![]() |
ملف الشركس ( الآديغا )
بعد .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىظ° وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا غڑ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ غڑ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) مع الملف الشركسي ( الآديغا ) لمحة عن شعوب شمال القوقاز أستهلها بأنشودة لا إله إلا الله على ايقاع نبض القلب بلغة الآديغي ولهجة القبردي : https://m.facebook.com/story.php?sto...00006474362624 او https://www.google.com/url?sa=t&sour...V9VA7fldY6Pixf |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
استمتعت بالأنشودة الربانية في انتظار اللمحة عن شعوب شمال القوقاز، وشكرا على هذا التنوع في العطاء.
|
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
ناز للقوقاز عراقته التي أهداها للعالم وللشركس قضاياهم يسرنا الاستمتاع بثقافة القوقاز وقراءة كل ما يخص حضارتهم مع التحية والمودة بالانتظار..
https://youtu.be/varYLAYIzlU |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
متعة تبعثها الموسيقى وإفادة في الترجمة
|
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
اقتباس:
تحيتي وشكري |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
[QUOTE=Arouba Shankan;252238]ناز للقوقاز عراقته التي أهداها للعالم وللشركس قضاياهم يسرنا الاستمتاع بثقافة القوقاز وقراءة كل ما يخص حضارتهم مع التحية والمودة بالانتظار
------------------------------------------------- نعم استاذة عروبة فالقوقاز يحتوي على قوميات وأثليات مختلفة وبعيدة عن بعضها البعض فهناك القوقاز الشمالي والقوقاز الجنوبي والشمالي الغربي الذي أنا بصدد تسليط الضوء على بعض نواحي وعادات هذا الشعب المؤلف من إثني عشر قبيلة يشكلون أمة الأديغي بلغة واحدة ولهجات مختلفة مع الفروق البسيطة في المفردات .. تحيتي واحترامي |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
اقتباس:
شكري وامتناني |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
|
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
كل الشكر على إثراء الموقع أ. ناز متابعين معك
تقديري |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
اقتباس:
ناهيك عن التهجين الذي حصل في القفقاس قسرا مع شعوب لايعلم أصلها ولافصلها إلا الله .. |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
الشراكسة (1)
العادات الشركسية والتقاليد (الأَدِيغةْ خابزة) مدخل: تنتظم العادات والتّقاليد عند الشّراكسة ضمن قانون "الأَدِيغة خابزة". وإذا جمعنا التَّعريفات المتعددة لـ "الأَدِيغة خابزة"، حصلنا على مصطلحات متشابهة، فهي "دستور"[1]، وحكمها حكم "القانون"[2]، وهذا القانون عظيم ومقدس وأخلاقي[3]، وهي تمس جميع جوانب الحياة[4]، فتشمل "كل التَّنظيمات المتعلقة بالمجتمع الشّركسي"[5]، وبذلك "تتجاوز كونها مجرد عادات وتقاليد لتصبح القانون الأديغي، فهي ضوابط سلوكية وقانونية وأخلاقية يخضع لها الحاكم والمحكوم والمحكمة. إنها تحدد السّلوك الضَّروري والجماعي وتؤطر الواقع القانوني والاجتماعي وتنظم العلاقات مع الآخرين ومع المجتمعات الأخرى مستندة على الخبرات المحصلة قوميًّا[6]. وهي - بالمعنى الواسع للكلمة - تعني: "تنظيم البلاد، وقيادة الشّعب وتنظيم الجيش وتداول المال والقوانين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتحرص الأَدِيغة خابزة على عدم تعارض أنظمة الأمور مع بعضها البعض، بل تربط هذه القواعد وتنسق بينها وتؤثر عليها منطلقة كلها من مبدأ واحد ومتجهة إلى هدف واحد[7]. و"الأَدِيغة خابزة" اجتماعيًّا تنظم حياة الإنسان منذ اليوم الأول لولادته، وتضع ترتيبًا حتى لملابسه الأولى وطرائق تربيته وتعليمه وتدريبه، ثم تتابعه حين يكبر. كما أنها تنظِّم أمور الزّواج والحياة العائلية حتى يهرم المرء ويموت[8]، فهي بذلك تصل إلى العلاقات الإنسانية الحميمة لتنظمها وتضبطها وفق قواعد لا تجد إلا الاحترام[9]. وهي "ميراث الأجداد"[10]، وبالتّالي فهي "مرعية التَّنفيذ ومعمول بها بدقة ونظام منذ الآف السّنين"[11]. وهي "موروثة مما قبل الإسلام ومما قبل المسيحية"[12]. ويرجع الدّكتور محيي الدّين دوغوظ جذورها إلى عصر سيطرة الأم، إذ كانت الأمهات هنَّ اللَّواتي يتولين شؤون السّلطة والقيادة ويضعْن الأنظمة، فكانت هذه السّلطة الأساس الّذي استندت عليه التّشريعات القانونية والعادات التَّنظيمية في العصور الّتي تلتها[13]، ويؤكد قول الدّكتور دوغوظ وجود مجلس الأمهات في أساطير النّارْتيين: "النّسوة البعيدات النَّظر كنَّ يحضرن ذلك المجلس وكن يناقشن طريقة حياة أولادهن ويتحاورون لتشريع العادات والتّقاليد والقوانين الواجب اتّباعها مستفيدات من تجاربهن وخبراتهن وما مر بهن وما شهدنه أو رأينه عبر سنوات حياتهن الطّويلة"[14]. بعد ذلك، أي بعد تشكل العشائر والقبائل، ظل المجلس يتخذ القرارات ويقرر الأنظمة والقوانين والعادات إلى أن صار مجلسًا للرِّجال، وفي النّهاية: مجلسًا للشّعب مِن الرّجال والنِّساء وصارت مهمته مراقبة تنفيذ القرارات مِن مخاتيرها والأمراء ورجال الأمن والشّرطة حسب التّغييرات في الأَدِيغة خابزة والأنظمة[15]. وقد وصلت قوانين "الأَدِيغة خابزة" إلينا، رغم أنها غير مدونة وغير مكتوبة[16] وذلك من خلال أساطير وقصص شعبية وأغان[17]. وقد لعبت المضافة الشّركسية (هاتشئيش) دورًا مهمًّا في الحفاظ على الثّقافة والتّقاليد الاجتماعية[18]، فهي مكان مناقشة وانتقاد لما يستجد مِن أمور وأحداث وقرارات يتخذها الكبار فيما يتعلق بالعادات والتّقاليد، فكانت مدرسة يجري فيها تبادل وتوسيع المعلومات والخبرات وأصول العادات ونقل الثّقافة بشكل حي، والإضافة عليها مِن دون إغفال أهمية دور الشّعراء والمغنّين الجوالين حيث يلقي الشّعراء قصائدهم - رجالاً ونساءً - في الـ(هاتشئيش) أو ساحة القرية أو القرى المجاورة، بينما يقوم المغنون الجوالون بدور أوسع، إذ يغنون هذه القصائد في الحفلات والمعارك فتصبح من الأدب الشّعبي الّذي يحفظ تواريخ وتفاصيل أحداث قديمة ظلت حتى اليوم في أذهان النّاس بسبب تناقلها في هذه المجالس[19]. لكن الأَدِيغة خابزة لم تبق على ذاتها منذ القديم، فقد حدثت تغييرات عديدةٌ وتعديلات في أزمنة مختلفة هي أوقات التّحولات الاجتماعية والقومية والدّينية. وكانت الطّريقة تتلخص في "دعوة المجلس للانعقاد للبحث في التَّغيير أو التَّعديل"[20]. أما "الأَدِيغة خابزة" الموجودة اليوم، فقد وضعها في صورتها الحالية الحكيم الشّركسي المشهور: (قازان يقوه جباغه) الّذي عاصر بطرس الأكبر استنادًا إلى مبادئ الدّين الإسلامي الحنيف[21] إذ أصلحها[22] و"نقحها وجعلها أكثر ملاءمة لروح العصر"[23] وإن لم تكن هذه العادات والتّقاليد - أصلاً - بعيدة عن الإسلام حتى قبل اعتناقه دينًا، فهي شبيهة "بالتّقاليد السَّائدة لدى المسلمين في كل مكان"[24]. وللنِّظام - أو للخابزة - عند الشّراكسة نوعان: النّظام الشّركسي: (الأَدِيغة خابزة)، والنّظام القفقاسي: (ورق خابزة). الأول: النّظام الشّعبي، ولم يكن يقبل بوجود سادة وعبيد، بينما استحدث الثّاني عند القبائل الّتي سارت على نظام الأمراء الوارثين وعنى نظام النّبلاء أو الأمراء. ويختلف الثّاني عن الأول في أنه يضاف إلى القانون الأول بعض الامتيازات الخاصة بالنظام الطّبقي[25] الّذي ضم الطّبقات الست التّالية وفقًا لتراتبها في السّلطة: 1- بشه: بمعنى الأمير أو الزّعيم أو الرَّئيس[26]. ويجب أن يكون عريق النّسب، متصفًا بالحكمة والرّوية والاتزان والرُّجولة والكرم[27]، وله امتيازات خاصة شرط ألا تتعدى امتيازاته دائرة العادات والتّقاليد القومية[28]. 2- لقوة لاش: نبلاء من الطّبقة الأولى[29] ولكن أقل مرتبة مِن البْشِهْ[30]. وهم يقيمون بالقرب مِن البْشِهْ ولهم حاشية من النّبلاء (الورق) والخدم والمماليك[31]. 3- ورق: نبلاء مِن الدَّرجة الثّانية[32] أو هم أعيان من الدَّرجة الأولى "امتازوا في الحروب بشجاعتهم النادرة وأظهروا ذكاء وعبقرية خاصة أو أتوا أمرًا عظيمًا في فائدة القبيلة ورفعتها"[33]. وهم دون الـ "لقوة لاش" ويشبهون "الحكام الإداريين، وهم يحلون مشاكل القبيلة ويتصرفون في الأمور الّتي تحتاج إلى معالجة بين الأفراد والجماعات لديهم"[34]. وبالإجمال، فإن كلمة (ورق) تعني: أصيل ونبيل وأصبحت في الأجيال التّالية لقبًا وراثيًّا خاصًّا بالعائلات المتنفذة[35]. وما زالوا حتى اليوم يفخرون بلقب النَّبالة في تركيا وسوريا والأردن[36] ويتزاوجون من طبقتهم[37]. 4- فقول: بإمالة الضّمة إلى الفتحة ويعني بهم: الجمهور[38] أو الشّعب. 5- بْشي لْ: أي رجال الأمير[39] وهؤلاء كانوا يُشترون أو يؤخذون أسرى في الحرب[40]. 6- وونه أوت: وهم طبقة العبيد، وهم أسرى حرب غالبًا، ولا توجد لهم حقوق مميزة[41]، وقد يعني اللَّقب: "أشخاص الحوش أو الخدم. (معناها بالشّركسية: الّذين ينتظرون أمام البيت)"[42]. إن الطبقية أثارت ثورة شعبية إذ جمعت القرى الشّركسية في سهول الكوبان قواتها ضد الزّعماء النّبلاء بين عام 1790 - 1810م، وقضت على نظام الإقطاع في حركة عصيان كانت انقلابًا اجتماعيًّا بمعنى الكلمة وحركة تصحيح عامة[43]، وإن كان الأمراء ما زالوا يحسون - حتى اليوم - في الوطن الأم وخارجه، "بضرورة وجودهم وبأنهم الممثل الحقيقي للشّعب الشّركسي"[44]. [1] محمد خير حغندوقة، ع. س، ص74. [2] مت جوناتوقة يوسف عزت، ع. س، ص92. [3] نفسه، ص194. [4] نفسه، ص200. [5] سولا بينيت: الأبخاز أشهر معمري العالم، تر: فاضل لقمان (دمشق: 1986)، ص61. [6] صلاح الدّين شروخ، ع. س، ص77. [7] فؤاد يحيى دوغوظ: الأَدِيغة خابزة، محاضرة ألقيت في: 8/7/89 (عمان: الإخاء، اللجنة الثّقافية في الجمعية الخيرية الشّركسية، 1989م)، ع: 28. [8] نفسه. [9] شروخ، ع. س، ص77. [10] مثل شركسي، انظر: حغندوقة ع. س، ص80. [11] مت جوناتوقة يوسف عزت، ع. س، ص200. [12] سولا بينيت، ع.س، ص61. [13] دوغوظ، ع. س. [14] مدوح قوموق، ع. س، ص72. [15] دوغوظ، ع. س. [16] حغندوقة، ع. س، ص74، وكذلك: جوناتوقة يوسف عزت، ع. س، ص92. [17] شروخ، ع. س، ص77. [18] باتراي أوزبك: أساطير النارْتيين والتّاريخ الحديث للشَّراكسة. تر: أحمد راتب زنداقي (عمان، مكتبة الشّباب ومطبعتها: 1989)، ص77. [19] نفسه ص81 - 82. [20] نفسه. [21] حغندوقة، ع.س، ص74. [22] مت جوناتوقة يوسف عزت، ع.س، ص140. [23] شوكت المفتي (حابجوقة): أباطرة وأبطال في تاريخ القوقاس، (عمان: 1974م)، ص57. [24] سولا بينيت، ع. س. ص61. [25] دوغوظ، ع.س. [26] نهاد برزج، ع.س، ص28. كذلك: مت جوناتوقة يوسف عزت، ع.س، ص175. [27] حغندوقة، ع.س، ص74. [28] مت جوناتوقة يوسف عزت، ص178 - 179 - 184 - 193. كذلك: ب.س. بالاس: رحلات إلى الأقاليم الجنوبية الشّركسية من الامبراطورية الرّوسية 1792 - 1794، تر: فهي شما، تجميع وإعداد: وصفي ميرزا باشا (عمان، جمعية عمال المطابع التعاونية: 1982)، ص 28 - 29. كذلك باتراي أوزبك، ع.س، ص65. [29] مت جوناتوقة يوسف عزت، ع.س، ص175. [30] حغندوقه، ع.س، ص74. [31] مت جوناقه يوسف عزت، ع.س، ص186. [32] نفسه، ص115. [33] نفسه، ص180. [34] حغندوقه، ع.س، ص74. [35] شوكت المفتي، ع.س، ص53 و49 - 59. كذلك مت جوناتوقة يوسف عزت، ع.سن الصفحات: 175 - 180 - 181 - 186- 187 - 191، وبالنّسبة إلى طبقات الورق ودخلهم ولباسهم. انظر: باتراي أوزبك، ع.س، ص10 - 65. انظر: أيضًا ب.س. بالاس، ع.س، ص 28 - 31. [36] انظر: أرسلان رمضان بكج (1934 - 2011): (صور من التراث الأردني - الفلسطيني 1981)، (عمان بين الأمس واليوم 1983)، .(The land of Jordan: 1990) (طيور الأردن 1992)، (عمان تاريخ وصور 2002)، (صور من ذاكرة الأردن 2008). [37] باتراي أوزبك ع.س، ص65. [38] مت جوناتوقة يوسف عزت، ع.س، ص175. [39] نفسه، ص175. [40] باتراي أوزبك، ع.س، ص66 - 70. [41] نهاد برزج، ع.س، ص28. [42] باتراي أوزبك، ع.س، ص67. [43] نهاد برزج، ع.س، ص77. [44] باتراي أوزبك ع.س، ص59. رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/69098/#ixzz6ZpzHXS00 |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
كل الشكر على نقل هذا النص عن إرث حضاري مازال عامرا بالكثير من الخفايا تحيتي
|
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
اقتباس:
العادات والتقاليد )عند الشراكسة: 1 – الاحتشام والتواضع والعفاف. 2 – التناهي في اللطف والأدب واللباقة. 3 – تقديم الأكبر سنّا والضيف والنساء. الاحتشام والتواضع والعفاف يعدّ التواضع والاحتشام والصبر والتسامح من القيم الروحية للإنسانية جمعاء، وإن كانت معامل تركيب هذه الصفات تختلف من أمّة لأخرى، فعند الشراكسة يعدّ تفاخر الشخص بأعماله أو الحديث عن نفسه من الأمور المنافية للخلق، فهم يتحاشون مدح أعمالهم، فلا يذكر أحدهم أعماله البطوليّة في الحرب، ولا يُمجّدها لاعتبار ذلك نقيصة، كما لا تُمجّد البطولات عندهم إلا بعد وفاة أصحابها أو تقدّمهم في االشيخوخة، ولا يُسمح للشعراء بذمّ المنافس أو الخصم. يتميّز الشركسي بهدوئه وقدرته على التسامح، فمراعاة عزّة نفس الآخرين عندهم واجبة، وعلى الرجل أن يتحاشى إحراج الآخرين، فإذا قابل مسيءٌ المساء إليه مصادفة فعليه الابتعاد عنه، وعليه إذا التقاه في الطريق العام أن يفسح له المجال، أمّا إذا التقاه في مجلس فعليه ترك المجلس في الحال. وعلى الفارس تحمّل الالام برجولة، فلا يشتكي ولا يتحدّث عن جراحه أو ألمه، بل يحاول جهده استقبال عوّاده وتقديم واجب حسن الاستقبال والترحيب بهم مهما كان سوء وضعه الصحيّ. وعلى الشباب والفتيات تسلية المريض طوال فترة مرضه بإقامة حفلات السمر في بيته. المرأة للمرأة في المجتمع الشركسي مكانة مرموقة، فهي سيّدة البيت بلا منازع وهي ملكة المنزل تديره بوعي واقتدار، ولربّة المنزل منزلة خاصة فتقوم باقي نساء العائلة باستشارتها في كل صغيرة وكبيرة، فهي المسؤول الأوّل عن إدارة المنزل في كل المناسبات، وهي صاحبة المشورة الأولى في انتقاء زوجات الأبناء وأزواج الفتيات. على الرجل أن يكون مؤدّبًا في تعامله مع الزوجة، وعند الشراكسة قصص كثيرة تتحدّث عن التصرّفات التي تُعبّر عن كرم الأخلاق عند الرجال والنساء على حد سواء، فإذا ضرب زوج زوجته أو قذفها بكلام ناب أصبح موضعًا للسخرية، ومن امثالهم: الرجل الذي يضرب زوجته نكرة والرجل الذي لا يعرف المزاح مجنون، ويقول مثل آخر: الشهم من يلاطف زوجته والمخنّت من يتطاول عليها. احترام المرأة واجب مجتمعي فمن أعيب الأمور المشاجرة والمشاحنة وتبادل الشتائم بحضور المرأة، وكلمتها أمر مطاع حتى في ساعات الغضب، وعلى الرجل أن يحترم وجود المرأة، فإذا ما حدثت مشاجرة أو قتال ووضعت المرأة يدها على غطاء رأسها وقالت: عجبًا ألا يوجد لهذا الغطاء احترام؟ كفّ المتشاجرين عن اللغط، وهي قادرة حتى على إيقاف معركة بين عدوّين متقاتلين وذلك بمجرّد رميها غطاء رأسها بينهما. كانت المرأة الشركسية تدخل مجالس الرجال بعد إلقاء التحيّة، و لها أن تدلي برأيها، وهي فارسة وللنساء سروج خاصة بهن لا تزال موجودة حتى الوقت الحاضر. أمّا الفتاة الشركسية فتكتسب حقوقًا خاصّة عند بلوغها سنّ الرشد، فيصبح من حقّها أن تحضر الأفراح، ولها الحقّ في أن تكون لها غرفة خاصّة تستقبل فيها من تشاء من الشباب بحضور شقيقتها أو صديقتها - وذلك مع مراعاة حسن الخلق وحسن التصرّف – حتى تتعرّف الى من يتقدّم لخطبتها ولتتفحّص طبائعه وخلقه. وكما للمرأة مكانة في بيتها، لها مكانة خاصة في المجتمع، فقد كان لزامًا على الرجال أن يقفوا احترامًا للمرأة، وهذا واجب على صغير السنّ والكبير، فحتّى الرجال المتقدّمون في العمر ممن تصل أعمارهم إلى الثمانين ينهضون واقفين بكل وقار إذا مرّت بهم امرأة، وعلى الفارس أن يترجّل إذا التقى امرأة في الطريق العام حتى تمرّ السيّدة، أمّا إذا التقى بها في منطقة نائية فعليه أن يترجّل عن حصانه وأن يوصلها إلى حيث تريد وهو سائر على يسارها بينهما الحصان احترامًا لها. مع كل هذا كانت أعباء المرأة كثيرة متعدّدة، فهي التي تخيط ملابسها وملابس الرجل والأبناء ، وهي التي تدير شؤون المنزل، وشؤون الممتلكات على تعدّدها: البقر والماعز والخيل والخدم، وميزانيّة المنزل، وغيرها من الأعباء. مبدأ احترام الكبير احترام الكبير عند الشراكسة واجب مقدّس لا يمكن تجاوزه، ويتعرّض من يسيء لكبير السن بعقاب يُقرر في اجتماع عام وتُفرض عقوبة مناسبة للإساءة. لا يحقّ للفتى الشركسي الجلوس أمام والده، كما لا يجوز له الجلوس أمام أخيه الأكبر، ولا مشاركة الكبار في أحاديثهم، وإذا كان هناك اجتماع للكبار لا يجوز للشباب رفع أصواتهم في الحديث، كما تجب عليهم الإجابة بتواضع وأدب عن أسئلة الكبار. مكانة الكبير محفوظة بغضّ النظر عن الجنس أو المكانة الاجتماعية، فكبير السن مقدّم في المجالس على غيرهم بغضّ النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو وظائفهم أو مراكزهم. وفي المقابل فإنّ التواضع أمام الكبار واجب على الصغار ويعتبر التباهي وأيّ حديث يقصد فيه مدح الذات خرقًا للأديغه خابزة (العرف الشركسي)؛ فلا يجوز للصغار وضع اليد في الجيب أمام الكبار ولا الوقوف المنحنى ولا التدخين أو مضغ البان أو حكّ الأنف؛ لذا فإنّ كبار السن إذا تحدّثوا فإنّهم يتحدثون بثقة لعلمهم أنّ كلمتهم ستجد آذانًا صاغية واهتمامًا من قبل المستمعين. وهكذا نرى أنّ للعمر عند الشراكسة مكانة سامية وعلى الشاب، بغضّ النظر عن نسبه وأصله ومكانته الاجتماعية، أن يقف احترامًا للمسنّ ولو لم يكن يعرفه، وعليه أن يُخلي له مجلسًا ويقدّمه ولا يجلس حتى يأذن له الكبير بذلك، كما أنّ عليه الصمت والهدوء والإجابة عن أسئلته باختصار واحترام، ذلك أنّ كلّ ما يفعله تقديرًا لكبار السن يزيده شرفًا واحترامًا. ومن أمثالهم في هذا المقام: من كانت خصاله تحية واحترام الكبار نمت عنده أربع خصال : طول العمر وصفاء العقل والمجد والقوّة. مبدأ إكرام الضيف حق الإجارة للمستجير عند الشراكسة منفصل عن الضيافة عندهم؛ فالضيافة تختلف عن الإجارة، فهي عبارة عن استقبال الضيوف واستضافة الزوّار والمارة (عابري السبيل) الذين يتوقّفون للراحة أو للمبيت بغضّ النظر عمّا إذا كان من المعارف أو كان غريبًا. كانت العائلات الشركسية على اختلاف مستوياتها الاجتماعية تبني بيتًا للضيافة منفصلًا عن بيت العائلة يُخصّص لاستخدام الضيوف، وكانت الغاية من فصل بيت الضيافة تأمين راحة الضيف، وعادة ما يحتوي بيت الضيافة على منضدة وسرير وسجّادة وإبريق ماء وحمّام وبعض الآلات الموسيقية. تبقى أبواب بيت الضيافة مفتوحة ليل نهار حتى يستطيع عابر السبيل دخوله دون استئذان صاحب البيت، لذا كان لا بدّ من توفير مؤونة دائمة في المضافة. كان الشراكسة يتحاشون سؤال الضيف عن خصوصيّاته أو عن سبب زيارته أو أيّ سؤال يمكن أن يتسبّب في إحراجه، وذلك لثلاثة أيام يمكن للمضيف بعدها أن يسأل ضيفه عمّا يشغل باله، وبم يستطيع خدمته، وفي كل وقت الزيارة لم يكن الضيف يُترك دون جليس، فيزوره الجيران والمعارف والأصدقاء، وكان من عادة الشراكسة أن يقوم المضيف بدعوة الجيران والأصدقاء والمعارف ممن يرونهم مناسبّا في العمر لمجالسة الضيف، وكان على المضيف أن يقيم حفلات سمر تحتوي على الرقص والغناء وألعاب التسلية ومسابقات الفروسية، وعادة ما يّتبادل في مجالس الضيف الشعر والغناء. وفي المقابل لم يكن للضيف الحق في التدخّل في أيّ شأن من شؤون عائلة المضيف، ولا الخروج من بيت الضيافة إلا لأمر موجب، وكان عليه أن يعرف مدّة الضيافة فلا يطيل ولا يغادر بسرعة حتى لا يحرج مضيفه. وكانت المضافة جزءًا أساسيًّا من مكوّنات البيت الشركسي، ففيه تُسرد الأخبار ويُتغنى بالبطولات، وفيه يتبادل الحاضرون إلقاء قصائد الشعر والغناء، وتّعزف فيه الموسيقى وتُقام حفلات الرقص والألعاب الترويحية والمسابقات على أشكالها المختلفة، وهكذا كانت المضافة مدرسة الشباب التي يطلّون منها على العالم ويكتسبون المعارف والقيم والمثل. الزي الشركسي اللباس القومي للشراكسة وأهم ما يميّزه الأناقة والاعتماد على التطريز بخيوط الفضة والذهب، يتكوّن لباس الرجل من بنطال يضيق عند الساق ويُشدّ بشريحة تحت القدم، وحذاء من الجلد يصل إلى ما تحت الركبة، وبلوزة أو صدريّة ذات ياقة مرتفعة ورداء من الجوخ الأسود أو الرمادي ويُزيّنُ منطقة الصدر جيبان مزركشان بخيوط من الذهب أو الفضّة وهما في الأصل جرابان لتخزين العيارات النارية ، ويُشدّ في منطقة الوسط بنطاق من الجلد تُعلّق عليه القامة (الخنجر الشركسي)، والنطاق والخنجر مزينان بخيوط من الفضة أو الذهب، أمّا غطاء الرأس . هذه جوانب من العادات والتقاليد التي حكمت حياة الشراكسة آلاف السنوات، وتعرّضت في العقود الأخيرة لهجمة العولمة التي قضمت جزءًا منها، وقضمت تكنولوجيا العصر بآلاتها وأجهزتها المتعددة جزءًا آخر، فخسرت المعركة أمام التطوّر الذي ألمّ بالعالم كلّه، شأنها في ذلك شأن كلّ المجتمعات التي خسرت أجزاءً من هويّتها وغلبت عليها سمات الحضارة الكونية الجديدة. |
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
|
رد: ملف الشركس ( الآديغا )
جميل ما نتلقاه منك.. أستاذ ناز.. شخصيا عرفت منكم الآن ما لم أكن على علم به من قبل...
فشكرا على هذه الإفادة |
الساعة الآن 55 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية