منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الدراسات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=481)
-   -   تسلل إلى شرفة رشيد الميموني (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=34482)

خولة السعيد 05 / 08 / 2021 05 : 06 AM

تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اثنان وعشرون وأربعة مائة تدخل بين إطلالات الشرفة وردود المارين بعبير أحرفهم في ثلاث وأربعين صفحة ابتدأت يوم 29/10/2017 لتستمر وما زال الأمل في استمرارها المتواصل مستمرا...
في الشرفة ومنها دائما يخاطب تلك الحبيبة، يوجه لها رسائل حب طائرة عبر فضاءات الأمكنة والأزمنة ، يطلب منها أن تكون في الموعد الذي يريده حتى يبوح لها بحبه على إيقاع كل الفصول وإن كان الحاضر خريفا.. فقد فتح شرفته لأجلها ، والخريف لم ينته لأجلها، ومازال يتمرد على الكلمات ليعلن لها أجمل حب باليوم نفسه، فيقول إن الكلمات قد استعصت عليه تعانده، فتتمنع عليه الأحرف بشقاوة، لكنه يغمض عينيه فيطلق العنان لحلمه ليتخيل حبيبته، ونرى حينها أن الكلمات فعلا لم تطاوعه بل طاوعته بدلا عنها الورود والحدائق والبساتين وقد تحلت بأجمل الحلل، وكأن حبيبته لم تتوصل أو لم ترد على رسالتيه السابقتين، فيأتي بآخر أكتوبر يسهر بشرفته ليلا، يحس هذا الليل سرمديا ، يناجي النجوم والكواكب، تتصارع الأشجان بداخله، فيراها كقيتارة يعزف عليها ألحانه الحزينة، ويسعى إلى حلم كحلم الأطفال حيث يلهو بحقول القمح بين السنابل ويسابق الفراشات، ثم يفتح عينيه عن حلمه، أمام شمس الصباح باسمة لينسج بخيوط أشعتها وشاحا لحبيبته، تلك الحبيبة التي يظل يخاطبها من شرفته دون ذكر اسمها، فتتخيلها واقفة أمامه أو جالسة بجانبه تستمتع بأحرفه منسابة متراقصة حولهما،مشكلة لوحات حب لهما...
لكن أياما ثلاثة تمر، فتبدو عليه الحيرة في الرابع من نونبر ومازال الانتظار رفيقه ، يسائل الصمت ولا يجد غير الصدى ،ومع ذلك، يعيش على حلم أنهما واحد بجسدين مختلفين،فتينع بساتينه على هذا الاتحاد والتجانس ويعود إلى أحلامه التي يغيب فيها حتى تحدثه الطبيعة يوم 16 نونبر مخبرة إياه أن الحب صار باديا على ملامحه وتصرفاته وحركاته حتى صارت هي نفسها تنضح حبا، ويدرك صاحبنا أن الحب الذي يملأ الطبيعة ما نتج إلا عن حبه لكاف المخطابة تلك..
وها أول تعليق على خواطر الشرفة يأتي بتاء تأنيث، فيهرع صاحبنا للرد عليه واستقبال صاحبته بما يليق بها، ومباشرة بعد ذلك ، ندرك أيضا أن حبيبته قد جاءت إليه و ردت عليه ، فجلس يستمع لفيروز والليل يلفه، وكأن فيروز صوت حبيبته يردد :
قد أتاك يعتذر .... لا تسله ماالخبر
وقبل ذلك كتقديم للأغنية كان الصوت الرجولي الذي سعد بحضور حبيبته كأنه هو صاحبه يترنم بقدوم الحبيبة وهو يقول:
جاءت معذبتي في غيهب الغسق..
فتحس أنت أيها المتتبع المتسلل إلى الشرفة أن رشيد هو من لف الليل بعناقه له فرحا طربا بقدوم معذبته،وحديثه إليها مع إصرارها أن تكون معه ما دامت ركبت أمواج البحر دون خشية الغرق، ثم يغيب طيف حبيبته بعد يومين، فصار بطلنا لا يميز بين إن كان يفكر في شيء أم لا،ولكنه صاغ حكايات طفولية وتمنى أن يصير طفلا بعدما صار حبه كل كيانه..
ويأتي الرد الثاني على لسان تاء التأنيث كذلك، لسان يؤكد حب الطفولة، يرد عليه ويعود سريعا إلى أحلامه المستمرة من الليل إلى مابعد الفجر، لكنه حلم يلفه ضباب كثيف لا تتشكل معالمه إلا فجرا مع إشراقة يوم جديد، حين تتشكل ملامح حبيبته أمامه، فيرى أن هذا اليوم الجديد هو مولد لحب أقوى وأجمل.. فنطرح هنا تساؤلا: أمازال يخاطب حبيبته السابقة، أم أن مولد هذا الأقوى والأجمل جاء بحبيبة جديدة؟! ، وتوصد أبواب الشرفة وتسدل ستارها ، ويغيب صاحبها ربما في غياهب الطبيعة والموسيقى بعيدا عن وشوشات الأحرف والكلمات، ليعود بعد عام وثلاثة أشهر، وأيام أترك لكم حسابها.....
يعود بكلمات كأنها معزوفة بصوت العنادل والكروان، خرير شلال، وحفيف أشجار، يخاطب حبيبته التي علمته حب السهر وعشق السمر...، ثم يغيب أيضا صاحبنا رغم رد من تاء تأنيث أيضا، جعلت التاءات ثلاثة، فأصبحنا أمام نون نسوة، ولعله لم ينتبه لهذا الرد،أو أن حبه الذي لقنه حب السهر أتلفه عن كل خبر..
بعد ما يناهز خمسة أشهر، يفتح السيد رشيد شرفته ، ليرد على تلك التاء، ويظل ينادي حبيبته التي لا يجد من طيفها سوى الصدى رغم أنه يحسه قريبا، لكنه يتمنع من أن يقترب منه نازعا رداء الكبرياء..
ويظهر أخيرا صوت رجولي مظهرا إعجابه ببوح الشرفة الذي ما ترك للعشاق بوحا سوى أن يخطفوا من أضواء الشرفة بعض أحرفها.. ويتم تبادل الردود والتعليقات إلى أن يأتي صاحبنا في حالة يأس بعد أن فقد الأمل في عودة معذبته رغم مناداته لها، متسائلا عما إذا كان ما عاشه من قبل وهما وسرابا مادام لا يجد منها ردا ولا حتى صدى، وتتوالى كلمات الإعجاب والشكر، ليعود صاحبنا بعد يومين متأملا عودة حبيبته، التي حسب مرة أن حبها قد ولد في يوم جديد بقوة أجمل، وجمال أقوى... ها هو الآن يطلب منها أن تأتي ليحدثها،ليحكي لها... لكن... ويقارب الخمسة أشهر غيابا مجددا.
ومع شتاء دجنبر يرقب هطول المطر ، ويتابع قطراته منسابة على زجاج نافذته كأنها دمع على خد حبيبته، فيهمس كل شيء بالحب ويؤكد كذلك بلسانه هو وبين شفتيه " وأحب" لكن هذه المرة دون تلك الكاف التي كانت دائما لصيقة بالفعل، غيبها هذه المرة وإن تخيل دمعها وشبه قطرات المطر به، كأنه يسترجع لقاء أخيرا كان بينهما حيث دمعت عيناها.. وتمر الأيام ويفتح صاحبنا شرفته مستسلما للمطر ينعش جسده المحموم، فتلح عليه الزخات بمناداة كاف المخاطبة، وينادي،ثم ينتبه إلى أنه ينادي من هي أصلا تسري في شرايينه دما وهواء وإن كانت لا ترد... وتتوالى على الشرفة بأيام كلمات الإعجاب من العابرين والمتسللات.. إلى أن يأتي صاحبنا في الثامن عشر من يناير متوهجا سعيدا بهمسها الذي وصله وهي تسأله : "أتحبني؟"فيرد؛ كيف لا يحبها وكل ما حوله قد اشتاق إليها، ويضيف هذه المرة بعض أوصافها وقد جعل الليل يلتف بجدائل شعرها الغجري .. ويكتب من شرفته في اليوم الموالي أيضا، فيظهر كأنه على موعد مساء مع حبيبته، ثم كأنه يؤكد لنا هذا الموعد بمساء الغد، حيث كان اللقاء فرنا إلى محياها ، وهفا إلى قلبها بروحه، فاشتد نبضه وتأججت حواسه، وتسربت هي عبر مسامه واحتلته، وسرت في شرايينه... هكذا حين يتفاعل الحب نجد صاحبنا يغني بنشاط مستمر في شرفته، لا يسعى إلى غياب،ولا يفكر فيه، يحب وتعشق مع الشرفة حبيبته، فنقع نحن أسرى لهذا الجمال وهذا الفن والحب والطبيعة حيث كل شيء جميل ينساب برقة من وفي الشرفة.
يبدأ حلمه من جديد بعد أن صار عليها مدمنا خطيرا ...
وبعد تعليق واحد والرد عليه هاهو باليوم ذاته يطفئ حرارة الإدمان بزخات مطرية جديدة معلنا صداقته الأزلية بالمطر، وتعود كلمات الإعجاب والرد عليها كأنها تبادل للتهنئات والتبريكات، فيغني لأميرة بيوم 21يناير 2020،ثم يعود في الرابع والعشرين ليبحث من جديد عن حبيبته مناجيا صمته، مداعبا همسه، ليشكلها من جديد تسري بشرايينه ونبضه وأنفاسه، فيجعلنا نتخيل أنها تغيب عنها، ويرجعها معيدا تشكيلها بلُبّه، أو أنه كل مرة يتخيل حبيبة ويشكلها حسب طقوس خياله بداخله.. وبعد تعليق والرد عليه، وبعد يوم واحد، يأتي الآن مخاطبا حبيبته، مخبرا إياها أن حرفها المنساب في عذوبة قد ارتشفه هو ، فانتشى، وثمل، وعانق الحلم وصارت فصوله الأربعة فصلا واحدا، ثم انصهرت حبيبته فيه وانصهر هو فيها ليصيرا واحدا أيضا كما الفصول، وتأتي التعليقات، ويأتي يوم 26 ليتذكر فيه يوم ترك قيتارته تحت شرفة حبيبته بعد أن أسمعها بعض الألحان ليغادر وقد امتلأ بلهيب أنفاسها. وهمساتها. وتنهال بعض كلمات الإعجاب من جديد، ويمر أسبوع وصاحبنا غائب، ثم أيام تكاد تكمل العشرة فيطل علينا بكلماته، وهو السعيد بيدها تلمسه صباحا كأنها بلسم للجروح،و يطلب منها أن تترك له روحها لتقتحم وجدانه، وطيفها ليلبسه لأن روحه تحتاج إليها..، وبعدها يقارب الأسبوع يأتي الآن وقد فتح عينيه بعدما كانتا مغمضتين معانقا زرقة السماء، لاستعادة طيفها، واستعدادا للاحتفال بقدوم الربيع الذي أهداه الحب مناديا حبيبته لتحتفل معه لعل صدى صوته يصلها رغم بعد المسافات بينهما..
(ترى كم كيلومتر تقدر هذه المسافة؟ وكم طائرة تلزم للوصول إلى الحبيبة وكم باخرة؟ ربما لهذا يحب السيد رشيد الرحلات الجبلية والمغامرات بين الوديان، حتى يصل إليها) ، بعد تعليق واحد هذه المرة يبدو أن حبيبة صاحبنا لم تجب ولم تسمع ولم تعد فصار غاضبا، ولم يرد حتى على إعجاب الرجل بخاطرته الأخيرة رغم عودته بعد عشرة أيام، لأن عودته هذه كانت لتوديع حبه الذي بعد كل ذاك الولع والوله والعشق والهيام والغرام والصبابة والكلف....يخبرنا أنه مجرد سراب ، وأنه الآن يعانق حبا وليدا ينساب كالندى على الورود، فيسترجع من شرفته بسمته الضائعة،...
أيستطيع رشيد نسيان حبه السابق والحياة مع حب جديد؟ أم أن هذه الخاطرة كانت نداء بطريقة جديدة لحبيبته حتى ترجعها غيرتها عليه إليه؟ أم أن رشيد حقا كان يوهمنا بقصة حب وعشق في خواطره السابقة التي نسجها مع شرفته...؟ أ يمكن أن يبني صاحبنا قصة حب جديدة حقا، أم أنه سيعيش على أنقاض حبيبته السابقة وحبه الماضي؟ أم أن كل كلامه في الحب وهم أو شعور بحب آت؟ أم لعل هذا الإعلان متعمد لإثارة غيظ وغضب الحبيبة ؟ أ تكشف كلماته التي سنقرأها فيما بعد عن أجوبة لتساؤلاتنا؟
(يتبع)

عزة عامر 05 / 08 / 2021 56 : 06 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
تسللت بحق .. فأجدت الإقتحام !!
وأتابع معك التحقيق ، موفقة إن شاء الله ...

خولة السعيد 05 / 08 / 2021 13 : 03 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
شكرا على المتابعة عزة، في انتظار التتمة لاحقا إن شاء الله
تحياتي

خولة السعيد 07 / 08 / 2021 11 : 06 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 259676)
اثنان وعشرون وأربعة مائة تدخل بين إطلالات الشرفة وردود المارين بعبير أحرفهم في ثلاث وأربعين صفحة ابتدأت يوم 29/10/2017 لتستمر وما زال الأمل في استمرارها المتواصل مستمرا...
في الشرفة ومنها دائما يخاطب تلك الحبيبة، يوجه لها رسائل حب طائرة عبر فضاءات الأمكنة والأزمنة ، يطلب منها أن تكون في الموعد الذي يريده حتى يبوح لها بحبه على إيقاع كل الفصول وإن كان الحاضر خريفا.. فقد فتح شرفته لأجلها ، والخريف لم ينته لأجلها، ومازال يتمرد على الكلمات ليعلن لها أجمل حب باليوم نفسه، فيقول إن الكلمات قد استعصت عليه تعانده، فتتمنع عليه الأحرف بشقاوة، لكنه يغمض عينيه فيطلق العنان لحلمه ليتخيل حبيبته، ونرى حينها أن الكلمات فعلا لم تطاوعه بل طاوعته بدلا عنها الورود والحدائق والبساتين وقد تحلت بأجمل الحلل، وكأن حبيبته لم تتوصل أو لم ترد على رسالتيه السابقتين، فيأتي بآخر أكتوبر يسهر بشرفته ليلا، يحس هذا الليل سرمديا ، يناجي النجوم والكواكب، تتصارع الأشجان بداخله، فيراها كقيتارة يعزف عليها ألحانه الحزينة، ويسعى إلى حلم كحلم الأطفال حيث يلهو بحقول القمح بين السنابل ويسابق الفراشات، ثم يفتح عينيه عن حلمه، أمام شمس الصباح باسمة لينسج بخيوط أشعتها وشاحا لحبيبته، تلك الحبيبة التي يظل يخاطبها من شرفته دون ذكر اسمها، فتتخيلها واقفة أمامه أو جالسة بجانبه تستمتع بأحرفه منسابة متراقصة حولهما،مشكلة لوحات حب لهما...
لكن أياما ثلاثة تمر، فتبدو عليه الحيرة في الرابع من نونبر ومازال الانتظار رفيقه ، يسائل الصمت ولا يجد غير الصدى ،ومع ذلك، يعيش على حلم أنهما واحد بجسدين مختلفين،فتينع بساتينه على هذا الاتحاد والتجانس ويعود إلى أحلامه التي يغيب فيها حتى تحدثه الطبيعة يوم 16 نونبر مخبرة إياه أن الحب صار باديا على ملامحه وتصرفاته وحركاته حتى صارت هي نفسها تنضح حبا، ويدرك صاحبنا أن الحب الذي يملأ الطبيعة ما نتج إلا عن حبه لكاف المخطابة تلك..
وها أول تعليق على خواطر الشرفة يأتي بتاء تأنيث، فيهرع صاحبنا للرد عليه واستقبال صاحبته بما يليق بها، ومباشرة بعد ذلك ، ندرك أيضا أن حبيبته قد جاءت إليه و ردت عليه ، فجلس يستمع لفيروز والليل يلفه، وكأن فيروز صوت حبيبته يردد :
قد أتاك يعتذر .... لا تسله ماالخبر
وقبل ذلك كتقديم للأغنية كان الصوت الرجولي الذي سعد بحضور حبيبته كأنه هو صاحبه يترنم بقدوم الحبيبة وهو يقول:
جاءت معذبتي في غيهب الغسق..
فتحس أنت أيها المتتبع المتسلل إلى الشرفة أن رشيد هو من لف الليل بعناقه له فرحا طربا بقدوم معذبته،وحديثه إليها مع إصرارها أن تكون معه ما دامت ركبت أمواج البحر دون خشية الغرق، ثم يغيب طيف حبيبته بعد يومين، فصار بطلنا لا يميز بين إن كان يفكر في شيء أم لا،ولكنه صاغ حكايات طفولية وتمنى أن يصير طفلا بعدما صار حبه كل كيانه..
ويأتي الرد الثاني على لسان تاء التأنيث كذلك، لسان يؤكد حب الطفولة، يرد عليه ويعود سريعا إلى أحلامه المستمرة من الليل إلى مابعد الفجر، لكنه حلم يلفه ضباب كثيف لا تتشكل معالمه إلا فجرا مع إشراقة يوم جديد، حين تتشكل ملامح حبيبته أمامه، فيرى أن هذا اليوم الجديد هو مولد لحب أقوى وأجمل.. فنطرح هنا تساؤلا: أمازال يخاطب حبيبته السابقة، أم أن مولد هذا الأقوى والأجمل جاء بحبيبة جديدة؟! ، وتوصد أبواب الشرفة وتسدل ستارها ، ويغيب صاحبها ربما في غياهب الطبيعة والموسيقى بعيدا عن وشوشات الأحرف والكلمات، ليعود بعد عام وثلاثة أشهر، وأيام أترك لكم حسابها.....
يعود بكلمات كأنها معزوفة بصوت العنادل والكروان، خرير شلال، وحفيف أشجار، يخاطب حبيبته التي علمته حب السهر وعشق السمر...، ثم يغيب أيضا صاحبنا رغم رد من تاء تأنيث أيضا، جعلت التاءات ثلاثة، فأصبحنا أمام نون نسوة، ولعله لم ينتبه لهذا الرد،أو أن حبه الذي لقنه حب السهر أتلفه عن كل خبر..
بعد ما يناهز خمسة أشهر، يفتح السيد رشيد شرفته ، ليرد على تلك التاء، ويظل ينادي حبيبته التي لا يجد من طيفها سوى الصدى رغم أنه يحسه قريبا، لكنه يتمنع من أن يقترب منه نازعا رداء الكبرياء..
ويظهر أخيرا صوت رجولي مظهرا إعجابه ببوح الشرفة الذي ما ترك للعشاق بوحا سوى أن يخطفوا من أضواء الشرفة بعض أحرفها.. ويتم تبادل الردود والتعليقات إلى أن يأتي صاحبنا في حالة يأس بعد أن فقد الأمل في عودة معذبته رغم مناداته لها، متسائلا عما إذا كان ما عاشه من قبل وهما وسرابا مادام لا يجد منها ردا ولا حتى صدى، وتتوالى كلمات الإعجاب والشكر، ليعود صاحبنا بعد يومين متأملا عودة حبيبته، التي حسب مرة أن حبها قد ولد في يوم جديد بقوة أجمل، وجمال أقوى... ها هو الآن يطلب منها أن تأتي ليحدثها،ليحكي لها... لكن... ويقارب الخمسة أشهر غيابا مجددا.
ومع شتاء دجنبر يرقب هطول المطر ، ويتابع قطراته منسابة على زجاج نافذته كأنها دمع على خد حبيبته، فيهمس كل شيء بالحب ويؤكد كذلك بلسانه هو وبين شفتيه " وأحب" لكن هذه المرة دون تلك الكاف التي كانت دائما لصيقة بالفعل، غيبها هذه المرة وإن تخيل دمعها وشبه قطرات المطر به، كأنه يسترجع لقاء أخيرا كان بينهما حيث دمعت عيناها.. وتمر الأيام ويفتح صاحبنا شرفته مستسلما للمطر ينعش جسده المحموم، فتلح عليه الزخات بمناداة كاف المخاطبة، وينادي،ثم ينتبه إلى أنه ينادي من هي أصلا تسري في شرايينه دما وهواء وإن كانت لا ترد... وتتوالى على الشرفة بأيام كلمات الإعجاب من العابرين والمتسللات.. إلى أن يأتي صاحبنا في الثامن عشر من يناير متوهجا سعيدا بهمسها الذي وصله وهي تسأله : "أتحبني؟"فيرد؛ كيف لا يحبها وكل ما حوله قد اشتاق إليها، ويضيف هذه المرة بعض أوصافها وقد جعل الليل يلتف بجدائل شعرها الغجري .. ويكتب من شرفته في اليوم الموالي أيضا، فيظهر كأنه على موعد مساء مع حبيبته، ثم كأنه يؤكد لنا هذا الموعد بمساء الغد، حيث كان اللقاء فرنا إلى محياها ، وهفا إلى قلبها بروحه، فاشتد نبضه وتأججت حواسه، وتسربت هي عبر مسامه واحتلته، وسرت في شرايينه... هكذا حين يتفاعل الحب نجد صاحبنا يغني بنشاط مستمر في شرفته، لا يسعى إلى غياب،ولا يفكر فيه، يحب وتعشق مع الشرفة حبيبته، فنقع نحن أسرى لهذا الجمال وهذا الفن والحب والطبيعة حيث كل شيء جميل ينساب برقة من وفي الشرفة.
يبدأ حلمه من جديد بعد أن صار عليها مدمنا خطيرا ...
وبعد تعليق واحد والرد عليه هاهو باليوم ذاته يطفئ حرارة الإدمان بزخات مطرية جديدة معلنا صداقته الأزلية بالمطر، وتعود كلمات الإعجاب والرد عليها كأنها تبادل للتهنئات والتبريكات، فيغني لأميرة بيوم 21يناير 2020،ثم يعود في الرابع والعشرين ليبحث من جديد عن حبيبته مناجيا صمته، مداعبا همسه، ليشكلها من جديد تسري بشرايينه ونبضه وأنفاسه، فيجعلنا نتخيل أنها تغيب عنها، ويرجعها معيدا تشكيلها بلُبّه، أو أنه كل مرة يتخيل حبيبة ويشكلها حسب طقوس خياله بداخله.. وبعد تعليق والرد عليه، وبعد يوم واحد، يأتي الآن مخاطبا حبيبته، مخبرا إياها أن حرفها المنساب في عذوبة قد ارتشفه هو ، فانتشى، وثمل، وعانق الحلم وصارت فصوله الأربعة فصلا واحدا، ثم انصهرت حبيبته فيه وانصهر هو فيها ليصيرا واحدا أيضا كما الفصول، وتأتي التعليقات، ويأتي يوم 26 ليتذكر فيه يوم ترك قيتارته تحت شرفة حبيبته بعد أن أسمعها بعض الألحان ليغادر وقد امتلأ بلهيب أنفاسها. وهمساتها. وتنهال بعض كلمات الإعجاب من جديد، ويمر أسبوع وصاحبنا غائب، ثم أيام تكاد تكمل العشرة فيطل علينا بكلماته، وهو السعيد بيدها تلمسه صباحا كأنها بلسم للجروح،و يطلب منها أن تترك له روحها لتقتحم وجدانه، وطيفها ليلبسه لأن روحه تحتاج إليها..، وبعدها يقارب الأسبوع يأتي الآن وقد فتح عينيه بعدما كانتا مغمضتين معانقا زرقة السماء، لاستعادة طيفها، واستعدادا للاحتفال بقدوم الربيع الذي أهداه الحب مناديا حبيبته لتحتفل معه لعل صدى صوته يصلها رغم بعد المسافات بينهما..
(ترى كم كيلومتر تقدر هذه المسافة؟ وكم طائرة تلزم للوصول إلى الحبيبة وكم باخرة؟ ربما لهذا يحب السيد رشيد الرحلات الجبلية والمغامرات بين الوديان، حتى يصل إليها) ، بعد تعليق واحد هذه المرة يبدو أن حبيبة صاحبنا لم تجب ولم تسمع ولم تعد فصار غاضبا، ولم يرد حتى على إعجاب الرجل بخاطرته الأخيرة رغم عودته بعد عشرة أيام، لأن عودته هذه كانت لتوديع حبه الذي بعد كل ذاك الولع والوله والعشق والهيام والغرام والصبابة والكلف....يخبرنا أنه مجرد سراب ، وأنه الآن يعانق حبا وليدا ينساب كالندى على الورود، فيسترجع من شرفته بسمته الضائعة،...
أيستطيع رشيد نسيان حبه السابق والحياة مع حب جديد؟ أم أن هذه الخاطرة كانت نداء بطريقة جديدة لحبيبته حتى ترجعها غيرتها عليه إليه؟ أم أن رشيد حقا كان يوهمنا بقصة حب وعشق في خواطره السابقة التي نسجها مع شرفته...؟ أ يمكن أن يبني صاحبنا قصة حب جديدة حقا، أم أنه سيعيش على أنقاض حبيبته السابقة وحبه الماضي؟ أم أن كل كلامه في الحب وهم أو شعور بحب آت؟ أم لعل هذا الإعلان متعمد لإثارة غيظ وغضب الحبيبة ؟ أ تكشف كلماته التي سنقرأها فيما بعد عن أجوبة لتساؤلاتنا؟
(يتبع)

أسبوعان تقريبا ثم يعود السيد رشيد في الخامس من مارس ، أسبوعان مباشرة بعد توديعه لحبه السابق ، يأتي الآن ليقول لها
أراك قريبة وأنت بعيدة حاضرة بقربي وأنت غائبة .... من شرفتي أراك كما كنت دوما مشاكسة في عناد مشاغبة في مرح
فيتبين لنا أنه ما ودع إلا قولا وأن تلك التي احتلته من قبل وسرت بشرايينه ونبضه هي التي ما يزال يراها كما رآها من قبل بدلالها وعنادها، بقربها من قلبه وإن بعدت بينهما المسافات...
يتلقى ردا هذه المرة ويرد عليه فيأتي بكمات جديدة بعد ذلك مباشرة أي بعد يوم من آخر خاطرة نزلت بالشرفة ليعلن مرة أخرى ميلاد حب ينمو بين الضلوع وهو يرقب الشمس تبزغ بعيني حبيبته، مستعدا لفصل الربيع الزاهي الذي قد اقترب حلوله بعد أيام معدودات ، وبعد تعليقات والانتشاء بالرد على التعليقات، ها هو الآن باليوم نفسه يعود للشرفة فاتحا أبوابها مساء ليتأمل الغروب كما استمتع بلحظة الشروق آملا أن يهطل عليه طيف حبيبته ، مما جعل حرفه متوهجا أكثر، وهو يحس قربها منه . رد وتعليق وإسدال ستائر الشرفة خمسة أيام قبل فتحها في الثاني عشر من مارس ليعانق الحلم وينهل من أنفاس الليل،ويظل حتى يرتشف ندى الفجر،ويسترد طفولته من الأعماق حتى يشتكي ويشاغب ... ويعانق طيف ( الكاف) ليحس أخيرا أنه قد صار هو ( هو العاشق المتيم الوله)ولا يتلقى ردا، ولعل حبيبته كذلك لم يأت منها إلا طيفها أو حتى طيفها قد صار غائبا، وعاد بعد أيام ثلاثة يائسا، متألما قانطا،لكنه هو العنيد قاوم كل ذلك لعل قبسا من طيفها يأتيه، فيبدو شاعرنا متوهجا مشتاقا، بعد أن كان يأمل لقاء حبيبته صار يكتفي بطيفها، والآن يطلب أن يرى قبسا فقط من طيفها حتى يعود له الأمل ويستشعر الحياة بجمالها فتتدفق ينابيع مشاعره وتظهر أحرفه ويظل يصيح مرددا:" أحبك" ، يأتيه أول تعليق على نبضات شرفته بعد يوم فيرد عليه، ثم يتبعه آخر، وعلى مصراعيه يفتح باب الشرفة بعد أيام، لكن الصمت محور الكلمات،والفراغ دائرته، وأفول الشمس وراء الغيم أدلة على حزنه وحيرته، مع ذلك لا يفقد الأمل فيبتسم،ولعل شاعرنا بات بالشرفة وحيدا حتى كتب لنا خاطرته الموالية وهو يحاول كتابة شيء جميل يهديه لحبيبته فلا تعينه الأحرف ولا تسعفه الكلمات، حتى إنه نفسه صار لا يستطيع تمييز خطه، فبدت له الأحرف رسما لصورة حبيبته ليتلاشى الرسم والأحرف وكل شيء من حوله،ويبقى رشيد وحيدا بشرفته، لا أحد استطاع أن يفسر له أحرفه أو يساعده على كتابة أحرف جميلة لمعشوقته ( الطيف) فتمطر السماء بسيل جارف لا ينقطع، يروي الربى والقلوب والنفوس فيخال المطر دمعا لقلبه الذي هده الوجد ونفسه التي أضناها الشوق ....
تعليق واحد ورد عليه ، ثم غياب أسبوع يأتي بعده في الفاتح من أبريل حاملا قيتارته مساء فتتعالى ترنيماته الموسيقية والشعرية حتى السحَر تنادي الفجر فيصحو متثائبا ، ويعلو همس شاعرنا منشدا " أحبك" ، ردود تتوالى بخفة وجمال لنستشعر بعد أيام الحزن في كلمات صاحبنا بل حتى في النقط التي شكلت فراغا أو معاني خفية بين التساؤلات الجلية ، حيث ظل ينادي حبيبته وما رد عليه سوى صمتها، سألها إن كانت بخير، فردت دمعتها ، سألها لم الغضب، لم الأسى، لم لم تلقي اهتماما بعزفه على قيتارته فما كان يجد منها جوابا، حاول أن يشرئب بعنقه ليرى طيفها، لكن يبدو ألا شيء منها قد بدا غير دمعتها ، هنا يعلم رشيد الميموني أن حبيبته شمس لكنها الآن قد أفلت وأن أفولها أبدي ..
أكان هذا الأفول أبدي حقا؟ أتغيب الشمس دون أن تشرق صباحا؟أم أن السيد رشيد يودع بهذه الكلمات حبيبته مرة أخرى؟ ها هي تعليقات على النص وردود تحيي نبضات الشرفة فينظم شاعرنا بيتين شعريين على بحر الكامل يخاطب من خلالهما تلك التي تخاف الورود مدعية أنها قد تحمل لها سما ..وتأتي ردود جديدة خلال الأيام الموالية، ويطل علينا صاحب الشرفة في الرابع عشر من أبريل باسما زاهيا، فهو يرى الآن كل ما يبدو من شرفته جميلا، وينطق عشقا وحبا ، حتى الورد يترنم بهمسات ندية،والقلب يهفو إلى غد مشرق المحيا مشرع الأحضان..
‌وتكثر تعليقات الإعجاب ، وبعد أيام أربعة يبدو لنا رشيد واقفا بشرفته مناديا حبيبته، مستمرا في ندائه لها، فيشكل الأمل المتلاشي، ويرسم الحب كما يحب ويحيي كل ما بدأ يفقد رونقه ليأتيه طيفها مع حمرة الشفق باسما مشرقا كما عهده وأحبه.. أيام تناهز الأسبوعين غيابا ونجده يأتي مقتبسا آيات قرآنية بكلمات شرفته

( يتبع)

عزة عامر 07 / 08 / 2021 10 : 08 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
يا مشوقة أنت !!! يليق بك أن تعملي في مجال التسويق ، فتجعلين العملاء يلهثون وراء البضائع .. شوقتني وأكيد يتفق معي من يتابع مثلي ، بأسلوبك الجذاب !!!! ياجذابة :)

رشيد الميموني 07 / 08 / 2021 47 : 10 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
أتساءل : هل كانت شرفتي تتوقع هذا التسلل البهي الذي جعل ألقها سرمديا ؟
كنت وشرفتي نحلم بتسللات وزيارات تحفز القلم ليبدع أكثر ويبوح ويعبر باستمرار .. لكن أن تحظى بكل هذه الزخات التي جعلت الندى يسكن ورودها ويبللها على الدوام فذاك ما لم تصدقه العين .
وضعت حروفي رهن إشارتك فلم تخيبي توقعاتي خولة ..
وتسللت إلى شرفتي فمنحتها ربيعا دائما وخريفا زاهيا ..
محظوظ بك وبحرفك خولة ..
وسعيد باهتمامك بحرفي المتواضع ..
وعاجز عن إيفائك حقك من الشكر والامتنان .. فماذا أفعل ؟
هل تكفي ورودي كهدية بسيطة لك ؟
هل تقبلي محبتي بلا حدود ؟

https://morb3.com/wp-content/uploads...d-724x1024.jpg

خولة السعيد 07 / 08 / 2021 53 : 03 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 259754)
يا مشوقة أنت !!! يليق بك أن تعملي في مجال التسويق ، فتجعلين العملاء يلهثون وراء البضائع .. شوقتني وأكيد يتفق معي من يتابع مثلي ، بأسلوبك الجذاب !!!! ياجذابة :)

حقا؟! هيهي
لم أفكر في الأمر من قبل.. قد أجرب يوما، ولو أني هنا لا أتاجر بالكلمات هيهيهيه

لكن تدرين ؟! أنت الآن من يشوقني للمتابعة بسرعة..
شكرا لك

خولة السعيد 07 / 08 / 2021 22 : 04 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 259756)
أتساءل : هل كانت شرفتي تتوقع هذا التسلل البهي الذي جعل ألقها سرمديا ؟
كنت وشرفتي نحلم بتسللات وزيارات تحفز القلم ليبدع أكثر ويبوح ويعبر باستمرار .. لكن أن تحظى بكل هذه الزخات التي جعلت الندى يسكن ورودها ويبللها على الدوام فذاك ما لم تصدقه العين .
وضعت حروفي رهن إشارتك فلم تخيبي توقعاتي خولة ..
وتسللت إلى شرفتي فمنحتها ربيعا دائما وخريفا زاهيا ..
محظوظ بك وبحرفك خولة ..
وسعيد باهتمامك بحرفي المتواضع ..
وعاجز عن إيفائك حقك من الشكر والامتنان .. فماذا أفعل ؟
هل تكفي ورودي كهدية بسيطة لك ؟
هل تقبلي محبتي بلا حدود ؟

https://morb3.com/wp-content/uploads...d-724x1024.jpg

مرحبا.. أستاذ رشيد وشكرا لك لأنك تشجعني دوما أن أقرأ حروفك كما أحب أنا، وأن أتعلم القراءة وأنا أتفنن في تأمل أحرفك..
سيد رشيد كثيرا ما أدخل شرفتك فأجد فيها طفولة وطبيعة وحبا وجمالا، فأغني معها وأستأنس بكلماتها، لذلك أرجو أن تكون قد استأنست بي متسللة وإن كنت سيدي قد قبضت علي بها الآن( ابتسامة) .. لعل مفاجأتي لك هذه المرة قد أعجبتك، واسمح لي بوضع هذا الرابط الذي همست لي به شرفتك همسا شخصيا من بين همساتها السرية ( ضحكة) " وبلا خبارك هيهيهيهيهيهيهيه"
https://youtu.be/X-CEAv38rvM

رشيد الميموني 07 / 08 / 2021 30 : 04 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
كل تعليق على ما أدرجته خولة لا يمكن أن يعبر عما يخالجني من سعادة أنا أحوج ما أكون إليها الآن .
شكرا .. شكرا .. شكرا ..
محبتي الدائمة

خولة السعيد 08 / 08 / 2021 20 : 06 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 259752)
أسبوعان تقريبا ثم يعود السيد رشيد في الخامس من مارس ، أسبوعان مباشرة بعد توديعه لحبه السابق ، يأتي الآن ليقول لها
أراك قريبة وأنت بعيدة حاضرة بقربي وأنت غائبة .... من شرفتي أراك كما كنت دوما مشاكسة في عناد مشاغبة في مرح
فيتبين لنا أنه ما ودع إلا قولا وأن تلك التي احتلته من قبل وسرت بشرايينه ونبضه هي التي ما يزال يراها كما رآها من قبل بدلالها وعنادها، بقربها من قلبه وإن بعدت بينهما المسافات...
يتلقى ردا هذه المرة ويرد عليه فيأتي بكمات جديدة بعد ذلك مباشرة أي بعد يوم من آخر خاطرة نزلت بالشرفة ليعلن مرة أخرى ميلاد حب ينمو بين الضلوع وهو يرقب الشمس تبزغ بعيني حبيبته، مستعدا لفصل الربيع الزاهي الذي قد اقترب حلوله بعد أيام معدودات ، وبعد تعليقات والانتشاء بالرد على التعليقات، ها هو الآن باليوم نفسه يعود للشرفة فاتحا أبوابها مساء ليتأمل الغروب كما استمتع بلحظة الشروق آملا أن يهطل عليه طيف حبيبته ، مما جعل حرفه متوهجا أكثر، وهو يحس قربها منه . رد وتعليق وإسدال ستائر الشرفة خمسة أيام قبل فتحها في الثاني عشر من مارس ليعانق الحلم وينهل من أنفاس الليل،ويظل حتى يرتشف ندى الفجر،ويسترد طفولته من الأعماق حتى يشتكي ويشاغب ... ويعانق طيف ( الكاف) ليحس أخيرا أنه قد صار هو ( هو العاشق المتيم الوله)ولا يتلقى ردا، ولعل حبيبته كذلك لم يأت منها إلا طيفها أو حتى طيفها قد صار غائبا، وعاد بعد أيام ثلاثة يائسا، متألما قانطا،لكنه هو العنيد قاوم كل ذلك لعل قبسا من طيفها يأتيه، فيبدو شاعرنا متوهجا مشتاقا، بعد أن كان يأمل لقاء حبيبته صار يكتفي بطيفها، والآن يطلب أن يرى قبسا فقط من طيفها حتى يعود له الأمل ويستشعر الحياة بجمالها فتتدفق ينابيع مشاعره وتظهر أحرفه ويظل يصيح مرددا:" أحبك" ، يأتيه أول تعليق على نبضات شرفته بعد يوم فيرد عليه، ثم يتبعه آخر، وعلى مصراعيه يفتح باب الشرفة بعد أيام، لكن الصمت محور الكلمات،والفراغ دائرته، وأفول الشمس وراء الغيم أدلة على حزنه وحيرته، مع ذلك لا يفقد الأمل فيبتسم،ولعل شاعرنا بات بالشرفة وحيدا حتى كتب لنا خاطرته الموالية وهو يحاول كتابة شيء جميل يهديه لحبيبته فلا تعينه الأحرف ولا تسعفه الكلمات، حتى إنه نفسه صار لا يستطيع تمييز خطه، فبدت له الأحرف رسما لصورة حبيبته ليتلاشى الرسم والأحرف وكل شيء من حوله،ويبقى رشيد وحيدا بشرفته، لا أحد استطاع أن يفسر له أحرفه أو يساعده على كتابة أحرف جميلة لمعشوقته ( الطيف) فتمطر السماء بسيل جارف لا ينقطع، يروي الربى والقلوب والنفوس فيخال المطر دمعا لقلبه الذي هده الوجد ونفسه التي أضناها الشوق ....
تعليق واحد ورد عليه ، ثم غياب أسبوع يأتي بعده في الفاتح من أبريل حاملا قيتارته مساء فتتعالى ترنيماته الموسيقية والشعرية حتى السحَر تنادي الفجر فيصحو متثائبا ، ويعلو همس شاعرنا منشدا " أحبك" ، ردود تتوالى بخفة وجمال لنستشعر بعد أيام الحزن في كلمات صاحبنا بل حتى في النقط التي شكلت فراغا أو معاني خفية بين التساؤلات الجلية ، حيث ظل ينادي حبيبته وما رد عليه سوى صمتها، سألها إن كانت بخير، فردت دمعتها ، سألها لم الغضب، لم الأسى، لم لم تلقي اهتماما بعزفه على قيتارته فما كان يجد منها جوابا، حاول أن يشرئب بعنقه ليرى طيفها، لكن يبدو ألا شيء منها قد بدا غير دمعتها ، هنا يعلم رشيد الميموني أن حبيبته شمس لكنها الآن قد أفلت وأن أفولها أبدي ..
أكان هذا الأفول أبدي حقا؟ أتغيب الشمس دون أن تشرق صباحا؟أم أن السيد رشيد يودع بهذه الكلمات حبيبته مرة أخرى؟ ها هي تعليقات على النص وردود تحيي نبضات الشرفة فينظم شاعرنا بيتين شعريين على بحر الكامل يخاطب من خلالهما تلك التي تخاف الورود مدعية أنها قد تحمل لها سما ..وتأتي ردود جديدة خلال الأيام الموالية، ويطل علينا صاحب الشرفة في الرابع عشر من أبريل باسما زاهيا، فهو يرى الآن كل ما يبدو من شرفته جميلا، وينطق عشقا وحبا ، حتى الورد يترنم بهمسات ندية،والقلب يهفو إلى غد مشرق المحيا مشرع الأحضان..
‌وتكثر تعليقات الإعجاب ، وبعد أيام أربعة يبدو لنا رشيد واقفا بشرفته مناديا حبيبته، مستمرا في ندائه لها، فيشكل الأمل المتلاشي، ويرسم الحب كما يحب ويحيي كل ما بدأ يفقد رونقه ليأتيه طيفها مع حمرة الشفق باسما مشرقا كما عهده وأحبه.. أيام تناهز الأسبوعين غيابا ونجده يأتي مقتبسا آيات قرآنية بكلمات شرفته

( يتبع)

يسهر ليله كاملا بالشرفة متأملا السماء فتجعله عظمة الخالق يتدبر في آياته ، كأنه يعيش بقول الله تعالى
*قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة يونس 101).*
*إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).*
* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 191)*.
*تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).*

فيتأمل ويتدبر في الليل والقمر والنجوم والسحر والفجر، وكل هذا يبدو له فيه جلال القرآن الحكيم، كأنه أيضا يردد بتأملاته قول الله سبحانه وتعالى:
* كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29].*

تعليقان وردان على خاطرته الروحية يأتي بعد ليال ثلاث ليتأمل السماء ليلا من جديد فيحتضن البدر بعد أن تتبع نموه وصار له صديقا يلتقي به كل شهر، فيسهر معه حتى السحر ، يبوحان بأسرارهما قبل بزوغ الفجر لحظة الوداع فيستعد صاحبنا للنوم ممنيا نفسه بلقاء جديد..
خمسة أيام بعد تعليق وحيد والرد عليه يجيء السيد رشيد إلى شرفته لينصت إلى حكايا الليل......

( يتبع)

عزة عامر 08 / 08 / 2021 47 : 06 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 259763)
حقا؟! هيهي
لم أفكر في الأمر من قبل.. قد أجرب يوما، ولو أني هنا لا أتاجر بالكلمات هيهيهيه

لكن تدرين ؟! أنت الآن من يشوقني للمتابعة بسرعة..
شكرا لك


جربي .. وشغليني معك هه‍ههههه ، قالوا يوما : بأني مقنعة ..
وأنت لا تتاجري بالكلمات ، أنت تتاجري بالتشويق ههههه ..

رشيد الميموني 08 / 08 / 2021 44 : 10 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
تحليلك البهي يغريني بالعودة إلى شرفتي لأتابع البوح ..
شكرا خولة مرة أخرى

خولة السعيد 08 / 08 / 2021 23 : 05 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 259784)
تحليلك البهي يغريني بالعودة إلى شرفتي لأتابع البوح ..
شكرا خولة مرة أخرى

ومرورك الجميل يشجعني على أن أجتهد أكثر حتى أكون عند حسن ظنك...
لم أكتب كثيرا هذه المرة لتأخري بيومياتي، وخشيت أن أظل هنا وقتا أطول فأبعثر الحروف وأنام بينها لذلك غادرت سريعا هيهيهيهه

خولة السعيد 08 / 08 / 2021 27 : 05 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
:nic54::nic54::nic54:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 259782)
جربي .. وشغليني معك هه‍ههههه ، قالوا يوما : بأني مقنعة ..
وأنت لا تتاجري بالكلمات ، أنت تتاجري بالتشويق ههههه ..


خولة السعيد 09 / 08 / 2021 46 : 04 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد (المشاركة 259780)
يسهر ليله كاملا بالشرفة متأملا السماء فتجعله عظمة الخالق يتدبر في آياته ، كأنه يعيش بقول الله تعالى
*قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة يونس 101).*
*إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).*
* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 191)*.
*تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).*

فيتأمل ويتدبر في الليل والقمر والنجوم والسحر والفجر، وكل هذا يبدو له فيه جلال القرآن الحكيم، كأنه أيضا يردد بتأملاته قول الله سبحانه وتعالى:
* كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29].*

تعليقان وردان على خاطرته الروحية يأتي بعد ليال ثلاث ليتأمل السماء ليلا من جديد فيحتضن البدر بعد أن تتبع نموه وصار له صديقا يلتقي به كل شهر، فيسهر معه حتى السحر ، يبوحان بأسرارهما قبل بزوغ الفجر لحظة الوداع فيستعد صاحبنا للنوم ممنيا نفسه بلقاء جديد..
خمسة أيام بعد تعليق وحيد والرد عليه يجيء السيد رشيد إلى شرفته لينصت إلى حكايا الليل......

( يتبع)

ينصت شاعرنا إلى حكايا الليل، وإلى أساطير السحر متقمصا دور الأمير الفارس وهو يعيش فصول الحكايا والأساطير، فيحارب لاقتحام الحصون وإنقاذ أميرته من الوحش والساحرة، مزهوا ببطولته ونبله والليل يحكي عنه وعن أميرته، ويؤكد أنه هو الأمير فعلا.
وما أضاف على بهاء الشرفة بهاء وجمالا هذه المرة أن صاحبها زينها بصورة رافقت خاطرته البطولية، فكانت هذه أول مرة تعرف فيها الشرفة معنى تعليق الصور التي تقابل الطبيعة المطلة عليها، وللصورة بلاغتها كذلك فهي هنا تعبر عن الكلمات مجسدة وجه امرأة بعينيها نظرة تحد ورجاء، بشفتيها حديث لا تقوله ولا تسكت عنه، كأنها هي من تسترجع لحظة بطولة أميرها، حين جاء راكبا فرسه مادّا يده إليها ليُركِبها معه فينجوا معا من الوحش ومن الساحرة... وهي كالأميرة بردائها الأبيض الجميل ؛كعروس.....
https://youtu.be/N_k9QjEOeXQ

ردود وردود.. إعجابات وتعبير عن جمال أسطورة الأمير، ثم يأتي صاحبنا بعد يومين حزينا، وقد اختارت حبيبته أن تحط حمامة على غصن آخر تسعده بهديلها بينما هو يتأمل دمع السماء صيفا وهي تدعوه لينتحب لكن دمعه عصي شيمته مراقبة ما حوله من ضباب يستعيد بتأمله له بعض ذكرياته مع من كانت له الأمل، ولكن كل شيء يتلاشى ولا يظل أمامه سوى السراب.. وها قد صار السيد رشيد يعلق على جدران شرفته صورا، إنه يرفق نصه هذا بصورة جديدة امتزج فيها وجه الأمير بوجه حبيبته حيث يبدو (شاعرنا ) متصدرا الصورة بوجهه الصغير وملامحه الشابة، نظارته بعينيه وإن كانت عيناه بعيدة عن النظارة غارقة في سهوم عميق هو ذلك الذي يظهر خلفه مكتسحا الصورة، وجه تلك الأنثى التي لم تكن أقل تفكيرا من أميرها، مما يدل على أن كلا منهما في مكان بعيد عن الآخر لكن روح كل منهما قد اكتسبت فكر وجسد الآخر ،وكأنه من هذه الصورة ينفي ما قاله في خاطرته من أن حمامته حطت بغصن آخر، فبعدها عنه هو ما جعل ناره تشعل فتيل غيرته لعله يرتاح من التفكير فيها، غير أن تفكيره فيها كان أكثر حتى من حجمه النحيل ..
تعليق ورد وآخر، وها هو رشيد يأتي على غير حاله السابق، يبدو باسما باشا، فالفجر قد بزغ مبتسما بعد تعاقب المساء والليل والسحر. تستمتع العصافير بشرفته وقد دنت منه لتتراقص على ترنيمة الشرفة الشجية ولتتنسم شذا الياسمين، أما هو فبعالمه ..خياله يرسم ويشكل صورا يلونها كيفما شاء فيبتسم راضيا، وهنا نتأكد أن الميموني قد تعود على إلصاق الصور بشرفته، يضعها متراصة، واحدة تلو أخرى لتشكل ذكرياته وآماله، ومن بين رسوماته التي كان يصورها بخاطرته هو شكل شرفته الذي نراه بالصورة في ليلة كان الهلال منيرا ، وكانت النجوم كأنها جواهر السماء، والجبال تبدو عن بعد تلامس العلياء في شموخ، أما شكل الشرفة فيمكن أن يذكركم ب شرفة جرت فيها بعض الأحداث المثيرة في حلقة من حلقات المسلسل الكرتوني ( كونان) وإن توسطها أصيص لنبات يعلو الفضاء في رفعة وخيلاء.

حين نقرأ التعليقات والردود ونقرأ ما جاء ب 16 ماي ندرك أن صاحبنا هو المختال لا ذاك النبات بالشرفة

https://youtu.be/_wgPAl4qS1Q

عزة عامر 09 / 08 / 2021 57 : 05 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
تابعت معك ، وأتابع إن شاء الله ..
تحليلك مبهر !! والأكثر إبهارا أن يأتى على مقاس خياله ، وموافقا لوقع مشاعره !!

خولة السعيد 09 / 08 / 2021 33 : 05 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 259821)
تابعت معك ، وأتابع إن شاء الله ..
تحليلك مبهر !! والأكثر إبهارا أن يأتى على مقاس خياله ، وموافقا لوقع مشاعره !!

شكرا لك عزة
كوني دائما قريبة

خولة السعيد 11 / 08 / 2021 23 : 06 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 

هنا نام بشرفته، بين إغفاءة وصحو يجس نبضه ويتأمل طيفه متحسسا تقاسيم وجهه ودرجة حرارة أنفاسه،وابتسامته المرتسمة على الشفتين ليطمئن، و يدور حوار هامس بينه وبين نفسه، فتنتشي حواسه ويطرب، ناظرا إلى كل ما حوله بابتسامة حب، ثم هاهو صاحبنا بعد أن أصبحت عادته تزييين شرفته بالصور، وتنميق كلماته بها يأتينا بصورة شرفة جميلة واسعة مطلة على البحر، ليزهو بعد ذلك بالتعليقات المعجبة بنصه وشرفته، وبعد يومين يجيء رشيد مسترجعا ذكرياته ناسجا حكايات الأطفال والطفولة،فتراه مرة طفلا وديعا وأخرى عنيدا وتارة مشاكسا، ولا ينسى صاحبنا غَناء الطبيعة الخلابة وإبهارها ، واستمتاع الطفل الساكن في أعماقه بها، حاضنا إياه، كأن صاحبنا ينكر تلك الأنشودة التي تقول " فموعد الرجولة يأتي قبل الأوان" لأن الطفل بداخله ساكن وأقوى من الشيخ فيه https://youtu.be/Nco2dcaCQ48
ولعل صورة الطفل المتسلق الشجرة كأنها أرجوحته أو لعبة التزحلق، أو الحبل...،أو كأنه هو ماوكلي أو نمر غابته أو لعله صغير الباندا..
وتكثر التعليقات التي وجد أصحابها في دواخلهم طفلا، ويستطيب الرد على التعليقات ثم الرد عليها،أما في الوقوف الموالي بالشرفة فإن الأديب رشيد قد رأى كل شيء ينطق جمالا فأتاه الربيع الطلق يختال ضاحكا، حتى الصيف سبق وقته ليحضر إلى رشيد ويهديه شمسه والسماء ، و استبشر الميموني بالشهر الذي يعيشه ( رمضان) مستعدا لاستقبال العيد القادم بأجمل الهدايا والابتسامات،فيجعل الطير والبشر يفرحون ويمرحون ويحبون، وهاهو بالطبيعة واقف غير مبال بالتقاط صورة جميلة لأنه يستعد لاحتضان الطبيعة الفيحاء بجمالها، وورودها الصفراء الثرية ومعانقة الشمس الزاحفة نحوه مع السماء، ويحضر بعد غياب يومين أو ثلاثة ليخبرنا أن العيد قد أطل من شرفته فعانقه، واحتضنه وقبله، حتى تغلغل في مسامه، زارعا فيه الأمل والحب والبسمة مؤججا حلمه، فصار هو نفسه العيد وفرحة العيد ونقل لنا هذه المرة صورة اكتفى بأن تكون الطبيعة جوهرها وروحها.
ثلاثة أيام أيضا، ويأتي معانقا قيتارته يعزف عليها أسراره وهي تغني له مدن الأحزان ومتى ستعرف كم أهواك يا أملا ، ثم يستسلم للحلم وتستسلم معه قيتارته لتمنحه ترنيمة العمر التي هي ربما تلك الفتاة الكنارة العازفة على الهارب.
https://youtu.be/xxUuaVRRB60
تعليقات وردود ويعود حزينا، هكذا حال الولهان لا يستقر على حال،يسائله المساء عن سبب حيرته وسهومه، فلا يجد ردا ، وفي غضب يقوم لإسدال ستائر الشرفة وغلق بابها، ...
(يتبع..)

عزة عامر 11 / 08 / 2021 06 : 07 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
لازلت معك أتابع ..

خولة السعيد 11 / 08 / 2021 32 : 06 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 259884)
لازلت معك أتابع ..

أسعد بحضورك عزة
شكرا لك

خولة السعيد 14 / 08 / 2021 45 : 04 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
مودعا من شرفته المساء.. مودعا الليل والنهار، وأنات الوتر ألقى نظرته الأخيرة بالأفق حيث الشمس قد أفلت مباركة رحيله، فرمى غاضبا بأقلامه وأدواته، مشتتا أفكاره، ممزقا أوراقه، ماحيا ذكرياته، ( لم الغضب إذن ما دامت الذكريات قد محيت؟) لكن رشيد يولي ظهره لكل زمان به حياته، ناسيا كل ما عاشه من حب في السابق، ليتلاشى في غياهب النسيان، ترى يستطيع الميموني حقا؟ نسيان ما عاشه من لحظات حب كانت جميلة في وقت ما؟ يستطيع أن يولي ظهره لحياته، ويبتعد عن أقلامه ونباتاته وشرفته؟
تلك الصورة التي علقها رشيد هذه المرة على شرفته كانت خريفا ضبابيا في جو تملأه وحشة وكآبة، والأشجار قد تعرت من ورقها.. كل شيء رمادي ، حتى ظهره الذي ولاه للشرفة.. فهل يعود؟ وهل ترجعه الردود؟
تلومه التعليقات على قراره في صبيحة الغد، فيأتي كالمتأسف على قراره، راسما أمل عودة أحسن لشرفة مزهرة أكثر.. لكن عزة نفسه وعناده أبى إلا أن يترك الشرفة بلا خاطرة أسبوعا كاملا ، لتأتي كلماته منتشية تخبرنا في الثامن من يونيو أن صاحبنا لابد عائد بعد لوم شرفته له وقد لفها الغبار وذبلت ورودها، حتى الصمت هناك لامه،وتغنت له القيتارة بألحان حزينة تدعوه للعودة فماكان منه إلا أن يعد بعودته، دون أن يترك هذه المرة صورة لتعلق بشرفته، وكأن خاطرته لم تكن إلا رسالة مطمئنة برجوعه، وكأنه وشرفته يرددان:
"ما أحلى الرجوع إليك!"
بعث رسالته عبر البريد دون أن تكون معها بطاقة مصورة بريدية، ريثما يستعد لبارقة عودة كانت بعد خمسة أيام يستقبله فيها الفجر مشرقا بابتسامته، يحثه على الأمل وقد فتح له ذراعيه ليرويه من ندى الأزهار ،فيقوم مزيحا اليأس مرتويا بالأمل، ينفض عن شرفته الغبار ، ويسقي الورود وينثر للطيور البذور، فتتوالى عليه كلمات خاطرته تترى،يهمس، ويبوح ويصيح، والصبح يردد صياحه تشرق الشمس بعد أفول باسمة ، تداعبه، فيغفو مستسلما لحلم جديد، وكانت الصورة وإن تزينت ببنايات سكنية إلا أن ملامح الطبيعة كانت أكثر إثارة بشموخ جبال تلوح كأنها تحيط بالبحر، والطبيعة الخضراء مبتهجة، وزرقة البحر هادئة، و يأتي مرة أخرى مستحضرا ذكريات حبه من مولده متتبعا فترات نموه، وابتساماته وعنفوانه.. حتى انفلت من بين يديه، فنتساءل نحن - العابرين- من شرفته؛ أي حب يقصد ؟ ألم يقل قبل إنه محا ذكريات كل حب عرفه؟!! أيقصد حبا جديدا قد انفلت؟! أم أن حبه السابق لم تنفع معه ممحاة ولا مبيض؟ ها حبه الآن يعلن في عناد تمرده وعصيانه، فلا يملك إلا أن يهمس له:
" منحتك قلبي
فاحتللته أجمل احتلال
فكن به رفيقا"
ولعل الصورة التي وضعها اليوم على حائط شرفته، تؤكد أن الحب السابق لم يمح بعد، ولكنه أيضا لا ينسى له محاولة المحو والهجر فأراد أن يرد الصاع صاعين ، كرامة للنفس، هاهي حبيبته كذلك تولي ظهرها لكنها ليست مثله اتجهت نحو ضباب، وإنما متجهة إلى الشاطئ، لعلها تنتظر روميو أن يأتي لإخراجها من اليم قبل الغرق، وها فعلا عند عودته الموالية يجد البحر يناديه فيتعانقان معا ، يتناجيان، ويبوحان بأسرارهما معا، وتحتفي النوارس بحبه الأبدي والبحر الذي ألبسه الطحالب والمرجان وجعله أميرا أهدى له كل حورياته، لكنه لم يعرهن اهتماما لأنه أخذ حوريته التي ولت ظهرها من قبل وهرب بها بعيدا متوجا إياها أميرة لأنها عشقه وقلبه وروحه، مع أننا حين نرى الصورة هذه المرة وقد وقفت الحورية أمام البحر ليلا نلاحظ أن البحر قد أهداها فستانا جديدا غير الذي دخلته به، وغير تسريحة شعرها الغجري..
تعليقان وردان، وغياب يناهز عشرين يوما يأتي بعده في 13 يوليوز 2020

عزة عامر 14 / 08 / 2021 54 : 05 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
وما زلت هنا معك .. أستمع لعزف اللحن بتوزيع جديد ..
تحيتي لتحليلك الأكثر من رائع ��..

خولة السعيد 14 / 08 / 2021 55 : 06 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 259944)
وما زلت هنا معك .. أستمع لعزف اللحن بتوزيع جديد ..
تحيتي لتحليلك الأكثر من رائع ��..

وما زال التسلل والتسرب والتغلغل والاندساس مستمرا
هيههيهيهيهي

خولة السعيد 15 / 08 / 2021 49 : 12 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
من شرفته امتزجت الطبيعة صوتا وصورة ، لتأتيه الكلمات كأنها طاوس أو عروس متهادية تملأه أملا، باثة روحا جديدة فيه، مستفزة حواسه، ومشاعره، يصبو متلهفا لما يمكن أن يروي ظمأه ويشبع نهمه بعد أن اهتز وربا كل ما بداخله فشعر بالحمى، يتحسس أملا وفرحا، فيجد صوته الخفي يردد ترنيمة، ثم ينتبه إلى أن قيتارته قد أهملها، فيأخذها بحضنه ويبثها شكواه، عازفا على أوتارها نبضات، مغنيا للأمل والفرح والحب، هذه المرة لم نجد صورة،ربما لأن رشيد الميموني صار أحيانا يكتفي بمشاكستين دائمتا الحضور بتعليقاتهما وردودهما ، كتلميذتين بقسمه اعتاد شغبهما وصار عليه محتما أن يتابع خواطره / دروسه بحضورهما ، ويأتي مع أنهما لم يكفا عن اللغو والشغب، ليراقب الظلام من شرفته، وتتلاشى بسمة الفجر ويشرق الصباح، ويأتي رشيد كأنه ابن زياد يصيح" البحر من ورائكم والعدو أمامكم" إلا أن صاحبنا كانت الطبيعة تحيطه بجمالها، فالجبل عن يمينه، والبحر عن يساره، وشرفته في مخاض دائم تلد حبا بكل ركن ، وفيما ما يحيطها أو يملأ جنباتها من حمام وورد،وصوت الموج القادم إليها المرافق لأصوات زُمُج الماء، فيحدث نفسه، ويسائلها أن تجد له معاني للفرح والحب والأمل وللحلم، لكنها تأمره بأن يعيش كل ذلك ليجدها.. ليجد نفسه..، وتظل المشاكستان بالشرفة وصاحبها عنها غائب، فلا تخلو الشرفة من كلماتهما صفحة وأخرى إلى أن تتطفل إحداهما على الشرفة مقتحمة إياها قسرا بكلماتها التي تثبت أنها أحبت الشرفة لكنها لم تعلن ذلك مباشرة إذ جعلت الشرفة هي التي أحبتها واختارتها لاحتلالها، فكونت عصابة مع صديقتها ، معلنة تمردا وعصيانا، لأنها هي الخريف المزهو بألوانه الذهبية وهو ينادي الشتاء حتى يكسو الشرفة ثلجا، ليأتي الربيع فترتمي من الشرفة لكن هذه الأخيرة، أمسكتها ولم تدعها على الأرض، فحمتها من السقوط،وضمتها ، لكنها حاولت التمرد على الشرفة برغبتها في أن ترتمي على الأرض لتشارك المارين حواسهم ومشاعرهم دون أن تتأملهم من الأعالي، فلا تتركها الشرفة، لتبقى (أميرة الشرفة) هذه المرة معلقة بالهواء، تطير كحمامة أو فراشة هي نفسها الوردة التي تحط عليها، فتظل ملازمة للعصافير تغني، والشرفة تشد بتلابيبها، تنظر السعيد إلى أسفل ثم تشرق شمسا وتمطر دموعا تروي بها من تواسيهم، فيتراءى لها الشلال ، وتحط على الجبال روحها، فتضع أخيرا خولة يدها على خدها تتأمل موقعها في الفضاء، لا هي من أهل الشرفة ولا من أصحاب الأرض، ولا من المرتمين للغوص بأعماق البحار مادامت الشرفة أخرجت يديها لتمنعها من ذلك.. فهل فعلت الشرفة هكذا حبا أم خوفا عليها،أم رغبة في حبسها بين جدرانها؟ وكأن بصاحبتنا تغني :
" لولا الملامة يا هوى لولا الملامة
لافرد جناحى عالهوى زي اليمامة
وأطير وارفرف بالفضا
واهرب من الدنيا الفضا
وكفاية عمري اللي انقضى
وانا بخاف الملامة
وآه من الملامة "
ويطل علينا رشيد من جديد بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على كلمات خولة السعيد الأخيرة لعله لاحظ الاحتلال أخيرا، فجاء ليمنح شرفته استقلالها راميا بتلك التي تركت يد الشرفة متعبة بإمساكها رغم استعمارها لها، فيأتي مسائلا الليل الحالم، إن كان ما رآه حقيقة أم أضغاث أحلام، لكن ما الذي يمكن أن يكون قد رآه شاعرنا؟ إنه يرنو إلى الحلم الجميل مبتهلا فيروي قلبه وترتشف عيناه وكل جوارحه وحواسه، من المحيا العذب، فيسري الليل فيه باسما في صمت ، والبدر بالسماء يتجول بالسماء معانقا فرحته ومدللا نشوته، يقربه البدر من الفرح فيثمل وحواسه قد ارتوت، فتمتد يده ليقطف زهرا ووردا فيحس نفسه وقد أرداه عشقا، فتبتسم الحياة على الشفاه، وترتسم البسمة على العيون، فينبض قلبه وروحه وعبر مسامه تسري نشوة ، فتهتف حواسه وجوارحه،
"ما أجملك
ما أعذبك
وتبدأ طقوس العشق
في ليلة الحلم
كي لا تنتهي"
https://youtu.be/_wgPAl4qS1Q




عزة عامر 15 / 08 / 2021 27 : 04 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
المشاغبة معك على الخط ��. ....

خولة السعيد 15 / 08 / 2021 52 : 04 AM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر (المشاركة 259965)
المشاغبة معك على الخط ��. ....


دائما طبعا.. أينما حل شغبي تكونين معي... طبعا لا يمكن أن أترأس العصابة وأظل وحدي

عزة عامر 15 / 08 / 2021 28 : 04 PM

رد: تسلل إلى شرفة رشيد الميموني
 
مع أن ملامحك أبرأ من إنك تكوني زعيمة عصابة !!


الساعة الآن 22 : 09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية