![]() |
عصا الأعمى..
[frame="10 98"][align=justify] الحجرة المعتمة ..لا يكاد يدرك الشيخ رابح أنه يسكنها فتحويه..أو تسكنه الحجرة فتخفي ألاما فيه.. شعور ظل يخالجه منذ أن ماتت زوجته (الحاجة فاطمة) وتركته في هذه الدنيا بلا أنيس اللهم طفلة ـ كانت تعيش معهما ـ هي الأخرى يتيمة الأبوين..
وتمضي أيام الشيخ رابح.. ثقيلة .. ثقل سنه.. حرب التحرير التي حفرت في أعماقه شيئا من الاعتزاز و..كثيرا من الانكسارات والألم.. جميع رفقاء السلاح أخذوا نصيبهم من (تركة الحرب) إلا هو.. هو نفسه لا يدري لماذا حرموه (الامتيازات) التي تمنح عادة لقدماء المجاهدين.. لكنه كان دائما يقول بلهجة مفعمة بعزة النفس : ( لا آخذ ثمنا على واجب وطني أديته عن قناعة .. !) وذات صباح.. يقرع باب حجرته صديق له قديم.. يجلس إليه بعض الوقت.. يُسرّ إليه بكلام .. لم تستطع الطفلة مريم أن تعيه.. ثم خرج .. استعاذ الشيخ رابح بالله من الشيطان الرجيم.. ثم نادى مريم بصوت مبحوح :ناوليني ـ طفلتي ـ تلك عصاي! سأزور الحاكم هذا المساء..قد تركت داخل السجن الحقيقة كل الحقيقة.. سأعود مرة أخرى إلى سجني..ربما هنالك سأحتضن الحقيقة! ساعديني .. ناوليني ما كنت قد طلبته منك.. إنه الحاكم يدعوني إليه هذا المساء.. اقتربت منه مريم ..وهي لا تدرك من الأمر شيئا.. أمسكته من يده النحيفة المرتجفة كأيامه.. كسنه .. وهي تقول:من يدعوك؟ لماذا؟ أنا لا أفهم شيئا مما يحدث.. جدي هلا أخبرتني بما يحدث؟..جدك يا ابنتي.. لم يكمل الشيخ رابح كلامه .. تكسرت نبرته .. غارت الكلمات في حلقه..دمعت عيناه.. وهو الذي لم يبكِ حتى حينما فقد الأولاد والرفاق .. وفقد فاطمة زوجته.. جمع كل قوته .. استجمع ما تبقى فيه من شبق الحياة.. ثم قال لها: ناوليني .. عصاي والعباءة تلك.. أنا يا بنيتي ذلك السجين الأبدي.. حجزوا عينيّ ذات مرة..ثم منحوا جسمي البراءة.. فكيف سأجتاز الحواجز؟ كيف أخطو؟ لقد منحوني ـ بنيتي ـ جرحا دفينا وعصا.. هذه المرة لا أدري إذا كنت سأعود! فخذي جرحي وأحزاني فربما ..لن أعود.... [/align][/frame] |
رد: عصا الأعمى..
إمتاع في الشعر ... وإبداع في القص والسرد
شكرًا لك أديبنا المبدع على متعة وإمتاع وإبداع .. مع أجمل التحايا |
رد: عصا الأعمى..
هكذا تكون الكتابة وهذا هو الابداع .... شكرا لك أستاذنا الفاضل ....
تحيتي ومحبتي وتقديري لكم أيها الجار الصالح |
رد: عصا الأعمى..
شكرا لك ..أستاذنا الفاضل.. محمد الصالح الجزائري..لروعة القص.. ومتعة القرأة.. دمت ..ودام إبداعك.
|
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
قصة أعتبرها وسام العزة والشرف والوطنية لمن دافعوا عن حصون قلاعنا..لبسوا ثوب الطهارة ونفظوا أيديهم من أوساخ الدنيا,,,تحياتي للمبدع الخلوق محمد صالح الجزائري على متعة السفر بجوار هؤلاء المنسيين
|
رد: عصا الأعمى..
نص رائع اختزل آلام السنين ومعاناة جيل بكامله ..
لو أعدت قراءته مرارا فلن أشعر بالملل رغم نبرة الألم الذي ترافقه . أخي الغالي .. جمعت بين روعة الشعر ومتعة السرد .. فجاءت حروفك في كلا الحالتين متوهجة متألقة . دمت مبدعا متمكنا . ولك المحبة دون حدود |
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
كنت رائعاً جداً
لربما اقتادوه إلى السجن لأنه لم يصفق كبقية المصفقين! أو لأنه لم يشهد شهادة زور أستاذي محمد الصالح اسمح لي أن أشاركك أمراً ما أثار حزني وألمي بطل من أبطال الحروب العربية مع اسرائيل توفي منذ مدة فحزنت جداً لأني عرفت ماذا كان وماذا فعل فهاج الإعلام المنافق في ذلك البلد العربي ناعياً له، باكياً عليه... فقلت في نفسي لابد أن أمراً ما يحدث بحثت في الموضوع وجدت أن المرحوم قد صفق للحاكم في كل إجراءاته وأيد بيع أراضي من بلده لبلد عربي آخر وغير ذلك كثير! واستخدموا اسمه كبطل في تسويق هذا البيع على البسطاء ولولا ذلك لمات كما مات الكثير من المناضلين الشرفاء دونما ضجيج آسف على الإطالة، لكني أحببت أن أشاركك هواجسي وأنت تعلم مكانتك عندي... قصتك رائعة ومعبرة جدا جدا تحياتي لك |
رد: عصا الأعمى..
الأستاذ الفاضل : محمد الصالح الجزائري
لمدخل القصة جوف عميق . أوهمني للحظة أنني أتدحرج عبر مدارات السنين إلى مرافىء قص ينفتح فيها السرد على أكثر من جيل . فآمنت أني بين يدي نص روائي ثري يروي دون تلميح و يحصد عيوب النازحين و الفارين .. إلاّ أنه و رغم قصر النص فإنّ له من الدلالات ما عرى حقب تاريخية و شحتها وجوه و إيديولوجيات. بساطة اللغة لم تمنعها من الغوص في نفسية الأبطال و تصوير المعاني و تحديد المرامي. نصك ناجح بكل المقاييس . تقبل مني سيدي كل الاحترام و التقدير . |
رد: عصا الأعمى..
الأخ محمد الصالح..
تحيتي لك شاعراً مبدعاً أليفَ الصورة لطيف العبارة حلو الموسيقى، وتحيتي لك قاصاً مبدعاًً أيضاً، تستطيع حَبْكَ الكلمات دهشةً وسَرْدَها متعةً، فإذا بقارئها أسير ما تريد أن تأخذه إليه.. وأظن أنَّ هذه موهبة المبدع الحقّ، شعراً كتبَ أم قصة.. فدمتَ مبدعاً.. |
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
|
رد: عصا الأعمى..
الأستاذ الصالح ونص قصصي قصير واقعي يحمل حبا للوطن وألما أحسه مقاومو الاستعمار الحقيقيون بعد الاستقلال..
سأبحث عن قصص أخرى لك ( ابتسامة) |
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
قلتُ لك فيما سبق استمرّي فراشة المنتدى..استمري فالنبش قد يحيي ما كاد يخبو أو يندثر !! شكرا لك على مرور منعش محفّز.. |
رد: عصا الأعمى..
قص شعري محبوك السرد، ثري المعاني غني الدلالة.
شكرا أستاذي الغالي على هذه التحفة القيمة. محبتي واحترامي |
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
زجّالة المنتدى الرائعة والجارة الغالية الأستاذة ليلى..شكرا لك على هذا المرور المؤنس الدافئ الجميل... |
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
شكرا لك عزيزي محمد على هذا النص الأدبي الرائع المليء بالمشاعر و الشجن والذي حقيقة استمتع بقراءة كل كلمة فيه. كنت قد كتبت بعض التعديلات الشكلية غير المهمة لكن حذفت علي اثناء الكتابة بلوحة المفاتيح الانجليزية بالمرة الأولى لي بمحاوتي الاولى كتابة هذا التعليق !!! |
رد: عصا الأعمى..
اقتباس:
شكرا لك على مرور سرّني كثيرا كثيرا..تقبّل تحيّتي وتقديري واحترامي... |
الساعة الآن 39 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية