![]() |
المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
تحياتي وعميق تقديري للجميع لا زال مبدأ " فرق تسد " هدفاً استعمارياً ناجحاً لتفتيت هذه الأمة إلى كنتونات ولا زال الكثير منا على الجانبين لا يعي خطورة الغلو والتعصب لشريحة من المجتمع تجاه شريحة أخرى ولا يستطيع الفصل والتمييز بين التديّن والتعصب بالرغم من أنهما ضدان لا يجتمعان لأنه ببساطة شديدة الدين يدعو إلى المحبة والتعصب يدعو إلى الكراهية ونحن جميعاً نعرف أن النور لا يمكن له أن يكون مصدراً للظلام. ولا زال الكثير منا هدفاً سهلاً لمثل هذه المؤامرة الخبيثة التي تحاك وتستهدف الفئتين معاً على حساب هذا الوطن المشترك الذي يهمنا جميعاً متى نستفيد من الأخطاء ونتعلم منها؟! متى نتعلم كيف نناقش هذه الأخطاء لسد الثغرات بصراحة وحرية وشفافية وبكثير من الوعي والنضج؟؟ إلى متى نترك الاستعمار يلعب بنا ويحركنا كما يشاء وكيفما شاء؟؟ وإلى متى نبقى نتحاشى بعض القضايا ولا نتحاور فيها لأننا نجد فيها الكثير من الحرج؟؟ بالأمس كنا الأستاذ طلعت وأنا نناقش هذا الموضوع ، وبالصدفة هذا المساء فتحت بريد نور الأدب وفيه كم كبير من الرسائل التي لم تقرأ بعد، حاولت المرور على بعضها ووجدت مقالة أرسلت للنشر منذ فترة بعنوان: "المسيحيون العرب: الواقع والدور " وكاتبها الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني" أستاذ العقائد والأديان المقارنة بجامعة الإمام الأوزاعي في بيروت. المقالة أعجبتني جداً ووجدتها جد مناسبة لتكون حجر الأساس الذي ننطلق منه في حوارنا وهذا ما أتمناه [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
المسيحيون العرب: الواقع والدور أ.د. أسعد السحمراني أستاذ العقائد والأديان المقارنة في جامعة الإمام الأوزاعي – بيروت مســــؤول الشـــؤون الدينية في المـــؤتمر الشعبي اللبنـــــــــــــــاني أمين الشــــؤون الخـــارجية في اتحــــــاد الكتاب اللبنــــــــانييــــــن تمهيد: إن المسيحيين العرب الذين يقاربون إثني عشر مليوناً لا ينتمون إلى إطار مذهبي أو كنسي واحد بل يتوزعون في مجموعة كنائس هي: -الروم الأرثوذكس -المارونية -السريان الأرثوذكس -السريان الكاثوليك -الآشورية -الكلدانية -القبطية وبات فيها مع الأرثوذكسية قبطية كاثوليكية وبروتستانتية -الأرمنية الأرثوذكسية -الأرمنية الكاثوليكية -الروم الكاثوليك والكاثوليك والبروتستانت حديثون نسبياً كانوا بعد الدخول الغربي بأشكال استعمارية أو غير إستعمارية إلى الأرض العربية. لكن أتباع هذه الكنائس يجمعهم الإنتماء الوطني والقومي العربي، وهم سكانياً واجتماعياً من هذا النسيج كسواهم من المواطنين المسلمين – وهم الأغلبية – أو غير المسلمين، وقد عرف المسيحيون العرب حالات من الإستقرار والإندماج الوطني، وحصلت بالمقابل حالات أدّت إلى توتير أو نزاعات من قبل بعضهم مع بعض مواطينهم ومن نماذج ذلك حركة التمرد التي قادها بندار بالتعاون مع البيزنطيين ضد الدولة العباسية في عام 759 م؛ أو ذلك التعاون غير المبرر لعدد من المسيحيين العرب مع الفرنجة (الصليبيين) الغزاة، وقد ولّد هذا الأمر رغبة بالإلتحاق بالغازي الأوروبي عند هذا الفريق، ومن جهة أخرى انسلخ هؤلاء عن انتمائهم، واهتزت الثقة بهم، وبمقابل هؤلاء كان من المسيحيين من قاتل الفرنجة (الصليبيين) مع أشقائه من العرب، وهذا الفريق التزم خياره العربي، ولم يُستدرج إلى خانة التنكر لهذا الإنتماء لينساق إلى خيار الإنتماء الديني الذي سيقوده إلى خارج حدود أمته ليكون أداة للغزاة والطامعين. ينطبق الأمر نفسه على مراحل لاحقة خاصة بعد أن كان الإستعمار الأوروبي مع القرنين التاسع عشر والعشرين حيث تفاعل عدد غير قليل من المسيحيين العرب مع مؤسسات الإستعمار الأمنية أو التعليمية أو الإقتصادية، وكان من ذلك دعوات شعوبية ضد العروبة، وحركات إنفصالية تحت ستار الحريات الدينية وحماية الأقليات، وكانت دعوات مشبوهة لاستخدام لهجات محكية بدل العربية الفصحى، أو دعوات لاستخدام الحرف اللاتيني في الكتابة، ناهيك عن تعمد استخدام مفردات أجنبية في الأسماء أو الاتصال اليومي، أو تقديم استخدام الفرنسية أو الإنكليزية في تدريس العلوم، وتقديم هذه اللغات على العربية في مدارس وجامعات ومعاهد مما يتناقض مع الهوية والانتماء والإلتزام الوطني والقومي، كل هذه الأمور أدّت إلى اهتزاز الروابط والثقة، وإلى وجود ولاءات للخارج على حساب الإلتزام الوطني والقومي العربي. وبالمقابل كان القسم الأكبر من المسيحيين العرب متمسكاً بعروبته وبوطنيته، فانخرط في مسار المقاومة للإستعمار، وقاوم هذا الفريق من المسيحيين كل أشكال الغزو الثقافي أو العسكري أو الإقتصادي كما أنهم أسهموا في خدمة العربية الفصحى أيما خدمة، والدور المقاوم لهؤلاء المسيحيين العرب لم يتوقف إلى يومنا هذا حيث دور المسيحيين العرب جلي وبارز في مقاومة الإحتلال والإغتصاب لفلسطين، وتضيق الصفحات بأسماء مارست أدواراً ريادية وقيادية في المقاومة في الساحات كافة. وإذا كان أمر الولاء للمشروع الإستعماري موجوداً في الوسط المسيحي كما أنه استقطب أتباع وملاحق من الوسط الإسلامي إلا أن التصنيف لهذين الفريقين لم يكن واحداً في الرأي السائد بين أهل الأمة: أ- النظرة للمسلمين الذين التحقوا بالمستعمر على أنهم عملاء، وتمّ نبذهم، ولا يزال التعاطي معهم على هذا الأساس. ب- النظرة للمسيحيين الذين التحقوا بالمستعمر كانت مختلفة لأن هؤلاء أخذوا دور تسويق الوافد الإستعماري الثقافي ولعب دور المروج والخادم، وتصرف على أنه جزء من هذا الأجنبي، وكان بسبب هذا الفريق حكم من بعض الرأي العام العربي المسلم على المسيحيين العرب عموماً بأنهم موالون للأجنبي، وهنا كانت المشكلة. وقفة مع تأصيل العلاقات الإسلامية – المسيحية: إن بناء نسيج إجتماعي مستقر تسوده حقوق المواطنة هو المطلب، ويكون معيار التعامل فيه مع المواطنين وطني دستوري ميثاقي، وأن لا تكون تكيّنات مذهبية أو طائفية أو عرقية أو قبلية، وعلى الصعيد الإسلامي – المسيحي يحتاج أمر العلاقات إلى التأصيل من موقع إسلامي، وهذا التأصيل يؤكد أن الإسلام يقوم المجتمع فيه على قبول الآخر وعلى المجادلة مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وأن أمر القبول الأخروي للناس هو شأن إلهي والدليل على ذلك قول الله تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد." (سورة الحج، الآية 17) فالأمر لله تعالى من قبل ومن بعد وهو المتصرف بعباده وهو سبحانه الذي يحكم بين الناس يوم القيامة والحساب. إن هذا التنوع العقدي الذي أخبرت عنه الآية السالفة الذكر يختص فريق ممن ذكرتهم الآية بعلاقة مميّزة مع المسلمين هم المسيحيون (النصارى)، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة: "ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون." (سورة المائدة، الآية 82) هذه المودة بين المسلمين والمسيحيين أكدتها السّنّة النبوية من خلال محطات كثيرة منها: 1.عندما ضيّق المشركون على المسلمين في مكة المكرمة قبل الهجرة، أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعة من الصحابة من مكة مهاجرين، وأمرهم أن يقصدوا بلاد الحبشة، وكان حاكمها النجاشي مسيحياً، وقال لهم رسول الله عن هذه البلاد وحاكمها: "إنها أرض صدق وفيها حاكم لا يظلم عنده أحد." 2.الصلح مع نصارى نجران والعهد الذي أعطاه لهم رسول الله، والذي يصلح ميثاقاً عالمياً في العيش الوطني، وتجديده اليوم في الوطن العربي بين المواطنين مسلمين ومسيحيين يؤمن استقراراً ووحدة وطنية راسخة. وفي نص العهد لنصارى نجران ما يلي: "ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم، وملّتهم، وأرضهم، وأموالهم، وغائبهم وشاهدهم وعيرهم وبعثهم، وأمثلتهم لا يغيّر ما كانوا عليه، ولا يغيّر حقّ من حقوقهم. وأمثلتهم لا يفتن أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا واقه (قيّم البيعة: خادم الكنيسة: شمّاس) من وقاهيته على ما تحت أيديهم من قليل أو كثير؛ وليس عليهم رهق، ولا دم جاهلية، ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش. من سأل منهم حقاّ فبينهم النصف (العدل) غير ظالمين ولا مظلومين بنجران. ومن أكل منهم رباً من قبل فذمتي منه بريئة. ولا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر، ولهم على ما في هذه الصحيفة جوار الله، وذمّة محمد النبي أبداً حتى يأتي أمر الله." لا أحسب أن صيغة ميثاقية معاصرة تفي بغرض توفير الأمان وحماية حرية المعتقد، وحماية بيوت العبادة مع الشعائر ستكون للمسيحيين أهم من هذه الصيغة الميثاقية، ويكفي أن يتم استحضارها والإستفادة منها لجلاء اللبس في العلاقات، أو ما يعرف بالخوف المسيحي من قبل المسيحيين العرب أو في الشرق عموماً. ويأتي في هذا السياق من العلاقات الميثاقية الإسلامية – المسيحية واقعة دخول القدس زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتاريخ يقول: إن البطريرك صفرينوس طلب من أمير الجيش أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بأن يبلغ الخليفة بأن البطريرك يريد المصالحة لكنه لا يسلم مفاتيح المدينة إلا للخليفة. وافق الخليفة ولما وصل المدينة واستقبله بطريركها تأكدت المودة والعلاقات الميثاقية الإيمانية والوطنية، وأعطى الخليفة ميثاقاً للبطريرك عُرِف باسم: "العهدة العمرية". لقد جاء في العهدة العمرية: "بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر أهل إيليا (القدس) من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم، ولصلبانهم، مقيمها وبريّها، وسائر ملتها، أنها لا تسكن كنائسهم، ولا شيء من أموالهم ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيليا، معهم أحد من يهود." لقد أعطت العهد العمرية أماناً لمسيحيي القدس، واستُجيب لطلبهم بأن لا يقيم في المدينة أحد من يهود. واليوم تصلح العهدة العمرية ميثاقاً إسلامياً – مسيحياً يضاف إليه بند واحد يقرر تفعيل حركة المقاومة من أجل تحرير المدينة من دنس الإحتلال الصهيوني، ولأن القدس حاضنة المقدسات المسيحية والأقصى وما له من مكانة عند المسلمين فإن اللقاء في رحابها يؤسس لدور للكنائس المسيحية العربية وللمسلمين، هو الدور المرجعي على الصعيد العالمي من خلال المسيحية والإسلام. أما الحديث النبوي الشريف فقد جاء في نصوصه الكثير مما يوجب أن تقوم علاقات راسخة وأصيلة بين المسلمين والمسيحيين. من هذه الأحاديث النبوية الشريفة: "إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمّة ورحماً، وقال الليث: كانت أم اسماعيل منهم." والحديث: "من ظلم معاهداً أوكلّفه فوق طاقته فأنا حجيجه." هذه النصوص والمواثيق أسست لعلاقات راسخة بين المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي، ولو أننا راجعنا المراحل التاريخية لعرفنا بأن بعض حالات التنازع التي حصلت كانت غالباً لأسباب خارجية، وكانت محدودة بالقياس مع المسار الإيجابي في العلاقات. ما المشكلات؟ إن مبرر طرح هذا العنوان هو ما نسمعه أو نقرأه في الآونة الأخيرة من مخاوف أو أصوات صفارات إنذار تتحدث عن تناقص أعداد المسيحيين في الوطن العربي، وبذلك يكون الأمر محتاجاً إلى تشخيص المشكلات تمهيداً لعلاجها ووضع الحلول الناجعة لها. وعملية التشخيص تبين ما يلي: 1- إن الإستعمار الأوروبي والأمريكي حالياً دفعا إلى توتير العلاقات بين المسلمين والمسيحيين مما شجع حركة هجرة المسيحيين العرب إلى بلاد الغرب وسواها، وكان من مؤثرات الإستعمار ما يلي: أ- أحكام متسرعة من قبيل من المسلمين على المسيحيين عموماً بأنهم صليبيون، وأنهم يكيدون للإسلام والمسلمين ولا حل إلا بالنزاع والعلاقات المتوترة، ومن هذا الباب تأتي مسألة النظرة بعين واحدة لكل الكنائس دون تمييز بين العقائد واللاهوت والموقف من الإستعمار. ب- الإستعمار الصهيوني الإستيطاني الإحتلالي: وهذا الإستعمار يكيد للمسيحيين والمسيحية كما يكيد للإسلام والمسلمين، ومشروعه العنصري لم يميّز والدليل أنهم في فلسطين المحتلة صادروا كنائس وأديرة كما صادروا مساجد، وهجّروا المسيحيين كما هجّروا المسلمين، وفي القدس اعتدوا على المقدسات على حدّ سواء، وعملوا لتفريغها من سكانها المسيحيين، والمعلوم أن القدس كانت تضم بين سكانها عشية احتلالها من قبل العدو أربعين ألف مسيحي عام 1967، واليوم لا نجد فيها أكثر من أربعة آلاف وخمسماية مسيحي. وقد هُجرت في الأرض المحتلة قرى بأكملها كحال قريتي كفر برعم وأقرت في الجليل. ج- التدخل الإستعماري كما كان الحال أبّان الحكم العثماني بذريعة حماية الأقليات والسعي الأوروبي - ولاحقاً الأمريكي - لتسويق المشروع الإستعماري من خلال قبيل من المسيحيين منهم من ارتضى هذا الدور فولد ذلك نزاعات وصراعات. كما أن الإستعمار الذي يحكم زوراً على الإسلام بأنه إرهاب أَسْهَمَ في نزوح المسيحيين عن مواطن إقامتهم ليبرِّر مزاعمه، ولا أدلّ على ذلك من حالة العراق بعد الإحتلال الأميركي حيث كان عدد المسيحيين يوم احتلّوا العراق أكثر من 700 ألف نسمة، واليوم لم يبق إلا أقل من ثلث هذا العدد. د- عملت قيادات واشنطن المتعاقبة تنفيذاً لمشروعها الشرق أوسطي القاضي بتفكيك الوطن العربي إلى كيانات صغيرة طائفياً، ومن أجل توفير الأمن لكيان العدو الصهيوني الغاصب على تشجيع ظاهرة الكانتونات والفدرلة، والتكينات الطائفية فاخترقت بعض المجموعات السكانية منها مجموعات مسيحية مما أدى إلى نزاعات شهدتها ساحة لبنان أبّان الحرب الفتنة التي تطل برأسها بوجوه متنوعة لكنها جميعاً خلّفت أشكالاً من التوتير والأجواء المشحونة التي تؤثّر على الحضور المتوقع من المسيحيين العرب دوراً وموقعاً. 2- لدواعٍ عديدة متنوعة أبرزها ردة الفعل على الأجنبي وتحميل تعدياته وتحدياته للمسيحيين العرب، أو الجهل والتعصبات الرديئة بتنا نجد حالات عند المسلمين ترفض الآخر المسيحي، ويبرز ذلك من خلال بعض الأقلام أو الخطب، أو من خلال إصدار مواقف تدعو إلى الإنفصال اجتماعياً وذلك بتوظيف نصوص وأحكام في غير وجهتها الصحيحة. 3- اعتماد بعض المسيحيين سابقاً وسيطاً لترحيل الفكر الغربي والإقتصاد والتعليم وسوى ذلك، إلى الأمة العربية واليوم لم يعد لهذا الوسيط المسيحي هذا الدور مادامت العلاقات مفتوحة مع المسلمين وقد بات هناك وسطاء من المسلمين جنّدوا أنفسهم لخدمة الأجنبي والمستعمر كما أن اليسر في الإتصال خفف هذا الدور إن لم نقل أنه ألغاه. هذا بالإضافة إلى الحاجة الغربية للثروات العربية وأبرزها النفط وهذا ليس بيد المسيحيين العرب كي تكون لهم أهمية عند الغربي بسببه. 4- الحرب الفتنة التي كانت في لبنان ومجرياتها خاصة من خلال الصراع بين القوى المسيحية وفي المناطق المسيحية أسهمت بدفع مئات الألوف إلى الهجرة طلباً للأمان أو العمل، وكان ما عُرِف باسم جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد وبعده أنطوان لحد صاحب دور في ترك عدد كبير من مسيحيي الجنوب لقراهم وبلداتهم بسبب ولائهم للعدو الصهيوني، كلّ هذا أثّر على الحضور المسيحي في لبنان، وهذا يستنتجه أي متابع إذا قارن بين سجلات الأحوال الشخصية وبين عدد المسيحيين المقيمين فعلياً في لبنان. من أجل دور أفضل وواقع مستقر: إن المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من الأمة، وهم أصليون في النسيج القومي العربي، والأرض العربية مهد المسيحية ومنطلق دعوتها لذلك لا يمكن لأحد أن يتصور مجتمعاً عربياً بلا مسيحية ومسيحيين، كما أن الإسلام الذي أقرّ التنوع والتعددية باعتبارهما سنّة كونية، ولأن الأغلبية العربية مسلمة فإن هذا الإسلام بسماحته يؤمن مناخ الإستقرار لغير المسلمين خاصة الأقرب مودّة المسيحيون. تأسيساً على ما تقدم يحتاج الإستقرار الإجتماعي والدور المنشود للمسيحيين في ظل هذا الواقع المحلّي والدّولي إلى أمور كثيرة منها: 1- أن يتصرف المسيحيون العرب على أساس الواقع الذي ينطق بأنهم عرب ينتمون إلى أمتهم لغة وحضارة وثقافة وأملاً ومصيراً، ولا يصح أن يكون التصرف وكأنهم جالية أو أقلية فهم أبناء الأمة، والواجب يقضي أن يتوقف بعض من يظنون أنهم جالية هذا المفهوم الخاطئ، وقد وجهت إلى هذا المرجعيات الدينية المسيحية المعاصرة. وممن وجهوا إلى هذا الموقف الوطني والقومي العربي، النص الذي أذاعه الباب السابق يوحنا بولس الثاني خلال زيارة لبنان في شهر أيار / مايو 1997 تحت عنوان: "رجاء جديد للبنان"؛ ومما جاء فيه: "إن الكنيسة الكاثوليكية منفتحة على الحوار والتعاون مع المسلمين في لبنان. وتريد أن تكون منفتحة على الحوار والتعاون مع مسلمي سائر البلدان العربية، ولبنان جزء لا يتجزأ منها. وفي الواقع إنّ مصيراً واحداً يربط المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة. وكل ثقافة خاصة لا تزال تحمل طابع ما رفدتها به على الصعيد الديني وغير الديني الحضارات المختلفة التي تعاقبت على أرضهم. ومسيحيو لبنان وكامل العالم العربي، وهم فخورون بتراثهم، يسهمون إسهاماً ناشطاً في التطور الثقافي." وجاء فيه كذلك: " بودّي أن أشدّد، بالنسبة إلى مسيحيي لبنان، على ضرورة المحافظة على علاقاتهم التضامنية مع العالم العربي وتوطيدها. وأدعوهم إلى اعتبار انضوائهم إلى الثقافة العربية، التي أسهموا فيها إسهاماً كبيراً، موقعاً مميّزاً، لكي يقيموا، هم وسائر مسيحيي البلدان العربية، حواراً صادقاً وعميقاً مع المسلمين. إن مسيحيي الشرق الأوسط ومسلميه، وهم يعيشون في المنطقة ذاتها، وقد عرفوا في تاريخهم أيّام عزّ وأيام بؤس، مدعوون إلى أن يبنوا معاً مستقبل عيش مشترك وتعاون، يهدف إلى تطوير شعوبهم تطويراً إنسانياً وأخلاقياً." هذه الدعوة إلى إندماج المسيحيين في نسيج أمتهم العربية من قبل الكنيسة الكاثوليكية جاءت مثلها دعوة من قبل المرجعية الأرثوذكسية المتمثلة بالبطريرك أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وقد ورد ذلك في كتاب حوارات (1979-1988)، حيث قال البطريرك: "قد يكون علينا، كمسيحيين عرب، أن نسعى إلى أمر، إذا لم نقم به نحن فلن يقوم به أحد، وهو العمل بجدية هائلة لترجمة المسيحية للعالم العربي، لأن المسيحية هي حتى في العالم العربي لا تزال متقوقعة فكرياً في نظري. فلا نزال، يخاطب المسيحي المسيحي، كما لو كان يعيش في زمن سابق من التاريخ. هذا يناقش ذاك عن عقيدة في القرن الرابع أو الثامن أو أي شيء من هذا القبيل، قلت إننا متقوقعون لأننا لم ننتبه، أو كأننا غير مدركين للحدث الروحي الهائل الذي يتمّ حولنا، وهو حدث الإسلام. فكأننا خلقنا لا لكي يخاطب الواحد منّا الآخر، بل لكي يخاصمه. ولم نرَ بعد أن رسالتنا هي في هذه المنطقة التي فيها تمّ الإعلان عن هذه الديانات، وأن من واجبنا أن نتمكن من مخاطبة المسلم... حاجتنا قبل كل شيء في هذه المنطقة، إلى ترجمة المسيحية بتعابير عربية، بتفكير في العالم العربي من خلال معطيات عربية." ويكمل البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم: "أنا أقصد أنه يجب أن نتوصل إلى أن تكون هناك مسيحية المخاطب فيها هو شخص عربي. مسيحية تخاطب العقل العربي والثقافة العربية واللغة العربية." هذه التوجيهات الصادرة من مرجعيات أرثوذكسية وكاثوليكية تحتاج إلى النقل إلى حيّز التطبيق، وأن يعمل المسيحيون العرب مع مرجعياتهم على الإلتزام بها لأنها توفر المناخ المناسب لعلاقات إسلامية مسيحية مستقرة في الوطن العربي. 2- أما المسلمون وهم المكوّن الرئيس لسكان الأمة العربية فإن مهماتهم عديدة ومتنوعة في الشأن المتعلق بالمسيحيين العرب، وهذه المهام يمكن تحديدها بما يلي: أ- العودة إلى مرجعية النص القرآني والسيرة النبوية، وبعدهما الفقه، ومسار التعامل الإسلامي – المسيحي منذ بدأت مسيرة الإسلام في هذا الكون مع رسول الرحمة والسماحة محمد صلى الله عليه وسلم، لأن تحديد المصدر والمرجعية يشكل العامل الحاسم في ضبط العلاقات، وفي كونها تصبح على أسس شرعية سليمة بعيداً من حالات الفهم المغلوط، أو الغلو، أو الإنطلاق من ردات فعل غير محمودة النتائج. ب- لقد جاء في الآية القرآنية: "ولا تزر وازرة وزرة أخرى"، وكان الإمام عبد الرحمن الأوزاعي قد خاطب الوالي العباسي على بعلبك في عصره مذكراً بالآية، ومعلقاً بقوله له: "كيف تأخذ العامة بذنوب الخاصة". وهذا ما يحتاجه الواقع اليوم. وإذا كان بعض المسيحيين العرب قد تعامل مع الأجنبي وانتمى إليه على شكل عميل وتابع على أساس ديني مسيحي أو كان الشخص من نهّازي الفرص، وممن يقدمون مصالحهم الخاصة، فإن الأمر لا يستدعي أن تكون النقمة على عامة المسيحيين العرب بسبب ذنوب خاصة، وهؤلاء الخاصة المتنكرين لأمتهم وواقعهم ومجتمعهم يماثلهم بعض من المسلمين ممن تنكروا لانتمائهم القومي العربي والديني الإسلامي وارتموا في أحضان الأجنبي الطامع بأمتهم. ج- إن قبيلاً من العرب المسلمين ومنهم مرجعيات فكرية أو سياسية أو إعلامية يحمّل الكنائس العربية ما يرى أن تبعته على قسم من المسيحيين الأوروبيين أو الأمريكان أو سواهم دون أن يدفع نفسه إلى الوقوف على الحقيقة. ففي الغرب مذاهب مسيحية وكنائس وفرق (sectes) تتستر بالمسيحية وليس فيها من المسيحية شيء، وقسم تصهين وبات في موقع البوق للعنصرية الصهيونية وشريكاً في الإجرام والإحتلال والعدوان، وفي هذا يدفع ثمن العدوان المسيحيون العرب كما الحال بالنسبة للمسلمين العرب، لذلك يكون الصواب أن يتمّ الفصل بين النظرة إلى بعض الغربيين من أتباع مذاهب كنسية معتبرة أو فِرق لم يبق في فكرها شيء من المسيحية وبين مسيحيين غربيين منصفين، وبشكل أخص بينهم وبين المسيحيين العرب فهم مع المسلمين في الهمّ عرب، وفي المصير عرب، ومن الأدلة على ذلك حال التهجير من فلسطين المحتلة على يدي العدو الصهيوني في الغاصب، حيث طال التهجير مسلمين ومسيحيين، وشمل العدوان مقدسات وأوقافاً وبيوت عبادة للجميع. د- إن بناء علاقات سليمة تؤسس لشبكة نسيج اجتماعي عربي وحدوي قومياً، ووحدوي في كل بلد عربي يحتاج إلى حوار إيجابي بين المرجعيات الإسلامية والمسيحية لبيان كل ما هو ملتبس في العلاقات، ووضع الأسس التي تقوم على ما أقره الإسلام بشأن التنوع، وفيما يخصّ المسيحيين، وفيما ذهبت إليه المرجعيات المسيحية المعاصرة إن من خلال النص أو سائر المواقف التي ورد بعضها سابقاً في هذا البحث وغيرها كثير. وأن يتبع هذا الحوار العربي الإسلامي – المسيحي خطوة أخرى هي العمل من أجل دور مسيحي عربي في مخاطبة أوروبا والغرب، وعموم المسيحيين غير العرب كي يتمّ تعريفهم بمخاطر الصهيونية وكيان العدو الغاصب لفلسطين، ومقدار ما تتعرض له المقدسات المسيحية والقدس من عدوان صهيوني منذ اغتصاب فلسطين. خاتمة: إن دوراً للمسيحيين العرب يستلزم بالدرجة الأولى تطبيق القاعدة القرآنية بين المسيحيين والمسلمين: "لتعارفوا"؛ وذلك بأن تتم صياغة كتب تربوية تعالج موضوع القيم المشتركة (الأمانة – الصدق – العفة – برّ الوالدين... الخ) تتضمّن نصوصاً مسيحية وإسلامية ليكون المنطلق للقاء في إطار شبكة العلاقات الإجتماعية عربياً مؤسساً على القيم الناظمة لمسار حركة المجتمع العربي الحضاري والتزاماً بالهوية الثقافية للأمة. والأمر الآخر المطلوب هو تنشئة الأجيال على أساس من حقوق المواطنة وقبول الآخر بين المسلمين والمسيحيين مع إبراز المشترك قيمياً ووطنياً، وتحديد برنامج عمل يغرس التدين لا الطائفية، والوحدة لا الفئوية. وأن يعالج كل فريق حالات الغلو والتطرّف داخل صفوفه، وأن يتصدّى لها بالوسائل المناسبة فكرياً وإعلامياً وتربوياً. المسيحيون العرب كما المسلمون العرب مطالبون أن ينخرطوا كلياً في المشروع القومي العربي الساعي للنهضة من خلال الحرية والتقدم، ورد التحديات، وتحرير الأرض والمقدسات، وأن يعمل الجميع لإسعاد الإنسان فهو الرأسمال وهو المقصد وتكريم الإنسان غاية مشتركة عند المسيحيين وعند المسلمين فهذا يعزز الدور المسيحي عربياً، وبعد ذلك يكون المشروع الحضاري العربي دولياً لوقف الإستباحة وردع العدوان، ونشر قيم العدل والخير والحق بدل ما تنشره المدارس المادية من ظلم وشر وباطل. [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
الأستاذة القديرة هدى نور الدين الخطيب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقال رائع ومثمر للكاتب أ.د. أسعد السحمراني وأحب أن أؤكد إستكمالاً لهذا المقال : أننا في مصر نسيج واحد , وقلب واحد , وليس هناك أي فارق بين مسلم و مسيحي. ونحن المسلمون نكن كل إعزار و تقدير للمواطن المصري المسيحي , ولن تنجح أي محاولات للفرقة و الوقيعة بيننا . |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
الأستاذة الأديبة هدى المقالة في غاية الأهمية وأتمنى من الجميع المشاركة في هذا الملف في سوريا بالذات العرب المسلمين يكون التعامل مع العرب المسيحين بالمثل لا فرق بين مسيحي ومسلم سواء بالطب أو بالتجاره أو بالصناعه فيفضل التعامل مع الأصدق بالمعامله والألطف وكذلك في البلدان العربية على ما أعتقد وهناك قادة فلسطينيين مسيحيين قادوا النضال الفلسطيني أمثال جورج حبش وغيره إن الإسلام في صورته المشرقة، ومن خلال تاريخه المطبق يحمي النصارى، ولو لم يكن الإسلام عادلاً مع تعامله مع رعاياه لما بقي نصارى في مصر والعراق والشام، ولتم محوهم كما مُحي الإسلام من الأندلس بعد ثمانية قرون من البقاء هناك، إن هذه الشهادة التي قدمها رجل مسيحي عن عدل الإسلام وإنصافه للنصارى الذين عاشوا تحت ظله، ومثل ذلك يُقال عن اليهود يُعتبر أكبر دليل على أن الإسلام دين سلام وحوار، وإخاء في الأوطان، ولقد جاءت كثير من الآيات في القرآن تؤيد هذا المعنى وتدعمه، قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}.. وقال تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.. وقال في آية ثالثة: { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}. دمت الأديبة هدى على روعة هذا المقال |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
تحياتي وسلامي لجميع الزملاء والأخوة والأخوات ما طرحته العزيزة الأديبة هدى الخطيب هنا ، وهو ما أوجزت أبعاده بالقول " ولا زال الكثير مناعلى الجانبين لا يعي خطورة الغلو والتعصب لشريحة من المجتمع تجاه شريحة أخرى ولايستطيع الفصل والتمييز بين التديّن والتعصب بالرغم من أنهما ضدان لا يجتمعان لأنهوببساطة شديدة الدين يدعو إلى المحبة والتعصب يدعو إلى الكراهية ونحن جميعاً نعرف أنالنور لا يمكن له أن يكون مصدراً للظلام ".. وأتبعته بمقال للأستاذ. د. أسعد السحمراني بعنوان " المسيحيون العرب .. الواقع والدور ".. وهذا كما قدمتْ جاء نتاح حوارنا المشترك حول نبذ أي تفرقة أو تناحر أو تبعية .. وسألتها بشكل عرضيّ " لماذا لا نضع في الموقع تهنئة ومباركة لإخوتنا المسيحيين في أعيادهم ، كما نفعل في أعيادنا ؟؟.. وتوصلنا إلى أننا نسينا ذلك ، عن غير قصد ، وأنّ من حقهم كما هو الحال بالنسبة لنا ، أن نضع تهنئة ومباركة في الأعياد التي تخصهم ..وهو الأمر الطبيعي ..ولا داعي لأن نورد أو نشرح أو نفصل حول ما جاء في المقال ، فهو باعتقادي شيء طبيعي ، وطبيعي أيضا ما تفضل به الغالي د. ناصر شافعي عن حياة المسلمين والمسيحيين في مصر ، وما تفضلت به الغالية الأخت ناهد شما حول حياتنا كمسلمين ومسيحيين في سورية .. فهو في مجمله ، تكملة أو تطبيق طبيعي لما جاء به ديننا قرآنا وسنة ..وكل تصرف يشذ عن ذلك يعدّ مغالاة لا معنى لها ، ولا رافد لها في ديننا الإسلامي .. حتى لا أبتعد عن لبّ الموضوع ، أجد المكان هنا مناسبا للتحاور أو إبداء الرأي للغالي الأديب خيري حمدان ، حيث أذكر قوله يوم ناقشنا مقالته " الكتابة على أوراق النار " ردا عليّ ، وفي معرض حديثه ، " مؤخراً سألت نفسي ما هو المفتاح لروح الشاعر والأديب طلعت سقيرق .. جملة عابرة قرأتها فيإحدى نصوصك أو تعليقاتك لا أذكر تماماً، قلت (أريد فلسطين،كلّ فلسطين.) يا سلام يا طلعت (تجريد الاسم من الألقاب للتحبب) في هذا الزمن الصعب،تطفو فلسطين، كلّ فلسطين إلى سطح روحك. كانت هذه الجملة بمثابة صدمة عاطفيةووجدانية، وأنا الذي أطالب بالسلام واحترام الديانات والشعوب المختلفة ".. ولم أناقش يومها هذا القول الصادر طبعا عن أخ كريم ، لأن مكانه لم يكن عند مناقشة المقالة .. وأجد الآن أن الغالي خيري حمدان قد فتح لي بابا للولوج إلى ما أريد طرحه في هذا الموضوع تحديدا ، وسيجد الأديب خيري حمدان أننا نلتقي تماما عند مقولة التسامح التي يتحدث عنها وأجد هنا مكانها الطبيعي ..كيف ؟؟.. أنا أريد فلسطين كل فلسطين ، وكثيرا ما أصرّ على ذلك في كتاباتي منطلقا من تحديد " أنا " هذه بالعربي الفلسطيني ، أقصد الفلسطيني المسلم ، والفلسطيني المسيحي ، والفلسطيني اليهودي ، أي أن يعود الحق العربي كاملا غير منقوص لأصحابه العرب ، ولم أذكر في يوم من الأيام ، وطبعا لا يمكن أن أذكر ، دين هذا الفلسطيني العربي الذي يطالب بكامل فلسطين ..وهذا ليس جديدا عندي أو عند الأستاذ خيري ، أو هو ليس من ابتداعنا ، فالمنطقة هكذا رسمت منذ القديم وهكذا كانت .. لكنني بالتأكيد ضد وجود المستعمر ، مسلما كان أو مسيحيا آو يهوديا، فأنا أفرق بين التبعية لبلد ما والتبعية لدين ما .. أنا أرفض وبشدة وجود الأجنبي أو الغريب عن فلسطين محتلا ، دون النظر إلى دينه ..ونعرف أن الصهيونية هي التي أقامت دولتها على أساس الدين وليس نحن .. وببساطة شديدة ، فلسطين لا تتسع لكل مسيحيي العالم ، كما أن السعودية لا تتسع لكل مسلمي العالم .. فالفرق جد كبير ، وليس جديدا – كما قلت – أن يعيش العرب معا من كل الأديان .. ونعرف أنّ فلسطين أعطت نموذجا يحتذى في التضامن نضالا وعيشا ومشاركة بين المسلمين والمسيحيين العرب منذ القديم حتى الآن .. إذن الحديث عن تفريق بين دين ودين ، أو العمل على التفريق هو جهد استعماري مبذول منذ القدم ، لأن الأجنبي لا تعجبه هذه اللحمة بين العرب جميعا وإن اختلف دين هذا عن ذاك .. ولنا في العراق مثال صارخ على محاولة التفريق بين أهل الدين الواحد من خلال فتنة تتلوها فتنة .. والدم الذي سال وما زال يجعلنا نسعى لليقظة قدر المستطاع ..حتى لا يحدث أو يترسخ تفريق مهما كان نوعه .. فالعراقي تبعيته للعراق قبل أي شيء آخر كانتماء وطني ، والفلسطيني انتماؤه لفلسطين لا سواها ..وهذا بالتأكيد أكبر بكثير من الحركات والأحزاب والمنظمات وما إلى ذلك .. فكل هؤلاء يذهبون ويبقى البلد الذي هو اكبر من الجميع .. أخيرا ، أجد أنّ الموضوع منته ومحلول بذاته ، دون حاجة للخوض كثيرا في جوانبه .. فكلنا عرب ، على أرض عربية ..وهذا هو المهم الآن .. لكم الشكر [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
الأخت العزيزة الأستاذة هدى الخطيب , الأخوة الأعزاء سأبدأ من النهاية التي انتهى إليها الأخ الأستاذ طلعت عندما قال: " أجد أن الموضوع منته , ومحلول بذاته, دون الحاجة للخوض في جوانبه ,فكلنا عرب وعلى أرض عربية " في الحقيقة يكون التعامل مع المواطنين على الأرض الواحدة على أساس وطني ودستوري , وليس على أساس طائفي أو مذهبي . وهذا ماعايشناه , ببساطة , على مدى هذه الحياة ,عشنا أطفال نلعب ونمرح مع بعضنا , وتلا ذلك طلاب على مقاعد الدراسة,وبعدها أصدقاء وزملاء عمل , ولايدري أي منا دين الآخر , او حتى يسأله عن ذلك , إلا إذا عرف أحدنا بالصدفة , هكذا هي الحياة بين المسلمين والمسيحيين هنا في سورية , وهي كذلك في كل الدول العربية التي تضم المسلمين والمسيحيين . وببساطة أكثر : تجد أنه في عمارة واحدة يسكن المسلم والمسيحي بجوار بعضهما البعض ويتبادلون الزيارات والتهاني بالأعياد , ومساعدة بعضهم في الأفراح والأتراح . أنا وأقولها بفخر , أن صديقتي الصدوقة الوحيدة هي مسيحية , وعلاقتي بها متينة جدا جدا . ولاننسى دور إخواننا الفلسطينين المسيحيين في الثورة والمقاومة الفلسطينية , فقد كان لهم نفس الدور وموازي للدور الفلسطيني المسلم , لأن الهدف واحد, الهدف : القدس, الناصرة , بيت لحم , حيفا , صفد , يافا , عكا , فهذا واقع المسيحيين العرب الفلسطينيين , وكذلك كان دورهم . ولن تتمكن المحاولات الشريرة التي يبذلها المستعمر الأجنبي بأشكاله من فك هذه اللحمة و زرع بذور الفتنة والتفرقة بين العرب جميعا مهما اختلفت ديانتهم . شكرا لك أديبتنا الرائعة أستاذة هدى على طرح هذه المواضيع القيمة . |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
تحياتي وعميق تقديري لك دكتور ناصر.. أنا معك تماماً ، في مصر كما في العراق وبلاد الشام ، المسلمون والمسيحيون نسيج واحد، لأن الأصل واحد والعرق واحد والأجداد والتراب والعادات والتقاليد وكل شيء، والاختلاف في العقيدة ليس مكانه الحياة العامة والمصالح الوطنية القومية والأخوّة في الوطن ولا يجب أن يكون له أي تأثير على الصلة والروابط الوثيقة التي تجمع بيننا، ولعلّي أتذكر من خلال مداخلتك القيّمة التحرك الوطني لمناهضة الاستعمار البريطاني في مستهل القرن العشرين في مصرنا الحبيبة وشعارها عن عناق واتحاد رجال الدين والهلال والصليب. لا ضير في المناظرات والحوارات الدينية بإيجابية ولكن ما يجري اليوم بعيد عن هذا. التعصب لا شك أنه مستورد وغير أصيل في بلادنا ، تاريخنا البعيد لم يعرف التعصب بين المسلمين والمسيحيين وهنا الطامة الكبرى، الإنسان الواعي والمثقف وكذلك المتديّن الواعي لن تجد فيه أي فتنة الأرض الخصبة للتعصب ولكن هذه الفتنة تجد الأرض الخصبة عند الجهلة وبعض الشباب في سن المراهقة وطبعاً من يستخدمون لهذا الغرض لإثارة الفتن وهنا يأتي دور المثقف الواعي في إرشاد الشباب والتوعية ودور رجال الدين لغرس بذور المحبة ووأد أي فتنة في أرضها. الحقيقة في مصر أنا معجبة جداً بالبابا شنودة ومواقفة الرزينة الواعية وكذلك وطنيته الواضحة وله مواقف نعتز بها في هذا المجال. نرجو من الله سبحانه أن يبعد الفتن عن بلادنا وأن يحسن المثقف توظيف قلمه في سبيل توعية الشباب شكراً جزيلا لك دكتورناصر وتفضل بقبول فائق تقديري واحترامي [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
الأستاذة الحبيبة ناهد تحياتي.. بالتأكيد في بلاد الشام كلها من شمال سوريا إلى جنوب فلسطين كما في العراق جميعنا عشنا ونشأنا معاً والمسيحيون العرب في لبنان وسوريا خاصة والعراق وبلاد الشام عامة هم أرباب القومية العربية كما نعرف جميعاً ، كـأنطوان سعاده، أسد الأشقر، شبلي شميل، شبلي العيسمي، ميشيل عفلق، إلى آخره ولو تحدثنا في المجال الأدبي الوطني واللغة العربية والقواعد فسيضيق المجال لكثرة الأسماء وما قدمته، وجزء كبير من مسيحيي بلاد الشام من الغساسنة وكما نعرف كل الغساسنة حافظوا على مسيحيتهم والمناذرة في العراق وبعض بلاد الشام قسم كبير منهم اعتنق الإسلام ثمّ انخرط معظمهم في الطائفة الدرزية. الطائفة المارونية بالرغم من كل ما أشيع من بعض من خرجوا عن السرب العروبي حول أسطورة القومية الفينيقية ( أجدادنا العرب الكنعانيون اللذين شبههم اليونان بطائر الفينيق لما مرّ بهم من أهوال فكانوا فينيقييون الاحتمال والانبعاث من الرماد أحياء) فإن معظم الموارنة من الغساسنة وموطنهم الأصلي كان في الاسكندرونة السليبة شمال سوريا وجزيرة قبرص قبل التهجير والتغيير الديمغرافي الذي أجري عمداً وبالقوة والترحيل القسري عن جزيرة قبرص الشامية الأصل، ومن أجل هذا كان ما يعرف اليوم بجبل لبنان مع باقي السلسلة في سوريا وفلسطين وما كان يعرف من قبل بجبل الدروز اسمه الأصلي ( جبل العرب ) لأن سكانه كلهم من الأمراء المناذرة الدروز والغساسنة الموارنة وفيهم بعض الأمراء مثل أبي اللمع، وشهاب اللذين اعتنقوا المسيحية المارونية فيما بعد ( منهم رئيس الجمهورية اللبنانية السابق فؤاد شهاب وهم من أسرة الأمير بشير الشهابي الكبير الغني عن التعريف) والملامح العربية الغير مختلطة عند الدروز والموارنة واضحة تماماً ما عدا عائلات قليلة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة منها على سبيل المثال لا الحصر آل الجميّل فهم أصلا من أقباط مصر وقد هاجر والد بيير الجْمَيِّل واسمه أمين جد الرئيس أمين من مصر إلى لبنان ، كذلك من الدروز آل إرسلان أصلهم فارسي أو غالباً أكراد. هذه اللمحة وجدتها ضرورية أما حول طبيعة التعايش على مر العصور فهي من أروع ما يكون ، طبعاً وقع اطهاد على المسيحيين أبان الحكم العثماني الذي كان يميّز العربي المسلم السني عن باقي الطوائف والمذاهب، لكن لا دخل للمواطنين فيه. ما خبرته بنفسي عن التعايش في القرى اللبنانية وعلى الرغم من الأحداث التي أخذت شكل طائفي كان ولم يزل التعايش من أروع ما يكون، فالقرية يحتفل أهلها بالأعياد المسيحية والإسلامية على حد سواء يزينون جميعاً القرية في الأعياد ويغسلون الطرقات ويمدون المصابيح على كل الدور وفي الأعياد على الجهتين الكل يحتفلون ويقيمون الدبكة ، وفي أفراحهم يشارك الجميع وفي الأحزان القرية كلها حداد، حقيقة إلى حد أنه أحياناً من الصعب أن نميز بين المسيحي والمسلم خصوصاً لو أخذنا بعين الاعتبار أن الجيل القديم كانت السيدات المسيحيات في القرى أيضاً لا يكشفن عن شعرهن بحيث لا يوجد اختلاف حتى في المظهر. من جهة أخرى كنت قد أجريت بحثا في بعض القرى عن تاريخ العائلات وتعمقت في بحثي لطبيعته وكل ما استطعت العثور عليه من مراجع كانت غزيرة في حينه ووجدت عدد غير قليل من العائلات قسم منهم مسلم وقسم مسيحي. وفي الختام أسماء كبيرة مشرقة نعتز بها ونفخر من منا لا يحفظ سيرة المطران كبوجي ؟ من منا لا يحب ويعتز بالأب عطالله حنا؟ ومن منّا لا يعتز بسهى بشارة؟ ومن منا لا يطرب بجوليا بطرس وهي تستصرخ ضمير العرب والعالم ومارسيل خليفة وهو ينشد قصائد شاعرنا الراحل محمود درويش ؟؟ من منا لا يطرب لإبداع الرحابنة في إحياء التراث العربي والأندلسيات ويغني للقدس وبيسان ويافا وحيفا وعكا بدموع العين مع فيروز وينشد معها: " الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع " ؟؟ بل وكيف لنا ألا نصون عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه لأهل ذمته وكيف نخضع لمشيئة الاستعمار ونمزق هذا النسيج ؟؟ شكراً لك أستاذة ناهد دمت وسلمت [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
اعيد ليس من مصلحتنا الان وغدا ان نفرق بين الملل جميعا
فكيف تستجيب سريعا بعض جهات, للمؤامرة التفريقية؟ تحيتي وتقديري |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
تحياتي أديبنا وشاعرنا الأستاذ طلعت لا أستطيع أن أضيف على ما تفضلت بإيراده وتأكيده بشأن اخواننا المسحيين العرب السلام والرغبة بالسلام لبني البشر بالطبع لا يعني التنازل عن الوطن وأرض الوطن وفق تطبيق دعاوى الاستسلام الذي فرضته المجازر الصهيونية، واعتبار استعمار بلادنا أمراً واقعاً نهائياً، والذي يرتدي ثوباً يهوديا كما ارتدى بالأمس ثوباً صليبياً وبينهما ثوباً إسلامياً تركياً واقتطع لتماس حدوده عند رحيله جزء من بلادنا ما زال محتلاً وهو " لواء الاسكندرونة" وضيّع جزيرة قبرص بعد أن فرغها من العرب تماماً وهذا ما فعله الفرس أيضاً في عربستان وجزر الإمارات الثلاث وهو ما يفعله أكراد الباشمركة بحماية الاستعمار الأميركي في العراق من اعتداء وترويع وطرد لمسيحيي العراق واقتطاع الكثير من المناطق وضمها إلى كردستان. هو ما سعى له صهاينة ما يسمى بإسرائيل في التغيير الديمغرافي بالقوة لكن حساب الحقل لم ينطبق معهم على حساب البيدر، ونحن نعرف أن أرباب الصهيونية اليهودية الإسرائيلية علمانيون يدّعون التدّين لغسل أدمغة بسطاء اليهود عاطفياً لما للعقيدة من تأثير عاطفي والسيطرة عليهم وضمان تبعيتهم لهم، فالاستعمار يتسلح بقناع العقيدة ويرتدي ثوبها ليس إلا، لكنه يبقى استعماراً عنصرياً وإن تقنع بقناع ديني، ويبقى هناك فرق كبير بين الغريب المستعمر وأبناء الوطن والعرق وتنوع العقائد فيما بينهم ، فذلك عدوي وهذا ابن أمّ وعرق ودم وشريكي في الوطن والمصير. للأسف التعصب مثل شوك الأرض شرارة صغيرة من النار تشعل فيه حريقاً كبيراً بإمكانه أن يحرق الأخضر واليابس. كلنا نريد فلسطين، كلّ فلسطين ولو بعد ألف عام لن نرضى ولن نصالح المستعمر الغاصب على متر واحد من أرض الأجداد تحت سلطة الغرباء فهذا حقنا وكرامتنا ومن يتنازل عن وطنه كل أو جزء في عرف الإنسانية خائن. المسيحي الفلسطيني عانى ما عاناه المسلم الفلسطيني ولم يفرق الاستعمار الصهيوني ومجازره بينهما وكلنا سمعنا ونعرف في مشروع تهويد القدس تحديداً ومصادرة الأراضي ماذا جرى ويحصل حتى لأراضي تملكها الكنيسة ومن مشاعها. من جراء الإعلام يستغرب ويندهش الكثير من الناس في الغرب حين يقابلون مسيحي فلسطيني ( وهذا حصل مراراً لي حين أعرّف عن صديقة مسيحية فلسطينية ) طبعاً لأن الإعلام الصهيوني يسوّق الأمر وكأنه بين اليهود والمسلمين. قلت مرة لإحداهن: لما تستغربين أوليست فلسطين مهد المسيحية ؟؟ وهذه النقطة يجب أن ينتبه لها الجميع وسبق وحذر الأب عطالله حنا مما ترمي إليه من تقزيم للقضية من سرقة وطن إلى مجرد خلاف على الأرض بين اليهود والمسلمين. أما الطمس الأكبر فهو طمس يهود فلسطين وعدم الاعتراف بيهوديتهم وأقصد هنا بالطبع " يهود السامرة" وحصرهم ببؤرة ضيقة من الجهل والتخلف والأميّة المرتفعة جداً عندهم، يعيشون في نابلس وما زالوا منذ آلاف السنين، بينما يتم تعريف الاستعمار الصهيوني عنهم أنهم ليسوا من اليهود الأصلاء وإنما من بقايا الأمم التي حاربت اليهود في حين أن تاريخهم وتسلسلهم الوراثي يثبت أنهم من سلالة سيدنا هارون عليه السلام وهؤلاء لا يعترفون بالتلمود وماجاء فيه ولابجبل صهيون ويعتبرونها بدعة استعمارية ولا بهيكل سليمان عليه السلام، إنهم فلسطينيون مناهضون للاستعمار الصهيوني ومنهم في جبهة التحرير ويعانون الأمرين من سلطات الاحتلال وهم معرضون فعلاً للإبادة وأعدادهم في تناقص مستمر مثلهم مثل المندائيون في العراق اللذين يعودون لنفس النسب ويعانون وفي طريقهم إلى الانقراض. لم أقصد الابتعاد عن موضوعنا الأساسي فأرجو معذرتي ولعلنا نفتح حواراً مخصصاً لهذا الموضوع لك كل الشكر والتقدير [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أديبتنا الغالية الأستاذة هدى نورالدين الخطيب.أخواتي اخوتي الأعزاء في أسرة نور الأدب. [align=justify]موضوع هذه المناقشة حساس جدا والخوض فيه لايخلوا من مخاطر الانزلاق الى غير الهدف الذي طرح من أجله.أجمل تحية وسلام مع الأسف الشديد اننا نسمع بعض الأصوات التي تميز وتفرق بين مسلم أو مسيحي، أو بين سني وشيعي، أو بين درزي وكردي، والقائمة طويلة، في مجتمعنا العربي.[/align] [align=justify]من تجربتي الخاصة، وفي البيئة التي نشأت وتربيت فيها، البيئة الفلسطينية في سوريا الحبيبة، في الحي والمدرسة، في التعامل اليومي لم نميز يوما بين هذا وذاك بناء على دينه أو طائفته، لان تعاليم ديننا السمح وتربيتنا القومية تحثنا على التآخي والوحدة، وتنبذ التعصب والفرقة والتمييز.[/align] [align=justify]واذا ماعدنا للذاكرة التاريخية والانسانية نجد أن التعايش في معناه وبعده الايجابي شكل على مدى تاريخنا خبرة ضمن الاطار الحضاري للبيئة العربية في أشكاله المتعددة وضمن تجارب وتراكمات رائدة في سبيل مجتمع متساو ومتكافئ.[/align] [align=justify]المسلمون والمسيحيون، لايمكن فصلهما عن الحضارة العربية، قد ساهموا معا في تطوير وتجذير وتفعيل الإرث التاريخي للأمة العربية وكان أساسه العيش المشترك والتعاون الأخوي الايجابي البناء.[/align] [align=justify]كلمة أخيرة.. هي دعوة صادقة أن نتمسك بمبادئنا وقيمنا وأن نعود لأصالتنا وجذورنا، ان تجربة العيش الأخوي المشترك في بلادنا العربية بشكل عام وأخص هنا فلسطين وسوريا هي تجربة رائدة رغم كيد الحاقدين، وبوحدتنا بكل أطياف الوطن سننتصر باذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/align][align=justify]التفرقة من صنع وسياسة الاستعمار، لافرق بين الاديان في وطننا والتاريخ يشهد بذلك، أصولنا واحدة فكثير من مسيحيي الشرق ينتمون الى القبائل العربية المسيحية ماقبل الاسلام، وهم يفخرون بعروبتهم وانتمائهم.[/align] [align=justify]لقد سبقني الاخوات والاخوة هنا من ذكر لبعض أدوار شخصيات مسيحية على المستوى العلمي والاجتماعي والسياسي، وهي كثيرة ولايمكن فصلها عن تاريخنا المشترك، فالتعددية ميزة ونعمة يفتخر بها أي مجتمع متسامح يسمو ويعمل من أجل الوطن الواحد، لقد تميزت أمتنا العربية بتلك الصفات على مر العصور، وما علينا الا أن نحافظ عليها ونصونها من الحملات الضارية ضد هويتنا القومية وحضارتنا العربية. ومن واقع قضيتنا المركزية فلسطين وتحديدا قضية تهويد مدينة القدس،[/align] هل يفرق الصهاينة في عملية التهجير والبطش وهدم المنازل وتفريغ الاحياء من سكانها بين عربي فلسطيني مسلم أم مسيحي؟ هل عمليات الإبعاد والنفي فرقت بين مسلم ومسيحي؟ أمثلة كثيرة: وما المطران المناضل هيلاريون كبوجي، مطران القدس للروم الكاثوليك إلا نموذجا صارخا لعدم التمييز في الدور والعمل واسلوب التعامل. [align=justify]عندما غادر المطران كبوجي مدينة القدس الى منفاه مرغما قال: :" إنني الآن في المنفى ولو كنت في روما عاصمة الكاثوليكية ،فإذا تركت وطني زرعت روحي في القدس على أمل العودة كما تزرع حبة الحنطة فإذا لم تدفن حبة الحنطة في الأرض تموت ،وأنا دفنتها بشرط حياتها وقيامتها ،إنني أعيش ألم الغربة والاستعداد لأمل العودة إلى وطني الأكبر،أي دنيا العرب، ومنه إلى الوطن الأصغر "القدس وفلسطين". وفي منفاه ظهرت جهود لتعيين كبوجي مطرانا للبرازيل أو أمريكا الجنوبية ..لكنه ظل على موقفه محتفظا بلقب مطران القدس ،يدافع عنها بالكلمة والموقف في كل المحافل والمنتديات ،ويدعم صمود أهلها في وجه المجرمين الصهاينة.[/align] ومع اندلاع انتفاضة الأقصى ظل المطران يردد:"أنا مؤمن إيمانا لا يتزعزع بحتمية الانتصار والتحرير والعودة إلى القدس". |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
الأخت الحبيبة الاستاذة بوران شمّا هو بالضبط ما تفضلت به، منذ الطفولة عشنا ونشأنا معاً. مداخلتك وحديثك عن الزمالة والصداقة جعل شريط الذكريات يمر بدءاً من الطفولة ووجدتني أبتسم هنا وأضحك هناك. أذكر كيف كنا نتشارك بكل شيء، كثيراً ما كانت زميلاتنا المسيحيات يصمن معنا في شهر رمضان ونصوم معهن في صومهن. أذكر كيف كنا نحول كل المناسبات إلى فرحة وبهجة، كثيرة هي الذكريات ورائعة حين نسترجعها. أما في الغربة ، حين نجلس أنا وجارتي نحتسي القهوة نتذكر أناشيد الطفولة وأغانيها والأمثلة الشعبية وننشد ونضحك من بعض العادات والأساطير التي كان يتناقلها الناس نشعر بمعاني القرب وعمقه، حين تجدين هنا الكنائس العربية تحرص على إقامة دورات مستمرة تعلم الأطفال والنشءاللغة العربية وتستضيف نشطاء قوميون يتحدثون عن القضية الفلسطينية وما يجري في بلادنا وما يراد لها تعرفين مدى القرب والارتباط ، حين تجدين مدى رفض العائلات العربية المسيحية في المهجر زواج الأبناء من أجنبيات تعرفين مدى الشعور القومي الفطري عند المسيحي مثله مثل المسلم. كان عندي جارة عجوز لم تنجب أولاداً وحين توفي زوجها أرسل شقيقها إلى السفارة في لبنان وطلب ضمها وجاءت ، لكنه للأسف توفي بعد فترة من قدومها وأولاد اخوتها مشغولون عنها بعائلاتهم وأعمالهم ، وهكذا تعودت أن تذهب معي حيث أذهب فكان من لا يراها معي يسالني عنها وكنت كما آخذها عند الطبيب أوصلها بنفسي يوم الأحد إلى الكنيسة العربية، إلى أن قمنا بتنظيم افطار أسبوعي في قاعة كبيرة أسفل المسجد تستعمل للمناسبات وقسمناه بعازل بين النساء والرجال، نفطر ونصعد إلى المسجد نصلي التراويح ونعود ، وحين عدت إلى البيت كالعادة قرعت بابها للاطمئنان عنها فوجدت عينيها منتفختان وظاهرعليها أثر البكاء فعانقتها وبقيت اقبلها وألح عليها لتخبرني فقالت: " على المسجد فوق لا بأس ولكن الإفطار ما دخله في القاعة السفلية ، ألا انتظركم يومياً دون طعام لأفطر معكم في رمضان فكيف طاوعك قلبك الذهاب من دوني" في اليوم التالي اتصلت بالإمام وشرحت له فقال لي : " الأسبوع القادم أحضريها معك وأخبريها بترحيبي شخصيا بها" وبالفعل ذهبت معنا ورحبت بها كل النساء وكانت سعيدة جداً بهذا اللقاء وباتت تنظر يوم السبت بفارغ الصبر وتصرّ على تحضير الحلويات. بعمرنا لم نفرق ولم نشعر يوماً بأي فرق وما دعاني لفتح هذا الملف هو ما ألاحظه في تجوالي على الانترنيت من دعاوى غريبة لإثارة نعرات التعصب والتفرقة من جهات مشبوهة وأخرى غبية تسقط في الأفخاخ التي تنصب لها خصوصاً لو أخذنا بعين الاعتبار أن التعصب مرض معدي وأنه لا يكفي أحياناً أن نغض البصر ولا بدّ من مواجهته والعمل على توعية الناس وإرشادهم ما أمكن وقد تحدثت منذ قليل انا والأستاذ مازن بعد مداخلته الجميلة عن المطران كبوجي بفتح ملف عن سيّر الأبطال نعم.. لا بدّ أن نتحدث ونؤكد أهمية الحفاظ على وحدتنا ولسان حالنا دائماً يقول: " لا للتعصب ولا للتفرقة فالعقيدة بين العبد وربه والتعصب شوائب يجب أن يطهر الإنسان منها نفسه ولا يسمح لأحد أن يزرع فيه سمومها وآثامها دمت وسلمت ودام لك الصفاء النفسي [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم أديبتنا الغالية الأستاذة هدى نورالدين الخطيب.السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أخواتي اخوتي الأعزاء في أسرة نور الأدب. أجمل تحية وسلام اليوم وأنا أتصفح أخبار الوطن المحتل استوقفني خبر آثرت أن أضعه هنا ليكون مثالا وشاهدا حيا على الوحدة واللحمة الوطنية بين كل أفراد الشعب الفلسطيني، لن أعلق على الخبر فهو يتحدث عن نفسه: حيفا الفتاة تختتم فعاليات مميّزة لإحياء ذكرى 61 عامًا على نكبة حيفا اختتمت حركة الشباب "حيفا الفتاة" يوم الخميس الماضي 30.4، فعاليات إحياء ذكرى مرور 61 عامًا على ذكرى النكبة في حيفا تحت شعار "محطة رقم 61"، حيث شارك العشرات من الشباب والأهالي في جولة ثقافية في حي "المحطّة" العريق تحت عنوان "رحلة في قطار الذاكرة والفن" قادها المؤرّخ د. جوني منصور بمشاركة د. ماجد خمرة ومشاركة مسرحية للفنانين رنين بشارات وجورج اسكندر وأعضاء المجموعة ولاء سبيت وآمان جرايسي وديما خمرة. سارت الجولة بقيادة المؤرخ المميّز د. جوني منصور في الحي عبر محطًات تعبّر عن أحياء حيفا العربية تدمج بين التاريخ والذاكرة وبين المسرح والابداع والشعر وتشارك الجمهور في الجولة التاريخية. وكما اختتمت الجولة الثقافية بأمسية فنية ملتزمة في الحي مع الفنانين: جوان صفدي وأعضاء المجموعة جبرا نحاس، الياس نحاس، منى حوا، عنان زريق وماريوس مزاوي. وافتتحت الجولة بالمحطّة الأولى بسرد د. ماجد خمرة لقصة قصيرة تعبّر عن تاريخ وذاكرة الحي والمدينة. أما في المحطة الثانية ألقى الطفل بشار سرور قصيدة "دبرها يا مستر دل" للشاعر ابن حي وادي النسناس نوح ابراهيم. وفي المحطة الثالثة عرض عضو المجموعة ولاء سبيت مقطع مسرحي غنائي دمج من خلاله بين الفن الشعبي والمسرح وتاريخ حي الحليصة وادي روشميا. ثم عرض الفنانان رنين بشارات وجورج اسكندر مقطع مسرحي يعبّر عن تاريخ حي وادي الجمال يشارك الجمهور. ثم اختتمت الجولة في مقطع مسرحي ساخر لعضوي المجموعة آمان جرايسي وديما خمرة يعبّر عن الحياة اليومية الفلسطينية في حيفا. وأثرى المؤرخ د. جوني منصور الجمهور في كل محطّة بمعرفته العميقة عن تاريخ أحياء حيفا المختلفة وعن الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية الفلسطينية في حيفا قبل احتلالها عام 1948. وأكّد على أهمية احياء ذكرى نكبة حيفا التي هجّر منها أكثر من سبعين ألفًا من سكانها الفلسطينيين واستشهد المئات منهم، وأهمية تثبيت الوجود الفلسطيني الباقي فيها ورفع الوعي الشعبي حول التاريخ العريق لمدينة حيفا ومكانتها وأهميتها. اختتمت الجولة الثقافية بأمسية فنية ملتزمة افتتحت بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء والمقاومين الذين ضحّوا بالغالي والنفيس دفاعًا عن بلدهم، ثم عرض مغنيي الراب أعضاء المجموعة جبرا نحاس والياس نحاس وماريوس مزاوي أغاني احتجاجية كتبت خصيصًا على شرف المناسبة، ثم عرض الفنان الناقد جوان صفدي أغاني ناقدة وسياسية ثم ألقى الطفل بشار سرور مقطع من قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" للشاعر محمود درويش. ثم عزف عنان زريق معزوفات من تلحينه وأخيرًا عرضت المغنية منى حوا مع عازف العود حنا بشارة. ونظمت "حيفا الفتاة" عملا تطوّعيا يوم 22.4، شارك فيه العشرات في حي "المحطّة" العريق في مدينة حيفا، شمل غرس أشجار وورود تزامنًا مع تاريخ سقوط حيفا 22.4 عام 1948. وتحيي مجموعة حيفا الفتاة ذكرى نكبة حيفا منذ تأسيسها للعام الثالث على التوالي، وتركزت الفعاليات هذا العام في حي "المحطّة" المغيّب تثبيتًا للوجود العربي فيه وتحدّيا لمخاطر عمليّات التفريغ السكاني والتهميش المنهجي وبيعه إلى سلطات الميناء. وبرز الحضور اللافت للشباب العرب في الفعاليات تأكيدًا على أهمية الدور القيادي للشباب العرب، وتثمّن مجموعة "حيفا الفتاة" مشاركة وفد من حركة شباب ترشيحا في الفعاليات الأمر الذي يدلّ على أهمية رفع مستوى التنسيق والتفاعل القطري بين الحركات الشبابية المحليّة، وكما تثمّن المجموعة دعم د. جوني منصور وكل الرّاعين والفنانين والداعمين للنشاط دمتم ذخرًا للشباب والمجتمع والوطن.[/align] |
القدر
:nic39:كما تتامل العرافة كف اليد رحت اتامل حبيبتي وعفوية قلبها عبر انين صوتها صوتها الذي عود اذناي على سماع اشتقتلك حبيبي صوتها الذي جعلني ان اطالع قدري في قدرها قدر مشلول الحركات وفوضوي الاهات قدر بامس الحاجة الى تلك القبل واللمسات العاجزة عن تفسير هذه الكلمات
|
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :nic21: |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]موضوع أساسي و مهم أستاذة هدى أشكرك على وضعه تحت ضوء النقاش.
أعتقد أن الحديث عن الدور التاريخي الذي نفذته الطائفة المسيحية العربية يؤدي الى اثارة جزئية منابع القومية العربية خلال بدايات القرن السالف، ذلك أن البناء الأيديولوجي للتيار القومي العربي كان يستهدف محاصرة الانتشار السريع لأفكار المصلحين الدينيين من أمثال محمد عبده و جمال الدين الأفغاني. لقد كانت العلة الغائية التي دافع عنها المسيحيون العرب استيراد العلمانية الغربية تفاديا لظهور :"عولمة مصغرة" او "نمطية إسلامية" على امتداد الرقعة الجغرافية للوطن العربي. و بالفعل، فقد اتضح أن الفكر القومي انبثق عن مزيج مسيحي عربي بين الشيوعية و الرموز الدينية الإسلامية و في صدارتها الرسول محمد عليه السلام. و يشار إلى أن المحاضرة التي ألقاها ميشيل عفلق تحت عنوان :"في ذكرى ميلاد الرسول العربي" تترجم بصراحة الخوف الرهيب الذي استوطن الذات السياسية و الفكرية المسيحية بسبب ازدياد نفوذ الحركات الإسلامية بمختلف جذورها الاجتهادية. و من منظور بنيوي، نظرية :"العادل المستبد" التي أطلقها الفقيه المصري محمد عبده وجدت لها صدى ضمن الموقف المسيحي العربي من الحركات الإسلامية عبر مفهوم :"الدكتاتور الشيوعي (العلماني) المستنير" الذي كرست له كل التجارب القومية و كان أبرزها تجربة عبد الناصر في مصر. و هما مفهومان متباعدان إذا لم نقل إنهما متضادان. الإشكالية الأساسية التي يجب أن تطرح في هذا الموضوع المهم تتعلق بتفسير المسيحيين العرب للحماية الشاملة التي وفرها المسلمون للذات الثقافية المسيحية سواء الدينية أو غير الدينية؟ و لماذا أثبت التاريخ المعاصر (القرن العشرين تحديدا) أن المسيحيين يرفضون نسخها على الجانب الديني و بالتالي القبول المبدئي بمطلب الخلافة لدى الحركات الإسلامية كبديل عن الأممية الشيوعية المتقنعة بالقومية العربية؟ لا يجب أن يفوتنا أن نثير دور اليهود العرب أيضا عبر نموذج المعارض المغربي السابق أبراهام السرفاتي مثلا. [/align] |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
صادفت مقالا أعجبني ذكرني بهذا الملف وارتأيت أن أضعه هنا:
حوار الشعوب أم حوار الطرشان؟ بقلم آمال عربيد : لن نفتح الستارة هنا على حديث ممثلي الشعوب في البرلمانات العربية الذين يتحدثون بما يخدم مصالحهم الشخصية، ولكن سننقل ما تتحدث به الشعوب فيما بينها، لتشرح همومها ومعاناتها من حكامها وأساليب حكمهم بعيدا عن آذانهم الصماء، وعيونهم المتربصة لنقل الادعاءات الكاذبة بما يثقل جيوبهم بالمال الوضيع الملوث بدماء الكثيرين من الابرياء على مر التاريخ الصامت. نحن شعوب نعيش على أمجاد حضاراتنا الغابرة، والحضارات لا تصنع بالحروب والمنازعات الأهلية! هكذا بدأ الحوار مترئسه الشعب اللبناني، إذ انه أصبح خبيراً بتعدد الحوارات والمحاور وصناعة الأعلام وتعدد شعاراتها، قائلاً: أصبحنا جسداً مريضا يعاني من خلايا سرطانية تنهش به من كل جانب، كل ما نحرقه في مكان يفرخ في مكان آخر، وكل من يتدخل لعلاجه يقتطع منه جزءا حتى بتنا أشلاء تناضل للاستمرار في البقاء، نحن رواد الحضارة والعلم والتطور في كل الميادين، ولكن ما نفع تفرع أغصان الأرز وشموخها في العالي ان كانت جذورها بدأت تأكل بعضها؟ ها نحن غرقنا في دماء الطائفية والمذهبية! هنا تدخل الشعب العراقي مساندا له قائلاً: ومازلنا نقتل أجيالنا الشابة بالتهافت وراء زعماء وقادة الطوائف كالغنم، الذين يحولوننا إلى قضايا نازفة، يعقدون الصفقات ويقدمون مفكرينا ورؤساءنا قربانا لإعادة رسم خارطة الطريق، أو تقسيم اقليمي أو محور عربي ـ عربي، عربي ـ غربي، مسلم ـ فارسي ـ مسلم عربي، شرقي ويهودي، اسرائيلي ـ فلسطيني، لا أحد يسمع صراخنا، اجابه اللبناني: نحن منارة التنوع! ليزيلوا ذلك السرطان الطائفي عنا ويبتعدوا عن عقد الصفقات باسم العروبة والإسلام، وباسم الايديولوجيات التي يستترون بظلالها، وما هم سوى دمى متحركة يخدمون مصالح الدول العظمى في تقسيمنا واضعافنا.. هنا تنهد الشعب السوري محاورا كمن يلفظ أنفاسه! نحن حاربنا الاستعمار الفرنسي وحققنا حريتنا، ولكن ايديولوجيتنا قضت على آمالنا، بدكتاتوريتها وانعزاليتها عن العالم المفتوح والتطور الفكري، واصبحنا رهن أقلية ترمي مفكرينا وادمغتنا في غياهب السجون، أو الرضوخ للأمر الواقع من أجل أرضنا وأهالينا ولقمة عيشنا، ولكن أملنا كبير بالانفتاح والتطور الاقتصادي، ونهاية الاحتلال الاسرائيلي لجولاننا، والتفكير بحرية من دون قمع أو قتل أو سجن، فناجاه الشعب المصري مرددا: ماذا أعطانا الانفتاح؟ مازلنا في دياجير الجهل نتخبط، نلنا حريتنا بالثورة على الظلم، وحررنا أرضنا من جور الاستعمارين التركي والبريطاني، الا انهم قتلوا حرية فكرنا في مهدها وخدرونا بالكيف والافيون، وصنعوا قرارنا بالسكوت بتجويعنا، وأصبح همنا الاكتفاء الذاتي فقط والهجرة لطلب الرزق، ان مثقفينا نصدّرهم إلى الدول الأخرى لتنعم بعلومنا، متى نستيقظ وننفض عن عقولنا هذا التآكل السرطاني؟ لنتحرر من جديد برؤية الشباب المثقف ونعيد إلى مصر أمجادها غير الفرعونية؟! فصرخ الشعب السوداني متأوها: أنتم جميعكم لاهون عن جوعنا، فقرنا، أحلامنا، وعندما أتى الفرج من ظلم حاكمنا، تكاتف حكامكم على استعبادنا من جديد ونفوا التهمة عنه بابادتنا، ولم ترفعوا ولا راية صغيرة تقول لحكامنا دعوا ميزان العدل يحكم مرة واحدة! ثم أتى دور الشعب الخليجي قائلا: نحن غرقنا في الثروة بعد ان كانت محرمة علينا، وأصبح لنا مجد، ثم تحولنا إلى اسطورة يغازلها العربي والغربي، فكبرنا وصنعنا من مجلسنا امبراطوريتنا، وساعدنا كل من يهلل لنا، ولكن لم ندر بان الغرور اصابنا حتى بتنا لا نعرف العدو من الصديق، وفاقت أحلامنا تفكيرنا، وتهنا بين ان نتربع على قمة عروش الغرب أو العرب، وجعلنا من أنفسنا مطمعا لكل الدول البعيدة والقريبة، ولنحمي أنفسنا من هذه الأطماع بتنا رهينة لتلك القوى العظمى تتحكم في أمورنا السياسية والاقتصادية، وبدأت تزحف إلى عقولنا الطائفية والمذهبية، لنستتر بخوفنا بها، لتتحول سرطانا يأكل جسدنا، ويصبح مصيرنا مثلكم ونفقد الرأي والكلمة والأرض، ونضيع بين لغة التقسيم والتجزئة في لعبة الكبار إلى أي طرف نميل العربي، أم الغربي، أم الفارسي؟ ثم أتتنا الطامة الكبرى الأزمة الاقتصادية، وباستمرارها يفككوننا ويمرروا فتنهم بنا، نحتاج إلى الرؤية الواضحة لننهض من غرورنا، لنحافظ على بلادنا من التداعي.. هذا بعض هموم شعوبنا العربية، وليس كلها، ومازال الشعب الفلسطيني ينتظر توحدنا ليتوحد، ومازالت اسرائيل مختالة في أطماعها الاستعمارية للوطن العربي، طالما ان السرطان أكل أطرافنا، وسيصل إلى قلبنا رغما عنا، لأننا مازلنا ندمل جراحنا بالتباكي على أمجاد الماضي، فقدنا حاضرنا، حريتنا، وسنفقد مستقبل أولادنا ان لم نستأصل سرطان زعماء الفتن الطائفية من عقولنا وقلوبنا، ونتوحد بالفكر الحر لا بالحدود واللغة! ونختار ممثلينا من مفكرينا الذين يعيشون مآسيه وطموحه ويضعون الخطط العلمية للنهوض به، لا بمن يجمدونه في ثلاجة الماضي المتسرطن بطائفيته! آمال عربيد |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
الأستاذة القديرة نصيرة تختوخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقال مفيد ومناسب للزمان والمكان و الزمكان ( كما يقول بعض السادة الفلاسفة , وهو تفاعل الزمان مع المكان ) . وأعجبتني عبارة في خاتمة المقال " وسنفقد مستقبل أولادنا ان لم نستأصل سرطان زعماء الفتن الطائفية من عقولنا وقلوبنا، ونتوحد بالفكر الحر لا بالحدود واللغة!" تحياتي لشخصكم العزيز .. ولكاتبة المقال . |
رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
أشكر مداخلتك د.ناصر و أضيف هنا مقالا جديد ا يوضح كيف أن المسيحيين و المسلمين الفلسطينيين في المعاناة سواء.
رويترز 2009-5-19 يدمر جدار الفصل العنصري الذي تبنيه اسرائيل نسيج قرية عابود التي يسكنها مسلمون ومسيحيون في الضفة المحتلة ببطء ما يعطي مثلا جيدا على السبب وراء رغبة الولايات المتحدة في وقف بناء المستوطنات. وتحول ثلث المساحات المفتوحة في قرية عابود الى منطقة عازلة. واقتلعت المئات من أشجار الزيتون من جذورها لافساح المجال لطريق ترابي مغلق بالسلك الشائك تحرسه دوريات للجيش الاسرائيلي. وتقع الاراضي التي تم الاستيلاء عليها وراء الجدار الاسرائيلي بامتداد الخط الاخضر لعام 1948 الذي كان يمثل ذات يوم الحدود الغربية للدولة العبرية. ويتعدى هذا الانبعاج على ستة كيلومترات داخل أراض فلسطينية محتلة من اجل حماية المستوطنتين اليهوديتين بيت ارييه وعوفاريم. ويأمل الفلسطينيون أن يضغط الرئيس الاميركي باراك اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مطلبهم بإزالة المستوطنات ونقاط التفتيش والجدران والاسوار واقامة دولة مقابل السلام. ويلقي الاب فراس عريضة القس بابرشية عابود باللائمة على الجدار الاسرائيلي العازل في تقلص دخل المجتمع المسيحي واجبار 34 أسرة من اتباع الابرشية على الرحيل منذ عام 2000 بحثا عن مزيد من الامن والاستقرار. وقال عريضة ان المشكلة الاكبر هي انهم خسروا أرضهم كما أن أشجار الزيتون الخاصة بهم اقتلعت وهذا بدوره حرمهم من مصدر رزقهم. وقف الاخوة جورج وفرنسيس وخليل فواضلة يرقبون بلا حول ولا قوة اقتلاع 117 شجرة من جذورها امتلكتها أسرتهم لاجيال اوائل العام الماضي. ولم يتبق لهم الان سوى 26 شجرة ويخشون من تدميرها ايضا. وقال جورج فواضلة وهو كاثوليكي "شعرت أنني أصبت بجلطة في المخ...هذه أرضنا. حين اقتلعوا الاشجار كانت هذه كارثة حلت علينا". ويقول الاب عريضة ان نحو 70 أسرة مسيحية تمتلك أراضي في المنطقة العازلة. وفي حين بمقدورهم في الوقت الحالي الوصول الى أراضيهم من خلال فجوات مفتوحة على امتداد الطريق لرعاية أشجارهم او رعي ماشيتهم فانهم يخشون أن يتم عزلهم تماما ذات يوم. وتقع عابود الى الشمال من القدس في محافظة رام الله. ويبلغ عدد سكانها 2200 نسمة نصفهم مسيحيون. وتدير الابرشية مدرسة تمتد الدراسة بها حتى الصف التاسع معظم تلاميذها من المسلمين. وقال الاب عريضة /34 عاما/ وهو ناظر المدرسة ان المسلمين والمسيحيين يعيشون معا على جميع الاصعدة كبلدة متحدة كفلسطينيين يعيشون مع بعضهم البعض في تناغم. على الجانب الآخر من فناء صغير يقع مبنى يضم الكنيسة ومكتب ومسكن عريضة. الكنيسة مزينة بشكل جميل وهادئة في تناقض حاد مع مكتبه الذي يعج بالنشاط. وقال عريضة انه في عابود يعمل القس للجميع ولا توجد استثناءات فهو موجود ليس للمسيحيين فحسب بل للمسلمين ايضا. لكن الوجود المسيحي في عابود في تراجع مثلما يحدث في كل انحاء الضفة. والسبب الرئيسي الذي يذكرونه لهذا هو الاحتلال الاسرائيلي والقيود الامنية التي يفرضها ما يعيق الاقتصاد ويحد من الفرص. ويقول فلسطينيون ان الجدار العازل البالغ طوله 720 كيلومترا وبدأت اسرائيل بناءه عام 2002 هو استيلاء صريح على الارض. وتقول اسرائيل انه اجراء أمني مؤقت ساعد في خفض الهجمات الانتحارية الفلسطينية خفضا حادا وحافظ على أمان مدنها. وقدمت قرية عابود طعنا ضد انشاء الطريق الترابي المغلق بالاسلاك الشائكة امام المحكمة الاسرائيلية العليا عام 2006 لكن التماسها رفض. ويدعي الجيش الاسرائيلي ان الجدار يحاول الموازنة بين الاحتياجات الامنية "ورغبة اسرائيل في الحد الى أقصى درجة ممكنة من أي ارباك لنوعية حياة السكان الفلسطينيين". ويشير الى الاستنتاج الذي خلصت اليه المحكمة بأن "مسار الجدار الامني (في عابود) بني الى أقصى حد ممكن على أراض تابعة للدولة الاسرائيلية وبالقرب من مجتمعات اسرائيلية"، حسب زعم جيش الاحتلال. وأثار الأب عريضة القضية مع الفاتيكان وأدلى بشهادته امام لجنة فرعية بالكونجرس الاميركي. وقام عدة أعضاء بمجلس الشيوخ الاميركي بينهم باتريك ليهي بزيارة عابود حتى الآن دون تحقيق اي تغيير على الارض. لكن القس ينوي مواصلة الكفاح من أجل حقوق شعبه مسلمين ومسيحيين على حد سواء وقال انه يجب أن يدافع صوت الكنيسة عن الضحايا. |
الساعة الآن 27 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية