصدقة ، فيجمعونها له ، فيأخذها لنفسه , حتى ملأ سبع قلال كبيرة من ذلك , فلما مات وأرادوا الصلاة عليه ، أخبرتهم خبره ، ودللتهم على موضع كنوزه ، فكرهوا ذلك ، وقالوا : والله لا ندفنه أبـداً وصلبوه , ورجموه بالحجارة , وجاءوا برجل أخر فجعلوه مكانه

قال سلمان : فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس , أري أنه كان أفضل منه ، وأزهد في الدنيا , ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلا ونهاراً منه , قال : فأحببته حبَّاً لم أحبّْه شيئاً قبله ، قال : فأقمت زماناً طويلاً

ثم حضرته الوفاة , فقلت له : يا فلان , إني قد كنت معك وأحببتك حباً لم أحبه شيئاً قبلك , وقد حضرك ما تري من الله تعالي , فإلي من توصي بي ؟ وبم تأمرني؟ قال : أي بني , والله ما أعلم اليوم أحداً على ما كنت عليه , فقد هلك الناس , وبدلوا ، وتركوا أكثر ما كانوا عليه , إلا رجل بالموصل , وهو فلان , وهو على ما كنت عليه فالحق به

قال :فلما مات وغيب ، لحقت بصاحب الموصل ، فقلت له : يا فلان , إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك , وأخبرني أنك على أمره، فقال لي : أقم عندي ، فأقمت عنده , فوجدته رجل على أمر صاحبه ., فلم يلبث أن مات ، فلما حضرته الوفاة , قلت له : يا فلان , إن فلاناً أوصي بي إليك , وأمرني باللحوق بك , وقد حضرك من أمر الله ما تري , فإلي من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : يا بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه , إلا رجلا بنصيبين[1] وهو فلان فالحق به

فلما مات وغيب ، لحقت بصاحب نصيبين ، فأخبرته خبري , وما أمرني به صاحبه , فقال : أقم عندي ، فأقمت عنده على أمر صاحبيه , فأقمت مع خير رجل , فو الله ما لبث أن نزل به الموت , فلما حضر قلت له : يا فلان , إن فلانا كان أوصي بي فلان , ثم أوصي بي فلان إليك , فإلي من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال يا بني , والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا أمرك أن تأتيه ، إلا رجلا بعمورية من أرض الروم , فأنه على مثل ما نحن عليه , فأن أحببت فأته , فأنه على أمرنا .

فلما مات وغيب ، لحقت بصاحب عمورية , فأخبرته خبري ; فقال : أقم عندي , فأقمت عند خير رجل , على هدي أصحابه وأمرهم ، قال : وأكتسب حتى كانت بقرات وغنيمة , ثم نزل به أمر الله تعالي , فلما حضر قلت له : يا فلان , إني كنت مع فلان , فأوصي به إلى فلان , ثم أوصي بي فلان إلى فلان , ثم أوصي بي فلان إليك , فإلى من توصي به ؟ وبم تأمرني ؟

قال : أي بني , والله ما أعلمه أصبح اليوم أحد على مثل ما كنا عليه من الناس أمرك به أن تأتيه , ولكنه قد أظل زمان نبي , وهو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام , يخرج بأرض العرب ، مهاجرة إلى أرض بين حرتين [2] , بينهما نخل ، به علامات لا تخفي : يأكل الهدية , ولا يأكل الصدقة , وبين كتفيه خاتم النبوة , فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فأفعل

قال : ثم مات وغيب , ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ، ثم مرَّ بي نفر من "كلب"- قبيلة - تجار , فقلت لهم : احملوني إلى أرض العرب ، وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه , قالوا: نعم ، فأعطيتموها وحملوني معهم ، حتى إذا بلغوا وادي القرى ، ظلموني , فباعوني إلى رجل يهودي عبداً , فكنت عنده , ورأيت النخل , فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي

ولم يحق في نفسي , فبينما أنا عنده , إذ قدم عليه ابن عم له من قريظة ، من المدينة , فابتاعني منه , فاحتملني إلى المدينة , فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي , فأقمت بها ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأقام بمكة ما أقام , لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق

ثم هاجر إلى المدينة , فو الله إني لفي رأسي نخلة لسيدي أعمل له فيه بعض العمل , وسيدي جالس تحتي , إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه , فقال : يا فلان , قاتل الله بني قيلة {الأوس والخزرج} والله إنهم لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم , يزعمون أنه نبي

قال سلمان : فلما سمعتها أخذتني رعدة , حتى ظننت أني سأسقط على سيدي , فنزلت عن النخلة , فجعلت أقول لابن عمه ذاك : ماذا تقول ؟ فغضب سيدي , فلكمني لكمة شديدة , ثم قال : مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك . قال : قلت : لا شيء إنما أردت أن استثبته عما قال

قال : وقد كان عندي شيء قد جمعته ، فلما أمسيت أخذته , ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بقباء فدخلت عليه ، فقلت له أنه قد بلغني أنك رجل صالح , ومعك أصحاب لك غرباء ذو حاجة , وهذا شيء قد كان عندي للصدقة , فرأيتكم أحق به من غيركم , قال : فقربته إليه , فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : كلوا , وأمسك يده فلم يأكل ، قال : فقلت في نفسي : هذه واحدة

قال ثم انصرفت عنه , فجمعت شيئاً , وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , ثم جئته به , فقلت له : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة , وهذه هدية قد أكرمتك بها . قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها , وأمر أصحابه فأكلوا معه , قال : فقلت في نفسي : هاتان اثنتان

ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبقيع قد تبع جنازة رجل من أصحابه , وهو جالس في أصحابه , فسلمت عليه , ثم استدرت أنظر إلى ظهره , هل أري الخاتم الذي وصف لي صاحبي : فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدرت خلفه ، عرف أني أستثبت في شيء وصف لي , فألقي رداءه عن ظهره , فنظرت إلى الخاتم فعرفته , فانكببت عليه أقبِّله وأبكي

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحوَّل , فتحوَّلت فجلست بين يديه , فقصصت عليه حديثي ، فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه ، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد

قال سلمان : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كَاتِبْ يا سلمان ، فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة, وأربعين أوقية {كَاتَبَ : أي اتفق مع سيده على ثمن عتقه ، أو شراء نفسه منه}

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أعينوا أخاكم , فأعانوني بالنخل , حتى اجتمعت لي ثلاث مائة ودية {الودية : النخلة الصغيرة} فقال لي رسول الله : أذهب يا سلمان فاحفر لها , فإذا فرغت ؛ جئته فأخبرته , فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم معي إليها , فجعلنا نقرِّب إليه الودي , ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده , حتى فرغنا

ويقال : أن سلمان غرس بيده , ودية واحدة , وغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرها فعاشت كلها إلا التي غرس سلمان ، وفي رواية أن الذي غرسها عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال : فأديت النخل ، وبقي على المال , فأتي رسول الله بمثل الدجاجة من ذهب , فقال : ما فعل الفارسي المكاتب؟ قال : فدعيت له , فقال : خذ هذه , فأدِّها مما عليك يا سلمان ؟ ، قال : قلت : وأين تقع هذه يا رسول الله مما علىَّ ؟ ، فقال : خذها فإن الله سيؤدي بها عنك

وفي رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم قلبها على لسانه , ثم قال : خذها فأوفهم منها , فأخذتها , فأوفيتهم منها حقهم كله , أربعين أوقية ، وعتق سلمان , فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حراً , ثم لم يفتني معه مشهد[3]


[1] نصيبين : مدينة من بلاد الجزيرة على الطريق من الموصِّل إلى الشام
[2] الحرَّة : كل أرض ذات حجارة سود من أثر احتراق بركاني
[3] رواه أبن هشام في سيرته كاملة عن عبد الله بن عباس ، وأخرجه أبن سعد ، والبيهقي ، وأبو نعيم ، عن طريق أبن إسحاق



http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C 7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1% CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4

http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Ka der_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
[/URL]

[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]
[/frame]

ليلى مرجان 02 / 02 / 2014 19 : 11 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 

اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد خاتم الأنبياء
بارك الله فيك أ. عبد الوهاب
و جزاك عنا خيرا


عبد الوهاب الريس 02 / 02 / 2014 02 : 07 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
جـــــزاكم الله خيرا
وجعلكم زخرا للاسلام والمسلمين


عبد الوهاب الريس 02 / 02 / 2014 07 : 07 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
[frame="7 10"]
[IMG]http://kaheel7.com/userimages/Untitl...opyswdefsd.JPG[/IMG]


روي البيهقي عن أبن إسحاق والترمذي والحاكم وأبو نعيم عن أبي موسى الأشعري أن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام , فلما تهيأ للرحيل , وأجمع المسير به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فحمله معه ، فلما نزل الركب بصري من أرض الشام , وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له , وكان إليه علم أهل النصرانية , وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم ، حتى كان ذلك العام

فصنع لهم طعاماً كثيراً , لأنه رأي الرسول صلى الله عليه وسلم , وهو في صومعته , في الركب حين أقبلوا , وغمامة تظله من بين القوم ، قال : ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريباً منه ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشمس , فتحول ظل الشجرة عليه صلى الله عليه وسلم , فلما رأي ذلك بحيرى نزل من صومعته , ثم أرسل إليهم , فقال :

إني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش , فأنا أحب أن تحضروا كلكم , صغيركم وكبيركم , وعبدكم وحركم ، فقال رجل منهم : والله يا بحيرى أن لك لشأناً اليوم ؛ فما كنت تصنع هذا بنا , وقد كنا نمر بك كثيراً , فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى : صدقت , قد كان ما تقول , ولكنكم ضيف , وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاماً فتأكلوا منه كلكم

فاجتمعوا عليه , وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم , لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ، ويجد عنده , فقال : يا معشر قريش , لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ؛ قالوا له : يا بحيرى , ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام , وهو أحدث القوم سناً فتخلف في رحالهم , فقال : لا تفعلوا , أدعوه فليحضر هذا الطعام معكم

{فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظاً شديداً وينظر إلى أشياء من جسده , قد كان يجدها عنده من صفته , حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا , قام إليه بحيرى , فقال له : يا غلام , أسألك بحق اللات والعزي إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه , وإنما قال له بحيرى ذلك ليختبره , فقال صلى الله عليه وسلم : لا تسألني باللات والعزي , فو الله ما أبغضت شيئاً قط بغضهما ؛ قال بحيرى : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه فقال له : سلني عما بدالك ، فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه ، وهيئته ، وأموره , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره , فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته , ثم نظر إلى ظهره فرأي خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده , فلما فرغ , أقبل على عمه أبى طالب , فقال له :

ما هذا الغلام منك ؟ قال : ابني , قال له بحيرى : ما هو بابنك , وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً ؛ قال : فإنه أبن أخي ؛ قال : فما فعل أبوه ؟ ، قال : مات وأمه حبلي به ؛ قال : صدقت , فأرجع بابن أخيك إلى بلده , وأحذر عليه اليهود , فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ؛ ليبغينه شرا , فإنه لأبن أخيك هذا شأن عظيم , فأسرع به إلى بلاده}

وقد روي أن زريراً ، وتماما ، ودريا , وهم نفر من أهل الكتب : وصلوا قادمين من الشام أثناء هذا الحوار ، ورأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رآه بحيرى فأرادوه بسوء فردهم عنه بحيرى , وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته , وأنهم أن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه ، ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم , وصدقوه بما قال فتركوه

و انصرفوا عنه قائلين : لقد أرسلنا من خلفنا ، وقد علموا أنه خارج في هذا الوقت إلى الشام , وما تركوا طريقاً بين بلاد العرب والشام إلا وأرسلوا عليه نفراً مثلنا ، فقال بحيرى : اكفوه ما وراءكم , وليس لكم شأن بغيركم ، فإن الله حافظه ، وكافيه[1]

ولا يخفي خبر نسطور الراهب ، حينما رآه صلى الله عليه وسلم جالساً تحت شجرة بمفرده , بينما بقية القافلة في مكان بعيد عنه ، فقال : هذا الرجل نبي , فسئل عن سبب ذلك؟ ، فقال : إن عيسي بن مريم جلس تحت هذه الشجرة وقال : لا يجلس تحتها بعدي إلا نبي[2]

وهكذا فاليهود والنصارى كانوا يعلمون كل شيء عنه وعن ولادته , وعن دار هجرته , حتى أسفاره وتوقيتها , بل أنهم كانوا يعلمون أصحابه بصفاتهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وكان ذلك كله وغيره مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل

ولكن ما الذي منعهم من الإيمان به ؟ حب الدنيا , والخوف من ضياع نفوذهم ومنزلتهم , والخشية من نقص مواردهم وأموالهم ، فقد كانوا يأكلون الدنيا بالدين , هذا فضلاً عن غضب الله عليهم لتحريفهم ما أنزل الله علي رسله ، وتعاميهم عن الحق مع معرفتهم به , فأضلهم الله على علم وختم على قلوبهم , وجعل على أسماعهم وأبصارهم غشاوة , ولهم عذاب عظيم


[1] رواه البيهقي عن أبن إسحاق .
[2] رواه ابن منده والسيوطي عن ابن عباس



http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C 7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1% CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4

منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


[IMG][URL]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG][/IMG]

[/frame]

عبد الوهاب الريس 11 / 03 / 2014 45 : 10 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][IMG]

http://awraqarabia.net/main/wp-conte...8%AC%D9%87.jpg

[/IMG]بسم الله الرحمن الرحيم
إن المرء ليعجب إذا علم كيف آمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوائل؟ فقد يظن بعض الناس أنها كانت جزافاً : ولكنها بهداية وعناية من الله سبحانه وتعالي ، فالسيدة خديجة رضي الله تعالي عنها , لم طلبته زوجا لها ؟
روي السيوطي في الخصائص وابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما :
{أن رجلا من اليهود عرف صفات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذهب إلى مكة , فوجد نساء قريش يطفن حول الكعبة , فقال لهن : أنه سيظهر بينكن نبي ، يقال له أحمد ، نجده عندنا ، وصفاته كذا وكذا ، وذكرها كلها كما بينا سابقاً
ثم أومأ إلى أن العاقلة فيهنَّ هي التي تتزوجه ، فأخذت النسوة في نهره وشتمته ؛ والسيدة خديجة صامتة لا تتكلم , فلما رجعت إلى بيتها ، فكرَّت في هذا الكلام , وأضمرت في نفسها أن تكون هذه المرأة , فأرسلت إليه صلى الله عليه وسلم ليتاجر لها ؛ وأجزلت له العطاء ؛ لتختبره عن قرب , وتقرَّ عينها بما عزمت عليه}


http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C 7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1% CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4
http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Ka der_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
[/URL]

[IMG]
http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

عبد الوهاب الريس 25 / 03 / 2014 48 : 11 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://download-photos-images-pic.bdr130.net/1/3646.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][IMG]http://www.gl3a.com/album/342260_1382291721.jpg[/IMG]
بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو بكر الصديق :خرجت إلى اليمن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت على شيخ من الأزد عالم قد قرأ الكتب ، وأتت عليه أربعمائة سنة إلا عشر سنين ، فقال لي : أحسبك حرمياً , قلت : نعم , قال : وأحسبك قرشياً , قلت نعم . قال : وأحسبك تيمياً , قلت نعم . قال : بقيت لي منك واحدة , قلت : ما هي ؟ قال : تكشف لي عن بطنك , قلت : لم ذاك ؟ قال : أجد في العلم الصادق أن نبياً يبعث في الحرم ، يعاونه على أمره فتي وكهل , فأما الفتي فخواض غمرات ودفاع معضلات , وأما الكهل فأبيض نحيف ، على بطنه شامة ، وعلى فخذه اليسرى علامة , وما عليك أن تريني فقد تكاملت لي فيك الصفة إلا ما خفي على , قال أبو بكر : فكشفت له عن بطني ، فرأي شامة سوداء فوق سرتى ، فقال : أنت هو وربِّ الكعبة [1]

[1] أخرجه ابن عساكر والسيوطي في الخصائص عن ابن مسعود رضي الله عنه

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C 7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1% CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4
http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_hadith_elhakaek_an_Ka der_sayed_Elkhalaek.doc&id=49"]منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
[/URL]
[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

عبد الوهاب الريس 09 / 04 / 2014 01 : 11 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 

[IMG]http://im19.gulfup.com/2012-07-23/1343008394132.png[/IMG]
بسم الله الرحمن الرحيم
... روي السيوطي في الخصائص عن الدينوري في المجالسة ، وابن عساكر عن طريق زيد بن أسلم قال :
{أخبرنا عمر بن الخطاب قال : خرجت مع ناس من قريش في تجارة إلى الشام في الجاهلية
فلما خرجنا إلى مكة نسيت قضاء حاجة ، فرجعت ، فقلت لأصحابي ألحقكم ، فو الله إني لفي سوق من أسواقها
إذا أنا ببطريق قد جاء فأخذ بعنقي فـذهبت أنازعه
فأدخلني كنيسة ، فإذا تراب متراكب بعضه على بعض ، فدفع إلى مجرفة وفأساً وزنبيلاً , وقال : أنقل هذا التراب
فجلست أتفكر في أمري كيف أصنع؟ فأتاني في الهاجرة فقال لي : لم أرك أخرجت شيئاً ، ثم ضم أصابعه فضرب بها وسط رأسي
فقمت بالمجرفة فضربت بها هامته ، فإذا دماغه قد انتثر ، ثم خرجت على وجهي ، ما أدرك أين أسلك ؟
فمشيت بقية يومي وليلتي حتى أصبحت ، فانتهيت إلى دير
فاستظللت في ظله ، فخرج إلى رجل فقال : يا عبد الله , ما يجلسك ها هنا ؟ قلت : أضللت الطريق عن أصحابي
فجاءني بطعام وشراب وصعَّد فيَّ النظر وخفضه ، ثم قال : يا هذا قد علم أهل الكتاب أنه لم يبق على وجه الأرض أحد أعلم مني بالكتاب
وأني أجد صفتك الذي تخرجنا من هذا الدير ، وتغلب على هذه البلدة ، فقلت له : أيها الرجل قد ذهبت في غير مذهب ، قال ما أسمك ؟
قلت عمر بن الخطاب , قال : أنت والله صاحبنا ، فهو غير شك فأكتب لي على ديري وما فيه
قلت : أيها الرجل قد صنعت معروفاً فلا تكدره , فقال : أكتب لي كتاباً في رق
ليس عليك فيه شيء ، فإن تك صاحبنا فهو ما نريد , وان تكن الأخرى فليس يضرك
قلت : هات ، فكتبت له ، ثم ختمت عليه ، فلما قدم عمر الشام في خلافته ، أتاه ذلك الراهب - وهو صاحب دير القدس - بذلك الكتاب
فلما رآه عمر تعجب منه وأنشأ يحدثنا حديثه}
وأخرج ابن سعد عن ابن مسعود , وعبد الله بن احمد في زوائد الزهد عن طريق أبي إسحاق عن أبي عبيده قال :
{ركض عمر فرساً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فانكشفت فخذه من تحت القباء
فأبصر رجل من أهل نجران شامة في فخذه ؛ فقال : هذا الذي كنا نجده في كتابنا يخرجنا من ديارنا}

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C 7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1% CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

محمد الصالح الجزائري 09 / 04 / 2014 12 : 02 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
شكرا لك أستاذنا القدير..التحميل جارٍ بإذن الله..

عبد الوهاب الريس 10 / 04 / 2014 58 : 01 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
جزاكم الله خيرا
ومروركم الدائم على المواضيع وسام على صدرى
ولا اجد هديه أقدمها لكم أجمل من

http://img98.imageshack.us/img98/2541/23jp5.gif
http://saaid.net/twage3/025.gif

عبد الوهاب الريس 10 / 04 / 2014 02 : 02 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 

[IMG]http://www.4muhammed.org/up/uploads/13179848313.png[/IMG]
بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج ابن سعد والبيهقي عن طريق إبراهيم بن محمد بن طلحة ، قال {قال طلحه بن عبيد الله : حضرت سوق بصري
فإذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم؟ هل فيهم أحد من أهل الحرم؟
قال طلحة : قلت : نعم أنا , قال : هل ظهر أحمد بعد ؟ ، قلت : ومن أحمد؟
قال ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، مخرجه من الحرم إلى نخل وحرَّة وسباخ
فإياك أن تسبق إليه ، قال طلحة : فوقع في قلبي ما قال , فخرجت سريعاً إلي مكة ، فقلت : هل كان من حدث؟
قالوا : نعم محمد بن عبد الله الأمين ، قد تنبَّأ ، وقد تبعه ابن أبي قحافة ، فخرجت ، حتى دخلت على أبي بكر
فأخبرته بما قال الراهب ، فخرج أبو بكر حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ، فسرَّ بذلك ، وأسلم طلحة}
وأخرج عساكر والسيوطي في الخصائص عن طريق عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال :
{سافرت إلى اليمن ، قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة ، فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري
وكان شيخاً كبيراً وكنت لا أزال إذا قدمت إلى اليمن نزلت عليه ، فيسألني عن مكة والكعبة وزمزم
ويقول : هل ظهر فيكم رجل له نبأ , له ذكر؟ هل خالف أحد منكم عليكم في دينكم ؟ فأقول : لا
حتى قدمت القدمة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافيته ، وقد ضعف ، وثقل سمعه
فنزلت عليه ، فأجتمع عليه ولده وولد ولده ، فأخبروه بمكاني ، فشدت عصابة على عينيه ، وأسند فقعد
وقال لي : أنتسب يا أخا قريش ، . فقلت : أنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة
قال : حسبك يا أخا زهرة ألا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة؟
قلت : بلي , قال : أنبئك بالمعجبة , وأبشرك بالمرغبة , إن الله قد بعث في الشهر الأول من قومك نبياً , ارتضاه صفياً
وأنزل عليه كتابا , وجعل له ثواباً , ينهي عن الأصنام , ويدعو إلى الإسلام , يأمر بالحق و يفعله , وينهي عن الباطل ويبطله
فقلت : ممن هو؟ قال : لا من أزد ولا ثمالة , ولا من السر ولا بتاله , هو من بني هاشم وأنتم أخواله
يا عبد الرحمن أخف الوقعة , وعجل الرجعة , ثم أمض ووازره وصدقه ، وأحمل إليه هذه الأبيات :
أشهد بالله ذي المعالي وفالق الليل والصباح
أنك في السرو من قريش يا ابن المفدي من الذباح
أرسلت تدعو إلي يقين ترشد للحق والفلاح
أشهد بالله رب موسى أنك أرسلت بالبطاح
فكن شفيعي إلي مليك يدعو البرايا إلي الفـــلاح

قال عبد الرحمن : فحفظت الأبيات ، وأسرعت في تقضي حوائجي ، وانصرفت ، فقدمت مكة فلقيت أبا بكر
فأخبرته الخبر ، فقال : هذا محمد بن عبد الله ، قد بعثه الله رسولاً إلى خلقه ، فأته فأتيته وهو في بيت خديجة
فلما رآني ضحك وقال : أَرَي وَجْهَاً خَلِقَاً , أرْجُو لَهُ خَيْرَاً , مَا وَرَاءكَ؟ قلت : وما ذاك يا محمد؟
قال : حَمَلْتَ إليَّ وَدِيعَةً؟ أمْ أرْسَلكَ مُرْسِلٌ إلىَّ بِرِسَالَةِ ؟ هَاتِهَا فَأخْبَرْتُهُ ، وأسلمت ، فَقَالَ : أمَّا إنَّ أخَا حِمْيَرَ مِنْ خَوَاصِ اْلُمؤْمِنينَ
ثم قال : رُبَّ مُؤْمِنً بِي وَلَمْ يَرَنِي , وَمَصَدِّقٍ بِي وَمَا شَهِدَنِى , أُوَلئِكَ أِخْوَانِي حَقَاً}
وهكذا فكل هؤلاء وغيرهم ممن لم نذكرهم هنا - منعاً من الإطالة - , إنما كانت الهداية بتوجيه من الله لهم في البداية
حتى نعرف أن الإيمان ليس بالجهاد أو الاجتهاد ، وإنما بسابقة الحسني الأزلية من الله كما قال عبد الله بن رواحه :
اللهم لولا الله ما اهتدينا ولا تصدَّقنا ولا صلينا
ويقول في ذلك أيضا أحد الأئمة :
لولا العناية من أزل لنا سبقت لما اهتدينا ولا أرواحنا عشقت
من جمَّل القلب منا بالهداية من وهب النفوس الضيا حتى له طلبت
ومن دعانا فلبينا لدعوته وفيه أرواحنا بالذكر قد سكرت
عناية سبقت وألست مشهدها والروح قد ولهت فيها وقد شهدت
وكل روح أجابت جمِّلت بضيا نور الهدي ولهذا الوجه قد نظرت
بشري لمن طلبوا لله فاتصلوا لهم عنايته بالنور قد سبقت
سعدوا بمطلبهم فازوا بمقصدهم ولهم بفضل الرضا أبوابه فتحت

وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C 7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1% CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

عبد الوهاب الريس 12 / 04 / 2014 53 : 10 AM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 

[IMG]http://sfiles.d1g.com/photos/22/95/4619522_max.jpg[/IMG]
لكي يظهر لنا بعض فضل رسول الله علينا نذكر في هذا المقام سيدنا إبراهيم عليه السلام
وهو نبي كريم ، وأبو الأنبياء ومع ذلك كان دائماً يدعو الله ويقول في دعائه :
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ{87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89} الشعراء

أي كل الذي أطلبه منك أن تسترني ، ولا تفضحني في يوم الموقف العظيم ، لأن الفضيحة في هذا اليوم على الملأ
أنت ومن؟ لم يقل إلا أنا وحدي ، ولم يقل حتى أولادي ، أو أنا وأهل بيتي ، بل قال ولا تخزني - أنا وحدي - يوم يبعثون
يوم لا ينفع مال ولا بنون ألا من أتى الله بقلب سليم

أما الحبَيب صلى الله عليه وسلم حتى تعرفوا فضل الله علينا به صلى الله عليه وسلم
فقد قال الله له من أول الأمر وبدون طلب لا تخف على نفسك ولا على من معك {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}
والمؤمنون معه ليسوا الذين في زمنه فقط ، ولكن الذين معه إلى قيام الساعة ،
وكيف حالهم في هذا اليوم؟ قال { نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}التحريم8

نورهم صلى الله عليه وسلم أمامهم ، ونور أعمالهم الصالحة في أيديهم ، فهو أمامهم وهم خلفه
والنور الثاني نور العمل الصالح سيكون في أيديهم ، فمعهم نوران : نور رسول الله
ونور العمل الصالح الذي عملوه لله في هذه الحياة

ويظلون سائرين وهم يطمعون في أكثر من ذلك ، من فضل الله علينا الذي بشرنا به النبي صلى الله عليه وسلم والذي منه :
{أذا كَانَ يَوْمَ القِيَامَة ، تَفْسَحُ الأمَمُ لأمَّتِى ، وَيَقُولُونَ لَهُمْ تَقَدَمُوا ، فَأنْتُمْ الأخِرُونَ الأوَّلُون}[1]

ثم يتساءلون فيما بينهم أأنبياء هؤلاء؟ لأن الناس لا تفسح إلا للأنبياء ، فالملائكة تأمرهم أن يوسعوا لهذه الأمة
وأمامهم إمامهم صلى الله عليه وسلم ، ونحن خلفه ، والخلائق ينظرون إليهم حتى يصلون إلى العرش
فنحن أول أناس يصلون عند العرش ، لأننا الحاجزون لهذه المقاعد التي في منصة عرش الرحمن ، والتي في ظل العرش
فقد حجزها رسول الله لنا ، ولا يوجد لأحد آخر غيرنا فيها نصيب

فقسم لمن نشئوا في طاعة الله , وقسم لمن يحافظوا على الصلاة في بيت الله , وقسم لمن ينفقوا الصدقات والزكاة في السر
فلا تعلم شمالهم ما أنفقت يمينهم , وقسم لمن خافوا من الله فلو عرض على أحدهم مال أو امرأة ، قال : أنى أخاف الله
فالأقسام كلها ، وتذاكر المقاعد كلها محجوزة لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والدرجة الأولى الممتازة هناك هي التي تحت العرش ، فلا بد أن تفسح الناس للذين سيجلسون على مقاعد الدرجة الأولى
ويقولون : أأنبياء هؤلاء؟ فيقولون لهم : لا ، ولكنهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم

وفور وصولهم هناك ، يكونون أول من يتكلم مع الله ، فيقولون له : نحن لا نريد الذي أعطيته لنا هذا فقط
بل نطمع فيما وعدتنا ، وما هو؟ فيقولون {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التحريم8

فيتمُّ نوره عليهم ، بأن يكشف لهم سبحانه وتعالى عن بديع وجهه ، فيرون وجه الله سبحانه وتعالى
ومن شاهد وجه الله حرَّمت عليه النار ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أليس المفروض علينا أن نعرفه؟
إذا أرسلك رجلٌ ، لرجل في القاهرة بطلب وأنت لا تعرفه ؛ فتقول له صفه لي ، حتى أذا رأيته أعرفه
ونحن كلنا يوم القيامة محتاجون له ، فلا يوجد أحد منا إلا ويحتاج إلى رسول الله
فالذي نال أعلى الدرجات في الإيمان منَّا ، محتاج إلى رسول الله ، والذي درجاته دون ذلك يحتاج أيضاً لرسول الله
حتى الذي سينزل منَّا في النَّار , وسيأخذ عقابا يحتاج لرسول الله ، لأنه سيخفِّف عنه ، ويرفع عنه العقاب
ويخرجه من هذا السجن فكلنا محتاجون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونريد أن نعرفه

نعرف صفاته ونعرف أوصافه حتى إذا ذهبنا هناك لا نتوه عنه صلوات الله وسلامه عليه
ومن الممكن لو أننا وضعنا هذه الصفات في عقولنا ، وانشغلنا بها بعض الشيء يأتينا في المنام ، ويعرفنا بنفسه
حتى نصبح عارفين له مقدماً ، لأنه يقول {مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ}[2]
متى سنراه؟ هناك يوم القيامة ، أو ساعة خروج الروح
فالناس الممتازون يحضر معهم ليسهل خروج الروح وينهى أوراقهم بسرعة ليطلعوا إلى الجنَّات
فلا سؤال الملكين ، ولا عذاب القبر ، لمن يحضرهم مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن لهم استثناء فوري

[1] رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما
[2] في الصحيحين وأبو داود عن أبي هريرة ، والطبراني عن أبي بكر ، والدرامي عن قتادة على روايات

http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%CD%CF%ED%CB%20%C7%E1%CD%DE%C 7%C6%DE%20%DA%E4%20%DE%CF%D1%20%D3%ED%CF%20%C7%E1% CE%E1%C7%C6%DE&id=49&cat=4
منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/hadith_elhakaek.JPG[/IMG]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

عبد الوهاب الريس 04 / 10 / 2021 15 : 11 PM

رد: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق (( متجدد ))
 
جزاكم الله خيرا
مروركم وسام على صدرى


الساعة الآن 52 : 07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية