![]() |
الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
تحية نور أدبية طيبة وبعد.. [/align]أريد اليوم أن نناقش مفهوم الحرية والعبودية من منظور الاصطفاف الحزبي الذي يوازي الطائفي. إذا كانت العبودية العنصرية بمعناها القديم ألغيت ، فلدينا في هذا العصر العديد من أنواع العبودية .. بعضها عالمياً عابراً للقارات وبعضها الآخر محلياً.. التعصب سمة من سمات العبودية الفكرية التي تصنف الناس وفق جنسهم ولونهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم إلخ.. لعل أحد أخطر أنواع العبودية الفكرية هي عبادة الحزب والزعيم ، فهنا يتم غسل دماغ المنتمي عبر المراحل التي يمر بها في عملية غسل الدماغ ، من مؤيد وحتى الحصول على العضوية أو ميثاق الانتماء.. في تربيتنا العقائدية - حين يخطر على فكر المؤمن شائبة ما من الشك - يحاول إزاحتها فوراً - مستغفراً الله ولعله يظل يردد في نفسه عبارة: " أستغر الله العظيم " التسليم ومنع العقل من محاورة مواطن الشك ، فقلة فقط هم المؤمنين عن اقتناع وقدرة على البحث الحيادي للتأكد من حقيقة ما يرتابون به لسد منافذ الثغرات ونضج الإيمان في عملية البحث عن الحقيقة لا الاصطفاف، ولهذا نرى مثلاً أن من يدخل ديننا عن اختيار أشد إيماناً والتزاماً ممن يولد على هذا الدين وينشأ عليه من خلال العادة .. أهله ومجتمعه .. لهذا تصدى الدين للأحزاب ونظر إليها كنوع من الشرك – وهي كذلك فعلاً – فنظرة المنتسب حزبياً إلى قيادته وزعيمه ، كنظرة المؤمن إلى كتابه المقدس ونبيه ، كذلك هي نظرة الطائفي إلى زعيم الطائفة مثلاً بشكل منفصل تماماً عن الإيمان والالتزام الديني. يمتاز الحزبي وأو المصطف خلف زعيم معيّن بما يصلح أن نشبهه بالمنوم مغناطيسياً ، فهو مسلوب الإرادة تماماً ، لا يرى ولا يصدق إلا ما يطلب منه تصديقه وما يراد له أن يراه ، ونشاهد عند المنتسبين لحزب ما استعمال نفس المفردات وترديد ذات الأكاذيب بل زيادة ولا نقصان – وهم مقتنعون تماماً - ويكرس نفسه تماماً للصد والدفاع عن حزبه وزعيمه وتكذيب أي حقيقة أخرى مهما كانت ساطعة الوضوح – هو مؤمن – ويحتاج إقناع نفسه قبل الآخرين حتى لا يتعرض لصدمة في ما بنى عليه فكره وقناعاته ومبادئه، بل هو يضحي بنفسه وسمعته أحياناً ويبرمج دماغه على اتجاه واحد لا يخرج عنه مطلقاً .. ويمكن أن يصل به الحال إلى حد أن يعادي كل من لا يرى الأمور من زاويته - فيضطر محبيه – كإنسان صديق أو قريب - أن يستسلموا ويصمتوا وهم بقمة الألم لهذا النوع من الديكتاتورية حتى لا يخسروا إنساناً عزيزاً عليهم!.. العصبية الحزبية لا تختلف بشيء عن العصبية الطائفية والعشائرية – هو خلف آلهته البشرية هذه – يحارب بسيفهم – ودماغه مبرمج تماماً على هذا - عقله الباطني يرفض تماماً أن يصدق بخلاف ما تمت برمجته عليه - ولو تعرض هذا الحزبي لزلزال شديد أبدى له الحقيقة بخلاف ما آمن به قد يصاب بأمراض حقيقية نفسية وصحية ويفقد إيمانه بكل شيء، وفي التاريخ شواهد على ناس أصيبوا بالسكتات القلبية وأو انفجار أدمغتهم ناهيك عن الإصابة بالفالج التي لا تعد ولا تحصى، حين وصلوا في لحظة لرؤية الحقائق بخلاف ما آمنوا به، فكان هذا أقوى من احتمالهم. يصل هذا الاصطفاف وسلب الإرادة عند الشباب البسيط لحد قبول وضع أحزمة ناسفة وتفجير أنفسهم حين ينتسبون لتنظيمات متطرفة بشعارات براقة وخلفيات مشبوهة ومخترقة! في عالمنا العربي حيث كان أجدادنا يعبد الملوك والآباء ويقدس شيخ العشيرة ، يمكن للعربي أن يواجه العالم بأسره ويخشى أن يقف منتصب القامة أمام شيخ عشيرته لا يردد كالببغاء كلامه - مسلوب الفكر تماماً – فهو في عقله الباطني يعبده كما كان يعبد أجداده ملوكهم .. ولهذا السبب تكمن خطورة الانتساب للأحزاب عندنا. - برأيك كيف يتم غسل الأدمغة وكيف يمكننا تحرير أدمغة الناس من هذا التشويه والاستعباد؟؟ - برأيك هل ننجح في إظهار الحقائق كما هي وخدمة العدالة الإنسانية في هذا الزمن ، أم أن غسيل الأدمغة والاصطفاف يجعل للباطل قوة شرسة لا يمكن مواجهتها والتغلب عليها؟؟ أرجو المشاركة في النقاش والإجابة على أسئلة الاستفتاء |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
تمّ التصويت..
|
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[frame="10 10"]
- برأيك كيف يتم غسل الأدمغة وكيف يمكننا تحرير أدمغة الناس من هذا التشويه والاستعباد؟؟ ـ قرأنا ..ورأينا حتى في الأفلام..وعشناها في الجزائر خلال عشرية الدّم ..وأعرف (تائبين)..الإيمان عقيدة ، والعقيدة إذا رسخت وتغلغلت في النفس تفعل الأفاعيل..أي عقيدة كانت ولا أقصد (العقيدة الدينية كعقيدة الإسلام مثلا) أن تؤمن بأن هناك من يغتصب حقك فتقتنع..تكون أمامك خيارات ..تتردّد..يأتي من يزيل تردّدك ويقنعك بأن لا خيار لك سوى خيار واحد..أن تأخذ حقك عنوة وبالقوة مثلما سُلِب منك..زال التردّد..حُسم الأمر..وفي كل هذا يُحجبُ العقل المتبصّر..تغيب الحكمة..ولا يبقى سوى (العنف)..فتصبح تابعا لا مالكا أمرك..خاضعا لغيرك..مبرمجا..فإن كنتَ فقيرا..جاهلا..محبطا..أي وضعيتك وظروفك تجعل منك طعما سهلا ودمية وديعة في يد المستغل.. غياب العدالة الإجتماعية + الجهل + الاحتياج + اليأس +............يجعل الجميع كيانات مبرمجة !!! فأعظم سلاح لحماية إنسانية الإنسان (الإيمان الصحيح والعلم النافع) وبما أنّ برامجنا في منظوماتها التربوية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية وُضعت دون إشراك المختصّين المخلصين فنحن نجني الأشواك..إذا استطعنا أن نتغلّب على (عقد المال والكرسي والعسكر) بثورة شعبية حقيقية لا (فيسبوكية) بدءا بأنفسنا كأفراد وكعائلات وكأحياء صغيرة ..فترسّبات الماضي تحدّ من قوى الشعب..نحن بحاجة إلى إعادة قراءة ماضينا قراءة واعية مدركة ممحّصة..لا أن نقرأ ماضينا قراءة فنتازيا وأنّ كل شيء في ماضينا كان جميلا..لأن الأصل في قراءة الذات أصعب وأخطر !! وباختصار شديد : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوّلها !!!! - برأيك هل ننجح في إظهار الحقائق كما هي وخدمة العدالة الإنسانية في هذا الزمن ، أم أن غسيل الأدمغة والاصطفاف يجعل للباطل قوة شرسة لا يمكن مواجهتها والتغلب عليها؟؟ ـ ربّما أشرتُ إلى هذا في ردّي آنفا لعلاقة وطيدة بين السؤالين طبعا..ولكن لا نستطيع بسهولة إعادة غسل الأدمغة و(فرمتتها) من جديد ..فالباطل اليوم له اليد الطولى للأسف الشديد..والإصطفاف اليوم خلف قوى وأحزاب الشر أصبح هرولة وتطبيلا..واستمرار أحزاب الشر والباطل يعني بالضرورة استمرار وجود الطفيليين والمنتفعين وأصحاب المصالح..وما دمنا نصفّق لكل حاكم ونؤلّهه وهو على الكرسي ثمّ نسبّه ونذمّه ونقزّمه عند رحيله..فلا خير في أمّة تعبد حكّامها وتعظّمهم..وصدق القائل: لا خير في ودّ امرئ متلوّن..إذا الرّيح مالت مال حيث تميلُ وفي الأخير ..شكرا لك أختي الغالية الأستاذة الأديبة هدى على الطرح الجريء..أمدّك الله الصحّة والعون وحمى أوطاننا وشعوبنا من كل الفتن...[/frame] |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعود هنا وأقول: ''التعليم ''. التعليم الذي لايمحو الأمية ويصنع الموظفين ولكن ذلك الذي يكوِّن الإنسان المفكر والناقد الذي يتقبل كل شيء بل يبدي وجهات نظره بعد التفكير فيها وبناء قناعاته على منطق سليم ومدعوم بمعرفته. الإنسان الذي يستطيع أن يتعامل أيضا مع مشاعره وتحليل نفسيته ومراجعة ذاته لديه القدرة على اكتشاف الأخطاء والتراجع دون كوارث نفسية عن مواقفه إن كانت غير سليمة. تحيتي لك أستاذ هدى ودمت بخير. |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
" المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف " ماذا يعني هذا ؟
من هو المؤمن القوي .. ما هي صفاته ؟ نحن الآن على السطح مؤمنون ضعفاء لأننا لم نفد إيماننا ولا إسلامنا في شيء بل نحن من ألحق الضرر بالإسلام والمسلمين .. المؤمن القوي هو الذي يفكر ويتفكر ويتأمل ويأمل .. إقرأ .. نحن أمة إقرأ لا تعرف القراءة .. وإن قرأت لا تفهم وإن فهمت لا تهتم ولا تكترث . إذهبا أنتَ وربك فقاتلا .. هذا الكلام ليس من اليوم .. اليوم نتائج فقط .. ضاعت فلسطين .. ردات فعل مخزية كانت .. الخيام انتشرت في كل مكان .. الجميع تقبل الخيام كما هي ولم يحرك ساكناً .. الفكر كان معلقاً على الرف .. ما أسهل أن نكيل الاتهامات للآخر ونقول يمنعنا .. الآن لو سألنا هذه الشعوب المتناحرة بلا سبب ما هو آخر أو أول كتاب قرأته فلن تجد جواباً .. نحن أمة لا تقرأ ولا تفكر ولا تدري ماذا يراد بها ولها .. أمة أصبحت ألعوبة بيد الأمم ولم تتعلم ولم تتعظ .. لا نريد أن نصفق لأحد ..ولكن كيف ونحن لا نرفع إلا التطبيل والتزمير والتهليل والتصفيق " واللي يتزوج أمي أقول له عمي " ما يحصل الآن ليس غسيل أدمغة .. " من أين جاءت الأدمغة أصلا " ؟ هل يمكن أن أغسل دماغ إنسان ليقتل نفسه وأمه وأبيه ووطنه ؟ لا يوجد دماغاً للغسل .. هي فقط مساحة من الفوضى والفراغ من السهل أن يعبث به أي أحد .. لو كان هذا الدماغ ممتلئاً من الأصل هل كان يمكن العبث فيه ؟ كلنا نعرف أن الكوب الممتلىء لا يقبل زيادة .. أظن أن الكوب كان فارغاً وتمت تعبئته بالإجرام .. ومع ذلك ما زلنا نصفق لهذا وذاك ؟ ألا نكف مرة عن التصفيق ونحن نختار بين الأسوأ والأفظع وأكثر دموية وإجرام وعلى الهامش وأحيطكم علماً .. غزة ستطير .. لو نكف عن التصفيق ونرى كيف تمهد اسرائيل لذبح غزة ؟ غزة هل تعني أحداً .. لا يهم .. لم يعد في هذا الوطن العربي الكبير ما يهم .. لن أصوت .. بالأول علينا أن نتعلم القراءة ثم نتعلم التصويت .. أعتذر عن اللهجة الحادة فأنا لا أزود إلا بالعنف من أول خيوط الفجر إلى أخر الليل وكل البلاد تستعر وكأنها خلقت لتنتقم من نفسها .. لا وقت للتصويت .. لنحاول أن نفكر .. من نحن وماذا نريد ؟ |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]الاخت الغالية أ. هدى نورالدين الخطيب
موضوع دقيق وحسّاس وفي غاية الاهمية، وللمصادفة توافق ذلك مع قراءتي لكتاب: - المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى - للمؤلف: عبد القادر الإدريسي السوداني ISBN: 978-600-5213-86-7 رابط الكتاب: http://rafed.net/booklib/view.php?ty...d=1237&page=74 واورد هنا فقرة متعلقة بهذا الموضوع ولمن يريد الاطلاع على كامل الكتاب مرفق رابطه أعلاه. حرّية العقيدة : إنّ الإسلام هو الدّين الحقّ وهو العقيدة الصّائبة التي ينبغي أن يؤمن بها الإنسان ليرضي خالقه ويسعد حياته في الدّارين ، ولكنّ الله تعالى يريد للإنسان أن يعتنق الحقّ ويلتزم الصّواب بمليء حرّيته واختياره ، عن طريق استخدام عقله ، والتأمّل فيما حوله ، لا أن يُجبر على الإيمان ، أو يُفرض عليه الدّين قهراً ، فذلك يتنافى مع إنسانية الإنسان ، وصفاته التي ميّزه الله بها. ولو أراد الله تعالى قسر الإنسان على الإيمان في هذه الحياة الخلقه على هيئة الملائكة ولسلب منه حرّيّة الإرادة والاختيار ، ولكنّه شاءت حكمته أن يكون الإنسان حرّاً مختاراً ، يستخدم عقله ، ويمارس إرادته ، وينتخب طريقه. أمّا الأنبياء فيقتصر دورهم على التذكير والتوجيه ، وليست لهم صلاحية الإكراه والجبر وهذا ما تؤكّد عليه آيات عديدة في القرآن الحكيم يقول تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) (١). (وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (٢). __________________ ١ ـ الغاشية (٨٨) : ٢١ ـ ٢٢. ٢ ـ ق (٥٠) : ٤٥. ٧٣ ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) (١). (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢). وقد روي أنّ سبب نزول هذه الآية (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) هو النهي والتحذير لأحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو رجل من الأنصار من بني سالم ابن عوف يقال له الحصين وكان له ابنان نصرانيان فأراد ان يجبرهما على اعتناق الإسلام ، فانزل الله تعالى هذه الآية (٣) ، دفاعاً عن حرّية العقيدة ، ومنعاً للإرهاب والقمع الفكري. حرّية الفكر : والعقيدة الإسلامية إطار واسع يمنح الإنسان حرّية الفكر والتأمّل والاستنباط ، فإذا آمن الإنسان بأصول العقيدة فهو مسلم ، له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم ، أمّا التفاصيل وقضايا العلم وشؤون الحياة ، فللإنسان أن يعتمد على فكره وعقله على هدى تلك الأصول العقيدية وبشكل لا يتناقض معها. فالقرآن الحكيم لا يفرض على الإنسان حتميّات ومسلّمات علميّة في شؤون الحياة بل يوجّه الإنسان للتأمّل والتفكير والنظر راسماً له منهجيّة التفكير السليم ، والنّظرة العلمية الموضوعية حتّى لا يقع فكر الإنسان تحت تأثير __________________ ١ ـ يونس ( ١٠ ) : ٩٩. ٢ ـ البقرة (٢) : ٢٥٦. ٣ ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٣ : ٢٢. ٧٤ الضّغوط والشّهوات ، وقد كان بعض المعاصرين لنزول القرآن الحكيم يتوقّعون منه الإجابة على تساؤلاتهم العلمية والحياتية لكن الخالق سبحانه كان يريد منهم إعمال عقولهم واستخدام أفكارهم دون الاعتماد على إجابات جاهزة تأتيهم من السّماء لذلك نلاحظ إعراض الوحي عن الإجابة على العديد من التساؤلات ، كسؤالهم عن الرّوح يقول تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) (١) ، وكامتناع الوحي عن البت في مسألة عدد أهل الكهف وهي مسألة ترتبط بالتاريخ وعلم الآثار يقول تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) (٢). والملفت للنظر أنّ فهم آيات القرآن وتفسيرها هي وظيفة عقل الإنسان وفكره ، حيث لم يفرض الإسلام إلى جانب القرآن تفسيراً منصوصاً محدّدا يلزم به كلّ مسلم ، بل دعا الناس إلى إعمال عقولهم في تفهّم القرآن وتدبّر آياته : يقول تعالى : (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (٣). (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (٤). (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) (٥). __________________ ١ ـ الإسراء (١٧) : ٨٥. ٢ ـ الكهف (١٨) : ٢٢. ٣ ـ محمّد (٤٧) : ٢٤. ٤ ـ ص (٣٨) : ٢٩. ٥ ـ النساء (٤) : ٨٢. ٧٥ ويشير الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى أنّ كلّ جيل ومجتمع يمكنه أن يستفيد فهماً جديداً من القرآن الكريم فيقول حينما سأله رجل : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلّا غضاضة؟ أجاب عليه السلام : لأنّ الله تعالى لم ينزله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس فهو في كلّ زمان جديد ، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة (١). أمّا إذا أشكل على الإنسان شيء في فهمه لآية من القرآن الحكيم أو تشابهت عليه معاني الآيات ، فعليه أن يرجع إلى الراسخين في العلم ويسأل أهل الذّكر : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (٢). ونتيجة لهذه الحريّة الفكرية التي أرساها الإسلام في مجتمعه تعدّدت المدارس العقيدية والمذاهب الفقهية ونبغ علماء الطبيعة والمخترعون والمكتشفون فإعمال الفكر مطلوب في الإسلام ينال صاحبه عليه الثواب حتّى وإن لم يوفّق للصواب شرط صحّة المنهج المتبّع. التسامح واحترام الرأي : لكي تعطي حرّيّة الفكر نتائجها الإيجابية في تقدّم مسيرة المجتمع لابدّ من معالجة بعض السّلبيّات والأمراض التي قد ترافقها ، وما قد تجرّ إليه هذه السّلبيّات من تفرّق وصراع. وهنا لابدّ من مبادئ أخلاقية وتعاليم تربويّة تجعل العقول منفتحة والصّدور متّسعة لاختلاف الرّأي وتعدّد وجهات النّظر ، وهذا ما صنعه الإسلام __________________ ١ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ : ٩٣. ٢ ـ النحل (١٦) : ٤٣ والأنبياء (٢١) : ٧. ٧٦ بالتأكيد على مبدأ التسامح واحترام الرّأي فليس في الإسلام محاكم للتفتيش ، ولا يحقّ لأحد أن يمارس دور الوصاية والرقابة على أفكار الناس ونواياهم ومشاعرهم ، والانتماء إلى الإسلام والعضويّة في مجتمعه لا تحتاج إلى شهادة أو قبول من أحد ، وبذلك لا يمتلك أحد حقّ الحكم بطرد أحد من إطار الإسلام ما دام يعلن قبوله بالإسلام حتّى لا تتكرّر مآسي التكفير والاتّهام بالزندقة والمروق عن الدين كما يفعله البعض. إنّ التكفير والاتهام بالزّندقة والمروق هو مظهر للإرهاب الفكري حيث يدعي البعض لنفسه أنّ الإسلام ينحصر فيما يراه ويفهمه هو : وأنّ من تخالفه في ذلك الفهم أو الرّأي والمذهب فهو كافر لا مكان له في أجواء الإسلام ومجتمعه! ولقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أن يشهر مسلم على أخيه المسلم سلاح التكفير ففي الحديث الصحيح : من قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما (١). وعن الإمام علي عليه السلام : من قال المؤمن لأخيه : أُفّ انقطع ما بينهما فإذا قال له : أنت كافر كفر أحدهما ، وإذا اتّهمه انماث الإسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء (٢). وعن أبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام : ما شهد رجل على رجل بكفر قط إلّا باء به أحدهما ، إن كان شهد على كافر صدق ، وإن كان مؤمناً رجع الكفر عليه فإيّاكم والطعن على المؤمنين (٣). وعن الإمام الصادق عليه السلام ملعون معلون من رمى مؤمناً بكفرٍ ومن رمى __________________ ١ ـ مسند أحمد ٢ : ١١٢. ٢ ـ الخصال ٢ : ٦٢٢ ، حديث أربعمائة. ٣ ـ الكافي ٢ : ٣٦٠ ، الحديث ٥ باب السباب. ٧٧ مؤمناً بكفر فهو كقتله (١). وعنه أيضاً عليه السلام : من اتهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما (٢). ولم يكن مبدأ التسامح مجرّد فكرة نظريّة أو خلق مثالي بل كان سياسة ونظاماً اجتماعياً طبّقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ، وذلك ملحوظ في تعامله مع المنافقين حيث لم يكفّرهم ولم يطردهم من مجتمع المسلمين ولم يقاتلهم ، وبعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينقل لنا التاريخ صفحات رائعة من حالة التسامح التي كانت سائدة في حياة المسلمين ، ومن أروع الصفحات موقف الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من مخالفيه ومناوئيه فعلي عليه السلام لا يُنكر علمه وفضله ، وإذا كان هناك من يتّهم فهم علي للإسلام فهو ـ الإمام علي ـ بلا شكّ واثق من نفسه متأكّد من فهمه ، وهو أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وألصقهم به ومع ذلك فإنّه لم يحكم على من اختلف معه في الفهم أو الموقف بالخروج عن حضرة الإسلام ، ولم يحرمهم من حقوقهم كأعضاء في المجتمع الإسلامي. ورغم أنّ المتمرّدين على الإمام علي عليه السلام من الخوارج تجرئوا حتّى على تكفيره واتّهموه بالشّرك ، ولكنّه عليه السلام رفض أن يبادلهم التهمة بل اعترف لهم بالإسلام وعاملهم معاملة سائر المسلمين. ففي مصنّف ابن أبي شيبة بسنده عن كثير بن نمر قال : بينا أنا في الجمعة وعلي بن أبي طالب على المنبر إذ جاء رجل فقال : لا حكم إلّا لله ، ثم قام __________________ ١ ـ كنز الفوائد لأبي الفتح الكراجكي : ٦٣. ٢ ـ الكافي ٢ : ٣٦١ ، الحديث٢ ، باب التهمة وسوء الظن. ٧٨ آخر فقال : لا حكم إلّا لله ، ثم قاموا من نواحي المسجد يحكّمون الله ، فأشار عليهم بيده : أجلسوا : نعم ، لا حكم إلّا لله : كلمة حقّ يبتغى بها باطل ، حكم الله ينتظر فيكم ، الآن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، ولا نمنعكم فيئاً ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتّى تقاتلوا ، ثمّ أخذ في خطبته (١). وينقل عن إمام المذهب الحنفي أبو حنيفة أنّه قد جلس بالمسجد يوماً فدخل عليه بعض الخوارج شاهري سيوفهم ، فقالوا : يا أبا حنيفة ، نسألك عن مسألتين ، فإن أجبت نجوت وإلّا قتلناك ، قال : اغمدوا سيوفكم فإنّ برؤيتها ينشغل قلبي. قالوا : وكيف نغمدها ونحن نحتسب الأجر الجزيل بإغمادها في رقبتك؟ قال : سلوا إذن. قالوا : جنازتان بالباب ، إحداهما رجل شرب الخمر فمات سكران ، والأخرى امرأة حملت من الزنا فماتت في ولادتها قبل التوبة ، أهما مؤمنان أم كافران؟ فسألهم : من أيّ فرقة كانا؟ من اليهود؟ قالوا : لا ، قال : من النصارى؟ قالوا : لا ، قال : ممن كانا؟ قالوا : من المسلمين. قال : قد أجبتم! قالوا : هما في الجنّة أم في النار؟ قال : أقول فيهما ما قال الخليل عليه السلام فيمن هو شر منهما (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (٢) ، وأقول كما قال عيسى عليه السلام : (إِن __________________ ١ ـ المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ٨ : ٧٤٦. ٢ ـ إبراهيم ( ١٤ ) : ٣٦. ٧٩ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١). فنكسوا رؤوسهم وانصرفوا (٢). التعصب واحتكار الحق : إن يكون لك رأي فذلك حقّ طبيعي ، لكنّ الإسلام ينصحك أن تتوخّى في آرائك الصّواب وتبحث عن الحقّ ، وأن لا تصمّ أُذنك وتحجب عقلك على الآراء الأخرى ، فلعلّها أصوب من رأيك وأقرب إلى الحقّ ، وإذا ما تبيّن لك الخطأ فلا يصحّ لك الإصرار على الرأي الخاطئ يقول تعالى : (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (٣). ففي مقابل خلق التسامح واحترام الرأي هناك مرض التعصّب واحتكار الحقّ بأن يتشبّث الإنسان برأيه ، ويرفض مجرّد النّقاش والبحث في الرأي الآخر ، ويعتقد بأنّ رأيه الحقّ المطلق ، ليس بعده إلّا الكفر والضّلال. إنّ هذا المرض المقيت يسبّب تحجّر الفكر ، ويؤدّي إلى الإرهاب الفكري ، وينتج الصّراع والنزّاع في المجتمع. فالحقّ والصّواب في أيّ أمر علمه الواقعي عند الله سبحانه ، وأّيّ رأي بشري يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ ، وقد لا يكون الصواب والخطأ في أيّ رأي مطلقاً وتاماً بل قد تختلف نسبته المئوية فهو صحيح أو خطأ بنسبة ١% __________________ ١ ـ المائدة (٥) : ١١٨. ٢ ـ القرآن والسلطان : ٢٠٣. ٣ ـ الزمر (٣٩) : ١٧ ـ ١٨. ٨٠ أو ١٠% أو ٥٠% أو ٩٠% وهكذا. من هنا يربّي الإسلام أبناءه على خلق التسامح واحترام الرأي والبحث عن الحقّ واستماع القول لاتباع أحسنه ، ويحذّرهم من التعصّب المقيت وادعاء الحقّ المطلق. سئل الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ما أدنى ما يكون به العبد كافراً؟ قال : أن يبتدع به شيئاً فيتولّى عليه ويتبرأ ممن خالفه (١). وفي نصّ آخر قال عليه السلام : أن يقول لهذه الحصاة إنّها نواة ويبرئ ممّن خالفه على ذلك (٢). وعن الإمام علي عليه السلام : أدنى ما يكون به كافراً أن يتديّن بشيء فيزعم أنّ الله أمره به ممّا نهى الله عنه ثمّ ينصبه ديناً فيتبرّأ ويتولّى ويزعم أنّه يعبد الله الذي أمره به (٣). وعن أبي العباس قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركاً قال : فقال : من ابتدع رأياً فأحبّ عليه أو أبغض عليه (٤). مآسي الإرهاب الفكري : في عصور الإسلام الأولى كان التسامح واحترام الرأي هو الخلق الاجتماعي السّائد الذي ينظّم حرّيّة الفكر ، ولكن بعد بروز الانحراف السيّاسي في حياة المسلمين ، وضعف الالتزام بمبادئ الإسلام وأخلاقه وتعاليمه وخاصّة __________________ ١ ـ معاني الأخبار : ٣٩٣ الحديث٤٣ باب نوادر المعاني. ٢ ـ المصدر السابق ، الحديث٤٤. ٣ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي : ١٧٧. ٤ ـ الكافي٢ : ٣٩٧ ، الحديث٢ باب الشرك. ٨١ لدى بعض الفئات والجهات المؤثّرة ، بدأ الفكر يعيش حالة المعاناة ، وابتلى المسلمون بمآسي الإرهاب الفكري في العديد من الفترات والعهود ، فالسلطات الحاكمة كانت تتدخّل بقوّتها لفرض رأي أو لمحاربة آخر ، وبعض رجال الدين المرتبطين بالسّلطات كانوا يشجّعونها بهذا الأتجاه ولعلّ الخوارج هم أوّل من مارس هذا النوّع من الإرهاب الفكري في تاريخ المسلمين حيث كفّروا من يخالفهم في الرأي أو الموقف السياسي حتّى وإن كان علي بن أبي طالب أوّل الناس إسلاماً وأسبقهم إيماناً وأقربهم من رسول الله. وحدثت من جرّاء ذلك الآلام والمآسي بتبادل اتهامات التكفير والمروق من الدين ، وباستباحة الدّماء وهتك الحرمات لخلاف على فكرة أو حكم فقهي! الوحدة والإرهاب الفكري : ولآن نحن نعيش القرن الخامس عشر للهجرة ، ونلاحظ تطوّر العلم والتكنولوجيا ، والمدى الذي وصلت إليه المجتمعات الصناعية المتقدّمة ، ونلاحظ تنامي مستوى الوعي والإدراك في أوساط أُمّتنا الإسلامية الناهضة ، فهل يمكن القبول بتكرار مآسي الماضي ، وعودة أجواء التحجّر والتزّمت والإرهاب الفكري؟ ومن المؤسف أنّ هناك من لا يزال يعيش بتلك العقلية الضيّقة ويريد فرض وصايته وآرائه على الآخرين ، وإذا ما خالفه أحد أو ناقشه بادر إلى إصدار فتوى التكفير والمروق عن الدين بحقه أو اتّهمه بالابتداع والضلال. يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي : وقد عرفنا في عصرنا أناساً يجهدون أنفسهم ، ويجهدون النّاس معهم ، ٨٢ ضانّين أنّهم قادرون على أن يصبّوا الناس في قالب واحد يصنعونه هم لهم ، وأن يجتمع الناس على رأي واحد ، يمشون فيه وراءهم ، وفق ما فهموه من النصوص الشرعية ، وبذلك تنقرض المذاهب ، ويرتفع الخلاف ، ويلتقي الجميع على كلمة سواء. ونسي هؤلاء أنّ فهمهم للنصوص ليس أكثر من رأي يحتمل الخطأ ، كما يحتمل الصّواب ، إذ لم تضمن العصمة لعالم فيما ذهب إليه ، وإن جمع شروط الاجتهاد كلها ، كلّ ما ضُمن له هو الأجر على اجتهاده أصاب أم أخطأ ... ولا تحسبنّ أنّي أنكر عليهم دعوتهم إلى اتباع النصّوص ، أو اجتهادهم في فهمها فهذا من حقّ كلّ مسلم استوفى شرائط الاجتهاد وأدواته ، ولا يملك أحد أن يغلق باباً فتحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأمّة ، إنّما أنكر عليهم تطاولهم على مناهج علماء الأمّة ، واحتقارهم للفقه الموروث ، ودعاواهم العريضة في أنّهم وحدهم على الحقّ ، وما عداهم على خطأ أو ضلال ، وتوهّمهم أنّ باستطاعتهم إزالة الخلاف ، وجمع الناس قاطبة على قول واحد ، هو قولهم. قال لي واحد من طلبة العلم المخلصين من تلاميذ هذه المدرسة مدرسة الرأي الواحد : ولِمَ لا يلتقي الجميع على الرأي الذي معه النصّ؟ قلت : لابدّ أن يكون النصّ صحيحاً مسلّماً به عند الجميع ، ولابدّ أن يكون صريح الدلالة على المعنى المراد ، ولابدّ أن يسلم من معارض مثله أو أقوى منه من نصوص الشريعة الجزئية أو قواعدها الكلية ، فقد يكون النصّ صحيحاً عند إمام ، ضعيفاً عند غيره ، وقد يصحّ عنده ولكن لا يسلم بدلالته على المراد ، فقد يكون عند هذا عاماً وعند غيره خاصّاً ، وقد يكون عند إمام مطلقاً ، وعند آخر مقيّداً ، وقد يراه هذا دليلاً على الوجوب أو الحرمة ، ويراه ذلك دالّاً على ٨٣ الاستحباب أو الكراهية وقد يعتبره بعضهم محكماً ، ويراه غيره منسوخاً إلى غير ذلك من الاعتبارات (١). إنّ وجود فئات تحمل هذا التوجّه المتشدّد ، وترفض حرّيّة الفكر وخلق التسامح ، ليهدّد الحركة العلمية والفكرية بالشلل والتحجّر ، كما يخلق حالة النزاع والعداوة ويمنع من الوحدة والتعاون. وخاصّة إذا ما كانت هناك مصالح سياسية تدفع بعض الحكومات ذات النفوذ والثروة لتبنّي مثل هذه التوجّهات ، وهذا هو ما تعاني منه الأُمّة الإسلامية في هذا العصر. فحينما تأسّست في القاهرة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في الستينات وهي مشروع وحدوي حضاري قام به نخبة من علماء المسلمين السنّة والشيعة ، ثارت ثائرة أولئك المتشدّدين وبدأو يصدرون الكتب والمجلّات ، التي توزع أحكام التكفير والمروق من الدين على هذا المذهب وتلك الطائفة ، حتّى كتب أحدهم كتاباً قال في مقدمته مهاجماً فكرة التقارب بين المذاهب الإسلامية : إنّه لا يمكن الجمع بين النور والظلام والتقريب بين الحقّ والباطل! وبعد انتشار الصحوة الإسلامية وانبثاق الحركات والانتفاضات الجماهيرية في الأُمّة جدّد هؤلاء المتزمِّتون نشاطهم وضمن مخطّط سياسي لمواجهة الصحوة المباركة ، فصاروا يصدرون ألوان الكتب والمجلّات ، ويمارسون نشاطاً مكثفّاً ضدّ المذاهب والمدارس الفكرية المخالفة لهم ، بهدف إيجاد البلبلة وتعميق الفرقة ، ولإضعاف الجهود الوحدوية الصادقة. __________________ ١ ـ الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرّف : ١٦٣. ٨٤ إنّ محاربة أيّ مذهب أو فكرة بالقمع والإرهاب غالباً ما لا يقضي على ذلك المذهب أو تلك الفكرة بل يفجّر إرادة التحدّي عند الاتباع ، ويجعلهم أكثر إصراراً وتمسّكاً برأيهم ، بل قد يدفعهم إلى الهجوم المضاد ، والردّ الانتقامي وبذلك تتمزّق وحدة الأمّة ، وتتبدّد طاقاتها على حساب معركتها المصيرية وقضاياها الأساسية. والواعون من الأمّة مطالبون بمقاومة الإرهاب الفكري ، وتشجيع حرّية الفكر ، وبثّ أخلاق الإسلام الداعية إلى التسامح واحترام الرأي. ومن المبادرات الإيجابية في هذا المجال الكتاب الذي أصدره الدكتور الشيخ محمّد سعيد رمضان البوطي من أبرز علماء المسلمين في سوريا تحت عنوان ( السّلفيّة مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي ) فالكتاب وإن كانت بعض نقاطه مورد نقاش واختلاف نظر ، لكن الموضوع الأساسي للكتاب دفاع عن حرّية الرأي والفكر وإدانة للإرهاب الفكري ، ويشير المؤلّف إلى أخطار التحجّر الفكري ومصادرة حقّ الآخرين في إبداء آرائهم وما ينتجه هذا التوجّه الذي تتخّذه السّلفيّة شعاراً ولواءاً من تكريس للخلافات وتمزيق للصفّ الإسلامي الواحد. يقول : الأذى المتنوّع البليغ الذي انحطّ في كيان المسلمين من جرّاء ظهور هذه الفتنة المبتدعة فلقد أخذت تقارع وحدة المسلمين ، وتسعى جاهدة إلى تبديد تآلفهم وتحويل تعاونهم إلى تناحر وتناكر ، وقد عرف الناس جميعاً أنّه ما من بلدة أو قرية في أيّ من أطراف العالم الإسلامي ، إلّا وقد وصل إليها من هذا البلاء شظايا ، وأصابها من جرّائه ما أصابها من خصام وفرقة وشتات ، بل ما ٨٥ رأيت أو سمعت شيئاً من أنباء هذه الصّحوة الإسلامية التي تجتاح اليوم كثيراً من أنحاء أوروبا وأمريكا وآسيا ، مما يثلج الصدر ، ويبعث على البشر والتفاؤل إلّا ورأيت أو سمعت بالمقابل من أخبار هذه الفتنة الشّنعاء التي سبقت إلى تلك الأوساط سوقاً ، ما يملأ الصدر كرباً ويزجّ المسلم في ظلام من الخيبة الخانقة والتشاؤم الأليم. كنت في هذا العام المنصرم ١٤٠٦ هـ واحداً ممّن استضافتهم رابطة العالم الإسلامي للاشتراك في الموسم الثقافي ، وأُتيح لي بهذه المناسبة أن أتعرّف على كثير من ضيوف الرّابطة الذين جاؤوا من أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا ، وأكثرهم يشرفون في الأصقاع التي أتوا منها على مراكز الدّعوة الإسلامية أو يعملون فيها ، والعجيب الذي لابدّ أن يهيّج آلاماً ممزقة في نفس كلّ مسلم أخلص لله في إسلامه ، إنّني عندما كنت أسأل كلاّ منهم عن سير الدّعوة الإسلامية في تلك الجهات ، أسمع جواباً واحداً يطلقه كلّ من هؤلاء الإخوة على انفراد ، بمرارة وأسى خلاصته : المشكلة الوحيدة عندنا هي الخلافات والخصومات الطاحنة التي تثيرها بيننا جماعة السلفية. ولقد اشتدّت هذه الخصومات منذ بضع سنوات ، في مسجد واشنطون إلى درجة الجات السلطات الأمريكية إلى التدخّل ، ثمّ إلى إغلاق المسجد لبضعة شهور! ولقد اشتدّت هذه الخصومات ذاتها واهتاجت ، في أحد مساجد باريس منذ ثلاثة أعوام ، حتّى اضطرّت الشّرطة الفرنسية إلى اقتحام المسجد ، والمضحك المبكي بآن واحد ، أنّ أحد أطراف تلك الخصومة أخذته الغيرة الحمقاء لدين الله ولحرمة المسجد ، لما رأى أحد الشرطة داخلاً المسجد ٨٦ بحذائه فصاح فيه أن يخرج أو يخلع حذاءه ، ولكن الشرطي صفعه قائلاً : وهل ألجأنا إلى اقتحام المسجد على هذه الحال غيركم أيّها السخفاء؟! وفي إحدى الأصقاع النائية ، حيث تُدافع أمّة من المسلمين الصادقين في إسلامهم عن وجودها الإسلامي ، وعن أوطانها وأراضيها المغتصبة ، تصوّب إليهم من الجماعات السلفية سهام الاتهام بالشّرك عن وجودها الإسلامي ، وعن أوطانها وأراضيها المغتصبة ، تصوّب إليهم من الجماعات السلفية سهام الاتهام بالشّرك والابتداع ، لأنّهم قبوريون توسُّليّون ، ثمّ تتبعها الفتاوى المؤكّدة بحرمة إغاثتهم بأيّ دعم معنوي أو عون مادي! ويقف أحد علماء تلك الأمّة المنكوبة المجاهدة ، ينادي في أصحاب تلك الفتاوى والاتهامات : يا عجباً لإخوة يرموننا بالشّرك ، على أنّنا نقف بين يدي الله كلّ يوم خمس مرّات نقول : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (١) , ولكن الندّاء يضيع ويتبدّد في الجهات دون أيّ متدبّر أو مجيب (٢). وأخيراً فإنّ حالات الإرهاب الفكري بالإضافة إلى أضرارها الداخلية وعونها للعدو الخارجي علينا فإنّها تشكّل إساءة وتشويهاً لسمعة الإسلام أمام سائر الشعوب ، التي تمارس الحرّيّة الفكريّة والعلميّة في أجوائها على أوسع نطاق ، فماذا سيكون انطباعهم عن دين يتبادل اتباعه التكفير والتفسيق ، وتسود بينهم لغة القمع والبطش بغطاء ديني؟! __________________ ١ ـ الفاتحة (١) : ٥. ٢ ـ السلفية مرحلة زمنيّة مباركة لا مذهب إسلامي : ٢٤٤. الموضوع منقول ولايعبر بالضرورة عن رأيي شخصيا، وإنما يعبر عن رأي كاتبه. [/align] |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]تحياتي لكل السيدات والسادة المشاركين ومن لم يشاركوا تحية وعتب كبير وبالأسماء.. طبعاً سأعود إذا أذن لي ربي ، وأرد وأناقش ، لكني هنا أردت فقط التوضيح إذا سمحتم لي.. هذه الندوة نناقش فيها الانتماء والاصطفاف الحزبي والتبعية للزعماء ( أعطيت الانتساب للحركات المتطرفة كمثل - ملف الحركات المتطرفة ما زال مفتوحاً ولن أقفله ) غاليتي أستاذة ميساء هوني عليك - ما زال أمامنا الكثير من الأهوال - فالأمور أخطر مما تظنين ، ليس فقط غزة بل مآل الضفة مع عملية الاستسلام الجديدة وتصفية المخيمات الفلسطينية والتسفير بعد أن تم إسقاط حق العودة في المحادثات الجديدة، والأردن بدل فلسطين... والسكوت عن هذا من قبل الحزبييين وأتباع الزعماء ( لأنه لم يؤذن لهم ) ربما يكون جزءا من طرحي الأحزاب والزعماء وغسيل الأدمغة - والمنتسبون للأحزاب عادة ما يكونوا على قدر من التعليم. سأعود للنقاش مع الجميع إن أذن لي ربي ، وبانتظار المزيد من المداخلات ملاحظة: أستغرب جداً غالبية الأعضاء المشغولون دائماً بأنفسهم ولا يقرؤون أو يناقشون معنا أي طرح. تفضلوا بقبول فائق آيات تقديري واحترامي[/align] |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
قال لي أديبنا الموسوعي الشاعر طلعت سقيرق مرة: [/align](( أرفض الانتساب لأي حزب أو فصيل ، فأنا أنتسب لعروبتي ولفلسطين ، ومشكلة القضية الفلسطينية في الأحزاب والانتماءات التي أصبحت أكبر من القضية وأهم من فلسطين... )) اليوم ذكرى الثورة المصرية ( 25 يناير ) فأين نحن من هذه الثورة؟؟! للأسف تحول كل شيء لاصطفافات حزبية ( مع أو ضد ) واستفادت الدولة البوليسية المتصهينة العميقة من إعادة تكريس نفسها بقوة وشراسة وصفاقة أكبر، ومن جهة أخرى نشهد بناء وثن جديد للعبادة عوضاً عن الثورة أو فرعون جديد يعبد لو قلت اليوم للمصريين: ترقبوا ديكتاتير جديد اسمه السيسي سيكرهونني ويعادوني فعملية غسل الأدمغة بكل ما تحتاجه من عمليات دموية مقنعة جارية على قدم وساق ليصبح المنقذ : " فرعون " تقبلوا عميق تقديري ولي عودة |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
شكرا للتوضيح غاليتي الأستاذة هدى
وأعتذر عن ردة فعلي الغاضبة ولكن الأجواء خانقة جداً كل يوم انفجارات وسماء ملبدة برائحة الموت ونحن لا نفعل سوى نقول نحن مع هذا أو مع ذاك ما رأيك لو قلت لك كل الأطراف مهما كانت مقدسة إن سقطتت بسببها كل هذه الأعداد من القتلى والجرحى فقدت قدسيتها .. غسيل الأدمغة ممكن يكون فيه نسبة من المتعلمين ولكن التعليم لا يوسع رقعة التفكير نحن بحاجة أن نقرأ ونفكر فيما نقرأ .. يعني أن يكون الشخص مهندساً أو طبيباً ماذا يفيدنا في صناعة الدولة ؟ بينما لوكنا نقرأ عن تاريخ الثورات التي سبقتنا وما هي أخطاؤهم وماذا استفادوا وكيف استفادوا وكيف نهضوا من كل وقعة كنا استطعنا أن نضع طرف أقدامنا على السلم لكن هذه الفوضى التي أطاحت في الوطن العربي هل وراءها غسيل أدمغة أم فوضى ؟ الأحزاب قد تعمل غسيل أدمغة لكن لمن ؟ لمن ليس لديه أي شيء في دماغه أصلاً .. من كان دماغه ممتلىء لا قوة في الأرض تضيف له لأنه ممتلىء هي الأدمغة الفارغة التي يسهل غسلها والتأثر عليها .. لا أدري هل وصلت الصورة .. عزيزتي أنا لست مع هذا أو ذاك لأن كل الأطراف يدها تلوثت بالدماء بالتالي الكل يجب أن يتعرض للمحاكمة وسقطت صفة القدسية عن كل الأطراف فلمن أصوت وأنا أرفض كل الأطراف المتناحرة وأحملهم مسؤولية ما حدث ؟ ربما أيضا لم تصل فكرتي .. أرجو المعذرة اتركوني لإكتئابي الذي بدأ يطفح .. أرجو المعذرة من الجميع . |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
اقتباس:
http://www.youtube.com/watch?v=g0D2dNSyuAI |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
لكن للأسف (وتسمح لي الأستاذتين الفاضلتين هدى نور الدين الخطيب وميساء البشيتي )أن أمة اقرأ ما عادت تقرأ وهذا ما جعل العقول سهل تحويرها وتحويلها بدون عنث ولا كبد من طرف شخوص وأحزاب وطوائف
وما جعل كذلك القلوب هشة مريضة . وما جعل حال الأمة العربية على هذا الشكل فالنفوس الطائفية والأحزابية كلها نفوس مهوسة بالتمزيق والتفريق والتقسيم لا يتحدثون باسم الإسلام بل يتكلمون وفقا لمعزوفات وأغراض ذاتية شخصية مغلفة بالدين والإسلام وووووووو ولكن في باطنها حمم بركانية وبواعث انفجارية تريد رسم خرائط جديدة بتخوم ملونة بالدماء والتشرد والجوع و الهلاك . |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
سأعود بإذن الله للرد والنقاش [/align]فقط توضيح بسيط من بعد إذنكم اسمي لا يمكن اختصاره بـ هدى نور الدين نور الدين اسم العلم لوالدي، وهو المناضل والأديب والشاعر الراحل نور الدين الخطيب ، وعليه يكون اسمي الثلاثي: هدى نور الدين الخطيب. أعتز جداً بكنيتي وكنية أبي ، ونختصرها بالجزء الأول منها " الخطيب " هدى الخطيب أديبة معروفة وصحفية ، والمدير العام المالكة لنور الأدب ومؤسسته وداعمته. أرجو قبول أطيب وأصدق آيات التقدير والاحترام |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
إلى الأخت الغالية والعزيزة ، هدى نور الدين الخطيب ، أعتذر دون قصد والله وقع الخطأ ، فمعذرة للأخت والصحفية المعروفة والأديبة
ورحمة الله الواسعة لوالدك ، أدامك الله نورا على نور الأدب عفوا وعذرا تحياتي واحترامي |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
صوتت فيما تيسر لي فهما التصويت عليه وسأعلق على
الموضوع إذا جادت الذاكرة ولم يعتريها النسيان . دمت رائدة . |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
الاصطفاف الحزبي أسوأ بكثير من الطائفي والعشائري، وغالبًا ما يلجأ الحزبيون لاستحدام كافّة السبل والوسائل المسموحة والمحظورة للدفاع عن فكر الحزب وإعلاء شأنه وفوزه في الانتخابات والمحافل السياسية والاجتماعية، ويمكن اللجوء أحيانًا حتّى للقتل لتحقيق هذه الغاية. أذكر بأنّ أحد المتحدثين باسم الخارجية السورية قد قال قبل سنوات في حديثه لبرنامج "الرأي الآخر"، بأنّه يتوجب على كلّ من يرغب بالحديث عن سوريا أن يتوضأ أولا. أترك لكم تفسير هذا الكلمات، ونحن نعلم جيدًا مدى الارتباط الحزبي لأعضاء حزب البعث وسابقًا القوميين العرب وأعضاء الحزب الشيوعي والإخوان المسلمين وهكذا. كما يلجأ بعض أعضاء الأحزاب المتطرفة للانتحار من أجل تحقيق هدف حزبويّ دون أي يتردّد، مقابل وعود بجنّة أو خلاص من الجحيم الدنيويّ، كما هو الحال في التنظيمات المسيحية المتطرفة وأعضاء تنظيم القاعدة، حيث يتخلّى المعنيون عن هاجس الخوف من الموت، باعتباره بديلا عن حياة خالية من المعنى. في الوقت الذي نجد فيه الانتماء العشائري والطائفي أقل حدّة بشأن الدفاع عن حياض الطائفة والعشيرة، وكنّا قد قرأنا الكثير عن هجرة أبناء العشيرة والطائفة بحثًا عن التحرّر والانطلاق، بينما يتأصل الانتماء الحزبي بعد قناعة وعن طيب خاطر. الملف شيّق ويحتاج للكثير من النقاش، ولي عودة قريبة لمتابعة ما تفضّل به الزملاء من آراء وأفكار نسنحقّ التعليق والمتابعة.
|
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]طرح شجاع وتوصيف ممتاز للأحزاب في العالم العربي وتأثيرها في عقول تنتمي للمجتمع الأبوي
جاري التصويت شكراً لك أديبتنا العزيزة[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
موضوع مهم ورائع للمناقشة وخصوصاً في هذا التوقيت
الذي كثر فيه التخوين والتكفير والتطبيل ..... من الجميع وقد كنا نظن سابقاً أن الجماعات الاسلامية تكفر الآخر وتصادر آراءه أما الآن فقد تبين أن الكثير ممن يدعون حرية الرأي والتعبير والديمقراطية أصبحوا من المطبلين والمخونين والمكفرين للآخر ! شاركت بالاستفتاء ولي عودة لمناقشة هذا الموضوع معكم تحياتي لك أستاذة هدى |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
اقتباس:
انتميت لحزب أيام الجامعة وخرجت من دائرة الحزبية سريعاً ولدي وجهة نظري الانتماء للحزب أحياناً يكون ضروري ومهم لتوحيد الجهود باتجاه البناء أو التحرير أو المقاومة أو خدمة الوطن أو العمل على نشر فكر وهذا لا اعترض عليه، من حق الجميع الانتماء للأحزاب وخدمة الأوطان. ما اعترض عليه هو التعصب الاعمى والكذب والتشهير والتدمير والتدليس وطغيان المصالح الفئوية والطائفية المستترة والفساد الذي يطغى على الكثير من الاحزاب العربية! هناك عدة طرق يحدث بواسطتها التعصب الأعمى: 1- الشعارات الرنانة الكبيرة وتكون مستندة لبعض الأحداث التي حدثت، ومعظم الشعارات كذب في كذب وتستند لمصالح البعض على حساب القاعدة الحزبية والوطن مع الاسف الشديد. 2- صناعة العدو، وياريت لو كان العدو هو العدو الاسرائيلي ولكنهم يصنعون العدو من أبناء جلدتهم ويبدؤون في شيطنة الآخر حتى يحدث الالتفاف حول الفاسدين والمنتفعين . 3-التعامل مع أعضاء اللحزب بلغة المصالح، حيث أن العنصر الذي يجد وظيفة سهلة أو راتب يقيت عائلته مستعد لأن يساند حزبه حتى الموت، لأنهم يزرعون فيه الاعتقاد أن حزبه لو مات سيداس بالاقدام هو وعائلته وتلك هي المشكلة! 4-الاعتماد على الشائعات وما ينشر في الاعلام الآخر أو إعلام الأعداء مع الاسف الشديد ووضع العناصر والاعضاء في جو من الشحن والتوتر الدائم .. 5- اقناع العضو بأن الحقيقة هو الحزب وأن الحزب لا يجوز نقده وأن مبادئ الحزب هي مباديء لا يمكن الخروج عليها وأن من يخرج عليها خائن، واقصاء كل من يستخدم النقد البناء أو غير البناء بحجة أنه مع الاعداء أو ينتمي للحزب المنافس! اقتباس:
إظهار الحقائق!!! أستاذة هدى نحن في وضع خطير للغاية، اليوم هناك قاعدة عامة إما معي أو ضدي ! مع أن الجميع يخطئ ويجرم في حق الوطن كل حزب يغني على ليلاه انظري الى الاعلام في مصر الذي كان يسخر من اعلام الاسلاميين باسم يوسف الساخر عمل عاماً كاملاً في عهد الاسلاميين الذين كانوا يتوعدونه دون أن يخرسوه! الآن انتهى تماماً في عهد العسكر الآن لا مكان لصوت العقل والمنطق إما أن تكون إرهابي مجرم وإما تكون ليبرالي فاجر! هكذا يطلبون منا، لا توجد حلول وسط لذلك من يستخدم لغة العقل عليه أن يحتمل كل الضربات ومن كل اتجاه! وعليه فإن النضال اليوم يجب أن يتوجه تجاه التعصب الاعمى الذي قضى على الاخضر واليابس يجب أن يكون تجاه الفساد والفاسدين يجب أن يكون تجاه تعزيز ثقافة الحوار والشراكة الوطنية والتنافس الإيجابي والنقد الذاتي ... والمشكلة ليست في الاسلاميين وحدهم كما تصور الابواق الاعلامية هم جزء من المشكلة ولكنهم ليسوا كل المشكلة المشكلة مع الاسف الشديد موجودة في كل مكان في العالم العربي والاصطفاف الطائفي موجود تحت خلفيات قومية تحياتي لك أستاذة هدى |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]تحياتي لك دكتورة رجاء بنحيدا كل الشكر وعميق تقديري واحترامي لك ولنبل وجمال نفسك التي بدت جلية من خلال ردك الراقي.. أنا التي أعتذر ، فأنا والله لم أكن أعنيك بشكل خاص ، لكني قرأت ثلاث مشاركات يرد من كاتبها اسمي بهذا الشكل، وكما تعلمين يمكن أن نذكر اسم العلم فقط للتحبب أو اسم العلم المركّب مثل الشاعر الأستاذ "محمد الصالح" الجزائري أو مثل اسم ابني " محمد شادي " ( أنا عادة أفعل هذا ) أو مع الكنية ، لكن ذكر اسم العلم مضافا إليه اسم العلم للأب مسقطاً الكنية فيه إهانة لا يكنى به إلا النكرة ، والغريب أن واحدة من ضمن المشاركات الثلاث كانت لعضو منذ سنوات طالما خاطبني باسمي بشكل سليم ، وهذا ما تسبب بغضبي فجاء تعبيري عنه هنا لأنها كانت محطتي الثالثة والأخيرة في كتابة اسمي بالشكل المشار له. شكراً لك غاليتي راجية أن تتقبلي أعمق آيات تقديري واحترامي هدى الخطيب[/align] اقتباس:
|
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]الاخ الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية تحياتي لك ما شاء الله عليك وعلى فكرك المنظم ونظرتك الثاقبة مداخلة أكثر من قيمة أعود لها تالياً عميق تقديري لك[/align] |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
اقتباس:
أردت أخي الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية اقتباس هذه الفقرة لما لها من أهمية في هذه الندوة والنقاش والتحليل الذي نقوم به [/align]جزيل شكري وتقديري لك ولحكمتك |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
بارك الله فيك أختي الغالية الأستاذة الأديبة هدى..مازلنا ننتظر مداخلات الأحبّة من الوطن العربي الكبير لإثراء النقاش وتوضيح الرّؤى..مودتي وتقديري..
|
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
تحياتي لكم مجدداً [/align]أحببت أن أترك فرصة أوسع دون تدخل مني على أمل المزيد من المشاركات ربما يلزم إرسال تبليغ بريدي بالندوات المفتوحة للحوار حتى تأخذ أكثر شكل الندوة. عميق تقديري لكل السيدات والسادة المشاركين |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
تحياتي وتقديري للجميع [/align]سأمر الآن على مداخلات السيدات والسادة وتلخيص أهم النقاط .. السيدات والسادة الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري: تأثير العقيدة ( بكل أنواعها) يحجب بصيرة التمييز والحكمة حتى يغدو الإنسان تابعاً لا يملك أمره ويزداد التأثير مع الجهل والفقر والإحباط ويلخصها على الوجه التالي غياب العدالة الإجتماعية + الجهل + الاحتياج + اليأس +............يجعل الجميع كيانات مبرمجة - الثورة الحقيقية التي تبدأ بالذات الفردية فالعائلات فالأحياء حتى يتم التغلب على ترسبات الماضي وإمكانية النهوض. - قراءة الذات لإعادة تأهيلها ( فرمتتها ). الأديبة الأستاذة نصيرة تختوخ: تركز على أهمية التعليم بمعنى الثقافة الأشمل وليس الحصول على الشهادات التعليمية التي تمنح الوظائف، بل التي تجعل من الإنسان مفكراً وناقداً حيادياً وقادراً على بناء قناعاته على مبدأ سليم. - القدرة والأهلية لمحاكمة النفس لاكتشاف الأخطاء في نمط التفكير. الأديبة الأستاذة ميساء البشيتي: تلج إلى عمق الآفة من خلال قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف )) والقوة الحقيقية النفسية والروحية: ( الإنسانية ) والقدرة على التأمل والتفكير ومحاسبة النفس وتثقيفها ( أمة اقرأ التي لا تقرأ ) وإن قرأت غير مؤهلة لتفهم. - كل يحاسب الآخر ويكيل له الاتهمات ويحمله نتائج الكوارث ولا أحد يحاسب نفسه. - أمة التطبيل والتزمير ، إلى حد نفي وجود أدمغة معدة للفهم والاستيعاب. - ترى أن الأكواب الفارغة ( الأدمغة ) هي التي تعبأ بالإجرام. - تستشهد الأديبة بشيتي في حلقة للإعلامي باسم يوسف ( شديدة الأهمية حول عملية غسل العقول وتعطيل الفكر). الناشط الأستاذ مازن شما : يركز في مداخلته الكريم على حرية التفكير وحرية العقيدة وعدم فرض الدين قهراً لأن ذلك يتنافى مع مشيئة الله في التكليف والاختيار. - إتاحة المجال لإعمال العقل وتشغيله وعدم تعطيله وتميز الإنسان بوظيفة إعمال العقل ( أفلا يتدبرون ). - التسامح مع الآخر ضرورة لمعالجة السلبيات ولتقدم مسيرة المجتمع ، وأهمية غرس المبادئ الأخلاقية وتوسيع المدارك لنحصد تربوياً عقولاً منفتحة وترسيخ أهمية اختلاف الرأي وتعدد وجهات النظر. - عدم جواز تحويل الإسلام لمحاكم تفتيش كالتي كانت تمارسها الكنيسة في العصور الوسطى ، والذي يوصل إلى تكفير الآخر واتهامه بالزندقة. - عدم جواز صبّ الناس جميعاً في قالب واحد واحترام الخلاف والاختلاف ، والتصدي للكراهية. يتبع..... |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
الأديبة الدكتورة رجاء بنحيدا: [/align]تنطلق من معضلة أن "أمة اقرأ " ما عادت تقرأ ، الذي يسهل عملية السيطرة على العقول بتحويرها وتحويلها من قبل الزعماء وأرباب الفكر الحزبي والطائفي ، وبرأيها هذا ما جعل القلوب هشة والنفوس مريضة والأمة العربية ضعيفة. - ركزت على أن النفوس المشحونة بالطائفية والمبرمجة حزبياً ، هي نفوس مهووسة بالتمزيق والتفتيت والتقسيم. - الطائفيون لا يخدمون الدين وإنما يبثون معزوفات دوافعهم مغلفة بقالب الدين، بينما في باطنها حمم بركانية هدامة لتنفجر لتنجز خرائط مختلفة مدادها الدماء والجوع والتشرد على درب الهلاك. الأديب الأستاذ خيري حمدان: يرى أن الاصطفاف الحزبي أسوأ بكثير من الطائفي والعشائري، ويستدل على هذا بما يحدث كثيراً من استخدام الحزبيين لكافة السب والوسائل المسموحة والمحظورة في سبيل الدفاع عن أحزابهم وإعلاء شأنها وفوزها على غيرها في الانتخابات ومحافل السياسة وإعلاء شأنها الاجتماعي إلخ.. - يصل الاصطفاف الحزبي لحد قتل الناس لو احتاج لتحقيق غايات الحزب. - يعطي مثلاً للعقول المبرمجة حزبياً إلى حد التأليه ( إشارة إلى الوضوء ) - يشير إلى بعض الأحزاب الأكبر في الوطن العربي ، لمراجعة مدى الارتباط الحزبي الذي يعلو على كل شيء وكل هدف. - يشير هنا إلى الأحزاب المتطرفة تحت قناع الدين والفكر الانتحاري، وتغييب العقول إلى حد إرسال الشباب إلى الموت من خلال وعود بالجنة وخلاص من الجحيم للمنتحر - يشير بلفتة ذكية هنا إلى التطرف الديني الأقدم عند المنظمات الدينية المسيحية المتطرفة وإلى ما استجد في العقدين الأخيرين عند الطائفة الإسلامية " تنظيم القاعدة " حين يتخلى المعنيون عن هاجس الخوف من الموت باعتباره بديلاً عن حياة خالية من المعاني المرجوة . - هنا يقارن بالفرق الهائل بين الاصطفاف الحزبي والعشائري ، حيث يقف العشائري متواضعاً جداً بالمقارنة في مجال الدفاع والتصدي. يتبع... |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
الناشطة الأستاذة ماري الياس الخوري: [/align]تشير في تلخيص شديد إلى الربط بين الاصطفاف الحزبي والمجتمع الأبوي في عقول مبرمجة أساساً على التبعية. الأديب الشاب الأستاذ علاء زايد فارس: يدخل إلى منحى التعصب الذي تكشف عند من كانوا يحملون راية حرية الرأي والديمقراطية ( الفكر اليساري ) بانتهاج ذات أسلوب اليمين الديني المتطرف أو السياسي في التكفير والتخوين في رفض الآخر ومصادرة رأيه. - يشير في مداخلته التالية إلى التعصب الأعمى وشيطنة الآخر المختلف برأيه بكل السبل الوصولية غالباً من خلال الفبركة والتشهير والتدمير والتدليس ( الإعلام التابع لمنظومة الفساد) ، وطغيان المصالح الفئوية والطائفية والحزبية عبر منظومة فساد خطيرة. - يشير إلى أساليب التعصب الأعمى وأدواته عبر الشعارات الرنانة الفضفاضة والتي تستغل أحداث معينة وتركب عليه منظومة أكاذيبها. - صناعة العدو الوهمي ( الآخر المختلف ) وهو بخلاف العدو الحقيقي فالعدو هنا من أبناء الوطن . - لغة المصالح الخاصة في الأحزاب وتأمين الوظائف للمنتسبين وما شابه حتى لا يرى العيوب. - الحزب فوق كل شيء للمنتسبين ، فلا يجوز نقده ولا الخروج عن مبادئه إلخ.. ثم يتحدث عما يعانيه المواطن الصالح ومن يستخدم لغة العقل والبعيد عن التعصب والاصطفاف. |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify]
من خلال نتائج الاستطلاع والمداخلات ماذا نستخلص؟ [/align]لي عودة بإذن الله |
رد: الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]أعجبني جداً هذا الطرح وأتفق معه شكراً لك أديبتنا العزيزة جاري التصويت[/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 53 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية