![]() |
صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
حين تتوطد أواصر الصداقة بين شخصين، يعجز النسيم على المرور بينهما من شدة عمق التناغم.. التفاهم والانسجام.. ييتفاهمان حتى بلغة الصمت .. يلتقي التفكير بالتفكير وتتقارب الآراء .. ينتفي الزعل وسوء الفهم.. المعارف كثر ولو عاشرناهم سنوات والأصدقاء قلّة وجوهر نادراً ما يتوفر..حتى الأخ ليس بالضرورة أن يكون صديقاً.. أندريا لورنز صديقة عمري ، كانت أميركية ومع هذا لقبنا الناس بالتوأم .. كان يقول لها بعض معارفي من العرب ، أميركية أنت ولست عربية .. فتجيب باعتزاز: (( لكني عربية الروح والهوى)) أخذها السرطان مني ، كسرني ورحل بها بعيداً عني... كانت الصداقة بيني وبين شاعرنا الغالي ابن عمتي وصديقي الصدوق طلعت .. وكأن الذات هي الذات والروح هي الروح والنفس هي النفس حين رحل تقوقعت على نفسي ودخلت شرنقة الصمت بقوة... أصابني نور الأدب بعد رحيله بالكثير من الأذى والأزمات النفسية .. كان لي صديقة أخرى فرقت بيني وبينها الأيام وبعد المسافات .. ولديّ هنا صديقتي دكتورة سهى .. ولكن.. صديقتي الأحب والأقرب قربتنا ولم تفرق بيني وبينها بعد المسافات.. صديقتي دكتورة رجاء بنحيدا وأنا ، نمضي الكثير من الوقت على واتساب نتحاور .. نناقش .. نتحدث .. نشكو لبعضنا البعض .. نتشاور.. تبوح الروح للروح وترتاح النفس للنفس .. اتفقنا بالأمس أن نحول بعض حواراتنا وأحاديثنا وأشجاننا من واتساب إلى نور الأدب تعالي نبدأ يا صديقتي الأحب والأقرب، فصداقتنا أغلى من كل الكنوز |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
يا صديقتي .. يا غالية
ما أبهى قلمك وما أجمله، وهو يحلق في أجواء المشاعر الصادقة الخالصة الصافية .. كما تدركين وكما أدرك جيدا ، وكما يخبرك إحساسك ويخبرني .. أنت صديقتي الغالية ، القريبة إلي .. التي أبوح لها بتفاصيل مهمة ، وأتشارك معها كل الهموم ، الخاصة والعامة. على بركة الله ، يا غالية .. لنفتح نوافذ الصداقة على شعاع شمس بوحنا التلقائي ودون تصنع كما العادة ، حتى يزهر ربيع القلب بعبق حكينا الصادق الجميل الراقي .. على بركة الله يا صديقتي الصدوقة |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
تأثرنا بنبل العاطفة أ. هدى كم جميل أن نلتقي بأصدقاء، وكم مؤثر غيابهم، لم يكن عن عبثا انتشار صفحات التواصل، الجميع يبحث عن أصدقاء..وكُثر من تغيب عنهم أصدقاءهم.. لنتعاهد على التواصل، والتقارب..مهما حصل نلتقي عبر أثير نور الأدب..وأبدا لن نخون عهد الصداقة ووعد اللقاء .. فطر مبارك..وعيد سعيد على جميع الأصدقاء.. :nic20: |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
صديقتي.. الأجمل دائماً في حياتنا الصديق الصدوق صادق الوعد .. فشكراً على عمق الصداقة وسمو معانيها.. تعودنا أنت وأنا أن نتحدث في كل شيء بكل صدق وتلقائية .. لكني كنت مشتاقة أن أكون معك في فضاء أرحب.. اشتقت لمتصفح واسع يتسع لبوحنا ويحفظه لنا .. اشتقت لكلمات تولد ولا تموت .. لأحرف تتراقص فوق غمام أبيض يحمله الأثير ويحملنا معه على بساط نور الأدب.... بسمة ودمعة .. حياتنا أنفاس وكلمات.. كلمات تتجمع وتطير حيناً وتحلق كاليمام وتنقر الحَب من فوق أصابعنا كحمام أليف .. اليوم يا صديقتي لم نتحدث سوى قليلاً وبشكل سريع ، أنت كنت صائمة وأنا كنت في مكان قصي.. عصي حملني إليه تطبيق التواصل الاجتماعي على متصفح صديقة فلسطينية من جبل العرب.. والمناسبة الاحتفال بما يسمى (( عيد استقلال " إسرائيل" )) أو عيد مجازر احتلال فلسطين .. كانت تشكو من المحتفلين العرب في جبل العرب ..!! منشورها كان صادقاً نبيلاً ؛ لكن ما هالني ونزل كمطرقة حديد على رأسي، تعليقات البعض على منشورها بل ورفع أعلام إسرائيل، والتبرير أن الدروز أقلية، والأقليات لا حقوق وامتيازات لهم.. ولقسوة ما ورد شاركتُ المنشور على صفحة منتديات نور الأدب group في الفيس مع نسخ بعض التعليقات إلخ.. في وسط هذا فتحت متصفح الأخبار لأرى اقتحامات جنود الاحتلال مع حوالي ستمئة من المستوطنين للمسجد الأقصى ، وصلاة الضحى للأبطال المرابطين فيه التي دامت أكثر من ثلاث ساعات لتعيق الاقتحام واعتداءات الجنود على مرابطة جزائرية وإبعادها ونزع حجابها عن رأسها..! ما أجملنا حين نتحد على الحق وما أقبحنا حين نفقد البوصلة ونتبعثر في ظلام التفرقة وتضيع منا معالم الطريق .. منذ عدة سنوات يا صديقتي لم أقابل عمي رغم قرب المسافة بين مونتريال وأوتاوا بسبب الظروف التي مررتُ بها.. وكان أن سافرت السبت الماضي إلى أتاوا والتقيت به وبزوجته وابنة عمي المقيمة في فرنسا والتي لم أرها منذ سنوات طويلة .. كان اللقاء حميمياً ، واتفقت معه على حوار يملأ كتاب عن كل ما في ذاكرته وما حفظه من والدته عن العائلة وتاريخها في حيفا .. أرجو أن يتيح لنا الوقت والعمر والظروف إنجاز هذا الحوار. ماذا بعد؟ تتناوب الصور أمام ناظري بين الذاكرة والحاضر.. ممحاة تتحرك فوق ورقة رسم .. هل يمحونا الزمان على غفلة منا يا صديقتي ووجهي في المرآة أما زال يشبهني؟؟ رجائي .. الحديث راحة.. حدثيني وكوني دوماً لكل هدىً رجاء .. هدى مونتريال 5 أيّار / ماي 2022 |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
الأديبة الحبيبة أستاذة عروبة كل عام وأنت بألف خير أعاده الله عليك بالخير واليمن والبركات معك حق.. التقيت على مواقع التواصل بصديقات ما التقيت بهن منذ زمن طويل.. تخيلي أنا في كندا والبعض في أوستراليا ولا يصادف أبداً أن نلتقي حين ننزل إلى لبنان .. هي الفائدة من مواقع التواصل ؛ أنا لست من هواتها ،ففيها يختلط الحابل بالنابل كما يقال ، وأنا أشبهها بالشارع بينما المواقع بالمنازل والصالونات الأدبية ، وإلا ما قمنا بالبحث حول كل من يطلب الانتساب إن لم يأت عن طريق منتسب ومعرّف ، حتى أني منذ عانيت صحياً أوقفت قبول عضويات جديدة ما لم تكن عن طريق معرّف أو لأديب أو شاعر معروف .. نحتاج بلا شك للسير في الشارع والذهاب إلى المتنزهات العامّة أحيانا، ولكن دائماً نعود ونحتمي داخل جدراننا الآمنة يا صديقتي ، فكم يعاني بعض الكتّاب من السرقات لمنشورات لهم على مواقع التواصل غير محمية في كتاب أو مؤرشفة في مواقع متخصصة محترمة.. أعلم غاليتي أن نور الأدب بيتك وأنك لست من الآفلين .. أنت وأنا والدكتورة رجاء وحتى بعض الغياب لظروف خاصة (حتى لا أسمي فأغفل عن اسم) على العهد والوعد ، أوفياء لبعضنا وللعشرة والصرح الذي جمعنا، فكما ترين أحاول جاهدة الحفاظ عليه رغم تعبي وانشغالي بأعباء داهمتني، نعاهد على الوفاء فنور الأدب عائلة أدبية ، كأي عائلة ونحن معاً دائماً على العهد. كوني دائماً بالجوار وبألف خير غاليتي |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
وتأنس النفس في نفس توافقها
بالفكر والطبع والغايات والقيم. صديقتي الأحب .. تائهة أنا بين تفاهات فُرضت علينا نتلقاها كصفعة ونحن نفتح الهاتف على أغنية تافهة ، على فيديو بلا معنى على رسالة من مجهول ، على كلمات بلا فحوى ... صديقتي .. كيف ضاع المعنى وضاع كل شيء ، وضاع مفهوم الصدق والوفاء .. في زحام الحياة وصخبها ، لكن حين نعثر على أجمل المعاني وأصدقها ، نحاول الحفاظ عليها قدر الإمكان ، حتى لا نتوه من جديد ! حديثنا هو كذلك ، أراه يحلق في عوالم تختلف وتتميز بالصدق والتلقائية دون مجاملات ولا زيف .. صديقتي .. البارحة وأنا على مائدة الإفطار ، تلقيت أكثر من رسالة في الوقت نفسه ، استغربت بداية ، حاولت أن أتجاهل ، لكن رنين الرسائل أزعجني حقا، وحين فتحت ،وحدت أن معظم الرسائل من أساتذة ينجزون بحثهم التدخلي الإجرائي تحت إشرافي ، وأن إدارة المركز أطلعتهم بأن آخر أجل لوضع البحوث هو غدا.. طبعا ، علي فحصها جيدا حتى أتأكد مدى تقيدهم بالمطلوب وبالملاحظات التي وضعتها لهم قبل إبداء الموافقة أو الرفض .. وأنا في حالتي تلك ، اتصلت بي أختي لتخبرني أن عمي حاله لا يسر ، وأن وضعه يتراجع يوما بعد يوم ، وعلينا زيارته غدا إن شاء الله .. آه يا صديقتي ، ما أتعب الحياة وما أشقاها ، ونحن ننظر وننتظر من وراء زجاج شفاف ، يبدو لنا صلدا لكنه مكشوف فاضح! والله ، يا صديقتي ، تعبت من الحياة ، ومن كل تفاهتها ، ومن كل هذا الخواء والزيف والركض ! هل يحتاج جسدنا كل هذا الركض أم نحتاج فقط إلى بعض الخطوات " خطوة للحياة وخطوة أخرى للفكر " نيتشه" لكن ،، على ما يبدو هناك ركض في كل اتجاه من أجل الحياة ، وغياب لبوصلة في اتجاه الفكر ! متى العودة ، متى !! ومتى سنتوقف عن التنكر لفكرنا ولأنفسنا! دمت يا هداي بوصلة مضيئة ..في درب صداقتنا رجاء مكناسة الزيتونة السابعة والنصف صباحا 6ماي 2022 |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
أصبت أديبتنا الغالية أ. هدى؛ لندرة الصداقة الحقة في زماننا فهي أغلى من كل كنز.
وراقني نقل الحديث بين صديقتين وفيتين من فضاء ضيق إلى "النور" الرحب. أدام الله محبتكما |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
صدقت غاليتي في كل ما قلت .. فدائما وابدا يحتاج كل منا إلى صديق وفي ، يسأل عنه ويشعر به ، يشاطره أينما كان ، أفراحه واوجاعه ، يتذكره يدعو له ، يبقى له العالم إن خانه العالم .. شكرا لك .. على تحريك مياه معاني الصداقة الصادقة ، ودام لك ول د/ رجاء ، المحبة والوفاء ، والصداقة المخلصة الخالصة .. |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
البدر يفرش نوره الحاني على الجميع بلا استثناء وقدر الطيبين أن يكونوا كالقمر في ليل تمامه رجائي وضيائي الغالية.. بالأمس واليوم لم أجد دقيقة واحدة، فإما غارقة في الموت أو مجدفة بلا توقف في يمّ الحياة.. أشعر أحياناً أني أتنقل بين ضفتي الحياة والموت كما يتنقل الغزال بين الهضاب..! في كل يوم ألف موت وألف نعش نحمل فوق كواهلنا وألف حياة نتكبد تبعاتها.. أستغرب مثلك وأتألم وأسأل متى تفهم الطفلة في داخلي هذا العالم الغريب؟! لهذا ولكل هذا، سيكون حديثي اليوم عن الموت.. الموت الذي ما زلت تعيشين فصوله الموجعة.. ربما عن بعض جوانبه الإيجابية.. نعم يا صديقتي لكل شيء إيجابياته حتى الموت ولوعة الفقد والفراق .. نتغير ونتطور وتزداد بصيرتنا وتكبر نافذتنا المطلة على عالم الروح، يوماً بعد يوم وكلما اقتطع جزء من مجتمع أنفسنا وبتر من يومياتنا.. فتحت عينيّ طفلة غريرة على الموت وهذا البتر المؤلم والمبهم لأعزاء، جدي ثم أبي ثم جدتي لأمي.. لم يتوقف ولكن انتعشت الخسائر مجدداً في السنوات العشر الأخيرة ، والتي بدأت بعمي يحيى ثم بطلعت فعمي صلاح فعمتي أم طلعت فابنتها رجاء وختمت بأغلى إنسانة بالوجود " أميّ" ناهيك عن أقارب وأعزاء لهم مكانة في حياتي من فصول كاملة إلى صفحات تقل أو تكثر في كتاب روحي وكياني ومجتمع نفسي..! الغريب في قصتي مع الموت ، والتي تشبه إلى حد ما سلسلتي القصصية " نافذة على العالم الآخر" أني عشت قريبة منه وبين بين ، وازداد اقترابي منه أكثر فأكثر منذ انتقال أمّي للضفة الأخرى .. حبل السرّة لا ينقطع أبداً بين الأم وابنتها تحديداً، النفس التي انبثقت من نفس والروح التي خرجت من روح ، ويزداد هذا الانصهار أكثر إذا كان بينهما صداقة.. ولأني لم أعاشر أبي تقريباً ولم أعاصره سوى برهة قصيرة ، ولتأكيد الجميع أني أشبهه قلباً وقالباً في معظم التفاصيل - ربما - كنت أشعر أنّ روحه تستقرّ في روحي وأن الروح غادر جسداً كان به واستقر في داخلي.. أما أمّي فما بيني وبينها جعلني دائماً أحس وكأننا شخص واحد.. كنت أعاني فعلياً في تلك اللحظات المفجعة خروج الروح وحين غادرت ، رأيت الجسد المسجّى جسدي أنا..! إحساسي بالأرواح من حولي يزداد ولا بدّ أن أحدثك عنها ، لكن بلا شك أن رسالتي اليوم نكأت جرحك النازف وأنك بحاجة لنزف رسالة بكل ما فيك من أوجاع الشعور بالفقد وشدة الحنين.. نعم يا صديقتي.. أخرجي ما في جعبتك وحدثيني عن والدتك (رحمها الله وأمي وأبي وجميع أمواتنا ) حدثيني عن الحب .. أواصر الصداقة .. أجمل ذكرياتك معها .. حديث الروح للروح بعد الفقد .. الإلهام .. الأم ليست فصل في كتاب بل هي سيدة كل الفصول.... لا تحدثيني عنها ألماً ، أشعر بآلامك جيداً.. الحديث عن الأحبّة طاقة بهجة أيضاً .. حدثيني عنها فرحاً ومآثر.. هل كنت في طفولتك مثلي، تنظرين لوجهها بعشق ووله وبقناعة تامّة ترين أنّ أمك أجمل امرأة في الوجود وأن ابتسامتها أكثر إشراقاً من الشمس وجبهتها أشدّ ضياءً من البدر في ليل تمامه؟! كنت أبحث اليوم عن نفسي بين طيات كتاب غربتي الطويل.. أراجع الذكريات ووجوه الناس في طرابلس ، وكنت آنس بأطيافهم واسترجاع مفرداتهم ومواقفهم.. كنت أعد الأشجار هناك في شارع الحنين على صفحات ذاكرتي، فأضحك وأبكي ..! لماذا؟ بالأمس زارنا جيران لنا منذ أيام الطفولة في لبنان ،لوصول أحدهم وهو طبيب أسنان متخصص ناجح جداً وله اسم وصيت ممتاز في طرابلس ، لكن ككل من يعيش في لبنان في أسوأ كوابيس هذا البلد ، يحاول جارنا الهجرة الآن ثم السير في رحلة تعديل شهاداته والبدء هنا من جديد..! ثمانية أشقاء وشقيقات، أكبرهم بعمري وأصغرهم بعمر ابني شادي، ولأن حديث الذكريات كان مادتنا الدسمة في هذا اللقاء وجدت نفسي عالقة في أجواء الذكريات ، أسير في شوارعها وأتفيأ من برد الغربة الذي يهاجمني أحياناً بدفء شمسها.. جميلة وعزيزة طرابلس حتى في أشدّ ليل معاناتها حلكة..! ليتنا نستطيع يا صديقتي أن نتنقل في الزمكان بين الأزمنة والأمكنة كما نحتاج وكيفما نشاء كلما عصف بنا الحنين إلى المدينة الفاضلة.. صديقتي بزغت شمس صباحك فأشرقي على هذا المتصفح وانسجي من الأحرف فصل جديد سيغدو حين نسترجعه بعد حين شجرة ياسمين من أشجار المدينة الفاضلة.. احبك جداً هدى مونتريال 8 أيار / ماي 2022 2.20 صباحاً |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
الأديبة العزيزة أستاذة ليلى تحياتي.. في زماننا وفي كل زمان ، الصداقة جوهر كريم نادر ، ولعلّ أعظم مثال على الصداقة الحقّة ، الصداقة التي جمعت بين سيدنا محمد عليه أفضل السلام وأتمّ التسليم وسيدنا أبا بكر - قبل التكليف وبعده - والذي من أجله لقّب بالصدّيق، وهو حبيبنا وإمامنا القائل: (( الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر اختلف)) صدق رسول الله. كما تحتاج أجسادنا الماء تحتاج أنفسنا الصديق الصدوق لأن هذا الشعور النبيل يتعهد شجرة إنسانيتنا ويرويها ويسمو بها عميق تقديري وشكري لك ولكلماتك الياسمينية المزهرة |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
الأديبة الأريبة أستاذة عزة تحياتي.. نعم غاليتي كل إنسان منا يحتاج للخلّ الوفي وعلاقة نقية صافية قال الإمام الشافعي رحمه الله: سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها = صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ مُنصفاً قال الشاعر ابن الكيزاني: تخيّر لنفسك من تصطفيه = ولا تدنين إليك اللئاما فليس الصديق صديق الرخاء= ولكن إذا قعد الدّهر قاما تنام وهمّته في الذي = يهمك لا يستلق المناما وكم ضاحكٍ لك أحشاؤه = تمنّاك أن لو لقيت الحماما كل الشكر والتقدير لك ولكلماتك الجميلة كجمال روحك ونقاء نفسك كوني دائماً بألف خير |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
اقتباس:
بيني وبينك حديقة محبة صافية بيضاء .. يانعة مزهرة متوهجة ببتلات بوح صادق مشرق! صديقتي حين كتبت لك في آخر مرة ، أسألك عن حالك كالعادة ،وكما استأنست مني ومنك ،حين لا أتلقى ردا ، يطرق بالي ألف سؤال ، خوفا عليك من الرجوع إلى شرنقتك الحريرية الشائكة ، فأقول مع نفسي ، أرجو أن تكون صديقتي بخير أرجو ذلك وأنا التي تعلم مدى حساسيتك المختلفة ، مدى عمق عروبتك ، مدى صدق وطنيتك ..فأخاف عليك من المواجع ومن نفسك صبرا ومهلا يا صديقتي ، فطريق العودة بدأت تتضح معالمها ، مهما طال الظلم والاعتداء والإساءة سيعود الحق وسينتصر .. صديقتي.. الذكريات التي نحبها ونبحث عنها، أو نحتاج الحديث عنها في كل مرة مع من نحب تفتح علينا باب الفقد والاشتياق ،، لكن .. هو هروب فقط من الحديث عن فراق الأحبة ، حديث يجعلنا ننزعج لعارض العلة وكل محطات الوداع فنخشى سماع مثل هذه الكلمات لكن نطمئن حين نتذكر القضاء والحق والقدر .. تصوري يا صديقتي لحد الساعة أرفض تصديق حقيقة أن أمي غادرت وتركتني ، ما زلت أنتظر رجوعها وأن تطرق بابي أو تتصل بي كعادتها حين أطيل غيابي عنها بيوم أو نصف يوم .. ما زال في جعبتي الكثير أحتفظ لها به وما زلت أنتظر ، ما زلت أجلس في مكاني المعتاد وهي بقربي ، وكم كان يحلو لي كثيرا أن أقوم بدلك رجليها ،وكم كانت تبدو في غاية الفرح وهي تنهال علي بعبارات الرضا وكل الدعوات الجميلة ، كم كان لسانها طيبا عطرا ، وكم كان كلامها شهدا عسلا ،،، آه آه يا أمي كم كنت بلسما ..رحمك الله أمي ، حبيبتي ، صديقتي ، سندي ، روحي ، كتاب حياتي كله ، ركيزتي التي أستند عليها فتحضنني بكل حب ، بلسمٌ كلامها ، لبق حديثها، جوهرتي الثمينة ، بلورة حياتي ، معلمتي وسيدتي وطبيبة روحي ، كيف لي يا صديقتي أن أستمر ب لا " روح " ولماذا سأستمر وكيف وأنا هنا أموت شوقا وأحترق فقدا .. ومن سيصغي إلي بحب ومع من أتحدث وهي المجيدة الماجدة في السياسة والأدب والثقافة .. مختلفة أنت يا أمي عن كل النساء ، مختلفة بصبرك الجميل ، وهدوئك ، وحكمتك ، ولباقة حديثك ، وتواضعك ، وحسن تصرفك .. مميزة أنت يا أمي وأنت الحريصة على أن يتابع أبناؤك دراستهم وبتفوق.. كم كانت تفرحك نتائجنا وكم كنت تفتخرين بذلك كافتخارك بابنيك الأكبرين الآخرين ( عمي وأخوك) وخاصة - حبيبي الغالي - رحمه الله الرجل الطيب اللبق المثقف المشبع بالأدب الأندلسي والثقافة الإسبانية .. كم كان يحلو الإنصات إليكما وأنتما متعاهدان منسجما تتحدثان بكل حب وبكل احترام كنت أرى وميضا مشعا في عينيك ، حين تلتقي به ، وهويطيل الحديث وأنت تبتسمين مرة وتضحكين في كل حديث ومع كل نبرة .. آه كم كنتما اوفياء لبعضكما وكم كان رائعا مختلفا مميزا ذاك العهد الذي جمع بينكما . آه آه يا صديقتي.. ماأوحش الأمكنة حين تعلن حزنها خاصة على من كان ينصت لصدى أوجاعها ، هكذا هو البيت " طوبوغرافية لوجود أمي الحميم "لكنه الآن كظيم، كئيب ، حزين ..مثلنا يا صديقتي .. في كل ركن تتراءى لي أمي حاضرة موجودة بيننا ، روحها تحلق في المكان الذي ألفته وأحببته ، مكان يحتفظ بحنوها وهدوئها وصمتها وتأملها ،هكذا يبدو لي المكان، يحتفظ بأزمنة وأحداث مكثفة ،ففي كل زاوية أجد ملامح أمي لحبيبة.. رحمها الله يا صديقتي برحيل أمي لحبيبة ، توقفت أنفاسي ، وتوقف إحساسي ، وغابت كل المعاني الجميلة الي اكتشفتها معها وبحضورها وبحنوها .. لهذا أسألك يا صديقتي كما أسأل نفسي كيف لي أن أستمر وهي غائبة عن مقلتي التي غابت عنهما لمعة البصيرة و الفرحة كيف لي أن أرتب نفسي من جديد ، وبداخلي فوضى عارمة ، وضجيج صاخب ، وفراغ قاتل .. وقلب مخرز مثقل كيف لي وقد ارتبكت تفاصيل حياتي كلها .. كيف لي ذلك وأنا الآن في ظلام دامس .. خارج السِّرب ، خارج الحياة ؟! دليني يا هداي يا صديقتي الأحب وكوني بجواري دائما وبجوار جدول صداقتنا ،، حتى تنبثق ينابيع محبة ممتدة امتداد العمر مكناسة الزيتون 9 ماي 2022 الخامسة مساء |
رد: صديقتي وأنا وبوح الروح والنفس .. هدى الخطيب /. رجاء بنحيدا
حفظكما الله من كل سوء ، ومن كل وجع ، صديقتان تعرفان معنى الوفاء والإخلاص ، أغبطكما رغم الرسائل التي أقرئها وتعتصر قلبي شدة تألمها ، أو بالأحرى تألمكما ، أغبطكما في الله ، وتمنيت طيلة حياتي أن أحصل على مثل هذه الصداقة الراقية ، التي يكتنفها الإحترام والحب الخالص ، والحوارات المثمرة التي تضيف للرووح وللعقل وتنعش الجوارح .. وصدقاني بالنسبة لي هذا هو السند بعد الله ، وهذه هي يد الله ، التي يبعثها لكل منكما على هيئة صديق حنون يربت على الأكتاف ، ويحتضن القلوب برفق وحنان ، الصديق الحقيقي هو رأفة الله بمن من به عليه .. ورغم أن صداقتي بكما ليست بنفس عمق صداقتكما ، لكنني تمنيت لو أحتضن كل منكما بأوجاعكما هذي ، ولو أستطيع محوها من أعماقكما ، كنت أتمنى لو يلهمني الله بموضوعات تضفي على المنتدى روح المرح والدعابة ، لكنني لا أخفيكما سرا برغم حبي للداعابات والمرح في ظل وجودي معكم ومع من أجالس بصفة عامة ، إلا أن نفسي مثل أنفسكم مثقلة باوجاع لا يعلمها إلا الله ، لكن لا بأس أستأنث بأحاديثكما ، وأشعر في بعض المواضع أني أنا من أتكلم ، فمثلا حين قالت الأخت هدى : عن أسلوب تخيلها لوالدتها أذهلني شعورها ذلك ، فكانت تلك طريقتي حين اضطررت لترك أمي في الصغر لدخولي مدرسة بعيدة ، والمكوث عند جدتي ، الذي ما كان ليمكنني أن أراها سوى نهاية كل أسبوع مرة ، فكنت أرسم في مخيلتي صورتها بجمالها وقصة شعرها وابتسامتها وتظل الصورة في جفني ما إن أغمض عيني في أي مكان إليه أذهب ، ومن ألم الأخت رجاء ، كان ألمي على والدي الذي استمر معي والى لحظاتنا هذه ظل ، ولا أرجو لها أن يطيل حزنها ضيافته.. أرجو أن تكون مداخلتي خفيفة وغير فاصلة لرسائل تواصلكما ، في الأخير وليس أخر ، تقبلا محبتي ودعواتي لكما بالفرج والفرح وعوض الله الذي ليس يضارعه عوض ...دمتما بكل خير ومحبة .
|
الساعة الآن 51 : 07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية