![]() |
أقلام الطريق
القلم الأول أولادي أولادي أولادي... لا أنفك أفكر فيهما: أولادي والموت. أولادي أولادي...أريد أن أموت. أولادي أولادي...أريد أن أموت. الآن أنا أكثر هدوء. لا تريد فكرة الموت أن تزول. تسيطر بالكامل على عقلي. أريد أن أموت...أريد أن ألحق بأولادي. أنا طبعا مؤمنة ...ولن أنتحر، لأني لو رميت بنفسي من هذا الجسر فسأرتمي في الجحيم مباشرة، لكن فكرة الموت تلاحقني. وأجدني في كل مرة أنظر إلى المياه الجارية من عل. أولادي أولادي... وأنظر إلى زوجي:" أشتاق إلى أولادي... أشتاق إليهم بحرارة غريبة تقطع أنفاسي، وتشتت أفكاري، وتضرب جسدي بخناجر. ...أمين أحلام سمير أحمد عصام. يا أولادي يا فلذات كبدي". وتنظر إلي أمي بحسرة. "لكن سمير وأحمد وعصام ليسوا أولادك." "حقا ليسوا أولادي‼ فلماذا أنادي عليهم؟" فيجيبها زوجي:" إنهم أصدقاء ابننا أمين.هم أيضا احترقوا في الحافلة." الآن أنا أكثر هدوء. أستطيع أن أتحمل كلمة احترقوا لـ.... لكن لا أستطيع أن أبقى مكاني...يرميني بيتي إلى الخارج، وتتقاذفني الطريق إلى الجسر، ويسعى الجسر دائما أن يرمي بي في النهر. وأتراجع عندما تصفعني الريح. أولادي أراهم في كل مكان... أتبعهم ... ألاحقهم ...أركض وراءهم. أخلى زوجي البيت من كل أغراضهم، غير أن أولادي في عقلي ليسوا في البيت. وانتقلنا إلى بيت آخر. ومازلت آكل أو لا آكل معهم... وأشرب أو لا أشرب معهم... وأنام أو لا أنام معهم.... وأبكي أبكي أبكي..."اشتقت إليك يا حبيبي أمين ...اشتقت إليك حبيبتي أحلام". يلفني الليل يلاحقني في كل مكان. لا أرى شيئا سوى الظلام. ويستقبلني الجسر في اليوم مرات عديدة، ويصفعني ريحه وهو حد جنوني. لا أستطيع أن أنزل إلى الأسفل...وسط الماء سيستقبلني النار و الجحيم. وأنا أخاف من عذاب الخالق. دخل شيء ما في صندلي. "لقد خرجت مرة أخرى بصندل المنزل ! ما هذا الشيء ؟ قلم؟ إنه قلم حبر جاف. فضي اللون. ما أجمله...وما أثقله!! لقد نقش عليه شيء ما .. أ...ق...لا....م ....أقلام ظريف ...أقلام طريف....نعم أقلام الطريق. جيد .... مذكرات ابني على قلبي. سأكتب رسالة إليه...هاهي." جلست في ركن هناك، وفتحت صفحة بيضاء ." سأكتب إليه ...ابني حبيبي. سأكتب إليه ...اشتقت إليك ...سأكتب إليه... لماذا هذا القلم يتحرك في يدي ولا يكتب ما أريد... ماذا كتبت هنا؟ "...أريد... شربة... ماء". لا لا...ما هذا الذي أريد أن أكتبه . أريد أن أكلم صغيري. أريد أن أخط رسالة من أجله..." أريد شربة ماء". ما الذي يكتبه هذا القلم المجنون مثلي. خطفت يدي و إذا بالقلم يتحرك وحده. ماذا يكتب؟؟" أريد شربة ماء... شربة ماء...شربة ماء..." |
رد: أقلام الطريق
القلم الثاني شربة ماء ... شربة ماء ... جف حلقي...وتشققت شفتاي...هذه الصحراء الشاسعة لا تنتهي... كرهت اليوم الذي فكرت فيه بمغامرة في الصحراء. أحتاج فقط إلى قليل من الماء لتستمر حياتي . حققت هدفي أخيرا... لم أعد أتألم من هجران زوجتي...لم تعد تلاحقني نظراتها ...لم تعد تقتلني نظرات أطفالي الخائفين. لم يعد يسحقني فزعي ،عندما أفتح عيني في الصباح، من أكون قد فعلت كارثة أخرى بزوجتي وأطفالي ،أو غرست سكينا في أحدهم، أو حطمت مقدمة متجر، أو نمت متهالكا على إسفلت وراء القضبان ينخر البرد جسدي. لم تنزل قطرة نبيذ في حلقي منذ أيام ... ستفخر بك أمك يا جون. ومع ذلك أظنني ثملا...كل شيء يهتز أمامي، ووعيي أحمله قليلا ثم يعود ليسقط مني في رمال الصحراء،وأبحث عنه وأحمله من جديد. لم تعد قدماي تحملاني أيضا. أحتاج شربة ماء لتغير مستقبلي. سأخاصم الموت، وأعانق الحياة بكل قوتي. سيكون إسعاد زوجتي وأعزائي هو مغامرتي الدائمة. سأعود إلى أصدقائي...سأفتح مكتبي. لن أكون جون الفاشل أبدا!لن أكونه أبدا! فقط بعض الماء يعيد لي الحياة. ودخل شيء ما في حذائي الرياضي... "متى فتح فمه كأنما ضرب بسكين! ما هذا؟ إنه قلم حبر جاف. ملمسه يوحي بنقش ما ...لا يمكنني القراءة ..." أخذت القلم وانكببت على فخذي. ما من شيء أكتب عليه. ليس هناك سوى رمال الصحراء وثيابي المتهالكة. سقط كل شيء مني في الطريق. سيقرؤون ما كتبت. سأطلب منهم السماح. كنت أحلم أن أغير حياتي ومستقبلي. ..."زوجتي العزيزة ...أبنائي الأعزاء "..."الكل حاضر اليوم" لا لا ما هذا الذي أريد أن أكتبه ..."سامحيني عزيزتي" لكن القلم يكتب شيئا آخر لعلني أحلم "الكل حاضر اليوم." لا لا لا أريد كتابة هذا أنا في كامل وعيي "الكل حاضر اليوم" ما لهذا القلم الفاشل مثلي‼" |
رد: أقلام الطريق
لا أدري كيف سهوت عن معانقة هذين القلمين وهما يبوحان .. وفي بوحهما جذوة من نار تتقد وتضطرم .
أحييك بشرى على تطويعك للكلمات وبثها كل هذه الأحاسيس في مونولوج مؤثر . تحية تقدير ومودة |
رد: أقلام الطريق
شكرا أستاذ رشيد الميموني على تشجيعكم لي ومرحبا بهذا العناق الأدبي
وددت لو يشاركني الجميع في هذه الأقلام لأنها" أقلام طريق" ولكل طريقه ولكل بوحه وناره تحياتي وتقديري |
رد: أقلام الطريق
اقتباس:
أقلامك جديرة بالمعانقة وما أظن الأحبة هنا إلى متتبعين مثلي بشغف ما تجود به من روعة . دمت بكل المودة اللائقة بك |
رد: أقلام الطريق
[align=justify]وننتظر بقية الأقلام..سعدتُ بمتابعة حرفك أ.بشرى..ولي عودة إن شاء الله..[/align]
|
رد: أقلام الطريق
القلم الثالث
الكل حاضر اليوم ....إنها جنازة أبي.... بدت لي الشقة لأول مرة كبيرة. ما ظننت أن تستقبل هذا العدد الكبير من الناس. الكل حاضر هنا: أعمامي...عماتي...شقيقات أمي ...أقربائي، حتى البعيد منهم، أصدقائي...الجيران... الكل حاضر اليوم."الجميع يحبه" . كم كانت أمي ترددها! ارتاح أخيرا... كلّ من الدنيا...رغب في الرحيل منذ زمن بعيد. أحسست بحضور الجميع هنا...حرارة كلماتهم، وحرارة أيديهم. و في كل مرة أبحث عنه بين الناس، وأهّم بطرح سؤال: "هل رأيت أبي؟" ثم أتراجع في آخر لحظة. وحده غير حاضر اليوم. الضحكات موزعة على الوجوه، باستثناء عماتي التي ارتسمت حرقة الفراق على وجوههن. تجمع الكل حوليّ عندما انكسر فنجان القهوة في يدي. الحمد لله لم أحترق ... كانت باردة، لكن الدم لم يتوقف عن النزيف كالعادة. توزعت الضحكات على الموجودين، ووزعت فناجين القهوة. وأحسستني وحيدا بين الجميع. وهذا الدم الذي لا يريد أن يتوقف... لم ينفع معه شيء. ولا من قريب سألني : "هل توفق النزيف؟" كان أبي ليسألني كل دقيقة: هل توقف؟ هل توقف؟ حتى أمّل. وضعت النادلة فنجان قهوة أمامي، ونظرت إلى وجهي، ثم اقتربت قليلا: "وجهك بلون جدار الغرفة. عجبا... ألم يتوقف الدم عن النزيف بعد!!" . ذهبت إلى المطبخ...تركت الضحكات والضجيج ورائي، وطاردتني وحدتي القاتلة. كان أبي ليبحث عني، وليجلس بجانبي، وليضحك في وجهي، ويفحص جرحي، وليكون معي عندما أحتاجه. كل هذا الحضور، وما من أحد معي اليوم. كان أبي معي دائما. كان يحس بي. لا أستطيع أن أمكث أكثر في هذه الشقة. ضغط الحضور الغائب يقتلني. سأخرج من ا لباب الخلفي. قبل ذلك سأكتب كلمة لعماتي كي لا يقلقن علي: "عمتي خديجة خرجت ". "أنا متأكدة أنه هناك." ماذا يكتب هذا القلم؟ "عمتي سأتنفس بعض الهواء النقي".... "أنا متأكدة أنه هناك." ماذا يكتب هذا القلم! ...هذا ليس قلمي...لن أشتري أبدا قلما أصفر. أكره اللون الأصفر. ما ذا يكتب هذا القلم المعوج....؟؟؟ |
رد: أقلام الطريق
أهرع دوما لحجز مقعدي هنا كي لا يفوتني أي قلم من أقلامك بشرى .. رغم أن هذا القلم الأخير جاء أشد إيلاما على النفس والقلب معا .
نجح قلمك في أن يحرك مشاعر دفينة ويحيي ذكريات أليمة ظننت أن الزمان طواها منذ أمد بعيد . دمت مبدعة متألقة مع خالص مودتي وجميل ورودي |
رد: أقلام الطريق
ألف شكر أستاذ رشيد، وآسفة لأن قلمي الأخير نفض الغبار عن ذكريات أليمة.
تحياتي واحترامي |
رد: أقلام الطريق
القلم الرابع [align=justify]"أنا متأكدة أنه هناك... أنا متأكدة أنه هناك... صدقوني لقد رأيته". انثنى البعض قسمين، وانكسرت ظهور البعض إلى الوراء، ووقف آخرون مشدوهين مع نظرة شفقة، وكلمات هامسة:- صديقتنا العزيزة لا يمكن أن يكون هنا... مستحيل ذلك.... أنت في قارة وهو في قارة أخرى.... إنه والدك وليس جنيا... صحيح!!! كثرت تعليقات أصدقاء الغربة ولم يقنعني أحد. - أقسم أني رأيته. إنه أبي، وهو ليس كباقي الآباء. عندما رسبت في السنة الأولى من التعليم الأساسي سجني أسبوعا كاملا في العلية المظلمة. كان يتسلل إلي بعض النور من الثقوب، وكانت أمي تسرب لي الطعام مع أخي الصغير بعد أن ينام أبي. وكانت الحشرات تؤنس وحدتي ليل نهار. وعندما غبت ساعة عن المنزل منشغلة باللعب مع ابنة [/align]الجيران التي كانت في الدرب القريب من دربنا، أخذت ضربا لم يأخذه أحد، ولم ينقدني إلا فقيه المسجد الذي سمع صراخي من الخارج. وعندما ضبط أبي ابن جيراننا يلوح لي بيده من السطح المقابل بينما أنشر الغسيل؛ كانت ليلته سوداء كشعر أمي. أذكر ذلك جيدا. تصيده في الليل وهو عائد إلى منزله، وعلقه من رجليه. كنت أعرف أنه سيسلخ جلده كخروف العيد. دخل والد ابن الجيران وتف في وجه ابنه. وقال لأبي : اذبح واسلخ. ارتعبت فرائصي. وتوجه الجميع إلى أبي يتوسل إليه. لم أتحرك من مكاني. كنت أعرف أنه سيقع لي ما سيقع لابن الجيران. فأنا شريكته في الجريمة. اقترب منه أبي، وقال له:" تغازل ابنتي...تدغدغ مشاعرها.... أرني مدى قدرتك على تحمل عواقب ذلك. " أنزله أخواي والكل يرتعش. ورفعوا رجليه. وأخذ فلقة عمره. ضربه وضربه وضربه ، ولم يصدر المسكين صوتا. وعندما ضبطني أبي مع طالب كنت أحبه. كانت يدانا ونظراتنا متشابكة. أمسكه من رقبته، لكنه انفلت منه، وركض وأنا أصيح وراءه : "لا تعد إلى منزلك، لا تذهب عند أصدقائك، غادر المدينة". نظر إلي أبي بنظرة كضربة خنجر. وقال: "تخافين عليه، ولا تخافين على نفسك. سينساك بعد قليل ولن يذكر وجودك أبدا. لو كان رجلا لثبت أمامي أيتها الساذجة ". أعادني إلى المنزل. لم يضربني...لم يكلمني ...إنما أحرق هويتي وكل بطاقاتي. وهم أن يقطع اسمي من دفتر العائلة لولا أن اعترضه جدي التي استغاثت به أمي. لم أخرج بعدها من المنزل، ولم أعد أشاركهم الطعام، وحكم علي أبي أن أنام عند عتبة الباب، ولم أخرج من منزلنا لسنة كاملة. ضاعت السنة الدراسية، وظل أبي يناديني بعدها لمدة طويلة بالنكرة. إن أبي ليس كباقي الآباء. كلما نظر إلي يفهم كل شيء عني، وأقسم أنه يقرأ أيضا ما أفكر فيه. وكلما خرجت من المنزل أعرف أنه يتعقبني. كنت أتلفت في البداية، وبعدها اعتدت على الأمر، وكنت أسير وأنا أعرف أن أبي خلفي في كل مكان. ويعرف ما أفعله. ويعرف ما أريد فعله. نظر إلي الجميع بشفقة. لم يصدقني أحد. وحدي كنت أعرف أن أبي كان فعلا هناك يراقبني كعادته... لا أنكر أن بيننا مسافات طوال، لكن أبي ليس كباقي اٍلآباء؛ يستطيع أن يتعقبني ويراقبني في كل مكان. حاولت أن أهاتف أختي الصغيرة لأسألها عنه، لكن تعذر علي ذلك؛ لذلك قررت أن أكتب إليها رسالة : "أختى العزيزة...." ."يا إلهي هذا القطر لا يريد أن يتوقف." "أختي الصغيرة العزيزة..." ."تبا لهذا القطر الذي لا يتوقف" ."أختي...". "سحقا لهذا المطر اللعين". وضعت هذا القلم الغريب جانبا، فمن الحكمة ،متى استصعب عليك أمر، أن يتصرف المرء بعقله لا بانفعاله. ووقع ما لم يكن في الحسبان: قفز القلم الغريب، ووقف على الورقة؛ وظل يكتب بإرادته الشخصية والكاملة كساحر خبير. |
رد: أقلام الطريق
الأستاذة بشرى.. [align=justify]دون أيِّ مَلَقٍ نقدي، أقول: إننا أمام نص فني متكامل بامتياز.. نصٌّ تمت صياغته بحِرَفِيَّة من جهة، وبصدق فني مذهل من جهة أخرى، وبامتلاكه هاتين الخاصتين، في آن واحد، استطاع الدخول إلى القلب مباشرة.. شكراً لك ولموهبتك التي أنتجت هذا النص المميز الذي أشعرني بمتعة القراءة بعدما افتقدتُها منذ زمن طويل.. لبالغ أسفي، هذا أول نصٍّ أقرأُه لك، لذا أنتظر منك المزيد، وسأحاول قراءة ما كنتِ قد نشرتِه سابقاً في (نور الأدب)، وأظن أن تكون لي، بعد انتهائي من القراءة، عودة إلى التعبير عن رأيي المتواضع بفنك..[/align] تقبلي مودتي ووافر تقديري، ودمتِ مُبدعةً بكل هذا الكمِّ من الألق.. |
رد: أقلام الطريق
أستاذ محمد توفيق الصواف
كم أنا سعيدة بكلامك، فقد أثر في كثيرا. شكرا لك.شكرا على اهتمامك. شكرا على تشجيعك. فلولا تشجيع أساتذتي في هذا المنتدى الرائع لما استطعت الاستمرار في الكتابة. تحية مودة واحترام وتقدير |
رد: أقلام الطريق
صديقتي الغالية الأديبة بشرى
تابعي .. ولا تتوقفي ، رائعة آقلامك ، ومختلفة ومميزة بصمة إبداعك محبتي لك ِ |
رد: أقلام الطريق
شكرا صديقتي الغالية أيضا رجاء على كلماتك الطيبة.
سأعمل بنصيحتك. محتبي واحترامي |
رد: أقلام الطريق
القلم الخامس "يا إلهي هذا القطر لا يريد أن يتوقف... تبا لهذا القطر الذي لا يتوقف...سحقا لهذا المطر اللعين..." وقفنا نراقب مستوى الماء وهو يرتفع رويدا رويدا، وقلبي يدق كالطبل. و بلا طرق، و لا قرع، ولا أي صوت دخل الماء بيتنا كأنه من أصحابه. حينها انقطع التيار الكهربائي عن الحي بأكمله، واشتغلت المصابيح اليدوية بعد أن انتفض كل واحد منا من مكانه: كدست أمي أواني المنزل في خزانة المطبخ وأغلقت الأبواب؛ كي لا تتسرب أوانينا، طافية ، إلى الجيران وجيران الجيران، أو يدوسها أخوتي تحت أقدامهم. رفع أبي أوراقه، وكتبنا الدراسية إلى مرفع قريب من السقف صنعه بنفسه للطوارئ. وبدأ إخوتي يعلقون ملابسنا المكدسة في الأكياس على الجدران. و بينما نحن نشتغل كان الماء ينتشر في كل مكان. وسمعت نحيب أمي، فعلمت أن الفرش غرق في الماء كليا. كان للفرش منزلة خاصة في قلب أمي. وبدأنا نسمع الصراخ في الخارج. في تلك اللحظة أصبح بيتنا مسبحا بالكامل. إن المسبح في الصيف شيء مستحيل... هو غال... وليس للفقراء مثلنا، غير أننا في كل شتاء يأتينا المسبح إلى بيتنا الفقير، ونسبح حتى البكاء. نادتني أمي: - فهد حان الوقت. ورمت الكيس خاصتي في وجهي، وربطت الحبل المتصل به بيدي. - الآن بني. ودفعتني خارجا. -أسرع ...مازال بإمكانك الخروج من هنا بأمان...لا لعب... لا نزهات...لا أحاديث...لا صداقات في الطريق. ولو غرقت في بركة الشتاء سأبرحك ضربا. لم يطمئن قلب أمي حتى أوصلني أخي إلى المرتفع. رأيت الخيام في كل مكان هناك. وكانت منازل الحي غارقة في الماء ورائي.صاح أخي: - إلى عمتي الآن... إذا أصابتك الحمى هذه السنة أيضا أنا من سأعاقب... وتعرف حينها ما الذي سأفعله بك. ما أن ابتعد أخي حتى عدت للماء، وسبحت والمطر الشديد يضرب رأسي. وسبحت من زقاق إلى زقاق، أجر كيسي، حتى وصلت الجانب الآخر من الحي. تسلقت الأحجار بصعوبة حتى وصلت سور القصر. ركلت السور: "أكرهك أيها القصر، أكرهك أيها المطر اللعين الذي تبكي أمي كل سنة...يا إلهي أرسل عليهم كفافا... لا ليس هذه... عفافا ...لا لا، تلك التي تقولها أمي ...جفافا... جفافا...هي هي جفافا طويلا طويلا... لا ينتهي حتى أكبر، وأصبح وزيرا، وأبني سورا يمنع المطر اللعين من الوصول إلى بيتنا." كان المطر لا زال يتقصّد رأسي."توقف...توقف عن رأسي...إني أكرهه إني أكرهه." أزلت الأغصان المتراكمة هناك، وتسللت إلى الكوة الصغيرة وكيسي يتبعني، ودخلت القصر. أسرعت إلى البيت الزجاجي، فتحت الباب، ورميت عظامي و"دماغي" على المقعد المريح، فأحسست بدفء جميل. لولا المطر لزرت المسبح، وتسلقت الأشجار، وأكلت من فاكهة الموسم. كل الأشجار هنا: التفاح، والأجاص، والخوخ، والبرقوق، والمشمس، والليمون.... لو كانت أمي صاحبة هذا القصر ما اضطرت للذهاب للسوق كل يوم. وتذكرت أمي، فأسرعت إلى الكيس ." لاحمى هذه السنة ... لا حمى هذه السنة ." نزعت الملابس المبتلة، واستبدلتها بالملابس الجافة. "ما الذي سقط هناك؟ آه... ذلك القلم الفاخر الذي وجدته...كم هو جميل رمي الأشياء من نافذة زجاجية ملونة. اِغرق في المطر...اغرق في الوحل أيها القلم اللعين...أكرهك أيها القلم...أكرهك أيها العالم... أكرهك أيها القصر...أكرهك أيها القصر." |
رد: أقلام الطريق
[align=justify]الأستاذة بشرى..
ما أجملَ هذا السرد، وما أجملَ الأقلام التي تجدينها وتُتحفينا بما تَسْتَوْحِينَهُ منها.. استمري عزيزتي، فلكِ موهبة ذاتُ نكهة خاصة ورائعة تتفرَّدين بها عن سواكِ، أتمنى أن أستمتعَ بتذوِّقها عبر نصوص أخرى كثيرة أقرأُها لكِ، وأراكِ تحوزين في كلِّ جديدٍ تنشرينَهُ منها مزيداً من التطوُّر والتألُّق.. مع محبتي وتقديري..[/align] |
رد: أقلام الطريق
شكرا أستاذ محمد توفيق الصواف على كلماتك الطيبة ، وشكرا على تشجعيك . سأعمل جاهدة على التقاط أقلام أخرى
تحية مودة واحترام وتقدير |
رد: أقلام الطريق
القلم السادس أكرهك أيها القصر...أكرهك أيها القصر...الكل مقيم هنا: الذكريات،والخادمات-العديد منهن-والحراس،والأثاث الفاخر، والسيارات، والأشجار،والنبات... وحتى أكوام القش...الكل هنا إلا أنا. أكرهك يا قصر حكيمة. قصري بالاسم فقط. أصبحت لاجئة في المستشفى من زمن بعيد لا أذكره. وهذه الغرف التي بلا عدد يسكنها الفراغ ... حتى غرفتي أدخلها من أجل حمام سريع، وتوضب الخادمات أغراضي لأعود مسرعة إلى المستشفى... ولا يهدأ بالي إلا عندما أراه...إنه ابني بملامح الموت. لا يأتي يوم جديد إلا ليأخذ منه شيئا.... حتى أصبحت يده ورجله...يحتاجني في كل شيء... في كل حركة. فقط عيناه تتحركان، ومن أجلهما مازلت أعيش، ومازال قلبي يقاوم.كان لي زوج وابن وقصر وحياة، ثم اختفى كل شيء. زوجي... يبحث عن ابن آخر بين عديد النساء دون جدوى، وقصري لا أملك منه إلا اسما، وابني ينتظر الموت. أنا هنا ليل نهار ...لا أملك شيئا ...لا أملك شيئا إلا هذا الخوف الذي يتملكني ويزداد يوما بعد يوم. تمنيت لو أملك كوخا، لو كنت متشردة في الشارع...تائهة في صحراء جرداء...في أي مكان حيث أكون صحبة زوجي وابني؛ والسعادة تغمرنا. ما نفع هذا القصر... ما نفع هذه الأراضي...ما نفع المجوهرات...ما نفع مال الدنيا كلها وأنا بلا حياة. ليس لدي شيء...لا شيء له قيمة... ما من شيء يشتري حياة ابني...ما من شيء يقايضها. أنا فعلا لا أملك شيئا...لا أملك شيئا. الأشياء التي أملكها وأعدّها هي الأيام القليلة التي بقيت على حياة ابني.كل يوم هو هدية. كل يوم هو هبة، وكل شيء سوى ذلك هباء. أفكر دائما أن أضع حدا لحياتي وحياة ابني، لكني أومن أن هذه الحياة فانية، والحياة الأخرى دائمة وأبدية. هناك سأجد السعادة والأمان والحياة. أظلمت علي الحياة ظلمة قاسية بلا نهاية، غير أني أعلم أنه بعد كل ليلة مظلمة تشرق الشمس. تأتي وحدها...تجتاح كل الأمكنة... تدخل من النوافذ... تتسلل من الثقوب والشقوق وكل المنافذ. " ابتعدوا عنا... ابتعدوا عنا". ما ذا يكتب هذا القلم؟ "دعونا ...دعونا يا أوغاد". عجبا! قلم يتحرك وحده. ويخط ما يريد. - انهض بني انهض...انظر قلم يتحرك ...ويكتب وحده. - حقا أمي...(فهمتها من عينيه) - يتحرك وحده فوق الورقة ...انظر عزيزي. - أحب هذا القلم المتحرك. ورأيت لأول مرة نظرة مختلفة في عينيه، ورأيت مع ملامح الموت على وجه صغيري إشراقة كبيرة. |
رد: أقلام الطريق
القلم السابع [align=justify]ابتعدوا عنا... ابتعدوا عنا ...دعونا ...دعونا يا أوغاد. كانت أصواتنا أنا وأمي وأخي تعلو المكان، ونحن نتعارك مع هؤلاء الجنود الغرباء الذين اجتاحوا بيتنا. جرني أحدهم خارجا، ورماني بعيدا كما ترمى حجارة صغيرة؛ حتى أنّت عظامي من ألم الاصطدام. أدرك أني سأعود توا إلى الداخل، فنادى زميله وكبلاني إلى جذع الشجرة أمام بيتنا. أخرجوا أخي صهيبا ضربا ولكما وبكل أنواع الضرب الممكنة، رموه عند قدمي هو أيضا. سقط بلا حراك، ووجه بطاطس صغيرة زرقاء وحمراء في كل جهة. الحمد لله كان يتنفس. انتبهت إلى أمي ... كانت متشبثة بأحد سواري المدخل. ضربوها في رأسها في ظهرها... اجتمعوا عليها ككلاب ضالة يضربونها، وكنت بالكاد أسمع صوتها وهي تقول: "بيتي...بيتي أو الموت... بيتي أو الموت." لم يزحزحها ضربهم، فهرول إلي أحدهم، وفك قيدي، واقتادني إليها. وضع البندقية عند رأسي، بل غرسها في جلدة رأسي. وكما في الأفلام رفعت يدي إلى الأعلى. فصاح أحدهم: "أنزل يدك أيها الغبي". وكانت البندقية المنغرسة في رأسي غير البندقية في الأفلام. كانت حقيقية، مرعبة، تعني الموت المحتم، وارتعاش جميع أعضائي. ضحكوا مني، وتوجهوا إلى أمي بالحديث، قائلين: - اسمعي يا حاجة ... وضحكوا ضحكا غريبا، واستمروا في ضحكهم قائلين: -لن تموتي يا حاجة في بيتك أبدا. ستموتين ضائعة ...تائهة...فارة...لن تنعمي بموت هانئ. والآن إما تتركي هذا العمود اللعين، وهذا البيت اللعين، أو نعيد روح عزيزك هذا إلى خالقها. استمروا في ضحكهم، وانهارت أمي ونزلت على الأرض. جمعت نفسها، ثم قامت وأخذت يدي. وهي تدعو عليهم: "يارب أرنا فيهم عدلك...يارب أرنا فيهم غضبك." ساعدنا صهيب على النهوض، وجررنا أذيالنا ونحن نغادر المكان كرها. - لا تبكي صهيب ...الرجال لا يبكون. كنت أقول لأخي كل مرة. - أمي إنه بيتنا نحن من بناه... أبي الذي أقام دعائمه ... هو الذي جلب طوبه على كتفه...إنه بيتنا كيف يأخذونه منا؟؟ لم تكن أمي تجيب، فأتوجه إلى أخي: - لا تبكي أخي صهيب... الرجال لا يبكون. أجابتني أمي هذه المرة: - دعه يبكي... دعه يفرج عن نفسه... مازلنا في حاجة إليه. - إلى أين سنذهب يا أمي؟ - لا أدري بني...سنتحرك إلى أن نجد مأوى نبيت فيه. - أمي كيف أمكنك أن تصبري على ضربهم... ملون وجهك وجسمك يا أمي... كيف أمكنك تحمل كل ذلك. نظرت إلي، بحنو: - لم أكن أحس حينها يا بني، ماتت أحاسيسي حينها. وهمت بإكمال حديثها، لكنها لم تفعل. - لقد أخذوا منا كل شيء...كل شيء... - ليس الأمر كذلك ...هذه أرض الأنبياء، وقد دخلها غزاة أكثر من عدد شعر رأسي، وخرجوا منها في كل مرة. لن يقتلعنا أحد من أرضنا...اسمع بني لا أدري ما الذي ستأتي به هذه الأيام العصيبة...أريدك أن تضع ما سأقوله حلقة في أذنك. و أريدك أن تسمع وأن تفهم... نحن أقوياء لا يهزنا أحد... وقوتنا ليست في سلاح، ولا في أنفسنا، ولا أموالنا، ولا في تجمعنا. قوتنا في يقيننا... تذكر قوتنا في يقيننا بالله. وهذه قوة تصنع المعجزات. تذكر ذلك؛ هي قوة تصنع المعجزات... ثم إننا عندما نحارب، نحارب من أجل الحرية. نحن خلقنا أحرارا، وسنظل أحرارا... لن يستعبدنا أحد. توقف أخي صهيب عن البكاء، وتحركنا ثلاثتنا ومعنا رابعنا. ثم انتبهت لقلم أمي مرميا على الأرض وراءنا. - أمي ها هو قلمك هناك... انتظراني ريثما أجلبه إليك. - دعه... دعه بني ... هناك من سيحتاج إليه.[/align] |
رد: أقلام الطريق
كلنا في الطريق نمر ونكمل ، بعضنا ينتبه ، وبعضنا غير مبالٍ ، فمن منا يملك قلماً كقلمكِ أستاذة بشرى
بشرانا ـ نحن رواد المنتدى ـ على هذه الأنامل التي تعرف كيف تمسك القلم وتنسج أحلى القصص على الإطلاق |
رد: أقلام الطريق
شكرا أستاذ زياد على هذه الشهادة. وشرف لي أن يشهد لي بها صاحب قلم متألق، وإبداع في غاية الجمال والروعة.
تحياتي وتقديري |
رد: أقلام الطريق
القلم الثامن [align=justify]من أين أتيت بهذا القلم ؟ أين عثرت عليه ؟ أين ...أين...؟ أنى لي أن أتذكر مع كثرة أسفاري. آه كم أحن إلى الاستقرار. كم أحن إلى أن أعيش في مكان واحد ...واحد فقط. حينها سأربي قطة بيضاء تتنقل في أرجاء بيتي، وتستقبلي بصوتها الحنون عند عودتي كل مساء. سأفتح نافذتي كل صباح على نفس المنظر، واستنشق هواء نقيا، وسأضع على حافة شرفتي أصصا زهور ونباتات منزلية. سأسقيها كل يوم ... لن تذبل أبدا لأني لن أتأخر عنها أي يوم. سأنتظر أن تنمو وتتفتح. سألوح لجيراني من الشرفة وأقول:صباح الخير، ومساء الخير.آه كم أحن إلى أن أعرف مكان كل شيء في بيتي. لن أستفيق كل ليلة مشتتا، متسائلا : في أي مكان بت. سأنام على نفس الوسادة، وسأفتح عيني على نفس الأثاث. مستحيل! مستحيل هذا لأني يعقوب المسافر الذي يطير في الصباح، ويأخذ غذاءه على متن القطار، ويمسي كل يوم في بلد. أحن إلى أن أرى وجه أمي كل يوم، وأسمع صوتها. لا أريد أن يأتيني من مكان بعيد، وينقطع بين الحين والآخر. لا يكفيني صوتها البعيد. أحن إلى أقبل يدها، وأقول لها: ادعي يا أمي. إن دعواتك مستجابة. ادع لابنك يعقوب أن يستقر في مكان واحد، و لا يعيش تائها لا يقر له قرار.[/align] |
رد: أقلام الطريق
العزيزة بشرى ..
أهديتنا هنا قلما ينبض حنينا وأمنيات .. يحلم بحميمية تدفئ كل ما حوله .. لهذا لا أهمية لمعرفة من أين أتى هذا القلم واأين عثرت عليه . يكفي أنه بث فينا من دفء حبره . مودتي |
رد: أقلام الطريق
شكرا اخي رشيد على كلماتك الطيبة،وشكرا على ملاحظتك السديدة. ساعمل بها باذن الله
تحياتي |
رد: أقلام الطريق
القلم التاسع "مايك" انقطعت أخبارك منذ زمن بعيد. ومنذ ذلك الحين تغيرت أشياء كثيره ...لا أعرف كيف وقع ذلك. تغيرت حياتي بكاملها... يفر القلم من بين أصابعي...شربت قليلا...ربما شربت كثيرا.ترقص الحروف على الورقة لم يعد بإمكاني الكتابة. سأكمل مرة أخرى.اليوم أحاول ألا أشرب ...ألا أشرب كثيرا. أريد أن أخبرك أنه تم طردي من العمل. طردوني بسهولة ...ببساطة...بكلمة واحدة، وبأمر واحد. طردوني ذات صباح، وأسقطوا جدارا على حياتي كلها. تركتهم غير مهتمين، كأن شيئا لم يقع...كأنهم ليسوا على وشك تحطيم حياتي، ناكرين لكل سنوات عمري التي أفنيتها في العمل...كل جهدي الذي قمت به. كان الأمر أشبه بقتل بريء قتلا مريعا وحشيا بلا رحمة ولا تأنيب ضمير...لن أستطيع أن أكمل ...إنهم يطاردونني. سأخبئ الورقة اليوم وسأعود إليك في وقت لاحق. كنت أتحدث عن جريمة القتل بالطرد المفاجئ والصاعق من العمل. بعد طردي رفض البنك كل التسويات ...كل التوصيات...كل التوسلات . لم يكن لدي حل . تصور "مايك" لم يكن لدي حل وضاع البيت...ضاع بيتي الصغير. كانت الحياة رحيمة بي إلى تلك اللحظة. كنت أستطيع أن أقف على قدمي...أن أنتظر الغد، وأبقى على قيد الحياة. أحس ببرد شديد... يداي ترتعشان...رجلاي كذلك...جسدي المتعفن كله يرتعش...ماذا وقع لي؟ هذه القارورة ستدفئني قليلا. كنت أريد أن أكتب إليك، لكني أصبت بحمى شديدة. شتاء المدينة قارس جدا كما تعلم. وقلوب الناس قاسية لا ترحم. نقلوني إلى المستشفى. تصور يطعنوني في كل مكان ثم يقتادوني إلى المستشفى ...كنت أحتاج فقط إلى بعض الرحمة ...كانت ستكفيني. نقلوني إلى المستشفى. ليتهم تركوني أموت بهدوء كما طرودني بهدوء. لا يعرفون أن الموت يلائمني ويريحني. أحاول أن أبقى على قيد الحياة غير أن الحياة فظيعة قاسية بلا حمة . كانت الأمور لتتحسن. كانت الحياة يمكن أن تستمر. لكنهم حطموا الأرض تحت قدمي. تركوني في فراغ سحيق. "مايك" عزيزي أخذوا مني ابنتاي ...أخذوا روحي. الأن أنا على قيد الموت. أعيش ثملة. تتلقفني شوارع المدينة الباردة القلب. ويحضنني نهارها وليلها اللذان ينتميان إلي حياة الآٍخرين. أنا الآن خارج الزمن وخارج الحياة. أخي "مايك" لا تغضب مني إن أخبروك يوما أنهم وجدوا جثتي في ركن ما من الشارع. تعرف أني أحبك. أرجوك لا تعضب ...الموت رحمة أحيانا. لا أريد أن أموت لكن لا أستطيع أن أحيا بعد الآن لأني مت منذ زمن بعيد. |
رد: أقلام الطريق
[align=justify]ما زالت أقلامك رائعة أستاذة بشرى..
يا الله ما أروع هذا البوح العفوي وما أكثر قدرته على النفاذ إلى القلب.. مبدعةٌ رائعة أنتِ، وأنا من عشَّاق أقلامك، فاستمري في إمتاعنا بنشر المزيد منها.. دمتِ تلك المبدعة المتميزة..[/align] |
رد: أقلام الطريق
كلماتك الاستاذ الكبير محمد توفيق الصواف وسام جديد أعلقه وأفتخر به. شكرا على تشجيعك . وسأعمل جاهدة على نشر أقلام أخرى.
رمضان كريم وأسعد الله أوقاتك. |
رد: أقلام الطريق
الأديبة الفضلى .. صديقتي الرائعة بشرى .. أقلامك لا تختلف عنك .. بل تشبهك ، ببساطتها الراقية وعمقها الإنساني .. الجميل ..
تقبل مروري وإعجابي |
رد: أقلام الطريق
صديقتي العزيزة والرائعة دائما ،و المبدعة المتميزة والمتألقة رجاء شكرا على تشجيعك، وعلى تعليقك الجميل مثلك .
شكرا لمرورك الطيب. تحياتي وودي. |
رد: أقلام الطريق
القلم العاشر [/SIZE]الاسم الكامل : محمود الزعفراني الاسم باللغة الثانية: Mahmoud El farrani رقم الامتحان : 1000 شعبة : الفلسفة وعلم الاجتماع السنة الجامعية :............................. الفوج :............................. القاعة :............................. أجب عن الموضوع التالي: ما المقصود بالأسس الإبستمولوجية لعلم النفس؟ الجواب: (بخط يدوي ردئ صعب القراءة) أستادي العزيز عدرني إن أجبت على سؤال آخر. أنا أحب الفلسفة وأحب العلم ولاكن لا فائدت لماذا أدرس وأتعلم ولا فائدت من ذالك ماذا ربح اللذين درسو قبلي. أنا أريد علمن يساعدني على الحصول على وظيفت ولا يطردني صاحب العمل بعد ثلاث أشهر أريد علمن يجعلني أعيش حيات مريحة بيت وسيارة احتاج فلسفة لهده الحيات تزوجت الوردة التي كانت تعطر حياتي بعجوز أكبر منها ب 30 سنة او أكثر احتاج بالضرورة لفسفة تساعدني على لا اترك حبيبتي تضيع من يدي وانا لا حول لي ولا قوت لا فائدة من الدراسة لن يكون منا بن رشدون اخر ولا الامام الغسالي كان للعلم قيمت في ذلك الزمن هدا الزمن له وساءل اخرى بدأت والدتي تمحي الامية من ثلاث سنوات وهي فرحة جدن تقول العلم نقلها لعالم آخر كانت عينها مفقلة وفتحتها الان كلما دخلت البيت أجدها تقرء مسكينة والدتي لها عقليتن قديمتن لا تعرف ما يقاسي اللذين تعلمو ضيعو حياتهم ويضيعونا ما بقي في البحث عن عمل والدي يعيل عائلة كبيرة من رجال ونساء كلهم لا يعملون اخي الكبير في الطليان من سنوات بلا اوراق الحمد لله وصل إلى هناك كثير مثله ماتو في البحر ديكارت وهيجل وغيرهم نفعو نفسهم بفلسفتهم واكلتهم الخبز نحن نريد فلسفة توكلنا الخبز لا نطلب الكثير شكرن استادي الجليل على تفهمك |
رد: أقلام الطريق
لا زال هذا القلم ينضح دفئاً في مسامات الفضاء ..
ولا زال هذا القلم ينزف حرفاً شفيفاً يُعجب القراء نظمه .. تحية احترام ومودة .. |
رد: أقلام الطريق
ا[align=justify]الغالية المبدعة بشرى كمال..
أسعد الله أوقاتك بكل خير.. مع بداية عودتي للنشاط في الموقع، أحببتُ أن يكون أول نشاطاتي التعليق على ما جاء في قلمك العاشر، وبنفس الصراحة التي عودتِني على تَقَبُّلِها.. عزيزتي بشرى..، المضمون رائع كالعادة، وحتى أسلوب البوح الشفيف أيضاً، وحتى رصد نبضات الوجع البشري التي يشعر بها القارئ بين السطور، لكن ما لم أرَه رائعاً، واعذريني، أن يكون النص بالعامية.. صحيح أن الهدفَ واضح وهو تقريب النص ما أمكن إلى الصدق الواقعي، لكن هذا الهدف على أهميته، لا يُبرر الكتابة بالعامية.. في رأيي، على الأقل، كإنسان عاشق لفصحى العربية حتى نخاع العظم.. لذلك مبدعتي الرائعة، أتمنى عليك كقارئ مُعجَبٍ بما تكتبين، وكناقد، وكمواطن عربي، أن تُعيدي نشر النص نفسه بالفصحى، مع الإبقاء على صيغته العامية المنشورة، وبذلك تُحافظين على صدقه الواقعي من جهة، وعلى الوفاء للغتنا العربية العظيمة من جهة أخرى.. أرجو المعذرة مرة ثانية، لكنني ما طلبتُ منكِ هذا الطلب إلا من واقع محبتي العميقة لفنك، وتقديري الكبير لشخصك إنسانةً ومبدعة.. دمتِ بخير، مع محبتي وتقديري..[/align] |
رد: أقلام الطريق
شكرا استاذ جعفر المندلاوي على اهتمامك. شكرا على تشجيعك .
تحيتي واحترامي وتقديري |
رد: أقلام الطريق
استاذي العزيز محمد توفيق الصواف تحية طيبة .شكرا على اهتمامك وعلى صراحتك.
استاذي احترم رأيك واقدره ،وادرك مدى حبك و حرصك على احترام اللغة العربية الفصحى غير أني اريدك ان تعرف أن هذه ورقة طالب فاشل نقلتها كما هي. فتلك كلماته، وتلك لغته الفصحى، وتلك اخطاؤه التعبيرية والنحوية... . لا يستطيع ان يميز بين ابن رشد وابن خلدون. والغزالي اصبح معه غسالي، وحتى اسمه لم يستطع ان يكتبه كاملا. نقلت كل شيء كما هو. واخشى - استاذي - إن غيرت شيئا في الورقة ان يصبح هذا القلم قلم انسان اخر وليس قلم طالب فاشل حتى النخاع. احترامي وتقديري. |
رد: أقلام الطريق
اقتباس:
أُقدِّر تماماً ما جاء في ردك على تعليقي، وأوافق عليه من الناحية النقدية فنياً، لا لغوياً، وكان هذا واضحاً في تعليقي الذي أنهيته بالطلب منك قائلاً (أن تُعيدي نشر النص نفسه بالفصحى، مع الإبقاء على صيغته العامية المنشورة، وبذلك تُحافظين على صدقه الواقعي من جهة، وعلى الوفاء للغتنا العربية العظيمة من جهة أخرى).. وطبعاً، يظل الخيار لك، أستاذتي المبدعة.. دمتِ تلك المبدعة التي أقرأ لها بشغف حقيقي، وأرجو أن أقرأ لها دائماً، مع محبتي وتقديري..[/align] |
رد: أقلام الطريق
أتابع بكل شغف مسيرة هذه الأقلام وطريقها الممتلئ شوكا ومنعرجات ..
في بوح هذه الأقلام صدق وعفوية مما يجعلها تلمس شغاف القلب وتتجاوب معه أحاسيس كل نفس رقيقة المشاعر . دمت متألقة بشرى ودامت أقلامك متوهجة . مودتي |
رد: أقلام الطريق
اخي العزيز رشيد الميموني شكرا على متابعتك. شكرا على كلماتك الطيبة، وانا انتظر دائما ملاحظاتك.
مودتي واحترامي |
رد: أقلام الطريق
بشرى، رائع ومميز ما يجود به قلمك واصلي سيل مداده إبداعا مودتي |
رد: أقلام الطريق
الاستاذة المحترمة ليلى مرجان شكرا على تشجيعك
ساعمل باذن الله على المواصلة مودتي واحترامي |
رد: أقلام الطريق
بالرغم من كل الأخطاء الوارده الا انها توحي بمأساة كبيرة
شكرا للنقل |
الساعة الآن 52 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية