منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مدارات اللغة للحوار (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=248)
-   -   الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة.. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3135)

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 26 / 03 / 2008 11 : 04 PM

الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
ماهر رجا...
يفتح أبواب الضوء ليعبر الغرباء

إعداد: سامر عبد الله144 - الشاعر قاسم فرحات


في رحلتي الأولى نستقل المحطات ,أقصد نحن الغرباء وأمي ,لا تأتينا الرسائل من شمال الطريق ولا غربه ,أبدل ذاكرتي ولا تتغير تلك المحطات ,تزدحم في بالي الصور بالأبيض والأسود,ثمة صورة مدهشة تحمل النص1951 ,شبح ما يحاصرني في دقيقة صمت , من تراه يكون ..من أنا ..من أنت. في غرابتهم وحدهم أحن إليهم ,أصلي كل ليلة ,كي يعودوا غرباء عند تمثال المتنبي في ليلة الشهداء. أمطار آذار تنهمر على وجهي في سنة الأبيض , وفي مخابئ الهواء تدور الأطياف على الرحى ..في كل مكان نغني النشيد الأخير على الأسوار ..وفي جنين, تقول أمي الغريبة :مطر ويعود محمد ,ماباله تأخر قليلا . تمر قافلة على وقع ناي بعيد الخريف ,تمر على سور أمس هناك في ارض ما. لابد من النزول إلى الغياب مع مخازن الموتى لتصبح الحياة أجمل...
... أمي الغريبة ... لو (تأتين) ؟...

بهذا التناص الجميل يعنون الشاعر ماهر رجا قصائده المتوالية في خط منتظم متشعب الاتجاهات
بدا كأنه يستقل المحطات ليكمل رحلة (العربات) في سفر يمتزج بالنبض والمجهول,هذا الكاتب الذي يضعك أمام النص مباشرة دون التكهن بما قد يجري للحظة الآتية,ذاك الشيء الذي يسكنك عميقا ,يبدع الشاعر ماهر رجا في انتقاء التصوير المجازي الذي يرتقي بالقصيدة إلى النثرية العالية,ولا ينسى أبدا ًأن يترك بصمته الإيقاعية تجول أطياف القصيدة. نعم هذه كينونة ماهر رجا المتجدد كما الحياة .

ضيفنا اليوم وجه إعلامي وشاعر توحد في الكلمة وأفقها,صاغ من فضة روحه
صورة لبلد يحترق.

في صالون نور الأدب يسرنا أن نستضيف الشاعر- والاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار أدبي مفتوح لننهل من المعرفة التي واكبت مسيرته الأدبية ,ولنعلم كيفية العبور للضوء برفقة الغرباء.

نبذة مختصرة عن ضيفا نذكر منها:
[align=center]

ماهر رجا........
مكان وتاريخ الولادة: سوريا 1961
الجنسية: فلسطيني
مكان الإقامة: دمشق ـــ سوريا
العمل: إعلامي
*ليسانس في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق.
· عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

[/align]
المؤلفات

ـــ "هواجس الفتى الغافي" (ديوان شعر) 1992.
ـــ "العربات" (ديوان شعر) صادر عن دار الأهالي ـ دمشق 1995.
ـــ "صمت ابن آوى" (مسرحية) الجائزة الأولى في إطار جائزة الإبداع العربي_ الشارقة 1997
ـــ "الغريب وأنا" (ديوان شعر) ـ صدر منذ ثلاثة أشهر
ـــ "السر" مسرحية ـ [نص للخشبة] لفرقة رؤى ـ لبنان

ـ"الطوق" (مسرحية ـ مونودراما ) قيد النشر.




العنوان:
سوريا ــ دمشق ــ ص. ب : ( 31615 )



*يرافقنا في سفرنا ديوانه الشعري الجديد والذي صدر حديثا ًعن دار الشجرة بدمشق في نوفمبر وحمل عنوان:

(الغريب وأنا)


جاء الديوان في 266صفحة ,من القطع المتوسط.

من جديد أهلا بالشاعر ماهر رجا ضيفا ًعزيزا ً... وتفضل بقبول فائق احترامي وتقديري.


أريد أن أذهب الى السؤال مباشرة فهو يلح على الذاكرة:

v كيف تنظر إلى أدب الحداثة في العصر الراهن ؟

الهم الفلسطيني يسري في عروق ماهر رجا وهذا لا أراه فقط بصورة شخصية محددة لكن يمكن أن تظهر هذه الدلائل في نص شعري أو كتابة مقال أو حتى في أمسية أدبية.ترتفع تلك الوتيرة الى مفهوم قيل سابقا وهو الألم العبقري.
والسؤال البديهي ههنا :


*كيف يمكن لهذه الانعكاسات السلبية أن توظف في خدمة النص الشعري,




وأترك لمجال للأستاذ ماهر للرد على الأسئلة ,كما أدعو كافة كتاب وزوار منتديات نور الأدب للمشاركة في هذا الحوار القيم.أترك المجال أيضا لكتاب المنتدى للترحيب بضيفنا العزيز.

ناهد شما 06 / 04 / 2008 54 : 05 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 


أهلا بالشاعر العظيم ابن فلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسطين
ماهر رجا

ماهررجا 07 / 04 / 2008 45 : 04 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
أولاً ، شكراً على هذا التقديم الذي افتتحت به الحوار. أما الحديث عن أدب الحداثة فذلك يضعني في الحقيقة أمام سؤال كبير ومتشعب ، إذا لا يمكنني أن أقدم توصيفاً ناجزاً في كلمات لموضوع يملأ الدنيا اليوم ويشغل الناس..
دعني أقل إشارات.. الحداثة أولاً لا أفهمها مرافقة لتطور الزمن حين يتعلق الأمر بالإبداع...نحن هنا لا نتحدث عن تطور علم الفيزياء أو الرياضيات أو الكيمياء العضوية.. نتحدث عن المجاز الطائر المحلق لا عن الطائرة وتطورها..
ما أعنيه بكلمة أخرى أنه ليس كل أدب حديث وإبداع حديث هو ذلك الذي يواكب اللحظة بالمفهوم الفيزيائي للزمن، وإنما كما أفهم الأمر، الأدب الحديث هو الذي ينتج بنى ورؤى شعرية متجددة بشكل دائم تتجاوز قدرة الزمن على إفنائها.. أقصد تلك الرؤى المبدعة العظيمة التي يمكنها أن تحظى بالخلود..
ثم ليس ما هو معاصر ومتغير يصبح حداثياً،
المتنبي قصيدته قصيدة بحر، أي ما يشيع تسميته بالقصيدة العامودية ذات الشطرين من حيث البناء الفني، لكنه شاعر حداثة على نحو ما على الرغم من مايزيد عن ألف عام بيننا وبين زمنه.. كذلك جون كيتس و كوليردج، وحتى شكسبير الذي مازالت روح مسرحياته حية إلى الآن...
إذكر الآن عبارات للشاعر جورج شحادة، فهو يقول: (الأثر العظيم الذي يحيا مع العصور وقد لا يموت أبداً، هو الذي يستوفي هذين الشرطين: أن "يتظاهر" بأنه حديث، أو عصريّ، وأن يكون باطل الموضة. أن تكون عليه مسحة من عصره. مجرد إغراء شكلي يضمن له أن يتظاهر بأنه حديث أي يعطيه حقّ المثول مع الماثلين في عصره، ولكنْ دون أن يُفقده ذلك أبدّيته).
هنا هذا الشاعر العميق الرؤيا يفهم الأمر ويتمثله جيداً.. الحداثة أعمق من فكرة ابتداع الكاتب لأطر وأنماط جديدة أو لهاثه خلفها.. القيمة في الجوهر..
لكن أريد أن أضيف هنا أمراً.. لا تفهم من كلامي أنني أفترض أن الحداثة قشرة خارجية.. أطار للوحة الإبداعية وحسب.. فالأبداع ابن عصره بالتأكيد وهذه حتمية..وعلى النص والكاتب أن يكونا مرهفي الإصغاء لحركة الزمن المعاصر ولأصواته وهمومه وأحلامه..
نعم ، مطلوب من المبدع أن يطور في وسائله ويجدد في الشكل والمضمون لا أن يستسيغ القديم دوماً.. القديم قال كلمته ومنها ما هو قادر على الحياة حتى اليوم.. وعلى المبدع أن يقدم مغامرته هو واكتشافه هو وأن يضيف شيئاً ما إلى ديوان الإبداع بأجناسه المختلفة..
لكن ما نراه اليوم هو شيء من المبالغة على حساب الجوهر في البحث عن الأشكال .. ثمة أفانين وبدع ترهق في أغلبها مضمون النص أو تكون على كاهله.. .. وكثيراً لا تجد مضموناً..
والحقيقة أن هناك غرائب لدى بعض الكتاب في ولعهم بطرح أشكال جديدة.. أية أشكال.. وأذكر أنني قرأت نصاً (شعرياً) تحول إلى لوحة متداخلة من الأسهم والحواشي، التي تارة تشعرك أنك أمام متاهة وتارة أخرى تقول لك (ها قد علقت في شرك الخواء).!!
إذاً ـ وهنا نقطة أخرى ـ المسألة برأيي، ليست عملاً قصدياً .. لا يجلس الكاتب فيقول أريد أن أصنع نصاً حداثياً.. وأعرف أن هناك من يفعلون ذلك وهم كثر.. هناك من يحاولون أن ينحتوا طريقة في الكتابة ، وهناك من يرون الحداثة في تهديم السابق .. ومع أنني مع فكرة التخريب والتمرد على الأشكال والأساليب المنجزة السابقة في الكتابة، إلا أنني أرى أن ذلك يجب أن يكون عن معرفة واستيعاب لأهم عوامل وثقافة الموروث الشعري السابق..
فكي يقنعني رسام بلوحاته التجريدية ذات الخطوط والألوان المبهمة عليه أن يكون قد مر مسبقاً على موروث قديم من فن التشكيل.. لا أقول إن عليه أن يكون قد تدرج بشكل دقيق في ذلك، لكن على الأقل أن يدرك ذلك الموروث ويستوعبه...

على كل حال الحديث في هذه النقطة وحول هذا السؤال يطول ويتشعب.. هذه إشارات فقط، ومع ذلك أشعر أني أطلت...
.................................................. ..
دعني أذهب إلى سؤالك الثاني..
ما يمكن أن نسميه بالهم الإنساني .. ومن ثم الهم الفلسطيني بكل عذاباته وذكرياته الموجعة، هذا رافق القصيدة الفلسطينية إن جاز التعبير وما زال..
وأنا لا أوافقك على صيغة طرح السؤال ، حيث أسميت تجربة الألم الوطني والإنساني بـ"الانعكاسات السلبية" متسائلاً عن كيفية توظيفها في النص الشعري... أفهم أنك لم تقصد كلمة سلبية بالمعنى الشائع للكلمة، لكنني أرى تلك الانعكاسات عاملاً دافعاً ورافعاً وينبوعاً ثراً للفعل الإبداعي..
لماذا أقول ذلك؟.... لو نظرت إلى الأعمال العظيمة في الإبداع الإنساني عبر تاريخ البشرية المكتوب والشفوي، لرأيت أن معظم تلك الأعمال ينبعث من الألم ومن مغامرة مواجهة غير متكافئة بين هذا الألم والهشاشة البشرية.... ذلك قد يصل إحياناً إلى أن يكون ألماً عبقرياً كما أسميته في سؤالك..
سأذكر لك أمثلة من هنا وهناك.. عد بذاكرتك إلى الأوديسة لهوميروس وما فيها من فكرة الغربة والضياع والحنين إلى (إيثاكا) تماماً كما في الحالة الفلسطينية.. أو قصائد حنين كافافي إلى الإسكندرية...
أجمل قصائد المتنبي تلك التي قالها في مصر بعد أن انهارت أحلامه.. وهناك كمثال سريع أيضاً معظم أعمال غوغول التي تتعمق في عذابات صغيرة أو كبيرة لأناس عاديين.. أعمال لتشيخوف الرائعة الجارحة الحالمة.. السياب الحزين دوماً وما أنتج لنا من الروائع..

الحكاية الفلسطينية إلى ذلك، تنطوي على ما يشبه الملحمة أو الأسطورة.. كل تفاصيل التجربة الفلسطينية الموجعة تبدو وكأنها قطعة من مخيلة أسطورة قديمة.... هنا أتحدث بالمعنى الإبداعي والواقعي.. قضية فلسطين بألامها وجراحها وذكرياتها شديدة الغرابة بحيث لا تتخيل أن أول فصولها وقع قبل ما يزيد بقليل عن سبعين عاماً.. لقد سرق وطن في وضح النهار، وقاتل أبناؤه ومازالوا بصدورهم كالشعراء المحاربين.. ماتت الأمهات في المنافي والشتات وهن يوصين أبناءهن بوطن لم يروه، وعاشت المخيمات ساطعة الحضور والحياة في ذاكرة لم تمت ولم تذبل.. هناك على مقربة منا مقابر شهداء لشبان وفتيان لم يتسلقوا شجرة الحياة ولم يتقاذفوا بثمارها ولم يختبروا الحب الأول وقررا الذهاب إلى الأضرحة مبكراً.. لعل فلسطين الحبيبة ترضى وتبتسم ولو قليلاً..!!
هذه المشهدية هي أفضل مناخ للقصيدة.. وهي قد لا تبدو واضحة دائماً في قصيدة عن الوطن تقول ما لديها مباشرة.. هذه المشهدية المعذبة أو آهة من غابتها قد تظهر أيضاً في قصيدة الحب الفلسطينية أو في نص يتحدث فيه الكاتب عن هواجس وهموم خاصة...



ماهر رجا



هدى نورالدين الخطيب 09 / 04 / 2008 13 : 02 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
[frame="15 10"]
أهلاً وسهلاً بالشاعر الفلسطيني المبدع الأستاذ ماهر رجا
يقال:
((ماهر رجا الهمس الخفي والوجع الصارخ، التطريز اللغوي والتشكيل البصري الرحب ..))


في ديوانك " الغريب .. وأنا " يصرخ الوجع وتئنّ الغربة

منذ زمان ٍ
ثمةَ آخرُ أغربُ مني
يسكنُ أرضَ أناي ْ
يخرج من جسدي ليراني
يقبل حتى يصبح أبعدَ
يذهبُ كي أبصره أقربَ
بين ضباب العين وبيني
ويعاتبني حين أكونُ "أنا"
الآمنَ والمكسُوَّ بريش الهدأة ِ
في أوقات هروب الكوكبِ
من أفلاك رؤايْ ..

(من قصيدة: الغريب وأنا)

وهنا يزداد الوجع

ومرَّ آخر الأسراب ِ فوقنا
فقالَ لي:
سيستريحُ طائرٌ على القرميد ِ كي يشبهني
وقد يجفُّ في انتظاري ههنا
وقد يرقُّ حتى الموت ِ، من تأمل ِ الغيابْ
لكنْ، أتستطيع أن ترى
في هذه الأسراب ِ ما أرى :
لن يعثر َ الغزاةُ في بلادنا
على مخابئ الهواء في الهضابْ !

(من قصيدة : مخابئ الهواء)

الحقيقة أستاذ ماهر صور شعرية مدهشة وأي قدر من الغربة نعيشها حين يعيش الغريب وينعم فوق تربة الآباء والأجداد وننفى نحن ويزوّر كل شيء لصالح الغريب
بالأمس دخلت أحد المحلات حيث أقيم في كندا و وجدت الصابون النابلسي مختوم بنجمة إسرائيل تحت يافطة الصابون التراثي الإسرائيلي!!
أتمنى أن تحدثنا أكثر عن ديوان " الغريب .. وأنا "" تحديداً ونتمنى أيضاً أن نعود معك إلى بداياتك الشعرية و إن أمكن أن نتعرف على بعض لوحاتك الشعرية العاطفية
أهلاً وسهلاً بك في نور الأدب بين أهلك ولي عودة لاحقاً
[/frame]

ناهد شما 09 / 04 / 2008 41 : 02 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
أهلاً بالشاعر ابن فلسطين المتألق ماهر رجا

السؤال الأول : ما هي الآفاق المتوقعة لمستقبل القصيدة العربية؟ وهل فقد الشعر بريقه القديم وصورته ؟

السؤال الثاني :هل صحيح أن بعض المواقف السياسية تميت الشاعروبعضها تولد شحنة لديه يود أن يخرجها ؟

السؤال الثالث : ما هو دور الصحافة بازدهار الأدب ؟

أهلاً بالشاعر العملاق مثل النجم في السما البراق


سامر عبد الله صحفي فلسطيني 10 / 04 / 2008 59 : 09 PM

من جديد أهلا بكم في أجواء حوارنا الأسبوعي المتجدد
 
من جديد أهلا بضيفنا الاعلامي والشاعر الفلسطيني ماهر رجا الذي يسعدنا لقاءه ويطيب لنا رمل الذاكرة في مخيلته الخصبة ,كما أشكر الأستاذة ناهد شما على المداخلة الثرية والجميلة وكذلك الأديبة المبدعة هدى الخطيب والتي تفسح المجال للقاء الطيب في هذه المنتديات.
أترك الاستاذ ماهر رجا برفقة أحباء الموقع للإجابة على أسئلتهم وطروحاتهم.
ولي عودة .

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 10 / 04 / 2008 12 : 10 PM

لوحة غلاف..الغريب وأنا
 
لوحة الغلاف لديوان(الغريب وأنا)
المؤلف :ماهر رجا
دار النشر: دار الشجرة في نوفمبر2007
http://www.diwanalarab.com/local/cac...1947-9add1.jpg

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 10 / 04 / 2008 27 : 10 PM

أهلا بضيفنا الأستاذ ماهر رجا......
 
أستاذ ماهر:مصطلح الأديب ,أطلق منذ القدم ومعروف أن هذه الكلمة تضائلت شيئا فشيئا حتى وصلت إلى أسلوب الخصخصة, وإن كان بالإمكان قول ذلك
اليوم لانقول أديب الا ماندر أو أحيانا , نقول: الشاعر , القاص , الروائي......إلخ,

لما اللجوء الى هذا النوع من التصنيف الفقري اللغوي والأدبي في عصرنا الراهن ؟
http://www.servimg.com/image_preview.php?i=41&u=12029507

ماهررجا 12 / 04 / 2008 56 : 12 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
أستاذة هدى الخطيب شكراً لك ...
لعل أصعب ما يكون لدى الكاتب هو أن يتحدث عن كتاب له .. أن يقول نثراً ما يقول الكتاب شعراً.. لكنني طبعاً استطيع التحدث عن فضاءاته وعناوينه، ومصادفات قصائده..
كتبت هذه الديوان على مدار فترة طويلة نسبياً ، بعد إصدارات ثلاثة سابقة، ولذلك فهو يبدو أكبر حجماً بعدد الصفحات والقصائد من سابقاته..
العنوان "الغريب وأنا" ، لا يقصد الإشارة إلى علاقة المواجهة بين الفلسطيني والعدو. لم أقصد بكلمة الغريب إشارة إلى المحتل، وإنما إلى ذات الغريب في ذواتنا .. وبهذا المعنى الغريب وأنا شخص واحد أحياناً ، وأحياناً أخرى يبدوان كشخصين مفترقين يعودان إلى زيارة ذات واحدة من حين لآخر .. ذات فلسطينية، ولكن أيضاً كونية بلا ملامح وهوية.
لكن بالتأكيد ستجدين في قصائد المجموعة ، ما بين صفحة وأخرى ملامح لمفارقات وآلام حياة الشتات والغربة الفلسطينية كما أراها من تجربتي الشخصية وعبر ملامح أشخاص وأحداث تركت صورها في حياتي..
يضم الديوان إثنين وأربعين قصيدة أكثرها يتعلق بتلك الهواجس الفلسطينية لكن ليس على نحو مباشر دائماً.. وأعتقد أن الشاعر يكتب غالباً حين تلتقيه مصادفة غريبة ما ، في الطريق، في التأمل، في اكتشاف ما كان واضحاً أمامه دائماً ولم يره إلا في لحظة عابرة، في صعود غربة ما إلى ذروة النداء، في الحنين المفاجئ الذي يهبط على الروح حين يرى مقعداً فارغاً في الحديقة، في شتاء يبدو له ذات مساء أنه أول شتاء يراه في حياته، مع أن الأمر ليس كذلك طبعاً، وهذه المصادفات ليست حقيقية بالمعنى الدقيق لكلمة مصادفات، لكنه تكون بهذه الصورة في لحظتها وفي عين الشاعر وتأمله.
....
أما عن البدايات الشعرية، فقد كانت في أوائل الثمانينات.. أتحدث هنا عن البدايات الشعرية المكتملة نسبياً، فأنا كتبت قبل ذلك الوقت، لكنها كانت تجارب ومحاولات استكشاف وتعلم (طبعاً التعلم لا يتوقف)
نشأت على نحو ما في مناخ كان فيه من يصغي إلى قيثارة الشعر القادمة أصداؤها من أرض بعيدة.. فأخي الأكبر فتح باب بيتنا أمام ديوان المتنبي وابن الفارض وطرفة ابن العبد ومحمود درويش وأمل دنقل..
أول مجموعة لي كانت نتاج ثلاث سنوات من الكتابة وقد نشرتها عام 1991 بعنوان "هواجس الفتى الغافي" وفازت حينها بجائزة أدبية عربية.
ولا أبوح بسر إن قلت إن سحر البدايات يبقى أكثر حضوراً ، فهي أكثر صدقاً وتوهجاً وعاطفة وإن بدا ما بعدها أشد حنكة ودربة ومقدرة وثقافة ربما..


ماهر رجا


ماهررجا 12 / 04 / 2008 01 : 03 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
شكراً أخت ناهد..
في الحقيقة السؤال الذي تطرحينه يحتاج إلى كتاب إذا أردنا إجابة شاملة..
لا أدعي أنني أمتلك تصوراً شاملاً لآفاق القصيدة العربية.. هذا أمر يختص بالمستقبل.. لكن أكيد هناك إشارات راهنة يمكن أن تعطينا تلميحات عن الصورة التي سيبدو عليها الشعر العربي في المراحل المقبلة..
الشعر ديوان العرب كما في مأثور القول العربي، إنما بتقديري أن المشهد الراهن لا يقول ذلك... اعتقد أن هناك أزمة.. لدينا هذا الكم الهائل الذي ترينه من الشعراء، تسمعين كل يوم بشاعر جديد، تقرئين قصائد وقصائد (تغص) بها مدونات الانترنت وصفحات الجرائد، حتى أصبح الشعر مهنة من لا مهنة له..!! ... قد يكون هذا جيداً بل رائعاً في وضع صحي ، أي حين يكون النتاج الشعري لهذا الكم الكبير من الشعراء يشكل إضافة إلى ديوان الشعر العربي .. لكن الأمر ليس كذلك في كثير من الأحوال، وفي الغالب ما من إضافة ولا إبداع بالمعنى الحقيقي للكلمة..
هذا رأيي طبعاً..
النقطة المهمة هي أننا فقدنا القدرة على خلق التيارات الشعرية.. في أوائل القرن الماضي كان هناك تيار الكلاسيكية الجديدة، كان العقاد وسبقه أحمد شوقي وجايله وكان خليل مطران وآخرون .. ومن بعد كانت هناك تجمعات تبدع أساطين، أدب المهجر، الرابطة القلمية، مجموعة أبولو، شعراء قصيدة التفعيلة العراقيين كالسياب ونازك الملائكة، ثم شعراء الأرض المحتلة، درويش وراشد حسين وتوفيق زياد، وسميح القاسم وسواهم.. فترة السبعينات أيضاً كانت استمراراً في العطاء الشعري وتياراته لكنها برأيي كانت الشوط الأخير نحو عد عكسي..
لا أدري ماذا جرى.. اليوم ليس لدينا كل هذا الحراك، هناك فقط أصوات مميزة وليست تيارات، والغث بات يربو على السمين، ثم جاء دخول كم كبير ممن يريدون التحديث والتجريب دون أن يكونوا قد قرؤوا بيتاً واحداً للمتنبي أو لأبي تمام، هذا زاد في الطنبور نغماً.. يريد الأخ أن يجرب وأن يهدم بناء القصيدة العربية وهو لا يعرف الفارق بين السبب والوتد في عروض القصيدة، أو بين التشبيه والاستعارة!..... القصة طويلة وسأكتفي بهذا القدر من الإجابة.
......
بالنسبة لسؤالك الثاني عن المواقف السياسية للشاعر ، لم أفهم بالضبط ما قصدت.. هل المقصود الموقف الشخصي للشاعر من قضية سياسية معينة وتأثير ذلك على القصيدة، أم أنك تتساءلين عن تأثير حضور الخطاب السياسي المباشر على القصيدة وقيمتها الفنية؟... أرجو أن توضحي لي.. وشكراً لك.
.....
في السؤال الثالث، لا أرى ارتباطاً مباشر بين عالم الصحافة والأدب....لكن هناك علاقة تأثير وتأثر بالتأكيد في جوانب معينة..
الصحافة تهتم مباشرة بالخبر، وهنا اللغة وسيلة إيصال، وهي يجب أن تكون حادة ومباشرة وسريعة الإيصال بعيداً عن التداعيات اللغوية البلاغية.. الهدف في النص الصحفي إيصال المعلومة بطريقة معينة وبآليات لغوية تحاول أن تنقل أيضاً وجهة نظر سياسية أو ثقافية أو اجتماعية حيال قضايا مختلفة... ما من اعتناء ضروري باللغة في الصحافة سوى أن تكون العبارات سليمة ورشيقة ومرتبطة بموضوعها مباشرة.. ثم إن النص الصحفي يجب أن يبتعد عن الخيال ويقوم بنقل الواقع أو الحدث أو الخبر، وينطلق التعليق على الخبر من ذات المعين وعلى أساس هذه القواعد..
لكن في الأدب الأمر مختلف.. اللغة في الأدب هي مادة أساسية .. الخيال هو جوهر وقيمة، التداعيات البلاغية دم وريد النص الأدبي، فأي قيمة للأدب بلا خيال وتخييل..
نعم يأخذ الأدب من الواقع ولكنه يعيد صياغته مضيفاً إليه قطرات من روح كاتبه وخياله.
وفي حين أنه لا مكان للتأمل في النص الصحفي ، فإن التأمل عالي الحضور في النص الإبداعي..
لا يتحدث النص الإبداعي عن وقائع، وإنما ينشغل بتداعيات هذه الوقائع في الخيال والروح والوجدان البشري، في حين من غير الممكن في نص صحفي جيد أن يظهر إيحاء وجداني.. كيف لنا أن نتخيل مثلاً دراسة حول حرب المياه في منطقة الشرق الأوسط ونرى الكاتب يضيف إليها موقفاً وجدانياً.. يمكن فقط أن يكون هناك موقف سياسي تحليلي، وتوجيه للقارئ كي يتبنى موقفاً بعينه دون سواه في هذه القضية أو تلك.
طبعاً هناك استثناء ما يسمى بالأدب السياسي، وهذا أمر مختلف .. نرى مثل هذا في الزوايا التي تخصصها على صفحاتها بعض الجرائد والمجلات، وهي تقبل مستوى من التعبير الأدبي والوجداني بحدود معينة.. والأمر نفسه ينطبق على الصحافة الثقافية إن جاز التعبير، فهي ليست كنقل الخبر أو كتابة الدراسة لكنها تبقى في إطار العمل الصحفي في نهاية المطاف.

ماهررجا 12 / 04 / 2008 10 : 03 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 


الاستاذ سامر شكراً لك،
سؤالك يذكرني بما كانت عليه التسميات العربية القديمة.. كان اسم "العالم" في الماضي يشير إلى شخص تجتمع لديه صنوف كثيرة من العلوم.. فبعض العلماء في التاريخ الإسلامي مثلاً كانت لديه معرفة ومصنفات في الطب والفلك والرياضيات والفقه واللغة والفلسفة وأحياناً العلوم الاجتماعية..
وقبل أكثر من قرن من الزمان كانت كلمة أديب مناسبة تماماً لأحوال مبدعين وكتاب كالمازني والعقاد و وجبران، ومن ثم طه حسين وميخائيل نعيمة وغيرهم كثير، فهؤلاء كتبوا على الأغلب في صنوف متعددة من الانتاج الإبداعي واللغوي من شعر وقصة ورواية ومقالة أدبية وبحوث في اللغة. الخ
من الطبيعي بمرور الزمن أن يتغير هذا الحال إلى شيء من الاختصاص.. لكن ذلك كان زمناً جميلاً .. وعلى كل حال .. فليكن.. ولنقل إنه ما من مشكلة أن يوصف بالأديب الآن من يكتب في مجال إبداعي محدد، شرط أن يكون في مستوى الإبداع حقاً...
ويا عزيزي سامر، ليت المشكلة مشكلة تسميات..!!

طلعت سقيرق 13 / 04 / 2008 29 : 02 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
[gdwl]
[align=justify]
أخي الشاعر الجميل ماهر رجا
اولا أشكرك على إعطائنا وقتا قلّ أو كثر من الزمن الذي يتوزعك في مهام إعلامية عديدة ..
طبعا ديوانك الجديد " الغريب وانا " خطوة في مسار الشعر الفلسطيني تؤسس لأبعاد جديدة يفترض أن ننتبه لها ، حتى لا يبقى شعرنا اسير مدارات ضيقة .. كنت اتمنى ممن يسأل أن يطلع على الديوان بتشابك وتداخل الأنا بذات الأنا لكن بقول شعري أحكمت الجودة والتميز فيه ..
أولا أحب أن أسأل يا صديقي عن هذه الحميمية التي نرى فيها صورة الوطن في صورة الأم والمكان وتعدد الشخصيات المحيطة بكل قصيدة .. رغم التفرد أو الانفراد بمخاطبة الذات في الكثير من شعرك ، في هذا الديوان ..
صبرك الطويل البعد بين ديوانك هذا وديوانك الذي سبق لم يكن مجانيا فالقارئ للديوان يلحظ هذا الغنى الذي اكتسبته قصيدتك فجاءت بخارطة الوطن وخارطة الذات وخارطة الأقرب من الأفراد إليك .. أحب ان تبدي ملاحظتك هنا ..
لي رجاء يا صديقي أن تتحفنا ببعض قصائد الديوان حتى يطلع عليها الجميع كي يلامسوا ما نتحدث عنه ويداخلوا تميز هذا الصوت الجميل ..
لي عودة يا صديقي
وقبل أن أترك السؤال لك لا بدّ من الإشارة إلى تشجيعك للأدباء الشباب من خلال برنامجك الإذاعي .. فلماذا يكون المشجعون لهؤلاء الشباب قلة ؟؟.. وكأننا ننسى أنّ دروبنا الأولى كانت بحاجة إلى من يأخذ بيدها ..
شكرا شاعرنا الجميل ماهر رجا نورت منتدياتنا بوجودك ..
اخوك طلعت
[/align]
[/gdwl]

ناهد شما 13 / 04 / 2008 22 : 03 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 

شاعر فلسطين الموقر \ حفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدتُ للإلتفاف حول صفحة شخصيتك الكريمة لأوضح لك ما أقصده في السؤال الثاني ؟ وهو

هل صحيح أن بعض المواقف السياسية تميت الشاعر وبعضها تولد شحنة لديه يود أن يخرجها للنور ؟

قصدتُ من هذا السؤال ..... بمعنى شحذ همة الشاعر وتعظيم ملكته الشعرية أو إخمادها نتيجة بعض المواقف السياسية التي قد تحبط الإنسان العادي , ( مثلاً بالنسبة لغزة الآن هل الشاعر يُفجر ما بداخله من حقد أم يأتيه الإحباط وتموت لديه ملكة الشعر ) ؟

هناك سؤالين أيضاً لحضرتك وهما :

السؤال الأول : كيف يرى شعراؤنا ونقادنا حاضر القصيدة في ضوء ماضيها ؟

السؤال الثاني : هل هناك حقاً شعر نثري ؟ وماهي إذاً قواعد كتابته ؟

فلك مني خالص الشكر وأطيب التحايا




سامر عبد الله صحفي فلسطيني 13 / 04 / 2008 49 : 11 PM

العربات..ماهر رجا
 
عبق دمشقي,ياسمين يجوب أرجاء المنتدى ,هذه اللقاءات المميزة مع أديب فلسطيني ومداخلات جميلة ,أهلا بكم من جديد ضيفا وكتاب .

وأرحب بأستاذي الاديب طلعت سقيرق وأشكره على الاهتمام بأدب الشباب, هموما وإبداعا.

في إذاعة القدس يبث أسبوعيا وبالتحديد يوم الثلاثاء في الثامنة مساء برنامج أدبي مميز من نوعه وهو (محطات على الورق )يعده ويقدمه ضيفنا الاعلامي الفلسطيني الاستاذ ماهر رجا.تتمحور الاسس في هذا البرنامج على إبداعات أدب الشباب, في كل مجالات الثقافة ودائما نرى ويكتشف الاستاذ ماهر رجا أقلاما واعدة كما يقول
ولعلي بداياتي الشعرية تفجرت في هذا البرنامج وبفضل التوجه الذي واكبني من الاستاذ ماهر رجا, ومن هنا لابد أن أتذكر وجهه البهي حين تحادثنا عن أمور أهمها تلك القصيدة التي تسكن ذاته الشعرية , ودائما أقول: جميل أن تذوب الذات في مسام الشعر.

وأتجه الان مباشرة الى ديوان الغريب وأنا:
كتبت في البداية: (ماهر رجا بدا كأنه يستقل المحطات ليكمل رحلة العربات):
والعربات محطة شعرية مهمة في الادب الفلسطيني , وهنا أقول : من الغريب الذي يهادن وجع ماهر رجا , هل جاء من العربات

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 13 / 04 / 2008 55 : 11 PM

قصائد الغريب وأنا
 
سيكون لنا من ديوان الشاعر الفلسطيني ماهر رجا , عدة قصائد مختارة :نذكرمنا
الغريب وأنا
أمي العجوز
بدلت ذاكرتي
وستدرج في وقت قريب جدا.

ماهررجا 14 / 04 / 2008 11 : 11 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق (المشاركة 12881)
[gdwl]
[align=justify]
أخي الشاعر الجميل ماهر رجا
اولا أشكرك على إعطاءنا وقتا قلّ أو كثر من الزمن الذي يتوزعك في مهام إعلامية عديدة ..
طبعا ديوانك الجديد " الغريب وانا " خطوة في مسار الشعر الفلسطيني تؤسس لأبعاد جديدة يفترض أن ننتبه لها ، حتى لا يبقى شعرنا اسير مدارات ضيقة .. كنت اتمنى ممن يسأل أن يطلع على الديوان بتشابك وتداخل الأنا بذات الأنا لكن بقول شعري أحكمت الجودة والتميز فيه ..
أولا أحب أن أسأل يا صديقي عن هذه الحميمية التي نرى فيها صورة الوطن في صورة الأم والمكان وتعدد الشخصيات المحيطة بكل قصيدة .. رغم التفرد أو الانفراد بمخاطبة الذات في الكثير من شعرك ، في هذا الديوان ..
صبرك الطويل البعد بين ديوانك هذا وديوانك الذي سبق لم يكن مجانيا فالقارئ للديوان يلحظ هذا الغنى الذي اكتسبته قصيدتك فجاءت بخارطة الوطن وخارطة الذات وخارطة الأقرب من الأفراد إليك .. أحب ان تبدي ملاحظتك هنا ..
لي رجاء يا صديقي أن تتحفنا ببعض قصائد الديوان حتى يطلع عليها الجميع كي يلامسوا ما نتحدث عنه ويداخلوا تميز هذا الصوت الجميل ..
لي عودة يا صديقي
وقبل أن أترك السؤال لك لا بدّ من الإشارة إلى تشجيعك للأدباء الشباب من خلال برنامجك الإذاعي .. فلماذا يكون المشجعون لهؤلاء الشباب قلة ؟؟.. وكأننا ننسى أنّ دروبنا الأولى كانت بحاجة إلى من يأخذ بيدها ..
شكرا شاعرنا الجميل ماهر رجا نورت منتدياتنا بوجودك ..
اخوك طلعت
[/align]
[/gdwl]

.........................

أخي وصديقي العزيز طلعت ، الشاعر الجميل والمتفرد..
لك محبتي دوماً ، وشكراً لرؤياك الشاعرة لمفردات وقصائد "الغريب وأنا"..
بداية أنت خير من يعلم كشاعر أن صورة الوطن في القصيدة تصبح أكثف حضوراً حين نقاربها عبر الذاتي والشخصي والذاكرة الفردية.. الحميمية بتقديري .. الحميمية في الحوار مع المكان المفقود والذاكرة الحاضرة لعلها تأتي من هنا ، من أنك في لحظة ترى أن كل الأمر متعلق بك.. حب فلسطين هو حبك الشخصي الأول ، تجربتك العاشقة الأولى، والمكان الغائب هو على نحو ما مكانك الأول، والشهداء الذين سقطوا عن ساق الوردة وهم يحاولون اكتشاف غوايات كأسها العالية هم إخوتك وأصدقاؤك الذين أضعتهم أو ضعت فيهم .. كل هذه المفردات والصور تمتزج بوجوه من حولك وأسمائهم وعلاقات الأمكنة...
ذلك ليس فعلاً أنانياً ، وليس محاولة لجعل الذات محوراً.. الأمر فقط أنك تريد أن تتحدث عن الوطن من الداخل..تريد أن تقف في البيارة وتتأمل أشجارها وتشم رائحة البرتقال لا أن تصورها من الخارج فيصبح الأمر وصفاً للخواص وليس انغماساً في الحواس، وتسلقاً لغيمة الروح الطرية..
هذا التناسج بين الذاتي والوطني أمر وعر ودقيق في الحقيقة، ويمكن أن ينقلب إلى ضده ، وبين عناصر النجاح ألا يكون قصدياً أو تمثيلياً.. في أفعالنا الشعرية كما تعلم ذلك التآمر العفوي الضروري الذي يحاول أن يطيح بالفوارق بين الاسم الشخصي للشاعر وعائلته من الوجوه والمفردات والذكريات وبين ما قد يبدو في مساحة أبعد .. إنك أنت في لحظة من لحظات القصيدة، أنت بميراثك الشخصي، لكنك وطنك أيضاً في الوقت ذاته... وأنا أعرف أن في أعمال أخي وصديقي طلعت سقيرق ما يحقق هذه المعادلة باقتدار..

......
بالنسبة لإشارتك الثانية، نعم أعتقد أنني تركت مساحة زمنية واسعة بين الديوان السابق والحالي "الغريب وأنا"... واعترف أن الاسباب لم تكن فنية دائماً.. أحياناً كان هناك يأس وشعور بلاجدوى النشر، خاصة في ظل ما نراه من الغثاء (الشعري) والمجموعات الشعرية المتكاثرة التي لا قيمة لها.. أحياناً أخرى كان السبب عدم شعوري بالرضا عما أكتب.. والحقيقة أنني وحين قررت إصدار الديوان جلست بين القصائد التي كتبتها على مدار تلك المساحة الزمنية واتخذت قراراً صعباً بالتخلي عن نصفها (حوالي 40 قصيدة بين قصيرة وطويلة).. كان ذلك قراراً صعباً لكنه ضروري كما اعتقد.
واليوم أنظر إلى الغريب وأنا كحصان ميت.. بمعنى أنه حصان نعم، لكن التوقف عند صورته وجسده المسجى في الورق، لن يأخذني إلى أرض جديدة.. ... بت أبحث عن حصان آخر أرجو أن أجده.
.......
نعم أصبت في إشارتك السابقة بشأن المبدعين من الشباب.. دوماً هناك استعلائية أجيال.. يبدو أننا سنراها دائماً.. لا أدري لماذا، لعل الأمر مسألة لصيقة بتفكير الإنسي وأنانيته...
أنا شخصياً وبعيداً عن التواضع المجاني، أجد ما يضيف لي في أدب المبدعين الشباب.. شعرت بذلك من خلال تجربتي في البرنامج الاذاعي الذي أشرت إليه.. ولعلك تعلم ، أو أنت حقاً خبرت بنفسك تلك المفاجآت المجازية والبلاغية وقدرة الخيال والملكة الإبداعية التي تفاجئنا لدى بعض هؤلاء.
قد نكتب نحن الذين جئنا في وقت أبكر نسبياً، قد نكتب قصيدة تخاطب المستقبل، لكن المستقبل يظل ملكهم.. تلك هي تقاليد الزمن والحياة... وعلى كل حال يكفيني أن أعرف أن هناك مبدعين ليست لديهم عقدة السيطرة على الزمن واقتنائه. ودعني أقل إنني أقدر عالياً تجربتك وتجربة الاديبة هدى الخطيب على الصعيد الشخصي وفي هذا الموقع "نور الأدب" ودأبكما مع عدد آخر من الكتاب على تشجيع الإبداعات الشابة على اختلافها..

.....
أما بالنسبة لاقتراحك نشر بعض القصائد من مجموعتي الأخيرة في المنتدى، فهذا يسعدني بالتأكيد.. وسأفعل.

لك تحياتي ومحبتي وأراك دوماً بخير شاعراً وإنساناً

ماهر


ماهررجا 14 / 04 / 2008 45 : 01 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
الاستاذ طلعت.. هذه قصائد اخترتها من "الغريب وأنا"
.........................................

في غَرابتهم.. وحدهم

شعر : ماهر رجا
عندما استُشهدوا
كُلُّهمْ هبطوا مِنْ مَمَرِّ الحياة معاً
فَخُورينَ مثلَ انهمارِ مياه الشواهقِ
فوقَ الصخورْ
ومثلَ التقاءِ الحمائمِ في حُزَمِ الرَّفْرَفَاتِ
لتَهْويْ كَرُمحٍ من الرِّيشِ
في سِطْحِ بيتِ الجناحِ الأخيرْ
وكان الغُروبُ يراقبُهمْ هامساً:
أتُراهُمْ يَميلونَ حَقاً إلى الأرضِ
أمْ أنَّ أرضاً إليهمْ تَطيرْ ؟!
*
عندما استشهدوا
بِطَرْفَةِ عَيْنٍ غَدَوْا يُشْبهونَ مَلامحَهمْ
لَكَأَنّيْ بِهمْ سَكَنوا جَسَداً واحداً
بديعينَ كانوا
بهاءً كما الاستحالةِ
حتى لَتَشْعُرَ بالخوفِ حين تَراهمْ
غَرَابَتُهمْ أنهم هُمْ وَمَا هُمْ
غرابتهمْ أنهم ينزفونَ دَمَاً إنْ أُصيبَ سِواهُمْ
غرابتهمْ في نُمُوِّ الأيائلِ
بَيْنَ شُقوقِ انكسارِ خُطاهُمْ
غرابتهم أنَّ أجسادَهُمْ مِنْ زُجاجِ الغَديرِ
فَمَنْ سَيَراهُم كَمَنْ لنْ يَراهمْ
غرابتهم أنهمْ عادةً صامتونَ
سَيَسْألُ قائلُهُمْ: كَمْ لَبِثْنا ؟!
وَلَنْ يُدركوا مَا اعتراهُمْ
غرابتهمْ أنّهمْ في الجَنازةِ يمشونَ بَيْنَ الجُموعِ
ويعتذرونَ لِمَنْ لا يطيق رُؤاهُمْ
غرابتهمْ أنهمْ فِتْيَةٌ كَتَموا حُبَّهُمْ للحياةِ
وَمَرَّتْ هوادِجُها ـ في الزِّفافِ إلى غيرِهِمْ
من حُقولِ دِمَاهُمْ
غرابتهم أنَّهمْ
يَصعدونَ جِبالَ الحرائقِ دونَ بنادقَ
مستسلمينَ لِقَلْبِ الغَزالةِ
حتى لَيَصْرخَ جُنْدُ العَدُوِّ:
تُرى مَا دَهَاهُم ؟!
*
وفي بابِ أوصافِهِمْ:
أنَّ أجسادَهُمْ ككلامٍ الصَّباحِ
وَمِثْلُ ابتسامةِ ضوءٍ بوجهِ النَّدى
أوْ كَدَهْشةِ وادٍ سَحيقٍ أمامَ الصَّدى
ِمنْ هُنا ابتعدوا عن وضوحٍ
لكي لا يُصابوا بتجسيدِهِمْ
وهنا صَعَدوا في طَليقِ الإشارةِ مُنتبهينَ..
وأسماؤهُمْ..
إنْ تُحدِّقْ بأسمائِهِم سَتَرى
وَشْمَ أدْعِيةِ الأمهاتِ.. تَرَى
ما تَرَاهُ القُرى الواقِفاتُ
كَمِثلِ طيورِ الظَّهيرةِ فَوْقَ حِبال السديمِ
ونَهْرَاً وخَيْلاً
وخَندَقَهمْ نائماً
فوقَ كَفِّ فَتاة تُخيطُ لَهْمْ جُرحَهُمْ
وتغني لهم أنهم وحدهمْ

أنهم عندما استشهدوا
هبطوا من ممرِّ الحياة معاً
فخورينَ مثلَ انهمارِ مياهِ الشواهقِ
فوقَ الصخور
ومثلَ التقاءِ الحمائم في حُزَمِ الرفرفاتِ
لتهويْ كرمحٍ من الريشِ
في سَطْحِ بيتِ الجناح الأخيرْ
وكان الغُروبُ يراقبُهم هامساً:
أتراهم يَميلونَ حقاً إلى الأرضِ
أمْ أنَّ أرضاً إليهمْ تطيرْ ؟.
.................................

لا رسائل لي

ماهر رجا
لا رَسَائلَ لِيْ..
يَصِلُ الغُرَباءُ إلى قَرْيَةٍ
في مَهَبِّ الظَّلامْ..
(الطَّريقُ على التَّلِّ واقفةٌ
مِثْلَ صَقْرٍ تَسَمَّرَ فَوقَ يَدِ البَدَوِيِّ)
على خَدَرِ الرِّيحِ
بَيْنَ البساتينِ ينتشلونَ غُباراً
مِنَ البئرِ ثُمَّ يَصيْحُونَ في جَوْفِهِ:
أيُّها المَاءُ!
هَلْ وَضَعَتْكَ القَوافِلُ في الرَّصْدِ
مُنْذُ عُهُوْدٍ، فَلا تَنْجَليْ..!؟
*
لا رسائلَ لِيْ..
قَادِمُوْنَ يَمُرُّونَ من قَرْيَتيْ
لَنْ يَظَلُّوا سِوى لِمَغِيْبٍ هُنَا
قَدْ يدوسونَ ظِلّيْ على البَابِ
أُصْغي إليهمْ يَعُدّونَ بَعْضَ غَرائبِ أسفارِهِمْ
ولكنهمْ لن يظلوا سوى لِمَغِيْبٍ هُنَا
وَلَيْسَتْ لَدَيْهِمْ رَسائلُ ليْ
فَكَيْفَ سأبقى وَحيْداً إذا رَحَلَتْ مَعَهُمْ قَرْيَتيْ
وكيفَ سأعرِفُ أَنّيْ "أَنَا" مَنْ أَنَا؟!
*
لا أحبُّ شِتائيَ حين تُطيلينَ هَذا الغِيابَ
أحبكِ طَرْقَةَ غَيْمٍ على البابِ
قَبْلَ انتصافِ الظَّلام
وتأتينَ، يَغْبِطُ وَجْدٌ فِرَاءَ خُطاكِ
وقد تتثنى الملاءَةُ عِنْدَ يَمَامَاتِ إبْطَيكِ
ثُمَّ تُحاوِل أن تتأمل ألوانها
في خَفيضِ الكَلام
أُحبكِ حتى أُحبَّ انتظارَكِ
حتى تكوني الإشارةَ بيني وبيني
أحبكِ حتى لأََتَعب مما يُخَفِّفُ عنِّي
أحبكِ في دهشةِ الشجرِ الشَاطئيِّ
تَأَمَّلَ بالمَوْجِ حتى رأى قَلْبَه اللُؤلؤيَ
أحبكِ في ما تُحِسُّ الأصابعُ من ماءِ وَرْدٍ
أحبكِ حينَ تجيئينَ مِنْكِ
وَينْدَسُّ لَمْسُ قُدومِكِ مَا بَيْنَ نَدٍّ
وأَبْخِرَةٍ مِنْ لُهَاثِ الزَّنابقِ
تَنْمو على سَقْفِ شُرْفَتِنَا في الأَماسِيْ
لَقَالِقَ مَنْسُوجَةً بالغَمَامْ ..
*
لا رسائل للغُرباءِ
وَوَجْهِيْ غَريبٌ
فَمِنْ أينَ أذهبُ هَذا المساءَ
لأبحثَ عن قَافِلاتِ الَّذينَ
يَمُرّونَ يَوْمَاً هُنَا كُلَّ عَامٍ
وَيَنْتَشِلُونَ غَريباً من الصمتِ
مَنْ أينَ لِيْ
أنْ أرى خُطوةَ القَادِمِينَ إلى مَنْزِليْ
وأنا أعرِفُ أَنَّ غَداً
لا رسائلَ لِيْ ؟!

.......................................
صورة 1951
ماهر رجا
(إلى الغائب أبي)

وَحْدَهُ.. مُنْذُ ما أجْهَلُ ـ
مَسْدولٌ على أعلى الجِدَارْ
قَامَةٌ مَشْبوبَةٌ شَقْراءُ وَقَدْ
تَعِبَ الثَّوبُ على وِقْفَتِها
وَتَكَادُ النِّسْوَةُ والخَيْلُ التي
في غَامِقِ العَيْنِ وَغُزْلانُ الصَّباحِ الكَرْمِلِيِّ الذَّهبيْ
تُقْنعُ الصورةَ أنْ تُرْخِي الإطارْ..
*
واقفٌ كالساحرِ في صُندوقِ وَقْتٍ
مُنْذُ حِينٍ
نَثَرَ النَّوْمَ على حُرَّاسِ أبوابِ الزَّمانْ
مِنْ نُجُومٍ في إشاراتِ اليَدَينْ
وَتَعَاوِيذَ كَمَا مُبْهَمُ عَيْنِ البَدَوِيةِ
مِنْ خَلْفِ الخِمَارْ..
لَكَأَنّيْ بِأَبيْ
مِنْ هُنَيْهَاتٍ أرَاحَ الهِجْرةَ الأولى
على أبوابِ «بُصْرَى»*
فَرَأَى فِيْ رَمْشِ عَيْنٍ
جَحْفَلَ الرُّومِيِّ في القَلْعَةِ يَغْدُو حَجَرَاً
كُلَّمَا حَاوَلَ أنْ يَكْسِرَ إبريقَ النَّهَارْ..
كُلُّ ما فِيهِ غِيَابٌ حَاضِرٌ
لَكَأنَّ الأمسَ لم يَخْبُ وَلَمْ
يُنْزِلُ العُمْرَ إلى قَبْوِ الغُبارْ..
*
بِاتِّئَادِ الظِّلِّ في الأشجارِ لَيلاً
جاءَ كالطِّيْفِ إلى أرضِ اغترابِ العَائلةْ
(بَعْدَ أنْ ضاعَ عن الرَّكْبِ وحيداً
لِظَلامَيْنِ وَشَمْسٍ)
طَيْفُهُ يتبعُ أفلاكَ غُرُوْبٍ بَدَوِيٍّ
وَبُيوتُ الشَّعْرِ في أكْتَافِ «بُصرى» القاحلةْ
وَشَمَتْ شَفَةَ الظَّلْمَاءِ بالهَّيْلِ
وفي القَهوةِ أشباحٌ أرَاقُوا سَمْعَهُمْ
خَلْفَ قُطْعَانِ بُكَاءٍ في القِفَارْ...
*
مرحباً أيتها الصورة هل نام أبي !
أمضى يحمل ما شاء ليبدو
هادئَ البَالِ على الرَّسْمِ
وَمَرْصُوداً بأوهامِ صِبَاهْ
أم تُرَى جَفَّفَ ذاك اليومَ دَمْعَاً
وَرَمَى الوجه إلى اللَّقْطةِ كَيْ يُمْسِيْ سِواهْ..
كانتِ النَّكْبَةُ عَامَيْنِ مِنَ العُمْرِ
وَعُرْسُ الشمسِ يَصحو في عَباءات النِّساءْ
وَوَرَاءَ الحَقْلِ أصغى الشهداءْ
لِغِرَاسِ الليل في قَبْرٍ قديمٍ
لَمْ تَزَلْ تَهْذي بها حُمَّى الشِّتاءْ.
شَهْرُ نَيْسَانَ، وَمَاءُ النَّهْرِ يَنْضو
عَنْ جناحيهِ خَيَالَ العَاصفةْ
وعلى التَّلِ رُعَاةٌ كُلَّما نَادَوْا
أشادَ الرَّجعُ في الأنْحَاِء أكواخَ النِّداءْ...
*
فَقَدَ الرَّكْبَ أبي
قَبْلَ أنْ يَدْخُلَ في الصورةِ مِنْ بابِ الظِّلالْ..
لَيْلَةً أوْ ليلتينْ،
نام في «اليرموك» في الوادي وحيداً
مِثْلَ صَخْرٍ في مَرَاقِ النَّهرِ مَوْثوقاً بماءْ
قال لي: في ليلتي الأولى رأيتُ الأوَّلِينْ
مِنْ مَنَامي عَبَروا
حاملينَ الليلَ في نَعْشٍ وكانوا
كَدُخَانٍ يلبسونَ الشَّجَرَ البَرِّيَّ
وكانوا هَادئِينْ
كَصَلاةٍ هادئينْ
ثمَّ ساروا
نَحْوَ قَصْرِ الفَجْرِ في أعلى البَرَارِي
لَيْتَني سِرْتُ وراءَ الرَّكْبِ يا بْني
ليتني أخطأتُ دَرْبَ الرَّاحلينْ!...

لَمْ تَعُدْ تَظْهَرُ قَطَرَاتُ المَاءِ في الصُّورةِ
لَكِنَّ أبي
مَرَّ في أرضِ البُّحيراتِ الصغيرةْ
«طَبريا» ـ خَاتَمُ الثلج الذي أسْقَطَه الجِنِّيُّ
عَنْ سَفْحِ الضَّبابْ
كانَ يمشي فَوْقَهَا الغّيْمُ وئيداً
مثلما سَارَ على الماء نَبِيْ..

غُرْفَةُ الصورة بيضاءُ وفيها شَبَحَانْ؛
أنتَ والأمسُ، فَمَنْ يَعْرِفُني؟
عندما أصْعَدُ مِنْ عُمْري إلى الغُرفةِ
في ذاتِ نَهَارْ
سيرانا البيتُ في الصورةِ نغفو واقِفَيْنْ
مِثْلَ خَطَّيْنِ، كَوَشْمٍ في سَدِيمْ
وَمِنَ الشُّرْفَةِ في الرَّسْمِ أرى
وَلَدَاً مِثْلي يُنادي تَعَبي:
(أيها) الصورةُ.. يا كَهْفَ الغُيومْ
أينَ طَوَّحْتِ أبي؟!


*بصرى: بلدة أثرية حدودية جنوب سوريا.
.........................................
أمــطار آذار
ماهر رجا
أمْطَارُ آذارَ
عِنْدَ الصَّباحِ
تَهفُّ وَئيْدَاً مَعَ الفَتَيَاتِ
النَّحيلاتِ في الأرْصِفَةْ..
ألشَّبَابيكُ تَفْتَحُ غَفْوَتَها
فَتُهَدِّمُ أعْشَاشَ ماءٍ على خَشَبٍ ذَابلٍ
والشُّجَيْرَاتُ تَمْشي مَعَ الغَيْمِ في الطُّرُقَاتِ
وَمَالَتْ بأعْرَافِها
كَي تُفَتِشَ عَنْ فِضَّةٍ
في حُطَامِ النجومِ التي سَقَطَتْ
قَبْلَ بَوْح النَّهارْ...
أمطار آذار
جَاءتْ مِنَ التَّل مُنذُ لَيَالٍ
مِنْ دُخَان الرُّعاة الذينَ أعَدّوا
لِشَاي العَّشِيّةِ أطْرَافَ نَارْ...

أمطار آذار
نَحِيْبٌ على شُرْفَةٍ في الظلامِ
تَنَهُّدُ سَاقِيَةٍ في سُكُون الهِضَابِ
تَحِفُّ بها وشوشاتُ الغَمَامِ
لُهاثُ المَدافئ أمطارُ آذارَ
منذ شِتاء مَضَى
شَعْشَعْاتُ بيوت القُرى
حَوْلَ خَصْرِ المَساءِ
كَمِعْصَمِ زُنْجِيَّةٍ في سِوَارْ...

أمطار آذارَ.. كَمْ أحزنتني
وَكَمْ عَبَثَتْ بالسنونو المُبَلَّلِ في السُّورِ
كَمْ بَدَّدَتْ مِنْ فَتىً وفتاةٍ
وَكَمْ مَوْعدٍ كَنَّسَتْ في الغُبارْ.. !

أمطار آذارْ..
مِنْ هُنَاكَ على المُنْحَنى
سَتُخِيطُ المَدَاخِنُ صَيْفَاً خفيفاً
بِصُوفِ السَّحَابِ القَريبِ من الأسطحةْ
وَستذوي المَعَاطِفُ تحتَ المظلاتِ
فِيْ عَرَبَاتِ المياهِ
وتنسى البيوتُ مَصَاطِبَ أبوابها
في الشُّحوبِ الغَريقِ
كأنَّ القُرى في انتظارْ !
...
أمطار آذارَ
تسقطُ منذ لَيَالٍ هُنَا
على مَدِّ أنْظَارِنا
بَيْنَ شُباكِنا والطريقِ ..
وَقَدْ ذَوَّبَتْ كُلَّ شَيءٍ
وقد بَعْثَرَتْ كل شيءٍ
سِوى صورةٍ
نَظْرةٍ عَاتبةْ
للشهيدِ الغَريبِ الذي لم يَزَلْ
منذ عامٍ ينامُ على مُلْصَقٍ
يابساً فوق بَرْدِ الجِدارْ ..

يا إلهي!!
كَمْ شِتاءً سَيبقى الفَتى واقفاً
سَاهِماً
مُتْعَباً
بارداً
حَارِساً
مُفْرَداً
وينادي بأسمائنا واحداً واحداً
كًيْ نُدَثِرَ قِصَّتَهُ بالهَباءِ
فيمضي إلى حَتْفِهِ رَاضياً
تحتَ أمطارِ آذارَ .. هذا النهار !
.................................................. ..........

لتصبح أجمل

ماهر رجا

سيكفي لتُصبحَ أجملْ:
الحَديقةُ: وَشْمُ أصابعِ وَرْدٍ
تُطِلُّ صباحاً على وَخَزَاتِ السِّياج
البُحيرةُ: أنفاسُ آخرِ غَرقى السيولِ
التي عَرَّشَتْ كالطحالبِ فوقَ المياهِ
الطريقُ: نَوافذُ ليليةٌ تَتَجَاسَرُ أنْ تَتَعرّى
على لَمْحِ ضوءٍ بعيدْ .
العروسُ: زَنابقُ تمشي إلى ثَوبِها
ثُمَّ تَفتحُ بابَ الحديقةْ
التِّلالُ: تَحَطُّمُ أقمارِها فوقَهَا
منذُ أوَّلِ وقتِ الغُروبْ
السماءُ: اتساعٌ يُخَفِفُ وِحشتَها
إنْ رآها الغَريبْ
النُّجومُ: انحناءٌ طَفيفٌ على
شُرْفَةِ العاشِقَينِ لئلا تَذوبْ
الحنينُ: قَليلٌ منَ الذكرياتِ التي
لا تُذَكّرُ بالغائبين
القُرى: لو شتاءٌ وحيدٌ يَمُرُّ بلا راحلين !
المَحَطّةُ: بَوْحُ مُسافِرةٍ للمسافرِ:
إنْ كُنتَ تهربُ مِنكَ
أعِنّي لأهربَ مِنّيْ
الغُروب: شُجيرةُ ماءٍ تُقَطّرُ عاصفةٌ
في جَناحِ الحَفيفْ
الضِفافُ: اغتسالُ الفتاةِ على النهرِ،
عُشْبٌ يَشُمُّ الثيابَ على سَاق عَتْمٍ وصيفْ
الظلام: تَجَاسُرُ نَجْمٍ على شَعْرِ جِنِّيةٍ في الحُقول
الرِّياحُ: خَريفٌ يَطول..
القُبورُ: صُعودُ الورودِ كَبَسْمَلةٍ في الرُّفاتْ
الشَّهيدُ: خُطىً تتوقفُ عند الضَريحِ وتهمس
"مِنْ أينَ يأتي بِهذي الحياةْ"
والحياةُ: سيكفي كَلامٌ قليلٌ
عن الحُبِّ والأُمنياتْ.





سامر عبد الله صحفي فلسطيني 14 / 04 / 2008 08 : 09 PM

الغريب وأنا.قصيدة نثرية.
 
*الغريب وأنا*


بقلم :الشاعر الفلسطيني ماهر رجا
منذ زمان ٍ
ثمة آخر أغرب مني
يسكن أرض أناي
يخرج من جسدي ليراني
يقبل حتى يصبح أبعد
يذهب كي أبصره أقرب
بين ضباب العين وبيني
ويعاتبني حين أكون أنا
الآمن والمكسور بريش الهدأة
في أوقات هروب الكوكب
من أفلاك رؤاي...
ثمة آخر
أشعر – ثمة آخر
ليس خيالا أو أوهاما
كل صباح يسحب من عينيه سحابا

ثم يحدق في مرآتي
يلمس خطا ًأبيض فوق العين
وقد يتجهم من أحلام نامت بقربي
كي توقظني جزعا في سكنات
الليل, ويسأل بعد قليل:
[FONT='Arial','sans-serif']"هل مازلت ترى بالقاتم؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']إذهب نحو الأزرق مثلي"[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثم يروح يصفر لحنا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فيما خلف الصوت يعدّ له (لي) قهوتنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويذوب ,فلا أبصره[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لكن قد أسمعه يهمس قبل خروجي:[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']إن اليوم مثالي كي تبقى أنت أنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وتوقع خطوك فوق خطاي...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثمة آخر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يأخذ أحيانا ًصوتي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وينادي أسماء لا أعرفها [/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويغني بحنين عن بلد في أقصى الدنيا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فأحس ببحته شكواي [/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وإذا أجهده الحزن يميل ويبكي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويصيح:ألا تبكي الغربة ياظلي![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أنت أنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أم تحسب أن لا منفى يسكن فيك وإني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أسكن في منفاي..![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ليس خيالا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لكن ..مثل خيال[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثمة آخر يمشي خلفي,يمشي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فوق الخطوة قربي,يدلف في أوردتي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مثل حرير الطيف[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويمحو وجهي حين تمر امرأة[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يلغي المشهد حين يراني سفر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثم يعلق:لن تتركني أبدأ فابق هنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أو سافر في قلقي إن شئت[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فأنت ,على مقربة مني,بعض أنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أرأيت إذا ًما حل بنا![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أصبحنا محبوسين معا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مع هذا الخوف وفي جسد[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لا يعرف كيف يطير بنا[/font]

[FONT='Arial','sans-serif']مثلي هذا الآخر ..مثلي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']كي يشبهني يذهب في ما خلف رؤاي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مثلي يعرف طرقاتي في أرض سواي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مثلي لا يدركني الا حين تتوه خطاي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وكالأشباح يسير معي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يتعثر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يرقص[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يعوي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يهجس..يبكي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وعلى درب رجوعي في صمت الليل إلى البيت[/font]
[FONT='Arial','sans-serif'] له قدماي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif'].....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']كنت لأقول له كي يرحل[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أنت غريب عني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لسنا مهزومين معا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']بل أنت المنتصر لتهزمني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']والمسحور لتسقطني في كهف[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']السحر,وأنت المستوحش في الأسفار[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لترميني في العربات حقائب لسواي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وتودع في الميناء أحبتك الغرباء[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أراك تلوح بيديك الغائمتين على[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ظهر الماء ..ولكن ,[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']غرباء أهلك عني ..غرباء[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فلماذا أشعر إن لوحت [/font]
[FONT='Arial','sans-serif'] بأن يديك يداي !![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']منذ زمان [/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثمة شخص آخر يسكن أرض أناي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لا يتعثر مثلي في ذكرى أمس ولا يعرف[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وجه امرأة تسكنني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لا يقرأ كتبي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يرمقني إذ أبكي بعيون الصخر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']الصلد , وحين يغادرني يهمس:[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أنت غريب عني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وبعيد عن سر هواي![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أأنا الآخر؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أأنا نفسي الأخرى؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']من منا أدعوه غريبا؟![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أسأل.. ثم أخبئ وجهي وأشير مع الناس[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']الماضين على الطرقات فرادى[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']دون ظلال أو أسماء أخرى[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فأرى الآخر في ناصيته يسخر مني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثم ينادي :أنت الآن سواي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لن تعرفني إلا حين تفكر مثلي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وترى وجهك في مرآة البحر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']اتبعني,[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']حاول أن تهرب يوما[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وستلقاني في أول ظل[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مهجور من أصوات الأرض الأخرى[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أترى في الكون الغامض ما أبصره؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يا الله![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ما أجمل ما تبصره عيناي!!![/font]

ماهررجا 16 / 04 / 2008 53 : 11 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 12883)
شاعر فلسطين الموقر \ حفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدتُ للإلتفاف حول صفحة شخصيتك الكريمة لأوضح لك ما أقصده في السؤال الثاني ؟ وهو

هل صحيح أن بعض المواقف السياسية تميت الشاعر وبعضها تولد شحنة لديه يود أن يخرجها للنور ؟

قصدتُ من هذا السؤال ..... بمعنى شحذ همة الشاعر وتعظيم ملكته الشعرية أو إخمادها نتيجة بعض المواقف السياسية التي قد تحبط الإنسان العادي , ( مثلاً بالنسبة لغزة الآن هل الشاعر يُفجر ما بداخله من حقد أم يأتيه الإحباط وتموت لديه ملكة الشعر ) ؟

هناك سؤالين أيضاً لحضرتك وهما :

السؤال الأول : كيف يرى شعراؤنا ونقادنا حاضر القصيدة في ضوء ماضيها ؟

السؤال الثاني : هل هناك حقاً شعر نثري ؟ وماهي إذاً قواعد كتابته ؟

فلك مني خالص الشكر وأطيب التحايا



الأخت ناهد ، شكراً
ما من حدث سياسي أو اجتماعي يمكنه أن يميت ملكة الكتابة والإبداع لدى الشاعر.. قد يلونها بمشاعر مختلفة عن تلك التي تظهر في النص في مناخ الاحداث المتفائلة، وقد يرحل المبدع إلى عالمه الداخلي في أوقات الخسارات العامة، لكن ملكة الإبداع لا تموت..
على العكس من ذلك، كثيراًَ ما تُكتب القصائد والنصوص المميزة وتظهر التيارات الإبداعية على خلفية حال الإحباط السياسي ..
تعرفين مثلاً أن أدب الأرض المحتلة بدأ بالظهور في الخمسينات بعد النكبة، وتلك مرحلة كانت موجعة للروح الفلسطينية وعرفت تراجعاً سياسياً عربياً كبيراً بعد ضياع فلسطين...
الانكفاء إلى داخل الجرح آنذاك أبدع أدباً رائعاً ، ومهد لشعر المقاومة...
إذاً، حين تنكسر روح الأديب بفعل أحداث سياسية، أعتقد أن شجرة أخرى تنمو على ضفافها.. الانكسار بهذا المعنى يصبح أفقاً للبحث عن حياة نص جديد وإبداع قد لا يقل أهمية عما قد يكتبه المبدع في مراحل الصعود السياسي.

............................
بالنسبة لسؤالك عن رؤية النقاد لحاضر القصيدة العربية في ضوء ماضيها ، أعتقد أنني أجبتك على سؤال مشابه سابق.. وعلى كل ، حال القصيدة العربية اليوم بتقديري لا يعكس ماضيها بنسبة كبيرة وملامح متعددة.. أي أننا لا نرى على الدوام خيط التواصل الضروري بين الحاضر والماضي..
لكن أولاً من المهم أن نوضح أشياء يجب ألا تلتبس علينا ونحن نتحدث في هذا الموضوع.. موضوع العلاقة بين الماضي والحاضر..
في كل مناحي الحياة ليس أمراً صحياً أن يستمر الماضي في الحاضر بكامل صورته.. التطور السليم والتواصل السليم بين زمنين برأيي هو الذي يعكس فيه الحاضر ملامح من الماضي دون أن يتحول هو نفسه إلى ماض، بحيث لا يصبح الحاضر ماضياً والمستقبل ماضياً بصفاته ورؤاه..
الأمر طبعاً ينطبق على الإبداع... يفترض بهذا الفعل البشري أن يحافظ على خيط التواصل مع الماضي، لكن أن يبدع ويقدم شكله الخاص ورؤاه الجديدة..
الشكل الخاص الجديد للإبداع ليس نبتاً في الهواء، فتربته فيها الكثير من جذور الماضي، لكن يجب أن يظهر الفارق المشهدي بين جذر الشجرة وسلاميات أغصانها التي تحمل الثمار...
للأسف في واقع القصيدة العربية الحديثة، كثيراً ما نرى أن هناك بنى منقطعة تماماً عن ماضي القصيدة العربية شكلاً ومضموناً.. هناك قصائد نشعر وكأنها ترجمت عن نصوص غربية وهناك ما تسمى بأعمال التجريب الشعري التي يتحدث بعض كتابها تعسفاً عن نوايا تدمير كل شيء في اللغة والرؤيا الإبداعية والسياق البلاغي.. تدمير الموسيقى وأحياناً النحو وإزاحات المعاني على نحو شامل انطلاقاً من هاجس أضحى مرضياً هو البحث عن الجديد..
من أهم أهداف الكتابة واعتباراتها مسألة البحث عن الجديد ومواكبة الزمن، لكن مفهوم التجديد اليوم يبدو مفهوماً لقيطاً في بعض الأحيان، وفقاعات تريد أن تنمو في الفراغ.
الموضوع يستحق المزيد من القول، وهو موضوع راهن بالفعل.
........................................

سؤالك الثالث كما فهمت يتعرض لقصيدة النثر... بعضهم يسميه شعراً نثرياً، وأحياناً نراه كنثر شعري تغلب عليه صفة النثر قبل الشعر..
نعم ، برأيي هناك شعر نثري أو قصيدة نثر، وقد ظهرت إرهاصات قصيدة النثر في الشعر العربي في الستينات بشكل جدي... عدد من الكتاب العرب ونقادهم تأثروا بنزعة غربية للتحرر من الوزن والأسلوب البلاغي في إنتاج وتكوين الصورة الشعرية والسياق الشعري.. والحقيقة أن هذه النزعة الغربية قديمة بالمقارنة مع زمن ظهورها في نصوص عربية.. هذا التيار ظهر في فرنسا أول الأمر في أربعينيات القرن التاسع عشر.. راوده كانوا شعراء مثل شارل بودلير وآرثر رامبو وإدغار ألان بو الوافد إلى أرض القصيدة الفرنسية آنذاك..
هؤلاء كانوا يحاولون التمردعلى الرومانسية والاتباعية معاً في كتابة النص الشعري كما قالوا في رسائلهم.. التمرد شكلاً ومضموناً على بناء القصيدة وإيجاد بنى حديثة وفق تصوراتهم.. وقد كان هناك نقاد جاؤوا بعدهم وحاولوا أن يضعوافلسفة نظرية لهذا التيار، أبرز هؤلاء النقاد سوزان برنار التي رصدت هذه الظاهرة في كتابها "قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا".
يهمني هنا أن أقول إن الكثير من الشعراء العرب والنقاد الذين قرروا السير على خطا هذا التيار الغربي، نسخوه بالكامل.. أخذوا عنه نسخة منجزة بحذافيرها وأرادوها نسخة عربية..
طبعاً هم يتحدثون عن قواعد وسمات يجب أن تدخل إلى النص الشعري منها مثلاً توسيع مساحة النثر في النص الشعري ، والتكثيف دون أن يعني ذلك الاقتصاد في اللغة، والتخلي عن الوزن والعروض التقليدية في القصيدة العربية ، والبحث عن وسائل مجازية اخرى في التعبير... والنزول إلى تفاصيل الحياة اليومية والنفسية للكاتب ابتعاداً عن القضايا العامة أو مناقشة هذه القضايا بمعزل عن ذات الشاعر..
يمكنك أن تتفقي مع بعض هذه الأسس.. كلنا قد يوافق على التجديد في موسيقا القصيدة ولكن ليس على نسف الموسيقا.. كلنا يوافق على ضرورة أن يقوم الشعر بإيجاد وسائل مجازية وتعبيرية مختلفة ولكن شريطة أن يبقى ما يقال شعراً حقاً وليس نثراً... كلنا مع التكثيف الشعري ومع النزول إلى التفاصيل اليومية لكن دون أن تتحول القصيدة إلى تهويمات وطلاسم تفصلها تماماً عن هواء وشمس وصور العالم الذي يحيا فيه كاتبها..
هناك كتاب قصيدة نثر مجيدون لكنهم قلة الكثرة....المشكلة الكبيرة أننا نرى اليوم تحت مسمى الاشتغال بقصيدة النثر مئات بل آلاف ممن يسمون بالشعراء في العالم العربي، من أولئك الذين وجدوا فرصة للدخول إلى هذا (المهرجان)..
معظم أولئك ليسوا بشعراء ولا يعرفون حتى أبسط قواعد النحو وتكوين الجملة العربية السليمة، لكنهم وجدوا في قصيدة النثر مكاناً يخفي عوز قدراتهم وعوراتها.. !
مئات الأميين الذين لا يعرفون شيئاً في أي شيء يقدمون أنفسهم على أنهم كتاب قصيدة نثر.. والأمر بسيط فإذا سألتهم (أين اللغة؟) يقولون لك: نحن متمردون على اللغة!
وإذا سألتهم (أين البنية الموسيقية؟) يقولون لك نحن متمردون على الموسيقى..!
وإذا سألتهم (أين الفكرة والمعنى في ما تكتبون؟) يقولون لك نحن من أتباع نص اللامعنى...
ترجم ما يعني ذلك إن استطعت!!!!

ماهررجا 16 / 04 / 2008 03 : 12 PM

رد: العربات..ماهر رجا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامر عبد الله صحفي فلسطيني (المشاركة 12973)
عبق دمشقي,ياسمين يجوب أرجاء المنتدى ,هذه اللقاءات المميزة مع أديب فلسطيني ومداخلات جميلة ,أهلا بكم من جديد ضيفا وكتاب .


وأرحب بأستاذي الاديب طلعت سقيرق وأشكره على الاهتمام بأدب الشباب, هموما وإبداعا.

في إذاعة القدس يبث أسبوعيا وبالتحديد يوم الثلاثاء في الثامنة مساء برنامج أدبي مميز من نوعه وهو (محطات على الورق )يعده ويقدمه ضيفنا الاعلامي الفلسطيني الاستاذ ماهر رجا.تتمحور الاسس في هذا البرنامج على إبداعات أدب الشباب, في كل مجالات الثقافة ودائما نرى ويكتشف الاستاذ ماهر رجا أقلاما واعدة كما يقول
ولعلي بداياتي الشعرية تفجرت في هذا البرنامج وبفضل التوجه الذي واكبني من الاستاذ ماهر رجا, ومن هنا لابد أن أتذكر وجهه البهي حين تحادثنا عن أمور أهمها تلك القصيدة التي تسكن ذاته الشعرية , ودائما أقول: جميل أن تذوب الذات في مسام الشعر.

وأتجه الان مباشرة الى ديوان الغريب وأنا:
كتبت في البداية: (ماهر رجا بدا كأنه يستقل المحطات ليكمل رحلة العربات):
والعربات محطة شعرية مهمة في الادب الفلسطيني , وهنا أقول : من الغريب الذي يهادن وجع ماهر رجا , هل جاء من العربات

شكراً مجدداً، أخي سامر..
تسألني عن العربات كمجموعة شعرية سابقة وعلاقتها الإبداعية بـ "الغريب وأنا"...
في "العربات" زمن سابق .. زمن إبداعي، وزمن آخر حقيقي.. كتبت هذه المجموعة في منتصف التسعينات، واعتقد أنها كانت أكثر اكتمالاً من سابقتها.. لكن ، أجل ، لعل هناك قيثارة سفر وحقيبة غريب حملتهما معي من "العربات" إلى "الغريب وأنا"..
ثمة ملامح تبقى تدل على صاحبها على الرغم من تغير الزمن.. لذلك مثلاً تقول لنفسك حين تلتقي شخصاً بعد سنوات طويلة: "أعرف هذا الشخص، لكنه تغير إلى حد كبير!"، ذلك أن لمح حضوره لا يخفى وإن تخفّى مع مرور الوقت..
التجربة الشعرية تشبه ذلك..هناك خيط خفي .. مفردات وجدانية تبقى مشتركة ولكنها تغير من صفاتها من مرحلة إلى أخرى...هذا الأمر صحي، لكنه لن يكون كذلك إن أعاد الشاعر نسخ ذاته الوجدانية الشعرية من ديوان إلى آخر..
المشاعر لها سمات الأشخاص وكذلك حال الرؤى، تبقى في الإبداع ولكنها تتمظهر بصور مختلفة في الأدب الجيد..
ولعلي في "العربات" كنت أتلمس درباً أصبح في "الغريب وأنا" أكثر وعورة وشجناً.. ولعله أيضاً أعمق رؤيا..
في الغريب وأنا، ساقتني الدرب إلى اكتشافات أوسع وأغرب في العلاقة مع السفر وعرباته وغربائها فثي رحلة بلا وصول..

تيسير محي الدين الكوجك 16 / 04 / 2008 13 : 08 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
الأستاذ الأديب والشاعر / ماهر رجا .. مرحباً بك
لن أطيل عليك بمشاركتي هذه.. وإليك مباشرة الأسئلة التالية راجياً أن لا تتعبك في الإجابة عليها ..
1- ماهي المراحل الفارقة في مشوارك الأدبي ؟ وماهو مشروعك الأدبي الخاص ؟
2- برأيك كيف تنظر للأدب الحداثي بشكل عام ؟ وهل يلاقي اهتماماً كافياً في المؤتمرات الثقافية على المستوى العربي ؟
3- يرى البعض أن العولمة أثرت ومازالت تؤثر سلبياً قي الثقافة العربية ..هل تتفق وهذا الرأي؟ وكيف برأيك يجب أن يكون استثمار العولمة لصالح العملية الثقافية بوجه عام ؟
4- أخيراً وبعد هذه الرحلة الممتدة مع الكتابة الأدبية بشتى صورها هل تم أنصافك أدبياً ونقدياً ؟
أكتفي بهذه الأسئلة الآن وستكون لي عودة أخرى إن شاء الله..
شكراً لك شاعرنا الكريم لسعة صدرك ..
سلمت بخير

طلعت سقيرق 17 / 04 / 2008 37 : 07 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
[align=justify]
[frame="10 98"]
أخي الشاعر الجميل ماهر رجا
لك تحياتي وحبي
سأحاول قدر المستطاع الابتعاد عما يتقاطع مع ما أورده أخي الأستاذ تيسير محي الدين الكوجك من أسئلة تخص تجربتك الشعرية ..ولي هنا أن أشكر الشاعر سامر عبد الله مرتين مرة على استضافتك وربما يستحق الشكر مرات على هذا .. ومرة على ترحيبه ..
أخي ماهر
كنت أقرأ قصيدة " الغريب وأنا " وبالفعل استغرقتني جمالية التآخي ثم التضاد القصدي بين الأنا والأنا ، ليكون السؤال الشعري مشرعا باستمرار :
منذ زمان ٍ ثمة آخر أغرب مني
يسكن ارض أناي
يخرج من جسدي ليراني
يقبل حتى يصبح ابعد
يذهب كي أبصره أقرب
بين ضباب العين وبيني
ويعاتبني حين أكون "أنا"
الآمنَ والمكسوّ بريش الهدأة ِ
في أوقات هروب الكوكب
من أفلاك رؤايْ
ثمةَ آخرُ
أشعر ثمة شخص آخر
ليس خيالا أو أوهاما
طبعا لن أورد القصيدة كلها / ستّ صفحات من الديوان / لكن أريد هنا أن أسأل عن هذا الخيط الدقيق الذي يربط الأنا بالأنا مرة،و يجعل الذات تتشظى أو قلْ تتباعد عن الذات مرة أخرى..كل هذا يأتي بشكل رائع من التصوير وإشعال حركة الحوار الداخلي .. هنا تبدو الأنا الفلسطينية في أسئلتها الوجودية المفتوحة على تعدد افتراضي في الحياة .. السؤال يرتبط بكثير من قصائد الديوان ليقول : هل أراد الشاعر ما هر رجا أن يفتح صفحات الوجود والوجع والتطلع الفلسطيني كله ليقوله بشكل مغاير ولغة مصفـّاة من شوائب الخطاب المباشر ..؟؟..
كل هذا بخصوصية ماهر رجا الشاعر .. فهل أشبع الرغبة عنده/ماهر رجا في التركيز على ما هو فلسطيني وذاتي من خلال هذا التواتر المتدفق لقصائد تستغرق الذات والوطن واليوميّ وحتى هذا المتشابك/والمتشظـّي داخل الإنسان الفلسطيني ؟؟..
[/frame]
[/align]

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 17 / 04 / 2008 17 : 08 PM

الغريب وانا ..........ماهر رجا
 
[align=center]

*الغريب وأنا*
بقلم :الشاعر الفلسطيني ماهر رجا

منذ زمان ٍ
ثمة آخر أغرب مني
يسكن أرض أناي
يخرج من جسدي ليراني
يقبل حتى يصبح أبعد
يذهب كي أبصره أقرب
بين ضباب العين وبيني
ويعاتبني حين أكون أنا
الآمن والمكسور بريش الهدأة
في أوقات هروب الكوكب
من أفلاك رؤاي...
ثمة آخر
أشعر – ثمة آخر
ليس خيالا أو أوهاما ً
كل صباح يسحب من عينيه سحابا
ثم يحدق في مرآتي
يلمس خطا ًأبيض فوق العين
وقد يتجهم من أحلام نامت بقربي
كي توقظني جزعا في سكنات
الليل, ويسأل بعد قليل:
"هل مازلت ترى بالقاتم؟
إذهب نحو الأزرق مثلي"
ثم يروح يصفر لحنا ً
فيما خلف الصوت يعدّ له (لي) قهوتنا
ويذوب ,فلا أبصره
لكن قد أسمعه يهمس قبل خروجي:
إن اليوم مثالي كي تبقى أنت أنا
وتوقع خطوك فوق خطاي...
ثمة آخر
يأخذ أحيانا ًصوتي
وينادي أسماء لا أعرفها
ويغني بحنين عن بلد في أقصى الدنيا
فأحس ببحته شكواي
وإذا أجهده الحزن يميل ويبكي
ويصيح:ألا تبكي الغربة ياظلي!
أنت أنا
أم تحسب أن لا منفى يسكن فيك وإني
أسكن في منفاي..!
ليس خيالا ً
لكن ..مثل خيال
ثمة آخر يمشي خلفي,يمشي
فوق الخطوة قربي,يدلف في أوردتي
مثل حرير الطيف
ويمحو وجهي حين تمر امرأة
يلغي المشهد حين يراني سفر
ثم يعلق:لن تتركني أبدأ فابق هنا
أو سافر في قلقي إن شئت
فأنت ,على مقربة مني,بعض أنا
أرأيت إذا ًما حل بنا!
أصبحنا محبوسين معا ً
مع هذا الخوف وفي جسد
لا يعرف كيف يطير بنا
مثلي هذا الآخر ..مثلي
كي يشبهني يذهب في ما خلف رؤاي
مثلي يعرف طرقاتي في أرض سواي
مثلي لا يدركني الا حين تتوه خطاي
وكالأشباح يسير معي
يتعثر
يرقص
يعوي
يهجس..يبكي
وعلى درب رجوعي في صمت الليل إلى البيت
له قدماي
.....
كنت لأقول له كي يرحل
أنت غريب عني
لسنا مهزومين معا ً
بل أنت المنتصر لتهزمني
والمسحور لتسقطني في كهف
السحر,وأنت المستوحش في الأسفار
لترميني في العربات حقائب لسواي
وتودع في الميناء أحبتك الغرباء
أراك تلوح بيديك الغائمتين على
ظهر الماء ..ولكن ,
غرباء أهلك عني ..غرباء
فلماذا أشعر إن لوحت
بأن يديك يداي !!
منذ زمان
ثمة شخص آخر يسكن أرض أناي
لا يتعثر مثلي في ذكرى أمس ولا يعرف
وجه امرأة تسكنني
لا يقرأ كتبي
يرمقني إذ أبكي بعيون الصخر
الصلد , وحين يغادرني يهمس:
أنت غريب عني
وبعيد عن سر هواي!
أأنا الآخر؟
أأنا نفسي الأخرى؟
من منا أدعوه غريبا؟!
أسأل.. ثم أخبئ وجهي وأشير مع الناس
الماضين على الطرقات فرادى
دون ظلال أو أسماء أخرى
فأرى الآخر في ناصيته يسخر مني
ثم ينادي :أنت الآن سواي
لن تعرفني إلا حين تفكر مثلي
وترى وجهك في مرآة البحر
اتبعني,
حاول أن تهرب يوما
وستلقاني في أول ظل
مهجور من أصوات الأرض الأخرى
أترى في الكون الغامض ما أبصره؟
يا الله!
ما أجمل ما تبصره عيناي!!!

[/align]

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 17 / 04 / 2008 21 : 08 PM

رحلتي الأولى...ماهر رجا
 
رحلتي الأولى
بقلم :ماهر رجا

أنزلني والدي في الطريق الغريب
ولم ينتظرني – كما قال – حتى أعود..
سائق الحافلة
شق باب الحديد بدخان سجائره
بينما نزلت ندبته عن جبين عميق
ودارات على سياق سيدة
ثرثرت مع عروق يديه طوال السفر..
#
المسافات غيم قصي الشرود
وكانت تنادي ببوق الفراغ
فيختار من يرحلون بداياتهم من جديد
ويستسلمون لأوجاعهم حالمين
وكنت صغيرا ً:
ثماني حقائب
واسما نحيلا
ثماني دمى لا عيون لعا
ثماني كرات ستسقط من والدي
في عراء دمشق..
#
انتظرني هنا يا أبي!
لم تجبني التماثيل خلف الزجاج
ففي الحافلات الكلام عيون بلا بصر
كالمحطة في الليل
أو كنعاس دروب القرى في الظهيرة
كان أبي يسأل الناس عمــّا
تقول الطيور الحبيسة في كمٍّ ثوبي:
أكانت تقول : أبي
قل لهم أن يظلوا قليلا!
#
كشيء وقفت هناك
كغصن وحيد تفلـّت من فتحة في السياج
وكنت ثماني سنين
وحين استدرت لأمشي نحو بيوت رمادية
تتمخط من حولها شجرا شائخا ً
تفلـّت من جسدي من سيصبح ظلي وقال:
أتعرف معنى الغريب؟
من الآن نمشي معا في الطريق الغريبة
نمشي معا يا صغيري الغريبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 17 / 04 / 2008 27 : 08 PM

حادثة شخصية..ماهر رجا
 
الطفولة حاجز المبدع دائما. هذا ما أجبت عنه في اللقاء الأخير على شاشة التلفزة السورية.!
قصيدة (رحلتي الأولى) ..كما أعلم حادثة شخصية !
أستاذ ماهر..ماذا تحدثنا عن تلك الحادثة؟

ماهررجا 20 / 04 / 2008 20 : 03 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تيسير محي الدين الكوجك (المشاركة 13161)
الأستاذ الأديب والشاعر / ماهر رجا .. مرحباً بك
لن أطيل عليك بمشاركتي هذه.. وإليك مباشرة الأسئلة التالية راجياً أن لا تتعبك في الإجابة عليها ..
1- ماهي المراحل الفارقة في مشوارك الأدبي ؟ وماهو مشروعك الأدبي الخاص ؟
2- برأيك كيف تنظر للأدب الحداثي بشكل عام ؟ وهل يلاقي اهتماماً كافياً في المؤتمرات الثقافية على المستوى العربي ؟
3- يرى البعض أن العولمة أثرت ومازالت تؤثر سلبياً قي الثقافة العربية ..هل تتفق وهذا الرأي؟ وكيف برأيك يجب أن يكون استثمار العولمة لصالح العملية الثقافية بوجه عام ؟
4- أخيراً وبعد هذه الرحلة الممتدة مع الكتابة الأدبية بشتى صورها هل تم أنصافك أدبياً ونقدياً ؟
أكتفي بهذه الأسئلة الآن وستكون لي عودة أخرى إن شاء الله..
شكراً لك شاعرنا الكريم لسعة صدرك ..
سلمت بخير

...............................................

شكراً أستاذ تيسير وتحياتي لك..
هناك اتجاهان للإجابة على سؤالك.
أولا: المراحل الفارقة قد تكون على صعيد شخصي، أي بنتيجة ظهور حدث أو تطور ما في حياة الكاتب كإنسان، وهذا أمر لا يقتصر على الشخص الذي يمارس فعل الكتابة ، فأي شخص مهما كان اهتمامه يتعرض لمراحل فارقة في حياته. مع فارق أنها لدى الكاتب تتمظهر في إبداعه.
وهناك ثانياً تلك المراحل الانعطافية أو لنسمها نقاط التحول في تجربه الكاتب الإبداعية البحتة وآفاق تطورها.. أعنى بذلك اغتناء أدواته ونصه وانتقاله إلى مستوى أفضل أو العكس..
بالنسبة للنقطة الأولى، طبعاً، كثيراً ما تكون هناك أحداث وتجارب شخصية تؤثر في في المرء تجربة الأسفار كانت تعكس نفسها بقوة مثلاً على أشعار "المتنبي"، والشاعر "الشنفرى" انقلبت حياته تماماً وكذلك عالم القصيدة لديه حين قرر أن يهجر الناس ويلتجئ إلى الصحراء.. و"إدغار ألان بو" تأثر إلى حد كبير بتعرضه للسجن في إيطاليا على يد الحلفاء، وكان في النصف الثاني من تجربته الأدبية.. وكذلك عكست رحلات "أرثر رامبو" الطويلة نفسها عليه بأن أدت إلى توقفه عن الكتابة..
الامثلة كثيرة، وبالنسبة لي هناك منعطفات حياتية كان لها تأثير مؤكد على الكتابة..
بيد أنني أظن أن الأهم هو الحديث عن المراحل الفارقة في النص والتجربة الإبداعية... أعتقد أن كل كاتب يواصل العمل على مشروعه يمر بمراحل .. في البدايات تكون رؤية العالم واستكشاف الأسئلة الإنسانية والجمالية والوطنية غائمة، ثم تبدأ التجربة بالنضوج شيئاً فشيئاً ، وتتضح أمام قلم الكاتب عوالم ومجاهل لم يكن يراها جيداً..
أظن أن المرحلة الفارقة الأساسية لدي كانت في المجموعة الأخيرة "الغريب وأنا" .. برأيي أن هذه المجموعة هي بداية لأسلوب جديد عندي في الكتابة ، لا أقول "أسلوب مبتكر" ، وإنما جديد على أسلوبي بالقياس إلى تجربتي السابقة وأدواتها.
في هذه المجموعة الأخيرة وجدت نفسي شغوفاً بالتأمل .. أن تكون القصيدة أشبه بقارب المحاربين الشعراء الضائعين في عرض البحر كما في أوديسة هوميروس، هناك حيث نرى التأمل كوظيفة من وظائف الروح والدهشة للحفاظ على البقاء وابتداع حلم الوصول إلى إيثاكا.. المدينة الحلم...

أما الجزء الثاني من سؤالك، فلم أعرف بما أجيب عليه...
بالمعنى الكبير للكلمة ليس لي مشروع.. مشروعي داخل القصيدة، ولا أنتظر الكثير من خارجها...
مع ذلك هناك إجابة بسيطة: أود دوماً أن أتمكن من كتابة نص لا يموت .. نص يعرف كيف يراوغ الزمن ولا يستسلم لتياره الجامح الذي يصب في الماضي...
....................................
سؤالك الثاني المتعلق بالعولمة ، يأخذني للحديث قليلاً عن الظاهرة للوصول إلى الإجابة..
انفتاح واتساع عوامل التواصل الكوني اليوم أسهم في إطلالة نوافذ الشرق على شرفات الغرب والعكس صحيح... لكن ليس إلى الحد الذي يجري تصوره..
ربما أن العولمة الإعلامية والاقتصادية هي الأشد حضوراً ، وتعرف ما يقال اليوم عن تلاشي احتكار الإعلام، وتراجع دور الاقتصادات الوطنية لصالح اقتصاد عالمي...
لكن مع ذلك، هذه العولمة لم تخلق تأثيراً حقيقياً يحقق التبادل والتمازج الثقافي الإنساني.. الآداب الإنسانية تبدو حتى الآن خارج هذا السياق، بما في ذلك صنوف الإبداع المختلفة من شعر ورواية ومسرح.. الخ
ما يحدث حتى الآن هو أن وسائل الاتصال الهائلة التي هي الذراع الأهم للعولمة، تُستخدم من جانب الامبراطوريات والقوى الكبرى للهيمنة الثقافية والهيمنة الاقتصادية على العالم..
وحتى حين نتحدث عن هيمنة ثقافية أو تصدير ثقافي من الغرب إلى الشرق، فنحن نتحدث هنا عن ثقافة قشرية لا غير.. أميركا مثلاً تصدر إلى العالم ثقافة الفيلم السينمائي الهوليودي وأسلوب الحياة الأميركية ومزاج الأطعمة والمشروبات والألبسة الأميركية كالهمبرغر والـ "تي شيرت" والكوكا كولا..
لست ضد الهمبرغر والكوكا كولاً.. أعني ليست هذه هي مشكلتنا هنا، لكن أقصد أن أقول إن ما تطرحه العولمة من مفردات (ثقافية إن جاز التعبير) هو برأيي في هذه الحدود.. ثقافة السلعة لا أكثر..
السؤال إذاً هو ما الذي أضافته هذه العولمة ثقافياً حتى الآن؟... قبل طرح مفهوم العولمة وتحركه في العالم كنا في العالم العربي نقرأ أدب أميركا اللاتينية.. كنا نقرأ غوغول ودستويفسكي وجيمس جويس وتشيخوف ورسول حمزاتوف وفوكنر وإليوت.. كنا نعلم عن وجود البنيوية والتفكيكية والتعبيرية والسوريالية .. الخ.. ماذا تغير؟!.. الذي تغير برأيي هو قدوم ثقافة استهلاك اقتصادي واستفحالها لا أكثر ومن أجل عولمة سياسية واقتصادية وحسب.. أما التقاطب الثقافي الحقيقي فهو كما أرى ليس موجوداً بحال أفضل مما قبل العولمة..
أريد أن أقول إن العولمة هي وضع مثالي للثقافة والأبداع وتبادل التأثير في ثقافات وإبداع الشعوب ، لكن هذا لم يتحقق حتى اليوم، والأمر مازال وهماً أو أحاديث باردة في الصحف أو في الندوات.
و بالتالي، لعل المجتمع العربي، وبعض القيم قد تأثر سلباً وليس الثقافة والإبداع في صميمهما، كون الثقافة والإبداع بمعنى الكلمة مازالتا خارج الصورة غرباً وشرقاً.. وطبعاً ليس هذا موقفي من العولمة، ولكنه موقف من العولمة السائدة.
............................

أما عن سؤال الإنصاف، فإنك لو سألت أكثر الكتاب الآن لقالوا لك إنه لم يتم إنصافهم أدبياً ونقدياً.. ولكل لأسبابه..
أنا سأقول لك أيضاً لا ، ولو سألتني عن الأسباب فلن أستطيع أن أجيبك بدقة،... إنما أنظر معي قليلاً إلى المشهد النقدي، هل تجد الحركة النقدية الكافية التي تواكب ما يصدر من إبداع؟.. كم عدد النقاد الحاذقين العارفين لدينا كما في بدايات القرن الماضي ومتنه من أمثال العقاد وطه حسين وإحسان عباس ومارون عبود ورجاء النقاش وغيرهم؟..
الأسباب أيضاً قد تكون كامنة في مستوى كثير من الإبداع الذي يكتب هذه الأيام، وعلى كل حال العلاقة تبادلية بين النقد والإبداع فإن غاب النقد تراجع الإبداع والعكس صواب..
وفي النهاية قد تكون الأسباب تتعلق بالكاتب نفسه... وبالنسبة لي، بطبعي لا أميل إلى الضوء، وإن كنت مثلك أحب الشمس، لكن الكثير من الضوء يعمي كما يقول شاعر فرنسي..!




ماهر رجا

ناهد شما 20 / 04 / 2008 51 : 04 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
الشاعر الموقر ماهر رجا \ حفظك الله آمين

لقد أطلنا عليك بالأسئلة ولكن هذه ضريبة كل شاعر عظيم و ناجح

سأختصر بسؤالين فقط ؟؟

السؤال الأول : لماذا المثقف الفلسطيني شاعراً أكثر منه أديباً ؟

السؤال الثاني : ماذا عن الأدب النسائي في فلسطين ؟


جزاك الله كل خير

أرجو قبول هديتي المتواضعة قبل الإجابة على أسئلتي


ماهررجا 22 / 04 / 2008 33 : 05 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق (المشاركة 13267)
[align=justify]
[frame="10 98"]
أخي الشاعر الجميل ماهر رجا
لك تحياتي وحبي
سأحاول قدر المستطاع الابتعاد عما يتقاطع مع ما أورده أخي الأستاذ تيسير محي الدين الكوجك من أسئلة تخص تجربتك الشعرية ..ولي هنا أن أشكر الشاعر سامر عبد الله مرتين مرة على استضافتك وربما يستحق الشكر مرات على هذا .. ومرة على ترحيبه ..
أخي ماهر
كنت أقرأ قصيدة " الغريب وأنا " وبالفعل استغرقتني جمالية التآخي ثم التضاد القصدي بين الأنا والأنا ، ليكون السؤال الشعري مشرعا باستمرار :
منذ زمان ٍ ثمة آخر أغرب مني
يسكن ارض أناي
يخرج من جسدي ليراني
يقبل حتى يصبح ابعد
يذهب كي أبصره أقرب
بين ضباب العين وبيني
ويعاتبني حين أكون "أنا"
الآمنَ والمكسوّ بريش الهدأة ِ
في أوقات هروب الكوكب
من أفلاك رؤايْ
ثمةَ آخرُ
أشعر ثمة شخص آخر
ليس خيالا أو أوهاما
طبعا لن أورد القصيدة كلها / ستّ صفحات من الديوان / لكن أريد هنا أن أسأل عن هذا الخيط الدقيق الذي يربط الأنا بالأنا مرة،و يجعل الذات تتشظى أو قلْ تتباعد عن الذات مرة أخرى..كل هذا يأتي بشكل رائع من التصوير وإشعال حركة الحوار الداخلي .. هنا تبدو الأنا الفلسطينية في أسئلتها الوجودية المفتوحة على تعدد افتراضي في الحياة .. السؤال يرتبط بكثير من قصائد الديوان ليقول : هل أراد الشاعر ما هر رجا أن يفتح صفحات الوجود والوجع والتطلع الفلسطيني كله ليقوله بشكل مغاير ولغة مصفـّاة من شوائب الخطاب المباشر ..؟؟..
كل هذا بخصوصية ماهر رجا الشاعر .. فهل أشبع الرغبة عنده/ماهر رجا في التركيز على ما هو فلسطيني وذاتي من خلال هذا التواتر المتدفق لقصائد تستغرق الذات والوطن واليوميّ وحتى هذا المتشابك/والمتشظـّي داخل الإنسان الفلسطيني ؟؟..
[/frame]
[/align]

........................

أخي وصديقي العزيز الأستاذ الشاعر طلعت سقيرق
لك تحياتي الحارة مجدداً
لست ناقداً كما تعلم، ولعله من الصعب أن يقوم الشاعر بالبحث النقدي في نصه ولو كان متسلحاً بأدوات نقدية ودربة في هذا المجال... هذا فضلاً عن أنه لن يكون محايداً.. تلك طبيعة الأشياء...
مع ذلك سأحاول..
أهمية سؤالك أنه يصدر من رؤيا شديدة الإصغاء للنص من الداخل. وأعتقد أنك أشرت بالضبط إلى العلامة الفارقة ـ الجامعة في سؤال انطوى على إجابته.. لقد كثفت الإجابة مسبقاً وإن جاءت في صيغة سؤال.
دعني أذهب أولاً إلى شيء من الإطالة ..
بالتأكيد أنت تعلم أن شأن الذات وأناها لا يمكن إلا وأن يكون حاضراً ولو بإيحائية ما في أي نص. ولا نتحدث هنا عن الشعر وحده. فالنص مرآة الكاتب أو ذاته الخارجية القريبة ولو ارتدى قناعاً في رحلته وراء السطور..
طبعاً / وأولاً، تجد في (الغريب وأنا) مخاطبات فلسطينية أو بمفردات فلسطينية مباشرة مثل (ليلة الشهداء) و(دقيقة صمت) و(مطر ويعود محمد) و(من أنا من أنت).. وغيرها..
هذه قصائد تبدو مخاطبات لمعتنيات خارجية.. على أنها في نفس الوقت، لا تغادر الشخصي أو الانتماء ولو بمفردة أو إشارة إلى الذاتي.. هي تحمل ملامح شخصية بشكل ما على الرغم من أن القول الشعري يبدو وكأنه يتحرك في الفناء الخارجي للأنا..

في مناسبات قول شعريةأخرى داخل المجموعة أظن أن (الأنا) الكاتب أكثر وضوحاً كما أشرت أنت .. ربما أن الموضوع يفعل ذلك.. أو ربما لأن الكاتب يريد أن يقارب موضوعاً خارجياً بطريقة مختلفة
لكن أيضاً هناك حالة أكثر جدلاً، وهي تتبدى حين تقوم المحاولة الشعرية باستعراض العالم عبر أنا الشاعر وحسب.. هناك نواجه تورطاً أكبر أو كلياً في مشهد القصيدة..

بالنسبة لما قلته، أرى أنك محق في تصورك.. وأصبت تماماً.. ففي بعض قصائد الغريب وأنا كنت أحاول أن أتلبس تشابكاً خفياً بين الذاتي والفلسطيني.. أردت للقصيدة أن تبدو آمنة تبحر على متنها هواجس (أنا) خاصة ، لكنها في الحقيقة مصابة في صميمها بالمفارقة الفلسطينية وطبائعها...
بكلمة أبسط أردت (وربما ليس من الصواب أن أقول أردت وأنا أتحدث عن كتابة القصيدة ) إذاً لأقل وجدتني أنظر من شرفة الذاتي والخاص إلى مساحة المشهد الأوسع محاولاً أن لا يكون ذلك قصدياً أو مستعاراً من المنجز، إذ أننا نعلم أن هذا الأسلوب أو السياق ليس جديداً أبداً على الأدب بشكل عام..
ما كنت أحاول أن يكون مختلفاً لدي هو أن أطلق لأناي عنان التطواف في عالمها وأسئلتها إلى أبعد مدى في بعض قصائد الديوان.. وكنت أكتشف أن إستغراق المعتنى الشعري في الذاتي والتفاصيل الذاتية الصغيرة لم يكن عائقاً أمام ظهور التشابك التلقائي بين الذاتي والفلسطيني، والأمر ببساطة لأن لا أحد ولا شيء يفقد هويته لمجرد أنه لا يردد اسمها ولا يمارس أفعال انتمائها... الأمر هكذا بالنسبة للطائر ..فهو حين يسير لا يفقد فكرة التحليق، والغيم حين يهبط على أديم الجبل لا ينقطع عن التوق إلى مكانه الأثير في السماء..


ذكرت في إشاراتك قصيدة الغريب وأنا الت ييحمل الديوان اسمها..
نعم هذه القصيدة هي الأكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بفكرة الأنا وعلاقتها بالعالم المحيط.... لكن صدق أنا لم أفكر بها على هذا النحو.. لم أفكر وأنا أكتبها بأنني أكتب إشكالية ذهنية مثلاً أو نقدية تتعلق بتعدد الأنا..
القصيدة تقول إن هناك صوتين في داخل المرء.. .. واعتقد بصورة ما أن ذلك حقيقي وليس شعرياً فقط.. أنت تصادف شخصاً في الطريق يتحدث إلى نفسه.... باللغة الدارجة (بيحكي مع حاله).. يفعل ذلك في الغالب بسبب استحواذ هاجس أو هم أمر عليه.. لاحظ أنني قلت يتحدث إلى نفسه، أي أنني في لحظة فصلت بينه وبين نفس أخرى في الدواخل..
شيء من الفصام غير المرضي.. الفصام الإبداعي إن شئت، هو ما دفعني إلى كتابة هذه القصيدة.. اشتباك بين ذات شخصية وإخرى ابداعية، بينهما خيط دقيق..حوار بين طرفي (أنا) كل منهما يحاول أن يحمّل الثاني خساراته وأحلامه.. وجدت ذلك مدخلاً ممكناً لأتحدث عن إشكالية أن الشاعر يحمل في داخله (أنا) لإنسان عادي، وأخرى لمبدع حالم..
شيء من المرض الإبداعي كما قلت.. وبالمناسبة أرجو أن تسمح لي بالقول إن الإبداع الفلسطيني أو المبدع الفلسطيني مريض باحتمالاته ..... أكثر الكتاب غير الفلسطينيين يعيشون بذكريات سليمة.. حزينة حيناً ومفرحة حيناً آخر.. خضراء أو زرقاء أو قاتمة، لكنها سليمة بالتشخيص السريري الشعري، ، لكن أنا وأنت أصبنا ذات يوم بغرابة الوردة البرية على جبل الكرمل، فمنحتنا ذاكرة مصابة بجرح بليغ، ورحنا نشعر في دواخلنا بصوت آخر، وبـ "أشباح في ذاكرة غائمة" ـ كما يقول عنوان إحدى رواياتك ـ أشباح تتملكنا فنكون هي وتكون نحن ، وتكون في مواجهتنا إذ تخرج منا لتأتي إلينا..!!




ماهررجا 23 / 04 / 2008 07 : 03 AM

رد: حادثة شخصية..ماهر رجا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامر عبد الله صحفي فلسطيني (المشاركة 13270)
الطفولة حاجز المبدع دائما. هذا ما أجبت عنه في اللقاء الأخير على شاشة التلفزة السورية.!

قصيدة (رحلتي الأولى) ..كما أعلم حادثة شخصية !

أستاذ ماهر..ماذا تحدثنا عن تلك الحادثة؟

..............................

استاذ سامر..
شكراً للسؤال ، لكن لا أذكر أنني قلت إن "الطفولة حاجز المبدع" في المقابلة التي ذكرتها.. في الحقيقة أعتقد أنه لا يمكنني أن اعتبر الطفولة حاجزاً للكاتب أو لسواه.. الطفولة برأيي على العكس تماماً، هي معبر القلم إلى فضاء إبداعي حقيقي.. ذكريات الطفولة وأشجانها ومشاهداتها وأحلامها وتفاصيلها تظهر في كل مسافة نقطعها نحو غد لا نعرفه.. نحن أحياناً نطل عليها كما يطل شخص من أعلى منحدر فنراها غريبة وبعيدة ومختلفة ، وأحياناً نستغرق في تأملها كأننا أمام صورة لأحد الغائبين محاولين أن نطابق ملامحه التي في الذاكرة مع الأخرى التي في الصورة..
على أنها لا تتحول إلى حاجز أبداً..
الشعر طفل أولاً.. طفل بري لم يولد لأبوين وإنما ولد من ضلع شجرة أو من شق صخرة في كهف أو من ألوان قوس قزح الشتائي.. الشعر الحقيقي هو الذي يفهم لغة ذاكرة الطفولة ويزج بها في تأمل وتجربة أكبر منها سناً ..

بالنسبة لقصيدة (رحلتي الأولى)، هي تستند أو تأخذ من ذاكرة شخصية من الطفولة.. ليست حادثة بالضبط، ربما هي مشهد أو ذكريات من ذلك النوع الذي يضيف إلى المخيلة الوجدانية.. لا أرى أن الحديث عن ذلك سيكون مهماً للقارئ.. أرى أهميته فقط حين يتمظهر بشكل أعمق وأهم من خلال القصيدة.. لكن .. حسناً.. ما من مانع من الإجابة على سؤالك:
ما أتذكره هو أنه كان عمري ثماني سنوات حين قرر والدي أن أنتقل للعيش وحدي عند عمتي العجوز.. كانت رحلة غير متوقعة.. وهناك كان أثاث الطبيعة موحشاً قليلاً وغريباً علي: بستان قريب بأشجار واقفة كالحواة مختزنةً صمتاً قديماً من الصباح إلى المساء، وطريق ضيقة لم أعرف إلا أنها تذهب نحو شارع إسفلتي محترق بشمس النهار.. وزقاق أثري الرنين يصغي لأيام وأصوات مزمنة الغياب... لم يكن ثمة أطفال.. ولم أكن أرى من أول الزقاق إلى آخره سوى طفل مصاب بالتخلف العقلي يقف عند باب موارب، كان يحدق إلى كلما مررت بنظرات ما بين الخوف والفضول... كنت أقضي الليل والنهار وحدي تقريباً، مواجهاً فيض وحشة مبكرة، وكانت زيارات والدي القليلة هي التي تذكرني بأن ثمة عالماً خارجياً وراء هذا البيت العربي الموحش.. ومن هنا قلت في القصيدة إنها تجربة رحلة أولى كان علي أن أمر بها لأتعرف إلى الغريب .. لكن القصيدة لا تحاول التوقف عند الحادثة الشخصية ـ كما أسميتها ـ ، لقد لجأت إلى الحادثة، كي أدخل في تفسير الغرابة شعرياً.

سامر عبد الله 23 / 04 / 2008 31 : 08 PM

أهلا بك أستاذ ماهر من جديد
 
في فترة الخمسينات والستينات ساد مايسمى بالصوت العالي والاتجاه الى المباشرة في الشعر بشكل عام والشعر الفلسطيني بشكل خاص,وقد قدر النقاد ان المباشرة في هذه الفترة كانت ضارة وتفتك بالقصيدة في رأيهم وقد توجهوا بالسلبيات التي أحاطت أطر القصيدة في ذاك الوقت. وبعد مرحلة 67 لجئ الشعراء الى الامباشرة في طرح الفكرة والاتجاه نحو المهموس الشعري وهناك من وازن بين الصوت العالي في القصيدة والتعمق في الهمس,وقد قلت أستاذ ماهر أن محمود درويش يشبه توفيق زياد في حين أن كلاهما يناقش هما وطنيا ومصيريا بتأمل كبير.
وأريد القول : هل يوجد معطيات أو اتجاهات معينة تأخذ بيد الشاعر الى التوجه المعلن نحو المباشرة أو الهمس في الطرح الشعري؟ وكيف يمكن لنا أن نتوسط ذلك؟
وسؤالي الثاني:أستاذ ماهر
كيف ينتصر الشعر برأيك؟

ماهررجا 24 / 04 / 2008 31 : 03 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 13418)
الشاعر الموقر ماهر رجا \ حفظك الله آمين


لقد أطلنا عليك بالأسئلة ولكن هذه ضريبة كل شاعر عظيم و ناجح

سأختصر بسؤالين فقط ؟؟

السؤال الأول : لماذا المثقف الفلسطيني شاعراً أكثر منه أديباً ؟

السؤال الثاني : ماذا عن الأدب النسائي في فلسطين ؟


جزاك الله كل خير

أرجو قبول هديتي المتواضعة قبل الإجابة على أسئلتي



.............................

أستاذة ناهد.. تحياتي، وشكراً لك
لعلك قصدت أن تقولي لماذا مساحة الإبداع الشعري أوسع من سواها من أصناف التعبير الإبداعي كالقصة والرواية والمسرح وغيرها..
إذا كان هذا هو السؤال، يجب أن أقول إن هذا الأمر ليس فلسطينياً فقط.. فعلى مستوى العالم العربي تجدين الصورة نفسها.. والملفت أننا نرى الأمر نفسه على مستوى العالم أيضاً
.. معظم الروائيين والمسرحيين بدؤوا حياتهم الأدبية بكتابة الشعر قبل أن ينتقلوا إلى الرواية والمسرح والقصة..

وبشكل عام ، ليس هناك سبب واحد لاتساع مساحة الشعراء لدينا (أو من يحملون هذا الاسم!).. لكن بالتأكيد ليس السبب لأن ا لشعر ديوان العرب..!!
من الأسباب ربما أن كتابة الشعر تبدو سهلة لكثيرين ممن يشتغلون أو ممن لا يشتغلون بالأمر.. فالشعر كما يرونه لا يحتاج إلى عشرات أو مئات الصفحات ولا يحتاج إلى جلد وصبر وساعات كتابة متواصلة كما هو حال كتابة الرواية أو المسرحية.. الآنتاج هنا سريع الظهور كما يتراءى لهم.. ومع ظهور الشعر الحديث جداً بات من السهل إخفاء عجز وضعف الكاتب بطلاسم ممزوجة بملعقة من (التدليس) الشعري.. لم لا!!
أذكر أن أحدهم جاء مرة ليقول لي إنه قرر أن يقتصد في كتابة القصيدة ، وأن يبدع منهجاً جديداً (مدرسة شعرية ربما) وحين سألته كيف ذلك، قال لي سأكتب قصيدة من حروف قليلة، وأخبرني أنه قرأ عن شاعر أجنبي كتب قصيدة من حرف واحد. قلت متسائلاً بدهشة: حرف واحد!!.. ثم تنبهت إلى أن علي ألا أستغرب، فهذه الصرعات منها الكثير هذه الأيام..
طيب إذا كان هناك من يفكر على هذا النحو، فهو بالتأكيد يكرس استسهالاً لكتابة الشعر ما بعده استسهال.. الأمر بهذا المعنى لا يحتاج إلى جهد ولا إلى أدوات ولا إلى موسيقا ولا هم يحزنون..
لكن طبعاً ما قلته هو الجانب القاتم وإن كان منتشراً.. أما الجانب المضيء، فبتقديري أن طبيعة الجرح الفلسطيني أينعت في النفس الفلسطينية ميلاً إلى الإنشاد... تعرفين أن الشعوب التراجيدية .. الشعوب المصابة بالجرح في عميق روحها، تميل إلى غناء مأساتها.. نرى ذلك في الملاحم اليونانية مثلاً ونراه في الأساطير السومرية مثل جلجامش،..
الأم الفلسطينية حين تتذكر الغائبين والبلاد لا تبكي أولاً.. ما يحدث هو أنها تبدأ بالغناء بصوت نحاسي رقيق وحزين، ثم تدمع العيون حين يشف وتر الإنشاد.. ألم تري ذلك؟... الغناء في الأعراس الفلسطينية هو كالغناء في المآتم والرحيل اليومي الطويل.. تلك تقاليد فلسطينية بامتياز.. ولعل ذلك سبب فريد لاتساع مساحة الشعراء أو من يحاولون ذلك.


ـ بالنسبة للأدب النسائي في فلسطين كما أسميته، أو بكلمة أدق الأدب الذي يكتب بأقلام النساء، فمازالت الاسماء القديمة القليلة المعروفة هي ذاتها دون إضافات مهمة برأيي.
فحين نتذكر أسماء مثل سميرة عزام (في الرواية والقصة القصيرة) وفدوى طوقان (في الشعر) وسحر خليفة (في الرواية) وأسماء قليلة أخرى، لا نعثر على امتدادات حقيقية في الراهن من الأيام..
هناك خارج الأرض المحتلة أقلام، لكنها قليلة أيضاً، ولا أريد أن أذكر أسماء لئلا أقع في إغفال أسماء قد تكون أهم من سواها القريب من الذاكرة...
في الشعر تبدو المشكلة أكبر، وأكاد أقول إننا لا نرى شاعرة فلسطينية حقيقية منذ غياب فدوى طوقان منذ عامين.
لست أدري ما هي الأسباب حقاً، لكن هذه هي الصورة.
على أنني ألمح هذه الأيام نمو أقلام نسائية جديدة تتبصر دربها، ولعلها تحدث فرقاً في المستقبل.

ماهررجا 24 / 04 / 2008 44 : 03 PM

رد: أهلا بك أستاذ ماهر من جديد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامر عبد الله (المشاركة 13662)
في فترة الخمسينات والستينات ساد مايسمى بالصوت العالي والاتجاه الى المباشرة في الشعر بشكل عام والشعر الفلسطيني بشكل خاص,وقد قدر النقاد ان المباشرة في هذه الفترة كانت ضارة وتفتك بالقصيدة في رأيهم وقد توجهوا بالسلبيات التي أحاطت أطر القصيدة في ذاك الوقت. وبعد مرحلة 67 لجئ الشعراء الى الامباشرة في طرح الفكرة والاتجاه نحو المهموس الشعري وهناك من وازن بين الصوت العالي في القصيدة والتعمق في الهمس,وقد قلت أستاذ ماهر أن محمود درويش يشبه توفيق زياد في حين أن كلاهما يناقش هما وطنيا ومصيريا بتأمل كبير.
وأريد القول : هل يوجد معطيات أو اتجاهات معينة تأخذ بيد الشاعر الى التوجه المعلن نحو المباشرة أو الهمس في الطرح الشعري؟ وكيف يمكن لنا أن نتوسط ذلك؟
وسؤالي الثاني:أستاذ ماهر
كيف ينتصر الشعر برأيك؟

..............................
شكراً أستاذ سامر
أولاً، لا أظن أن الخطاب المباشر في القصيدة في الخمسينيات والستينيات كان يفتك بالقصيدة ويسيء إلى القول الشعري.. نعم هذا كان يحدث ومازال ولكن لا مجال للتعميم هنا.
في المقابلة التي تشير إليها قلت كما أذكر ـ توصيفاًـ إن الإنشاد الجماعي والصوت العالي كان سائداً في قصائد الوطن والتحدي والثورة، ولم يكن ذلك خطأ، ولن يكون اليوم إن حافظت القصيدة على مستواها الفني..
بالتأكيد المباشرة والقول السياسي المباشر في القصيدة قد يكون فتاكاً إن جاء سطحياً وخارج المعتنى الشعري وأدواته الرافعة. ثم إن كل شيء جميل في مكانه.. وليس هناك من مرحلة زمنية تختص بنوع من القول وأخرى بنوع آخر.. ليست ثمة مرحلة لصوت القصيدة المرتفع ومرحلة أخرى لقصيدة هامسة.
الخسارات والآلام قد تجعل الشاعر ينطوي على نفسه ويرتكس إلى داخل ذاته فيقول شعراً خفيض الصوت وبإيقاع مهموس وكلمة متأملة هادئة، وقد تؤدي مرحلة الثورة في علوها والانتصارات في سموها إلى أدب جهوري الحنجرة.. لكن ذلك قد يحدث اليوم وغداً كما حدث بالأمس.. المهم في الحكم على ذلك هو في قيمته الجمالية، وكم من القصائد المباشرة في القول كانت أجمل في الماضي مما يكتب من مثيلاتها اليوم.
وهناك ملاحظة أخرى: بدقيق الكلام أنا لم أقل إن محمود درويش وتوفيق زياد يتشابهان.. أعتقد أن لكل منهما شكلاً شعرياً ورؤى أسلوبية مختلفة وتفاصيل اهتمامات مختلفة.. ما قلته أنهما مع القاسم وراشد حسين وأخرين، التقيا في البدايات على مسرح أدب المقاومة، حيث كان القول الشعري إنشاداً مباشراً (وجميلاً كما اعتقد) تراءت فيه ساريات التحدي للاحتلال وتمجيد الوطن والشهادة وبصوت سياسي مباشر ومرتفع في الكثير من الأحيان.
أما اليوم ، فلو نظرت إلى شعر درويش، لوجدته في صورة أخرى، لا أقول أفضل أو أسوأ ، أقول في صورة أخرى..

أما بالنسبة لسؤالك عن كيفية التوسط بين المباشرة من جهة وقصيدة الصوت التأملي الهادئ، فبرأيي أن السؤال لا يصح هنا..المسألة ليست مقادير كما تعلم، وليست حسابات مخبرية .. أنت حين تكتب تكون صدى لنفسك الحاضرة والماضية، ولرؤياك وحلمك وما تشعر به، والنفس محيط متلاطم حيناً ، وليلة ريفية هادئة حيناً آخر.. مرة تجدها موطناً للصخب والغضب، وأخرى تراها كوح ناسك منسي على قمة جبل..
تريد القصيدة حيناً أن تتخلص من الصيحة الداخلية فتقولها بقوة وعفوية مباشرة، وتريد أحياناً أن تحلق مثل غيمة أو كجناح طائر مسترسل في تأمل طويل الأناة للكون من حوله.


أخيراً تسأل إن كان الشعر ينتصر أم لا ؟
لا أظن أن الشعر يبحث عن الانتصارات..
ربما أنه يواجه أسئلة وتحديات، وقد تكون تلك معارك، لكنه ليس محارباً في الميدان.. لا يحمل سيفاً وإن كان في وسط الميدان ولا يرتدي درعاً تصد عنه الأسنة والجراح.. لا يسقط إن أصيب بل يزداد صوته شجواً، ولا يتباهى إن انتصر بل يمضي إلى التأمل.

قد تكون الحياة اختزالاً لحروب مستمرة بين القيمة واللاقيمة وبين الخير والشر وبين القبح والجمال وبين النفس والأسئلة الكبرى.. والشعر معني حقاً وبقوة بكل هذا المشهد، إلا أن دوره لا يكون مباشرة.. هو لا يقدم وصفة الانتصار ولا راية الهزيمة كما يحدث مباشرة في قضايا الكون العاجلة، لكنه يشبه الشبح السحابي الذي يحلق فوق ميدان ذلك الصراع.. لا يموت كالجنود لأن لديه مهمة أخرى، فعليه أن يصف الشمس التي ستطلع غداً وبعد كل فصل من فصول الألم.


ماهر رجا

سامر عبد الله 05 / 05 / 2008 46 : 08 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
[gdwl]
كنا نود أن يطول اللقاء مع ضيفنا الكريم الاعلامي والشاعر الفلسطيني الكبير : ماهر رجا لكن الوقت دهمنا ودائما الوقت يمر سريعا إذا كنت برفقة من أحببت.
فليعذرنا الاستاذ ماهر لأننا لم نعطي الكتاب القيم : (الغريب وأنا )حقه في هذا الحوار ولكننا سعدنا جدا بوجوده ضيفا عزيزا في هذه المنتديات الثقافية ,ودعوني أشكره بإسمي وجميع من شاركوا في هذا اللقاء وإن شاء الله سنلتقي هذا الشاعر المبدع دائما وننهل مما واكبته الحياة ونتعلم كيف نكتب القصيدة بمجاز عالي وايقاع متناغم مع النفس المبدعة,وإن شاء الله سنفرد موضوعا خاصا لمناقشة الديوان الشعري: الغريب وأنا
وكما البداية أشكرك كثيرا أستاذ ماهر رجا.
وأترك المجال للأعضاء وكتاب منتديات نور الأدب لتدوين كلمة أخيرا وشكرا.
مع كامل احترامي وتقديري
سامر
[/gdwl]


الساعة الآن 50 : 10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية