![]() |
بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
من جديد نلتقي على ضفة البوح ..
في ثنائية جديدة في ثوب جديد .. حوارية تعطي لكل سؤال جوابا .. مني سؤال ومنك جواب يتلوه سؤال .. لكن .. قبل البداية .. كلمة منك . على بركة الله |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
salut, c'est encore moi
fais moi, un bon caf وعدنا، أهلاً رشيد ونحتاج لقهوة وبعض من الزهور لطاولة لقاءنا الجديد محبتي وتقديري :nic5: |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
Salut Arouba , je suis prêt .. Avos marques , prêts ? ... Partez le voilà ton café bien préparé de mes mains طبعا عروبة .. هذا ما يجعل الحوارية تنطلق في أبهى حلة . :nic103::nic103::nic103::nic103: :nic93::nic93::nic93::nic93: |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
عروبة ..
عرفتك فراشة تزين المنتدى بألوانها الزاهية .. تنثر الحب والمودة وتروي الصفحات حروفا من ندى .. عرفتك وقد امتزج فيك رذاذ البوسفور وأريج الياسمين الدمشقي .. فمن أنت بالنسبة لمن لا يعرفك ؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
عروبة، ورقة حمراء في وجه الأعاصير، تلوح للريح بأن تبطئ في المسير، تبتعد عن عتبات ضلوعها
تناشد القمر برومانسية، وتبحث عن نور الشمس في غياهب المجرات. ترافق عصافير السماء، تغني للحرية تبتسم في الأزمات، وأبداً قلبها نقاء هناك، في أروقة المسافرين، تبحث عن مقعد فوقه ترمي بتعبها بأزماتها، بدمعها بكل ما في جعبتها من أنين. هي، أودية فراشات! تنفض شرنقاتها بألم، تبهج الآخرين، لكنها تحرق نفسها أمام أول طعنة سكين! هي، حقول أزاهير! بين ضفافها عنفوان بساتين، وأريج ينسكب بين أوردتها يعطر ممالك العشق التي اعتنقتها بعد تتويج قياصرة الحب والقلم، أباطرةً فوق أوراق كراريسها ! وأنت رشيد، كيف تصف نفسك؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
صباح الخير
أ. عروبة أ. رشيد الميموني أبارك لكما الموسم الثنائي الجديد وأحييكما على إفتتاحه .. وأخبركم أنني من أوئل المتابعين .. تحيتي . وباقات الود . |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
أستاذ رشيد
أستاذة عروبة أبارك لكما بهذا اللقاء الثنائي ببوحه اللطيف , لقد أنست بهذا اللقاء , وحاولت النظر إليكما عن بعد , ولكن عندما وجدت الأستاذ رشيد وقد وضع على طاولة البوح أربع فناجين قهوة , ثم نظرت إلى الأستاذة عزة وقد نالها فنجان قهوة , اقتربت منكم لأحصل على الفنجان الرابع , لتكون هذه الجلسة ثنائة الحوار , وثنائية المشجعين , فما رأيكم ؟؟؟؟؟؟؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رشيد هو نتاج للقاح بين الطبيعة والحب . بين الألم والفرح .. كبرعم صغير تمخض عن ذبذبات نسيم ربيعي منعش من أيام أيار الحالمة .
رشيد هو نكهة الربيع المتجدد الذي لا يعرف للأشياء إسما سوى الحب . ولا يرى من حوله إلا الجمال رغم ما يعتري الأفق أحيانا من اكفهرار وتجهم . يقال إن من ولد في رفاهية ورغد ، في فمه ملعقة من ذهب .. وأنا أبصرت نور الحياة وفي شفتي وردة وياسمين ترتوي من دماء شراييني المفعمة ودا ولهفة للحب . آمالي وآلامي تنصهر في بوتقة واحدة فأبتسم حين أحزن وأدمع حين أفرح . طبعي يتماهى مع فصول السنة .. فأنا ربيع في اخضراره ويناعة رباه وصيف في توهجه وعنفوان مشاعري ، وخريف في سهومه ورقة نسائمه العليلة ، وشتاء في ثورة عواصفه وهيجان رياحه وغزارة أمطاره . رشيد هو الحالم دوما بواقع جميل ويحب أن يعيش واقعا جميلا يشبه الحلم . عروبة في آخر أوراقك ، وفي واحتك ، كثيرا ما وجدت الألم بين ثنايا حلم ضائع وواقع أليم يجعل لحرفك زفيرا ذا مرارة . واتصالا بما انتهى إليه جوابي أسألك : هل تحبين أن تحلمي بواقع جميل أم أنك تفضلين واقعا يشبه الحلم ؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
اقتباس:
أرجو ان نكون عند حسن ظنك . مودتي |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
اقتباس:
طلتك تسعدني ، فلك ما تريد من فناجين قهوة (ابتسامة) |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
مساء النور أ.عروبة
مساء الورد ابن العم.. عدت.. بعد فترة نقاهة. عدت،، لأرسو على ضفاف همسكما، وزادت كلماتكما من انتعاشي. أتابع بوحكما وأسئلتكما وأجوبتكما بكل شغف. وأكيد أنكما ستبدعان كما عهدناكما، وأيضا أطمح في فنجان قهوة معكما فابن العم لن يبخل علي بفنجان. دام مداد احرفكما متوهجا. تحياتي لك أ.عروبة تحياتي لك أ.رشيد. |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
عندما يخترق الألم جدار الصدر، تتطفل فوقه نوائب ونوائب
مثلما جراح فاشل أراد إثبات جدارته فيفقد المريض تواصله المعافى بالحياة ليقضي وقتاً في رسم آماله صوراً شعرية أو تعبيرية يغرق بمكاتيب الحب والأمل، ينتظر مواسم المطر لأعوام غير عابئ برمادية الأيام وسوداوية النتائج قد تزهر كلماته فيطرق محب بابه بعلاج سحري من نوع خاص تورق بين ضلوعه أغاريد حلم جميل يكون اقليماً من مواسم عشق تزهر سنابل عطاء ينتصر على الألم، يحول الحلم إلى واقع هكذا تجربتي في واحتي الغناء حلم بواقع جميل، بعد معايشة واقع يشبه الحلم. ضئيلة هي مساحات الواقع القادم كما الحلم، مثل المسافات البعيدة تطول كلما كان القادم أجمل! وأنت رشيد، ماذا تقول عن ثورة الفصول في كلماتك؟ متى تُزهر رغم الآلام، وهل هناك جراح قد تورق نبضاً ربيعياً. |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
شكراً لكل من مر وعلق بإعجاب، مثابرين على إرضاء ذائقة القراء الكرام
لطفاً.. التعليقات في صفحة مستقلة مع التحية |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]قد لا أبالغ ،عروبة ، إن قلت لك أن ما بيني وبين الفصول الربعة علاقة خاصة وجسر مودة ونبع محبة لا ينضب معينها . وقد لا أجازف بالقول إن الفصول تتقمصني وأحيانا أتقمصها فأصير ربيعا تارة وصيفا تارة وأحيانا خريفا وشتاء في بعض الأحيان.
فأنا حين أفرح أرى من حولي البراعم تتفتح في غنج والفراشات تحوم حولها في حوار شبقي يجعلها في عشق أبدي . فتبتسم الحقول وتينع المروج وتهتز الربى من حولي فتجتاحني رغبة جامحة للكتابة . وحين أحلم ، يتجاوب الخريف مع حلمي ويهديني من سهومه الشيء الكثير . فأرى في تساقط أوراقه مرور سنوات عمري وما حفلت به من سراء وضراء ، فيشاطرني حزني ويمنحني من أنسه ما يجعل هذا الحزن يتلاشى سريعا وتندثر معه أحاسيس الأسى فأكتب . الصيف يلهب مشاعري ويبعد عني الأحزان بإشراقة شمسه وصفاء سمائه فأهرع إلى البحر وأبثه شكواي التي أجد صدى لها في هدير موجه الصاخب تارة وهو يعبر عما يعتلج بداخلي من تمرد وهيجان ، والهادئ تارة وهو يلامس حنايا النفس وما تنعم به من سكينة وطمأنينة فأواصل الكتابة بشغف . ويأتي الشتاء بأعاصيره ورياحه وعواصفه فيجد تجاوبا في نفسي المحتاجة لما يهدئ من ثورتها ، ويسكب من أمطاره على وجنتي ما يخفي عبرات العين حين أذرفها خلسة عن الخلق وتكون بذلك بلسما لجراح تورق نبضا ربيعيا ينسي ولو للحظات كل الآلام ويمحو كل الآهات ، فتزهر كلماتي ويتوهج حرفي فيكون ذلك بداية لرحلة حلم جديدة . هكذا هي ثورة فصولي . عروبة هل ترين أن ما مر من زمن ذاقت فيه النفس من مرارة العيش واجترت الآلام في صمت ، أن تعوض عن ذلك كله في يوم ما ، بعبارة أخرى هل يمكنك أن تمحي كل ذكرياتك الحزينة وتخلقي لنفسك ما يخفف عنك ويمنحك السعادة من جديد ؟[/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
الذكريات الجميلة هي التي تبقى، تدغدغ ذاكرة الإنسان، توقظه على اوجاع الماضي، تحضه على مواظبة التأمل في الماضي
واِعتلاء سطور أمسه، رغم كل مقطة في شرايين دفاتره، مهما اعتراها من ضحكات أو دموع، من اوجاع وهموم من آهات وابتسامات. السعادة لا تأتي بها الذكريات، هي هوامش فردية، لها أن تأتي ولها أن تتلاشى ولها أن تسكن هوامش الضياع، لها مالها في ذاكرة أي إنسان، في الكتابة جزء من تضميد جرح، جزء من استرجاع ماض لن يعود، نعايشه لحظات، تنسكب دموعنا، توقظ الألم ولايستكين. ربما انسدلت ستائر النسيان فوق أمسنا، أنستنا أحزاننا وهمومنا لكنها تعود كلما هبت عليها نسائم محملة غبار آلام ورياح سموم تعصف بذكرياتنا تطرق دهاليز ذاكرتنا لننزوي وتنهيدات الألم تعصر بنا، تفتك بأحشائنا.. أنا ياصديقي، أحتفظ بمختلف الذكريات، أكتوي بالحزين وأنتشي بالسعيد.. أشعر بأنني مخلوقة لن تجد باباً للسعادة . أفتش عنها قرب قمر السماء، بين النجوم الشاردة وأبحث عنها بين طيات دفاتر الذكرى التي تعيد لي شيئاً من ماضٍ وردي التقيته به، عبر ثم ارتحل رشيد، هل تحتفظ بوردة بين طيات مذكراتك، رمتها لك قصيدة حسناء، ذات لقاء؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]سكن الليل وفي ثوب السكون
تختفي الأحلام وسعى البدر وللبدر عيون ترصد الأيام فتعالي بابنة الحقل نجوب كرمة العشاق علنا نطفي بذياك العصير حرقة الأشواق ما بين استماعي في هذا الليل الهادئ لفيروز تترنم بليلها ، وما بين تجوالي بين ثنايا حروفك وهي تمضي بي عبر ذكرياتك النابضة بكل الأحاسيس وجدت نفسي أركب شراع ذاكرتي لأعود إلى الوراء باحثا عن مرفإ من مرافئي .. إلى سنين عدة حفلت بما يمكن أن تحفل بها حياة إنسان بسيط مثلي عرف الفرح والحزن وذاق الحب بحلوه ومره .. وعرف انتكاسات وفشلا وخاض حروب العشق بكل ما أوتي من عتاد بدائي لم يكن يحوي سوى وسامة يتيه بها بين الأقران وحديث يغري ببساطته وربما سذاجته . سوف أسر إليك بأمر عروبة وأرجو أن يبقى في طي الكتمان (ابتسامة) وهو أنني كنت سريع الوقوع في الغرام وأحب بكل مشاعري ، حتى إذا انتهت التجربة إلى الفشل ، انطويت على نفسي ونأيت عن الخلق ريثما تندمل الجراح لأخوض معمعة حب أخرى . بين طيات ذكرياتي عشش الأمل إلى جانب اليأس والقنوط وتدفقت ينابيع الشوق والحب تارة كما جفت ونضب معينها تارة أخرى . وزينت بساتيني ورود منحتني من العبير مثلما أدمى أناملي شوكها فصارت حياتي قصائد تحكي عن قلب يهوى الطعنات وجراحه لما تندمل . لكن ليست كل الورود تدمي .. وإذا كان علي أن أحتفظ بأجمل ذكرى فإني سأفعل من أجل تلك التي رمت لي بقصيدة ذات لقاء شعرت فيه أنني أمد إليها معصمي طائعا لتكبلني وتشد وثاقي . هل حلاوة الحب في عذابه كما يقال ؟ أم في ظفر الحبيب بحبيبته ؟ أم في انتظار اللقاء والصبر على الفراق ؟.. قد يكون هذا سؤالي يوما ما لك .. لكن فلسفة الحب لا يفقهها إلا المجانين مادام هذا الحب ينعت بالعمى . قد أطنب لك في الكلام لكني أخشى عليك الملل صديقتي ، لهذا أحيلك على قصتي المطولة "الدار اللي هناك" بجزئيها لتعلمي كل التفاصيل ولتدركي أن القصيدة التي رمت بها إلي تلك الوردة كان يمكنها أن تصير من معلقات الزمن الحاضر . عروبة .. أي شيء ندمت على فعله وأي شيء أسفت على عدم تحقيقه ؟[/align] https://www.youtube.com/watch?v=zefp1J2QV9Y |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
صباحكم جميل استذتنا الجميلة/ عروبة
واستاذنا الكبير / رشيد جميل ما قرأت لكم الف مبروووووووك هذا النجاح والرقى تمنياتى لكم بالمزيد دمتم بكل خير |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
ندمت على كل شيء، وأسفت على تحقيقه!
هي فلسفتي ياصديقي، إنه شعور قاسي، جعلني اجتر الثواني ألماً، وأبكي إصراراً كم من مرة تساهلت في معاملاتي، صفحتُ، غير أن رياح الغدر تصفعني .. في كل طعنة أرقدُ مستسلمة، تلبسني حالة حزن، حالة اكتئاب، لِم كل هذا الهذيان، أسائل نفسي! أُطالع مرآتي، أتلمس ملامح حزني، أفرد شعري، أتفقد نفسي لأنتزع قلقي.. وأعود أسفة على ابتسامة بريئة، خطت بين أجنحة الفؤاد أملاً، راح يندثر .. فعل الخير، آفةٌ والعطاء الوافر، آفةٌ ندمت على كل جميل، فالوجوه واجمة تنتظر ذبحي، تنتظر استسلامي تنتظر خروجي فارغة اليدين.. في كل مرة، أعِدُ نفسي بأن لاعودة لطريق الفضيلة، تخذلني وتختار عقب كل صفعة طريق الفضيلة . آثرت العزلة، واعتنقت تدوين لحظات الغدر، هاهي ذكريات الأمس توقظ وجدي، لاتعودي لتكرار الخطيئة! نفسي حيرى تدور في فلك عاتم، استنفذت ما في جعبتي، ورغبتي بملامسة خيوط الأمل ضيئلة جداً . الإبحار ضد أشرعة البيئة أمر محال، لذلك أعيش حالة من الأسف تلازمني على الدوام. رشيد، أي سؤال أوجهه إليك، وأنت تنبش في ذاكرتي، توقظ خفاياها سطراً سطراً، توخزني فأتمرد. هل عايشت القهر؟ لِم شعرت بالألم لدى زواج أم أميرة؟؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة .. نحتاج أحيانا لمن ينبش في ذاكرتنا محبطا محاولاتنا في نسيانها أو على الأصح تناسيها . ربما هي محاولات كي لا تطفو الأحزان من جديد وتنكأ الجراح بعد أن تكون قد اندملت والتأمت .
الأحزان صديقتي هي من طبع الإنسان وربما هي أجمل ما فيه ، خاصة حين يحزن بنبل وأنفة .. ودائما ما أردد ما أبدعه نزار في "مدرسة الحب" : أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان لم أعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان الحزن سيدتي كان ملازما لفترات طويلة من سنوات عمري التي ذاقت الأمرين من القريب والبعيد .. لكني عايشت القهر أحيانا وخضت تجارب يومية رأيت فيها الإنسان على صورة وحش ، ولن أقول إنه نزل إلى مرتبة الحيوان .. فالحيوان يتبع غريزته التي وضعها الله فيه . عايشت القهر وأنا أرى وطني تعبث به أيدي النهب والجشع بينما الحزن يجثم على قلوب الملايين ويسكن العيون المتطلعة دائما إلى سراب . ذقت مرارة القهر وأنا أرى أشباحا تتسلل في الظلام لتندس وتبث الفتنة بيني وبين أقرب الناس لي ، فانتحب الفؤاد قبل العين . ولو عددت لك أسباب ما عانيته من قهر لما انتهيت لكن يكفي أن أقول إن هذا القهر ولد في نفسي غضبا وتمردا داخليا أثر على نفسيتي وأحيانا على صحتي وأنا المسالم الوديع حسب تعبير من يعرفني (ابتسامة) . فآثرت العزلة والانطواء ، أناجي حرفي وأنصت إلى نبض كلماتي . الألم الذي شعرت به وأم أميرة تتزوج تضاعف حين شدت الرحال بعيدا عن الديار والوطن .. فكان الألم ألمين والحزن حزنين .. ولا أخفيك أني أطلقت العنان للدموع وأنا تائه بين الربى في ضواحي المدينة حتى لا يلاحظ أحد دمعي أو ينصت إلى نحيبي . كانت لحظات قاسية وأنا أودعها وفي مخيلتي شريط ذكرياتها معي منذ تلقفتها وليدة ، ثم شبت وترعرت بين أحضاني . آه يا عروبة .. كم هو مؤلم أن تسترجع ذكريات حزينة لم تندمل بعد جراحها . أتدرين ؟ .. أحيانا ألوم نفسي على أي شيء منعته عنها ، حتى ولو كان في غير مصلحتها . أذكر أنها كانت تطلب إذنا بمرافقة زميلاتها في رحلة وهي لازالت صغيرة ، فأرفض وأنا أرى أحداثا من حولي تشيب لها الولدان وتترك ثكالى تندب حظها العاثر نادمة على انصياعها لنزوات فلذات أكبادها ، فأسائل نفسي :" ألم يكن علي تلبية رغبتها ومرافقتها ولو من بعيد ؟" أم أميرة يا عروبة كان يمكنها أن تذهب بعيدا في دراستها لولا الفساد الإداري والجشع الذي حرمها من ذلك رغم ما حصلت عليه من شهادات. هذا هو القهر بعينه .. أما الحزن على فراقها فالزمن كفيل بمحوه بما أن الوصال ممكن . أصارحك عروبة ؟ .. رغم ما يوقظه النبش في الذاكرة من وجع فإن له إيجابية الترويح عن النفس لما يسمح به البوح من فضفضة تريح القلب والنفس معا . لهذا أجمع باقات ورد أقدمها لك هذا الصباح معبرا عن امتناني لسؤالك . عروبة .. قد أستشف من ردك الأخير يأسا مطلقا .. لكني أعلم أن الأمل هو صنو الإنسان مهما بلغت ذروة اليأس والقنوط .. ما الذي يمكن أن يجعل الإنسان يأمل من جديد رغم ما مر به ؟ .. حب جديد يملأ قلبه ؟ [/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
لولا الأمل، ضاقت الدنيا وتصدعت قلوب، منحني الأمل مداداً في الحب
كنت متعبة، صالح قلبي، وتوردت في شراييني براعم التفاؤل هناك فوق شواطئ الأمل، ألقيت بأحزاني وابتسمت لي الحياة تلاطمت أمواج من اليأس، تحت سماءٍ داكنةٍ، عبثت رياح الغدر بفؤادي لم يكن في خسارة الحب، تعويض في حب جديد الحب شراع أوتاده إن تفتقت، تكسرت هياكل السفينة الترميم، لن يصلح شيئاً في براعم الحب الأول، تُستهلك مشاعر ومشاعر أجد من الصعب تعويضها في حب جديد لكن قلبي على الدوام، ينبض بالمحبة وجد في منح وطنه اولويات الحب فنجا من كل صفعة غدر ، كانت طاعنة رشيد:هل جربت الفشل؟ كيف كان الرد؟ وهل تم تعويض ما فقدت؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة ..
الحياة لا يمكنها ان تسير على نمط واحد . نعيش بكل ما تمنحنا إياه من فرح وحزن ، ونجاح وفشل ، ورضا وخيبة أمل . لهذا عشت كما يعيش كل الناس نجاحا في بعض المجالات وفشلا في مجالات أخرى . ومادمت تحدثت بإسهاب عن الحب فإني أبدأ به لأقول أنني عشت عدة تجارب فاشلة . ثم مررت بفترات عصيبة من طفولتي أثرت على مسيرتي الدراسية وأخفقت في بعض السنوات حتى استقرت الأمور وعرف "العصفور" طعم السكينة والطمأنينة من جديد فانطلق محلقا . تقدم العمر ونضج الفكر فكانت بداية لحياة جديدة جعلت العمل يأخذ النصيب الأوفر من اهتمامي ووقتي . فكان لا بد أن أتفرغ لأشياء ليست في نطاق اختصاصي وإنما تطوعا مني نظرا لما منحه لي الصغار من ثقة واستودعوا أسرارهم الصغيرة لدي متلمسين نصيحة أو مساعدة . وكان الفكر دائما مشغولا بالطريقة الناجعة لمساعدتهم على أحسن وجه . غير أن اليد الواحدة لا تصفق فتبددت آمال كنت اعقدها على اجيال بسبب اللامبالاة وسوء التخطيط والتدبير من المسؤولين المباشرين عن المجال التربوي . ومع ذلك قاومت وتصرفت حسب إمكانياتي فنلت رضا النفس وهناء الضمير . عدم ثقتي في الناس وما أصابني من غدرهم إ إلى جانب تنقل أسرتي من مكان إلى آخر وطبيعة نفسي الحساسة احيانا اكثر من اللزوم ساهم في فشلي في كسب صداقات متينة .. وعوضت ذلك بعلاقات جد محدودة وملأت أوقاتي بالكتابة والاهتمام بما يتطلبه عملي من جدية وما تنتظره مني زهرتي اليافعتين من اهتمام . وحين تمنح الحياة المرء أجمل زهرتين تملآن عليه الدنيا فإن الاهتمام ينصب على الطريقة الصحيحة لتربيتهما بعيدا عن الصرامة والعنف السائدين في بعض البيوت أو الإفراط في التدليل ، عملا بالمثل المشهور "الحزم بغير عنف واللين بغير ضعف".. لكن حين تحشر أنوف في ما لا يعنيها وتتكاثر الآراء ويتم الأخذ بالاعتبار بها تجنبا لأي خيبة أمل من هذا أو تلك فإن الأمر تبدأ في الانفلات من اليد ويفشل المخطط وينهار . ومع ذلك قاومت وصمدت فكانت الأمور كما أحب نسبيا مما أضفى على الحياة رونقا من جديد . تعددت مجالات الفشل لكن لم يكن هذا الفشل مطلقا في كل الحالات .. وكنت دائما أعوض فشلي بالصبر تارة وبالأمل تارة أخرى في تحسن الأمور وإحراز نجاح ما ثم النهوض بعد كل كبوة حاملا جراحي في كفي متسليا بأن الغد يمكن أن يكون مشرقا . في مجال الحب كان الفشل يجعلني أيأس من أن أحب مرة أخرى .. لكني كنت أجد نفسي أتشبث بالأمل رغم حنقي على هذا القلب المتمرد ، لدرجة أني كتبت يوما خاطرة أضع فيها قلبي في المزاد ..وبثمن بخس .. بل ومجانا . فكانت شراعي تتمزق بهبوب رياح عاتية وتتكسر مراكبي على صخور ناتئة لتحملني الأمواج إلى مرفإ تكون أمنيتي فيه فقط أن أعيش سالما .. لكن الحب كاد دوما زادي ويسري في شراييني فأقاوم اليأس وأحب من جديد أو على الأصح أتطلع إلى حب جديد ينسيني ما قاسيته ويمنحني أملا وثقة في الغد . عروبة .. الألم والحب والغدر .. تحدثت عن كل هذا بطريقة مستفيضة . متى تخلو عروبة إلى نفسها وهل تفلح في التصالح مع الذات إن هي خاصمتها ؟ وهل تحس عروبة انها راضية كل الرضا عن نفسها ؟ [/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رشيد:
أنا وحدي مع الأيام، أعيش في حالة عزلة تامة، اِعتنقت الصدق، منحتني الوحدة إحساس من نوع خاص لست متصالحة مع نفسي 100% ـ لكنني أحاول إحاطة نفسي بما أحب، وأهوى! أبحث عن الحب، عن لحن لقيثارته، مع كل صباح. وأبداً لم أيأس، إن خاصمتني الأيام. تجرعت اليأس، في كؤوس مريرة، لكنني في كل مرة أنهض، وأُصر على المضي قدماً. إنني متصالحة مع نفسي، لكن الغدر في وجوه مستهترة، عيون حاسدة، قلوب حاقدة! إنها تعد ولاتفي، تغدر ولا تعرف للوفاء طريقاً، تُدمر وليتها تشيد وتبني! التقيت بها مراراً، وفي كل لقاء يتجدد الغدر وتسهب في الحقد قلوبهم أجد في الكتابة سطراً يُسليني، وفي القراءة متعة تنسيني، وفي التأمل ليلاً آية تضمد جرحي لست راضية عن نفسي، هي ثائرة على الدوام، تحرض على الأمل، رغم كم اليأس الساكن فيها وتبحث عن بقعة ضوء وسط عتمة ملأت هذا الكون.. رشيد: هل تجد في تقدم العمر، حاجز يحجب لون الحب؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة ..
ها أنت ترين أن الحب يمكن ان يكون وجبة دسمة في كل نص من النصوص إن كانت صادقة وعفوية . والحديث عن الحب يستوجب صفحات وصفحات بعدد نبضات القلب وبعدد أيام وليالي العمر . وقبل ان أجيبك عن سؤالك أود أن أشير إلى أشياء ذكرتها في جوابك الأخير وكأنك تتحدثين عني وعن طبائعي . فأنا مثلك وحدي مع الأيام وأعيش في عزلة تامة .. ويمكنني أن انسخ ما ورد في ردك حرفيا لأتحدث عن نفسي .. لكن أجمل ما حمله بوحك هذه المرة هو بحثك عن الحب وعن لحن قيثارته مع كل صباح ، لأني كنت أعلم علم اليقين أن قلبا مثل قلبك في نبله وروعته لن يستغني عن الحب مهما عانى من الآلام وأثخن بالجراح . العمر يا عروبة في كل مراحله يتغذى من الحب وينهل ويرتوي منه . وقد يعتبر البعض أن أحلى فترات الحب هي مرحلة ربيع العمر. غير أني لا أرى في تقدم العمر حاجزا يحجب لون الحب . بل على العكس . كلما تقدم العمر ، كلما صارت ألوان الحب زاهية .. وفي هذا الفترة يبلغ قمة نضجه وبهائه . في تقدم العمر تصير للحب نكهة خاصة وتتغير نظرة المحب .. فيحب بعينيه وقلبه وأذنيه .. ويرى كل ما حوله ينطق حبا . يرى في صفاء السماء وبزوغ الفجر وهمس المساء حبا .. ويرى في صمت الليل وأحلام السحر ووهج الأصيل حبا . وتتناهى له رقرقة مياه النهر وهدير البحر وهمس الجداول حبا . وكلما تقدم العمر زاد الحب نصاعة ووهجا . ها أنت ترين يا عروبة أن لا الفشل ولا الصدمات ولا خيبات الأمل ولا تقدم العمر يجعل ألوان الحب باهتة أو يمكنها أن تنال من جذوة الحب .. هذه الجذوة وإن خبا سعيرها فترة فإنها تنبعث من جديد من تحت الرماد كطائر الفينيق . عروبة .. أعود للحديث من جديد عن الأحلام .. لو خيرت في انتقاء أي حلم فكيف سيكون ؟ وهل سيكون للحب نصيب منه ؟[/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
متعة القراءة جعلتني لا أغادر خيمتكم , فالحب هو الحياة , وإلى الأمام أستاذة عروبة وأستاذ رشيد
|
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رشيد: حلمي هو الحب
هو السعادة هو الحياة هو الشعور بالطمأنينة، عندما أحلم بالحب يسري بين أوصالي إحساس بالطمأنينة يمنحني شعور بالدفء، لا أخشى المتاعب والصعاب. يقولون: الحب يصنع المعجزات، الحب هو المعجزة التي تنجي من جحيم الهلاك .. لاداعي للخيار، أنا على الدوام أحلم ولاتتبدل أحلامي، هي الحب.. عندما اعود متعبة من إبحار مرساه متصدع، تطول الرحلة او تقصر. عندما تعصف السماء بغضب، وأركض لأختبئ تحت مظلة ممزقة، ريثما تهدأ السواقي من الفيضانات أحلم بقلب ينتشلني يشعرني بالدفء والأمان، لايخون قلبي أحط فوق جوانحه بقلبي، أهدأ .. تصفو السماء، وتهدأ أمواج البحار. رشيد: هل تدعوني إلى رحلة ما، نلتقي هناك؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة .. هل هو توارد للأفكار أم أنك قرأت سلفا أفكاري واطلعت على نواياي ؟
فكرة الرحلة راودتني وأنا مستلقي على شاطئي المفضل أتطلع إلى الأفق الأزرق تارة وأرنو إلى زورق بالقرب مني وكأنه يضع نفسه رهن إشارتي .. رهن إشارتنا . حرت إلى أين أحملك معي . هل أعود إلى أيام مضت حيث كنت اذرع أجنحة مطار شارل دوكول الضخم وموسيقى الأكورديون تلاحق مسامعي ؟ .. أم آخذك إلى أرخبيل الباليار الإسباني حيث الوديعة إيبيسا بقديساتها المتعددة عبر شواطها المترامية الطراف ؟ حديثك عن الحب جعلني أحزم حقيبتي وأنطلق إلى عاصمة الحب والأنوار . وها أنذا أمد يدي إليك لتركبي معي مترو الأنفاق المتجه إلى الشانزيليزي ومنه إلى قوس النصر وساحة النجمة . تعالي ، فهناك عند جسر ميرابو الشهير الذي تغنت به قصيدة الشاعر أبولينير سنستقل يختا مع نفر من السواح ليأخذنا في جولة عبر نهر السين المنساب في هدوء يخفي جبروته المندفع نحو المحيط .. ربما قبطان اليخت عرف بشغفنا بالموسيقى الفرنسية فأدرج أغنية "لا .. لست نادمة على شيء" للرائعة إديت بياف . يشعرنا الأصيل بالألفة وتعم نفسنا سكينة وطمأنينة تنسينا كل ما كان يقض مضجعنا أو يقلق راحتنا . وتتوالى الجسور والبنايات الموغلة في الماضي السحيق . الآن قبل أن نعيش لحظات تضوع الجو بعبق التاريخ ، سوف نرتشف قهوة على ناصية الشارع المؤدي لمتحف اللوفر الشهير . كيف تريدينها ؟ سوداء .؟ أنا تعودت عليها بالحليب .. حسنا . سأنادي الكرسون . هناك .. في أروقة اللوفر .. لا لوحة الموناليزا ولا بقايا آثار رومانية ووندالية تثير اهتمامك واهتمامي وكأن فكرنا توحد لزيارة الجناح الخاص بالتحف والآثار المهربة أو المنهوبة من المشرق حيث أنت . لكنها لم تفقد قيمتها وظلت ترنو إلينا بعيون ملؤها الامتعاض لكونها اجتثت من مهد حضارتها لتوضع في هذا الركن البارد من اللوفر . وقوفنا هناك دام أكثر مما توقعناه وكأننا عدنا إلى الوراء .. إلى الشام ومملكة النبط وأوغلنا في البتراء وتدمر قبل أن نعرج على عكا ويافا . لا نشعر بأن الليل أسدل ستاره ، فأنوار المدينة تجعلنا نعيش نهارا سرمديا . لكننا سرعان ما نحس بأن هناك ليلا وأننا لا بد أن نفيه حقه من الاهتمام . ما رأيك في عشاء خفيف بمطعم سيفاجئك اسمه .. تركنه كمفاجأة . "نور الشام" .. ما رأيك .. أراك تتنهدين . مشاعر شتى أحس بها تتضارب في أعماقك بين حنين وألفة وحسرة دفينة .. لكني لن أتركك لأفكارك الحزينة التي بدأت تغزو مخيلتك .. سأنشد لك آخر ما كتبت لك من قصائد وأترنم ببعض مقاطع من بعض الأغاني الفرنسية الشهيرة . "لا تغارديني" لجاك بريل ، و "إن لم تكوني موجودة" لجو داسان أو "الأيام السعيدةّ" لأمير الأغنية الفرنسية في السبعينيات جيرار لونورمان. ما رأيك في صوتي ؟ مقبول ؟ أراك تبتسمين ..شكرا . تقترب رحلتنا ، أو لنقل المرحلة الأولى منها ، من النهاية .. وليل باريس المتوهج يودعنا ونحن نستقل من جديد اليخت السياحي في طريق العودة . عروبة لن اترك الرحلة تمر دون أن أسألك عن إحساسك ونحن نمخر عباب نهر السين . ما الذي تتمنين أن أحدثك به وأهمس لك واليخت يتهادى نحو المرفإ الأخير وأنغام أغنية بياف لا زالت تشنف الآذان :Je ne tegrette rien [/align] https://www.youtube.com/watch?v=Wpel8UkBSdQ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
الأخ رشيد والأخن عروبة
لكما التقدير والاحترام على هذا التألق والانسجام وروعة الحروف التي امتعتنا احترامي |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رحلة ممتعة إن شاء الله لسائحين على ضفاف أنهار العالم , تحياتي .
|
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
أخي رياض ، أخي غالب .
ممتن لتجاوبكما . تشجيع يحفزنا للمزيد من العطاء . شكرا من أعماق القلب . |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
لقد شطح خيالي بعيدا بعيد .. على نغم الخيال ..
اصطحبتماني رغما عني ، وعنكما معكما وجدت نفسي هناك .. ممتع ما قرأت .. شكرا لكما على الحلم فربما هو فسحة الواقع .. تحياتي وباقات وردية الأحلام . |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رحلة الكرز والسين ـ
رغم كهولته، أمطرنا مشاعر حب وحنين، توسدنا أمواجه الربيعية ذات صداقة وردية ابتسمنا وابتسمت لنا السماء، ما أجمل اللقاء في باريس بين الأزقة العتيقة بدون معرفة عناوين الرفاق! في الخريف، ومع صحبة الورق المسافر بدون تذاكر، المحطات قاحلة، لم يكن سوانا يزرع براعم المحبة فوق السواقي الراكدة، وعلى الضفاف الراسية دون تعب من خطوات العابرين، تنحت أنامل رسم لوجه حسناء شرقية، تطارد رياح باريس شعرها الغجري، وتسرق من كرز شفتيها لون ابتسامتها لتزرعه ورداً فوق خديها. ما أجمل ضفاف السين، في تشرين فوق أشرعة الأمل كنا نطوف الأروقة اليائسة، هل تذكر كم توردت براعم، وكم جدد الشباب جدرانه ذلك الحي الضيق، الذي عربش الورد عليه، كان من زمن بعيد يضج من شعوذات السكارى أولئك الذين أوجعهم فراق كونتيسة، أو خيانة عاشقة! Mıchéle جيرار لونور مان،مغني السبعينات، أغنيته التي ترافقني على متن اليخت الأبيض، الذي حضنه السين بكل عنفوان لا أعلم لم السماء غضبت، ذات عطلة اختلط فيها البني بالبرتقالي المصفر، كانت ضفائرها تتطاير بينما اشتعل في عينيها حمم عتبً لاتعرف لها مستقراً، كما سهامٍ دامية، لاتستكين إلا إذا ما أصابت هدفها. أيقظت في البال، أغنيات باريس، وقصائد السين، وألهبت في قلبي مشاعر الحنين سأوقف هدير اليخت، جيرار يدعو حسناء أغنيته لرشف القهوة مع حبة من الشوكولا. رشيد:سؤالي إليك، لِم يغريك إيقاظ الحنين في القلوب بعد كل هذه السنين؟؟! |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]آه يا عروبة ..
وتسألينني عن الحنين . ألا تدرين أن الكلمات لا تطاوع كاتبها إن لم تكن عفوية وتمليها المشاعر بتلقائية ؟ .. ربما كانت هذه الرغبة الدفينة في إيقاظ ذاك الحنين هي صدى لحنين آخر عشش طويلا بين حنايا النفس ومتاهات الوجدان . يغريني حقا أن أنبش في مسامات المشاعر لتطفو من جديد وتنفض عنها غبار السنين رغم ما يكون في ذلك من نكإ للجراح التي تكون قد اندملت ووجدت في الزمن والنسيان بلسما لها وسلوى . كم هو جميل حنينك وأنت تختارين أمكنة شاعرية ولحنا من أجمل وأفضل الألحان لدي حين كان يترنم بها أمير الأغنية الفرنسية الآتي من ضفاف النورماندي الموغلة في ضباب الصباح وموج الأطلسي الصاخب يعانق صخورها بعنف وكأنه يريد أن يزهو بجبروته ويظهر حبه وعشقه في أقصى تأججهما . كم هو جميل حنينك وهو يعيد ذكرى الزمان والمكان فيعطيها نكهة خاصة تجعل أوراق الخريف تتساقط متمايلة في زهو ونشوة شبقية رغم مفارقتها لأغصان شهدت ميلادها وواكبت نموها وونضجها ، وكأنها تستدني عناقا آخر في ملامستها لتربة طال اشتياقها لاحتضانها . هل علمت الآن عروبة كم أشعر بالفرح وأنا أرى الحنين وغير الحنين يستفيق من سبات حرمه من نور الشمس ونسمات الخريف المنعشة ؟ وكم أحس بالنشوة تسري في أوصال القلب والروح والجسد حين أعلم أن كلماتي تغلغلت في قلب طال صمته واجتراره للآلام فلم يعد يرى في الحياة سوى الوجع .. سوى السواد .. بل لم تعد الحياة مرادفا سوى للأنين والنحيب الصامت ؟ في إيقاظي للحنين رغبة في أن أوقظ حنيني أيضا وأعيشه بكل جزئياته . فهو صمام الأمان لكل ما من شأنه أن يكدر النفس ويدفعها للقنوط واليأس بينما الحياة من حولها تعج بكل ما هو جميل . هل تعلمين عروبة أنني تمنيت لو أن رحلتنا الأخيرة لم تنته ؟ وأني أعد رحلة أخرى تختلف جذريا عن سابقتها في ما لو لمست منك رغبة في القيام بها معي ؟ وان الحنين إليها سرعان ما سيمد جذوره إلى حناياها لتبقى أجمل وأعذب ما قمنا به من رحلات ؟ .. إنه الحنين الغافي تارة والصاحي تارة أخرى فأين المفر ؟ عروبة .. هل تشعرين بنفسك رومانسية على الدوام ؟ أم أن هناك فقط فترات تحسين بها ؟ وما الذي يمكنه أن تمنحك رومانسيتك ؟ [/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رشيد: في الرومانسية، قطعة من آمال تنجدني من قساوة الحاضر
أشعر بالرومانسية منجد من شرنقة الأحزان، تمنحني الأمل بأنه سيعود سيحضني، ويجفف دمعي. هي لحن قيثارة، ترصد تساقط النجوم في كبد السماء، مساءً عندما تغتسل الكائنات بمساحات الورد في بحيرات البجع، بين سطور القصائد تنفض عنها عناء التعب وتضحك لتبتسم عيون بائسة. الرومانسية هي أنا! أجوب في شوارع المدن، أنحني كبرياءً بين سلال الورد أهديها لعينيه، فيعود لي. بعيدة كل البعد، عن واقعية المغول وعنجهية السلطان تسحبني الرومانسية إلى أروقتها اللاذوردية، تجعلني فراشة أرتشف رحيق الحياة تعايشني المرح، رغم قصر ثوانيها، متعة طويل النشوة! في الرومانسية شفاء من سقم الواقع، لحظة سقوط ريشة إبداع، كثر من ارتحلوا يا صديقي، على غفلة من شخبطات الأوراق، غادروا المعاني، والكلمات جددت الرومانسية نبضهم، أعادتهم إلي رشيد: ماذا يحدث لو أحببت زهرة في بستان عدوك؟ القلم لك.. |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة ..
قد يبدو لك الأمر غريبا لو حدثتك أني لا أشعر بأن لي عدوا مثلما أنني أعيش في عزلة ولا أصدقاء لي بالمفهوم الحقيقي للصداقة . اللهم إن كان هناك عدو يخنس ويعمل في الخفاء فلا أشعر إلا بالشر الذي يصيبني منه ، وهذا ما أحس به فعلا حين أمر بظروف عصيبة تجعل من حياتي جحيما لا يطاق .. ومن البديهي أن تكون زهرتي في بستاني ، أرعاها وأتعهدها بالعناية التي تجعلها دائمة التفتح ، بعيدة عن الذبول .. أرويها وأنقش التربة من حولها حتى تبدو لي كما أحب . وربما تكون زهرتي في بستان غيري لسبب من الأسباب . لكن هذا لا يمنع من أن أواصل العناية بها ولو من بعيد . أرويها بهمسي وأتأملها عند الشروق والندى لا يزال يبلل ساقها ، وعند الغروب حين تعم الخلق كآبة ووجوم حتى تشعر بالأنس . سأناجيها كما يناجي المرء حبيبته وأطمئنها إلى أنني لن أتخلى عنها ولن أغفل عنها ما حييت .. ولو اقتضى الحال ، اختطفتها وهربت بها إلى أبعد مدى لأهيء لها تربة تليق بها لتتفرع جذورها هناك من جديد . ولو أني لا أتخيل نفسي معتديا على حمى أحد ، لكن حين يتعلق الأمر بزهرتي فإن كل شيء ممكن من أجلها وقد أفديها بالنفس والنفيس كي تكون دائما قربي وتنعم بالحرية بجانبي . وقد أمد يد المودة إلى هذا العدو ، إن وجد ، إكراما لزهرتي وتعبيرا مني عن مدى حبي وعشقي الأبدي لها . عروبة .. يقولون إن الحب أعمى وأن المحب يتصرف يجنون ولا وعي ، بحيث لا يتحكم في مشاعره وأنه قد يتخلى عن أي شي من أجل من يحب . هل يخضع حبك لمنطق وعقلانية ؟ وهل يمكن أن نوازي بين العقل والعاطفة ؟[/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رشيد: الحب عطاء لامحدود، معه تتحد إرادتين، قلبين، تسري في الضلوع الرغبة في منح أي شيء
لأجل إرضاء الطرف الآخر. الحب هو أن تمنح السعادة للآخرين بلا مقابل.. هو أن تعيش الحياة بكل تفاصيلها برضاء وهناء وأمل ومحبة. الحب هو أن تمنح ابتسامة الصباح له بكل صفاء، تشاركه رشف القهوة، بينما تغرد شفاهها بغناء العصافير. لا صراع بين القلب والعقل، من جهتي أشعر بتوازن ونضج عاطفي كافي لفهم مكنونات مشاعري أتخلى عن بعض معتقدات سلبية، أتخلى عن بعض العصبية، أتغلب على مشاعر الأنانية، لكن لاتسرع ولا اندفاع.. أعزف على أوتار كلماته الحرة العذبة، ترافقه ألحان من نعم.. نعم..إنني أوافقه على الدوام حبي نوع ارستقراطي فيه لقاءات تحت ضوء القمر، فوق يخت اطلسي التصميم، متوسط السرعة عاصف أحمر، هادئ في بحريات هندية المنشأ، حبي اقليم يضم مختلف طباع سكان هذه الكرة الأرضية. حبي علاقة من نوع سريالي، أتناول برفقته العشاء في باريس، ويبادلني الغزل في شوارع روما أصادفه في حدائق الأندلس، ويمنحني تذكرة عبور لشواطئ عاجية، في يوم واحد، لاوقت للتفكير هل أحب بجنون أو عقلانية.. الحب هو تبادل المعرفة في فنون الشعر، إبحار في دروب الحياة، بين سواقي الأمل، تعيش على ذكراه، إن عاد من جديد وصادفك، أعادك طفلاً للخطوات الأولى.إن حصل وفقدت التعقل، أعاد اتزانك بنظرة تحضن مختلف حماقاتك .. رشيد: لو صادفك شخص بعبارة:أريد نسيان تلك الفتاة التي أحببتها؟ ماذا تقول له؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة ، أولا أهنئك على ما نسجت أناملك من وشاح يليق بالحب .
الشخص الذي سيضع في ثقته ويبوح لي بهذا السر لا بد وأن يكون أقرب الناس لي حتى يتأكد من أن سره لن يتعدانا نحن الإثنين . ولن اخفيك سرا إن قلت لك إنني تلقيت مثل هذا الاعتراف من عدة طلبة لي وهم في سن المراهقة .. ورغم أن الحب في هذا العمر لا يكون قد بلغ مرحلة النضج ويتسم بالتسرع والتقلب في العواطف فإني أحرص دائما على ألا أصدمهم بما يجرح كبرياءهم . أما إذا كان هذا الشخص راشدا فسوف أتحرى الأمر لأعلم أولا إن كان هذا الحب متبادلا ثم سبب هذه الرغبة في نسيان من أحب . لأنه من الصعب أن يفكر الإنسان في ذلك بعد أن يكون الحب قد تغلغلت جذوره في أعماق القلب . إذن فردي سيكون حسب الحالة التي دفعت بهذا الشخص لنسيان أو محاولة نسيان من أحب . 1- إن كان هذا الحب من طرف واحد فسوف أشجعه وأبين له أنه يلاحق سرابا وسيدرك بعد فوات الأوان أنه خسر زمنا في عمره وهو يطارد سرابا .. وربما ترنمت له ، كي أسري عنه ، بمقطع :"وستعرف بعد رحيل العمر ، بأنك كنت تطارد خيط دخان." (ابتسامة) 2- إن كانت تبادله الحب لكن ظروف قاهرة فرقت بينهما فإني سوف أعيد عليه نفس النصيحة وأحثه على النسيان بأية طريقة .. بالسفر والتواصل مع الناس والقراءة المكثفة .. مع إبقاء باب الأمل مفتوحا في ما إذا كان مستعدا للصبر والانتظار ريثما تتحسن الظروف وتنتفي مسببات الفراق خاصة إذا كان السبب خلافا نشب بينهما فأفقده صوابه . وسأبين له أن رغبته في نسيانها مرده فقط اليأس والقنوط بسبب تلك الظروف ، وأن عليه أن يثابر من أجل هذا الحب .. إن كان يحبها فعلا . أعرف أنه من الصعب نسيان من نحب وإلا فإن هذا الحب لم يكن سوى نزوة من النزوات ، لهذا سوف أراعي كل الأسباب التي جعلت من هذا المحب يتمنى مثل هذه الأمنية لاعتقادي الا أحد يحس برغبة نسيان من أحب إلا إذا كان السيل وصل الزبى وأن ليس هناك إمكانية لرأب الصدع والجمع بين الحبيبين . عروبة .. في ما لو تصادف انك وامرأة أخرى أحببتما شخصا في نفس الوقت .. هل تدفعك كرامتك لكي تتنازلي وتتركي له الخيار ، أم ستعتبرين هذا الحب من حقك وأنه من واجبك الحفاظ عليه حتى تناليه ؟[/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
رشيد: في الحب لاتنازلات، إنه الحفاظ على قلب ينبض على وقع قلبي، خفقات اتحدت بين الضلوع
إنه تطرف، أن تشاركني أخرى تصوفي في محراب عينيه، حبه ولاده ومحال تكرارها مرتين هي تجربة قرأت عنها، لم أخضها لأنني لم أعرف الحب سوى كلمات، في سطور الشعراء أمنحها صديقاً، إن عرفت بأنهاتليق به وأهديه إياها إن عرفت بانه سيصونها ثم أرسلهما سويةً إلى باب المحكمة الشرعية هي فلسفتي في حفظ العلاقات الودية، أخاف من الغدر، ومحال ان أغفر وأسامح لن أصل معه إلى مراتب الحب الأعلى، فإن اهتزت ثقتي لن أعود أبداً لذلك ابتعدي عزيزتي، عن أرصفة موانئي، فوقها تطويك أمواج غضبي ولاعذر لمن تحطم قلبي. رشيد: لم أجد سؤال أوجهه إليك، وجه سؤال إلى أوراقك، وأنتظر الإجابة |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة
هي نقلة نوعية ومتميزة ستعطي للثنائية في بداية حواريتنا هذه دفعة جديدة وستلبسها حلة قشيبة تبعد عنها كل رتابة . والحقيقة أن أول سؤال كنت سأطرحه عليك مشابه لهذا الذي فاجأتني به وإن كانت صيغته مختلفة بعض الشيء :"عروبة ، ما السؤال الذي ترغبين في أن أطرحه عليك وما هو السؤال اي لا ترغبين في الإجابة عنه ؟" منذ انتهائي من جوابي الأخير وطرحي لسؤالي وانا أنتقي ما يمكنني أن ألقيه من أسئلة . وجاء توقفك المفاجئ فاعتبرته استراحة محاربة . وولجت ملفك "كلمات آخر الليل" فوجدت كلمة وداع تتكرر مرارا ، لهذا سأضع على نفسي وعليك أيضا هذا السؤال :"ماذا يعني لك الوداع" قمة الألم ومنتهى الوجع أن أسمع كلمة وداع فبالأحرى أن أعيشه . ولكأني حينئذ بعقارب الزمن تتوقف ويصي الليل سرمديا موحشا رغم ما يمنحني من فرص لتأمل والبوح ومناجاة للنفس , أعني بالليل ذلك السواد القاتم الذي لا نكهة له ولا طعم .. سواد يجثم على القلب فيخف نبضه ، وعلى النفس فتوغل في متاهات اليأس القاتل . محرد ذكر الوداع ، تذبل ورودي وتنضب ينابيعي وتجف مروجي وتصفر . أما أن أعيش لحظات الوداع ، فذلك يعني أني أودع كل شيء جميل عشته وأني أنسة كل ذكرى منحتني سعادة ولو مؤقتة . أن أودع شخصا قريبا من القلب سواء كان أما أو أختا أو حبيبة ، حتى ولو كانت افتراضية ، فإن هذا الوداع بالنسبة لي هو التلاشي والاندثار .. هو العدم بعد الحياة .. هو ألا أفهم شيئا ولا أعي شيئا ، ولا أحس بأي شيء . عروبة .. هل أطرح عليك نفس السؤال فتختارين بنفسك سؤالا تجيبين عنه ؟ أم تفضلين ما كنت أنوي سؤالك عنه في بداية الثنائية ؟ لك الخيار .[/align] |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]في الوداع، جسر إلى دروب الانتظار، تحت هدأة الليل، تنسدل أشرعة الذكريات
يدون كل حائر، تعابير انتظاره كلمات!إن أحسن مصالحة آلامه تغلب على أشواق انتظاره وهدأ ألم الجرح، ريثما تنقشع سحب انتظاره فيعود كل لدياره. الوداع، هو الذي أخشاه ياصديقي! إنني أجبر قلبي على الانشغال بيوميات الحياة حتى لا أقع في فخ رومانسيات اللقاء. يودع الليل ليله السابق، والنهار فجره الباسم، يداهم خلوة المشتاق نجمٌ تسلل المخادع الليلكية، يتكئ فوق سواعد توسدتها أفكار شاردة، غفت على حلم اللقاء. أجل الوداع هو ما أخشاه ياصديقي. في روما، لدى استيقاظ الفجر احترام لعادات البشر، يتلو عليهم آيات المحبة، تحسباً من أي وداع. وفي باريس، مع سواقي نهر السين، وألحان القوافي، تمجيد لوداع غي دو موباسان الذي يتحفني بروائعه القصصية. سؤالي كان ما الذي أخشاه؟ إنني أخشى الوداع وعباراته كثيراً..[/align] رشيد: لمن تقول شكراً، ومتى؟ ما هي الهدية التي أدهشتك، وبماذا عقبت عليها؟ |
رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة ..
1- أول ما أبدأ به يومي حين أستيقظ أو أنهيه حين أخلد للنوم هو شكري لله على ما حباني به من نعمه التي لا تحصى . بل إن كل لحظة تمر ، أجد فيها لساني يلهج بشكر الله وحمده حين أفرح مثلما أحزن , فإذا كان الفرح يستحق الشكر ، فإن الحزن الذي يسمو إلى درجة النبل ويكون صنوا لصبر جميل لا بد وأن يعقبه شكر وحمد وثناء . أشكر أمي التي منحتني الكثير من طباعها وجعلتني أحتفظ بطفولتي إلى الآن . وإن كنت لا أعبر لها عن ذلك بلساني ، فإن جوارحي وكل نبضة من قلبي تشكرها حين انحني على يدها أقبلها بخشوع أو حين أسند رأسي على فخذها مستسلما لأناملها وهي تتخلل شعر رأسي في حنو , أشكر والدي رحمه الله لأنه علمني دائما أنني من الخطأ أتعلم وأن الفشل طريق النجاح ، وأنني إن أحببت فيجب أن أحب بعزة وكرامة . ومن الجحود ألا أشكر أقاربي وزملائي على مواكبتهم لمسيرتي الأدبية بالتشجيع والتحفيز . فأعبر عن ذلك كلما سنحت لي الفرصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي . أشكر عروبة التي منحتني صداقتها وفتحت باب الثنائية لثاني مرة لتلج عبرها أفكاري وأحاسيسي . أشكر عروبة لأنها وافقت ، رغم مشاغلها وما تعانيه من آلام ، ان تشاطرني بوحي وتتواصل معي في حوارية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها رائعة لأنها جمعت بين الصدق والعفوية . وأخيرا أشكر عروبة لأنها بتواصلها البهي ، جعلت عروش الرمان والبرتقال هنا في مدينتي تطوان الحمامة البيضاء وأخت غرناطة ، تعانق الياسمين الدمشقي الممتدة فروعه إلى الشمال .. إلى حيث هي . 2- الهدايا التي تلقيتها كانت عديدة وكان لها الأثر الجميل الذي عوضني عما عشته أحيانا من إحباط وخيبة أمل . من بين هذه الهدايا ، أذكر أن تلميذة لي تقدمت من مكتبي بالفصل الدراسي في وجل وخجل باديين على وجهها الطفولي البريء . وعلى غفلة من زميلاتها اللواتي كن يغادرن الفصل بعد انتهاء الحصة وناولتني أقحوانيتين ربما صادفتهما في حقل من الحقول وهي قادمة من قريتها المجاورة للمدينة . أخذتهما منه وطبعت على وجنتها قبلة ضمنتها حنوي وامتناني . آخر هدية تلقيتها تتمثل في ازدياد أميرة ، فما كان مني إلا أن شكرت الله وحزمت حقيبتي للقائها واحتضانها هناك في أرخبيل الباليار . عروبة .. ما هي أجمل هدية يمكنك أن تقدميها لمن تحبين ؟ وما هي الهدية التي تنتظرينها ممن يحبك ؟[/align] |
الساعة الآن 16 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية