![]() |
ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify] غنيت مكة أهلها الصيد و العيد يملؤ أضلعي عيدا فرحوا فلألأ تحت كل سما بيت على بيت الهدى زيدا وعلى اسم رب العالمين علا بنيانه كالشهب ممدودا يا قارئ لقرآن صل له، أهلي هناك وطيب البيدا من راكع ويداه آنستا، أن ليس يبقى الباب موصودا أنا أينما صلى الأنام رأت عيني السماء تفتحت جودا لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا لا قفرة إلا و تخصبها إلا و يعطي العطر لاعودا الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا و جمال وجهك لا يزال رجا ليرجى و كل سواه مردودا وُلِدْتُ، سَرِيري ِضفَّة النّهْرِ، فالنَّهْرُ = تآخَى وعُمرْي مِثْلَما الوَرْدُ والشَّهْرُ إشكالية أن نتحدث عن سعيد عقل بكل جنونه وعذوبة شعره ونرجسيته اللبنانية الغريبة!! إشكالية أن نفتح نافذة على سعيد عقل الشاعر الذي أذهلتنا عذوبة شعره ، المسيحي الذي عشق الثقافة الإسلامية وكتب عن الإسلام والحج أجمل وأروع من أي مسلم.. الذي كتب عن مكة وفلسطين والقدس ودمشق كما لم يكتب سواه.. وكأنه رسام رسم بالكلمات ولوّن بالقافية على قماش الجمال أبدع الصور وأصدقها.. هل نمدحه أم نهجوه ، وهل ننصفه إذا مارسنا بحقه الهجاء بعدما ترك لنا من كنوز الشعر كل تلك الدرر ، وكيف لا نهجوه وقد سقط في بؤرة السواد فعادى الفلسطيني وصادق الإسرائيلي؟؟!! هل خان وقد مارس الخيانة كلاماً وأطلق الرصاص من فوهة قلمه فأصاب نفسه وتاريخه بمقتل؟؟!.. نزق الشعراء ومزاجية المبدعين وجنون الفلاسفة وجموح شياطين الشعر !! إنه سعيد عقل الشاعر العبقري لم ينته اليوم ، بل منذ دخل في جحيم الكراهية أسدل الستار بنفسه على مبدع عبقري نادر مع بدايات الحرب الأهلية اللبنانية ، منذ أن قال وسط جنون الحرب الأهلية: ((على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً)) هل كان يقصد ويعني كل مواقفه وانتقاله من النقيض إلى النقيض أم هو جنون العباقرة حين تغذيه نيران الحروب فيحيط به السواد ويفقد حتى نفسه ؟؟! الشعور بالضعف والخيبة حين يشوه النفس فتختلط المفاهيم وتولد شوفينية مريضة !!.. حين يتحدث عن لبننة العالم ويعتبر العامية اللبنانية لغة يضع لها حروفاً لاتينية خاصة ويكتب منذ ذلك التاريخ بها سعيد عقل بكل إبداعه وصوره الشعرية وأروع لوحاتها... أروع لوحة شعرية تعبيرية لسعيد عقل.. كانت عمتي .. وكان طلعت.. يضحكان بسعادة.. أحدهما أو كلاهما كلما رددت لهما وما أكثر ما كنت أرددها لهما وكأنها التحية الخاصة بهما فقط عند بداية كل حديث، لما كنت أشعر به نحوهما ونحو المكان الذي ينهمر منه نور وجودهما المحبب على حياتي : (( وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ )) (( ياشَـامُ عَادَ الصّـيفُ )) يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ صَـرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ أصـواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعـدُ غَـدٌ يُتَاحُ كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ يا حُـبُّ تَمْنَعُني وتَسـألُني متى الزمَنُ المُباحُ وأنا إليكَ الدربُ والطيـرُ المُشَـرَّدُ والأقَـاحُ في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ أهـلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّـدَتْنا وَالسَّـمَاحُ وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا يا شَـامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُـكِ الرِّمَاحُ *** ولد سعيد عقل عام 1912 في مدينة زحلة البقاعية. وكان عقل يعتزم التخصّص في الهندسة، إلا أنه وهو في الـ15 من عمره خسر والده خسارة مالية كبيرة، فاضطر الفتى للانصراف عن المدرسة ليتحمل مسؤولية ضخمة، فمارس الصحافة والتعليم في زحلة. واستقر عقل في بيروت منذ مطلع الثلاثينيات، وكتب بجرأة وصراحة في جرائد "البرق" و"المعرض" و"لسان الحال" و"الجريدة" وفي مجلة "الصيّاد". كما درّس في مدرسة الآداب العليا، وفي مدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وفي الجامعة اللبنانية. ودرّس عقل أيضاً مادة تاريخ الفكر اللبناني، وألقى دروساً لاهوتية بعد تعمقه في اللاهوت المسيحي حتى أصبح فيه مرجعاً. يذكر أن عقل درس أيضاً تاريخ الإسلام وفقهه. كما كتب شعر أغنية "غنيت مكة" التي غنتها السيدة فيروز. كما غنت فيروز عدة أغاني من شعر سعيد عقلها، أهمها: "زهرة المدائن" و"يارا" و"بحبك ما بعرف" و"أمي يا ملاكي". ولسعيد عقل الكثير من المؤلفات الأدبية والشعرية، ترجم بعضها إلى الفرنسية والإنجليزية. وكان شعر سعيد عقل مفعما بالرمزية، وكانت قصائده خالية من التفجع، وكان شعره يتسم بالفرح ويخلو من البكاء. وهو قال يوما: "في شعري شيء من الرمزية، لكن شعري أكبر من ذلك، يضم كل أنواع الشعر في العالم، هؤلاء الذين يصدقون أنهم رواد مدرسة من المدارس ليسوا شعراء كبارا، الشعراء الكبار هم الذين يجعلون كل أنواع الشعر تصفق لهم". وكان شاعرا يؤمن بسلطان العقل، وهو وصل بالقصيدة العمودية الكلاسيكية إلى أعلى المراتب. غنى بالوطن، وتغنى بالمرأة بنبل وبعذوبة، ولم يكن غزله مبتذلا. كان من أنصار ما كان يسمى بـ "القومية اللبنانية" أبان الحرب الأهلية، ودافع بقوة عن "الخاصية اللبنانية"، وكان يدعو إلى استخدام اللغة العامية اللبنانية، معتبرا أن المستقبل هو لهذه اللغة، وقد أثارت مواقفه هذه جدلا كبيرا. وكانت لسعيد عقل مواقف سياسية مثيرة للجدل خلال الحرب اللبنانية، حيث كان ضد الوجود المسلح للفلسطينيين في لبنان، كما رحب في الصفحة الأولى لجريدته التي أصدرها باسم "لبنان"، بجيش العدو الإسرائيلي خلال اجتياحه للبنان عام 1982. من دواوينه "قصائد من دفترها" و"رندلى" و"دلزى" و"أجمل منك؟ لا". وقد أصدر أيضا كتاب "لبنان إن حكى"، الذي يتطرق الى أمجاد لبنان بأسلوب قصصي، يتأرجح ما بين التاريخ والأسطورة. وأنشأ عقل سنة 1962 جائزة شعرية من ماله، تمنح لأفضل صاحب أثر يزيد لبنان والعالم حباً وجمالاً. رحل سعيد عقل اليوم .. رحل بشعره البديع وفلسفته العبقرية ، متمنية أن نفتح ملفه لنناقش سعيد عقل من مختلف المناحي [/align]خيط بين العبقرية والجنون.. بين البشرية والإنسانية .. بين السلام والحرب.. بين الحب والكراهية.. فمن كان سعيد عقل برأيكم ومن الذي سيبقى وأيهما سنحتفظ به في مجلدات التاريخ؟ هو شاعر زهرة المدائن يا قدس https://www.youtube.com/watch?v=tt8NlwzmOKg بانتظار مشاركتكم لرفد هذا الملف والعمل الجمعي لدراسة هذا الشاعر العبقري المثير للاستفزاز والجدللم تحرر القصائد يوماً بلداً محتلاً لكنها كانت تهيئ لمقاومة الاحتلال ، تساعد في تأجيج النار المقدسة في النفوس والاحتفاظ بالنبض حياً والالتفاف حول القضية والحياة والموت عشقاً في الوطن.. هدى الخطيب |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
اختنا الغالية الأديبة الأستاذة هدى نورالدين الخطيب شكرا لفتح هذا الموضوع الهام .. موضوع التناقضات فعلا بين من غنى لمكة والقدس وبين من يعتبر جيش الإحتلال الصهيوني جيش الخلاص بين من غنى لمكة والقدس وبين من يدعو الى قتل الفلسطينيين اترككم مع هذا الفيديو بصوت سعيد عقل المتصهين اكثر من الصهاينة اليهود |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
ألأنهم حفظوا القرآن ورتلوه يا سيدتي يباح لهم قتل الناس باسم الله الخالق ؟!
ومع ذلك .. إن كنا نلوم الفرد على بعض التصاريح التي لو عرفنا الظروف التي قيلت فيها لعذرنا هذا الفرد امام هول ما حدث من مصائب بعدها بسنوات لقد تسابق العربان ومنهم من تحدث باسم فلسطين وقدموا للعدو عمليا ما لم يكن العدو يحلم به أصلا .. ! رحم الله سعيد عقل الإنسان المبدع فلنعتبره هنديا أو روسيا وغنى ما غنى لرفعناه على الأكف . تحية احترام وتقدير ومحبة |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
بصراحة ليتني لم أقرأ عنه ولم أعرف عنه
لأني بصراحة شعرت بمشاعر متناقضة... حينما سمعت أغنية السيدة فيروز " زهرة المدائن" وحينما قرأت بعضاً من أشعاره شعرت وكأنه ولي حميم! وحينما شاهدت بعض تصريحاته شعرت وكأنه عدو لئيم! ولكن على كل الأحوال الإنصاف يكمن بأن نرى الأمور في نصابها الصحيح أن نأخذ ما يروق لنا من أعماله وأن نرمي ما لا نريده وراء ظهورنا وخصوصاً تصريحاته العنصرية الخيانية التي ظهرت بهذا الحقد العالي المستوى في مناسبات عدة ... وأنا وجدتك هنا قد أنصفتيه أستاذة هدى بذكرك أعماله الذهبية الرائعة التي لا نستطيع أن ننكرها وبذكرك آراؤه المجرمة بحقنا وحق قضيتنا ... فحتى لو كان له خلاف مع منظمة التحرير أو الوجود الفلسطيني في لبنان، فلا يحق له أن يرحب بجيش احتلال تسبب في مقتل مئات الألوف من العرب ومن بني جلدته! على العموم رحل الرجل وهذا هو التاريخ يذكر كل شيء لنا كبشر، والملف الآن عند رب العباد الذي لا يظلم عنده أحداً تحياتي لك ولكل المشاركين في هذا الموضوع |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
أعزائي شكرا لكم ولروعة هذا الموضوع لقد كتبت مقالة أمس حول الراحل سعيد عقل، أعيد نشرها هنا ********* توفي الشاعر اللبناني سعيد عقل، صاحب التراث الشعري الكبير والمتنوع الذي أثرى الثقافة العربية المعاصرة، وعلى الرغم من دعواته (غير الثقافية) وغير البريئة ربما في دعوته لاجتراح لغة لبنانية خاصة، إلا أنه صاحب اتجاه في هذا الدعوة اشترك فيها مع كثيرين ممن يتربعون عرش الثقافة العربية المعاصرة، وخاصة بعض المفكرين المصريين، وهم أول من دعا إلى ما دعا إليه سعيد عقل، وعلى الرغم من أن هذه الدعوة، لم تكن بريئة ولن تكون، إلا أنها أنتجت حركة ثقافية خصبة، وحركت المياه الراكدة في بحر الثقافة العريية التي تتماوج بهدوء دون أن تتمخض عن حركة ديناميكية إلا بدعوى الشعور بخطر يهدد العربية أمة وثقافة أو ينوشهما بشيء من عيب، وكأن اللغة أو الثقافة أو الأمة شيء عابر لتنهار أمام دعوة مثل هذه الدعوة! ربما لن يكون الحديث ذا بال ونحن نتحدث عن دعوة اندثر دعاتها وتراجعوا عمليا عما دعوا إليه، دون أن يُحْدِثوا ضجيجا في انسحابهم كما أحدثوا ضجيجا في دعوتهم، واقتنعوا إبداعيا أن اللغة العربية الفصيحة حضارة وتاريخ طويل لن يهتز أمام دعوة عابرة، فكلهم دعوا إلى ما دعوا إليه، وهم يكتبون بالعربية العالية المستوى، إنه لتناقض واضح، لا بد من أنه أشعرهم بضرورة التوقف والتأمل والمحاسبة! رحل الشاعر سعيد عقل وهو علامة بارزة في الثقافة العربية، وإن اعتد بأصوله الفينيقية الراسخة وقوميته اللبنانية، وهذا ليس حكرا عليه وحده فالفلسطينيون الذين هاجموه وانتقدوه ونبشوا ماضيه يعتزون بكنعانيتهم، ويرددون بأنهم "شعب الجبارين"، كما اعتز المصريون، وما زالوا، بفرعونيتهم، والسوريون والعراقيون بأشوريتهم، ولعله رجوع وارتاد في الثقافة العربية، تلك التي أخذ أهلها وسدنتها يعودون إلى ما قبل التاريخ ليثبتوا أصالتهم، بعيدا عن التشكل الديني والمعرفة اليقينية، وهو ارتداد صاحبته ظروف ليست فكرية فقط، بل أراه نابع من أزمة حضارية كبرى، ما زالت تشعر العربي بأنه متخلف عن ركب الحضارة الحديثة! وأما ثالث ما أقف عليه فيما يدور في فلك الساعر الراحل سعيد عقل، موقفه من الفلسطينيين في لبنان عام 1982 عندما هاجم الإسرائيليون المعتدون لبنان للقضاء على المقاتلين الفلسطينيين، فصرح الشاعر بما صرح به، وهذا يندرج ضمن توجه عام كان سائدا في لبنان ضد المقاومة الفلسطينية، ليس عند سعيد عقل وحده بل عند كثير من السياسيين العرب وليس اللبنانيين فقط، كما شاهدنا ذلك في مواقف اللبنانيين أنفسهم ضد حزب الله في حروبه مع الإسرائيليين، ومعهم كثير من العرب، فهذا نابع من قناعاتهم السياسية، على الرغم من أنني هنا لست في معرض التصحيح والتخطئة، بل هي مواقف مشهودة ومعروفة ولا ينكرها أحد، وتتجدد مع كل أزمة يقع فيها الفلسطينيون وفي كل حرب، ألم نعشها بكل تفاصيلها المحزنة في حرب غزة الأخيرة وتصريحات بعض المصريين من إعلاميين وغيرهم ممن شدوا على أيدي الجيش الإسرائيلي، ودعوهم لتحطيم المقاومة في غزة؟ ثم ألم يأتِ إعلامنا الرسمي الفلسطيني ويستضيف "توفيق عكاشة"، دون خجل أو وخزة ضمير أو مراعاة لعذابات متطاولة لشعب يرزح تحت نير الاحتلال وحصار الإخوة! رحل الشاعر سعيد عقل، فأثيرت ضده هذه الموجة من الغبار، ونسي الفلسطينيون المثيرون للعاصفة أن السياسة الفلسطينية اليوم وباتفاقيات دولية قد حققت للإسرائليين ما عجزت عنه الجيوش والحروب، وبتنا نحن الفلسطينيين حماة للأمن الإسرائيلي، ونفتخر بأن الضفة لن تثور ولن يسمح لها أن تثور، نصرة لغزة أو القدس، فقد تحققت فينا الشرذمة المقيتة؛ فصارت كل مدينة تقاوم وحدها، دون السماح لهبة الشعب لنصرة نفسه في القدس أو غزة، إنه لمصير أفظع من تصريح لشاعر كان يرى لبنان على كف عفريت بسبب المقاومة التي وضعت في سياقٍ ناشز ونشاز، كما وضعت من قبلُ في الأردن فأنتجت أيلول الأسود، وحدث ما حدث! تذكروا الشاعر سعيد عقل وما خلفه من تراث أدبي وشعري جميل، ولا تنسوا أن بعض رموز الشعب الفلسطيني الثقافية قد دعت للتطبيع مع المحتلين وقبولهم كآخر محتمل وقدر لا رادّ له، فنحن جميعا (فلسطينيين وإسرائيليين) وقعنا ضمن (سيناريو جاهز) فما علينا سوى أن نتعايش معا. تذكروا كل الأعداء الأوفياء والأصدقاء الألداء، وحاكموا بعدها الشاعر الراحل الذي نقش روحه في صوت ملائكي لتشدو به فيروز كل صباح، بتراتيل روحية لن تنسى من مثل "زهرة المدائن" و"يارا" و"أمي يا ملاكي" و"غنيتُ مكة"، وغيرها الكثير الكثير! http://kenanaonline.com/ferasomar#ht...r/posts/682128 |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
1 مرفق
للإفادة وإثراء الندوة على اختلاف الآراء حول اللغة اللبنانية التي أرادها سعيد عقل، والتي هي بلا أدنى شك أشد خطورة بما لا يقارن بتصريحاته المعادية. كتب منصور بو داغر لا يزال سعيد عقل، رغم سنه الذي ناهز الخامسة والتسعين، محور المعرفة اللغوية بأبجديته المبنية على الحرف اللاتيني التي وضع أسسها منذ ما يزيد على خمسة وأربعين عاما، والهادفة إلى كتابة اللغة اللبنانية بالحرف اللاتيني. ويتفق المشتغلون باللغة ولا سيّما العالمون منهم بحرف سعيد عقل على أن ما يستعمله اليوم الناس في كتابتهم لرسائلهم الالكترونية وتواصلهم عبر الانترنت هو المبدأ الذي سعى إليه الشاعر الكبير وليس الابجدية التي وضعها مع ضوابطها والتي، إن تم تعميمها، لحلت كل مشاكل الحرف التي يواجهها المتواصلون على الانترنت في أحاديثهم ورسائلهم. ويشيرون إلى رفض سعيد عقل تسمية "لغة سعيد عقل" على اعتبار أن هذه اللغة هي اللغة اللبنانية وهو أوجد لها أبجدية تعتمد الحرف اللاتيني. وسبب اعتماده هذا الحرف وليس غيره كَون هذا الاخير هو الاكثر كتابة أو انتشارا، خصوصا أن اللبنانيين ليس لديهم أي عقدة تجاه أيّ أبجدية، وذلك يعود إلى أن كل أبجديات العالم مصدرها الابجدية الفينيقية، كالروسية واليونانية والفرنسية والانكليزية حتى منها العربية، ويمكن استثناء الصينية واليابانية وما شاكلهما التي لا تستعمل الاحرف أساسا. ويمكن كتابة أي شيء بهذا الحرف، فهو غير اللغة وليس له علاقة بها، تماما كما الثياب لا علاقة لها بالجسم وإن رآها المرء دائما على الجسم فهي غير الجسم. أستاذ اللغة الفرنسية في مدرسة الجمهور جيلبير خليفة، وهو من دعاة اعتماد اللغة اللبنانية بالحرف اللاتيني، لاحظ أن على الانترنت تم استبدال بعض الاحرف بأرقام، فحرف الحاء يرمز اليه الرقم 7 وحرف العين الرقم 3 والهمزة الرقم 2. وأكد الشاعر واللغوي موريس عوّاد أن الحرف اللاتيني كما عدله سعيد عقل ليس هو ما يستعمل اليوم على الشبكة العنكبوتية، بل الحرف الفرنسي الموجود في التداول حاليا. فعقل نظّم الحرف وأصلحه ووضع له الـ"آف" والـ"همزة" والـ"عين" وغيرها. أما الموجود حاليا، وهو الاستعاضة عن بعض الاحرف بالارقام، فهو مسألة تزول مع الايام وتنتهي. وقال "يوما ما عليهم إيجاد حرف يكون لكل الشعوب وليس لفئة معينة تقرأ الرقم حرفاً، وهو أمر محدود للغاية، وكان من الافضل أن يتم الاخذ بأحرف سعيد عقل الموجودة في (مرجوحة القمر) و(آيات وصور) و(دفاع سقراط) و(روميو وجوليات) وغيرها. وفي هذه الاحرف نجد العين والآف" والحاء" والخاء والهمزة، اذ أضافها سعيد عقل كلها والاستعانة بها أفضل بكثير لان إضافة ارقام إلى اللغة لن تؤدي إلى أي مكان فالحرف هو حرف وليس رقماً، والكتابة بالرقم محدودة وبسيطة. والتطبيق الذي يحصل على الحاسوب اليوم ليس غير علمي بل هو مزاجي. في النتيجة هذا التطبيق يحوي شيئا من التجارة والاستقراب وهو أمر رخيص لن يكتب له الحياة، فالحرف بحاجة إلى حرف وليس إلى أرقام". من ناحيته لا يرى الاعلامي حبيب يونس، مدير إذاعة "صوت الغد"، أن حرف سعيد عقل مطبق حاليا على الانترنت. وقال "لقد أخذوا القاعدة نفسها التي ارتكز عليها عقل ولكن مع تطبيق أمور أخرى عليها من دون نسخها كما هي. فمثلا يستعمل الرقم 7 مكان حرف الحاء في حين أن عند عقل هي حرف X. أما الانتقاد لاعتماد الحرف اللاتيني، ففي الاصل هذا الحرف يكتب بأشكال متفاوتة وفيه ثغر عدة حيث يستعمل الحرف نفسه في أماكن عدة بألفاظ مختلفة". https://now.mmedia.me/Library/Images...k%2069/box.jpg وقال الشاعر وأستاذ اللغة العربية الشاعر رفيق روحانا والذي وضع رسالة ماجستير موضوعها "ثورة الحرف عند سعيد عقل"، إن "ما يطبق على الانترنت اليوم هو حرف هجين، ولغة الانترنت تكتب بالحرف اللاتيني المشوّه إذ يستعملون علامات في غير موضعها، وهذا ما يسمى ببدائية المعرفة ولو أن لديهم المعرفة الكاملة لاخذوا بحرف سعيد عقل الذي يحل لهم كل المشاكل من دون الحاجة الى الحزازير التي أوجدوها". وأضاف "هذا التطبيق اليوم لا مفر من تطوره نحو حرف سعيد عقل لسببين: كون هذا الحرف حقيقة لا أحد يستطيع أن يدحضها والحقيقة دائما تنتصر، وكون أن ثمة أناساً يسعون وراءها فيطبعون ويكتبون بهذا الحرف. وحتى لو لم يكن أحد وراء الحقيقة فهي ستنتصر ولكن متأخرة، ولأن ثمة ساعين وراء حقيقة سعيد عقل فستنتصر أسرع". وإذا سوّق أحدهم هذا الحرف إستنادا على ما تعتمده طريقة لغة الانترنت فمن المؤكد أنه سيلقى رواجا. إلا أن تطبيق هذه الابجدية على الانترنت بحاجة، على ما يقول خليفة ويونس، إلى إدخالها على الحاسوب عبر برنامج خاص فيمكن حينها صف الاحرف وتاليا إرسال الرسائل الالكترونية بواسطتها. وثمة مجموعة صغيرة تعتمد هذا الحرف على الانترنت، وقد وُضع برنامج معلوماتي لهذا الحرف وهو معتمد أيضا إلا أن هذه المسألة بحاجة إلى متابعة. https://now.mmedia.me/Library/Images...ges/sa3eed.jpgأما عن فلسفة الحرف عند سعيد عقل، فهي قائمة على وضع أبجديّة يدل كل حرف منها على صوت phoneme واحد محدد. وعن هذا الموضوع تكلم كل من المتابعين لهذه الفلسفة على طريقته مدعما رأيه بعدة امثلة دالة وهادفة. الشاعر موريس عوّاد قال "متى تكلمنا في اللغة والحرف نكون دخلنا إلى عالم العلوم. وعندما نسعى إلى إصلاح ما هو معطل يجب استعمال المنطق. والمنطق في ما صنعه سعيد عقل يقوم على أن يكون لكل صوت أو نبرة حرف يدل عليها. ومثال ذلك، عندما أكتب كلمة (راحوا) لا أضع لها (ا), فالالف تعمل عمل الالف فقط فلا أضعها من دون أن ألفظها. أو ككلمة طاولة نكتبها (طَوْلي)، فأكتب كما ألفظ وكل ما هو مكتوب أقرأه، فلا أكتب شيئا لا ألفظه أو أضعه ديكورا لانني ورثته". أما خليفة فانطلق من أن "كل أبجديات العالم اليوم سيئة لا قيمة للحرف فيها، مثال ذلك في الفرنسية ils mangent أي (هم يأكلون)، لا نعرف عند لفظها ما إذا كانت بالمفرد أو الجمع، وفي الحالة الثانية لا نلفظ فيها حرف s من ils وأحرف ent من mangent ففقدت هذه الاحرف قيمتها. وفي فلسفة سعيد عقل على كل صوت أن يقابله حرف، فمثلا الحاء يرمز اليها حرف X لأن سعيد عقل ألغى مدلوله الاصلي المستعمل اليوم، وذلك كون هذا الحرف يتألف من صوتين يعودان الى حرفين آخرين هما الـ K وC وعندما نريد أن نلفظ حرف X نكتب الحرفين السابقي الذكر، وهذا الامر يخرج حرف X من الاستعمال، فخصصه سعيد عقل لصوت حرف الحاء. أما العين فقد رمز إليها عبر حرف Y مع شَرْطة لجهة الداخل في أعلى خطها الشمالي، علما أن التعديل في شكل جميع الاحرف التي أضافها عقل يأتي من ضمنها أي متصلا بها لان عقل يرفض وجود نقاط أو شحطات على الحرف ومستقلة عنه، فالحرف يكون متكاملا وجديدا يرمز إلى صوت واحد، فالطاء تكتب T مع شَرْطة في وسطها لجهة الشمال من ضمن الحرف نفسه". وبحسب يونس، "على كل حرف يلفظ أن يكتب وأينما وقع يلفظ بقيمته ومعناه اياهما. وكان عقل يعطي حرف X كمثال على ذلك، ويعتبر أن هذا الحرف يقع في ستة أماكن في اللغة الفرنسية وفي كل مكان يستعمل بطريقة مختلفة ككلمة perdrix وexamen وغيرها. وهو يلفظ حينا ولا يلفظ أحيانا، فما شاء فعله هو أن يكون لكل صوت يلفظ حرف يعبر عنه. وقد طوّر عقل مبدأه وحرفه حتى أصبح واضحا، فكتابه (يارا) كُتب بحرف ينقص عن الحرف الحالي. أما حرف الرسائل الالكترونية فيقرّب بعض الامور. مثلا الرقم 2 يقوم مقام الهمزة، ولكن إذا كتبت كلمة 2ana بهذا الشكل فهي ستلفظ تماما كما ana من دون استعمال الرقم. وسعيد عقل وضع حرفا مكان الرقم ويرمز له بحرف C مع شارطة أو قاطعة (/) في كعبها وجعلها حرف A أو الألف الصامتة consonne فميزها تاليا عن حرف A المصوّت voyelle. وقد حاول بمنطق الابجدية الفينيقية الذي اختصر مجموعة تصويرات تدل على شيء معيّن بحرف واحد، وضع أبجدية عالمية تضم كل الاحرف، ملغيا من بينها حرف القاف الذي لا يستعمل إلا في بعض الدول أو عند قسم من شعبها كما في لبنان وعند الشعب الكردي، وحتى عند العرب فهي أصبحت تلفظ لدى قسم كبير منهم مثل حرف الغين، كقولهم (إيش تغول) بدلا من ماذا تقول، أو مثل حرف الهمزة كقولهم (فؤَرَى وسَأَطو) بدلا من (فقراء وسقطوا). فمحاولة سعيد عقل هي تقريب الحرف من المنطق بشكل يسمح لك عندما تقرأ بأن تفهم وليس أن تفهم حتى تستطيع بعدها أن تقرأ كما هي الحال مثلا مع اللغة العربية أو مع بعض اللغات الاخرى. ثمة لغات كالاسبانية تُقرأ من دون خطأ لان الحرف الذي يكتب يلفظ مع بعض النواقص. مع أبجدية سعيد عقل التي تضم 29 حرفا نجد لكل منها لفظاُ واحداً فقط، مع بعض الفوارق بين المصوّتات voyelles، كما عند وجود ألف ممدودة حيث يتم وضع حرفي ألف أي aa كما في كلمة (كانوا) التي تكتب qaanu (مع الاشارة إلى أن حرف u يلفظ بصوت الواو ou] حتى لا تلفظ (كَنوْا) أو (إيه) حيث نضع حرفي ee، وهذا ما سهّل جدا القراءة الصحيحة، فعليك أن تقرأ لتفهم وليس أن تفهم حتى تقرأ كما هي الحال في بعض اللغات. أما في لغة الحاسوب فلم يعتمدوا هذا المنطق, بل استعاضوا عن بعض الاحرف بالارقام بشكل ثابت وهو ما قرّبهم من العقل فاستعملوا الارقام 7 و5 و3 و2 مكان احرف الحاء والخاء والعين والالف. فمن هذه الناحية اقتربوا من سعيد عقل ولكن لا يزال كل شخص يكتب على الانترنت بطريقته الخاصة، في حين أوجد عقل لها القواعد وطريقة الكتابة. مع سعيد عقل كان القصد التسهيل على العقل والسرعة بمعنى تخصيب الزمان أي استغلال كل دقيقة أو لحظة عبر توفير الوقت الذي يمضيه الكاتب بالتفكير في القاعدة التي على أساسها عليه أن يكتب، فتصبح القدرة على التعبير بمستوى الفكر لحظة التفكير فيختصر الوقت بشكل كبير وتسهل الامور إلى حد بعيد". https://now.mmedia.me/Library/Images...01-241x146.jpgمن جهته، أكد الشاعر رفيق روحانا أن "الحقيقة والمبدأ الاساسي يقومان على أن المرء لا يستطيع أن يكتب بالحرف العربي أو الفرنسي أو أي حرف في العالم ما يفكر فيه لأن هذه الحروف ناقصة لا تخدم اللغات في العالم، بينما حرف سعيد عقل يخدم كل لغات العالم لأنه يتمتع بميزتين: المنطق أي كل صوت له حرف، والاناقة أو الجمال. سعيد عقل أدخل المنطق على الحرف. الحرف خلق لكي يعبّر عن كل صوت بشكل معيّن، فجاء الناس والحضارات والمتفلسفون وخرّبوا هذا المنطق. أما عقل فأعطى لكل صوت شكلاً، وهذا الشكل لا يمكن أن يعني حين يتكرر في موضع آخر صوتاً آخر بتاتا، خلافا مثلا للغة الفرنسية حيث حرف السين S يلفظ أحيانا كحرف الزين Z أو حرف الإكس X أو بشكل مشدد SS أو حتى لا يلفظ. فحرف سعيد عقل يحافظ على الصوت الذي يعبر عنه أينما ورد، وبذلك ومنطقيا تصبح قراءتنا صحيحة. فاستعمال الحرف باصوات مختلفة أو حتى دون صوت هو خلاف المنطق تماما، فكيف يمكننا قراءة حرف معيّن يرد بأصوات مختلفة بحسب الكلمة الوارد فيها. فهذا تخريب للمنطق وللعقل. ويهدف سعيد عقل إلى إزالة هذا الشذوذ من أكثر الحروف استعمالا اليوم في العالم ألا وهو الحرف اللاتيني. وكونه الاوسع انتشارا أصلح هذا الحرف بالذات. وهو الوحيد الذي سينقذ العالم من خراب العقل. تصوّر أننا نعلّم التلميذ أن واحداً زائداً واحداً يساويان اثنين، ثم في اليوم التالي نقول له إنهما يساويان خمسة. ولكن كيف يقبل بأن نقول له إن حرف A يعني في المرة الاولى A وفي المرة الثانية يعني E وفي المرة الثالثة لا يعني شيئا ورغم ذلك علينا كتابته. يقبل هذا الامر لأنه طفل ويظن أننا نفهم أكثر منه ويتربى على هذه المعرفة. فمثلا في كلمة temps نقرأ حرف e كحرف a في حين أننا لا نقرأ أياً من الاحرف m وp وs، فكيف يمكن أن نُقنع التلميذ الذي لفظ ثلاثة أصوات هي t وa وn أي tan بأن يكتب بدلاً منها temps فهذا شذوذ في العقل. ولكن كونه تعلم هذه الكتابة وهو صغير فقد قبلها. وإذا قلنا له اليوم أننا سنكتب temps بشكل tan فهو سيهزأ بنا ويعتبرنا جهلة كونه تربى على هذا الجهل اللغوي. الناس متى تعودوا على الخطأ يظنون أن الخطأ صواب ويستهزئون بالصحيح. ومن الامثلة على هذه المسألة حرف e يكتب أحيانا et وest وez وai وكلها لها الصوت نفسه مع اختلاف طفيف. ومثلا كلمة mais لا نلفظ فيها حرف s، في المقابل لدينا كلمة son فإذا جمعنا الكلمتين يصبح لدينا كلمة maison وحرف s يلفظ فيها على انه زين Z. ولتبرير هذا الشذوذ أوجد اللغويون له عنواناً وهو كونه موجوداً بين مصوّتين entre deux voyelles, فكأن ذلك بنظرهم يصوّب المسألة. في الحرف العربي مصدر اللامنطق أيضا اللفظ والكتابة، ومن مظاهره قولنا مثلا "في الشمس"، لفظنا منها أحرف الفاء، الشين مرّتين، الميم والسين، في حين أننا كتبنا زيادة الالف والياء واللام وهي غير موجودة في اللفظ، فلماذا كتابتها؟ ويتّصف حرف سعيد عقل بالاناقة والجمال، فليس من نقاط على الحرف أو تحته أوعلى جنبه أو علامات تدل على نبراته كما في الفرنسية (les accents) نَبْر القُصر أو العَوَض أو المَد وذلك على عكس واقع الحال في الحرف العربي واللاتيني، علما أن المشاكل التي نبحث فيها هنا لا علاقة لها بلغة من اللغات بل بالاحرف التي تكتب بها هذه اللغات. ومن مشاكل الحرف العربي، وليس اللغة العربية، افتقاره الى المساحة dimension ولهذا السبب يسمى الخط العربي. فالاحرف اللاتينية بشكل عام يمكن وضعها ضمن مربّع أو مربّعين. فحرف L يشكل مربّعين وحرفا A وE يشكلان مربّعا واحداً. أما في اللغة العربية فهذا الامر غير موجود. فحرف الباء هو عبارة عن طربوش صغير إذا ما وضعنا تحته نقطتين استحال ياء وإذا وضعنا فوقه نقطة أو نقطتين أو ثلاثاً استحال على التوالي نوناً أو تاء أو ثاء. وهذا أمر مؤسف فكثرة النقاط أشبه بالقذارة والشوائب وهي أحد أسباب بشاعة هذا الحرف. وبنفس المعنى، لا يمكننا أن نكتب من دون ضمة وفتحة وكسرة لحسن القراءة، وعند وضعها على كل الحروف نصبح أمام لوحات من الخَربشة يعتبرها البعض ممن أفسده هذا الحرف فناً جميلاً. كما أن هذا الحرف يفتقد للمساحة والحجم كما في "اللهم" نبدأ من فوق مع اللام حتى نصل إلى أسفل مع الهاء دون تناسق. فالحرف يجب أن يكون أنيقا يعلن عن نفسه بنفسه دون أن نضطر للاستعانة بأمور أخرى للدلالة عليه. فلا يجب أن يعرّف عن الحرف بضمة وفتحة وكسرة وسديلة cedille وهمزة وَصْل trait d’union، فكل هذه الامور مخالفة للمنطق وللجمال. ويؤكد روحانا أن هذا الحرف مطبق في أمكنة عدة. فمثلا ثمة 19 كتاباً اليوم مطبوعة بهذا الحرف. ولمعرفة دلالات هذه المسألة يجب أن نعلم أن أول كتاب طبع بالحرف العربي كان في العام 1735 في حلب على يد الشمّاس عبدالله الزاخر، أما ثاني كتاب طبع بهذا الحرف فكان سنة 1800 مع مجيء المطبعة إلى مصر. أما سعيد عقل فقد طبع العام 1961 كتابه يارا، ثم طبع العام 1968 سبعة كتب بهذا الحرف، وهذا دليل على أنه حرف حي. https://now.mmedia.me/Library/Images...01-248x133.jpgويشير يونس إلى أن هذا الحرف تعرض للاستهزاء يوم أعلنه سعيد عقل، وقال عقل حينها إن هدفه هو حرف عالمي، وهو اليوم يدرّس في أهم ست جامعات في علم اللغات والالسنيّة من ضمنها جامعة السويد وأكثر من جامعة في الولايات المتحدة. كذلك بوشر بترجمة مجموعة من روائع العربية إلى اللغة اللبنانية وبالحرف اللبناني بواسطة الدكتور هشام شرابي ومنها الانجيل وكتابات للامام علي، علما أن أول كتاب لسعيد عقل بهذا الحرف كان "يارا" الذي استعمل فيه الحرف السابق للحرف الحالي. وبعدها أصبحت المجموعة التي معه تصدر مؤلفاتها بهذا الحرف، وهو أخيرا وضع كتابين بحرفه هما القداس الماروني الذي أسماه "نستا سوليمنيس" ومسرحية "عشتريم" وقبلهما كان قد وضع كتاب "الخماسيات". وهناك جريدة "لبنان" التي كان يصدرها والتي كانت تكتب بالحرف العربي ومن ثم أصبحت تكتب بالحرف اللبناني. وهذا الحرف متطور، وكما يقال هناك لغات تفرض نفسها، وليس هناك من لغة وضعها شخص مع حروفها، فالزمن يصنعها ويأتي فيما بعد أناس يضعون لها قواعد. هذا ما حصل مع أبو الاسود الدؤلي يوم وضع قواعد اللغة العربية التي وُجدت قبل مئات السنين، ثم جاء في ما بعد من طوّرها. وكل يوم نجد قواعد جديدة للغات. والمعلوم أن في المجامع اللغويّة الاجنبيّة يحصل تغيير دائم لحروف ولكلمات ويضاف إليها أو يحذف منها بشكل يجعل اللغة كالحياة، نهراً جارياً كل يوم يحمل شيئا جديدا. ويشير خليفة إلى وجود عالم ألماني يدعى هاينز غروسفيلد في اليونيسكو دعا كل لغات العالم إلى الاخذ والكتابة بحرف سعيد عقل ليس فقط بشكله ولكن أيضا بفلسفته أي بأن يكون لكل حرف لفظه. فاللغة اللبنانية بحرف سعيد عقل توضح الامور وتسهلها وتكسب المرء لغة جديدة في فترة قصيرة جدا، على عكس الحال مع اللغات الاخرى لا سيّما العربية منها. وينبّه روحانا على هذا الصعيد إلى أن في الكون نوعين من القضايا، قضايا التصرّف وقضايا الفكر. الاولى تتغيّر فورا، مثال قرار أتاتورك بترك الطربوش ولباس القبعة الاوروبية، فمن اليوم الثاني تغيّر اللباس. ولكن هل يستطيع أتاتورك أن يقرر منع التفكير العاطفي أو المنطقي مثلا. فالقضايا الفكرية تحتاج إلى أجيال تربي أجيالا عليها حتى تتحقق. فقضية الحرف تدخل في هذا الاطار وينقصها حتى تتحقق بسرعة أن يأتي حاكم عنده أتاتوركية كمال أتاتورك كعبد الناصر مثلا، وعندها في غضون خمسة أعوام يمكن نشره. ولكن حكام اليوم غير القادرين على تأمين رغيف الخبز بالتأكيد غير قادرين على فرض حرف معيّن. فمن في الحكم عقيمون لا يمكنهم انجاب قرارات عظيمة. لهذا السبب يجب انتظار مجيء مثل هذا الحاكم. ويخطئ من يظن أن المسلمين أو المسيحيين سيناهضونه. لقد سبق وذكّرت أن تغيير الحرف هو أكبر خدمة للقرآن إذ يصبح بالامكان أن نقرأه بشكل صحيح. فما ينقص لانتشار الحرف شرعية الاعلان عنه. ويجب طبعا شرحه أولا حتى يقتنع الناس بصوابيته فينتشر بسرعة وهذا ما يؤمّنه وجود حاكم قوي مقتنع فيه. ويخلص الشاعر موريس عواد إلى أن ثمة 22 لغة على المتوسط الشرقي يجب أن تقوّى، ومن يقوي اللغة هو الانتاج فيها وما يقوي الانتاج هي الحرية التي بدونها لا نستطيع أن نصنع تحفا. ويضيف "مثلا لو اني في نظام توتاليتاري أو تيوقراطي أو أوليغارشي أو غيرها لما كنت كتبت 30 كتابا وكسّرت عظما ورؤوسا حتى آخر استطاعتي. وكما اللغة اللبنانية في لبنان، ثمة 22 لغة على المتوسط الشرقي، فكل دولة لها بيرقها وحدودها ولغتها. عندما يولد الأولاد في هذه المنطقة كلها يتعلمون الكلام وهم في أحضان أمهاتهم، وعندما يكبرون يتعلمون العربية في المدرسة وعندما يريدون أن يعيشوا يرمون العربية ويتعلمون الانكليزية والفرنسية والالمانية وغيرها، فلا يستطيعون أن يعيشوا بالعربية وأقصى ما يستطيعونه بالعربية أن يصبحوا أساتذة لغة أو صحافيين أو أن يضعوا خطابا ويقرأون الاخبار". ويتابع "لا أحد يشتري المعلف قبل الحصان، فالقاعدة يتم وضعها بعد أن يكون قد أصبح بين أيدينا قائمة أو فهرس كبير من اللغة. وطالما نحن نتكلم اللغة فنحن نفهمها وليست بحاجة للقواعد، فإذا كنت تتكلم وأخطأت أي ولد يصحح لك لانه يعيش في هذه اللغة. ولا تصبح اللغة بحاجة إلى الصرف والنحو والقواعد إلا عندما تصبح غير محكية ومقروءة في الكتب وحين يفرّخ على كعبها لغة أخرى. وحينها علينا أن نتكلم لغة أحفاد الاحفاد ونقرأ لغة الجدود. فباختصار اللغة المحكية ليست بحاجة لقاعدة". ويقول "لم يكمل سعيد عقل مشروعه الذي بدأه في الستينات يوم طبع كتابه (يارا) وكنت إلى جانبه عند ولادة الكتاب. والمسألة اليوم بحاجة إلى عالِمٍ يصلح اللغة والحرف في لبنان أو أن يكمل ما بدأه شاعرنا الكبير لاصلاح العقل المعطوب في لبنان وعلى كل المتوسط الشرقي بسبب اللغة غير المحكية الميتة. وفي العلوم يقولون إن لغة لم تعد محكية هي لغة ميتة. فكل لغة لا نعيش فيها هي لغة ميتة. ولا يعني ذلك انها غير صالحة، ولكن لا تستطيع أن تكتب بها وجعك. تستطيع أن تخطب بها أن تتذكر فيها أن تكتب جغرافيا وتاريخ ولكن لا تستطيع أن تكتب بها فنا أي الشيء الذي يخص القلب البشري فهنا اللغة التي تعيش فيها تنوجع فيها وتضع وجعك فيها. فمن هو جدي ليس من يتراسل على الحاسوب بل من يتمم مشروع سعيد عقل. كما ان الثقافة في لبنان مفقودة أكثرها على السمع وعلى الاعلام وهي ليست عميقة وفي لبنان لا إستقرار في كل شيء في العواطف والحياة بالسياسة والاقتصاد والادب كون لا أحد يرى أنه باق في هذا البلد. فكل 20 سنة ثمة حرب تسبب برحيل من في البلد ويأتي غيرهم من الخارج ما سيؤدي الى تحويل لبنان شعباً خليطاً كسوق الخضار يحوي خمسين أو ستين صنفاً لا يلتقي أي منها مع الآخر وكل واحد يريد أن يدوس الآخر". المصدر: لبنان الآن |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
تحياتي لكم.. [/align]طبعاً أنا سأعود لحوار مداخلاتكم الكريمة ، ما ورد منها وما سيرد أتمنى أن نقوم بدراسة متعمقة قدر الإمكان بعيداً عن الردود العاطفية سلباً وإيجاباً نريد أن ندرس هذه الشخصية ومحطاتها بشكل أكاديمي ثقافي سليم متعمق قدر الإمكان.. لدينا الكثير من المعطيات التي نتحاور حولها: أحد أكبر شعراء العصر إن لم يكن أكبرهم وآثاره في الشعر العربي الموزون وتجديده ( نحتاج للوقوف طويلاً عنده وما يتميز به) جرح النكبة الفلسطينية التي عاش برهة من الزمن بأوجاعها وكتب عنها بصدق وإيمان عشقه للعواصم العربية وإهداءها قصائد غاية في الجمال تعلقه الشديد باللغة العربية الفصحى واهتمامه بالدراسات الإسلامية كاتباً عن المؤمنين في مكة قصيدته الخاشعة البديعة. بعد الحساسية التي بدأت بين قسم من اللبنانيين ( الموارنة بشكل خاص ) وبين الفلسطينيين في لبنان، وخوفهم على الحكم الماروني ، خصوصاً ولبنان خضع تقريباً لحكم منظمة التحرير الفلسطينية وإن بشكل مموه كتب عدد من المسرحيات عن تاريخ الفينيقين وأبطالهم بدأ يكتب بالعامية اللبنانية ويعتبر لبنان أمة اندلعت الحرب الأهلية ومن هنا انتقل إلى النقيض وهاجم كل ما هو فلسطيني ، وأنشأ ما عرف باسم: " حراس الأرز " وصل به الأمر للترحيب بالاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وسماه يومها جيش الخلاص من العنصرية الفلسطينية ، واعتبره البعض الأب الروحي لإتيان صقر، واتهم من اليسار بالفكر الفاشي تشكلت لديه نرجسية لبنانية فينيقية - وارتكزت فلسفته على لبننة العالم - فالحضارة الفينيقية هي أم الحضارات وأوروبا اسم أميرة فينيقية من جبل لبنان أصلاً إلخ.. لبنان بنظره ليس جبل لبنان فقط ، فهو المدن الفينيقية العريقة طرابلس وجبيل ( بيبلوس ) وصيدا وصور والجليل ( الجليل كاملاً ) نادى باللغة اللبنانية من هذا المنطلق وشرع في وضع أسس لأحرفها مستعملاً اللاتينية وفي شرحه عن سبب اختياره الحرف اللاتيني بدل الحرف العربي قال: الفينيقيون اخترعوا الحروف الأبجدية كلها ما عدا الصينية وعليه فلبنان أم الحروف جميعها ، ولأن الحرف اللاتيني أكثر شيوعاً في كل العالم اليوم فقد اختاره. بعدها كتب أعمالاً عدّة باللهجة اللبنانية وبالحروف اللاتينية التي وضعها لها. هذا الآن مجرد تلخيص يسيط يضعنا عند أهم النقاط التي يمكننا الحوار حولها بالإضافة لتخصيص جزء لنقد شعره ما أمكن.. ولي عودة عميق تقديري للجميع هدى الخطيب |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن سعيد عقل غني عن التعريف , فهو واحد من أبرز الشعراء والمفكرين , وهو علم من أعلام الثقافة العربية , ولا حاجة لكم بما أقوله الآن , لأن سيرته الذاتية لا يجهلها أحد , وكفى ما قاله الإخوة والأخوات , بين مد وجزر , وبكل اختصار أقول : إن سعيد عقل قدم لنا وجبة غذائية ثقافية دسمة جداً , ومفيدة جداً , ثم بعد ذلك أو أثناء ذلك , قدم لنا سمًاً قاتلاً , فخلط السمّ بالدسم , والنتيجة هي أنه مثل غيرة من المتواطئين مع العدو , والإستسلاميين مع من شردنا وقتل أطفالنا , والمتخاذلين الذين سكتوا عن عارهم وبدأوا يقاتلون إخوانهم , فهو وبكل صراحة ــ وهذا رأيي ــ من يريد هدم اللغة العربية واستبدالها باللهجة , ومن يراوغ ويداهن مع العدو , فما هو إلا عدو مثلهم , حتى لو قدم لنا وجبة من ذهب وماس . لكم أجمل التحايا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
مضطرة أن أبقى هكذا على الحياد حتى أستنبط المزيد من الآراء ثم ألخصها وأكتب رؤيتي الخاصة [/align]ماذا يعني كون الناتج اﻷدبي عبقري أن نغفر لصاحبه و مواقفه؟ وليس من المعقول أيضاً إذا كان شخص ما صاحب مواقف أخلاقية و سياسية مشهودة أن نقبل أي ناتج أدبي منه بلا نقد مهما بلغ ذلك الناتج من سطحية و ركاكة احتراما لمواقفه تلك يطلبون منا أن ننسى ونتجاوز الخيانة ونحتفي بالإبداع فقط، ويبقى السؤال قائماً: هل نستطيع الفصل بين الناتج الأدبي وصاحبه؟؟! |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
يعجبك أدبهم وتشمئز من نفوسهم المريضة وخياناتهم [/align]يقول البعض: "من كان منكم بلا خطيئة فليرجم سعيد عقل بحجر" هل يمكن للقتيل أن يغفر للقاتل فقط لكونه مبدعاً؟!!! هل يمكن أن نغض الطرف عن إجرامه بحق اللغة العربية ( التي نحصد نتائجها اليوم ونراها تنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي و تطاوله على شعب ( هو شقيقه وابن أمه شاء أم أبى ) مظلوم و مشرد بأكمله و انحيازه السافر إلى عدوه و عنصريته البغيضة التي كان من الممكن أن تجعل منه ( كما قال أحدهم ) هتلراً لبنانياً؟؟! يتساءل بعض المدافعين: ألم يكن الفيلسوف الكبير هيدغر صديقاً للنازية؟ وفي مجرى الدفاع يقول البعض: مواقف سعيد عقل المشينة كانت في الربع الأخير من حياته، أي أنه عاش أكثر من سبعين عاماً على النهج الصحيح إلى أن اختطفه أمراء الحرب وغسلوا دماغه بعد أن بات هرماً خرفاً وأن ما صرح به وفعله دليل الخرف وعدم الاتزان!! ولكن أليس هناك ثوابت لا يمكن التنازل عنها ومن يحق له أن يغفر الخيانة العظمى؟؟!! بعض المدافعين يضيف: إذا أردتم محاكمته فلما لا تحاكمون المتنبي لكونه كما يروى كان وصولياً انتهازياً؟ الشاعر فعلاً سقط منذ أن خان وفقد كل وهجه والآن وبمناسبة موت جسده ، يطلبون المغفرة والنسيان فهل؟ |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
لا خلاف بين النقاد على أن.. سعيد عقل..شاعر..كبير..كتب للمسرح مسرحيات شعرية
وكتب عدة دواوين..وكتب النثر..وتناولت كتاباته الفصحى والعامية اللبنانية.. ووضعه النقاد فى خانة الكلاسيكية الجديدة..كما يضعه البعض..فى خانة التجديد والحداثة.. والرومانسية...والرمزية.. ويرى اخر ان شعره يتصف بكل المدارس..بالاضافة الى النضارة والغنائية.. أما بالنسبة لدعوات سعيد عقل ومشاريعه..كمفكر..وكسياسى.. فهى محل اختلاف..بل وبعضها محل استهجان..وتعتبر ..سقطة من السقطات.. التى يقال.. انه أنكرها.. أو تبرأ منها... بالنسبة لمشروعه..بإستبدال..الحروف اللاتينية..مكان الحروف العربية.. هى شطحة من الشطحات..التى سبقه غيره اليها ولم تجدى نفعا.. فى شيئ.. وكان الأولى من سعيد عقل مدرس اللغة العربية..ان يجتهد ويبزل جهده فى تيسير قواعد النحو والصرف للغة التى درسها وظل يدرسها سنوات..وكتب بها عن كل ماشعر به من افراح واطراح.. الا أنه اراد ان يقلد كمال اتاتورك..الذى كان يرى ان اللغة العربية..هى سر تخلف تركيا.. ولذا استبدلها فى أواخر عشرينيات القرن الماضى..بالأبجدية اللاتينية..متشبها باللغات الأوربية.. لكى تكون سببا..فى تقدم تركيا.. الى مصاف الدول الاوربية.. والنتيجة بعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان....من وجهة نظرى لم تتقدم تركيا الا الى الحضيض الاسفل.. من انقلابات عسكرية متتالية طوال النصف الثانى من القرن الماضى..الى شغل العمالة..بالأجر...الى احتواء الجماعات المتطرفة.. نعم كان هناك من دعا بدعوة سعيد عقل فى مصر..وهو مفكر واحد لا غير..وهو الراحل..الدكتور لويس عوض.. فى مقالة له نشرت فى الاهرام فى أواخر السبعينيات..ورد عليها الكثير من المفكرين ينقضونها وينتقدونه.. مهنهم المرحوم..الأستاذ..ثروت أباظة..فى مقالة بعنوان..الذئب المذؤب.. وبالتالى..فإن شطحته..بالنسبة للمطالبة..باستعمال الابجدية اللاتينية..هى شطحة خائبة..ولا تستحق النظر اليها.. أما حبه وكتابته باللغة العامية اللبنانية...فهذا حقه..لا أحد يلومه عليه..بل جميع العرب تقريبا تحب اللهجة اللبنانية.. وحتى ولو لم تعرف كيف تنطقها أو تجهل بعض معانيها.. أما استدعائه للحضارة الفينيقية...وإدعائه بأن اللغة اللبنانية القديمة هى أم اللغات.. فهو مجرد ادعاء..فى الخيال..لا يوجد ما يدل على صحته....بل لا يوجد ما يؤكد انه كانت هناك على الشواطئ اللبنانية حضارة تسمى الحضارة الفينيقية...وانهم أول من اخترع الحروف..وأول من عرف الكتابة.. كل هذه الادعاءات ظهرت سواء فى المشرق او فى المغرب..حضارة الامازيج.. نتيجة ضعف الفكر العربى ومروره بمراحل..الانحدار.. الى الدرجة التى تحرك فيها فتوى أحد المشايخ..الجماعات المتطرفة..لتقيم دول على أنقاض دول..وأظن أن ليبيا وغيرها لازال ماثلا للعيان.. اما ما تناوله بالنسبة لفلسطين والفلسطينين.. فهو خطأ بلا شك..أن لم يكن جريمة.. شكرا .استاذة هدى الخطيب..على كرم الدعوة تقبلى تحياتى.. |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
لقد قرأت له كشاعر لا كمحب لقراءة شعره فنفوره من القومية العربية جعلني أنفر منه
كان متعمقا في اللاهوت المسيحي حتى أصبح فيه مرجعاً و درس التاريخ الإسلامي و كان من مؤيدي القومية اللبنانية ، واعتقد أنه أخرج لبنان من دائرة القومية العربية والوطن العربي على اساس أنه فينيقي الأصل وكان ضد الوجود المسلح للفلسطينيين في لبنان، كما أنه رحب بالجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه للبنان عام 1982. شكر القوات الإسرائيلية على ما فعلته بالفلسطينين ودعا اللبنانيين إلى القتال إلى جانب إسرائيل، مؤكدا أنه كان سيقاتل إلى جانبها لو أسعفته الظروف. فهنا انتفت عروبته في رايي و مع التهليل الذي يحدث له كشاعر إلا أنه كإنسان عربي لا أدخله ضمن دائرة الشعراء العرب القوميين تحياتي والتقدير عصام كمال ( مراد الساعي ) |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
تذكرت الشاعر الفرنسي رِمبو، الذي أحدث ثورة في عالم الشعر في فرنسا وأوروبا، وما أن تجاوز العشرينيات حتّى هجر الشعر ليمارس كلّ أنواع التجارة الشرعية وغيرها كالمتاجرة بالسلاح وحتّى الرقّ، ولم يتعرّف عليه الكثيرون بعد وفاته متأثرًا بورم خبث أدّى لقطع ساقه سوى كتاجر مشبوه.
قلّة الآن يتذكرون رِمبو كتاجر أسلحة ورقيق لكنّهم يربطونه بالروائع الأدبية التي تفتّقت عنها عبقريته ونسي الجميع تقريبًا هذه المرحلة المظلمة من حياته المتقدّمة علمًا بأنّه توفي عن عمر يناهز 37 عامًا فقط. هل يمكن المقارنة ما بين رِمبو الفنان والمبدع وسعيد عقل الشاعر الجميل والمعلّم الأصوليّ لنزار قبّاني ودرويش وغيرهم من كبار وأعلام الأدب العربي المعاصر؟ وهل يمكن إيجاد علاقة شبيهة نسبيًا ما بين ممارسات رِمبو اللاحقة وانقلاب عقل على المبادئ التي تغنّى بها والعروبة التي امتدحها، ليتحوّل مرّة واحدة إلى جلاد لا يرى غضاضة بإشراع السكّين والبندقية في وجه الفلسطيني في لبنان؟ لا شكّ بأنّ عامل الزمن سيلعب دورًا كبيرًا واضحًا في إعلان العفو عن حالة عقل الشخصية، وعلى الأرجح ستبقى أشعاره ومسيرته الأدبية نبراسًا مشتعلا في الطريق المظلم التي مضى فيه الشاعر على أرض الواقع، غير قادر على رؤية وطن غير لبنان، ولغة غير العربية المتداولة في لبنان. العبقرية قاتلة لا ترحم في كثير من الأحيان، وربّما كان على عقل أن يتوصّل إلى مرحلة رحيمة في شيخوخته وأن يجد الجرأة للاعتذار للفلسطينيين لدعوته لقتلهم وهو الذي غنّى مكّة ودمشق وأبكانا سحرًا وبهاءً حين جسّدت فيروز عالمه الجميل بصوتها الساحر الملتزم. للأسف، لا مكان للفلسطينيين على ما يبدو في عالم سعيد عقل، الذي اعتبر كلّ ما يهدّد لبنان و"لغة" هذا البلد يهدّد كذلك حضوره وتواجده الفيزيائي. ربّما شعر بأنّ الفلسطينيين على وشك إحلال أنفسهم وإلغاء لبنانية لبنان، لكن ألم يحرّم اللبنانيون عشرات المهن على الفلسطينيين وكذلك منح الجنسية والكثير من الحريّات المدنية أيضًا؟ ألا يكفي كلّ هذا العقاب لنحتلّ مكانًا وحيّزًا صغيرًا في جماليات الدول الحاضنة لمأساتنا المتواصلنا؟ |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
تلبية لدعوة سيدة المنتدى الأولى أختي الغالية الأستاذة الأديبة هدى نور الدين الخطيب..سأوجز مداخلتي.. 1 ـ لا يجب الفصل بين الإنسان من حيث كونه إنسانا وبين شعره وفكره وآرائه مهما كان وزنها وبعدها. 2 ـ موقفه تجاه القضية الفلسطينية يسقط عنه انتماءه إلى العروبة. 3 ـ ما كتبه عن بعض العواصم العرية لم يكن نابعا من حقيقة انتماء..ومثله كان المستشرقون.. 4 ـ القضية الفلسطينية عندي من الثوابت وأولية الأولويات..قبل القطرية والإقليمية.. خلاصة القول: كان إنسانا (مجنونا).. |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
سأتحدث في هذه الورقة عن شخصية الأديب سعيد عقل التي أثارت جدلا بسبب تناقضاتها ، بين إبداع شعري بقيمة جمالية راقية بلغة عربية فصيحةتتحدث عن الحب والجمال اللبناني وبين خطاب عنصري وموقف سياسي يطالب الجيش الإسرائيلي بتنظيف لبنان من آخر عرق فلسطيني .
من يتأمل قصائده وأشعاره التي غنتها فيروز وماجدة الرومي يندهش من موقفه العنصري ومن شخصية منفصمة مريضة بهاجس النرجسية والإبداع الجمالي .. كيف يجوز لشخصية مبدعة أن تحتال وتختال بعنصرية .. مقيتة .؟! . كيف يجوز لشاعر مغرق في نرجسية لبنانية أن يرتقي ويسمو .. بإبداع متميز .. خارج الوطن ؟! وكيف يجوز لنا أن نصفق لهذا الإبداع ، وأن نجادل وننتقد مواقف مخزية نشاهد مثيلها كثيرا في وقتنا الحالي !!؟؟ فالجدال جائز ومشروع أمام شخصية مركبة متناقضة تغزلت بأحقر مجرم ( مانحيم بيغن ) وبألعن جيش ( الجيش الإسرائيلي ). والتصفيق جائز أيضاً لإبداع من شاعر مسيحي لقب ب" شاعر مكة " ... و لمثقف متلون بألوان تيكنيكولور ولكن من غير الجائز ومن غير المعقول أن نتجاوز نرجسيته الزائدة في مجال تأسيس لغة لبنانية بحروف لاتينية فكان هذا هو جرمه الكبير .. بحق لغتنا .. العظيمة .. ولله في خلقه شؤون |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
مافائدة النبع
وعذوبة ماءه إن كان مسموما الأبداع لايبرر ابدا افعال العملاء كان للأسف ربيعا جميلا لكن ثماره مسمومة |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
من جهتي استمعت لأكثر من مقابلة مع سعيد عقل لم يُلمح فيها لقومية او قضية
كانت المقابلات لاتخرج عن إطارها الادبي، واُعجبت بانفتاحه، وشدني أكثر عندما سمعت فيروز وغنيت مكة، لكن أن يشكر اسرائيلي على إراقة دم عربي ويدعوهم للتدخل ضد إخوة عرب، ويُطالب من جيشه مساندة عدو اجتاح بيروت أرى من المبدعين من تحولوا لملحدين، بعد التعمق في الدراسات والبحوث وسعيد عقل ألحد بالعروبة وبقضية هامة في حياتنا بمصافحة الإسرائيلي وعن دوره كإنسان، فالإنسانية تقتضي بالتسامح والمحبة والوئام أجد تسامحه عذبا ورقراقا مع من صلبوا رمزه الديني وحامل رسالة سماوية لاجل المسيحية ، بينما دماء الاف الفلسطينين التي تُراق يوميا قد منحته قساوة المشاعر يبقى له دوره كشاعر أو عبقري ربما، لكنه لا يأتي بمرتبة شعراء المقاومة والمخيمات واللجوء تحية وسلام |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]الشاعر بالنسبة لي هو لسان بلده وأمته وهو القلب النابض لشعبه بالمعنى العام .. وأقصد هنا الشعب العربي ..
والشعب العربي بكل فئاته لا يختلف اثنان منه في أن القضية الأولى للعرب والمسلمين هي قضية فلسطين .. ولهذا فاندهاشي كبير حين أرى أن شاعرا بحجم سعيد عقل يتهجم بهذه الطريقة على الفلسطينيين مهما بدر منهم من أخطاء طبعت ولا تزال تطبع علاقاتهم في ما بينهم أو مع محيطهم العربي . كل ثورة لا بد أن تمر بفترات انتكاسات وأخطاء وصراع .. لكنها تبقى أخطاء هامشية ويبقى الجوهر هو طريق التحرر واستعادة الحقوق .. أعطي مثلا : اليوم نعيش خلافا بين فتح وحماس ، وهو طبعا خلاف تغذيه أطراف في الخفاء وأخرى في العلن .. لكننا لا يمكن أن ننفض أيدينا من القضية الفلسطينية بحجة أنهم مختلفون . فهذه ذريعة الجبناء الذين يترقبون أية هفوة للتراجع عن مبادئهم (إن كانت لهم مبادئ) خلاصة القول .. خاب ظني في شاعر شدت له "سيدة الغناء العربي" فيروز "غنيت مكة" . تحية شكر وامتنان أختي الأديبة هدى ومعذرة عن تأخيري في التجاوب مع الموضوع[/align] |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
السلام عليكم بالنسبة للحروف التي وضعها سعيد عقل، فقد سبق عقل بذلك المجهود الذي بذله علماء الأصوات في وضع الأبجدية الصوتية العالمية التي تكتب فيها اللغة أي لغة، معتمدة على الصوت وما ينطق، مع التسليم بأن الموضوع عند عقل هو اعتباطيّ لا فلسفة واضحة مقنعة ينطلق منها، وهو عند الصوتيين توافقي اصطلاحي، استفاد من الأبجدية اللاتينية، ولكنه لم يقف عندها واستفاد من رموز أخرى
الأبجدية الدولية |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
أعتقد أنه لابد من الفصل بين النقيضين فما صرح به عقل يعتبر تحريضا على القتل وكان لابد أن يعاقب على ذلك سواء في لبنان أو غير لبنان أما بخصوص أفكاره وإبداعاته سوف تبقى موضوع تقدير واحترام وللأجيال القادمة الحكم عليها في البقاء أو الزوال إيمانا منا بالتطور والإستمرار, والعشم ليس على عقل بل على المتعوقلين وأهل العروبة والإسلام من تواطؤوا قديما وحديثا على بيع فلسطين برمتها أو ليس مؤخرا كانوا طرفا بشكل مباشر أو غير مباشر في تجويع وقتل الفلسطينيين عمليا ألم يشاهدواالقنابل المقيتة التي تتهاطل كالأمطار على شعب أعزل ومعظمها من أموال الريع والخراج المكتنز في كازينوهات بريطانيا وواشنطن,,,, ألم يظهروا الأسى والأسف وعبروا شعرا ونثرا ورثاء وهم ألد الخصوم ... إن قارنا بما أتى به عقل من أقوال وما قاموا به أهل النخوة المستعربين من أفعال فلا قياس بين وجود الفريقين ولا فرق بين العقل والنهى إلا في المصطلح الذي هم بتصحيحه قبل معرفة الدلالة عليه شكرا لك على الطرح و |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
تحياتي وشكري لكم جميعاً على هذه المداخلات الشيقة والمفيدة [/align]استوقفني السيد جاد الله بإنكار الحضارة الفينيقية واستغربت هذا جداً، وخصوصاً أنه غير متخصص في التاريخ!! الحضارة الفينيقية تاريخ حقيقي أخي الكريم ، لعلك إن لم تقرأ عنها ( وهذا غريب لأن العالم كله يعرف المتعلم والجاهل) ولعلك تبحث هنا في نور الأدب عن الحضارة الفينيقية والكنعانية فأنا كتبت ونشرت الكثير ، موضوع سعيد عقل ليس ساحة تسمح بمحاولة مسح تاريخنا وأجدادنا أساس الحضارة الإنسانية وفضلهم على العالم كله ليس فقط باختراع الحروف الأبجدية واكتشاف القارة الأميركية إلخ.. هل ترضى أن ينفي أحد وجود الحضارة الفرعونية التي لا يقل اعتزازي بها عن اعتزازي بحضارة أجدادي؟! عميق تقديري واحترامي |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
تناول بالأمس طوني خليفة على قناة إم تي في ، الهجوم على سعيد عقل واستضاف أدباء ، منهم محمد فرحات الخلاصة التي أرادوها - أن الحرب الأهلية مرت وانطوت - وكانت المصالحة بين الجميع ولا يجوز النبش في مرحلة سوداء من تاريخ لبنان، كثر كانوا فيها مثل سعيد عقل واليوم الجميع دون استثناء عادوا يرون الشعب الفلسطيني شقيقهم وإسرائيل عدوتهم دون أدنى شك. ادعوا - وأنا لم أسمع - رغم متابعتي - أن سعيد عقل وضّح مراراً أنه لم يعادِ شقيقه الشعب الفلسطيني ، وكان يعادي ويقصد منظمة التحرير ، وأنه كتب كثيراً يخاطب الفلسطينيين ليقفوا ضد مؤامرات المنظمة - حسب ما قالوا عنه - ويعودوا لمسار التحرير الوطني الصحيح .. بالنسبة لي هذا دفاع فيه الكثير من النفاق والادعاء، فهو رحب بالاجتياح الإسرائيلي وكان الأب الروحي لحراس الأرز والعميل إتيان صقر المعروف بلقب ( أبو أرز) ، وتسجيلاته موجودة بالصوت والصورة. مع هذا لا بد أن نتحدث عن الشاعر ومدرسته التي تأثر بها شعراء كبار جداً، وعن عقد النخبة الوثيقة والتبادعية. لعل أجمل مقالة لبنانية قرأتها في هذا الشأن تضع النقاط على الحروف كانت في القدس العربي ، للكاتب القومي الإنساني الرائع الأستاذ الياس الخوري، سأنقلها لكم أدناه هل يغفر الشعر للشاعر؟ الياس خوري December 1, 2014 فوجئت بخبر موته، لا لأنني كنت أعتقد ان الموت نسي سعيد عقل، بل لأنني افترضت أن الشاعر مات من زمان. فالعالم بحسب سعيد عقل تهاوى مرات متعددة، لكن نهايته الصاخبة كانت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حين خلع شاعر «رندلى» أقنعته كلها معلناً بعنصرية فجّة أن: «على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً». سعيد عقل مات كما يليق «بطاووس شعري» أن يموت، بحسب خليل حاوي في ديوانه «الناي والريح»، فالشعر الحديث أتى ليسدل الستار على تجربة آخر شعراء الفصاحة العربية، وآخر الكلاسيكيين الكبار، وأكبرهم. لكن الموت الذي لا يَنسى سرعان ما سوف يتلاشى، فبعد أن ينتهي الموت من عمله، سوف يعيش الشاعر في شعره كأنه لم يمت، أو كأن الموت كان مجرد حيلة شعرية. فإذا كان الموت لا يَنسى، فإن الشعر يستطيع النسيان كأن الموت لم يكن. وحدهم الشعراء والأنبياء يتقنون لعبة نسيان الموت، حيث تبقى كلماتهم حاضرة وكأنها تقال هنا والآن. حيرتنا مع سعيد عقل هي جزء من افتتاننا بشعره. نكرهه وفي الوقت نفسه تُبهرنا لغته. تستفزنا برودة صوره الخالية من الحنو الإنساني، لكن كلماته المنحوتة من حجارة اللغة الذهبية، تسحرنا. ننفر من المرأة التي رسمها مجرد فكرة، فيجرفنا صخب الموسيقى الشعرية إلى موج الايقاع المتعالي. كان سعيد عقل مجنوناً بنفسه، يتأله في الشعر جاعلاً من الكلمات لاهوتاً بلا ناسوت، يبني طربه الشعري من قدرته العجيبة على التلاعب بالبحور الشعرية والقوافي، ينحت من صخر الكلمات ويغرف من البحر الذي أجبره المتنبي على الاعتراف بأن الشاعر هو بحر أكثر عمقاً من البحر. بدأ حياته قومياً سورياً وكتب نشيداً مستوحى من الشعار النازي: «سورية فوق الجميع»، ثم كتب نشيد القوميين العرب الذين تحلّقوا حول قسطنطين زريق في «العروة الوثقى»، لينتشي بصهلة الخيل: «ولنا زرع الدنى/ قبباً زرق السنا/ ولنا صهلة الخيل من الهند إلى الأندلسِ». ثم انعطف إلى لبنان محوّلاً الوطن الصغير إلى أسطورة فينيقية، جاعلاً منه صخرة عُلقت بالنجم: «لي صخرةٌ عُلقت بالنجم أسكنُها/ طارتْ بها الكُتْبُ قالتْ: تلكَ لبنانُ»! هذا الشاعر الذي افتتح الحداثة برمزية مستلة من قاموس عشق اللغة وتحويلها إلى كائن جمالي يتعالى على المشاعر، وجد في «قدموس» رمزه ووعاء رؤيته لكون مصنوع من لبنانوية مليئة بصخب الأوهام. فلبنان كان ينتظر شاعره كي يحكي، والأسطورة اللبنانية كانت تنتظر نبيها كي تسود الكون! الانزياح من الشعر إلى لاهوت الآيديولوجية اللبنانوية قسم سعيد عقل إلى نصفين، نصفه شاعر عباسي يتلاعب بالاستعارات ويجدد مع المحدثين، ونصفه الآخر نبي فينيقي قرر ان يحوّل اللهجة العامية إلى لغة مكتوبة بالحرف اللاتيني. صدّق أنه يستطيع ان يصير دانتي اللغة «اللبنانية» ولكن من دون عناء كتابة «الكوميديا الإلهية»! شعره العامي لم يكن مؤسِساً على الرغم من أنه علامة، فهو استمرار مُتقن لشعرية ميشال طراد التي تصنع من الصورة ظلاً لرومانسية مجبولة بالرمز، أما لغته وحرفه اللاتيني فصارا بدعة تثير السخرية. لا أدري لماذا خلع سعيد عقل ثوب الشاعر الذي كانه ليلبس ثوب النبي، انه عكس المتنبي الذي جعل من ادعاء النبوّة عتبة إلى شعريته. شاعر «رندلى» صدّق نبوّته فصار أحد الأنبياء الكذبة، الذي أوصلهم تماهيهم مع كذبتهم إلى السقوط في الهاوية. كان يمكن لكل نزوات الشاعر أن تمرّ كما مرت نزوات الآخرين، لو لم يسقط الشاعر في العنصرية والفاشية ويتصهين إبان الغزو الإسرائيلي للبنان، ويحلم بأن يلقي خطاباً في الكنيست الاسرائيلي، أو في «جبل الهيكل» في القدس، ثم يسكر بمشهد شلاّل الدم في شاتيلا وصبرا. صحيح أن عملاء اسرائيل يعبثون في كل مكان، لكن الخطأ لا ينسخ الخطأ، والخطيئة لا تمحو الخطيئة. فالشاعر الذي تغنّى بالجمال، صار أسير خطابه الفاشي، وصنع الديباجة العنصرية التي بررت القتل والكراهية وساهمت في تدمير لبنان. كل الخطايا يمكن أن تجد تبريراتها ما عدا العنصرية. فالفاشية سواء أكانت قومية أم دينية لا تقود الا إلى الانحطاط الكامل، هكذا وجد «لبنان الشاعر»، بحسب صلاح لبكي، نهايته على يد أهم شعراء «المدرسة اللبنانية» وأكثرهم موهبة وعبقرية. لا تستطيع الثقافة اللبنانية والعربية أن تغفر عنصرية العنصريين، لكنني أتساءل عن الشعر، فالشعر وحده يستطيع أن يبقى، ولأنه كذلك فهو الوحيد الذي يستطيع أن يغفر، حين يشاء. الشعر يعيد مع كل شاعر اكتشاف معاني الشعرية من جديد. نطرب بالقصائد وبالصوت الفيروزي الذي حملها أحياناً، تسحرنا «بددا العمر» في قصيدة «مُرَّ بي»: «تأخذ العمر تبدده/ آه ما أجمله بددا»، وننحني لعينيّ المرأة في ظلّ القمر: « ألعينيكِ تأنّى وخطرْ/ يفرش الضوء على التلّ القمر/ ضاحكا للنور مرتاحا إلى/ رفة النهر رفيقا بالحجر/ ضوؤه إما تلفتّ ددٌ/ ورياحين فرادى وزمر». ونهلل لشال رندلى، وننظر إلى الموت بعينين ساخرتين: «يا ستةً عمدوا السما/ قد جاء سابعكم فزيدوا». وحين ننزل من على صهوة فتنة الإيقاع، نكتشف أننا كنا في لا مكان، وأن الشعر ليس كذباً جميلا فقط، كما علمنا القدماء، بل قد يكون خدعة أيضاً. أوصل سعيد عقل الخدعة إلى نهاياتها، وانجرف إلى هلوساته الفاشية التي جعلته إحدى علامات السقوط اللبناني الكبير. ننتقد مواقف الشاعر الذي احتلّ حيزاً في ذاكرتنا، بصفتها جزءاً من جنون عنصري لا يزال يضرب المنطقة العربية، وننتظر من الشعر وحده أن يعفو وأن يغفر. الياس خوري [/align] |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
جزاك الله كل الخير أديبتنا الغالية أستاذة هدى الخطيب على فتح هذا الموضوع الهام ، الذي لا بد من الحوار حوله عن الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية ، بعد أن قرأت مداخلات الأخوات والأخوة ، لم يعد بإمكاني أن أعيد وأزيد على ما قيل ، لكنني اختصر وأقول مؤكدة أنه شخصية متناقضة وبين عبقريته والجنون ، وبشريته وإنسانيته خيط رفيع ، ورغم تقديري وإعجابي بشعره الوطني لمكة والقدس وترديدنا لهذه الأغاني وتمتعنا بها ، لكنني لا أستطيع أن أنسى مواقفه اللاوطنية واللاانسانية على أبناء وطني الفلسطينيين ، وعلى المقاومة الفلسطينية والوجود الفلسطيني في لبنان ، وعلى دعوته لقتل الفلسطينيين ودعمه لجيش العدو الصهيوني ، وهذه بصمة سوداء في تاريخه ، ولله في خلقه شؤون ، |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
[align=justify]
إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ، حقاً ولكن!! [/align]معظم الخيانات تتستر بألف قناع للأسف فلا نعرفهم ولا نكرههم لأنهم يجيدون ارتداء الأقنعة... كانت جنازته بالأمس هزيلة جداً ومحصورة بطائفته وأبناء مدينته زحلة بامتياز كاد موت عقل يعيد إشعال الفتيل لولا بقية من عقل.. كل لبنان ودّع صباح حتى كانت جنازتها مهرجاناً رسمياً وشعبياً في آن، وجاءت المقارنة بين جنازة الفنانة والشاعر الفيلسوف صارخة.. معظمهم لم يكن لديه الجرأة حتى على المشاركة في جنازته، هي كذلك.. انعزاليون الفكر والتركيب كثر أحبوه سراً ولم يكن لديهم الجرأة حتى بحضور جنازته حتى لا يتهموا بما اتهم به عقل!! بينه وبينهم أنه كان فجاً مكشوف الوجه صريحاً وكانوا منافقين يجيدون التلون.. حقيقة لا بد من الاعتراف بها... غداً سينسى التاريخ تصريحاته ضد الفلسطينيين وإساءته للغة العربية ولن يبقى غير الشاعر وشعره البديع ومدرسته الشعرية التي تخرج منها شعراء عرب كبار وعبقريته الفذة.. الشعر وحده سيغفر ويوحي للتاريخ بالمغفرة ، ولكن لا يسألن أحد أن تغفر الضحية وقد صرّح وضعف واحتسى بعضاً من مياه مستنقع الكراهية ولم يستتر... |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
شكرآ ايها الشاعر الجميل سعيد عقل ونسأل الله لك المغفرة عن مابدر
|
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
فطرت بعض النخب العربية على النفاق حتى صار نهجا يهدد ذاكرتنا ويخلط اوراق قيمنا واداة ديماغوجية للتبرير والانتقاء تحيل الحق باطلا والباطل حقا. في مصر دافع ويدافع مثقفون عن حملة بونابرت بتمييز “جانبها العسكري السيء عن جانبها العلمي الجيد”, وذلك رغم انكشاف “اسرار” الحملة واعلان قائدها انه لم يات الى بلاد النيل بحملتين علمية وعسكرية، وانما بحملة واحدة لتاسيس مستعمرة تكون قاعدة لقطع طريق الهند الشرقية على بريطانيا وان الوسائل العلمية في الحملة كانت مكرسة لاخضاع العرب علميا بعد اخضاعهم عسكريا. هذا النفاق الانتقائي ربما أ وحى ل لليمين الفرنسي عام 2005 قانونا لتمجيد الاستعمار وبالتالي الزعم انه حمل فوائد مدنية للمستعمرين “بفتح الميم”، ومن حسن الحظ ان انتفاضة جزائرية عارمة لوحت بمليون ونصف المليون شهيد قد حملت الفرنسيين على التراجع عن مشروع القانون. اقول هذا الكلام على هامش تكريم الشاعر اللبناني سعيد عقل اثر وفاته الاسبوع الماضي والدعوة للفصل بين عنصريته الصريحة وشعره. بكلام اخر يجوز بحسب المكرمين ( بكسر الميم) ان تعذر جمالية الشعر عنصرية الشاعر وحقده وحثه على الابادة الجماعية. ولعل هذه الانتقائية اشبه بان يعفو قاض عن مجرم لانه عازف بيانو جيد او ناظم اشعار جميلة او يرتدي بدلة ارماني انيقة في حين تدان الجريمة نفسها باعدام مرتكبها ان تعذر منافقون يمدونه بالتلفيق المناسب. هذا في بلداننا اما في الغرب وبخاصة في المانيا فمن الصعب على شاعر يمجد النازية ان يبقى خارج السجن ولن يجرؤ احد على امتداح شعره ولن تنشر كبريات الصحف نصوصه ؟ ولن يحظى فاشي ايطالي بالتكريم لمجرد تمجيد ايطاليا وكتابة اشعار جميلة في لغتها وتراكيبها؟ الم يقتل الشاعر الشاب فيديركو غارسيا لوركا في اسبانيا لانه رفض فاشية فرانكو؟ في الغرب يصنفون العنصرية ك “افة” لا يجوز الاقتراب منها ولا يجوز جمعها مع اية قيمة جميلة وغير جديرة بالقياس بمعايير الابداع المختلفة . ذلك ان الشعر ليس كفارة للعنصرية ولا لاية جريمة اخرى وهذا يصح على سعيد عقل وعلى غيره بل يعني الشاعر اللبناني الراحل لتوه اكثر من غيره. ان سيل افعال التفضيل والمبالغة الجمالية الذي انتشر حول عقل بعيد موته مثير للريبة. فقد قيل عنه في صحف تدعي الدفاع عن المقاومة اللبنانية انه ” كريستال الصالون… ايقظ اللغة كما يفعل الحبيب الساهر على حلوته النائمة… اناقته لا تضاهى… قطعة الزمرد… لم يلتو له غصن… الانيق المغناج… ترهبن للجمال… ” هذه الصور هي غيض من فيض ما قيل في الشاعر الراحل، وقد وصل القول الى حد اتهام العرب باهماله بحسب طلال حيدر “.. لو كان هناك عالم عربي حقيقي لاعلن الحداد عليه ” اي على سعيد عقل الذي قال عن شعره باللغة العربية الفصحى “”… شعري العربي الفصيح كرخانة اقفلتها نهائيا” ( جريدة السفير 3 9 1994 ) والمقصود بالكرخانة بيت الدعارة… وفي الصحيفة نفسها يضيف: “…اللغة العربية يجب ان تزول…كلمة ان اللبناني عربي يجب ان تزول… المتنبي شو هالبضاعة أي المتنبي تافه “…ويضيق المجال لشتائم سعيد عقل ضد العرب والثقافة والحضارة العربية .. ومع ذلك ثمة من يجرؤ على لوم العرب لانهم لم يعلنوا الحداد عليه اي على من لعنهم ودعا الى دفن لسانهم والذي اختار العداء للغتهم عندما حرر جريدته بالحرف اللاتيني وبالمحكية اللبنانية. وان كان عداء الشاعر الراحل للغة والحضارة العربية موصوفاً فان عنصريته ضد الفلسطينيين يمكن تصنيفها في خانة الجرائم ضد الانسانية. فقد عبر حقد عرقي على الفلسطينيين في فترة مبكرة وقبل ان تنطلق مقاومتهم المسلحة ضد اسرائيل من جنوب لبنان في العام 1969 اذ أكد في محاضرة في دار “الندوة اللبنانية” في 1 اذار عام 1954 “… ان الفلسطينيين يشكلون خطرا صحيا على اللبنانيين … انهم مصدر للتلوث الصحي للبنانيين بسبب امراضهم “. وكان، بالتالي، من الطبيعي ان يمجد قتلهم فيما بعد “… لقد ابدع اولادنا في صبرا وشاتيلا وعليهم ان يكملوا ..” بحسب مانشيت جريدة “لبنان” 17 كانون الاول 1982 . وفي مكان اخر يقول ” .. لبنان يتسع ل 940 الف قبر فلسطيني ” بحسب جريدة “الاحرار” في 5 10 1981 ..ثم يتابع “.. انا مع الشاب الذي يريد ان يقتل فلسطيني… انا بدي اقتل الفلسطيني. بدي العن ابوه … اللي بده يلفظ قضية فلسطين بدي فك رقبته …”. وعن المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي يفصح “”.. سعيد عقل يكون جبانا اذا انخرط مع الجبناء الذين يريدون مقاتلة اسرائيل” بحسب مجلة “الشراع″ في 28 1 1985 وذلك لان ” الجيش الاسرائيلي عم يخلصنا من هالوسخة الفلسطينية… “. يفيد ما سبق ان الرجل كان فخورا بعنصريته ورفض الاعتذار عنها طيلة حياته بل اعتذر عن شعره العربي الفصيح معتبرا ان ابداعه هو استمرار لمفاهيمه العنصرية بوسيلة ادبية .هذا هو الشاعر الذي كان ” على العالم العربي ان يعلن الحداد عليه “ هذا هو “كريستال الصالون… والانيق المغناج… وقطعة الزمرد… والغصن الذي ما التوى …والاناقة التي لا تضاهى… والذي ايقظ اللغة كحبيب يوقظ حلوته النائمة … والمترهبن للجمال “ في الحدائق العنصرية والفاشية والنازية تروى النباتات بدماء الضحايا والامهم وصراخهم. وفي “حديقة” سعيد عقل، نبتت شقائق النعمان على دم طفل فلسطيني قتله شعار ” ادفع دولارا تقتل فلسطينيا” وعلى دموع امراة لبنانية فقيرة ذبحت ميليشيا الشاعر عائلتها في صبرا وشاتيلا. تلك هي حديقة سعيد عقل العنصرية المهولة كما ارادها وكان صادقا وفخورا بالدفاع عنها. اما جمل المؤلين والمداحين فهي تعيب اصحابها بل لعلها تضير الغائب في مرقده الاخير . فيصل جلول / كاتب لبناني |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
نحن لسنا ملائكة وليس لنا الحق ان نحكم على الآخرين سواء كانو ادباء ومفكرين مثل سعيد عقل
لكل منا فكره وفلسفته وهو بالتأكيد أثبت جدارته رغم ماقيل عنه وما هو أثبته |
رد: ندوة تفتح نافذة للحوار حول الشاعر سعيد عقل العبقري وسقطاته الفاشية
تحياتي لكم وللمزيد من إثراء هذا الملف - وأرى فيه نقاشاً مهما - يفيدنا بشكل عام ... هل نستطيع فعلاً الفصل بين الناتج الأدبي وصاحبه وكيف؟؟! هل نستطيع أن نسامح أي إنسان على خيانته لأنه مبدع ولأننا نستمتع بإبداعه؟؟ لا شك أنها مشكلة... من أهم ما قرأت في من كتبوا عن سعيد عقل كان المفكر الفلسطيني الأستاذ عزمي بشارة ، وإليكم مقالته: بمناسبة النقاش عن سعيد عقل عزمي بشارة غالبا، ما أتجنب ذلك النقاش حول الشخصيات الأدبية المعروفة، ولا سيما الذي يثار بعد وفاتهم، إذ تختلط فيها بلاغة التقريظ بالتعداد التقليدي لمناقب الفقيد مع محاولة قول شيء جديد ومتميز في دفق الكتابات الذي يملأ الصحف، خلال أيام الرثاء المعدودة، قبل أن يخلي مكانه لمشاغل الناس الأخرى. ولكن النقاش حول سعيد عقل استوقفني، ليس فقط لأني معجب بشعره، وحتى عبقريته الشعرية التي ندر مثيلها بين معاصريه، ولكن، أيضاً، لأن بعض الإشكاليات التي أثارها هذا النقاش مهمة فكرياً، ويتجاوز، في أهميته، الانقسام المألوف الذي يبدأ وينتهي بـ"نحن" و"هم"، أو "نحن" و"أنتم" من دون تفاعل في حوار حقيقي. بعض الأخوة المتناقشين أخضعوا تقييم شعر سعيد عقل لموقفهم السياسي من صاحبه، باعتباره عنصرياً، وهو عنصري فعلا بأي تعريف. فأصبح من المتعذر على العنصري أن يكون شاعراً، لأن الشعر بطبيعته، من وجهة نظرهم، أسمى من أن يكون نتاج شخص مصاب بلوثة كهذه؛ ولأن الشاعر، بطبعيته، روحاني رقيق، قدَّ من طبيعة خيّرة. والحقيقة أن هذا الطرح يرتكب خطأين، أولهما تقييم قيمة عمل إبداعي بموجب مواقف صاحبه السياسية، أي ليس بمعايير جمالية، أدبية أو فنية؛ وثانيهما إخضاع البشر العينيين إلى مقولة أسطورية حول طبيعة خرافية للشعراء. وأضيف إن أصحابها أنفسهم يتجاهلون تطبيقها على بعض الشعراء من معسكرهم ممن "يتمتعون" هم، أيضاً، بكم وافر من الفظاظة والنرجسية والانتهازية الشخصية والسياسية. ولكن المتغنين بطبيعة مختلفة للشعراء، يُحِلون أسطورة شخصية الشاعر السماوية محل شخوص الشعراء الفعليين الأرضيين، مثلما يضعون الأسطورة، هذه نفسها، في مواجهة شخوص الأدباء الذين يمقتونهم بسبب مواقفهم، أو لأنهم في المعسكر المضاد. وقد يمقتونهم بحق. في المقابل، رفع بعض المتناقشين مقام الشاعر مع مقام قصائده، حتى جعلوا عنصريته وفظاظته، المصرح بها حد البذاءة، من ضمن جنون الشاعر المحبب، حتى كادوا يتغنون بهذه العنصرية المقيتة والقسوة والعنف الكامنين بها. وبعضهم لم ينكر أقوالاً نطق بها الشاعر، من حين إلى آخر، ضد الفلسطينيين، لكنهم اعتبروها من الزلات والهفوات التي يفترض، برأيهم، أن نتسامح معها. يكشف هذا النقاش عن مشكلة ذوقية وفكرية حقيقية. فهي تخلط بين الإبداع الفني والأدبي وشخصية المبدع، فتضفي عليه قدسية، أو تشيطنه وترفض الاعتراف بنتاجه. وهي شبيهة بالنزعة الشعبية لتحويل أشخاص إلى نجوم أو شياطين. مثل هذا الإرباك لا يمكن أن يحصل مع نتاج العلماء في مواضيع اختصاصهم، لأن الفصل، هنا، بنيوي واضح. فنحن لا نسأل عن شخصية مخترع البنسلين أو الإسبرين، أو مكتشف قوانين الفيزياء التي قادت إلى بناء المحرك النفاث، لكي نستخدمه ونستفيد منه. فهؤلاء لم (ولن) يصبحوا نجوماً. وغالباً ما نجهل أسماء العلماء، خلافاً لمعرفتنا بأسماء المجرمين القتلة، من السياسيين المتوسطي الذكاء، أو الأغبياء على أنواعهم، أو مثلما نعرف أسماء رجال ونساء كل مؤهلاتهم محض جسدية، وقد يكون الكشف عنها للعموم كل المطلوب لاكتشافها. ولكن الإرباك يحصل في حالة الإنتاج الثقافي، لأننا نتوقع من المثقف التزاماً بقضايا المجتمع والإنسان. والمصيبة أن هذا الالتزام ذاته قد يقود إلى مواقف شمولية متطرفة، ينقلب فيها الخير شرا بسهولة. من العبث إنكار قيمة عمل أدبي عبقري لأن صاحبه عنصري، أو لأنه متطرف ينتمي في المعسكر الآخر. مثل هذا يقود، أيضاً، إلى تضخيم قيمة عمل أدبي، لأن صاحبه من "معسكرنا"، كما يقود إلى تجاهل صفات المبدع الشخصية والاجتماعية السيئة، والتي يجري التستر عليها غالبا. ليس من مانع نظري في تقييم عمل كأدب رفيع، على الرغم من الاصطدام مع صاحبه في الصراع ضد الظلم، ولا حاجة لمنحه "تنزيلات" عند إدانته أخلاقيا، ولا التسامح معه، حين يقف مع ديكتاتورية دموية، ترتكب جرائم إبادة جماعية لأنه شاعر. ومن حق شخص أن لا يستمتع بعمل أدبي لأديب بعينه، لأنه يتذكر عند قراءته مواقف صاحبه المثيرة للغثيان. فهذا حقه، طالما لا يعتبر حساسيته هذه نقداً أدبياً موضوعياً لقيمة عمل هذا الأديب. لكن، ما العمل؟ ثمة أدباء وشعراء تبنوا مواقف فاشية، يمينية ويسارية (فالفاشية وتقديس سلطة الدولة ليست حكراً على اليمين). بعضهم أبدع أدباً راقياً جميلاً، وبعضهم صنع أدبا مجنّدا، لا يستحق تسمية الأدب إلا في معسكره، وملاحق معسكره الثقافية. وسعيد عقل، برأيي، ينتمي إلى الصنف الأول، فهو إنسان صغير أنتج أدباً كبيراً. ويعج هذا المعسكر بالأشخاص الأفظاظ والانتهازيين والعنصريين الذين أنجبوا أدباً راقياً وجميلًا. إنهم بشر صغار، لكنهم أنتجوا أدباً عظيماً. ولا يندر أن يكون المبدعون بشراً صغاراً، ذوي مصالح ونزوات ومواقف غير ناضجة، عاطفياً وفكرياً، مثل بقية البشر. ونادراً ما يتميز بعضهم في الفضيلة. هذا، بحد ذاته، لا يجعلهم عمالقة، إلا في الأسطورة التي تحاك عنهم. وغالباً ما حاكها بعضهم عن نفسه، أو شارك مباشرة في حياكتها. يبدو أن الناس يميلون، على الرغم من كل شيء، إلى صناعة النجوم والشياطين، وهو ميل ديني، أو تعويضي عن الدين عند العلمانيين. وإنقاذ معايير الأدب والفن والجمال من هذه الصناعة مهمة عسيرة. |
الساعة الآن 21 : 08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية