منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الموسوعة الفلسطينية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=214)
-   -   الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=31385)

ناهد شما 04 / 05 / 2017 46 : 04 AM

الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
نتابع معا إن شاء الله الأعلام الفلسطينيون من الموسوعة الفلسطينية ( الجزء الرابع )


ماجد أبو شرار ( 1936 _ 1981 )
كاتب ومناضل فلسطيني، وعضو في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ومسؤول الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو القيادة الفلسطينية العليا للعمليات في المناطق المحتلة . ولد في بلدة دورا قضاء الخليل وفيها تلقى تعليمه الإبتدائي والمتوسط، ثم انتقل إلى القاهرة حيث أنهى دراسته وقد عمل في التدريس في الأردن ثم انتقل للعمل في السعودية. التحق في السعودية بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وأصبح مسؤول تنظيمها هناك سنة 1966. وفي سنة 1967 انتقل الى الأردن حيث تفرغ للعمل النضالي والتنظيمي في حركة فتح وانتخب عضوا في مجلسها الثوري. واختير أميناً لسر المجلس الثوري للحركة. وفي 1980 اختير في المؤتمر الرابع للحركة عضوا في لجنتها المركزية. أصبح عضوا في الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين سنة 1972 كما كان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي. أحس ماجد أبو شرار إحساسا كبيراً بمأساة شعبه وعظمة قضيته فناضل في سبيلها بالقول والكتابة والعمل في مواقع قيادية مسؤولة متعددة. وقد عرف بكتاباته الرصينة وقدراته التنظيمية العالية. وقام بدور كبير في تطوير وسائل الإعلام الفلسطينية وحضر عشرات الندوات والحلقات الدراسية والمؤتمرات في شتى أنحاء العالم، وله كثير من المقالات والدراسات حول مختلف أوجه القضية الفلسطينية نشرها في الصحف والمجلات العربية والفلسطينية. كما أن له مجموعة قصصية عنوانها الخبز المر .
اغتالته المخابرات الصهيونية صبيحة يوم 9/10/1981 بقنبلة وضعت تحت سريره في أحد فنادق روما حيث كان يشارك في مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد نقل جثمانه إلى بيروت فدفن في مقابر الشهداء فيها .

يتبع

ناهد شما 05 / 05 / 2017 13 : 04 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
ماري زيادة ( 1886 _ 1941 )
المشهورة بمي . كاتبة وفنانة لها هواية بالتصوير والموسيقى . ولدت في الناصرة بفلسطين وتعلمت في مدارسها الابتدائية، ثم أتمت دراستها الثانوية في مدرسة عين طورة بلبنان. وانتقلت سنة 1908 مع أبويها إلى مصر فأصدرت مع والدها جريدة المحروسة وحررت في مجلة الزهور وغيرها من الصحف والمجلات كانت مي تتقن إلى جانب العربية الفرنسية والإنجليزية وتتحدث بلغة فصحى على تأنق . وكانت حادة الذكاء واسعة الاطلاع قوية الجاذبية وعملت دارها صالون تضم عددا كبيرا من الأدباء والمفكرين والسياسيين والفنانيين وقد وصف طه حسين ندوتها فقال : كان صالون مي ديموقراطيا منهم المصريون والسوريون والأوربيون على اختلاف شعوبهم وكان منهم الرجال والنساء، ودرجت مي في كل يوم ثلاثاء على استقبال رواد ندوتها الذين كانوا يتشوقون إلى رؤيتها وقد عبر الشاعر إسماعيل باشا صبري عن تشوقه إلى موعد الندوة فقال :
إن لم أمتع بمي ناظري غدا ...... أنكر ت صبحك يا يوم الثلاثاء
وقد أفاضت كتب الأدب في التحدث عن علاقة مي الغزلية بثلاثة من أعلام الأدب هم : مصطفى صادق الرافعي، وعباس محمود العقاد، ولطفي السيد ، كما تحدثت عن الحب العذري الذي كانت تكنه مي على البعد لجبران خليل جبران .
تركت مي آثارا أدبية ينبعث منها انفعال وجداني هادئ وتتسم بالموسيقية والشاعرية وقد فسر أحدهم تفوق حديثها على كتابتها بأنها بوصفها فتاة شرقية مطبوعة على الحياء والخفر .
لم تتزوج مي. وأصيبت في خريف حياتها بمرض عصبي فاعتزلت الناس واستبدت بها الوساوس والفكرة الثابتة وتُوفيت في مستشفى المعادي في ضواحي القاهرة.
انحصر نشاط مي الأدبي في كتابة المقالات وإلقاء المحاضرات وترجمة البحوث عن الفرنسية والإنكليزية. وقد جمع المختار من نتاجها في الكتب الآتية :
1. ابتسامات ودموع، مترجم
2. كلمات وإشارات
3. سوانح فتاة
4 . ظلمات وأشعة
5 . المساواة
6 . رجوع الموجة
7 . باحثة البادية
بين الجزر والمد

يتبع

ناهد شما 07 / 05 / 2017 21 : 02 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم ( 845 _ 902 هجري) (1441 _ 1479م )

شمس الدين أبو الجود الأنصاري الخليلي. عالم مشارك في بعض العلوم. وهو ابن الإمام شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم ابن عيد الرحيم الأنصاري الخليلي المقدسي الشافعي شيخ الزاوية الختنية بالقدس. ولد بمدينة الخليل. حفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن مالك والجزرية وبعض الشاطبية. ودرس على والده ثم أخذ عن جماعة من العلماء بالديار المصرية منهم شيخ الإسلام قاضي القضاة شرف الدين يحيى المناوي والشيخ العلامة كمال الدين الشمني الحنفي. وفضل وتميز وأجيز بالإفتاء والتدريس. وسكن القدس وافتى على مذهب الشافعية. وعمل معيدا في المدرسة الصلاحية في عهد شيخها إبراهيم بن محمد بن أبي شريف ، له من التصانيف : ( معونة الطالبين في معرفة اصطلاح المعربين ) و ( شرح الآجرومية) و ( شرح المقدمة الجزرية ) و ( شرح مقدمة الهداية في علوم الرواية) لابن الجزري، وقطعة من ( شرح تنقيح اللباب ) لشيخ الإسلام ولي الدين العراقي.

ناهد شما 09 / 05 / 2017 13 : 04 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح ( 776 _ 852 هجري ) ( 1374 _ 1447م )

شمس الدين القلقيلي المقدسي الشافعي. ولد ونشأ في قلقيلية، واشتغل بالعلم فحفظ القرآن وكتبا في الفقه والعربية .أقرأ شمس الدين الأطفال في جلجوليا دهرا كما يقول السخاوي، ثم قدم الى بيت المقدس في نحو سنة 820 هجري 1416 م فاشتغل مدة في الخياطة ثم اشتغل بالإقراء فأقرأ أولاد برهان الدين بن غانم وغيرهم .
نزل شمس الدين في عدد من المدارس، وأكبَّ على الكتابة والاشتغال بالعلم، فسمع صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من جمال الدين الفرخاوي وغيره من العلماء. وأكثر من قراءة الحديث حتى صار قارئ الحديث الشريف في بيت المقدس وقرأ في السيرة والعربية وكان يستحضر السيرة النبوية لابن هشام والمقامات. وأصبح شمس الدين عالما فاضلا وروي له شعر في رثاء ابنه وكانت وفاته في بيت المقدس.

ناهد شما 10 / 05 / 2017 28 : 10 PM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن أيوب ( 576 _ 635 هجري ) ( 1180 _ 1238 م )
الملك الكامل ابن الملك العادل محمد بن أيوب أخي صلاح الدين . وقد أنابه عنه في حكم مصر في حياته فدافع عنها الحملة الصليبية الخامسة 1218_ 1220 م التي خرجت بحرا من عكا. ويبدو أن الكامل ورث عن أبيه العادل سياسة التجاهل المفرط مع الفرنجة حتى أنه عرض على الصليبيين أكثر من مرة الجلاء عن مصر مقابل إعادة بيت المقدس اليهم، والسماح لهم بإعادة مملكتهم في فلسطين. كما كانت قبل حروب صلاح الدين، ولكن غرور الفرنجة جعلهم يتطرفون في طلباتهم فانتهى الأمر بضياع الفرصة من أيديهم وطردهم من مصر سنة 1221م .
وإذا كان أبناء العادل الثلاثة الكامل والمعظم والاشرف قد تحالفوا لدفع خطر الحملة الصليبية الخامسة عن مصر فإن عقد هذا التحالف لم يلبث أن انفرط سنة 1223 م بسبب الخلاف بين المعظم عيسى صاحب دمشق من ناحية، واخويه الكامل صاحب مصر والأشرف صاحب الجزيرة وخلاط ارمينية من ناحية اخرى ، وعلى حين استنجد المعظم بالخوارزمية، أرسل اخوه الكامل إلى الإمبراطور فردريك الثاني في صقلية مبعوثا خاصا هو شيخ الشيوخ الأمير فخر الدين يوسف يطلب مساعدته، على أن يعطيه مقابل ذلك بيت المقدس وجميع فتوح صلاح الدين بالساحل. وكان أن استجاب ملك صقلية وامبراطور الدولة الرومانية المقدسة لهذه الدعوة بسبب ما كان يتعرض له من ضغط البابوية عليه في الغرب. ولكن حدث قبل وصول الامبراطور فردريك إلى عكا أن توفي المعظم عيسى الأيوبي صاحب دمشق في أواخر سنة 1227م الأمر الذي مكن اخويه الكامل والاشرف من اقتسام املاكه في دمشق وفلسطين، فأخذ الاشرف دمشق وخرج الكامل من مصر واحتل بيت المقدس ونابلس في صيف سنة 1228 م وأما الناصر داود ابن المعظم فقد ترك له عماه الكرك والشوبك وبعض المواقع الثانوية، ولكنه تنازل أيضا عن الكرك لعمه الكامل.
وهكذا وصل الإمبراطور فردريك الثاني إلى عكا سنة 1228م ليجد الكامل قد استغنى عن معونته . ولكن الأخير اضطر أمام استعطاف الإمبراطور له إلى أن يعقد صلح يافا سنة 1229م وبمقتضاه استرد فردريك الثاني للفرنجة دون قتال بيت المقدس فضلا عن بيت لحم والناصرة وتبنين وهونين وصيدا ، الأمر الذى الب الرأي العام في الوطن الإسلامي على الكامل وسياسته.

يتبع

ناهد شما 10 / 05 / 2017 32 : 10 PM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء المقدسي ( 335 _ 380 هجري ) ( 947 _ 990 م )
أبو عبد الله شمس الدين ابن أبي بكر البناء البشاري وهو أحد الأعلام الذين ابلغوا علم الجغرافية عند العرب في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي أوجه .
ولد المقدسي ببيت المقدس واشتهر باسم حفيد البناء الذي كان ابن طولون قد عهد إليه ببناء ميناء عكا وتحصينه . وكانت أمه من قومس في خراسان. وبذلك تيسر له أن يسافر إلى المشرق. ثم دفعه ولعه بالأسفار إلى أن يشد الرحال شرقا وغربا فيزور أنحاء العالم الإسلامي عدا السند وسجستان والأندلس. وقد سلخ عشرين عاما من عمره ينتقل في البلاد الإسلامية ويصف ما شاهده من بحار وانهار وجبال ووديان ، ويحدد المسافات والأبعاد، ويدون ملاحظاته عن المدن والقرى خصائص سكانها بعد أن يدرس مختلف المجتمعات والبيئات ويختلط بجميع الطبقات فيعاشر التجار والصناع وعامة الشعب ويلتقي العلماء والفقهاء والأدباء، ويستمع إلى المحدثين والخطباء. وعرف بأكثر من ستة وثلاثين لقبا من بينها المقدسي والخراساني والعراقي والشامي والصوفي والفقيه والتاجر والخطيب والحنفي . وقد تقلبت عليه الدنيا غنى وفقرا ورفعة وضعة وارتاد مجالس الأمراء والوزراء، وعاش مع المشردين والمعوزين ، وتعرض لعدوان قطاع الطرق .
وقد تمكن المقدسي وهو في عمر الأربعين سنة 985 م أن يضع كتابه الرائع ( احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) ، ويذكر المقدسي انه ارفق كتابه بخرائط ايضاحية رسم عليها الطرقات باللون الأحمر، والصحارى باللون الأصفر، والبحار باللون الاخضر، والأنهار باللون الأزرق، والجبال باللون الاغبر . كان المقدسي يعرف فضل كتابة هذا، وشأنه شأن كل العلماء الحقيقيين، لا يعفي نفسه من الخطأ، ولا يزعم أنه يرقى إلى درجات الكمال فيما كتب ، فهو يقول : ثم إني لا أبرئ نفسي من الزلل ، وكتابي من الخلل، ولا اسلمه من الزيادة والنقصان، ولا افلته من الطعن على كل حال. وكتابه يتألف من ثلاثة أقسام : يشتمل القسم الأول على مشاهداته واختياراته الذاتية، والقسم الثاني على ما سمعه من أشخاص موثوقين ، والثالث على ما نقله من الكتب. ويبدو أنه، كما يقول، لم يترك أي مكتبة كبيرة أو صغيرة إلا استخدمها.
وقد لاحظ أن الجزء الأكبر من بلاد الإسلام يشبه مجموعة من الواحات تفصل بينها الصحاري والسهوب . وهذا ما دفعه إلى العناية الخاصة بالتقاسيم فحرص على تمييز الأقاليم السبعة التي تقسم اليها الأرض. كما كان عند وصف كل اقليم يرتب بحثه في أبواب وفصول فيتكلم اولا عن أجزاء الإقليم ومواقعه العامره ومدنه . ويتعرض ثانيا للمناخ والزرع والمياه والمعادن والتجارة والأوزان والمكاييل والنقود والضرائب والمكوس، ثم لأخلاق السكان وعاداتهم واللغة والطوائف والأماكن المقدسة. وينتقل ثالثاً إلى طرق المواصلات وتحديد الأبعاد والمسافات.
ولا بد من الإشارة إلى اهتمام المقدسي اهتماما كبيرا بجغرافية فلسطين فقد خصص صفحات طويلة لوصف بحيرة طبرية وحماماتها المعدنية، والبحر الميت الذي يدعوه البحيرة المقلوبة ونهر الأردن الذي يصب فيه . كما أسهب في الكلام على عكا ومينائها الذي يعده من العجائب شارحا بالتفصيل الطريقة التي اتبعها جده أبو بكر البناء في بناء هذا الميناء بطلب من ابن طولون. وبعد أن استعرض مدن أريحا والخليل وبيسان والرملة التي يدعوها قصبة فلسطين، ثم غزة وأرسوف وعسقلان ، توسع في الكلام على مدينة القدس ووصف المسجد الأقصى وصفا رائعا. وتحدث المقدسي كذلك بالتفصيل عن التجارة والزراعة والصناعة في فلسطين، وعن مقالع الحجارة والرخام والمعادن الكبريتية في الغور، وأنواع المياه، وعن أعياد المسلمين والمسيحيين، وعن بعض الحرف قائلا : إن جميع الكتبة في فلسطين، ما عدا طبرية، هم من النصارى، وأن الصيارفة والصباغين هم من اليهود . ويعود الفضل إلى المستشرق النمساوي شبرنغر في أنه كان أول من لفت الأنظار الى كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي وعمل على نشره في سلسلة الجغرافيين العرب التي كان يصدرها المستشرق الهولندي دي خويه في ليدن سنة 1877م . وقد أكد المستشرق الألماني كراوس أن المقدسي هو أكثر الجغرافيين العرب أصالة، وقد ترجم أربعة أجزاء من كتاب المقدسي إلى اللغة الإنجليزية ونشرها في كلكوتا بالهند المستشرقان رانكنغ وآزور .
ونشر المستشرق الفرنسي آندريه ميكل ترجمة جزئية لكتاب أحسن القاسيم مع تعليقات وشروح في دمشق سنة 1963 .

يتبع

ناهد شما 14 / 05 / 2017 58 : 01 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن خير الله البخاري ( 1154 _ 1200هجري ) ( 1741 _ 1786م )

صفي الدين. عالم الشام بالحديث في عصره، أصله من بخارى وسكن نابلس وتوفي فيها بالطاعون ، له مصنفات منها القول الجلي في ترجمة الإمام ابن تيمية.

يتبع

ناهد شما 14 / 05 / 2017 00 : 02 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن سالم السفاريني ( 1114 _ 1188هجري ) ( 1701 _ 1774م )
أبو العون شمس الدين السفاريني النابلسي الحنبلي. ولد بقرية سفارين من قرى نابلس، ونشأ فيها ، واشتغل بالعلم وتلا القرآن وقرأ في علوم كثيرة. توجه السفاريني إلى دمشق طالبا العلم فأخذ عن أشهر العلماء ، ومنهم الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي ، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الرحمن الغزي. وقد حصل على إجازات كثيرة. كان شمس الدين يحفظ الكثير من الشعر العربي وكان ذا باع في علم التاريخ وحفظ وقائع الملوك والأمراء والعلماء والأدباء، وما وقع في الأزمان السالفة. عاد شمس الدين إلى بلده ، ثم استوطن نابلس واشتغل فيها بالتدريس والإفتاء وكتب من الفتاوى ما لو جمع لبلغ عدة مجلدات كما يقول المرادي. وكان ملازما لنشر علوم الحديث، ووصف بأنه شيخ الحديث في عصره، وأنه الحافظ الكبير ومحدث الشام. وقد كان ناصرا للسنة قوالا بالحق . وكان شمس الدين يمنح الإجازات. فقد استجازه طالبو العلم من مصر والحجاز واليمن وغيرها . ومن مصنفات السفاريني : ( نفثات صدر المكمد بشرح ثلاثيات المسند ) شرح فيه ثلاثيات مسند أحمد بن حنبل، ( ونتائج الأفكار في شرح حديث سيد الإستغفار ) و ( تفاضل العمال بشرح حديث فضائل الأعمال ) ، و ( الدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات ) ، و ( كشف اللثام بشرح عمدة الأحكام ) . ومنها ( معارج الأنوار في سيرة النبي المختار ) و (تحبير الوفا في سيرة المصطفى ) و ( منتخب كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل ) وقد حذف منه المكرر والأسانيد . ومنها ( غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب ) ، وهي منظومة الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد القوي المرداوي الحنبلي المتوفى سنة 1270م و ( الملح الغرامية بشرح منظومة ابن فرح اللامية ) ، أي قصيدة ( غرامي صحيح ) .... و ( البحور الزاخرة في علوم الآخرة ) ، و ( الجواب المحرر في الكشف عن حال الخضر والاسكندر ) و ( القول الجلي في شرح أمير المؤمنين علي ) و ( الدر المنظم في فضل شهر الله المحرم ) و ( اللمعة في فضائل الجمعة ) و ( تحفة النساك في فضل السواك ) ومنها : شرح لمنظومته( الدرة المضية ) ، ويسمى ( شرح عقيدة السفاريني ) شرح فيه منظومته في عقيدة السلف و ( رسالة في بيان الثلاث والسبعين فرقة والكلام عليها ) . وله اشعار في الغزل والرثاء ، والوعظ والمراسلات والاخوانيات .
توفي في نابلس سنة 1188هجري / 1774م ، وقبل 1189هجري / 1775 م ، ودفن بالتربة الشمالية فيها .

يتبع

ناهد شما 18 / 05 / 2017 54 : 04 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن سعيد التميمي ( _ 370 هجري ) ( _ 980 م )
أبو عبد الله التميمي المقدسي الطبيب، عاش في الفترة التي كانت فيها الحضارة العربية الإسلامية قد بلغت عصرها الذهبي، ولا سيما في العلم والفكر، وأطلعت في مختلف بقاع العالم الإسلامي مجموعة من كبار الشعراء والفلاسفة والفقهاء والحفاظ والأطباء تميز بهم تاريخ الفكر في الإسلام. وقد أصاب فلسطين جانب من ذلك النشاط العلمي الواسع وساعدها في ذلك الرخاء الزراعي التجاري الذي عرفته الشام ومصر في العهد الاخشيدي، ثم في العهد الفاطمي.
وفي تلك الفترة ولد التميمي في القدس من أسرة توارثت الطب. فجده سعيد كان طبيباً معروفاً. وهذا ما دفع الحفيد إلى أن يدرس هذه الصناعة. وقد رحل التميمي إلى مصر ليكمل دراسة الطب، حتى إذا برع فيه عاد إلى بلده فاشتهر بعلمه وحسن علاجه. وبرز في أمور الترياق ضد السموم . عاش التميمي بعد أن اشتهر مدة من الزمن في كنف أمير الرملة الحسن بن عبد الله بن طغج الاخشيدي. ثم صارت فلسطين بعد سنة 969 م للفاطميين واضطربت أمورها وأمور الشام بالفتن والحروب . وفي تلك الفترة اجتذبه البلاط الفاطمي على ما يظهر فارتحل إلى مصر، وهناك صار من أطباء الطبقة الأولى واختص بالوزير يعقوب بن كلس وزير المعز الفاطمي والعزيز بالله الفاطمي وصنف له كتابا في عدة مجلدات سماه ( البقاء بإصلاح فساد الهواء، والتحرز من ضرر الأوباء ) وكان للتميمي محاضرات ومناظرات في القاهرة مع الأطباء القادمين في صحبة المعز عند قدومه من المغرب . ألف التميمي في القدس ثم في القاهرة عددا من المؤلفات الطبية منها : الترياق الفاروق، ورسالة في الرمد ، وكتاب البقاء المذكور قبلا .
كان التميمي في القاهرة في حدود سنة 980 _ 981 ولعله توفي في تلك السنة .

يتبع

ناهد شما 20 / 05 / 2017 07 : 03 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن سهل ( _ 363 هجري ) ( _ 974 م )
من الفقهاء الزهاد. نابلسي الأصل، ولكنه كان يعيش في الرملة وقد شهد العهد الذي كانت فيه فلسطين تابعة لمصر وللإخشيد ثم لابنه وللوصي كافور الاخشيدي وفي هذا العهد انتشر الزهد بين الناس في نوع من ردة الفعل على المظالم والمآسي التي عاشتها فلسطين في تلك الفترة نتيجة للضرائب الثقيلة والإهمال وهجمات البدو المدمرة، ولتوالي غزوات القرامطة لها وتهديد الروم الذين واصلوا غزوها حتى بلغوا طبرية. وحين أنهار الحكم الاخشيدي تحت المآسي الاقتصادية في مصر احتلها الفاطميون سنة 358 هجري ولم يلبثوا أن والوا المسير إلى الشام. ولم تكن مشاعر الناس في جنوبي الشام في صف الخلافة الفاطمية لأن خصومتها للعباسيين من جهة، وما عرف عن القرامطة أتباع الفاطميين من أعمال وأقوال ومنكرات من جهة أخرى ، شوها بالدعاية السياسية سمعة الفاطميين القادمين من المغرب، وأثارا الجموع الشعبية في المدن عليهم. وكان الفقهاء بخاصة هم الذين يوقدون مشاعر الكره لهم . فلما احتل الفاطميون الرملة وفلسطين سنة 358 هجري هرب مع الهاربين منها إلى دمشق الفقيه الزاهد النابلسي بعد أن أصدر فتوى قال فيها: لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة ( الفاطميين ) و واحدا في الروم. واشتهرت الفتوى حتى سمع بها قادة الفاطميين في الشام والخليفة المعز نفسه.
وكانت دمشق في ذلك الحين قلقة المصير يتداولها القرامطة تارة والأحداث تارة أخرى وتقع في يد الفاطميين تارة ثالثة فلا تستقر على أمر . وذات يوم من سنة 363 هجري جاءها القائد الفاطمي أبو محمود بن إبراهيم بن جعفر. وكان ظالم بن موهوب العقيلي زعيم البدو العقيليين قد احتل دمشق وطرد منها القرامطة فأراد التقرب من أبي محمود خوفا وفرقا فقدم إليه بعض أعوان القرامطة في الشام، كما قدم إليه أبا بكر النابلسي الزاهد، وكان ينزل الاكواخ من أرض دمشق. ووضع أبو محمود الجميع في قفص من خشب وحملهم إلى مصر. وقال المعز للنابلسي: أأنت القائل : لو كان معي عشرة أسهم لرميت تسعة فينا وواحدا في الروم؟ قال : لا، ولكني قلت: لرميت تسعة فيكم والعاشر فيكم أيضا لأنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين وادعيتم نور الألوهية . فأمر الخليفة المعز أن يشهر يوما ويضرب بالسياط في اليوم الثاني ويخرج في اليوم الثالث فيسلخ جلده. وقد سلخ جلده وحشي تبنا وصلب .

يتبع

رشيد الميموني 14 / 06 / 2017 07 : 02 PM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
شكرا لك ناهد على إثراء معارفنا بهؤلاء الأعلام ..
مجهود مشكور .. بارك الله فيك

ناهد شما 27 / 08 / 2017 49 : 04 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي ( _ 377هجري ) ( _ 987 م )
أبو الحسين الملطي العسقلاني المحدث ، القارئ الفقيه الشافعي . ولد في ملاطية في الربع الأول من القرن الرابع الهجري ونشأ بها . وقد درس القراءة عرضا على ابن مجاهد وابن الانباري من كبار علماء بغداد . ثم تنقل يطلب الحديث والفقه في عدد من مدن الجزيرة والشام فرحل إلى طرابلس وحلب وحران وانطاكية والرقة قبل أن يعود الى ملاطية. وكانت هذه البلاد مع بلده من الثغور الإسلامية الشامية في جبهة الروم وكان شيوخها يجمعون إلى العلم الرغبة في الجهاد وصدق الورع وقد صاحبت الحركة العلمية فيها حركة الجهاد والدفاع لأن هذه المنطقة كانت في تلك الفترة مهددة بالقوى البيزنطية يدافع عنها الحمدانيون دفاع الياس الحازم . ولكنها بدأت تسقط في أيدي الروم حتى أنطاكية منذ أواسط القرن الرابع الهجري. ويبدو أن أبا الحسين غادرها في هذه الفترة المظلمة إلى عسقلان في جنوبي الشام فاستقر فيها.
كان يقرض الشعر أحيانا ويصنف في الفقه الشافعي. وقد وضع ( كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ) فهاجم فيه بعض الفرق الإسلامية التي وصفها بالزندقة، ومنها الكثير من المتصوفة.
وقد توفي في عسقلان .

يتبع

ناهد شما 27 / 08 / 2017 50 : 04 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 226258)
شكرا لك ناهد على إثراء معارفنا بهؤلاء الأعلام ..
مجهود مشكور .. بارك الله فيك

بدوري اشكر لك اهتمامك وتشجيعك أ . رشيد

ناهد شما 29 / 08 / 2017 56 : 08 PM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي ( 528 _ 607 هجري ) ( 1133 _ 1211 م )
أبو عمر المقدسي الحنبلي. واحد من كبار العلماء الحنابلة والزهاد. ولد بقرية جماعيل، كما جاء في المصادر القديمة وجماعين كما يحفظها أهل اليوم، قرب نابلس. وكانت المنطقة قد وقعت قبل ذلك بأربع وثلاثين سنة في أيدي الصليبيين الذين ابادوا سكان القدس وبعض المدن الفلسطينية بالذبح والتشريد. ولكنهم كانوا بحاجة إلى استغلال الأراضي الزراعية الواسعة فابقوا أهل القرى والدساكر على أرضهم، وقسمت اقطاعات على النمط الغربي بين النبلاء فكانوا يتقاضون من أصحاب الأرض والفلاحين الحقوق الإقطاعية اضعافا مضاعفة ويذيقونهم ألوان الضرب والاضطهاد والسجن والمذلة. وكان من نصيب جماعيل أن تكون في اقطاع باليان بن بازران أحد صغار النبلاء، وقد حكم الرملة ويبنى ( ابلين ) من سنة 549 هجري / 1154 م الى سنة 564 هجري / 1169 م .
ويبدو أن فتوة باليان جعلته شديد القسوة والأذى للمزارعين، فكانت ضرائبه أربعة أضعاف الضرائب المعتادة . وكان يعاقب بقطع الأطراف والسجن والتعذيب الشديد. فخرج الشيخ أحمد بن قدامة في السر مع بعض أهله فأوصلوه إلى دمشق ومكثوا معه ثلاثة أشهر تدبروا فيها أمر استقراره وأهله، ثم عادوا. وقد كتب الشيخ كتابا ارسله معهم إلى ابنه محمد ابي عمر يخبره فيه أنه استقر في دمشق ولن يعود وان على أهله أن يلحقوا به. وحين وصل هؤلاء إلى جماعيل اخفوا أمرهم. وبعد ليلة واحدة كانت الأسرة الواسعة قد اجتمعت من القرى المتعددة ومشت على الطريق بمعونة بعض الأدلاء . وتفادت جند الفرنجة عند نهر الشريعة ، وعبرته فوصلت إلى دمشق بعد ثمانية أيام وكان عدد هذه القافلة الهاربة قرابة 40 نفسا. وقد نزلت في مسجد بظاهر مدينة دمشق قرب الباب الشرقي يعرف بمسجد ابي صالح وتوالى بعد ذلك وصول الهاربين جماعة بعد جماعة وربما كان بعضهم يعود إلى الأرض المحتلة ليتزوج أو ليأتي بأب أو أخ ما يزال هناك. واستمر ذلك سنوات طويلة كانت جماعة جماعيل خلالها قطب الاجتذاب والتكاثر بما ينضم اليها من الأقرباء والمعارف الهاربين، ومن الزوار وطلاب العلم. ذلك أن الشيخ أحمد وابنه أبا عمر كانا من شيوخ الحنابلة وقد نزلا في مسجد ابي صالح لأنه في ظاهر البلد، ولأن المتولين على وقفه كانوا أسرة حنبلية. واشتهر أمر الجماعة المقدسية بالصلاح في دمشق، واعطاها نور الدين خطه بالبقاء والإشراف على المسجد واوقافه . ولكن كثرة عددها جعلت شيخ الجماعة يبحث عن مكان آخر للاستقرار فوجد في سفح جبل قاسيون المطل على دمشق مساحة جرداء فيها موضع مسجد عتيق ويمر في اسفلها نهر يزيد. وسرعان ما ابتنى فيها ثلاثة بيوت على شكل دير عرف بدير الحنابلة وكان يدعى في العصر المملوكي بالجامع المظفري نسبة إلى الملك المظفر الذي جدد بناءه. كما عرف بدير المقادسة ودير الصالحين . وهو جامع الحنابلة بدمشق اليوم . وتكاثرت زيارات الناس وطلاب العلم للشيخ أحمد وابنه أبي عمر، ولا سيما حين رأوا نور الدين بنفسه يزور الجماعة ويهدي اليها وتكاثرت الهدايا والهبات، وتكاثرت البيوت التي تبنى حولهم ، ولا سيما أن في المنطقة مواقع يتبرك بها الناس ( الكهف ، ومغارة الدم ، أو الأربعين ، وقبر ذي الكفل ) ولم تحل نهاية القرن السادس الهجري حتى صارت الأبنية حيا واسعا سمي الصالحية ( نسبة إلى هؤلاء المهاجرين الذين سكنوا مسجد ابي صالح ) وقد بنيت فيه مع البيوت بعض القبور الفخمة لكبار الحكام ( زوجة نور الدين، وصلاح الدين، والأمير جهاركس قائد صلاح الدين، والشيخ قيمر) وبعض المساجد وظهرت الحمامات والربط ودور القرآن والحديث والمدارس والزوايا والبيمارستانات، وصارت الصالحية خلال قرن بلدا في شمالي دمشق . لم يشهد الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي صاحب النواة الأولى من الأبنية تطور الصالحية لأنه توفي سنة 558 هجري / 1163 م . وكان نور الدين بن زنكي قد بنى له جنوبي الدير عند ضفة النهر مدرسة صغيرة ليدرس فيها . فلما تولى مشيخة الجماعة ابنه أبو عمر محمد بن أحمد وتكاثر الوافدون للسكنى وطلب العلم بنى المدرسة التي هي شيخة المدارس في الصالحية، وقد عرفت بالمدرسة العمرية. بناها لصق الأولى على النهر بعد أن غطاه، وجعل فيها مسجدا وعشر خلوات للفقراء وديوان يكن وبئر ماء وسقاية، ودرس فيها المذهب الحنبلي أكثر من خمسين سنة . وقد رافق ظهور المدرسة العمرية على جبل دمشق نهضة علمية واسعة في المدينة فأقيمت المدارس الكثيرة ودور الحديث والبيمارستانات ، أقامها الحكام والأمراء والأغنياء والعلماء على السواء .وكان بعضها مدارس اوقفها بعض الأفراد على الحديث أو الفقه أو الطب ورصدوا لها الأوقاف الدارة . ولا شك في أن المدرسة العمرية التي كانت أحد العناصر والعوامل في النهضة الفكرية تدين بسمعتها وشهرتها لمؤسسها وواقفها الذي وصفتهالمصادر بأنه حفظ القران والفقه والحديث، وسمع الكثير وكتب الكثير. وكان إماما فاضلا مقربا زاهدا عابدا قانتا لله كثير النفع طلق الوجه ذا اوراد وتهجد واجتهاد وأوقات مقسمة على الطاعة من الصلاة والصيام والذكر وتعليم العلم والفتوة والمروءة والخدمة والتواضع. وكان عديم النظر في زمانه ويسمى أبو عمر في المصادر أحيانا بقاضي الجبل. وقد ظهر أثر ميزاته في الزهد والعلم والعبادة والخلق في مدرسته العمرية وفي سمعتها العلمية ، فإذا هي تجتذب اليها طلاب العلم، لا من مدينة دمشق فحسب، بل من كل مكان فيه حنبلي، حتى أضحت بجهود أبي عمر، ثم بجهود أولاده وأولاد إخوته من بعده، أكبر مركز علمي حنبلبي في العالم الإسلامي خلال القرنين السابع والثامن الهجريين وقد توسعت المدرسة العمرية وجدد بناؤها عدة مرات،
ونظمت فيها عشرات الدروس والحلقات والاسباع في مختلف ساعات النهار، وأدخل عليها بالتدريج تدريس المذاهب الإسلامية الأخرى : الشافعية ثم الحنفية ثم المالكية، كما عرفت أجيالا كثيرة من كبار العلماء كانوا يدرسون فيها أو يدرسون. ووهبت لها خزائن الكتب. واتسعت اوقافها وخيراتها ، فكان يفرق فيها من الجرايات على الفقراء الف رغيف من الخبز يوميا، ويطبخ اللحم في رمضان كل إفطار وفي الأعياد، وتوزع الحلوى في أيام معلومة. وكان لها وقف على قمصان الطلبة وملابسهم، على غسيل الفقراء، وعلى تسخين الماء وتوزيع الغذاء والكعك والصابون والحلوى واواني الطبخ والشرب على بيوتها هذا عدا النفقات المخصصة للمدرسين والجرايات عليهم .
توفي أبو عمر واضع الأساس الأول لهذا المركز الفكري الكبير عن ثمانين سنة، ودفن في قاسيون بجنازة قدر المشيعون فيها بعشرين ألفا .


يتبع

ناهد شما 09 / 09 / 2017 39 : 02 AM

رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
 
محمد بن إدريس الشافعي ( 150 _ 204 هجري ) ( 767 _ 819 م )
أبو عبد الله، وينسب إلى جده شارع وينتهي نسبه إلى عبد مناف جد الرسول الأعظم. وهو أحد أصحاب المذاهب الأربعة في الإسلام ومن أكبر أئمة الفقه الذين انجبهم التاريخ الإسلامي. سكن أبوه إدريس، وكان قليل ذات اليد، عسقلان فولد له فيها ابنه محمد ويبدو أن الأب توفي وابنه طفل فحاولت أمه أن تعلمه وتتدبر أمر اعالته فأما التعليم فكان لدى معلم للصبيان عهدت إليه بابنها ولم تكن تملك أجرا تدفعه له . المعلم نجابة الطفل وسرعة حفظه فاستبقاه وكان يستعين به على تعليم الصبية الآخرين. ولا يعرف ما إذا كان التعليم الأولي قد تم في غزة وعسقلان أو في مكة. فثمة من يروي أن الأم الفقيرة رأت ضمانا لاعانة الطفل، أن يلحق بأهله في مكة فذهبت به اليهم وعمره سنتان . وثمة أخبار تروى على لسان الشافعي انه لحق بمكة وعمره عشر سنوات أو حولها. وعلى أي حال فقد كان يحفظ القرآن لسبع سنين. وكان الطموح الكبير لطفل قرشي في مكة في تلك الآونة أن يشد و شيئا من العلم ، فمدن الحجاز كانت لمكانتها من الإسلام قد تحولت عن عملها التقليدي في التجارة إلى العمل بالعلم : تدبر القرآن وحفظ الحديث ورواية الشعر والأدب. فجعل الفتى يتردد على المسجد الحرام يسمع الشيوخ الذين يروون الحديث . ثم بدا له أن يسجل ما يسمع وانى له ثمن القراطيس! فكان يلتقط العظام والاكتاف والخزف والدفوف وكرب النخل فيكتب عليها حتى ملأ من ذلك بعض الحباب( الجرار ) عند أمه. ونصحه بعض أقربائه الذين يعولون الا يعجل بالعلم وأن يقبل على ما ينفعه بالتكسب.
ويبدو أن الفتى رأى أن يتكسب بالتعليم فكان همه في تلك الفترة أن يكتب الشعر ويعرف اللغة ليصبح معلما. وكان يخرج إلى البوادي والأعراب من بني هذيل فيسمع ويحفظ ويستزيد من الفصاحة ويرحل برحيلهم وينزل بنزولهم . ثم اضاف الحديث والفقه إلى اهتماماته بنصيحة من بعض معارفه من غير أن ينقطع عن طلب الشعر والأدب على طريقته
رأى الشافعي أن لا جديد يأخذه في مكة من الحديث والفقه وأن المدينة لا مكة هي دار الحديث وموئله . وكان الفقهاء السبعة فيها قد اورثوا علمهم امامها المشهور مالك بن انس الاصبحي فلا حديث ولا فقه إلا بالمرحلة اليه . فعزم الشافعي على المسير إليه ومهد لذلك بحفظ كتاب الموطأ الذي جمع فيه الإمام مالك علمه في الحديث. وقد استعاره فحفظه في تسع ليال. واخذ بعض كتب التوصية إلى والي المدينة والإمام. ونال على حداثة سنه تقدير أستاذه منذ الدروس الاولى فلم يكن يقدم عليه في الحديث احدا.
كانت المدرستان الفقهيتان اللتان تتلمذ عليهما الشافعي في المدينة ثم في العراق مختلفتين كل الاختلاف في الأسلوب الفقهي ومن كل شرب حتى ارتوى. فاما مدرسة الحجاز ومالك فكانت مدرسة الحديث تتمسك به وتتشدد فيه. واما مدرسة العراق فكانت مدرسة الرأي تؤثره وتتبعه. وكان من نتيجة التقاء المدرستين في الشافعي واعجابه بهما ان خرج بمدرسة وسط بين الاثنتين تعتمد الحديث ولا تهمل الراي . وقد تبلور منهج الشافعي الفقهي في مكة. وعمره قرابة الأربعين. فأقامه على أساس الإجتهاد المطلق ضمن القواعد المحددة . وفي حلقته بالمسجد الحرام سمع الناس منه من الأصول والقواعد والكليات والفقه العميق مع الفصاحة. ومن المناظرة والجدل ما فتنهم وأثار اعظامهم وعلى هذه الحلقة تردد الإمام أحمد بن حنبل وكان بعد في مرحلة الطلب يتلقى العلم.
يبدو ان الحركة العلمية الناشطة في بغداد اجتذبت الشافعي فسافر مرة أخرى الى العراق سنة ١٩٥ هجري وربما كان ينوي الاستقرار هناك . أقام الشافعي في مكة سنتين وعندما قتل الأمين حسب أن الأمر استتب لاخيه المأمون فعاد إلى بغداد للمرة الثالثة ولكنه لم يجد فيها الا المزيد من الاضطراب والفوضى ولم تنقض بضعة أشهر حتى قرر العودة إلى مكة. ولكن هذه كانت أضيق من طموحه فتوجه إلى مصر واستقر فيها نهائيا .
وبينما كان هناك ينشر مذهبه في حيوية دافقة كان المرض يهد جسمه هدا. فجدد تأليف الرسالة واستبدل بكتاب الحجة كتاب الام في سبع مجلدات فمذهبه اول مذهب فقهي منظم يقوم على أصول محكمة وقواعد عامة.
وحين مات عن أربع وخمسين سنة كان من المكانة بحيث اعتبر أحد خمسة أو ستة من فقهاء الإسلام. وصار قبره مزارا ما يزال قائما في القاهرة الى اليوم. وكتبت على مر القرون مئات الكتب عن مناقبه الى جانب مئات المؤلفات في شرح مذهبه.
ويتسائل المرء : هل كانت أرض غزة التي ولد فيها الشافعي ولم يعد إليها ابدا تخطر له ببال ؟ والجواب أن الشافعي هو القائل:
وإني لمشتاق إلى أرض غزة
وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها
كحلت به من شدة الشوق اجفاني


الساعة الآن 04 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية