![]() |
هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
مذكرات أعجبتني (كتبتها إبنة في حب أباها) فأردت أن تشاركني الدنيا.
وفاءا لعظيم لم يمر بمثله في عمري ..وما أندر العظماء ..ترددت كثيرا أن أحيي سيرته ، فهي حية داخل كياني ، وهي تستحق أن أحييها ، وأحييها ..وبالرغم من ذلك ترددت ، ولخشيتي ، وخوفي أن أبخسها مثقال ذرة من حق ، فأكون قد أنكرت ما لا يليق ، بتقدير ، وإجلال ، لازالا في دمي يضخان في قلبي وروحي. لا أحد يعرف قدرك مثلي .. فالزهرة تعرف قدر جذورها .. والشمس بالأفق ، تعرف قدر مدارها .. والشجرة تعرف قدر الماء .. الذي رواها ، حتى اشتد ساعدها ، وانتشر ظلها ، اليوم يا حبيبي ، أعزي فيك نفسي ، وأفترش ذاكرتي أمام ناظريا ، وأستعيد ضحكي ، وبكائي ، وهدوئي ، وشقاوتي ، ويديا الصغيرتين في حضن أصابعك ، وأنسق زهور ملامحك في وجدي ، وأقبل على جبين الخيال صورتك ، وأبدا لن أنسى طابع الحسن ، الذي تركته لي ، منك في الروح ذكرى ، وحياتك لم تغادرني . رأيته من بعد القوة ، قد أخارت الشيخوخة قواه ، وبدا الكاهل في التهدل رويدا ، رويدا ، وعيناي تتابع كل يوم في حذر ، وحين هدل تماما ، علمت أنها النهاية ، وطامتي الكبرى ، ومصرعي ، وهمست فيك ، يا حبيبي هل أنت مودعي ؟ أما بقي في العمر بقية ؟ وهل تختارك الأن المنية ؟ وعلمت أنك راحل ، ما بقي في الألبوم لنا سوى لقطتان ، وتغلق الحياة في عيني كل الصور ، وقد كان .. ما نفع الحذر ، حتى النظر ، إليك ما أشبعته ، وما شبع من سوى الدموع ، وينابيع القهر ، وغاب عني في غياهب الثرى ذاك الحبيب الذي شبهه يوسف بالقمر ، وهنا سأخبر الورى عنك يا عزيز روحي ، يا فقيد قلبي المنكسر. شيمتك الصبر . رأيت والدي في أبهى حلل الصبر يتهادى ، نعم وكيف لا ؟ وقد كان والدي يوما ، أحد اؤلئك الجنود البواسل الذين تصدوا للعدوان الصهيوني ، في الملحمة البطولية بالسادس من أكتوبر من عام ١٩٧٣م ، ورأى من المهالك ما لم يرى ، وما لا تستطيع الخوافق إحتماله ، وكيف لا ؟ وتلك الأعصاب وذلك الدماء إعتصر اعتصارا ، وهو يلملم في كل لحظة أشلاء ، وأعضاء رفاق الكتيبة ، والحلم ، والطريق إلى الحرية ، واؤلئك منهم ، كم تعلم الصبر !! وكيف لا ؟ وهو الطالب ، والمعلم !! وهو اللاعب ، والمدرب !! وهو المريض ، والحكيم في آن واحد .!! كان الصيد في مرحلة أخرى من حياته ، هو سبيله إلى المران على الصبر ، علمني أن الصيد تدريب ، وتهذيب للنفس ، عندما يجلس المريء ملقيا بصنارته إلى القدر ، والنصيب ساعات طوال !! ربما تبدأ من بعد صلاة الصبح ، إلى ما بعد صلاة العصر جالسا في صمت ، وتأمل ، وانتظار لما قد يجود به البحر ، أو قد لا يجود ، أعطي القليل أم لم يعطى ، يرحل عنه متأدبا في كلتا الحالتين ، أخبرني والدي أنه ما كان ينتظر السمك ليرحل به في سلة السمك ، ليأكل منه لحما طريا ، وطعاما شهيا ، بل كان يشحن الصبر من أقراص الإنتظار الصلبة ، علمني والدي كيف يسمرني الجلد فوق بلاط الموقد بقدم من حديد . شيمتك الشهامة رأيت والدي يعود عدوه في مرضه ، ويربت على كتفه متمتما ، بكلمات تحمل معاني الدعاء له ، وطلب الشفاء ، والأجر من الله في أصدق معاني المؤاخاة ، وكأن ذلك العدو بالنسبة له ولي حميم ..ورأيت بالمقابل عدوه قد استشاط من تلك الزيارة ، واهما ذاته بأخذها على محمل التشمت ، والتشفي ..ووالدي يبتسم له ، إبتسامة حنونه تنطق بمعان سامية من التسامح ، والخير الكبير الذي كان في قلب والدي. وذلك مما أعانني في مواقف حياتي ، علمني والدي كيف أوجه وجه عملي ، نحو إرضاء الله ولو كانت النفس تلمني ..وإن كان الموقف ضد هواي ، ورغبتي.. علمني كيف أسيطر على مشاعر الدونية ، وعدم التقدير ، التي قد يصدرها بعض الناس من خلال الشك ، والمحامل الكثيرة الظنون ، أو إستصغارا ، واستهانة بالعمل الذي يقدم إليهم ، علمني كيف أبتسم وينشرح قلبي عندما تدفع الحسنة بين يدي ، بالسيئة لديهم ، وعندما يدفع الخير بقلبي بشرورهم ، فإنما أنا أعامل إلهي ، وليس البشر ، فأقدم له ، وأنتظر منه ، فإنه كريم، وعطاءه عظيم ، وأجره ليس كمثله أجر ، فذلك ما يحملني على الصبر ، والرضا .. وذلك مما رأيت عليه والدي رحمه الله .. شيمتك القناعة رأيت والدي متربعا على عرش القناعة ، والرضا كم كانت عبارته المعتادة ، يا ابنتي ( نحن الذين إذا شممنا ظهور أيادينا شبعنا ) كان تعبير غريب .. لكنه عميق يحمل بقدر عمقه من معان الرضا ، ما لم يستوعبه إلا الراضون بما قسمه الله لهم من بين عبادة ، قليلا كان أو كثيرا ، ذلك النهر الذي شق بوادي الخلق العظيم ، فترقرت منه جداولا شتى تروي نبت الفضيلة أينما تجلى ، فاشتق لي بستانا به من الزهور فصائل ، وفضائل ما به ..علمني والدي الرضا في أرقى معانيه ..و كيف يتساوى مقداره عند العطاء ، وعند المنع فتتساوى كفتي الميزان ، وهذا الجدول أيضا من ذاك النهر ، الله يحب ذلك العبد الذي لا يفرح بما أوتى ، ولا يأسى على فائت ، ويبتغي بين ذلك سبيلا ، وتلك عبادة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ..والحمد لله رب العالمين ..ورحمة وصلاة وسلاما على أشرف المرسلين معلم المعلمين ، ورحمة على من علمني . يتبع |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
شيمتك الصمت
كان والدي قليل الكلام ، طويل الصمت ، يطول صمته ، حتى يشتد جنوني ، كنت أحنق من ذلك في نفسي ، عندما كنت أستفيض في الحديث عن أمر ما ، وأنتظر منه أن يشاركني تلك الإستفاضة ، والحوار المزدحم ، ورغم ذلك يخيب ظني ، وأستمع منه إلى القليل من الكلمات التي تجزي ، وتفيد ولا أكثر ، ولا أقل لكنها لا تشفي غليلا ، ولا تشبع نهم راغيا مثلي ، بل إن نزقي ، ونزوحي عن حكمته كانا يحملاني على الرغبة في كثرة الكلام ، والإعادة ، والزيادة ، (اللماضة) كما كان يصفها والدي ، والتي ليس منها فائدة إلا إضاعة الوقت ، واستنزاف الجهد ، والخوض فيما ليس منه فائدة .. وعندما صرت كبيرا جدا ، أراني كهلا !! أعادتني الذاكرة إلى إرثي الثمين ، والنهج القويم ، الذي دفنته عمرا لا عقل له في رأسي ، وعلمت أنه من طال صمته تجلت حكمته، وقرأت في أحد الأيام كلمات لحديث شريف تعني ذلك جيدا ، أي ما تعلمت من والدي في الصبا ، الآ وهي ( إذا وجدتم الرجل يطيل الصمت فاقتربوا منه ، فإنه يلقي بالحكمة ) وليس في ذلك هزل ، أو أنها كلمات بلا معنى ، بل هي كنوز لا يعلم قيمتها إلا من أدرك لها سبيل ، إن الصمت الطويل يدعو للتأمل ، والتأمل يدعو إلى التفكير ، والتفكير هو أول نزل لإستضافة الحكمة ، بل ولإقامتها ، وقلة الكلام تدعو لكثرة الإستماع ، وأذكر مقولة والدي الحبيب ( يا ابنتي تعودي أن تسمعي أكثر مما تتكلمي ) فتعلمت أن كثير الكلام ، كثير الخطأ ، ربما ليس في حق أحد ، بل في حق ذاته ، وفي حق العقل ، والحكمة اللذان يقتضيان ، إن شاء المريء تحليا بهما ، الإلتزام ، والتؤدة ، والهدوء في جميع الأمور ، فلا يسمح لكلماته بالخروج قبل عرضها على فلاتر العقل ، وحتى التأكد من سلامة اختيارها في المواقف المختلفة ، والمناسبة لها ، فلا ندم ، ولا استرجاع لما فات ، يجدي عند البشر . شيمتك العدل رأيت والدي وقد حباه الله بقوة في بدنه وعضلاته ، وبالمقابل منحه رحمة ورأفة في قلبه ومشاعره ، كان العجب يجد في رأسي مضجعا .. فتارة أراه الثائر الجبار في مواجهة الظلم !! وتارة أخرى أراه يحبو على ركبتيه وراء طفل يداعبه ، ويلاطفه ، وينحني ليقبل يديه الصغيرتين ، وربما يظل ساجدا إقتضاءا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينتهي الصغار من اللعب فوق ظهره أثناء صلاته !!أن تجمع له المتناقضات في قلب واحد لا يملك سواه ، تلك هي المزاوجة العجيبة !! أن يراه البعض عنيفا قاسيا ، والبعض الأخر يراه رحيما حانيا ، كيف تتزن الأمور بميزان العدل في نفسه هكذا ، فيبقى الخوف ، والأمان ، ويبدي القسوة ، والحنان كل ذلك في قلب إنسان وهكذا كنت أعجب ..علمني والدي أن القوة دون رحمة ..تصنع وحشا ، وليس إنسانا ، ونحن لا نعيش في الغابة . يتبع |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
شيمتك التسامح
فليس أكثر من يطعنك أحدهم ، من ذوات الأرحام ، بسكين حقيقية !! وتظل بين الحياة ، والموت ، في رحلة عذاب بالمشفى ، وعندما تتعافى ، وتستعيدك الحياة ، تسامح من كاد بك ليقتلك ، لمجرد مجلس يعقده كبراء القبيلة ، ويجمعا الخصمين للتصالح !! كل هذه البساطة !! أن تتغاضى عن مكر أحاط بك السوء ، وكاد أن يذهب بحياتك في لحظات ، ليصبح الكائد ولي حميم !! علمني والدي أنه ، يستطيع قلب الإنسان ، أن يسع تسامحه أشد الأذى ، وحتى أقبح تصرفات البشر ، منذ ذلك اليوم إلى أن فارق والدي الحياة لم أجده لهؤلاء ، إلا محسنا .. وقياسا بهذا كان سمته بين الناس فرحمة الله عليه. شيمتك النبل لم أكن أعرف ، إلى تلك اللحظات العصيبة التي كنت أودع فيها والدي ، وأستقبل فيه العزاء من محبيه القريبين ، ومن فروع قبيلته البعيدين جدا ، الذين لم أعرفهم طيلة حياته ، أو حتى أسمع عنهم ، المعنى الحقيقي المتجسد في كلمة (نبيل) . تضافرت ظروف حياتنا قبل أكثر من خمس وعشرون عاما ، بخمس وعشرون عاما أخرين ، أن تصنع أناسا أكثر نبلا وشرفا ، ممن هم يسيرون فوق آثار أطلالهم ، ويسكنون ديارهم ، ويملكون تركاتهم اليوم ، ولم يبلغ مسيرهم أشبارا معدودة من الأخلاق ، في رحلة أميال هؤلاء ، أللهم إلا ثلة منثورة في الورى ، لا يعلم مستقرها ، ومستودعها إلا الله ، لكنني عثرت على أحدهم ، ولكن بكل أسف في اللحظات الأولى عقب رحيله ، نعم لم يخطر ببالي أن والدي من هؤلاء ، الذين كانت تروي جدتي أساطيرهم ، وإن صح القول ، هم اؤلئك الذين بكت عليهم السموات ، والأرض ، أذكر أنني عقب انتهائي من نوبة بكاء حارة ، كانت تراودني من حين إلى أخر في ذلك اليوم ، لقد كنت أذهب ، وأؤوب في حرملك نسائي مكدس ، وإذا بإمرأة تمسك يدي ، وتبادرني بسؤال : هل أنت إبنته قلت نعم ، قالت : من أنت فيهم ، قلت : الكبرى ، قالت أنت الأكثر شبها به ، طأطأت رأسي حزنا في صمت ودموع ، قالت نصا : إن والدك كان كافلا للأرامل ، واليتامى ، وأشارت بيدها إلى امرأة شابة لتقترب منا ، لكي تعرفني بها ، وأخبرتني هي الأخرى أن والدي هو من تكفل بتجهيزها كاملا للزواج هي ، وأختها ، لم يدهشني ذلك ، بل أعرف كرم والدي ، ولكن الذي أدهشني حقا !! وجعل رأسي يدور ، هو أنهما ابنتا ألد خصيم له !! كان شديد البخل على زوجته ، وأولاده ، كنت ولأول مرة في حياتي أسمع منهما ، ما لم يخبرنا به والدي قط ، وحين انفض الجمع الغفير ، وانفردت بأمي سألتها عما سمعت ، وكانت الدهشة الكبرى !! أنها هي الأخرى للمرة الأولى يمر عليها الخبر !! إلى هذه الدرجة كنت نبيلا !! كم كان يسوءني أن رحلت عني ، دون أن أستفيض في تقبيل قدميك ، ويديك المباركتين ، فخرا لي أن كان والدي نبيلا ، وما أندر النبلاء . يتبع |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
مما استيقظ ، فوق وسائد الذاكرة ،
ليلة السفر الأخيرة أذكر جوارك ، دوامة اغتراب عن ذاتي ، إبتلعتني أغرقتني بين الوعي ، واللاوعي بين الإقدام ، والإحجام ، أأبقى بجوار طفولتي ؟؟ أم أرحل عنها ؟؟ وإلى جانبك الحوض تتوضأ ، وتخاطبني ، بلهجة المحزون ، ونبراتك تتلبدها غيوم البكاء ، وحروفك تخرج موافقة لرعشة صوتك ، وهي تقاوم الدموع : -(يابنتي ربما لا تتقابل الوجوه مرة أخرى ، فانصتي لي جيدا ، واحفظي عني هذه الكلمات ) ..، حاضرا يا أبتي .. وبلهجتنا العامية قال مرتعش الصوت يكتم أحزانه : ( متسمعيش للناس اللي بيقولوا ، البلد اللي محدش يعرفك فيها ، أعمل اللي على كيفك فيها ..لا أحنا بنقول البلد اللي محدش يعرفك فيها إحسن أدبك فيها..، والبعد عن الناس في زماننا غنيمة .. حافظي على نفسك ، وأولادك وأطيعي زوجك إلا أن يأمرك بإثم .. كوني له أمة يكن لك عبدا .. لقد أطعمتكم حلالا فلا تقبلي إلاه .. ولو عرضت عليك الدنيا ، وما فيها ..فما عند الله خير وأبقى .. واكبري .. كانت نبراته ، ملبدة بالغيوم ، غير أن المطر كان من نصيب سجادة الغرفة ، والفراش ووسادتي البيضاء ..فما لبثت أن أنهى حديثه ، وذهب يصلي .. إلا وسارع الدمع ، يتطاير في الهواء يمنة ، ويسرة !! وأنا أتظاهر بالإنشغال ، حتى لا يشعر بي أحد ..، يتردى فؤادي .. والحب سحائب في أقصى عنان وانتحار الورد محتوم .. .. لو يفارق الماء الجنان مغلولة بأشواكي رحيلا .. مغصوبة العود والبنان ليت ماكانت الوردة ، أغرقني الحزن الطوفان ليتها حلم في جفن لوحة ، أو هاجس بخيال فنان ليت ما كبرت الوردة .. ما تاقت الوردة ما صعدت الوردة ، فوق أكتاف البنفسج ، وما هوت من شرفات الزمان كل ما قاله في ميزان..، و(ربما لا تتقابل الوجوه ) في ميزان أخر لتطيش كفة الحزن والوداع ، والخوف ، والمجهول . لتودع أيامي ، ولتنعي أحزاني في ذاك الحضن طفولتي .. يبدو أنني كبرت للدرجة التي تجرأت الحياة أن تحيك ثوبا من الغربة ، لتلبسني إياه ، وتزفني إلى رحيل طويل ، تشيب به الروح وحشة ، وتصنع مني الغريب .. يا أبت حرصت أن ألزم وصاياك ، إلا قليل .. أحسنت ، وحافظت ، وأطعت ، وعزفت ، لكن الطفلة حتى بعد اليتم أبت أن تكبر !! . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
مثلك أنا اليوم يا حبيبي ، بارا كنت..وأذكرك .شريكتك اليوم أضحت تشبه كثيرا جدتي ، وأمسيت أنا أشبهك كثيرا ..أتلبس بك لكأنني أنت ، حتى تمنيت أن أراني في المرايا أنت ، ولست أنا !! اليوم في بحر الحياة ، قد إعتلتني موجة من التعب ، والإنهاك ، والتفت حول رأسي عصافير الذكريات .. تنقر واحدة تلو الأخرى .. وتمد أجنحتها بلوحات قديمة ، وصور .. ولازال العرض مستمرا !! ترى لمن هذه الصورة ؟ إنها الفريدة ، الرشيدة حبيبتك ، وحبيبتي !! نعم هي والدتك ، وجدتي .. وإلى الجوار أنت تمشط الحرير النائم من شعرها .. والعطر في يديك .. تعطر كفها ، وحدود وجهها وتقبل جبينها .. وتسأل عن رأيها ،، هل أعجبك ؟؟ وتدعو لك بدعائها المفضل (..) هكذا كنت أتابعك ، لأسجل شريط حياتي القادمة .. وأنا أقسم سرا لا أحد يضاهيك في الحنان ، والبر بأمك .. وأخفت حديثي لنفسي .. سأفعل بأمي مثلما تفعل ، وأكثر .. أتعلم ..اليوم كبرت ، وكبرت كثيرا هلا تخيلت الأن ؟!.. اليوم شعرت بأنفاس العمر تتهدج .. وأصنع مني عكازا تتوكأه شريكتك .. يختلجني الخوف في صمت ، ورجفة تهتز لها روحي .. خائفة أنا مما يخلف الحاضر عند رحيله .. وأريد أن أرحل إليك ، فارا من عجلة الأيام ، وفجأة القدر ، وطاحونة الأحزان أراها تهتز ببطء تتأهب للعدو بقسوة ،
أماه لا تتركي من بدونك ، ليس سوى وجه زائف للحياة .. ليس سوى ميت ، وبالمريا يتحرك في جسد تلك الفتاة .. أماه لا تتركيني عيون تغط بحزن طويل وزفرة بألف آآآه .. لا تفطمي وليدك على جوع .. وتطعمي فؤاد اليتيم بحرقاه .. لا ترحلي فتزهقي أمل الوليد .. وتوقدي مشاعل اليأس بدنياه .. بين السطور أكتب رسالتي عسى أن تصلك يا أبتاه . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
هل آتاك اليوم حبيبي ؟
يا تؤام الحب ، تقطعت نياط القلب ، اليوم غامت السماء ، وما وطئت قدماي حزن أرض فاقدة ، كذاك الذي أغرقت فيه ، بكت السماء ، وذاك الأنين تأثرا لنحيبها ، والأرض للآن تبكي وداعا ، لعائد قد نام في أحشائها ، راودتني الأحاديث ، والذكريات تجيشت ، واصطفت كل الصور أمام عيني التي.. لم تحتمل قصص الفراق ، فأدمعت ، رحل الحبيب اليوم ، وما خيره الرحيل .. وبقي الحنان الذي في ذاته ، لقاء مستحيل ، وتلمني روحي كيف كنت اليوم أصمت في ذهول .. دون أن أبكي أو أنتحب أو من حياتي أستقيل .. وأنت الحبيب الذي آتاك الحبيب .. ناديتكما في وحشة .. وصرخت فما من همس ،ولا مقيل . فهل لي بكما من رجعة .. أم لي إليكما سبيل ؟ |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
قلت لا كرب على أبيكي بعد اليوم !!وتناسيت أن الكرب تمدد ، واستراح في قلبي !! وأي كرب يقصده الموتى !؟ الذين هرولت بهم حقائب الموت إلى مرافئ الرحيل ، وكل أحبتي موتى ، يموتون بعد أن يبلغ الحب رشده ، بعد أن يبلغ الود أربعين سنة ، بعد أن أوزعت روحي بالطمأنينة ، والبقاء ، لكنهما قد عادا يمضيان يتيمان في مدائن الحزن والذكرى ، وما الذي يمكنني اللحظة أن أفعل ؟ أو أن أقول ؟ وكيف أفسر لك ؟ ويد الضمير مغلولة ، وقافلة الكرب قد حطت رحالها ، واستعمرت ما بين العين ، والفؤاد ، بون شاسع من الألم ، استحوذ على بقاياي ، فمن بالله حمل الكرب من قبل ، ومن بعد !؟ بل قلي أنت متى ينشق الكرب عني في سبيل غيابك البعيد ، ومن بذاك الحب أهدي ، ومن بذاك الود أغمر ، وكل الأباء المرهونين على ذمة الرحيل ، ليس أنت ، وليس بينهم بك شبيه ، فمن بالله أخبرني حمل الكرب براحتيه جمرا ؟؟ ومن بالله أخبرني صار بعدك فوق أشواك الغياب عمرا !؟
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
( بسمة الملكوت )
جئت لأعلم بتلك الروح ، أنت لا زلت حيا ، جئت تهدأ روع جنوني ، ما أشقى الناس حين لا يجدون دموعا تنعي محبيهم ، ولا يجدون جسورا ، تمنحهم ساعة لقاء متفردة ، وما أسعدني اليوم بحلولك بين أجفاني ، وخير الورى يسألني فأشهد ، ما أعظم أن نبني جسرا بين الضوء ، وبين النور ، تتناول الأقدام طريقا تشرق فيه محيانا ، أفلت كل الصور وأظلمت الأقمار الكاذبة ، إلا قمرا ليس كسائر الأقمار ، ما أروع أن تبسط تحت الأقدام سماءا ، تتلاشى الأرض ، والدنيا ..لا النجوم تشبهها نجوم ، ولا السماء مثل السماء ..ليس حلم ، وفوق الحقيقة ، أن يرى ما لا يرى !!، أن تكون بين الحقيقة ، والحقيقة واقفا ، بين الموت ، والحياة سعادة قاسية ، لكنك جئت لأذهب حيث ذهبت ، لأراك حيث المقام المكرم ، فأخلع قسوة أصابتها سعادتك ، وألقي فوق كومات الحزن قبورا ، بنتها الروح لتدفن بلحودها لقاءات عزت ، وضحكات سكنت ، لنعود هناك ، نلتقي في بسمة الملكوت . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
أخبرتني بموعد رحيلك كأنه ألقي في روعك ..وأعددت حقائب وصلك بالبعيد ،وإنقطاعك عني ، ورتبت ساعاتك المتنازلة حتى ساعة الصفر ، المعلقة بين عيني دموعا ، وألقيت الوصايا وأسهبت في عدالة التوزيع ، حتى أنا لم تترك لي مساحات غامضة ، أتردد فيها بين الشك ، واليقين بأنك أخبرت بذلك اليوم ، وجلست ترتقب ، ولم تخبرني ما الذي يمكنني في غيابك أن أفعله تلقاء ذاتي .. ما الذي أكذب به عليها ، أو أعتذر لها به عن مفاجأة رحيلك .. وعن طول غيابك ، الذي ستمضي في سبيله مكلومة ، مكبوتة مقتظة بك ، محبوس صوتي حدادا لإنقطاع صوتك ، من هلامية ذلك الفضاء الماكث في احتوائي ..وأنظر حولى فلا أكاد أرى سوى قبورا ناطقة باسم الحياة ، تغط في محاولات فاشلة لتصدق أنها فيما يدعى (حياة ) ، وقلم تعس يرجو السلوان ، في قلب ورقة بئيسة ستهترئ ذات يوم ، وكأنها لم تكن ، يظل بتعاسة نداءك يتقلب ، وذاكرة شابة ترتدي شفاف الثياب ، في شتى الإتجاهات تقفز ، تركض هنا ، وهناك تتلاعب برمال الحكايا ، تبني هاهنا ماض قريب ، وتهدم هناك ماض بعيد ، وتعيد بناءه ، تحطم لتبني ، وتبني لتحطم ، شابة تنزع إلى نزقها ، وحمق صباها ، ولا تعي ، بأي القلوب زرعها القدر ، وخلف السطور تجاعيد الذكريات كالجدة الرؤم تطل برأسها ترجف أجفانها تأسفا ، ولم تخبرني من أين آتي بالصبر ، ولم تنصب له أسواقا ، ولم نعرف بأي أرض نزرعه ، والأرض لازالت معي من فرط الفراق تبكي.
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
أتابعك بصمت حنين وحزن لفقدان أغلى إنسان في الوجود وهذا الإحساس لا يعرفه إلا من ذاق طعمه ............
أجمل مقولة : فإن ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما أذاها {{{{ محمد صلى الله عليه وسلم }}}}}}} أجدت فأبدعت دمت بخير |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
اقتباس:
ما أعظم تلك القلوب ! وما أعظم قلبك الحاني ، دعيني أصدقك قولا ، ولكنه جد مرير ..هنا ظلا لأحزاني ، لا جسد !!، النار في كبد الفؤاد تستعر ، أواصل المسير ، أجفف الألم من جبين لوعتي ، يتواري جرحي في صمت ، وظل الحزن هاهنا يتبعني ، دمت أختي العزيزة بخير ، وأبعد الله عنك الحزن (بفتح الحاء والزاي) ويسر لك دروب السعادة والفرح ما دامت الحياة لك. محبتي ، والياسمين. |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
تأرقت بليل ، وبين النائم ، واليقظان كان قلبي .. راقدا ؟! أو ربما جالسا ؟! ، أو ربما في منطقة وسطى ! أبعد من هناك ، وليس أقرب من هنا !! تجلى إلى ناظريا عالم بالأفق !! وفي انتباهة حالمة لمحت ذاتي تتفتق عن ذاتي ، ليطل وجهك الحبيب من روحي على روحي ، وأتابع بناظري روحينا وكأنني ، وذاتي ، وذاتك ثالوث ليس يتوحد !! ثالوث حقيقي ينظر أحده إلى ثنائيه !!
تمتد يدك الأثيرة ، فتأخذ بيدي الأثيرة ، ونمضي إلى الأفق ، نتسلق أوعر السحابات بأيسر ما تقطر الماء من في السقاء ، وأخف ما تبخر من آنية تأز من حر غليانها ، في رحلة الصعود ، كنت أتلمس ذاتي من وراء الحلم ، وأتلمسك ، لأصدق أن الحقيقة لحظة فاصلة ، وساعة صفر ، أجاد لعبتها الزمان بأصفار لا متناهية نقشت على أطراف القدر ، لأصدق أن الحلم الواقع في شرك التعقيد ، لا شيء ، من الحقيقة متناهية اليسر ، ولكن في عيون مبصرة ، وقلت دعني أترك ذاك الأعمى في وجهي ، ولتتفتق ذاتي أكثر عن ذاتي ، وليشق النور طريقا ، يعرف بالسابق مسارات الروح كيف تفتح ، وأشرت إلى المفتاح كم كان كبيرا ، مثل الجبل ، ولكنني كنت قادرة على حمله لم ينوء بي لمحة ، كالهلام كانت بوابات عملاقة ، أسوار متعاظمة ، مشيدة لكأنها أحجار مكعبة من بخار !! وزهور تروح ، وتغدو !! تتحدث الفصحى ، وبلا أفواه تبتسم !!، وخلف أنفاسي يتأرجح العبير ، لست أدري كيف تفتحت بوابات الهلام ؟! وكيف تلاشت أسوار البخار ؟! وكيف ولجت القصر السماوي !؟ وكيف جلست على الكرسي اللامرئي أمامك أضحك ؟!! |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
حدثتك مرات ، ومرات عديدة ، عن ذلك الرجل الذي أحبه ، وأطلقت صدقي في عنانك ، لأنني أعلم أنك سماء صافية ، شفوقة ، حانية البنان ، على أطرافها تتناثر أمنياتي ، تلملم أصابعي عقب الصمت ، وتسطع بنجوم الصبر تسليني ، كم كنت أفرد تلقائك ، جميع الصفات ، التي لم أتردد لمحة في الإفصاح عنها إليك ، ألم تعلم !؟ ألم أقل لك !؟ ألم تذكرك شدة التشابه بينكما بشئ !؟ قد ضربت عنه صفحا بعيدا ، لشدة حيائي أن أعترف أنه أنت ذلك كذلك ، بل أنت ذلك العزيز المتوج فوق عروش الكرامات تتربع ، وفوق عرش ذلك القلب الحزين ، المثخن بلوعة فراقك ، التي لم تجد سوى ذلك الركن المفتت لتتكأ فيه ، دائما كان أمري مرجوعا إلي ، كصدى الكلمات حين ترتد بلا فائدة ، فلا جواز لصمتنا الخروج عما ألف ، ولا يجوز في دستور قيمنا أن نتكلم ، كل ما هنالك من مسموح ، كان زاحفا ، حذرا ، دابا على بطنة ، يتحرك في حدود صرخة بكماء ، يتقطر عرقها من بين أهداب مطبقة ، ونرى الأيام تعدو .. لكم كنت ألمحك من طرف خفي ، وأسمع في صمتك كل الكلام ، وأقرأ ما لم تكتبه عيناك ، كانت خشيتك تحيط براءتي علما ، بكل ما كنت تخاف لأجلي ، وتحذر .. كنت أتحسس رفضك من قسمات وجهك ، وأركض في عينيك ، ألملم زهور محبتك ، وأضع بين يديك صمتي ، وضعفي ، وعنق أحلامي خاضعا لتآويلك .. والآن وقد مضيت بعيدا بعيدا ، كيف تضرب جسرا باعتراض طريقي !؟ وأراك في كل شيء عدا قامتك ، أرى ابتسامتك دون شفتيك ، وأسمع صوتك دون صوتك ، وأباشر تحركاتك هنا وهناك ، وأنت في سكونك تتمدد مطمئنا ، لكأنك مطبوعا في مقلتي ، أو أنك لم تترك منك سوى ظلك تعكسه الأشياء !!
كيف أهدهد ريحا تموج موجا ثائرا بأنحائي ؟تحمل العمر القديم ، فيركن إلى مرافئي شراع ماضينا ويرسو ، لكم كنت تغزل أصابع الحنان لي مهدا آمانا ، ولطالما أحرقت ابتسامتك بالصدر سهدا ، والآن تعبر في لحظ شرودي ، كالطيف يجول في تعاريج عمري وأزقة أحلامي ، يقص مصيرا صار بلا أنت ، يا لقسوة البرد في غربتي دونك ، وقد كنت المعطف الدافيء ، قبل صقيع الرحيل ، كما الشمس كنت ، في الشتاء حين ترحل . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
يا لقسوة البرد في غربتي دونك ، وقد كنت المعطف الدافيء ، قبل صقيع الرحيل ، كما الشمس كنت ، في الشتاء حين ترحل .
ماذا اقتبس أو اقتبس أو انتقي أو اختار من عذوبة هذا الحزن والمشاعر بين سطور كلماتك اتكئ هنا بعض الوقت واتألم لهذا الحزن القابع والذي يشبهني ويشبه معاناتي لقد عشت بين سطورك وتألمت لألام كلماتك فهل يكوي قلوبنا إلا فراق من نحب وهل ينزف أقلامنا بوح قلوبنا دمت مبدعة حبيبتي |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
اقتباس:
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
منغمس صداهم في صداك
وأذني لا تسمع سواك كم من ليال فوق قبرك بت أبكي ويقبل الدمع ثراك كم من دني بالعز طوته أرضك وأنت سام في محض علاك بقي العالم دونك اليوم ، مشرعا فراغه ، بقيت الوجوه باهتة ، كأن لم تكن لها بالأمس بارقة !، الكون لا زال على حراكه عاكفا ، والسكون العاصف في قلبي واقفا ! واغتالت الأيام صوتي ، وحروفا لم تنتبه لطعنة المغتال ، أقلامي ، ما لها أقلامي واجفة !؟ ترتعش على صفحات العمر ، لم تجمع من حكاياتي بعض كليمات..، ولي أوراق تلك الحياة بدت زائفة ، نبذتها ونسيتها إلا ورقة لا نطيل بها النظر ، لهم منها كم يحلو الهروب !!، والجثوم فوق أنفاس الحقيقة عادة لا يفترون عنها ، منذ حرك الوهم في رؤسهم أزياله !، طاعنة بعدك ، بقيت في الوجد آمالي ، كهلة ! شابت أحلامي ، كنت أنت الأمان الأخير ، والحلم الأخير في ريعانه ، وبقيت لا أرى الورى سوى أفواه كاذبة !! يتحطم على ألسنتها الصدق !!، إلا طيفك أيها الصديق الغائب عن عيني ، القابع في روحي ، ألم تعد ؟؟ لنشاهد معا لعبة الكاذبين ، ونضحك من وجوههم المهترئة وتواريهم من أعيننا خلف جدران الزجاج يحسبون أنها ستائرهم !؟ ألم تعد لتخرس الأصوات دونك ، ألم أأتي إليك ؟ ما أصاب الأيام بالهوينا !؟ وأمني الروح أن غدا ، يحتل الأماكن صمتي الصريح ، وذكرى يودعها الزمان ، |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
ذكرتك اليوم وبكيت , كأنك للتو راحلا عني , هدهدوني أخوتي , الإرث الباقي , والطيب الأخير من عطرك , وربتوا على كتفي , ثم أبكاهم بكائي , ناديتك في نفسي , استوحشت دونك حياتي , واستبطأت خطواتي خلف ما كان يخالجني من أمل , خلف ما استحوذ يوما على رغباتي , مطامحي , وما كنت أصبو إليه , خلف كل شيء يقودني لصخب الدنيا , ومرحها .. بدونك ,, من كل الأشياء بت ممتلئة متخمة الروح , والجوف شابعة , مشبعة , مترعة بفقدانك , دونك لا شيء يغريني أن أتشبث به , لئن لم تصاحبني الطريق , فما معنى الخطوات , وما معنى المسافات , وما معنى الإقامات في المدائن , والسفر , وما معنى الحياة إذن , لا شيء !! قد استحالت الناس في عين رأسي إلى حجارة تحركها الغرائز الرفيعة منها , والدنيئة !! دعك مني , من تخاريف رؤياي , وعقلي المشدوه بغربته دونك , هل كنت اليوم تسمعني , لكم تمنيت أن يستعين الكون الأبكم بصوتي , ليخبرك كم بلغت وحشتي لك , كم بلغ اشتعال اليأس المظلم بأحشاء قلبي , أن ألقاك هنا مرة أخرى , ورغم علمي وإيماني أننا هنا أبدا لن نلتقي , إلا أنني بلا قصد , أجدني أسقط دائما من فوهة هذيان في كأس اشتياق حارة , وعزائي الأبدي لذاتي هو ديدني الحارق , وتخفى الموت بزي الحياة كما السارق , كشوك الزهر تخفى خلف أريج عابق ,
ما عدت أصدق نعومة الزهر لشدة جرحي , وما عدت أصدق تلك الحياة , كما قال عنها الجار البسيط ( تكشفت حقيقة أكبر الكذبات ) |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
أطمئن عليك من روحي الهائمة حول ديارك البرزخية القريبة جدا ، والبعيدة أبدا ، أستمد السكينة والسلام من رؤياك خلف روحي ، أستمد الأمل ، كلما حلق اليأس وغيم فوق سماء فؤادي ، كلما استطاب مطر اليتم رواءا لشجيرات عجفت ، منذ امتد الظل البارد حقل جروحي ، منذ امتد الليل القاتم حتى صباحي ، قبعت روح تنزف شوقا داخل روحي ، منذ امتدت خلف الروح موائد صبر يأكل منها فاه العمر ، وتأكل منها ليال جما ، أ سيأتي بالصبر اليوم ، تستمرأ غصص مريرات ؟؟!! ، وبيده كأس مترعة يتجرع فيها الٱنات ، أ ستأتي تلك الخرفات ؟؟!! ،، والصمت يا للصمت ، يا للصمت ، جاحدة أحضان الصمت ، تتخفى فيها الصيحات ، صوت خلف الصمت تلوى ، تتجلجل فيه الصرخات ، لا يسمعه أحب أقرب لا تؤنسه سوى الخلوات ،من دونك عمري يا أبت بأكفي حفنة ويلات ، أبتي من دونك لو تنظر ، خلف كياني حدائق سود ، تلهو فيها بنان زماني ، تعبث تقطع زهر أماني ، تتمدد سرا بكياني ، منذ الزمن الماضي توهم عمري الآتي ، لحتما آت ، تعزف ألحان حزينة ، فيها تنعي وردا مات ، تفرد بعزائي أجنحة صقيع ، تمسي أجوائي باردة ترتعش فيها النبضات ، أبتي من دونك لو تنظر بعيوني !! آه لو تنظر بعيوني !! تتمايل أحلامي تمشي ، تبتعد لبضعة خطوات ، ما أبعدها دوما عني ، لو تنظر عيناك ستضحك ، من قلة تلك الخطوات ، فالقدم المبتور يا أبت من قرب ، له الخطوة ، تتبدى أعتى المسافات ، وأنت الساق والقدم ، وليست لي من قدم هنا دونك ، و ليست لي هنا خطوات ، سوى خطوة بها أقطع لك المسافات ، وحقل الروح يا أبت ، فلن أخفيك يا أبت امتلأ جروح ، والظل البارد يا أبت امتد لحدود الروح ، وتلك المذكورة يا أبت أمضت من دونك حقبا حقبا ، ليس دقائق ليس ساعات ، ولم تطرح سوى ألم ..،
وبنومتي المصغرة ألفيت فسحة ، ومتسع للقاء ، للوفاء ، لاشتعال روحي أملا بقرب أكيد ، بضمة أحضن فيك الأرض بما ضاقت وما رحبت ، بما صدقت ، وما خدعت ، وما أخذت ، وما أعطت ، بقربك صفو أنفاسا ، حرمت نقائها أمدا ، وهناك لك قلت ضاقت علي أنفاسي ، وانطبقت رئتي فوق صدر الحياة ، ومازلت أستعير أنفاسا إصتناعية ، تعينني على المسير ، على المصير ، على رحلتي حتى ألقاك . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
غدا آتيك من وعد قطعته لنا الأقدار , غدا تنام الشمس في عيني كما نامت بصبح رحيلك , فما عادت كما كانت تراني بوجهك الأنظار , وما عادت يديك تخط للأيام قصائدا , وما من أحد يفسر لي رؤى الأحلام , وما امتدت إلي يديك إن عثرت بيا الأقدام ,وما غطتني من برد كما كانت بعمق الليل حين أنام , باتت نوافذ غرفتي مهملة فلا تغلق بوجه الريح , وكف البرد تحسو الحزن تنثره حروفا توجع الأقلام ,فتشخص كل أوراقي ويرقص دمع أحداقي , وأكتب فيك أشياءا وأقرؤها , فلا عنها يعبر شوق , ولا يقدر لها حرمان , فلولا الدنيا أكذوبة ونحن بقيعة النسيان ,, لنال القدر محاكمتي وكنت لحكمه سجان , لكني رفعت أحزاني وشكوايا إلى الرحمن , وفاض الأمر للآمر فلست أنا سوى عبد ,يقال له أيا إنسان , ولكني بي ا وعد كمجرى الدم في الشريان , بأن آتيك من وعدي مقبلة وراضية من زمني إلى زمنك بلا أسفار , وتلك المرة لن أعد حقائبي , وكفى به دفء الأكفان .
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
تشتبك روحي بأنامل حرف أو كلمات أحدثك ، أتذكر الأيام الخوالي ، وبيننا على الدوام موعدا ، وساعات إقتحام ، وإلتئام بين دموع ، وإبتسام ، تستحي منا عيون الشعر وجبينه المزدان بعرق الحب ، والزفرات تلهج حولنا حنينا ، تستحي منا السنين ، ونمد أيادينا آملين ! وللأرض عطاءات كاذبة !! كما الزهر كاذبا !! كما العطر كاذبا !! كما العمر كاذبا ! كأنما غمرات حلم مرتحل دابته الريح أو البراق ، أو من يسبقهما مما لا أعلم عنه ، أو مما لا أعرفه ، وغروب يستشرق، وشروق يستغرب ، وأنا تلك الروح الماثلة في كياني، في سري ، وفي ذاتي ، أنا كون يا أبت تجر مجراته أقدام ، أنا غربة ، بها وطن من الذكرى ، أنا وطن ، بكل زواياه أحزان ، وأنت هناك بعيدا حيث لا ألقاك ، وإني رغم ذاك البعد يا أملي ، حبيبي أراك فمن أين أأتي بقلب قاس يا حياك !!؟؟ومن أين ؟ وكيف يكون ؟؟ بين ضلوعي لا يبكي ! لا يذكر !ولا يفعل في تلك الدار يا قلبي سوى النسيان ، وهل ينساك ، وأين أراك في درب سوى حلمي ، ومتى للعين ستجف من الدمع ، وهل سيحين أن تربت على كتف ، قد ناء وناء من وجع به ألمي ، وفاه الليل حدثني ! ونطق الصبح من كلماتي بالكلم ! أيا حياك من أبت ، جميع الماض منصرم ولست بماض ، فأنت الجاري بالشريان كالدم
أفضت وفاض من صبر فأغرقني ، وقفت ، جلست منتظر ، لعله سارق الأيام يسرقني . فيا حياك لا تحزن من البعد كما أحزن ، لواء الشوق مرفوعا بأرض الذكرى لا يركن وأرض الحب بالقلب فلم تحص ، ولن تحص لها علما |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
أبتي ، صباحك أجمل مني ، أجمل من ندى كالقطر فوق الورود ، أجمل من عطر كعنبر وعود ، أجمل من عيني الحب إذ يعتريها الشوق بضياء الشرود ، أجمل من دهشة الأيام عند نافذة الوجود ، وأجمل من راحتي حين تخشع مني الجوانح ، وتسجد مني الجوارح لربها المعبود ، بت ملتفة بعباءة راحتي ، فوق قبوك المبارك ، أهديك دعائي ، رجائي ، وتوبتي .. ومعذرة .. فما وراء الأيام يا أبت لجج ! قد لا ندركها إلا حين تدركنا ، وتغرقنا ، ونمد يد استغاثتنا ،أيها الموج اتئد ، أشفق على من بالجهالة أهدى الفؤاد لمن يئد ، ويلمني اللوم حين تتعدى أقدامي الحدود وأبتعد ، تسألني أنفاسي المتعبة ألم نكف عن الثواء ؟! ألم نعد ؟! وأجيب هناك حب إذا مت فلن يمت ! هناك وعد لذاك الحب والوفاء دين من يعد ! أذوب ولا يذوب عهدي ، يغالني العمر ولست أنقض ، يا من سواك لم أجد . يا من تفرد بحنيني ، والأنين ، فمن سواك أحق بصلاح الولد !؟ في صدقه إليك وخالص بره في الشكر إذا حمد .
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
( هان الردى )
كمغيب الشمس بالآفاق غاب الكرام بطيات الترابا قمر بكت انطفاءته السماء وانصب دمع النجم انصبابا جنازة السحاب كزفاف العروس رحيل مزين بحلو الثيابا تفيض الأرض كبدا وكمدا تميل الأرض برثائها الأقطابا كلما انطوت فيك الحياة بأسرها هلكت بنا سلفا لفقدك الألبابا لكم أدركتني أوصاب الشفق وشر مصاب المحبين الغيابا حسبك أن غمدت برحمة وغمدتني هنا الغموم الكآبا ومشيت مكره بدروب النوى أواري لوعة في سترة الجلبابا عدت ورياح الصبر لوافح يبطرني الحرور ذرعا واكتئابا أشيد الإنتظار صرحا لعلي إليك أبلغ الأسبابا آه لو أني قضيت قبلك لما أورثت نياحه العذابا أما كانت السكنى عيوني فما غرك أن تستحب الترابا رحب كان بظلك مجلسي فأمست بدونك تضيق الرحابا خطب دنا منه المنون وما حسبت القوس قابا خطب له هلك الفؤاد فهان الردى والموت استطابا |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
أدمى الحرف خنجر القدر فسال إبداعا يثير الدهشة أ. عزة شكرا لك على الإمتاع محبتي |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
بل الشكر لك حبيبتي أن طيب شذا مرورك وريقات بسيطة من بعض أسفارك..
لك محبتي وتقديري. |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
واهمة ،
دامت حبيبتك من فرط الجراح تعتاد !! ومر هذا اليوم ! ليس كسائر نظائره في العمر القديم !! لم أرك ، لم تقبلني ، لم أسمع ضحكاتك ، ولم تلهو طفولتي وتشاغب ، كما كانت بالأمس تلهو !! بينك وبين أسباب المرح في عينيك .. والإنطلاق .. اليوم كانت مساومتي الكبرى ! أن أدع النوم بلا أرقي ، وأن يكشف الحلم لرؤياي محياك ، أو صوتك ، أو صمتك ، أو صورتك ، حينما كنت في السابق ألقاك ، لكن سقطت في بئر الصحو مساومتي !! فهيهات ! ومر النوم الهارب من عيني ! دون أن أشعر ، ومر اليوم !! ليس كسائر نظائره في العمر القديم !!! ذهب النديم ، وجاءت في عجل تداهمنا مآتمنا ، مفاتح تفتح القبر القديم ! تبعث الجرح الأليم !! لا من مرقد تبعثه ، فهو لا يغفو ، ولا يرحل ، وأنى له ! وأين إذن ؟ إن لم يبقى بين نياط القلب يقيم !! |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
تضيق بي ، وآتي إليك !! تغلق الحلق وتستحكم ، وآتي إليك !! وأعلم أنه لا يد لك تسمح بمصافحتي ، لكنه القلب كذلك يفعل ، وذلك العرفان ، عرفان الفنن للشجرة ، رغم الفناء ، فمنك أنا ، وإليك انتمائي ..
وأشكو إليك رياح الطريق وغيم الخريف وصد الندى ، لكم شبت في عروقي الحريق ، وفي الصمت لا يرتد الصدى، وهيهات مات الحبيب الصديق ، فمن ذا سيسمع رجع الندا . أنا يا أبت لا أبك الدنيا ، ولا ما فاتني فيها بل أبك الإنسان المزمن ، استخلفه الزمان على الأمكنة فما كان أهلا لها إلا قليلا .. إنها تجاربنا وليس سوانا مقيد فيها ، محاكم بها ، تقصي من بريء مشاعرنا ، وتدنينا مما لا نبغي ، بأيدينا نحن وليس بأيديها . أخبرته عن رجائي ، قلت له مادمت خلفك فأنا عمياء ، مكفوفة مسحوبة ، فلا تلفتني عن سواء السبيل ،عن سواء الإقامة وحتى الرحيل ، لا تقصي عنك إنسانيتك ، إلى مكان بعيد ، لكنه يا أبت استحب طبائع الوحوش !! فاستحالت مدينتنا الباسمة ، مدينة الحب والنقاء ، مدينة أخوتنا ، إلى بريتهم الظلماء !! إنهم يجدون لأنفسم مخدعا وثيرا .. يلقون عليه بضمائرهم ، لتكون أكثر راحة ، وأعمق نوما في نفوسهم ، وكيف لهم !! أعجب وحدي ! ولطالما تعجبنا سويا !! ولست أبك اليوم يا أبت .. كما أبكتني توافههم طويلا !! لكم استعظمت ممن أحببتهم كذاتي نواقصهم ، وليس لحجمها بل لعظم قيمتهم في نفسي !! لكن المطر الذي تمسكه السماء حين يشتد الغضب ، تجنيه قواحلهم جدبا وحسرة !! ما عادوا في مراعي ذلك القلب يلهون ، ما عادوا يركضون في مدائن شراييني ، ولا في خضم محبتي يسبحون ، وما بكي القلب إلا لفيض به .. من الحب والمودة ، ما لم يخفى عن العميان ، فما بالهم إذا اختفى !! فهل من حب يحتوي معايبهم بقدر ما احتوى ميزاتهم ، فلتجهد أقدامهم بحثا عن ومضة صدق في نفوس ذويهم ، كما كانت تسطع لهم فينا ، ولتبحث أكثر ، ولتبحث .. أتحدى !! والرهان عمري ، والبرهان رجل قد أوكله الزمان بنا ينام الآن في صدري . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
أبي ،، هذه الأشواق إليك تعصرني ،
أبي ،، لربما تلك الكلمات .. بين فكي الحياة تخسرني .. تصيبني معرة ،، في وابل من حزن .. لم تضع الفتنة بعد أوزارها ،، وما عاد سجال .. وامتدت في ذاك المدى ، قدم المحن ،، ويد الأهوال ، أللأيام رجال ، والرجال تمتحن ؟ أليس عيب في الرجولة الامتهان !؟ شكوت إليك ، وإذ ربما .. تضيع الشكاية في إرسال .. أو في رؤايا تختزن .. أيا سوق شعيب .. إليك شكوت .. ردي الحال ! عجبت لسيء الأفعال !! يخسر في قيمة الأكيال ،، يبيع ، يشري ، ويبتسم !! فلا أدري عما رضي !؟ ولا أدري كيف اتزن !؟ وزن الحبيب حبيبه بالمال !! فما استقام له القسطاس فيما وزن !! فما للحد من يقيمه ؟ ومن يطبقه ؟ من بين أصلاب المحال ولد المحال !! صار الدم بيننا مياه ، والماء أظنه قد أسن .. |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
أبي أيا متن كل السفن ،،،، أيا كل أطواق
النجاة .. من دونك لا مرحبا بغير الموت ،، لن أرغب في سواه تباريح الفراق أغرقتني ،، فحسب الفؤاد من كدر رواه.. أيا رياح بالموج ثوري ،، لن أستطيب من دونه الحياة.. فلا يهم الغريق نجاته ،،،، إن كان قد أدى الصلاة .. وقالوا إياكم والموت بالتمني ،،حال السجود بالجباه !؟ وما بها إذ نلقى الأحبة !؟ أمن عاقل يفر من وجه الإله!؟ |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
زيارة
ما أجمل طلتك من خلف الحياة !! كعادتك مذ رحلت ، سنوات تسع ، ولم تنسى موعدنا في مثل هذا الشهر من كل عام ، رأيتك جميلا تمد يدك إلي من نافذة رؤياي تصافحني !! فهل هو عهد قطعته على نفسك ومضيت في سبيله تفي ؟! أم أنها بركات تحل على ديارنا ودياركم ، فتمنحنا اللقاء !! كم كنت جميل ، وصرت هناك أجمل ،، وفي كل عام أراك أجمل وأجمل ..اشتقت إليك كثيرا |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
ياوالد وما ولد ..،
ما شكى ليث أسد ..، لكنه حزن القصيد ..، يبث قسوة الجلد ..، واليوم جئت لوالد ..، عذرا لأشكو ما ولد ..، فطال بحثي لكي أجد ..، للحرف الغاضب من مدد ..، فما وجدت ولم أجد ..، سوى قصيد مرتدد ..، أشرقت روحي لأنك .. حي وترزق في الغياب .. آثرت آلامي لعمرك .. فساغت مرارته العذاب ! فأقم في سربك مطمئنا .. وفي صخب ذاك العباب .. قد أوصدت تلك الحياة .. وجوهنا في كل باب .. من ينكر يا رفيق قلب .. سائغة أيام عذاب .. لا تلتفت إلي وامضي .. حيثما القدر استطاب .. إن الذي يدعوك نفسه .. لا ينتظر منك الثواب .. تجندت روحي لروحك .. حينا من الدهر الرغاب .. والآن ها نحن بأرض .. فرضت علينا الإنسحاب .. تركتني عار المحبة .. تركت الفؤاد بلا حجاب .. هو هكذا خلق بكون .. لا يفقه الحب الضباب .. هو هكذا موهوب نبض .. في حبه شيء عجاب .. فكن بخير أو لغيري .. ما نقص قدرك الصياب .. فكن على هدى الإله .. يحميك من شر المصاب .. وإني لمكرهة أغادر .. وكارهة حضن الذهاب .. فلن تعاتب روحي روحك .. عفوت عن حرج العتاب .. عفوت عن نفس بنفسك .. وحسبي من الرحم السراب . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
ليس كل ما يخط القلب يعرض ..،
في ذروة الأحزان تنضج الأحرف ، وتينع الكلمات .. وأصدق المداد دماء ، ودموع ساخنات .. توشك أن تودق الأشياء مواساتها ، وتحل انكسارات الضوء ،، تتراخى الأقدام وتنهزم المقاعد ،، وتشد الأوراق مآزرا ، لتجابه سطوة العبارات الصارخة ، والتعابير الجارفة ، تتحدب الدهور إشفاقا لما استعر منها وتنثني ، كلما اقترب المجروح نحو جرحه ، وانسجم المسرور بسعادته ، كلما زهى المختال عجبا ، وأرقت المضاجع صبر المعنى شجبا ، كلما هذيت بك روحي توقا ، واشتياقا ، ستظل أجمل الأوصاف لم توصف ، وأجمل الحروف طي الخيالات مضمرة ، وللمشاعر نشوء وإرتقاء ، تتشقق عنها الروح فتنمو وتعلو حتى تلثمها السماء ، وأنت الحب مفروش من النبض إلى ما شاءت الآباد .. والحب يا حبيبي ♡ كلما اشتد للأيام ساعده ،، لملم عن عينيها مجاليد الدمع والمآسي .. علم الروح النجاة والسفن المراسي .. وأين أنت مني يا مجدافي وطوقي ، ماجت الأبحر وناحت الشطآن ، وابتلت مناديلي وأحلاسي ، الموت والحياة يا حبيبي ♡ تراقصا ،، رقصة الحب فوق أجداثي ، وأين أنت مني ، أشكو العدوين الحليفين ..فقد أطفئا في عيني ثريات الدروب والرؤى !! وكنت لي نورا يوقده نبراسي ،، وأينك ياحبيبي ♡ يا ميت في برزخ الروح حيا ، من لي سواك بعد الله حيا ، ما لي فلا تعجب !! وقد ودعت أفواجا ما بينهم وفيا .. سوا منديلك الأبيض جرعته من دمعي مليا ،،وعطرك المسكوب في جلباب زكيا .. أشتمه كلما تقت إليك ، كلما ذكرت قبلة مطبوعة فوق خدي تلمسها يديا .. وأينك مني يا مني ولي عهدا علي . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
سنة أتابع عيناك ..
تتبع خطواتك نواظري .. وأرقب يديك المرتعشتين .. المستسلمتين إلى فرش الرحيل .. سنة تنهشني أنياب الشك .. أتحين الرؤى لأستقرئ منها كم عبث قلبي وكم صدق .. سنة أزرع الوهم المخادع في أصص الأمل وأحبك كما لم أحب .. أتعلق في حبائل الأيام راجية .. وأربت على ظهر الزهر الحزين ..، سنة تلملم كل الخيوط ما بيننا وتنسج أغوار الحقائب وتغط في الحقيقة بعينين لامعتين .. ينساب منها الوداع لي ولا تلوح.. سنة تضم روحي ضمتك الأخيرة وتطبع أحلامي بقبل إنتظار لا قبل لي بها تستلهمني العذاب .. سنة تذبل أندائها الممتدة المريرة .. روابي الروح فتجف .. فيذروها الضباب إلى فصول النسيان .. سنة وتمضي هكذا ، كما الطير المسافر بلا شوق ، يضم بجناحيه القدر لا ولم ولن يعد . سنة ويعقبها عشر وشهر ودمع كثير زمن وألقي سلامي عليك ،، يمر الزمان ويمضى غريبا ودونك .. أحبك .. ويبقى فؤادي لزمنك أسير . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
كنت أبكي وأبكي وأبكي بعد الرحيل ..
والأن كلما صادفني شيء من أثرك أبتسم !! ما الذي يجعلني الآن أبتسم ؟ هل إقترب لقاؤنا من ساعة موعده ؟ هل لأنني أيقنت أنك هناك على الضفة الأخرى من نهر الوجود ترقبني وتنتظر ؟ أم لأنني أحبك بكل حالاتك أبتسم !!؟ |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
سنوات عشر .. العيد يأتي وأنت لا تأتي ، وأنتظر ، رأسي توقف وشخص بصري نحو القريب ، أرقب فيك اللقاء ، قلبي على أهبة الرحيل يحمل الشوق ، يحمل الذكريات التي احتوتني خلفك ، والتي قد كنت عاصرتني ، ما عاد صوت في فمي ينادي عليك ، ما عدت أملك سوى خطايا المتعبة لآتي إليك ، ما عدت أملك سوى حنيني الأخرس ، ولهفتي العمياء ، خذني إليك خذ بيدى ، هزيلة صارت أصابعي ، كسرت بها إشارتي ، خذني إليك دونما جهد فإنني ، مللت دونك الدروب المتعبة ، خذني فكم أغمضت عيني في الرؤى كي ألتمس بك في رؤاي رجوتي ، يا أمنية وحيدة تزج بكل الأمنيات في بئر رغبتي ، اشتقت فيك نهايتي ، يا غربتي دع الوجود الذي ، هو بي مسافر بين أضغاث الحياة يعثو الفراق بدنيتي ، دع السماء التي غطتني تغادر ، دع عودتي لكي تمطر عودتي ، أشتاق أرضي الأولى ومنبتي ، لكي تنبت ما ذرت مني الحياة بين اللقاء وجنتي .
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
استحييت أن أمر من هنا يا حبيبي دون أن ألق السلام على من علمني الكلام ، فسلام عليك كما علمني ربي ، هنا قبرك الإفتراضي الذي آتي لزيارته من حين إلى حين ، لأبث إليك حنيني ، وأقيم لأجلك صلوات الدعاء ، هنا معبري ومستعبري ، أتيت أناجي ربي على مشهد منك لتكون معي لعلك في موقفك تدعو لي ، أتيت إلهي أشهدك يتمي من هذا الرجل ، وهواني على الزائلين في أرضك ، أبث ألمي وشكواي ، وأنت تعرفها قبل أن أملك أدوات التفسير ، والتعبير ، تلك التي هي حروفي المحدودة ، المحصورة ، الواقعة بين ذاتي وشفاهي ، لكن ألمي إمتد على طول الصمت عاريا ، مرتعشا ، يبحث عن حلة بيان بين المعاني ، والمباني ، والجمل ، فلم يجد سوى الخضوع ، لمن عنده مداد الكلمات ، والدلالات ، وعنده من الصمت عميق اللغات ، والتواصيف الخفية ، والتي لم يخص بها سواه من خلق ، واستأثر بها في علم ذاته العلا ، لم يجلها إلا لعطفه ، ولطفه ، مما لم يصل إليه سواه ، فيسمع دون لغة ، ويفهم دون وصف ، ودون أن يكلفني عناء البحث عن أوصاف ، ورسوم لما حوته جعبة الروح من شكوى لا صوت لها ولا كلمات ..
ألا يا لغة الأنين تكلم ، سيصيغ خالق الأنين بعلمه لمن لم ، يدري بأغوار الحديث ، ومن لم ، يجهل إذ أنه تعلم ، ولمن تضلع في اللغات فتكلم ، لكنه عن كل ذلك غائبا كأنما لم يعلم ، لغة أتيت أجهلها إلى خير من هو أعلم ، بالصمت و دونما أتكلم ، أحمدك ربي أن علمتني لغة يحدثها اللسان ، وأخرى بقلب لك ينتمي ، وهذا حبيبي ، قد نام بين النيام ، وانقطع وصلنا بالكلام ، أسمعه صمت مطلبي كي يدعوك لي ، أحسبه ولا أزكيه عليك ذو شأن يلحق به ذريته ، |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
صباحك انبلاجا لرحمة من ربك ، ومن قلبي نبراس دعاء ، صباحي انبلاج فرصتي ، أن أحبك فيهم ، وأجلك ، وأوقرك في إجلالهم وتوقيرهم .. جاءني على استحياء من سار إلي ، ذكرني ما كان مني فيما قد مضى ، حين ذهبت على استحياء إليك ، سلمت واحتفيت ، وانتقيت أغلى حكاياك لتجري على لسان ثرثرتي ، لا لأضيع وقتا ، وليس لأكسر مللا ، بل لأذكر عبرا وأذكرني بما هو لم يدري ، وما أنا لن أنسى ، غاضا كان لبصره على ماكان ، وكنت قد تركته بالأمس البعيد ، محوري الذكريات عنك ، وعمن هم قبلك كانوا ، وعن القدامي الذين عاهد وعاهدت منهم ، لكأنني أراك في مجلسي تنصت وتحاور ، ما كان مني سوى عينان تعلقتا بذاك المقعد البعيد في مخيلته القريب ، في مخيلتي ،تشير تارة بإصبع حاكم وتارة أخرى بقول حكيم ، وأنا منبهرة يأخذني منك الذهول ليلقني بين صمتك والكلمات ، وأتساءل مشدوهة العقل ما هذا ما الذي يحدث لي !؟ أغمض عيني على سبيل الأختبار وأفتحها ، لأتثبت من حالي ! أنائمة أنا أم أنني أستيقظ في حلم وخيال !؟ رأيت مجلسنا كما هو رأيتك وسمعت قهقهتك حين تضاحكهم ، وصوتك الحزين حين يتقهقر الضحك إثر إصابته بالتعاطف ، أو الإستنكار أو الرفض لكل اعوجاج ، من قال أنني أحلم ، أو أنني نائمة !؟ وكيفما أردتك كما أخبرتني سرك أستحضرك ألتقيك ! أستحضر ماضينا الحاضر في سكنات الزمان ، وسكنات نفسي قرينة الزمان ، أنى لهم لقاءك وأنى لي الإنفصال ، وأنت هنا في ذلك النبض تقرع خطواتك ، والخط الساخن يسري بيننا في ذاك الدماء ، قناتنا مزمنة ، إتصالنا معلق منذ سنوات لا تغلقه المشوشات ! لا غموض ، ولا مبهمات بيننا ، نحن اتحاد النهايات ، والبدايات من دون هزل !
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
موجات متدفقة من المشاعر ما بين حب وشوق ولوعة الفراق ..
أحيانا تبدو لي الحروف مثخنة بالجراح والبوح يتأجج عشقا وشوقا . ابدعت أختي عزة وأجدت في وصف هذه الاحاسيس . دمت بكل الود . |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
إنه الأب أ / رشيد الميموني .. وأي شيء يكافئه ؟ مهما بلغ مبلغه !
رحم الله من ضمت الأرض بهم الكنف ، والأمان .. شكرا للمرور الطيب .. مع خالص التحية والتقدير. |
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
تمر الأيام ومازال الأمل يخفق بشدة أمام عاصفة الوهم التي تجيش بصدري فتملأني ، كشمعة في رمقها الأخير تكاد في كل لحظة تستعد للإنطفاء ، أن يدق هاتفي ليؤنسني ، ويواسيني صوتك ( السلام عليكم ) كيف حالك حبيبتي ؟ لأقول بنفس النبرة لك ( وعليكم السلام حبيب قلبي ) أنا بخير مادمت أنت بخير ! أتقلدينني !؟ وأضحك نعم أقلدك أحب صوتك ، والأن أنت لست هنا ، وأنا لست بخير من دونك ، ألم تعد لي ؟ ألم يقترب في ثورة الموج زورقا لطالما كنت أستقله منزويا فيه محتضنا ضعفي واضطراب خوفي ، باحثا عن النجاة في خضم الأيام ، وتلاطم الساعات !!؟؟ ضاع الزورق ، بقي الصخر الأملس ، لا قوة فيه لكي يحملني ، أو يستمسك بي ،، سوى قسوة نعومته هي من بقيت، وأنت أينك أنت ، أذكر مائة وثلاث وستون محاولة على وجه هاتفي الأبكم ، تضربه ليستفيق من غفوته ليخبرني أنك تريد الإطمئنان علي ، من يطرق بابك مائة وثلاث وستون طرقة يريدك أنت حبا وحنانا ، يعلم أنك لن تسمعه وينتظر !! وأنك ربما تكون متوسدا حلمك الطويل وينتظر !!عسى أن تزيح سدادة أصغر ثقب في نافذتك ليسمع صوتك خلاله ليطمئن عليك !! فقدتك فقدت معك المودة الغائبة عن قلوب المغيبين في أعماق أيامهم بلا زورق كزورقي ، لا يبقى ولا يضيع بل لا وجود له ! محرومون وبقيت أشبههم ، لكن حرماني أشد ! وأي شدة تصيب من علم طريق البئر وشرب الماء !؟ ومن ثم ردم البئر وضاع الطريق ، ومن ليس يدر عن صوت الماء وملمسه ، وملامح البئر ! فأيهما يعلم حرمانه وأيهم يدر أنه محروم !؟ في تلك الساعة من كل يوم ، كان لقاءنا الهاتفي ، كان حديثنا ، كان تأملنا في هذه الحياة ، كان تصديقك على كل ما كنت أقول أو أخبرك به أشد من تصديقي لذاتي ! كنت أحبك لايعلم قدر حبي سوى الله ، كلماتك تطوف الآن بعقلي ، وربما نحن الأثنين في تعداد الموتى ولا أدري ، ( أعهدت علي الكذب يوما ؟؟) ذاك سؤلك لي والذي يعقبة إجابتي بقسم حار مني ! أبدا عمري طيلة عمري ! وذاك الذي أعشقه بك ، وفيك أجله وأقدره فنادرون هم ، من هم مثلك !! وتقول : إنني يا ابنتي أراك ابنتي أحسك ابنتي لكأنك لست إبنته هو ! لكأنني أبيك الأول وهو الثاني في القرب ! كنت أعلم أن الرحيل سيخسرني إياك ، ويبخسني حقي في أن أحيا ويحوطني ذراعي إنسان ! ذلك اليوم الذي كنت انتظر بلا انتظار ، كنت أنتظر برفض عميق ، وكنت أكثر المستسلمين لمجيئه ، وأشد الصامتين من الذهول صمتا ! صمتا استڨبلت ، وصمتا ودعت وصمتا أبكيه ، وصمتا أشكوه ، وصمتا أشكو إليه .
|
رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
وداعا لم أقل ، للآن لم أقل .. بقيت ليلتان نائمتان على جناح من سفر ، بقيت ممددا بغربة لا إنتهاء لها ، لا غربة عباد ، ولا بلاد ، ولا سكن ، لا غربة الارض تؤرقني ولا هي الأيام تلك عثرتي ، لا سرعة العمر تخيف أقدامي وتزعجني، ولا جيش الفصول يهز صمتي في بعض ثورتي ، كل ما هنالك غربة روح تخالج نفسا تحملها ، تطرح فراسخ التية ، في طيات وحدتي ، تشيد أرصفة انتظار مهملة لا حصر لها ،
إصرار عنيد لا يكاد يمل المعنى الراهن ،، ويسأمه حتى يقوم الصبر من مخدعه يأبى وداعك ، وينتظر .. صباحي غضاضة غربة ، بطعم الوطن . |
الساعة الآن 18 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية