![]() |
أنبياء ورسل الله تعالى
أنبياء الله ورسله أعزائي عائلة ومجتمعات نور الأدب الأكارم، خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1440 الهجري، سأحاول أن أورد وباختصار بعض المعلومات الأساسية عن أنبياء الله ورسلِه الذين ورد ذكرٌ لهم في القرآن الكريم وهم خمسة وعشرين نبياً ورسولاً، وكان آخرهم وخاتم النبيين سيدنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلم. سيتم ذكر أنبياء الله ورسله حسب التسلسل التاريخي لكلٍ منهم على أن يتم ذكرُ نبي واحد في كل ليلة من ليالي الشهر الفضيل وأن يكون في الليالي الأخيرة ذكر أولئك الذين اختلف الفقهاء على تصنيفهم أمنَ الأنبياء هم أم من أولياء الله وعلى بعض أنبياء الله الذين اختصهم الله لفئة معينة من الناس من بني إسرائيل. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
فكرة جميلة..
|
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
كما وعدتكم أعزائي، فهاهي الحلقة الأولى في سلسلة أنبياء الله ورسله 1 رمضان 1440 سيدنا آدم عليه السلام هو أول نبي من أنبياء الله تعالى، وأبو البشر، خلقه الله -تعالى- بيديه، وعلّمه الأسماء كلها، ثم أمر الملائكة بالسجود له، وبعدها عاش آدم -عليه السلام- في الجنة، وخلق الله -تعالى- له زوجته حواء، وأباح لهما كل ثمار الجنة ونعيمها إلا شجرة واحدة، فوسوس لهما الشيطان فأكلا منها، فأنزلهما الله -تعالى- إلى الأرض وأمرهما بعبادته وحده لا شريك له ودعوة البشر إلى ذلك. ورد ذكر قصة آدم -عليه السلام- في العديد من سور القرآن الكريم، حيث ذُكرت في سبعة مواضع في سور البقرة، والأعراف، والحجر، والإسراء، والكهف، وطه، وص. وتبدأ القصة بالحديث عن قصة ومقدمات خلق الكائن الجديد وهو آدم عليه السلام، وبيان نوع المادة التي سيُخلق منها، ثم الاحتفاء به وأمر الملائكة بالسجود له، وبيان سجود الملائكة -عليهم السلام- له ورفض إبليس للأمر الإلهي، وتستمر الأحداث بالتسلسل إلى أن تنتهي بخروج آدم من الجنة وهبوطه إلى الأرض. سبق خلق آدم -عليه السلام- إخبار الله -تعالى- ملائكته -عليهم السلام- بأنه سيخلق بشراً، وأنّ هذا المخلوق الجديد سيسكن الأرض، ويكون على رأس ذرية يخلف بعضهم بعضاً، فتساءلت الملائكة عن الحكمة من خلق آدم عليه السلام، فبيّن الله -تعالى- في القرآن الكريم استفسار الملائكة، حيث قال: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) سورة البفرة الآية 30 ويدل هذا على أن الله قدّر أن يكون النبي آدم وذريته في الأرض من قبل أن يخلقه. يوصف سيدنا آدم عليه السلام بأنه نبيّ، ولا يقال له رسول، وهو ليس من أولي العزم، إذ قال الله تعالى في محكم تنزيله "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً" سورة طه الآية 115 عاش سيدنا آدم 1000 عام وقيل أنه دفن في الهند وقيل في مكة، جبل أبو قبيس وقيل في بيت المقدس. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
اضم صوتي لصوت العزيزة خولة وأقر أنها فكرة ممتازة تدخلنا في أجواء ربانية مع أنبياء الله تعالى...
شكرا جزيلا أ.عصمت شما سأحجز مقعدي هنا للاستمتاع بقصص الانبياء. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
إلى الأخوات خولة السعيد ولطيفة الميموني
إنه ليسعدني ويثلج صدري أن أرى صدى سلسلة "أنبياء الله ورسله في باكورة أعضاء منتدانا العزيز على قلوبنا خولة ولطيفة، ولن آخذ من وقتكن أكثر من ذلك، وإلى الحلقة الثانية من هذه السلسلة. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
2 رمضان 1440 سيدنا إدريس عليه السلام هو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وهذا ما عُرف من نسبه ولا يقين فيه، بيد أن المعلوم عنه قربه من فترة آدم، وقد يكون بينهم خمسة أشخاص، فهو بذلك يكون زمانه قبل زمان نوح عليه السلام، في حين ذُكر في التوراة بإسم أخنوخ، وهو أحد أنبياء الله ورُسله الذين ذكرهم في القرآن الكريم بشكل مُختصر، فقد وصفه جلّ وعلا بالصبر والصلاح، وعُرف عنه بأنّه أوّل من خط بالقلم وخاط الثياب ولبسها، بالإضافة إلى نظره في علم النجوم وسيرها وعلم الحساب، ومن الجدير بالذكر أن أغلب المعلومات التي عُلمت عن سيدنا إدريس عليه السلام مأخوذة من الإسرائيليات، وعلى ذلك فليس بها علم اليقين والقطع. أما ما ورد في نبوته وفي وصفه عليه السلام، ذكر عن نبي الله إدريس أنّه كان رجلاً طويل القامة وضخم الجسد به بقعة سوداء بلا برص، متقارب في خطاه عند المشي، لديه أذن أكبر من الأخرى، كثير شعر الرأس وقليل على الجسد، يملك رقّة في صوته ونُطقه، ويكون والد جد نوح عليه السلام بن لمك بن متوشلخ بن إدريس، وقد سُمّي بذلك لكثرة دراسة الصحف، فقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، ورُفع إلى السماء وقد بلغ من العمر ثمانمائة وخمس وستون عاماً، حيث ذكر الله تعالى في كتابه الكريم(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)، سورة مريم الآية 56 و 57 وقيل أن النبي إدريس عليه السلام قبض في السماء الرابعة حيث حمله الملك فصادف أن التقى به ملك الموت الذي أمره الله أن يقبض روحه في السماء الرابعة. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
رمضان مبارك ما احوجنا إلى هذه السلسلة القيمة عن أنبياء الله ورسله جزاكم الله عنا خير الجزاء |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
متابعون باهتمام بالغ..
وجزاكم الله خيرا |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأربعاء 3 رمضان 1440 سيدنا نوح عليه السلام كان قوم نوح عليه السلام يعبدون الأصنام فبعث الله نوحاً -عليه السلام- ليدعو قومه لعبادة الله وعدم الإشراك به، إلّا أنّهم طغوا وتمرّدوا، واستمرّ نوح -عليه السلام- يدعوهم ألف سنةً إلّا خمسين عاماً، لكنّهم لم ينتفعوا من النصح الذي نصحهم إياه، ولم يستجيبوا لأمره، إذ اتّهموه بالكذب، وأنكروا نبوته ودعوته، وقالوا بأنّ أتباعه من الفقراء والضعفاء الذين لا رؤية ولا فكر لهم، ولجأ نوح -عليه السلام- إلى عدّة وسائل لدعوتهم من الكلام معهم بلطفٍ، ودعوتهم في النهار والليل وفي العلن والسر، قال الله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا*فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا*ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا*ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا) سورة نوح الآيات 5 إلى 9، ومع ذلك لم يؤمن إلّا القليل منهم، أمّا الأغلبية فاتّهموه بالجنون، وتمرّدوا وسخروا منه، وهدّدوه بالرجم إن لم يتوقف عن دعوته، وحالوا بينه وبين دعوته، لكنّ نوحاً لم يبالِ بما فعلوا، واستمرّ في الدعوة حتى زاد استكبارهم واستهزاءهم، فتوجّه إلى الله -تعالى- بالشكوى، وحرص نوح -عليه السلام- أنّ يبيّن لهم أنّ الله سيمدّهم بالماء والبركة من السماء ويجعل لهم أنهاراً وجنات في الأرض إن أنابوا إليه، وذكّرهم بعظمة الله -تعالى- وقدرته، فكانوا يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يصل إليهم الكلام الحق، كما كانوا يغطّون رؤوسهم بثيابهم حتى لا ينظروا لوجه نوح عليه السلام. مصير قوم نوح أمر الله نوحاً -عليه السلام- بأن يصنع السفينة، وأخبره بأنّ عذاب قومه سيكون الطوفان، وكان صنع السفينة بالإشراف الإلهي، واستجاب نوح لأمر ربه وبدأ بصنع السفينة، وكان قومه يسخرون منه كلّما مرّوا به، وحين انتهى من بناء السفينة أمره الله بحمل من كل مخلوق زوجين اثنين ومن آمن معه من قومه، أمّا الذين كفروا به فلا يحملهم معه في السفينة وبدأ الطوفان إذ أنزل الله مطراً غزيراً من السماء، وأخرج ماءً من الأرض، وأخذت السفينة بالسير وكلّما ارتفع الماء ارتفعت السفينة وحاول الكافرون أن ينقذوا أنفسهم لكنّهم لم يستطيعوا، ونادى نوح -عليه السلام- ابنه الذي كان مع الكفار لكنّه لم يستمع لنصح والده، وظنّ أنّه يمكنه الهرب إلى الجبل، بحيث لا تصل إليه الماء، لكنّه غرق مع الكافرين، وبعد غرق جميع من كفر، أمر الله الأرض أن تبتلع الماء وأمر السماء أن تتوقّف وأمر السفينة أن تستقرّ في مكانٍ حدّده الله -عزّ وجلّ، وجفّت الأرض، وبعد ذلك بدأت حياة المؤمنين بعبادة الله دون الإشراك به. سيدنا نوح عليه السلام نبي ورسول ويدعى بشيخ المرسلين وأول رسول إلى البشر وهو من الرسل أولي العزم. وقد عاش 1050 عاماً وقيل أنه دفن فى مسجد الكوفة ، وقيل فى الجبل الأحمر ، وقيل فى المسجد الحرام. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
شكرا لهذه الإفادة العظمى فرغم ما يمكن أن يكون لدينا من معلومات مسبقة إلا أن تكرارها مع بعض الإضافات تقرر المدركات وتجعلنا نطمح لمعرفة المزيد فنحب الأنبياء والرسل عليهم السلام أكثر ونرغب في معرفة أخبارهم وسيرهم..
شكرا وألف شكر.. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الخميس 4 رمضان 1440 سيدنا هود عليه السلام ويدعى باسم "عابر" وهو رسول قد بعث في عاد قوم هود بالأحقاف في صحراء اليمن وهم قوم كانوا يعبدون الأوثان والأصنام. واسم الرسول كاملاً هو هود بن شالخ بن أرفحشد بن سام بن نوح وقد عاش 464 عاماً. من أصل عربيّ نشر رسالته الدينيّة في منطقة الأحقاف التي تقع جنوب الجزيرة العربية، التي كان بها قوم عاد وكانوا يعبدون ثلاث أصنام هي "هرا، وصمودا، وصدا"، وفي يومنا هذا فإنّ المنطقة خالية تماماً من السكان ومن الديار، وأصبحت صحراء قاحلة. ولقد دعا سيدنا هود قومه عاد بأن يؤمنوا بالله تعالى وحده لا شريك له، وأن يتركوا عبادة الأصنام التي لا تنفعهم ولا تضرّهم، فما كان منهم إلا أن كذبوه واستهزؤوا به وبدعوته ، وأصروا على العناد والكفر، وخاصّة أنهم كانوا يتّصفون بعدّة صفات جعلتهم يظنّون أنفسهم أنّهم مخلدون، ولا يعلمون أنّ الله هو الذي أمدّهم بذلك وبقدرته أن يُزيل النعمة عنهم متى شاء. صفات قوم عاد شديدون البطش، وأقوياء وأشدّاء في قامة الجسم. مترفون وأغنياء، فأمدّهم الله بالجنات والعيون والأنعام والبنين. بناؤهم شامخ وعالٍ، وقصورهم ضخمة، والتي كان يُقصد بها التباهي والتفاخر، فكانت مدينتهم لا تضاهي أيّاً من المدن المجاورة في وقتها. كانوا ينكرون وجود الآخرة، ويقولون أنّ الحياة محصورة بالدنيا، وذلك ما كان عليه آباؤهم من قبل. حاول سيدنا هود هدايتهم مرّة أخرى وتذكيرهم أنّ ما هم فيه من قوة جسديّة، ومن أنعام وقصور هو من الله، فما زادهم ذلك إلا إصرار على الكفر والعناد، ليكون عقاب الله سبحانه وتعالى، والذي كان بإرسال سحاب عليهم، فلما رأوه فروحوا واعتقدوا أن بتلك السحاب الخير، إلا أنّها كانت محمّلة برياح قوية أهلكتهم في سبع ليالٍ وثمانية أيام، لتقتلهم وتهدم جميع ما بنوه من قصور ومبانٍ، وقد أنجى الله تعالى سيدنا هود ومن آمن معه الذين كانوا يتّصفون بقلّة العدد. الدليل الشرعي القاطع في ذلك ما قاله الله تعالى في بعضٍ من آيات سورة الحاقة، فقال : "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)" ورد في الأثر أن هود عليه السلام دفن شرقي حضرموت. الجمعة 5 رمضان 1440 نبي الله صالح عليه السلام هو أحد أنبياء الله الذي أرسل للدعوة إلى توحيد الله وعبادته، وقد ذكرت قصة صالح مع قومه ثمود في سورة الشعراء في القرآن الكريم، وتعتبر قبيلة ثمود أحدى القبائل العربية التي تنحدر من أصل أولاد سام بن نوح. وقيل أنه دفن شرقي حضرموت. قصة صالح مع قومه أرسل صالح -عليه السلام- إلى قبيلة ثمود، وهي قبيلة عربية كانت تسكن الحجب ما بين الحجاز وتبوت، وكانوا من عبدة الأصنام، ولا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وكانوا في ضلال كبير، واجتمع بهم سيدنا صالح -عليه السلام-، ودعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فرفضوا ذلك لأنهم لا يريدون ترك ما كان يعبده آباؤهم وأجدادهم، وأصرّ عليهم وأمرهم أن يعبدوا رب الناس الذي ينفعهم ويرزقهم، والذي جعلهم خلفاء من بعد قوم عاد، وذكرهم بنعم الله عليهم، فعندها كذبوه واتهموه بالجنون والسحر، فعندها قال لهم بأنه لا يريد منهم سوى الإيمان، وأنه رسولٌ من الله. معجزة صالح عليه السلام طلب قوم ثمود من سيدنا صالح معجزةً تصدق رسالته وتظهر صدقه، وعندها سألهم صالح عن المعجزة التي يريدونها، فأشاروا إلى صخرة كبيرة قريبة من المكان، وطلبوا من صالح أن يخرج من هذه الصخرة ناقة، وأخذوا يضعون شروطاً تعجيزية في مواصفات الناقة، فذهب صالح بعد ذلك إلى المصلى ودعا الله أن يخرج من الصخرة ناقة. وبعد ذلك خرجت من الصخرة ناقة وفق شروطهم وأمام أعينهم، فتعجب القوم وآمن بعضهم بصالح وهم قلة، والأكثرية استمروا في كفرهم، وطلب من قومه أن يتركوا الناقة تشرب من البئر يوماً ثم يشربون منها في اليوم التالي وهكذا، وطلب منهم أن تبقى الناقة قسمة بينهم، وأصبحت الناقة تشرب يوماً من البئر، وفي اليوم التالي يأخذ القوم حاجتهم من ماء البئر، واستمروا على هذا الحال وهم يشربون من لبن الناقة. هلاك قوم صالح في أحد الأيام اجتمع القوم لمناقشة شأن الناقة، فتحاوروا حول قتلها أو إبقائها، ورفض بعضهم قتلها خوفاً من العقاب، وبعد ذلك قرروا نقلها، واجتمع تسعة من الرجال، وقتلوا الناقة ومن ثم قتلوا ولد الناقة، ووصل الخبر إلى صالح -عليه السلام-، وحذرهم من عذاب شديد من الله بعد ثلاثة أيام من معرفته الخبر، وأصبحوا يستهزئون بكلام صالح ولم يصدقوه، فقرروا الانتقام من صالح وقتله، وقد حلّ العذاب بالتسعة الذين قتلوا الناقة بإرسال حجارة عليهم، وذلك قبل أن يهلك الله قومهم. وفي الموعد الذي حدده صالح أي بعد ثلاثة أيام، في أول يوم كانت وجوهم مسفرة، وفي اليوم الثاني كانت وجوههم محمرة، وفي يوم السبت الثالث أصبحت وجوههم مسودة، فلما جاءت صبيحة يوم الأحد جلسوا ينتظرون العذاب المقرر لهم، فعندما خرجت الشمس جاءت صيحة من السماء ورجفة في الأرض من تحتهم، فهلكوا وكان ذلك عقاب عنادهم وكفرهم. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
السبت 6 رمضان 1440 نبي الله لوط عليه السلام هو لوط بن هاران بن آزر (تارح) وهو ابن أخي نبي الله إبراهيم عليه السلام. ولوط عليه السلام نبي ورسول أرسل إلى قومه قوم لوط بمنطقة سدوم من قرى الأردن، التي قيل إنّها في مكان البحر الميّت الآن، وقد أرسل لهم الله -تعالى- رسالة التوحيد مع نبيّهم لوط عليه السلام، فأرشدهم إلى التوحيد ودعاهم إلى طاعة الله ورضوانه، لكنّ أمر الله -تعالى- شُقّ عليهم، إذْ كان من صفاتهم السيّئة أنّ الرجال منهم يأتون الرجال على غير ما فطرهم الله تعالى، وكان من شريعة لوط -عليه السلام- أن يترك قومه تلك الفاحشة والتوبة منها، لكنّ قوم لوطٍ كرهوا ذلك وهدّدوا لوطاً بإخراجه من قريتهم إنْ أصرّ عليهم، واستمرّ لوط على دعوته وجهاده، واستمرّ قومه على كفرهم وفسقهم حتى أذن الله -تعالى- بعذابهم، فهلكوا، وكان من بينهم زوجة لوط -عليه السلام- التي لم تتبع أمر الله -تعالى- فكانت من الهالكين. وورد في كُتب التاريخ أنّ نسب لوط -عليه السلام- هو: لوط بن هارون بن تارح وتارح هو آزر، ولوط -عليه السلام- هو ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وقصة لوط بدأت حينما أرسله الله -تعالى- إلى قومه ليعلّمهم توحيد الله وترك الفاحشة التي كانت ظاهرة في قومه ومنتشرة كثيراً، لكنّ قوم لوط لم يستجيبوا لأمره ولم ينتهوا عن فعلهم القبيح الذي كانوا يأتونه، حيث هدّدوه بالإخراج من قريتهم، ولم يكن مسوّغ ذلك إلّا طهارته، ونقائه، وتوحيده، وصرّحوا له بذلك، حيث قال الله تعالى: (أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) سورة النمل الآية 56، وفي ذلك تمادٍ واضح وفسق وتكبّر، إذْ لم يكتفوا بتبجّحهم بالفاحشة، بل إنّهم كرهوا من يدعوهم إلى الطهر وأعمال الفطرة، ثمّ تحدّوا نبيهم لوطاً -عليه السلام- أن يحلّ بهم العذاب الذي توعّدهم به في حال كفرهم واستمرار ذنوبهم، قال الله تعالى: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) سورة العنكبوت الآية 29، وحينئذٍ دعا لوط -عليه السلام- ربه أن ينصره وينصر دعوته على الكافرين. بعد أن دعا لوط -عليه السلام- بالنصرة من الله تعالى؛ أرسل الله ملائكته؛ جبريل وإسرافيل ووميكائيل عليهم السلام، ليُوقعوا العذاب على الكافرين، حيث مرّ الملائكة أولاً على قرية إبراهيم عليه السلام قبل أن يذهبوا إلى لوط، حيث بشّروا إبراهيم بولده إسحاق وولد ولده يعقوب عليهم السلام، وأخبروا إبراهيم أنّهم أتوا ليوقعوا العذاب في قرى قوم لوط، فخاف إبراهيم واهتمّ لذلك الخبر، وجادل الملائكة خشيةً على ابن أخيه لوط، فطمأنته الملائكة أنّ الله سينجي لوطاً عليه السلام، وسيهلك باقي القوم، ومن بينهم زوجة لوط؛ لأنّها لم تتّبع رسالة زوجها التي أرسله بها الله تعالى. توجّهت الملائكة بعدما ذهبت إلى إبراهيم توجهت إلى قرى قوم لوط، واستأذنوا لوطاً ليدخلوا بيته، ففرح لوط في ضيوفه وأدخلهم، لكنّه خشي أن يفضحه قومه إذا رأوا الرجال، وخاصّةً أنّ الملائكة كانوا على هيئة رجالٍ في منتهى الجمال، وحصل ما خشيه لوط؛ إذ أخبرتهم زوجة لوط بوجود رجال عند زوجها، فلمّا سمع القوم الخبر ذهبوا مُسرعين يفاوضون لوطاً ليدخلوا على ضيوفه، فحاول لوط منعهم وثنيهم عن ذلك، إلّا أنّهم رفضوا الاستماع له، حيث قال الله تعالى: (وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ*قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ) سورة هود الآية 78 و 79، فلمّا رأت الملائكة الكرب الذي حلّ بلوط -عليه السلام- وهو يحاول منع قومه، أخبروه بأنّهم ملائكة، ولن يستطيع أحد إيذائهم. عذاب قوم لوط بعد أن أخبرت الملائكة لوطاً -عليه السلام- أنّهم ملائكة مُرسلون من ربّ العالمين، وأنّهم أُرسلوا ليهلكوا القوم الكافرين، وطلبوا منه أن يخرج مع أهله من القرية ليلاً؛ لأنّ العذاب سيحلّ على قومه صباحاً، وطلبوا منه وممّن معه ألّا يلتفتوا إلى خلفهم لينظروا إلى عذاب الكافرين، فتجهّز لوط ومَن آمن معه وخرجوا في طريقهم، ورُوي أنّ جبريل -عليه السلام- قَلَبَ قرى قوم لوط بريشةٍ من جناحه، وقيل: إنّ قرى قوم لوط كانت أربع أو خمس قرى، حيث قدّر ساكنيها بأربعمئةِ ألفٍ، حيث سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصواتهم عند حلول العذاب بهم، فصار عاليها سافلها، وأُرسل عليهم صيحةً ومطراً من الحجارة تتبع بعضها بعضاً، وقيل: إنّ كلّ حجر مكتوب عليه اسم الرجل الذي سيقتله، وكانت زوجة لوط قد خرجت معه أيضاً، إلّا أنّها عندما بدأ العذاب يحلّ بالكافرين سمعت أصواتهم وصراخهم فالتفتت تصرخ واقوماه، قال الله -تعالى- عن عذابهم: (وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ) سورة هود الآية 102 |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأحد 7 رمضان 1440 سيدنا إبراهيم عليه السلام إبراهيم (ويكنى بأبي الأنبياء) حسب المعتقدات الإسلامية هو أحد الأنبياء والرسل يركز الإسلام على إبراهيم أكثر من اليهودية أو المسيحية. وهو إبراهيم بن آزر (تارح)، وكانت مهنته البناء وكانت معجزته أن ألقي في النار، فكانت النار برداً وسلاماً عليه. ولد سيدنا إبراهيم بعد الطوفان بنحو 1363 عام وعاش ثلاثمائة سنة وأرسل إلى قومه في العراق الذين كانوا يعبدون الكواكب ويرمزون لها بأصنام يظلوا لها عاكفين. واشترك سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام برفع قواعد البيت الحرام في مكة المكرمة. وكانت وفاته في مدينة الخليل التي دفن فيها. وذكر إبراهيم في 35 موضعاً من القرآن. والمسلمون يعتبرونه نبياً ورسولاً ورمزاً للمسلم المثالي وهو أحد الرسل من أولي العزم. وفي التقاليد الإسلامية ينظر لإبراهيم أنه الرائد الأول للإسلام. وأن هدفه ورسالته طوال حياته كانت لإعلان وحدانية الله. ويشار لابراهيم في الإسلام ب"إبراهيم الخليل" وهذا يعني أنه صديق الله. وفي كل صلاة هناك ما يعرف بالصلاة الإبراهيمية وفيها الدعوة بالصلاة والتبريك لمحمد وإبراهيم وآهلهم. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الإثنين 8 رمضان 1440 إسماعيل عليه السلام هو نبي ورسول وعاش 137 عام ودفن بجوار والدته هاجر في مكة المعظمة. وهو أول من تكلم اللغة العربية. شارك سيدنا إسماعيل عليه السلام أباه إبراهيم في رفع قواعد البيت الحرام في مكة المكرمة. هو إسماعيل بن ابراهيم، ويسمى "الحليم" ويسمى أيضاً "الذبيح" وهو نبي ورسول وقد عاش 137 عاماً، أمه هاجر، وفسر إسم اسماعيل بمعنى أن الله قد لبى دعاء إبراهيم بأن يكون له ولد، فوهبه إسماعيل. اسماعيل عليه السلام هو أكبر أبناء النبي إبراهيم، وقد بشر ابراهيم بقدوم اسماعيل وهو في العقد الثامن من عمره، بعد أن طلبت منه زوجته سارة الزواج من جاريتها هاجر، لتنجب له الذرية، فحملت هاجر بإسماعيل في أرض الخليل في فلسطين وأنجبته هناك. هجرة إبراهيم عليه السلام بعد أن رزق الله النبي إبراهيم بإسماعيل، ملأ قلب إبراهيم فرحاً وسروراً، فكان يقضي أغلب أوقاته في خيمة زوجه هاجر، ليبقى بالقرب من ولده إسماعيل، الأمر الذي جعل زوجته سارة تغار من هاجر، فرفضت هذا الشعور لأنه يولد الحقد وهي ترفض أن تدخل النار بسبب غيرتها تلك، لهذا طلبت من إبراهيم عليه السلام بأن يبعد هاجر لأنها لا تودّ رؤيتها، فيمتلئ قلبها بما تكره من شعور بالكره والغيرة والحقد. قام إبراهيم عليه السلام بأخذ زوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى أرضٍ بعيدة، هي أرض مكة التي لم يزرها من قبل، وبعد أيامٍ طويلة من المسير وصلوا لأرضٍ جرداء قاحلة ليس فيها إلا الرمال، وبعض شجيراتٍ جافة تنبت في الصحراء، فنزل على إبراهيم ملاك وأخبره بأنه انتهى به المسير إلى هنا، وأنه قد وصل للأرض المقدسة، أقام إبراهيم في تلك الأرض امتثالاً لأمر ربه، وكانت تلك الأرض تخلو من أي شكلٍ من أشكال الحياة، حيث إنّها تخلو من النبات والماء ولا يسكنها إنسان، وكان على هاجر وابنها إسماعيل أن يقيما في هذا المكان القاحل. أُمر إبراهيم عليه السلام بالعودة إلى فلسطين، فأخذ يودّع ابنه إسماعيل يحضنه ويقبله وهو يبكي على فراقه، التفتت هاجر حولها لتسكشف المكان الذي يخلو من اي شكلٍ للحياة، فقالت لزوجها : ( أتتركنا هنا في هذا الوادي ؟)، لكنها لم تغضب لأن من صفات أزواج الأنبياء الصبر، ولأنها تعلم بأنّ إبراهيم مأمورٌ من ربه، وهي تعلم بأن ربها ورب إبراهيم لن يضيعهم. قفل إبراهيم عليه السلام عائداً إلى فلسطين بعد وداع زوجته وابنه، وتوقف في طريقه على تلةٍ وأخذ يبتهل إلى الله بأن يحفظهما من أي مكروهٍ أو شر. ظهور ماء زمزم بعد مغادرة إبراهيم فرشت هاجر جلد كبش على الأرض ووضعت طفلها إسماعيل عليه، وبدأت تصنع خيمةً لها ولطفلها، حيث كانت تعمل بكل هدوء لإيمانها بأن هناك من يرعاها في هذا المكان ويرعى صغيرها، كانت تجمع الحطب في النهار وتوقد ناراً في الليل تصنع عليها رغيفاً من الخبز تتعشى به، وبقيت هكذا حتى نفد منها الماء، فأخذت تجول ببصرها في أنحاء الوادي لتعثر على أي أثرٍ للماء هناك لكن لم تعثر على شيء. أخذ إسماعيل يبكي من شدة العطش، فهو ما زال رضيعاً لا يدرك ما يحدث حوله، نظرت إليه أمه بعجزٍ فهي لا تعلم ما تصنع لتروي ظمأ صغيرها، لكنها أصرت في نفسها بأنه لا بدّ أن تفعل أمراً ما، ولا بد بأنّ هناك عين ماءٍ قريبة من المكان، فقامت لتبحث بإصرار عن قطرة ماء باتجاه الصفا لكن الخوف يتملكها على صغيرها خوفاً من أن يقوم بافتراسه حيوان يمر من المكان، لتعود مسرعة وتجد بأن طفلها كان يصرخ ويبكي، وهكذا كان يتراءى لها سراب ماء فتذهب مسرعة الخطى نحوه وتعود مجدداً للاطمئنان عن ولدها. كانت الرمال تتطاير تحت قدميها وهي تركض مسرعةً تلاحق السراب، لتوقن بأنّه مجرد سراب، وفجأة انقطع عنها بكاء إسماعيل فعادت مسرعةً لتجد أنه ما زال يبكي، وهكذا أخذت هاجر تعدو بين الصفا والمروة لاهثةً تبحث عن الماء، يتملكها الرعب من أن تفقد صغيرها بسبب الظمأ، وأخذت تردد سيموت من العطش، ونظرت إلى السماء وأخذت تنادي : يا رب! انقطع بكاء إسماعيل فظنت بأنه مات لتعود مسرعةً وتجد بأنه يُحرّك أطرافه بهدوءٍ كما لو أنه يلهو بالماء، اقتربت منه لتجد بأن عين ماءٍ قد انفجرت تحت قدميه الصغيرتين، نظرت هاجر إلى السماء وهي تبكي، وتحمد الله أن استجاب لدعوتها، وقامت بصنع حوضٍ حول الماء المتدفق ليصبح فيما بعد بئر زمزم. كان سيدنا إسماعيل عليه السلام أول من تكلم اللغة العربية. توفي إسماعيل عليه السلام في مكة المكرمة ودفن بجوار والدته (السيدة هاجر). |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الثلاثاء 9 رمضان 1440 إسحاق عليه السلام إسحاق نبي من أنبياء الله وهو ابن إبراهيم عليه السلام وأخو إسماعيل. ووُلد ولأبيه مائة سنة، بعد أخيه إسماعيل بأربع عشر سنة وكان عمر أمه سارة حين بشرت به تسعين سنة. قال الله تعالى: "وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ" الصافات: 112-113. وذكر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج رفقا بنت بتواييل في حياة أبيه، كان عمره أربعين سنة، وأنها كانت عاقرًا، فدعا الله لها فحملت فولدت غلامين توأمين. أولهما سموه عيصو، وهو الذي تسميه العرب العيص وهو والد الروم. والثاني: خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسموه يعقوب، وهو إسرائيل الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل. قالوا: وكان إسحاق يحب العيصو أكثر من يعقوب لأنه بكره، وكانت أمهما رفقا تحب يعقوب أكثر لأنه الأصغر. وعاش إسحاق عليه السلام 180 عاماً ودفن مع أبيه إبراهيم عليه السلام في مدينة الخليل. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأربعاء 10 رمضان 1440
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام يعقوب هو ابن إسحاق بن إبراهيم وأحد الأنبياء المذكورين في التوراة والقرآن قصة يعقوب عليه السلام هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمّه هي رفقة بنت بتوئيل بن ناصور بن آزر، أيّ بنت ابن عمه، وهو المسمّى بإسرائيل؛ لانتساب بني إسرائيل إليه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم بقول الله تعالى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)، وقد امتدحه الله -سبحانه- في القرآن الكريم فقال فيه: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّن الصَّالِحِينَ*وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ)، وكذلك امتدحه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (الكريمُ، ابنُ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السَّلام). ورد أنّ يعقوب -عليه السلام- شبّ وكبُر مع والده إسحاق -عليه السلام- في فلسطين، أرض الكنعانيين، وقد أمرته أمّه رفقة أن يسافر إلى أرض حرّان، حيث خاله لابان؛ ليقيم عنده بعد أن خافت عليه من أخيه العيص، الذي حصل بينه وبين أخيه خلاف، فتوعّده وهدّده، وبالفعل انطلق يعقوب إلى حيث أمرته والدته، فمكث عند خاله وتزوّج إحدى ابنتيه، ثمّ بعد وفاتها تزوّج أختها، فقد ثبت أنّه لم يجمع بين الأختين بالرغم من أنّ ذلك كان جائزاً في شريعتهم، وذُكر أنّ زوجته تسمّى راحيل هي التي أنجبت ولديه يوسف -عليه السلام- وبنيامين. صبر يعقوب على الابتلاء كان يوسف -عليه السلام- ابن يعقوب -عليه السلام- أحبّ أولاده إليه، وأعلاهم منزلةً في قلبه، فأراد الله -تعالى- أن يبتلي صبره بفراق ولده مدّةً طويلةً من الزمن، حيث كان إخوة يوسف الأحدعشر يشعرون بالغيرة من أخيهم، ويرون أنّه قد شغل قلب أبيهم عنهم، فأرادوا أن يتخلّصوا منه؛ حتى يصفى لهم وجه أبيهم، فدبّروا لذلك مكيدةً وحيلةً، فأخذوا يوسف -عليه السلام- بحجّة التنزّه واللعب، ثمّ ألقوه في بئرٍ عميقةٍ، وأخذوا قميصه بعد أن لوّثوه بدمٍ كذب؛ حتى يقتنع والدهم بصدق روايتهم، وعندما أصبح يوسف -عليه السلام- عزيز مصر، وجاء إخوته يستطعمونه عرفهم يوسف، فأراد أن يأتي بوالده وشقيقه إليه، فأحجم عن إعطائهم نصيبهم من الطعام حتى يأتوا بأخيهم الأخير، فلمّا أحضر الإخوة ببنيامين شقيق يوسف، أبقاه يوسف -عليه السلام- عنده بالحيلة، ففقد الأب ولديه الاثنين، إلّا أنّ غياب بنيامين لم يطُل؛ لأنّ يوسف أخبر إخوته بحقيقة أمره، إلّا أنّ غياب يوسف -عليه السلام- نفسه عن أبيه بسبب كلّ الظروف ظلّ ما يقارب أربعين سنة، وقيل في روايةٍ أخرى: ثمانين سنة، وقيل غير ذلك، وكان الأب يعقوب -عليه السلام- في كلّ السنوات صابراً محتسباً، فلم يفقد الأمل بعودة ولده، ولم يقنط من رحمة الله تعالى. توفي يعقوب عليه السلام فى مصر وقام ابنه يوسف بنقله إلى الخليل (فلسطين) تنفيذاً لوصيته ودفن مع زوجته ليا |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الخميس 11 رمضان 1440
الصِدّيق - يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام هو نبي من أنبياء الله، وصفه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم، فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم عليهم السّلام، وردت قصته في القرآن الكريم في سورة يوسف، وهي من السور القرآنية ذات المدلولات العجيبة والغزيرة بالعظات والعبر، والزاخرة بالوقائع الفريدة، فهي تقصّ قصة النبي يوسف -عليه السلام- وما واجهه من ابتلاءات، وصعوبات، ووقائع، ومحن. قصة يوسف عليه السلام مرحلة الطفولة نشأ يوسف في بيت أبيه يعقوب -عليهما الصلاة والسلام- مع إخوته الأحدَ عشر، وكما يبدو من وقائع القصة أنّ أباه كان يحبه حبّاً جماً، وفي أحد الأيام قصّ يوسف -عليه السلام- رؤيا رآها في منامه على أبيه، مفادها أنّه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، فعلِم يعقوب -عليه السلام- أنّ يوسف سيكون له شأن عظيم في المستقبل، وحذّره من أن يقصّ رؤياه لإخوته خوفاً من حسدهم ومكرهم، قال الله تعالى: (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ*قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ)، ولكن يقع ما كان يحذّره يعقوب -عليه السلام- وتبدأ نار الحسد والمكر تشتعل في صدور إخوة يوسف، ثمّ يجتمعون ليمكروا به ويقودهم حسدهم ليُفكّروا في قتله، إلّا أنّ أحدهم اقترح عدم قتله وإلقائه في إحدى الآبار ليأخده قوم آخرون، وبهذا يكونوا قد حققوا مرادهم بتغييب يوسف -عليه السلام- عن أبيه، فمضوا في المؤامرة ثمّ عادوا في الليل إلى أبيهم في وقت متأخر من الليل ليكون ذلك دليلاً على صدقهم وكانوا يبكون وقالوا بأنّ الذئب أكله، ولكنّ أباهم علم أنّهم دبروا أمراً، وصارحهم بذلك وقال لهم كما ذُكر في القرآن الكريم: (بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ)، وبعد ذلك مرّت قافلة من جانب البئر فأرسلوا أحدهم ليأتي لهم بالماء، فينبهر برؤية يوسف -عليه السلام- مُتعلّقاً بالدلو، وقال يا بشرى هذا غلام، وتمّ بيعه بدراهم معدودة وأصبح عبداً عند وزير ملك مصر الذي استوصى به خيراً بقوله لامرأته بأن تكرم مثواه، وتنتهي طفولة يوسف بالانتقال من الحب والعطف في كنف أبيه إلى أن أصبح مملوكاً في بيت عزيز مصر. مرحلة الشباب شبّ يوسف -عليه السلام- في قصر عزيز مصر وآتاه الله جمال الخِلقة، والخُلق، والعلم، والحكمة، فأصبح محطّ أنظار زوجة العزيز التي فُتنت بجماله، فبدأت تُمهّد لأمر خطير وفتنة عظيمة، فشغفها حباً وأغلقت الأبواب وصارحته بأنّها تريد منه فعل الفاحشة معها، فتفاجئ يوسف -عليه السلام- وقال لها معاذ الله، ثمّ ولّى هارباً منها فأمسكت بقميصه من الخلف فتمزق، وإذ بالعزيز يقف وراء الباب، واتهمت يوسف -عليه السلام- بالاعتداء عليها لتبرأ نفسها، وطلبت من زوجها أن يعاقبه بالسجن أو أي عقوبة أخرى، وسرعان ما أنكر يوسف ذلك وقال بأنّها هي التي راودته عن نفسه، وبعد أن رأى العزيز أنّ قميص يوسف تمزّق من الخلف علم أنّ زوجته هي المُذنبة، ثمّ انتشرت القصة بين نساء الملأ وعلمت بذلك امرأة العزيز، فوضعت خطة تدلّ على مكرها ودهائها، فدعت نساء الملأ إلى جلسة وأعطت كلّ واحدة منهنّ طبقاً وسكّيناً حادة لتقّطعها، وأمرت يوسف -عليه السلام- بالدخول على النسوة، فسرق أبصارهنّ وعقولهنّ وجرحن أيديهنّ وهنّ لا يشعرن، فتتفاقم فتنة يوسف -عليه السلام- بعد انضمام نساء الملأ لامرأة العزيز في مراودته عن نفسه، ثمّ هدّدته امرأة العزيز بالسجن والذلّ إن لم يفعل ما طلبنه منه، ففضّل يوسف السجن على الفاحشة، ولجأ إلى ربه ليبعده عن الفتنة، وشاء الله أن يدخل السجن. قصة يوسف في السجن دخل يوسف عليه السلام السجن ليكون بمثابة الحصن له من الفتنة، ودخل معه السجن فتيان، وسرعان ما كسب ثقتهما بحسن خلقه وعلمه في تفسير الأحلام، وذات يوم قصّ الفتيان رؤى على يوسف، فانتهز يوسف الفرصة لدعوتهما إلى الله تعالى، وبعد انتهائه من ذلك بدأ بتأويل الرؤى، وكان تأويل أحدها أنّ صاحب الرؤية سيصبح ساقي الخمر الخاص بالملك، والآخر سيُصلب، فتحقّقت الرؤيا وخرج أحدهما وأصبح ساقي الخمرللملك وطلب منه يوسف -عليه السلام- أن يذكر قصته للملك، ولكنّ الساقي نسي ذلك، وبعد فترة رأى الملك رؤيا وقصّها على الملأ فعجزوا عن تفسيرها، ولكنّ يوسف عليه السلام فسّرها، فما كان من الملك إلّا أن أُعجب به لما سمع عنه من جمال خُلق، وعلمٍ واسع. مرحلة التمكين خرج يوسف -عليه السلام- من السجن عزيزاً لمصر، وأميناً على خزائنها، ودارت الأزمان والظروف ليقود الله إخوة يوسف إليه، فدخلوا عليه ليطلبوا منه طعاماً فعرفهم وهم له مُنكرون، وما لبث يوسف -عليه السلام- حتى بدأ بالتفكير بخطة لجمع شمله بأبيه وأخيه من جديد، فمنع عنهم الطعام حتى يُحضروا أخاهم بنيامين، فعادوا الى أبيهم ليطلبوا منه أن يرسل معهم أخاهم، فيجيبهم بالقول: (هَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلى أَخيهِ مِن قَبلُ فَاللَّهُ خَيرٌ حافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ)، وبعد عدة محاولات أرسله معهم بعد أن أخذ عليهم موثقاً من الله، ثمّ دخلوا على يوسف -عليه السلام- فأخبر أخاه أنّه يوسف كي لا يخاف أو يحزن ممّا سيحصل معهم، ثمّ جعل مكيال الملك الذهبي في رحل أخيه، وطلب من الحرس أن يُظهروا ضياع المكيال وسرقته، وبعد التفتيش المخطط له استخرجوا المكيال من رحل أخيه، وبهذه الخطة استطاع يوسف أن يأخذ أخاه منهم، ثمّ عاد إخوته إلى أبيهم وأخبروه بما حصل، فحزن حزناً شديداً على يوسف وأخيه وفقد بصره، ثمّ عاد إخوة يوسف إليه وقد مسهم الضرّ والفقر وطلبوا منه أنّ يفرج عن أخيهم، فيرقّ يوسف لحالهم ويقول لهم: هل علمتم ما فعلتم بيوسف، ويصارحهم بأنّه هو يوسف، فقالوا له والله لقد آثرك الله علينا ثمّ يندمون ويعترفون بخطأهم، فيقبل الكريم اعتذارهم، ثمّ ذهب يعقوب -عليه السلام- وأبناؤه إلى مصر، وسجد له إخوته سجود شكر لا سجود عبادة |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الجمعة 12 رمضان 1440 شعيب عليه السلام نبي الله شعيب عليه السلام من الأنبياء العظام الذين ذكرهم الله في كتابه نبي الله شعيب عليه السلام الذي كانت له قصته الخاصة مع قومه حينما دعاهم إلى الإيمان والتوحيد، وترك ما هم عليهم من الشرك والضلالات، فما آمن به منهم إلا قليل، وبقي المستكبرون على عنادهم واستكبارهم حتى أتاهم عذاب مقيم. دعوة شعيب عليه السلام في القرآن الكريم أما دعوة شعيب عليه السلام فقد كانت دعوة ورسالة الأنبياء والرسل قبله وبعده، فقد جاء إلى قومه مدين الذين ظهرت فيهم مظاهر الشرك والضلالات فدعاهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده سبحانه، كما نهاهم عن ما كانوا عليه من المنكرات كتطفيف الموازين، والإفساد في الأرض، والترصد بكلّ من آمن بدعوة الله، كما ذكّرهم بنعم الله عليهم وكيف كانوا قليلاً فكثرهم الله، كما دعاهم إلى الاتعاظ بما حل بالأقوام المفسدين من قبلهم. قابل قوم شعيب عليه السلام دعوة نبيهم بالإعراض والتكذيب، واتهموه بالسفه والضعف، كما هدّدوه بالرجم والقتل و إخراجه من ديارهم أو أن يعود في ملتهم مرة أخرى. على الرغم من تكذيب قومه له عليه السلام إلا أنهّ بقي ثابتاً على دعوته، مستمراً في نصيحتهم، حتى أتى أمر الله تعالى فتوعدهم عليه السلام بعذاب قريب في مدة ثلاثة أيام، وبعد انقضاء هذه المدة أصابت قوم مدين الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
السبت 13 رمضان 1440 الصابر - أيوب عليه السلام عاش النبي أيوب 93 عاماً ودفن بجوار زوجته فى قرية الشيخ سعد القريبة من دمشق (سوريا) قصة النبي أيوب مرض النبي أيوب قال الله تعالى عن نبيه أيوب عليه السلام: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)، فأيوب عليه السلام كما قال المفسّرون كان رجلاً صاحب مال كثير بمختلف أنواعه؛ سواءً كان من الأراضي الواسعة أو الأنعام والمواشي بأنواعها، وذلك بأرض البثنية بأرض حوران الموجودة في الشام، إلا أنّ الله تعالى ابتلاه بفقد كل ذلك الرزق، وابتلاه أيضاً بمختلف أنواع الأمراض في جسده، إلا قلبه ولسانه لم يصبهما أي شيء، فكان مداوماً على ذكر الله تعالى ليلاً ونهاراً، وكان مرضه سبباً في بُعد الناس عنه، واجتنابهم مجالسته، إلا زوجته التي بقيت قائمةً على أموره وشؤونه، فحفظت حقه وإحسانه الذي كان منه لها، فكانت تعمل لدى الناس مقابل الأجر منهم، ثمّ تذهب إلى زوجها أيوب بالطعام، فقد كانت صابرةً على فقد الأموال والأولاد. تعرّضت امرأة أيوب لصدّ بعض الناس عن خدمتها لهم لعلمهم بأنّها زوجة أيوب عليه السلام، وذلك خوفاً من انتقال مرضه إليهم، فاضطرت لبيع إحدى ضفائر شعرها إلى بنات الأشراف مقابل الكثير من الطعام، وبعد ذلك باعت الضفيرة الثانية أيضاً بذات المقابل، فأصاب أيوب عليه السلام العجب من كثر الطعام، فكشفت له عن رأسها، فقال: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، فاستجاب له الله تعالى، فقال: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)، وامتثل أيوب لأمر ربه، فانفجرت له عين من الماء باردة، فأمره الله أن يغتسل ويشرب منها، فشفاه الله من كل ما أصابه من الأمراض والأسقام الظاهرة والباطنة، وأبدله عنها بالصحة والعافية والأموال والأرزاق. روى البخاري في صحيحه حديثاً يبيّن حال أيوب عليه السلام ممّا رواه الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال: (بينما أيوبُ يغتسلُ عُريانًا ، خرَّ عليه رِجلُ جرادٍ من ذهبٍ ، فجعل يُحثِي في ثوبِه ، فنادى ربُّه : يا أيوبُ ، ألم أكن أَغنَيتُك عما ترى ؟ قال : بلى يا ربِّ ، ولكن لا غِنى بي عن بركتِك)، كما عوّضه الله تعالى عن أهله ايضاً، حيث قال: (وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ). |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأحد 14 رمضان 1440 ذو الكفل عليه السلام ذو الكفل (حزقيل) ويسمى أيضاً "بشر" ويقال بأنه ابن أيوب عليه السلام وهو من أنبياء الله تعالى، ولد فى مصر وتوفي في سيناء أيام التيه قيل أنه دفن بجوار والده في أرض الشام (سوريا). ورد ذكر النبي ذي الكفل عليه السلام في قوله تعالى: "وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (86)" سورة الأنبياء. وهو من أنبياء بني إسرائيل، وسمي بذي الكفل لأنه تكفل للنبي الذي كان في زمانه أن يخلفه في قومه إذا مات، وأن يتكفل له في ثلاث، وهي أن يقوم الليل، ويصوم النهار، ولا يغضب في القضاء، وكان يصلي كل يوم مائة صلاة، ويقضي بين قومه بالعدل. نبوة ذي الكفل يقال أن ذو الكفل هو ابن أيوب عليه السلام، واسمه الأصلي بشر، وقد بعثه الله بعد النبي أيوب وسماه ذو الكفل، لأنه قام بتكفل بعض الطاعات، لكن بعض العلماء اختلفوا فيما بينهم على نبوته، فقالوا بل مجرد رجل صالح من بني إسرائيل، ولكن ابن كثير رجّح نبوته لأن الله تعالى ذكره مع الأنبياء كما جاء في الآية الكريمة السابقة. يجب أن نلفت النظر لأمر مهم هنا، وهو أن ذا الكفل ليس نفسه الكفل المذكور في الحديث النبوي الشريف، والذي ذكر على أنه كان من بني إسرائيل أيضاً، ولكن شتان ما بينه وبين ذي الكفل الذي نتكلم عنه، إذ كان لا يتورع من ذنب أعماله، فقد عرف عنه أنه كان يمارس الفاحشة والزنا، ومات وهو على معصية لله. تشابهت الأسماء ولكن الاختلاف ما بينهما كالاختلاف ما بين السماء والأرض. قصة ذي الكفل أراد إبليس أن يوقع ذا الكفل في الخطأ، فجعل إبليس يقول للشياطين: "عليكم بذي الكفل، أوقعوه في الزلل"، ولكنهم عجزوا عن ذلك، فقال "دعوني وإياه"، فأتاه إبليس في صورة شيخ كبير وفقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقيلولة حتى ينام، فإنه لم يكن ينام الليل وهو يعبد الله، وكان يقضي في الناس حتى وقت الظهر، وبعد ذلك يعود وقت القيلولة للبيت حتى ينام، ثم يعود ليقضي بين الناس إلى الليل، وهكذا كانت حياته، فأراد إبليس أن يثير غضب ذي الكفل، وبذلك يوقعه في الخطأ، لذلك طرق بابه في ساعة القيلولة التي تمثل ساعة الراحة لذي الكفل، فتح ذو الكفل الباب وسأل من أنت، قال إبليس: "أنا عجوز طاعن في السن، وأتيتك في حاجة"، فقام ذو الكفل ففتح الباب، فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وكيف ظلموه، وأخذ يماطل في الحديث حتى حان موعد مجلس ذي الكفل بين الناس، وفاتت ذا الكفل القيلولة ولم ينم، فقال له ذو الكفل: "عندما أذهب لمجلس القضاء، فأتني وأنا آخذ لك حقك". خرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام، لكن الشيخ لم يحضر للمجلس، وانفض المجلس دون أن يحضر، وعقد المجلس في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضاً، ولما رجع ذو الكفل لمنزله وقت القيلولة لينام، أتاه الشيخ فدقّ الباب، فقال ذو الكفل: "من هذا"، فقال إبليس: "الشيخ الكبير المظلوم"، ففتح له وقال: "ألم أقل لك إذا قعدت في مجلس القضاء فأتني"، فقال إبليس: "إنّهم أخبث قوم، إذا عرفوا أنك قاعد في مجلسك قالوا لي نحن نعطيك حقك، وإذا قمت من مجلسك جحدوني"، فقال ذو الكفل: "فانطلق هذه الساعة فإذا ذهبت مجلس القضاء فأتني". مرة أخرى فاتت القيلولة ذو الكفل، وذهب لمجلسه وانتظر الشيخ فلم يره، وشقّ عليه النعاس، فقال لبعض أهله: "لا تدعنَّ أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النعاس"، أخذ ذو الكفل مضجعه لينام، فقدم الشيخ، فمنعه الرجل من الدخول، فقال إبليس: "قد أتيته أمس، فذكرت له أمري، وإني أريده الساعة"، فقالوا له: "لا والله لقد أمرَنا أن لا ندع أحداً يقربه"، فلما رأى عناد ذلك الرجل وتصميمه، نظر متفحصاً البيت، فرأى ثقباً في البيت ودخل منه، فإذا هو في البيت، وإذا هو يدق الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل فقال للرجل الواقف في الخارج: "أيها الرجل ألم آمرك ألا يدخل علي أحد"، فقال: "والله لم ندع أحداً يقترب، فانظر من أين دخل"، فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه، وجال ذو الكفل عليه ببصره في البيت، فلم يكن هناك أي منفذ يستطيع الشيخ أن يدخل منه إلى البيت، فعرف حينها أنّ هذا الشيخ ما هو إلا إبليس، فقال: "ما أنت إلا عدو الله إبليس"، فقال إبليس: "نعم"، قال ذو الكفل: "ولماذا فعلت كل هذا"، قال إبليس: "لقد سلطت عليك الشياطين لتوقعك في الزلل فلم تقدر، فأردت أن أثير غضبك وأجعل صبرك ينفذ فتقع في الخطأ". وهكذا لم يستطع إبليس تغيير شيء من صفات ذي الكفل الذي ظل صابراً حليماً لا يغضب، فسماه الله ذو الكفل لأنه تكفل بأمر فأوفى به. يقال أن ذو الكفل مات وهو في سن الخامسة والسبعين من عمره، كما ويقال أن قبره يتواجد في قرية كفل حارس في مدينة نابلس في فلسطين. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الإثنين 15 رمضان 1440 يونس عليه السلام هو يونس بن متّى بن ماثان بن رجيم بن إيناشاه وهو نبي ورسول ويسمّى أيضاً "يونان" و "ذو النّون"، أرسل إلى قوم نينوى على نهر دجلة تجاه مدينة الموصل/أهل الموصل. قوم يونس قيل في نسب يونس عليه السلام: إنّه يونس بن متّى، ثمّ يتصل نسبه بنسل بنيامين شقيق يوسف عليه السلام، بُعث يونس -عليه السلام- إلى نينوى، في العراق، إلى قومٍ انتشر الشرك بينهم؛ فكانوا يعبدون الأصنام، فأوحى إليهم يونس وأرشدهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، إلا أنّهم كذّبوه، وكفروا برسالته، وأصرّوا على عبادة أصنامهم وأوثانهم، وكان من بينها صنم أكبر يُدعى: عشتار، وقد قيل: إنّ دعوة يونس -عليه السلام- لقومه استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة، إلّا أنّه لم يؤمن معه سوى رجلين، ولذلك شعر يونس -عليه السلام- باليأس من قومه، فتركهم وخرج من بلدتهم. خرج يونس -عليه السلام- من نينوى، وظنّ أنّ الله -تعالى- لن يؤاخذه بهذا الخروج؛ لأنّه قدّم كلّ ما عليه في سبيل دعوة قومه، ولم يستجب أحد، وحين خرج بدأ يحلّ على قومه بوادر العذاب الذي توعّدهم فيه، فهلّت السُّحب السوداء، وغشيهم دخانها، واسودّت سطوحهم، فأيقن القوم أنّ عذاب الله -تعالى- آتٍ لا مفرّ منه، فخافوا ووجِلوا، وبحثوا عن يونس عليه السلام؛ ليهديهم طريقة التوبة والإنابة فلم يجدوه، فأتوا رجلاً شيخاً فسألوه عمّا يجب فعله، فأرشدهم إلى طريق التوبة إلى الله تعالى، فجمعوا كبيرهم وصغيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وحيواناتهم جميعاً، ثمّ جعلوا على رؤوسهم الرماد، ولبسوا المسوح من اللباس؛ تواضعاً لله سبحانه، ثمّ أقبلوا عليه في هذا الحال في مشهدٍ عظيمٍ، ضارعين له أن يصرف عنهم العذاب، ويتوب عليهم، فتاب الله -تعالى- عليهم، وقبل إيمانهم بعد كلّ هذا الكفر والعِناد، ولم يشهد يونس -عليه السلام- هذا الحال منهم. قصة يونس عليه السلام لمّا خرج يونس -عليه السلام- من نينوى، أقبل على قومٍ وركب معهم سفينتهم، فلمّا أن وصلت بهم جميعاً إلى عُرض البحر، تمايلت السفينة واضطربت واهتزّت، فلم يجدوا سبيلاً للخلاص إلى أن يلقوا بأحدهم في البحر؛ تخفيفاً للحِمل، فاقترعوا على من يُلقي بنفسه في البحر، فخرج سهم يونس عليه السلام، فلمّا التمسوا فيه الخير والصلاح، لم يحبّذوا أن يُلقي بنفسه في البحر، فأعادوا القرعة ثلاث مرّات، وكان يخرج سهم يونس -عليه السلام- في كلّ مرّة، فلم يجد يونس -عليه السلام- إلّا أن يلقي نفسه في البحر، وظنّ أنّ الله -تعالى- سيُنجيه من الغرق، وبالفعل فقد أقبل إليه حوت أرسله الله -تعالى- فالتقمه. ولمّا صار يونس -عليه السلام- في بطن الحوت، ظنّ أنّه مات، لكنّه حرّك يديه، وساقيه، فتحرّك، فسجد لله -تعالى- شاكراً له بأن حفظه، ونجّاه، فلم تُكسر له يد، ولا رجل، ولم يصبه مكروه، وبقي في بطن الحوت ثلاثة أيّام، وسمع فيها أصواتاً غريبةً لم يفهمها، فأوحى الله -تعالى- له أنّها تسبيح مخلوقات البحر، فأقبل هو أيضاً يسبّح الله تعالى، قائلاً: (لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين)، ثمّ بعد ذلك أمر الله -تعالى- الحوت فقذف به على اليابسة، وأنبتت عليه شجرة يقطين؛ يستظلّ بها، ويأكل من ثمرها، حتى نجا. عاد يونس -عليه السلام- بعد ذلك إلى نينوى حيث قومه، فوجدهم مؤمنين بالله -تعالى- موحّدين، فمكث معهم حيناً من الدهر، وهم على حال الصلاح والتقى، حيث قال الله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ*فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)، ثمّ حين عادوا إلى ضلالهم وكفرهم مجدّداً نزل فيهم عذاب الله -تعالى- فأخذهم جميعاً، ودمّر مدينتهم، فأصبحوا عبرةً لمن خلفهم، وقيل بعد ذلك في وفاة يونس -عليه السلام- أنّه دُفن قبيل ساحل صيدا. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الثلاثاء 16 رمضان 1440 كليم الله موسى عليه السلام هو موسى بن عمران كليم الله نبي ورسول من أولي العزم من الرسل، عاش 120 عاماً. توفي ودفن في أرض التيه بسيناء. ذكر الله سبحانه قصة نبيه موسى عليه السّلام في مواضع كثيرة ومُتفرّقة من القرآن الكريم، وقد تضمّنت قصته عليه السّلام الكثير من الأحداث والمواقف المليئة بالحِكم والعِبر التي بإمكان المُسلم الاستفادة منها في حياته، منها المداومة على ذكره سبحانه في جميع الظروف والأحوال، وأنّ الله سبحانه إذا أراد أمراً هيّأ له أسبابه ويسّر له وسائله، وأنّ الأخيار من الناس يقفون إلى جانب المظلوم من النّاس ويُؤيّدونه بالنصر والعون، وأنّ الدّعاة إلى الحقّ يحتاجون إلى إيمان عميق لمُقاومة أهل الباطل اسمه ونسبه هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وأمه هي يوخابد، واسم امرأته صفورا بنت شعيب عليه السلام. ولادته ولد نبي الله موسى عليه السلام في وقت أصدر فيه فرعون قراره بقتل من يولد لبني إسرائيل من الذكور، فتربّى عليه السلام في دار فرعون، ونشأ على فراشه، وغُذِّي بطعامه وشرابه، إذ حملت به أمه فأنكرت حملها على الناس خوفاً عليه، ولم يكتشفها أحد حتى وضعته، وقد كان جند فرعون يجوبون على بيوت المدينة ليطّلعوا على التزام النساء بالأمر الصادر عن فرعون، فخشيت أم موسى أن يصل الجند إلى ابنها ويقتلوه، فألهمها الله حينها أن تقذفه في اليمّ بعدما تُؤمّنه بتابوت خشبيّ، وساقه الله إلى قصر فرعون، إذ وقع بيد امرأة فرعون التي لم تكن تُنجب، فطلبت من زوجها أن يمكث عندهما ويكون ابناً لهم، فنشأ وتربّى في قصر فرعون حتى كلَّفه الله بالرّسالة. موسى عليه السلام وفرعون بعث الله نبيه موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى توحيد الله سبحانه، فأنكر فرعون دعوته قائلًا في بداية الأمر: (وما رب العالمين؟) فكانت إجابة نبي الله موسى بأنه الرب الخالق لكل ما في الوجود، واستدلّ لهم عليه السلام على وحدانيّة الله بالنعم التي يشاهدونها من حولهم ، وأنّ الله وحده خالق كل تلك النِعم، فوجب عليهم عبادته، ومع كل ما قدّمه موسى عليه السلام من دلائل على وحدانيّة الله ما زاد فرعون وملأه إلا إعراضاً واستكبارًا في الأرض، فاتّهموا موسى عليه السلام بالسحر والجنون، وقام فرعون بجمع السحرة له، فغلبهم بأمر الله فآمنوا، فقام فرعون بقتلهم، وقد كان من أمر فرعون وتماديه وطغيانه وتكبّره على دعوة نبي الله موسى أن قال لهامان وزيره ما قاله الله سبحانه عنه: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنْ الْكَاذِبِين*وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ). أيّد الله سبحانه نبيه موسى عليه السلام بآيات شاهدات بوحدانية الله، ومن هذه الآيات الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وقد كان فرعون وقومه عند نزول كل بلاء بهم يطلبون من نبي الله موسى أن يدعو ربه ليكشف ذلك عنهم، وبعد كل ما قدّم موسى من دلائل وبراهين على وحدانية الله لم يبق أمام فرعون إلا التخلّص من نبي الله موسى عليه السّلام، وأقرب طريق لتحقيق هذا هو قتل موسى، فسمع بذلك رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه، فدافع عن موسى ودعوته مُبيّناً لفرعون وملأه سوء أمرهم وتدبيرهم وحذرهم من بأس الله أن يحلّ بهم، وذكّرهم بمصير من قبلهم، فنجّى الله نبيه موسى من مكرهم. لما بلغ التجبّر والطغيان عند فرعون وقومه مبلغه أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يخرج بقومه ليلاً، فلما علم فرعون بخروجهم لحقهم بجيشه الكبير، توجّه بنو إسرائيل اتّجاه البحر فجعله الله لهم طريقاً يَبَساً، ومشى فيه فرعون وجنوده فأُغرِقوا بكفرهم، فما كان من فرعون إلا أن يؤمن في تلك اللحظة، ولكن الله لم يقبل منه ذلك لفوات الأوان، قال الله سبحانه: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ*آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ). موسى عليه السلام وقومه بعد نجاة نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وقومه وعبورهم البحر مرّوا على قوم يعبدون الأصنام، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهًا كما لهؤلاء القوم، قال الله سبحانه: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ, إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). ثم ما لبثوا بعد أن ذهب موسى عليه السلام لتكليم الله سبحانه أن جمعوا ما يملكون من حُليّ فصنع لهم السامريّ منها عجلاً جسداً له خوار، فقاموا بعبادته من دون الله زاعمين أنّ هذا إلههم وإله موسى، ولما رجع نبي الله موسى عليه السلام غضب لما وجد قومه عليه، فأخذ العجل وحرقه ثم رماه في البحر، وعرّفهم بالله سبحانه الذي يُتوجَّه إليه بالعبادة والشكر على ما أنعم به على عباده من نعمة الهداية ونعمة النّجاة من فرعون. صحف موسى أنزل الله سبحانه على نبيه موسى عليه السلام التوراة، وقد سمّاها الله بالصُحُف، قال الله عزَّ وجلّ: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ الصُحُف غير التوراة، أما عمّا كانت تحتويه صحف موسى فقد روى الصحابيّ الجليل أبو ذر أنّه قال: (قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما كانت صحفُ موسى؟ قال: كانت عِبَراً كلُّها، عجِبْتُ لِمَن أيقَن بالموتِ ثمَّ هو يفرَحُ، وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالنَّارِ ثمَّ هو يضحَكُ، وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالقدرِ ثمَّ هو ينصَبُ، عجِبْتُ لِمن رأى الدُّنيا وتقلُّبَها بأهلِها ثمَّ اطمَأنَّ إليها، وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالحسابِ غدًا ثمَّ لا يعمَلُ). وفاته عليه السلام عاش نبي الله موسى عليه السلام مائة وعشرين سنةً، عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: (أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى عليهما السلامُ، فلما جاءَهُ صكَّهُ، فرجع إلى ربهِ، فقال: أَرْسَلْتَنِي إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ، قال: ارجع إليهِ فقل لهُ يضعُ يدَهُ على متنِ ثورٍ فلهُ بما غطَّتْ يدُهُ بكلِّ شعرةٍ سَنَةٌ، قال: أي ربِّ، ثم ماذا؟ قال: ثم الموتُ، قال: فالآنَ، قال: فسأل اللهَ أن يُدنيهِ من الأرضِ المقدسةِ رميةً بحجرٍ). قال أبو هريرةَ: فقال رسولُ اللهِ عليه الصّلاة والسّلام: (لو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبرَهُ إلى جانبِ الطريقِ تحت الكثيبِ الأحمرِ). قال: وأخبرنا معمرٌ ، عن همامٍ : حدَّثنا أبو هريرةَ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نحوَهُ |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأربعاء 17 رمضان 1440 هارون عليه السلام هو هارون بن عمران نبي من أنبياء الله تعالى عاش 122 عاماً توفي ودفن في أرض التيه بسيناء. هارون -عليه السلام- واحدٌ من أنبياء الله الخمسة والعشرين الذين جاء ذِكرهم في القرآن، وهو الأخ الأكبر للنبيّ موسى -عليه السلام- هو هارون بن عمران بن قاهث، وينتهي نسبه بإبراهيم -عليه السلام-، وُلد في السنة التي تُرك فيها قتل الأبناء الذكور من بني إسرائيل بأمرٍ من فرعون مصر، وقد تربّى هارون بعيدًا عن أخيه الذي نشأ وترعرع في قصر الفرعون، وقد اختارَه موسى ليكونَ له وزيرًا ورديفًا في القيام بالدعوة إلى الله ومواجهة فرعون مصر بالرسالة الإلهيّة، وقد قيل عن ذلك أنّها أعظم مِنةٍ يمتنُّ بها أخٌ على أخيه، وهذا المقال يسلط الضوء على قصة هارون. قصة هارون عليه السلام كانتْ بداية قصة هارون -عليه السلام- حين نزلَ الوحي إلى أخيه موسى -عليه السلام- لدعوةِ فرعون للإيمان بالله، فطلب موسى من ربّه أنْ يُرسلَ إلى أخيه هارون كي يكونَ له رديفًا ومَعينًا في دعوته تلك، فاستجاب الله لدعائه وطلبه وبناءً عليه فهارون أحد الأنبياء -عليهم السلام-، وسبب إصرار موسى على طلبه؛ ذاك لأن هارون أكثر فصاحةً وبلاغةً في الحديث منه، وقد قام هارون بمهمته كوزيرٍ لأخيه ومساعدًا ومساندًا في دعوته، وبعد خروج بني إسرائيل من مصر باتجاه الأرض المقدسة وغرق فرعون وقومه استخلفه موسى -عليه السلام- على قومهما حين ذهب إلى لقاء الله -عز وجل- عند جبل الطور كما جاء في القرآن الكريم. وفي غياب موسى -عليه السلام- حدثت فتنة السامري والتي ابتُلي فيها بنو إسرائيل والذي صنع لهم من الذهب الخالص عجلًا له خوار - والخوار هو صوت العجل- ودعاهم إلى عبادته؛ فاستجابوا له وتركوا عبادة الله وحده؛ فقام هارون -عليه السلام- بواجبه في دعوتهم إلى ترك عبادة العجل والعودة إلى دين موسى -عليه السلام- لكنّهم استكبروا وأصروا على عبادة العجل، وعندما عاد موسى ومعه الألواح وعلم ما حدث من السامري وبني إسرائيل غضبَ من أخيه غضبًا شديدًا لإعتقاده بتقصيره في ثنيهم عن عبادة العجل، لكن عندما فهم الأمر من أخيه هارون ذهب عنه الغضب، وقصة هارون تلك واردةٌ في القرآن الكريم وفي التوراة بتفاصيل أخرى يُمكن الاستئناس بها للاعتبار. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الخميس 18 رمضان 1440 إلياس عليه السلام هو إلياس بن ياسين من ولد هارون ويسمّى أيضاً إيليا هو نبي ورسول ولد بعد دخول بني إسرائيل إلى فلسطين وقبره في بعلبك بلبنان. أرسل النبي إلياس إلى فئة من بني إسرائيل بعد النبي ذي الكفل حيث كانوا يعبدون صنماً يقال له "بعل" إلياس بن ياسين، وينتهي نسبُه إلى هارون بن عمران أخو موسى -عليهم السلام- أحد أنبياء الله تعالى إلى بني إسرائيل وواحدٌ من الأنبياء الذين أتى القرآنُ الكريم على ذِكرهم، ويُعرفُ النبيّ إلياس-عليه السلام- في كُتب بني إسرائيل باسم إيليا، وعاش في القرن التاسع قبل الميلاد في عهد الملِك آخاب بن عومري الذي عُرف عنه وعن زوجته الملكة إيزابيل الكفر والبعد عن طريق الحقّ، إذ كانا وقومهما من عَبدة الأوثان والصنام إلى أنْ أرسل الله إليهم نبيه إلياس-عليه السلام- يدعوهم إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة الأصنام، وهذا المقال يُسلط الضوء على قصة إلياس عليه السلام. قصة إلياس عليه السلام جاءت بعثة النبي إلياس -عليه السلام- بعد وفاة النبي حزقيل "ذي الكفل" -عليه السلام- في بني إسرائيل على زمن الملك آخاب ملك المملكة العبرية وزوجته الملكة إيزابيل الفينيقية التي أدخلت ديانة قومها الوثنية على بني إسرائيل بسبب ضعف شخصية الملك؛ فجلبت معها إلهين كي يُعبدا وهما بعل وعشتروت إلهة الخصب لدى الكنعانيين والفينيقيين، فأرسل الله سبحانه النبي إلياس-عليه السلام- إلى بني إسرائيل في بعلبك -مدينة لبنانية حاليًا- وما جاورها يدعوهم إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة بعل وعشتروت وغيرهما من الأوثان كما جاء في القرآن الكريم: "أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ" مع اختلافٍ بين المفسّرين في ماهية بعلٍ هذا فقيل: إلهٌ بشكلٍّ عامٍ دون الله وقيل هو اسم صنمٍ وقيل اسم امرأةٍ كانت تُعبد، فلم يؤمن أحدٌ منهم حتى ملكهم آمن ثم ارتد إلى دينه القديم، فدَعا عليهم إلياس-عليه السلام- بحبس المطر الذي استمر ثلاث سنواتٍ حتى هلك الزرع والضَّرع، فتوجهوا إلى إلياس كي يدعو الله أن يُنزل عليهم المطر وسيؤمنوا بالله، فدعا لهم بنزول الغيث لكنّهم بقوا على كفرهم وخبثهم على الرّغم من نزول الرحمة وارتفاع البلاء عنهم، فلمّا رأى منهم إلياس -عليه السلام- الكفر دعا ربّه أن يقبضه إليه، فتوفي في بعلبك ودُفن فيها. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الجمعة 19 رمضان 1440 اليسع عليه السلام هو إليشع نبي من أنبياء الله تعالى ولم تذكر الكتب إلى أين توجه بعد عصيان قومه في بانياس من أرض الشام (سوريا). ولم تذكر الكتب كذلك المدة التي عاشها عليه السلام. نبي من أنبياء الله، ذكره الله في كتابه العزيز مرتين، وأثنى عليه، ولم يشر القرآن الكريم إلى قصة اليسع ولا إلى قومه، وروى أنه أرسل إلى بني إسرائيل بعد إلياس -عليه السلام- ومكث بينهم فترة يدعوهم إلى الله مستمسكًا بمنهاج إلياس وشريعته حتى توفاه الله -تعالى- وبعد وفاة اليسع -عليه السلام- كثرت ذنوب بني إسرائيل، وازدادت معاصيهم، وقتلوا من جاءهم من الأنبياء بعد ذلك فسلط الله عليهم ملوكًا جبارين يحكمونهم، وسلط الله عليهم الأعداء. وقد بين الله -سبحانه- لنا فضل اليسع -عليه السلام- عندما ذكره مع إخوانه الأنبياء -صلوات الله عليهم- فقال تعالى: {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين . وإسماعيل واليسع ويونس ولوطًا وكلا فضلنا علي العالمين . ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلي صراط مستقيم{ ]الأنعام: 85-87] ولقد أثنى الله على اليسع -عليه السلام- فقال: {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
السبت 20 رمضان 1440 داود عليه السلام هو داود بن إيشا بن عويد بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عمي نادب بن رام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، كان عليه السلام نقي القلب طاهر، قصير الجسد قليل الشعر، جمع الله تعالى له خير الدنيا والآخرة وهما النبوّة والملك، كان الملك فيما سبق في سبط والنبوّة في سبط آخر، حيث مال بنو إسرائيل له وملّكوه عليهم بعدما خرج في جيش طالوت مواجهاً جيش جالوت فقتله بعد مبارزته وهذا الغالب، وقيل أن شمويل ولّاه قبل الواقعة، وقد كان عليه السلام صانعاً للدروع، فيأكل من عمل يده، وقد منّ الله عليه بصفات جعلت منه قائداً ناجحاً، حيث أعطاه الملك والحكمة في الحقوق وعدل قضاء الله ونور البصيرة، إضافة إلى العلم الشرعي الذي تبلور بعد أن أنزل الله عليه كتابه الزبور، والعلم المادي كصناعة الدروع. سخر الله له الجبال والطير وألان له الحديد عاش 100 عام، ودام ملكه 40 سنة ومات في القدس سنة 970 ق.م. أوتي داود عليه السلام مزامير داود فكان حسن الصوت. تعبد داوُد لله تعالى قد ذكر الرسول ما تميّز به أخيه نبي الله داوود في تأدية العبادات، التي لها ميزات وخصائص جعلت منه أعبد الناس، كما وصفه الرسول الذي اعتاد على مدح وذكر ما يتفوّق به أنبياء الله، فقد كان صيام داوود أحب الصيام إلى الله، حيث يصوم نصف الدهر فيفطر يوم ويصوم يوم، أمّا قيام الليل فكان ينام نصف الليل الأوّل ثم يستيقظ قيقوم من النصف الثاني من الليل بما قدره الثلث، ثم ينام ما بقي من الليل حتى طلوع الفجر، وهذا ما كان يفعله رسول الله محمد، حيث قال في طريقة تعبّد داود: (أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ السلامُ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا). ما قيل في عمره ووفاته أورد علماء السير والأخبار أن آدم عليه السلام عندما أراه الله ذرّيته، طلب منه أن يزيد داوود سنين في عمره بعدما علم أنه سيُقبض وهو بعمر الستين، فمنحه الله أربعين زيادة وأنقصها من عمر آدم، وعليه فإن عمر داوود هو مئة عام وهو الغالب، فيما قال أهل الكتاب أن عمره سبع وسبعون، وقد حكم في ملكه أربعين عاماً، أمّا وفاته فقد ورد أنه كان شديد الغيرة على أهل بيته، حيث كان يُغلق الباب خلفه إذا ما خرج ولا يُفتح إلّا عندما يكون متواجداً، فعاد يوم إلى بيته فرأى رجلاً فسأله عن نفسه، فرد عليه بأنّه الذي لا يهاب الملوك ولا يمنعه حجاب، فعلم أنه ملك الموت ورّحب به وبأمر الله قُبضت روحه. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأحد 21 رمضان 1440 سليمان عليه السلام جاء ذكر سيدنا سليمان في القرآن الكريم ست عشرة مرة، وقد أنعم الله على سليمان نعماً كثيرة منها: منحه الذكاء في الحكم والقضاء منذ أن كان صبياً، وقد قضى سليمان في قصة الحرث الذي نفشت فيه غنم غير أهله، وتمّ الأخذ بقضائه وتنفيذ حكمه، قال تعالى: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ*فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا). قصة سليمان مع ملكة سبأ علّم الله تعالى سليمان منطق الطير، حيث كان سليمان يفهم ما تقوله الطيور وما تريده بأصواتها إذا ما صوتت، وكان يحاورها، وقد كانت الطيور مسخّرة بأمره فتأتمر حين يأمرها ويستعملها في بعض مهماته، حيث استعمل الهدهد في التعرّف على أخبار ملكة سبأ وقومها، فقد جاءه الهدهد بخبر عبادتها وقومها للشمس، فكلفه بحمل رسالة إليها يدعوها للإسلام لله، فنظرت واستشارت ملأها وردّت لتختبر نبوته بالهدايا، فردّها إليها، فقرّرت وقومها مجابهته بالقوة، فردّ على قوتها بغلبتها بأمر جنّه بجلب عرشها بغمضة عين من بلادها، وكذلك بخدعة الصرح الممرد بالقوارير، فآمنت وقومها لهذا النبي الذي امتلك أسباب الدنيا والآخرة. قصة سليمان مع النملة فهم سيدنا سليمان ما قالت النملة وتبسّم من قولها، وجاء ذلك في الآيات الكريمة الآتية: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ*حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ*فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ). تسخير الرياح لسليمان من نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام أنه قد سخر له الرياح، فقد كان يصرفها كيف يشاء، مسيرتها شهر وعودتها شهر، وقد أسال الله تعالى لنبيه سليمان عين القطر والتي تعني النحاس المذاب، وكان يستخدمه في توثيق البناء. تسخير الجن لسيدنا سليمان سخر الله لسليمان الجن يعملون له التماثيل، والمحاريب، والقدور الراسيات، والجفان، تطيع أمره وتنفذ له مطلبه، وتعمّر له العمارات الشاهقة والمباني الضخمة، وقد جاء بيان ذلك في القرآن الكريم في الآيات الآتية: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ*يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) [سبأ: 12ـ13] كما قد مدّ الله أيضاً سيدنا سليمان بعدد كبير من الخيل ليستخدمها في الجهاد في سبيل الله، وتعرض له أحياناً مثل العروض العسكرية الضخمة اليوم. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الإثنين 22 رمضان 1440 زكريا عليه السلام زكريا نبي من أنبياء الله تعالى، عاش 150 عاماً، يرجع نسبه إلى سيدنا يعقوب عليه السلام. نشر بالمنشار على يد من ذبحوا ابنه يحيى ودفن زكريا في القدس. ورد في نسب زكريا -عليه السلام- أنّه زكريا بن دان بن مسلم بن صدوق، ويمرّ نسبه بسليمان بن داود عليهما السلام، حتى يصل إلى يهوذا وهو ابن يعقوب عليه السلام، وورد أنّ زكريا كان يعمل نجّاراً، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم ثماني مرّاتٍ، وفُصّلت قصته في سورتي مريم وآل عمران، وبُعث نبيّاً في بني إسرائيل، بدعوة التوحيد، وعبادة الله سبحانه، وترك ما دون ذلك، في وقتٍ كثُر فيه إفسادهم وكفرهم، وانتشر الفسوق، والظلم والمنكر بعمومه بينهم، فقد كان ملوك بني إسرائيل حينها كفرة وفجرة، مُلؤوا بُغضاً للدين وأهله، فتسلّطوا على الأتقياء الصالحين، قتلاً وظلماً، وقد طال زكريا -عليه السلام- من بلائهم حين أمر الملك هيرودس بقتل يحيى بن زكريا عليه السلام؛ إرضاءً لعشيقته. عايش زكريا -عليه السلام- انتشار القتل، والظلم في بني إسرائيل، وكان الله -تعالى- قد قدّر لحكمةٍ يعلمها ألّا يُرزق زكريا بالولد، فلمّا أحسّ أن الكبر قد تغشّاه، وأنّه وحيد ليس حوله من يقيم الدين معه، أو يخلفه فيه توجّه لله -تعالى- بالدعاء، فقال الله عزّ وجلّ: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)، فاستجاب الله دعوته بأن جعله يكفل مريم -عليها السلام- أوّلاً، ثمّ بُشّر بأنّ زوجته حامل، وسيكون له ولد بإذن الله تعالى. قصة زكريا عليه السلام بلغ زكريا -عليه السلام- مرحلة الضعف والشيب كما وصف في دعائه لله سبحانه، لكنّه بالرغم من ذلك لم ييأس من قدرة الله تعالى، وفضله عليه بأن يرزقه الولد رغم ظروفه، وكان لكفالته مريم -عليها السلام- سبب إضافيّ لذلك اليقين، فزكريا حين كفل مريم -عليهما السلام- رأى لها من الكرامات الشيء العظيم، فقد كان يدخل عندها فيجد أمامها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف؛ تفضّلاً من الله وكرامةً، فزاد هذا من يقينه، ورغبته في أن يكرمه الله -تعالى- بالولد، بالرغم من أنّ زوجته عاقر لا تلد، وقد كبُر هو كذلك. أجاب الله -تعالى- دعوة نبيّه، فبشّره بأن سيكون له ولد، اسمه يحيى، حيث قال الله تعالى: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا)، ففوجئ زكريا -عليه السلام- بالخبر، بالرغم من أنّه كان متوجّه لله -سُبحانه- بالدعاء، فطلب أن يجعل الله له آيةً لهذه البشارة، ودليلاً على وجود الحمل، فكانت آيته السكوت، فلا ينطق ثلاثة أيام بالرغم من اعتدال مزاجه، ومعاشرته للناس، وقد قيل: إنّه كان يستطيع ذكر الله -تعالى- فقط، ولا يكلّم الناس، ولقد كان من تمام نعمة الله -تعالى- على نبيّه أن جعل ابنه يحيى صدّيقاً، نبيّاً، بارّاً بوالديه، وآتاه الله -تعالى- الكتاب، والحكم به صبيّاً، حتى جاءه صبيان يريدون اللعب معه وهو فتى، فقال لهم: ما للعب خُلقنا، وكان من النِعم التي حباه الله -تعالى- إيّاها أيضاً في قول الله تعالى: (وَحَنانًا مِن لَدُنّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا)، فكان يحيى -عليه السلام- رحيماً بوالديه، مشفقاً عليهما، بارّاً بهما، كما قال الله -تعالى- أيضاً: (وَسَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَيَومَ يَموتُ وَيَومَ يُبعَثُ حَيًّا)، فكان الله -عزّ وجلّ- قد سلّم عليه بنفسه، فرُفع شأنه، وعلى قدرُه في الدنيا والآخرة. كفالة زكريا لمريم كانت أمّ مريم -عليها السلام- زوجة عمران، امرأة صالحة، تقيّة، لكنّها كانت لا تُنجب، وطال الوقت ولم تُرزق بولد، فنذرت لله -تعالى- إن أعطاها ولداً أن تجعله خادماً لبيت المقدس، وعابداً لله تعالى، فما هو إلّا وقت قصير حتى أجاب الله رجاءها ودعاءها، وبشّرها بحملها، لكنّها عندما وضعت المولود كان أنثى، فحارت فيها؛ كيف لها أن تكون خادمةً للدين، وعابدة لله وهي أنثى، إلّا أنّها أوفت بنذرها، وأخذت مريم -عليها السلام- إلى بيت المقدس، لتجد مَن يكفلها، فاقترع الصالحون من بني إسرائيل لكفالة مريم عليها السلام؛ حبّاً بوالدها الذي كان صالحاً تقيّا من علماء بني إسرائيل، فخرج سهم زكريا عليه السلام، وكان زوج خالتها، فكفلها، وأحسن تربيتها، وأدّبها، وأسكنها في محرابه، وأوصلها إلى عبادة الله -تعالى- وحده، التي تُرضيه عنها. وفاة زكريا عليه السلام ورد في وفاة نبيّ الله زكريا -عليه السلام- روايتان، كلتاهما تُلخّص بأنّ زكريا -عليه السلام- قد قُتل على يد أفجر الخلق من بني إسرائيل، فإنّهم من عادتهم قتل الأنبياء كما قال -تعالى- في كتابه الكريم، وأولى الروايتين أنّه لمّا شاع خبر ولادة مريم -عليها السلام- ادّعى أناس من بني إسرائيل أنّ زكريا -عليه السلام- أوقعها في الفاحشة، فأقبلوا إليه، فقتلوه على ذلك ظُلماً، حيث نشروه بالمنشار، وأمّا الرواية الثانية فهي أنّه لمّا قُتل نبيّ الله يحيى -عليه السلام- أرسل الملك هيرودس وهو قاتله مَن يبحث عن زكريا عليه السلام، فاختفى زكريا -عليه السلام- عن الانظار، حتى نادته شجرة -بإذن الله- أن يدخل إلى داخلها، فانشقّت، ودخل فيها، فعرف بذلك الشيطان، فأخذ شيئاً من لباس زكريا، وذهب إلى القوم يدلّهم مكانه، فأخبرهم بمكانه داخل الشجرة، وهو يملك الدليل، وهو شيء من ملابس زكريا عليه السلام، فأقبل القوم يقطعون الشجرة، ويضربونها بفؤوسهم، حتى قُتل زكريا عليه السلام. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الثلاثاء 23 رمضان 1440 يحيى عليه السلام هو نبي من أنبياء الله تعالى وهو من يطلق عليه إسم يوحنا المعمدان. ولد فى السنة التى ولد فيها المسيح/ذُبح وهو فى المحراب تنفيذاً لرغبة امرأة فاجرة من قِبل ملك ظالم. يحيى عليه السلام هو أحد الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني اسرائيل في وقت تزامن الانبياء إلى قوم ٍ ما أتى إلى العالمين أنبياء كما جاءهم ، والثابت في القرآن الكريم أن يحيى عليه السلام هو إبن الرسول الكريم زكريا عليه السلام ، الذي رزقه الله به بعد مناجاة في المحراب وتضرع إلى الربّ الرزاق كما ورد في سورة مريم - قال الله تعإلى : (يا زكريا إنّا نبشرك بغلام إسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا) وفي هذا اشارة ظاهرة إلى أن من تكريم الله عزّ وجلّ أنه سمّاه ربّه بهذا الاسم كما أنّه اسم جديد لم تعرفه البشرية من قبل. من المعروف من صحيح السنّة كما ورد في قصة الإسراء أنّ يحيى عليه السلام وعيسى عليه السلام هما إبني خالة ففي حديث الإسراء الذي رواه الصحابي الجليل مالك بن صعصعة الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه (حتى إذا أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردّا، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ) – صحيح البخاري ، والمشهور أن والدة يحيى عليه السلام هي أشياع بنت عمران أخت مريم بنت عمران عليها السلام والله أعلم . متى كانت دعوة يحيى عليه السلام كانت دعوة يحيى عليه السلام في زمن دعوة عيسى عليه السلام بالاضافة إلى والده الرسول الكريم زكريا عليه السلام ، وكان ليحيى عليه السلام مزايا اختصّ بها كما ورد في كتاب الله عز وجل كإختصاصه بالاسم من عند الله عز وجلّ وانفراده كأول اسم ، وكذلك وصفه بالسيّد وأنه حصورٌ عفيف وأنه زكاة من الله وحنانا وكان تقيّا وكان بارّا ولم يكن جبّارا عصيّا آتاه الله الحكمة والنبوّة وأن الله سلّم عليه عند ولادته وموته وحين بعثه. أين كانت دعوة يحيى عليه السلام والراجح لدى أهل التاريخ أنّ دعوة يحيى عليه السلام كانت في منطقة الشام والأردن حيث تم تعميد النبي يحيى عليه السلام في منطقة نهر الاردن حيث تسمّى اليوم بالمغطس ( منطقة في وادي نهرالاردنّ) بالقرب من دعوة سيدنا عيسى عليه السلام حيث لقّب سيدنا يحيى عليه السلام بالمعمدان ( يوحنّا المعمدان ). قصة وفاة سيدنا يحيى عليه السلام أمّا قصة وفاة سيدنا يحيى عليه السلام فقد تضاربت فيها الأقوال والروايات ولكن الإجماع فيها على أنه قُتِل عليه السلام ولم يمت موتاً طبيعيأ ، وقد قتله الملك هيرودس –أحد ملوك ذلك الزمان – وقصّة القتل أنّ ذلك الملك أراد الزواج من إحدى محارمه وهو أمر محرّم عليه زواجها وكان النبيّ يحيى عليه السلام مخوّفا لهم من الفعل الشنيع والمنكر الفظيع الذي ينوي الملك فعله وتنوي تلك الفتاة الاقبال عليه ، وكان بينها وبين الملك حبّا ورغبة في الزواج وكان يحيى عليه السلام كعادة الانبياء الكرام آمرين بالمعروفين ناهين عن المنكر حتى لو بُذلت الأرواح والمُهَج في سبيل ذلك ، فما كان من تلك الفتاة إلّا أن طلبت من الملك أن يقتل لها يحيى عليه السلام برهاناً على صدق المحبّة ومقربة لها فما كان منه الأ أن ارسل اليه من قتله وقطع رأسه الشريف وأتاها به في طست ووضعه بين يديها عليهم اللعنة والغضب ولا حول ولا قوة الا بالله. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأربعاء 24 رمضان 1440 عيسى عليه السلام عيسى بن مريم (المسيح) نبي ورسول من أولي العزم. عاش 33 عاماً في الأرض. خصه الله بمعجزات منها: إحياء الموتى/نفخ الروح في الطير/شفاء الأكمه والأبرص/أنزل الله له ولبني إسرائيل مائدة من السماء/رفعه الله بعد بعثته بثلاث سنوات/ذكر أنّ والدته مريم عاشت بعده 6 سنوات/توفيت مريم العذراء وهي في سن الثالثة والخمسين. رسول الله عيسى عليه السلام هو الرسول الذي جاء برسالة التوحيد التي انتشرت في العالم كالنار في الهشيم في العالم، وحُمّل الإنجيل، ورغم التحريف الذي طاله، لا تزال رسالة عيسى ين مريم إلى يومنا هذا الرسالة التي تضم العدد الأكبر من الأتباع على مستوى العالم كله، تليها مباشرة الديانة الإسلامية. ولادته عيسى عليه السلام معجزة بحد ذاته، منذ أن حملت به والدته البتول مريم إلى ولادته إلى حياته كاملة، فقد جاء الملك جبريل إلى السيدة مريم وهي تتعبد، حيث بشرها بأنّها ستلد ابناً له قدسية، وأنه سيكون رسولاً من رسل الله ونبياً من أنبيائه دون أن يكون له والد، وهذه هي المعجزة بحدّ ذاتها، فعيسى لم يولد كما ولد باقي الناس، بل كانت ولادته استثنائية، وكان حمل والدته به أيضاً استثنائياً. عندما حان موعد الولادة انتبذت مريم عليها السلام مكاناً قصياً، ووضعت حملها عند جذع نخلة، وفجر الله تعالى من تحتها الماء حتى تشرب منه، وهزت جذع النخلة فتساقطت عليها حبات الرطب، وقد وُلد رسول الله عيسى عليه السلام في المكان الذي يعرف اليوم باسم بيت لحم وهو جزء من الأرض المقدسة (فلسطين). معجزة التكلم في المهد حملت السيدة العذراء ابنها المقدس وعادت به إلى قومها، فتعجب الناس من هذا الابن، وبدأوا باتهامها بأنها لمست رجلاً غريباً عنها، إلا أن الله تعالى أنطق رسوله وهو في المهد وتكلم بكلام عجيب فأسكت كل من سمع صوته، قال تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا). رسالته ومعجزاته عندما كبر المسيح أرسله الله بالرسالة، وأنزل عليه كتابه الإنجيل وبدأ رسول الله المسيح بالسير في الأرض ودعوة الناس، وقد آمن له ولدعوته الكريمة الحواريون الذين تربوا على يديه الشريفتين، وتعلموا منه، وسمعوا كلامه الحكيم، وقد أيده الله تعالى بمعجزات عديدة منها إحياء الموتى، وشفاء الأبرص، ويصنع الطير من الطين فيصير حقيقياً، وغير ذلك وكل هذه المعجزات كانت تحدث بإذن من الله تعالى. في نهاية رحلته عليه السلام تآمر اليهود عليه خشية أن يفتتن الناس ويتبعوه بسبب معجزاته، ويمكن القول أنّ نهاية المسيح هي موضع الاختلاف بين الروايتين المسيحية والإسلامية، وقد أشار القرآن الكريم إلى النهاية بقوله تعالى: (وَقَولِهِم إِنا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبّهَ لَهُم وَإِن الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَك منهُ مَا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلا اتبَاعَ الظن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً). |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الخميس 25 رمضان 1440 محمد صلّى الله عليه وسلّم نبذة نبيّ ورسول من أولي العزم وهو خاتم النبيين(آخرهم)، ومن معجزاته معجزته الكبرى "القرآن الكريم". ولد عام الفيل 570 ميلادية وعاش 63 سنة. توفي صلّى الله عليه وسلّم في بيت عائشة في المسجد النبوي في المدينة المنورة. هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ، وأمّه آمنة بنت وهب، وُلد الرسول صلى الله عليه وسلم في عام الفيل في 12 شهر ربيع الأول، وهو يتيم الأب، وتوفّيت والدته وهو في السادسة من عمره. محمّد من قبيله قريش، ويرجع نسبه -عليه السلام- لإسماعيل بن إبراهيم، وكانت حليمة السعدية مرضعة الرسول محمد، ومن قبلها أرضعته امرأة إثيوبيّة. صفات الرسول عليه الصلاة والسلام قال تعالى "وإنّك لعلى خلق عظيم". نزلت هذه الآية في سيدنا محمد؛ فقد كان أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً. الصفات الخِلقية (الشكلية) مربوعاً: ليس بالطويل ولا بالقصير، أي إنّه متوسط القامة. ضخم الرأس، ومستدير الوجه، وشديد البياض وإذا غضب احمّر وجهه. شعره شديد السواد، وعيونه حوراء، وأكحل، وطويل الأهداب. قوي الجسد، ورجح العقل، وضخم القدمين. الصفات الخُلقية (الأخلاق) كان متواضعاً، وحسن الجوار، والمعشر. كان يلقّب بالصادق الأمين لأمانته وصدقه الشديدين حتى مع أعدائه قريش. خير الناس لأهله وجيرانه؛ فقد كان يصل الرحم ويساعد أهل بيته. يحترم الناس على اختلافهم، صغيراً أو كبيراً، وغنيّاً أو فقيراً، ورجلاً وامرأة . زوجات وأبناء الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الله عز وجل سيدنا محمد عليه السلام بالزواج أكثر من مرة، وكلّ زوجة تزوجها كانت لحكمةٍ وغرضٍ معيّن أراده الله؛ حيث تزوّج الرسول 11 زوجة، وهنّ أمهات المؤمنين، ويقال إنّ جميع زوجات الرسول كنّ ثيّبات (سبق أن تزوجوا) ما عدا أمّنا عائشة رضي الله عنها، ورُزق الحبيب المصطفى بثلاثة ذكور( القاسم، وعبد الله، وإبراهيم )، وأربع بنات (زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة الزهراء) رضي الله عنهم جميعاً. معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل الله سبحانه وتعالى سيّدنا محمد لهداية البشر كافة، وأيّده بمعجزاتٍ خارقةٍ لهداية الناس ومنها: القرآن الكريم: فهو معجزة سيدنا محمد الخالدة، والمحفوظة من التحريف، وصالحة لكل زمان ومكان. يحتوي القرآن على إعجازٍ علميٍّ وتاريخيٍّ ودلاليّ، ويبيّن جميع أمور الحياة وكيفية سيرها. انشقاق القمر: طلب المشركون من سيدنا محمد أن يريهم آية فانشقّ القمر إلى فلقتين، ولم يؤمنوا بذلك بل قالوا سحرنا محمد، وقال تعالى "فإنّهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون". نبع الماء من بين أصابعه: كان الرّسول صلّى الله عليه وسلم في منطقة بالمدينة، فأتى بإناء فيه ماء لا يغمر أصابعه، فأمر الصحابة أن يتوضّؤوا، ووضع كفّه في الماء فأصبح ينبع الماء من بين أصابعه وأطرافها. إبراء المرضى . الإسراء والمعراج. تكثير الطعام القليل بين يديه. وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم توفّي الرّسول صلى الله عليه وسلّم يوم الإثنين 12/ ربيع الأول / 11هـ، ولقد عانى سيدنا محمد قبل وفاته من صداعٍ شديدٍ، واشتدّ عليه حتى أصيب بالحمى الشديدة، وذهب قبل وفاته لبيت زوجته عائشة لأن بيتها بجانب مسجده، وتوفّي الرسول وهو يقول: " مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى". |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الجمعة 26 رمضان 1440 نبي لبني إسرائيل من بعد موسى هو شمويل ويقال له: أشمويل بن بالي بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا. (ج/ص: 2/ 7) قال مقاتل: وهو من ورثة هارون. وقال مجاهد: هو أشمويل بن هلفاقا، ولم يرفع في نسبه أكثر من هذا، فالله أعلم. حكى السدي بإسناده عن ابن عباس، وابن مسعود، وأناس من الصحابة، والثعلبي وغيرهم: أنه لما غلبت العمالقة من أرض غزة وعسقلان على بني إسرائيل، وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وسبوا من أبنائهم جمعاً كثيراً، وانقطعت النبوة من سبط لاوي، ولم يبق فيهم إلا امرأة حبلى، فجعلت تدعو الله عز وجل أن يرزقها ولداً ذكراً، فولدت غلاماً فسمته أشمويل، ومعناه بالعبرانية إسماعيل، أي سمع الله دعائي. فلما ترعرع بعثته إلى المسجد وأسلمته عند رجل صالح فيه، يكون عنده ليتعلم من خيره وعبادته، فكان عنده فلما بلغ أشده بينما هو ذات ليلة نائم إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد، فانتبه مذعوراً، فظنه الشيخ يدعوه فسأله: أدعوتني؟ فكره أن يفزعه. فقال نعم. نم، فنام. ثم ناداه الثانية فكذلك، ثم الثالثة، فإذا جبريل يدعوه فجاءه فقال: إن ربك قد بعثك إلى قومك، فكان من أمره معهم ما قص الله في كتابه، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 246-251]. قال أكثر المفسرين: كان نبي هؤلاء القوم المذكورين في هذه القصة هو شمويل. وقيل: شمعون. وقيل هما واحد الأسباط مُفرد كلمة أسباط في اللغة العربيّة هو سبط ومعنى السبط في اللغة العربيّة ولد الابنة حيث إنّ ولد الابن يسمى بالحفيد. وقد ورد في القرآن الكريم ذكر الأسباط في عدة مواقع وقد كان يُقصد بهم هنا أولاد سيدنا يعقوب بن إسحاق عليه السلام وهم اثنا عشر ولد الذين أتت منهم طوائف بني إسرائيل، ومن أحد هذه الأيات الكريمة قوله سبحانه وتعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة الأعراف آية رقم 160. وقد روي أنّ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان ينادي الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بالسبطين كناية عن كونهما أبناء ابنته. وأمّا عن أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام أو الأسباط الاثني عشر فأسمائهم هي روبين، شمعون، يهودا، يساكار، زبولون، بنيامين، دان، ونفتالي، وجاد و أشير، وهناك ابنين اثنين ليوسف عليه السلام وهما منشي وافرائيم وهما يكملون عدد الأسباط الاثني عشر، وهناك لاوي بن يعقوب لكنّهُ لم يحمل اسم السبط. وقد تَمّ تقسيم الأراضي المقدسة في فلسطين من قبل وصي موسى بن عمران عليه السلام يوشع بن نون بين الأسباط ومن ثُمّ أعطى الكهانة لأولاد لاوي ابن يعقوب عليه السلام، وقد عُرف عن أكثر الأسباط وذريتهم إيمانهم القوي بالله وصلاحهم. في بداية الأمر وفي الفترة ما قبل وفاة سليمان عليه السلام كان الأسباط يعيشون تحت حكومة موحدة على الأراضي المقدسة ويعيشون في اتفاق، ولكن وبعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام تم تقسيم الأراضي المقدسة إلى قسمين وتقسيم الحكومة إلى حكومتين، واحدة يحكمها ذرية الأسباط العشرة من ذُريّة يعقوب عليه السلام وسموا دولتهم بمملكة يهوذا، والآخرى يحكمها ذُريّة ابني يوسف عليه السلام وسموا دولتهم مملكة إسرائيل. ومن هنا كبرت هذه الذُريّة وكونت شعوباً وقبائل كثيرة، فمن زبوبون 55 ألف شخص من أعقابه ، ومن أولاد يهوذا الخمسة أتى أكثر من 4400 شخص، ومن أولاد روبين الأربعة أتى 40 ألف شخص، ومن شمعون أتى 60 ألف شخص ودان أيضاً أتى منه نفس العدد. وأما نفتالي فتجاوز أعداد ذُريّته 53 ألف شخص وجاد أكثر من 40 ألف وأشير أكثر من 41 ألف ولاوي 22 ألف وبنيامين أكثر من 35 ألف وأمّا ذُريّة يوسف عليه السلام فوصلت إلى أكثر من 70 ألف. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
السبت 27 رمضان 1440 الخضر عليه السلام إنّ طلب العلم في الإسلام من أهمّ الأعمال وأحبّها إلى الله تعالى، حيث إنّ الأنبياء والرّسل -عليهم الصلاة والسلام- جميعاً كانوا حريصين على طلب العلم وتعليمه لأتباعهم، ومن الأمثلة على ذلك: تعليم الله -تعالى- لأبي البشر آدم عليه السلام؛ حيث علّمه الأسماء كلّها ثمّ عرضها على الملائكة ثمّ سأله عنها أمامهم، ومن الأمثلة أيضاً: قصة موسى -عليه السلام- مع الخضر في سورة الكهف، وما ذُكر فيها من حبّ موسى -عليه السلام- للعلم وتواضعه للخضر مع أنّ موسى كليم الله وأعلم أهل الارض بالتوراة، بالإضافة إلى صبره على التعلّم وحرصه على ذلك. سبب خروج موسى للقاء الخضر أخبر موسى -عليه السلام- فتاه يوشع بن نون بأنّه سيخرج برحلة الى مجمع البحرين للقاء الرجل الصالح واسمه الخضر، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً)، وكان سبب الرحلة أنّ موسى -عليه السلام- قام في أحد الأيام خطيباً في بني إسرائيل فسألوه عن أعلم أهل ألأرض فقال موسى بأنّه هو، فعاتبه الله -تعالى- لأنّه لم يُرجع الفضل لخالقه، وأخبره بوجود مَن هو أعلم منه في مجمع البحرين، فسأل موسى ربّه كيف يُمكن الوصول إليه، فأمره الله -تعالى- بالخروج وأن يأخذ معه حوتاً، وفي المكان الذي يُفقد فيه الحوت يكون الرجل الصالح، فانطلق موسى -عليه السلام- ومعه فتاه يوشع والحوت، فلمّا بلغا الصخرة غلبهما النّعاس فناما، فخرج الحوت من مكانه وهرب إلى البحر، ثمّ استيقظ موسى -عليه السلام- وتابع مسيره في البحر دون أن يتفقّد الحوت، وبعدما نال التعب والجوع منهما قال لفتاه بأنّه يريد أن يأكل، فتذكّر الفتى أمر الحوت وقال له بأنّه نسي الحوت عند الصخرة وأنّ ذلك من الشيطان، فعاد موسى -عليه السلام- إلى المكان الذي فقد فيه الحوت فوجد العبد الصالح. لمّا رجع موسى -عليه السلام- وجد رجلاً حوله عشب أخضر فسلّم عليه وعرّف عن نفسه، فعرفه الخضر وقال له بأنّه موسى بني إسرائيل، وأنّ الله -تعالى- آتاه علماً لا ينبغي تعليمه وهو التوراة، وأنّ الله آتى الخضر علماً لا ينبغي لموسى أن يعلمه، ثمّ نظر إلى البحر وإذ بطائر أخذ القليل من الماء بمنقاره، فقال الخضر: وما علمي ولا علمك بالنسبة لعلم الله إلّا كما أخذ هذا الطائر من البحر، فبادره موسى -عليه السلام- بطلب العلم عنده، فقال له الخضر بإنّه لن يستطيع أن يصبر، وقال ذلك لأنّه يعلم أنّ موسى -عليه السلام- لا يسكت عن الإنكار على مخالفة الشرع لأنّه معصوم، ولكنّ موسى تعهّد له بألّا يعصي له أمراً، وألّا يسأله عن شيء يفعله حتى يُفسّره له، فوافق الخضر على ذلك، وبدأت الرحلة وعندما أرادوا أن يعبروا البحر ركبوا في السفينة، فجعل الخضر فيها ثُقباً ووضع فيه وتداً، فغضب موسى وقال للخضر بأنّه سيكون أول الهالكين لأنّه أراد هلاك الناس في السفينة، فذكّره فتاه يوشع بالعهد الذي قطعه فتذكّر ثمّ قال له الخضر ألم أقل لك إنّك لن تصبر على رفقتي، فاعتذر منه وقال لا تلمني بما نسيت، وما أن وصلوا إلى الساحل حتى وجدوا مجموعة من الفتيان يلعبون فأخذ الخضر أحدهم فقتله، فغضب موسى -عليه السلام- وقال له أقتلت نفساً بريئةً من دون ذنب، إنّ هذا لأمر فظيع، فذكّره الخضر بالعهد وقال له ألم أقل لك أنّك لن تصبر على ما أفعل، فاعتذر منه موسى -عليه السلام- وطلب منه فرصةً أخيرةً وقال له إن سألتك عن شيء بعدها فلا ترافقني، ثمّ تابعوا رحلتهم حتى دخلوا على قرية وقد مسّم الجوع والتعب فطلبوا من أهلها بعض الطعام فلم يطعموهم شيئاً، ثمّ وجدوا جداراً لأحد البيوت قارب على الانهيار، فأقامه الخضر فتعجّب موسى -عليه السلام- من ذلك وقال له لو أنّك أخذت منهم أجر عملك لكان خيراً لك، فقال له الخضر سنفترق وسأخبرك بتفسير الأعمال التي لم تصبر عليها. حيث إنّ السفينة كانت لأناس مساكين يعملون في البحر وكان هناك مَلك ظالم يأخذ أفضل السفن ويترك السفن التي فيها عيب أو نقص فلمّا رأى الثقب الذي صنعته تركها لهم، وأمّا قتل الغلام لأنّه كافر وسيُتعب والديه بكفره وعناده وكبره وضرر موته على والديه أقل مفسدةً ممّا سيفعله بهما لو كان حياً وسيبدلهما الله بولد مؤمن يُدخل السرور على قلبيهما، وأمّا الجدار الذي في القرية فتحته كنز لولدين يتيمين كان أبوهما مؤمناً، فأراد الله أن يبقى الكنز تحت الجدار القديم ولا ينهار حتى يبلغا سنّ الرشد ويستخرجاه. لقمان الأرجح أنه ليس بنبي لقمان بن ياعور أو ما يعرف ايضاً بلقمان الحكيم، وقيل بأنّه ابن أخت أيوب عليه السلام، وقيل بأنّه ابن خالته، وقد كان لقمان من أهل سودان مصر وتحديداً من قرية نوبة حبشي الذين تميزوا بامتلاكهم بشرة سمراء وقدمين مشققتين، بالإضافة إلى شعرٍ مجعد، واختلفت الأخبار الواردة إلينا عن طبيعية عمله، فمنهم من اعتقد أنّه كان خياطاً، ومنهم من اعتقد بعمله في مهنة النجارة أو الرعي، ويشار إلى أنّه عاش في الحقبة التي عاش فيها سيدنا داود عليه السلام قبل أن يُصبح نبياً، وفي هذا المقال سنتحدث عن قصة لقمان الحكيم. أحداث قصة لقمان الحكيم نال لقمان الكثير من العلم والحكمة على يد سيدنا داود عليه السلام حتى نال المحبة من الله سبحانه وتعالى الذي وهبه فيضاً كبيراً من العلم والحكمة، مما خوّله ليكون حكيماً وخليفة لله على الأرض وقد عرف بلقمان الحكيم؛ والسبب في ذلك يعود إلى شدة حنكته ومهارته في حل المنازعات، حيث إنّه عمل قاضٍ لبني إسرائيل. من القصص التي تدل على حكمته وفطنته الكبيرتين هو أنّه عندما جاء سيده يوماً بشاة وقال له: (اذبح هذه الشاة وائتني بأطيب مضغتين فيها) فذبحها وجاء بكلٍ من اللسان والقلب، ثمّ في اليوم التالي قال له سيده اذبح هذه الشاة وائتني بأخبث مضغتين فيها، فآتاه الله كلاً من القلب وكذلك اللسان، فتعجب سيده من ذلك، فما كان من لقمان الحكيم إلا أن قال: (ليس شيئاً أطيب منهما إذا طابا ولا شيئ أخبث منهما إذا خَبُثاً)، حينها أمر سيده بتحريره لحكمته وذكائه، وبعد تحررّه قرر الخروج من مصر والسفر إلى فلسطين، وقد كان ذلك في فترة بعث سيدنا داود عليه السلام، حيث عمل أجيراً عنده وقد لاحظ النبي داود حكمة هذا الرجل، فما كان منه إلا أن عينه قاضٍ على بني إسرائيل، ثمّ أصبح فيما بعد قاضٍ للقضاة. وصايا لقمان الحكيم لابنه اشتهر لقمان بوصاياه العظيمة التي أوصاها لابنه والتي خلدها القرآن الكريم؛ نظراً لأهميتها وقيمتها الكبيرة، ولعل أحد أهم هذه الوصايا قوله لابنه: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]، ومن أهم الوصايا أيضاً: الإكثار من قول رب أغفر لي؛ لأنّه توجد لله ساعة لا يرد فيها الداعي. مجالسة العلماء ومزاحمتهم؛ وذلك لأنّ الله يحي القلوب الميتة من خلال نور الحكمة كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء. غلب الشيطان باليقين خاصةً إذا جاء للإنسان من باب الشك والريبة، كذلك غلبه بالقبر والقيامة في حال جاء للإنسان من باب السآمة، وإخباره أنّ الدنيا مفارقة ومتروكة في حال جاء للإنسان من باب الرغبة والرهبة. تحدّثه عن أنّ الدار الآخرة أقرب للإنسان من الدار الدنيا؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنّ الإنسان يسير نحو الدار الآخرة ويبتعد عن الدار الدنيا. تجنّب تأخير التوبة لأنّ الموت يأتي بغتة. تقوى الله سبحانه وتعالى، مع عدم إظهار خشية الله أمام الناس؛ حتى لا يكرموا هذا الإنسان وقلبه فاجر بالله. تجنب الديْن؛ وذلك لأنّه ذلٌ في النهار وهمٌّ في الليل. تجنب الكذب. تجنب الأكل على شبع؛ فخير للإنسان أن يقذف هذا الطعام للكلب على أن يأكله. الالتزام بالجهاد لأنّه يعتبر ذروة سنام الإسلام. اتخاذ تقوى الله سبحانه وتعالي تجارة؛ حتى يحصل الإنسان على الربح دون بضاعة. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأحد 28 رمضان 1440 عزير يقال عنه عزير ويقال أنه نبي من أنبياء الله انزله الله على بني اسرائيل وهناك رأي آخر يقول انه رجل صالح وهو حبر من أحبار بني اسرائيل . ويقال ان نسبة يعود إلى لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام . حيث قال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وقد ورد ذكره في القران في موضع آخر حيث قال الله تعالى (( وقالت اليهود عزير ابن الله) . وهنا نود أن نوضح قصة العزير ذلك النبي أو الرجل الصالح الذي أماته الله وهو كان من بني اسرائيل وأعطاه الله من العلم والحفظ الشيء الكثير والقصة هنا تقول أن ذلك الرجل الصالح كان ماشياً وهو على ظهر حماره وبعد أن سار فترةً من الزمن مر على قرية ولكن هذه القرية كانت خاوية لا يوجد أحد فيها وهنا توقف وتعجب وقال هل من الممكن أن يحيي الله القرية وهي خاوية على عروشها كما ورد في سورة البقرة حيث قال الله تعالى على لسانه ((أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا) . عندها أماته الله وهو نائم وقبض روحة لمائة عام ثم بعثه الله مرةً أخرى من جديد وعندها استيقظ العزير من نومه فأرسل الله من يسأله وكان ذلك الذي يسأله هو ملك من الملائكة على هيئة بشر وقام بسؤال عزير كم المدة التي مكثها نائماً كما قال الله تعالى في محكم كتابه (قَالَ كَمْ لَبِثْتَ) فرد العزير الإجابة إلى من قام بسؤاله انه لبث نائماً يوماً أو جزءاً من اليوم كما قال الله تعالى في سورة البقرة (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) اذاً الجواب كان أنه لبث مدة قصيرة . ولكن الملك الذي سأله رد عليه أنه لبث ميتأً مائة عام كاملة حيث قال الله تعالى في كتابه (قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ) (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) إذاً من الأيات السابقه نعرف أنه مات مائة عام وبعثه الله من جديد ليجعله آية للناس حيث قال الله تعالى في القرأن الكريم (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ). عندئذٍ عرف عزير أن الله قادر أن يميته ويحيه ويحيي القرية التي كانت خاوية على عروشها (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وعندها خرج إلى القرية فوجدها قد عمرها الإنسان وبدأ يتجول فيها . وهو يتجول في القرية قام بالسؤال عن عزير فقال له الناس نعم نعرفه لقد أماته الله منذ مائة عام وعندها قال لهم أنا عزير قد أحياني الله مرةً أخرى وعندها بدأ يعلم الناس التوراة مرةً أخرى ويجددها لهم وعندها قدسوه وأدعوا باطلاً أنه ابن الله كما قال الله تعالى في محكم كتابه (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ) وهذا مخالف لديننا الحنيف الذي وصف عزير أنه رجل صالح أماته الله مائة عام كي يكون آيةً للناس عن قدرة الله سبحانه وتعالى (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) . وفي مدينة القدس يوجد قبر يعتقد أنه للعزير . الملك تبع تبع هو لقب ملوك مملكة حمير حسب ما ظنه المؤرخون العرب بينما بالنقوش اللقب الملكي الحميري هو "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، أما "بنو تبع" هم أقيال (أمراء) شعب حُملان بالنقوش. وتقع بلدة حُملان في مركز بنو أحمد الإداري، في مديرية حفاش، جنوب محافظة المحويت. ويعتقد بعض المفكرين أنّ تبع كان رجلاً مؤمناً، واعتبروا تعبير (قوم تبّع) الذي ورد في آيتين من القرآن دليلاً على ذلك، حيث أنّه لم يُذَمّ في هاتين الآيتين، بل ذُم قومه، والرّواية المروية عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهدة على ذلك، ففي هذه الرواية أنّه قال: (لاتسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم). وورد في رواية أُخرى: إنّ تبعاً لما قدم المدينة ـ من أحد أسفاره ـ ونزل بفنائها، بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنونها فقال: إنّي مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية، ويرجع الأمر إلى دين العرب. فقال له شامول اليهودي ـ وهو يومئذ أعلمهم ـ أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل، مولده بمكّة اسمه أحمد. ثمّ ذكروا له بعض شمائل نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال تبّع ـ وكأنّه كان عالماً بالأمر ـ: ما إلى هذا البلد من سبيل، وما كان ليكون خرابها على يدي بل ورد في رواية في ذيل تلك القصة أنّه قال لمن كان معه من الأوس والخزرج: أقيموا بهذا البلد، فإنّ خرج النّبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم، حتى أنّه كتب رسالة أودعهم إياها ذكر فيها إيمانه بالرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويروي صاحب أعلام القرآن أنّ تبّعاً كان أحد ملوك اليمن الذين فتحوا العالم، فقد سار بجيشه إلى الهند واستولى على بلدان تلك المنطقة. وقاد جيشاً إلى مكّة، وكان يريد هدم الكعبة، فأصابه مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه. وكان من بين حاشيته جمع من العلماء، كان رئيسهم حكيماً يدعى شامول، فقال له: إنّ مرضك بسبب سوء نيتك في شأن الكعبة، وستشفى إذا صرفت ذهنك عن هذه الفكرة واستغفرت، فرجع تبع عما أراد ونذر أن يحترم الكعبة، فلما تحسن حاله كسا الكعبة ببرد يماني. ذكر ابن كثير أن تبع اسمه أسعد أبو كريب وهو الذي مر على المدينة وحارب أهلها ثم سالمهم وترك عندهم لوحا فيه شعر، يذكر فيه أنه مؤمن بالنبي الذي سيبعث ويهاجر إلى المدينة، فتوارثوه إلى أن وصل إلى أبي أيوب الأنصاري، وهو الذي نزل عنده النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة مهاجراً، وتبع هو الذي كسا الكعبة المشرفة ودعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى، ثم لما توفي عادوا بعده إلى عبادة الأصنام والنيران. وقد وردت قصّة كسوة الكعبة في تواريخ أُخرى حتى بلغت حد التواتر. وكان تحرك الجيش هذا، ومسألة كسوة الكعبة في القرن الخامس الميلادي. سبب التسمية سبب التسمية قال في التحرير والتنوير: قيل سموه تبعا باسم الظل لأنه يتبع الشمس كما يتبع الظل الشمس، ومعنى ذلك: أنه يسير بغزواته إلى كل مكان تطلع عليه الشمس، كما قال تعالى في ذي القرنين: فأتبع سببا * حتى إذا بلغ مغرب الشمس.. إلى قوله: لم نجعل لهم من دونها سترا، وقيل لأنه تتبعه ملوك مخاليف اليمن، وتخضع له جميع الأقيال والأذواء من ملوك مخاليف اليمن وأذوائه، فلذلك لقب تبعا لأنه تتبعه الملوك. تبع نبيا أم ملكا فقط أختلف هل كان نبياً أو ملكاً فقط؟ فقال ابن عباس: كان تبع نبيا، وقال كعب: كان تبع ملكا من الملوك، وكان قومه كهاناً، وكان معهم قوم من أهل الكتاب، فأمر الفريقين أن يقرب كل فريق منهم قربانا ففعلوا، فتقبل قربان أهل الكتاب فأسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: لا تسبوا تبعاً فإنه كان رجلا صالحا. وقال الكلبي: تبع هو أبو كرب أسعد بن ملك يكرب، وإنما سمي تبعا لأنه تبع من قبله، وقال سعيد بن جبير: هو الذي كسا البيت الحرام، وقال كعب: ذم الله قومه ولم يذمه. |
رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الإثنين 29 رمضان 1440 وكل عام وأنتم بخير يوشع بن نون قصة يُوشَع بن نون عليه السلام كُلنا يذكر لما خرج نبي الله موسى مع بني إسرائيل من مصر مُتوجها بهم إلى بيت المقدس لِيفتحها كلنا نتذكر أنه لما وصل معهم إلى فلسطين وأمرهم بالدخول إليها لِفتح بيت المقدس ماذا صنع بنو إسرائيل؟ قالوا لموسى عليه السلام إذهب أنت وربك فقاتِلا إنا ها هنا قاعدون لن نذهب معك يا موسى لن نُقاتل معك. الجُبن كان متأصِّلاً في بني إسرائيل فعاقبهم الله عز وجل أربعين سنة يَتِيهُونَ في الأرض تِيهْا لا يعرفون أين الطريق ثم توفي نبي الله موسى عليه السلام وخلَّف بعده يوشع بن نون فتاه الذي ذهب معه لِيَلْتَقِي بالخَضَر، ذلك الفتى إسمه يوشع بن نون صار نبيا على بني إسرائيل وظل معهم فترة من الزمن حتى إنقضت الأربعون سنة فلما إنقضت هذه الأربعون سنة جَهَّزَهُم يوشع للقتال وقال أريد أن أفتح بكم بيت المقدس ولكن بشرط واحد قال لا أريد أن يخرج معي رجل مَلَكَ بِضْعَ إمرأة وهو يريد أن يبني بها يعني رجل عقد على إمرأة ويريد أن يدخل بها هذا الرجل لا أريده معي في القِتال لأن قلبه متعلق بامرأته قال أيضا لا أريد أن يَأتِيَنِي إنسان بَنَى بيتاً ولم يرفع سقفه يعني ما إكتمل بناء البيت لأن قلبه مُعلق بالبيت وأيضا لا أريد أن يَأتِيَنِي رجل عنده غنم وهو ينتظر وِلادها فإنني أيضا لا أريده. يريد كل رجل بطل شجاع تربى الجيل الجديد الآن يريد أن يخرج معه رجل لا يتعلق قلبه بالدنيا أبداً. }إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} وخرج الجيش الذي يُقدر بالألاف مع نبي الله يوشع بن نون متوجهين إلى بيت المقدس إلى فلسطين إلى الأرض المباركة التي بارك الله عز وجل فيها ذهب معهم إلى بيت المقدس وإذا ببيت المقدس قد حُصِّنَ بحصون عظيمة للقوم الجبَّارِينَ وإذا ببني إسرائيل يريدون أن يقتحموا هذا الحصن لم يستطيعوا فحاصروا بيت المقدس ستة شهور كاملة حصار وأي حصار ستة شهور يُحاصرون بيت المقدس لِدخول فلسطين والأرض المقدسة لكنهم مع هذا لم يستطيعوا ستة شهور والحصار الشديد وبنو إسرئيل قد صمدوا هذه الفترة والله عز وجل يُثبتهم ومعهم يوشع بن نون ليس الأمر بِالهَيِّنْ ستة شهور حصار أمر صعب وأمر كبير لكنهم ثَبَتُواْ لكنهم صبروا ثبَّتَهُم الله عز وجل يُقاتلون في سبيله صفا كأنهم بُنيان مرصوص الله عز وجل ثبَّتَهُمْ وجعلهم كالبنيان المرصوص فلما جاءت ساعة إنهيار هذا الحصن فإذا بيوشع بن نون يأذن لهم بالقتال لِيَنْدَكَّ الحِصْنُ بمن فيه لِيدخلوا بيت المقدس وإذا بهم يُجالدون جَلَداً مات منهم في ذلك اليوم إثنا عشر ألفا{ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ } لم يضعفوا في ذلك اليوم ولم يهنوا في ذلك اليوم كانوا يُقاتلون مع نبي الله يوشع بن نون ظل القتال الطويل ويموت الناس وتزهق أرواح الشهداء ويُقدمون أنفسهم لِفتح بيت المقدس لأول مرة بنو إسرائيل المؤمنون الموحدون مع نبي الله يوشع يريدون أن يفتحوا الأرض المباركة الأرض التي بارك الله عز وجل فيها للعالمين الأرض التي تعلقت بها قلوب الأنبياء لِدخولها هذه الأرض جاءت اللحظة الحاسمة التي يدخل بنو إسرائيل إليها فإذا بهم يصلون للحظة الحاسمة ويأتي يوم الجمعة وبدأت الشمس الآن تحين على الغروب فإذا غربت شمس يوم الجمعة تدخل ليلة السبت وليلة السبت بنو إسرائيل لا يتحركون فيها لايعملون فيها حرم الله عز وجل عليهم فيها العمل والقتال والجهاد في سبيل الله إذاً ماذا نصنع إذاً ماذا نفعل الشمس ستغيب وستأتي ليلة السبت ماذا نصنع يا يوشع إذا غابت الشمس فإننا سنتوقف وفعلاً سيفعل هذا أيضاً يوشع بن نون سيتوقف عن القتال فإذا بيوشع ينظر إلى الشمس ويكلمها أول نبي يكلم الشمس يأمرها بأمر من الله إنه يوشع بن نون نبي الله يأمر الشمس بأن تقف قال أيتها الشمس إنني مأمور وأنت مأمورة أنا مخلوق وأنت مخلوقة كلنا نسير في أمر الله عز وجل ثم قال اللهم إحبسها لي ساعة اللهم إحبسها لساعة ولم يحبس الله عز وجل الشمس لأحد إلا ليوشع بن نون فحبسها الله عز وجل له ساعة من الزمن حتى إقتحم بيت المقدس وفِتحت بإذن الله عز وجل توقفت الشمس ليوشع ولبني إسرائيل كرامة لهم إنها معجزة أعطاها الله عز وجل لهذا النبي وتم فتح بيت المقدس. أمر الله عز وجل بني إسرائيل إذا دخلوا بيت المقدس ألا يدخلوه إلا وهم سُجدا خاضعون لله عز وجل وهم يقولون ربنا إغفر لنا وحُطَّ عنا خطيانا أمرهم يوشع بن نون بهذا لأنه فتحٌ عظيم فهذه الأرض مُباركة فيها رزق كبير عظيم لمن سكنها فأمروا بهذا الأمر أن يدخلوا سُجدا بيت المقدس الأرض المباركة وأن يستغفروا الله عز وجل ويقولوا حِطَّةٌ لكن بني إسرائيل وللأسف دخلوا بيت المقدس على أدبارهم يستهزؤون بأوامر الله عز وجل ليس هذا فقط فبدل أن يقولوا "حِطَّة" أي إغفر لنا ربنا خطايانا إذا بهم يقولون "حِنْطَة" أي حبة في شعرة إستهزاء على أمر الله عز وجل { وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا } أدخلوا بيت المقدس سُجَّداً { وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِين } فإذا بهم يُبدلون أمر الله عز وجل ويقولون حنطة إستهزاء بأوامر الله فأصابهم الله عز وجل ببلاء عظيم أنزل عليهم الرجز "الطاعون" فحصد منهم ألوفا من البشر فإذا بهم ... (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) أنزل الله عز وجل عليهم الطاعون هذا المرض الذي حصد منهم ألوفاً مؤلفة فأنزلنا عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون. بفسقهم وفجورهم وظلمهم وعدوانهم عاش بنو إسرائيل في بيت المقدس سنوات طويلة ودهورا عديدة كلما جاءهم نبي إذا بهم إما أن يكفروا به أو يقتلوه بين الكفر وبين القتل عاش بنو إسرائيل مع أنبيائهم بل إن هناك صخرة في فلسطين قُتِلَ عليها سبعون من الأنبياء إنه القتل وسفك الدماء للأنبياء بنو إسرائيل عاشوا حِقبة طويلة في فلسطين في بيت المقدس يُحاربون كثيرا من الانبياء ويُعادون كثيرا من الأنبياء ويقتلون من شاؤوا من الأنبياء (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ). بنو إسرائيل وهم في الأرض المباركة إبتلاهم الله عز وجل ببلاء عظيم دخل عليهم رجل إسمه "بُخْتُ نُصُّرْ"قتل من قتل سفك الدماء سَبَا النساء لم يترك بني إسرائيل على حالهم بل قتل فيهم وسفك فيهم دماء كثيرة حتى أخرجهم من هذه الأرض المباركة ثم قال بنو إسرائيل بعد أن بعث الله عز وجل فيهم نبيا إسمه" شَمُوِيلْ "نبي لبني إسرائيل أحد الأنبياء الذين بعثهم الله عز وجل لهذه الأمة ذهبوا إلى هذا النبي وقالوا له سَئِمْنَا هذه الحياة سَئِمْنَا مما يحصل لنا يا نبي الله فابعث لنا مَلِكاً لِنقاتل من ورائه نقاتل القوم الظالمين ونرجع إلى الأرض المقدسة فإذا بنبي الله عز وجل يدعوا الله جل وعلا سيأتي إلى قومه بني إسرائيل ويقول لهم هل عَسَيْتُمْ إن كُتِبَ عليكم القتال ألا تُقاتلوا أنا أخشى أنَّكُمْ إذا كُتِبَ عليكم القتال لا تُقاتلون فرد بنو إسرائيل على نبيهم قائلين ( وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ) أكثر الناس الذين كانوا يطلبون القتال في سبيل الله وقت الجد تخلوا وبقي جزء كبير فقالوا لنبيهم من الملك الذي سوف نقاتل وراءه قال لهم نبيهم { إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً } رجل إسمه طالوت سيكون الملك عليكم الذين تقاتلون من ورائه قالوا ألم يجد ربك إلا طالوت يجعله علينا ملكا فلم يُأتى سعة من المال ونحن أحق بالملك منه كيف تجعل علينا هذا الملك وليس من الأغنياء الأثرياء وليس من سلالة الملوك لا نقبل به ملكا قال لهم نبيهم سوف تكون معه آية من آيات الله عز وجل قالوا وأي آية قال لهم نبيهم أتذكرون التابوت الصندوق الذي سلبه منكم " بُخْتُ نُصُّرْ" هذا "التابوت" صندوقٌ كان لبني إسرائيل وَيَتَوَارَثونَهُ جِيلاً بعد جيل فيه بعض ألواح موسى عليه السلام فيه عصا موسى عليه السلام هي بقية من أثار موسى وهارون هذا الصندوق تحمله الملائكة سوف يأتي إليكم هذا الصندوق يُرجعه الرب عز وجل إليكم لِتُقاتلوا مع الصندوق تحمله ملائكة تأتي به في سكينة ووقار فإذا جاء الصندوق هذا دليل على أن الله عز وجل جعل عليكم طالوت ملكا وفعلا جاءهم هذا التابوت ونزل عليهم هذا الصندوق. الصندوق الذي أوحى الله عز وجل به للملائكة أنِ إأتوا به فجأة جاءهم هذا التابوت ونزل عليهم هذا الصندوق فيه آثار موسى عليه السلام وآل هارون نزل هذا التابوت فآمن بنو إسرائيل أن طالوت سيكون هو الملك عليهم وفعلا فإذا بطالوت هذا الملك القوي الشجاع يقود الجيش المؤمن لِقتال أعداء الله عز وجل إنه الإعداد للقتال إنه التجهيز هذا الملك كائنا من كان الله عز وجل هو الذي وَلاَّهُ عليكم { قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ } بنو إسرائيل دائما يختلقون الأعذار مرة يقولون نحن أولى بالنبوة من هذا النبي نحن أولى بالملك من هذا الملك نحن لا نقبل بهذا نحن لا نرضى بهذا كلما جاءهم أمر من أوامرالله عز وجل إختلقوا الأعذار لكنهم لما رأو الآية التي نزلت إقتنعوا بأن هذا الأمر من عند الله عز وجل ثم قام هذا الملك وهو طالوت يقود الجيش الإسلامي للجهاد في سبيل الله وبدأ النفير العام لِيخرج بنو إسرائيل كلهم لِقتال أعداء الله عز وجل ليذهبوا إلى ذلك المكان المبارك في تلك الأرض المباركة خرج الرجال لِيُقاتلوا في سبيل الله معهم المسلحون الأبطال الشجعان نبي الله " شمويل " في ذلك الزمان يوحي الله عز وجل إليه بأن يبدؤوا بالقتال لِيرجعوا إلى الأرض المباركة إلى الأرض المقدسة وتوجه الجيش بقيادة طالوت ذلك الملك وفي الجيش شاب فتى صغير إسمه داود هذا الفتى سيكون نبيا من الأنبياء في يوم من الأيام لكنه إلى الآن ما صار نبيا إلى الآن هو شاب صغير يُقاتل في سبيل الله مع الجيش المؤمن الموحد الذي سيرجع إلى الأرض المباركة وسيفتح بيت المقدس مرة أخرى إذا بهذا الجيش يذهب للقتال في سبيل الله وللجهاد ذهب متوجها إلى نهر يُسمى نهر" الأردن" الإختبار الأول لجيش طالوت الإختبار الأول لهذا الجيش المؤمن قبل أن يلقى أعداء الله عز وجل إنطلق الجيش بقيادة طالوت لِيُقاتلوا في سبيل الله عز وجل قيل بلغ ثمانين ألفا إنطلقوا بقيادة طالوت وفيهم فتى إسمه داود سيكون نبيا من الأنبياء إنطلق الجيش وفي طريقه وصلوا إلى نهر قيل هو نهر الأردن فتوقفوا عند هذا النهر الثمانون ألفا كما قيل فإذا بطالوت يقول لهم إن الله عز وجل سيختبركم الان إختبارا هذا الجيش عشرات الألاف سيختبره الله عز وجل قالوا ما هذا الإختبار قال هذا النهر وكانوا عطشى قال هذا النهر يحرم عليكم، الشرب منه ممنوع، تصوموا عن شرب هذا النهر إلا شربة واحدة إلا غُرفة واحدة طوال اليوم { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً } شربة واحدة طِوال اليوم { إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ } لأن وراءهم جِهاد في سبيل الله و قتال في سبيل الله الذي لا يقدر على الصوم صوم عدم شُرب من ماء يوم واحد فإنه لن يقدر على الجهاد في سبيل الله ولن يُقاوم أعداء الله عز وجل فالقتال أمر صعب. الله عز وجل أراد أن يُصفي الجيش أن يميز الخبيث من الطيب أن يفصل هذا عن هذا قوي الإيمان هو الذي يبقي معي في الجهاد في سبيل الله الثمانون ألفا كما قيل لم يبقى منهم أحد إلا وشرب ورسَبَ في الإختبار إلا أربعة ألاف من الثمانين ألف، ستة وسبعون ألف شربوا ولم يُبالوا بأمر الله عز وجل { فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } كلهم رسبوا في الإختبار هؤلاء الذين يريدون القتال في سبيل الله أولئك الناس في البداية صفوا على هذه المجموعة القليلة ثمانون ألفا بالنسبة لِقومهم ثم هؤلاء الناس كلهم رسبوا ولم يبقى إلا هؤلاء القلة، قلة قليلة وهكذا الذي يثبت على دين الله عز وجل وعلى أوامر الله جل وعلا هم القلة من البشر وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين الأربعة ألآف إنطلقوا مع طالوت ما بقي أحد سيواجهون جيشا كبيرا رأوا جيش جالوت رأو جيشا كبيرا {قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ } الغالبية أيضا إنسحبوا وارتدوا على أعقابهم ما بقيت إلا قِلة قليلة ماذا قالت هذه القلة القليلة رفعت أيديها إلى السماء وقالت { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } واقتربت القلة القليلة إلى ذلك الجيش الكافر العظيم لِيبدأ القتال في سبيل الله عز وجل. والتقى الجيشان الجيش المؤمن والجيش الكافر أما المؤمن فبقيادة طالوت وأما الجيش الكافر فبقيادة جالوت والتقى الجيشان وكان من عادتهما قبل المعركة أن تكون هناك مُبارزة، مُبارزة بين رجل من هذا الجيش ورجل من الجيش الآخر أما الجيش الكافر الكبير الذي لا يُقارن بجيش أهل الإيمان الصغير خرج من الكفار رجل وهو قائدهم إسمه جالوت خرج لِيُبارز من يريد أن يُبارزه فتحدى في الناس قال من يُبارزني من يُقاتلني وكان رجلا قويا عظيم الجسم والبُنية مُتدرعا مُتسلحا وإذا بأهل الإيمان تراجعوا، من يُبارز هذا الرجل فقام أشجعهم من كان أشجعهم شاب صغير إسمه داود قبلَ أن يكون نبيا قال أنا أبارزك قال ألا يوجد غيرك يُبارزني ألا يوجد رجل أكبر منك سنا يُبارزني يا هذا، إإتوني برجل أكبر قال داود عليه السلام: "بل أنا أبارزك يا عدو الله" وفعلا بدأت المبارزة أهل الإيمان يدعون الله عز وجل وأهل الكفر ينصرهم الشيطان لكن شتان بين هذا وذاك. بدأت المبارزة واشتد القتال بين الإثنين وإذا بداود عليه السلام يحمل مِقلاعا بيده فيلف المِقلاع مرة ومرتين وهكذا حتى رمى به رأس الكافر فإذا بجالوت يَخِرُّ صريعاً. وإذا بجيش أهل الإيمان يُكبرون إنهم قلة لكن الإيمان ملأ قلوبهم إنهم قلة لكن الله عز وجل إسطفاهم وإذا بهم يكبرون ويهبون هبة رجل واحد على أهل الكفر وأهل الكفر لما إنهزم قائدهم وقتِل أمامهم إذا بهم يتزعزعون وإذا بهم يتراجعون وإذا بجيش أهل الإيمان ينسحب على جيش أهل الكفر كم من قتيل من الكفار ومن جريح منهم ومن أسير منهم وإذا بالجيش الكافر يتراجع وجيش أهل الإيمان يتقدمون ويتقدمون (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللهِ وَ قَتَلَ دَاوُدُ جَالُوت وَ ءَاتَاهُ اللهُ الملك) بعد أن إنتهت المعركة وانفض أهل الإيمان بعد أن إنتصروا إذا بداود عليه السلام يحبه بنو إسرائيل حباً جماً وإذا بهم يكبرون بعد النصر ويلتفون حول داود عليه السلام { وَآتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ } ونصبوه عليهم حاكماً وأعطاه الله عز وجل الحكم والنبوة فصار نبيا في بني إسرائيل. |
الساعة الآن 50 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية