![]() |
العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
[frame="2 10"]
ما يجري في وطننا العربي من المحيط إلى الخليج يحتاج وقفة طويلة و فتح كثير جداً من الملفات و مناقشة القضايا بشكل متأن .. و أهم و أخطر هذه الملفات أو الثغرة التي دأب على فتحها المستعمر ليدخل منها كانت و ما تزال و ستبقى ثغرات الأقليات الدينية و العرقية في وطننا العربي وفوضى التزييف وعبث كل فئة بالتاريخ و الجغرافيا على هواهم و كما يتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم وحتى أطماعهم على اعتبار أن العجل العربي خصوصاً بعد سقوط العراق وقع أرضاً لتنهال عليه السكاكين بالطعن و التشويه و تحميله مسؤولية كل الشوائب، و لعلنا في هذه المرحلة من الفتن القائمة و التي يضرب على وترها الاستعمار، يشعل نارها و يغذيها نحتاج وقفة طويلة والعمل على تنقية التاريخ من التزييف و التفكير بكيفية معالجة هذه القضايا.. كل تاريخنا العربي تم تزييفه وكل أبطالنا ورموزنا قديمهم وحديثهم شوهت سيرة كل منهم، من الناحية الدينية لدينا فئة كبيرة في طائفتنا بالذات ما زالت ترزح تحت ثقل قضايا التخلف والتي يمزج البسطاء فيها بين الخرافات و العادات الشعبية والأساطير و بين الدين إلى حد محبط أحياناً مثل الخرافات التي ينضوي تحت لواء عبثيتها و تعطيلها للعقل و الفكر فئة كبيرة من المجتمع تشوه به الدين بهذا الخلط الغريب و تعطل هذه الشريحة الكبيرة في بؤرة السلبية المرضية فيما يتعلق بالجان و إحالة كل الأمراض العصبية و النفسية و العقلية إلى أفعال الجان و لبسهم حتى الزواج منهم، وهذه الفئة تشكل أرضية خصبة للاستعمار في سبيل استهداف الدين وتشويهه من الداخل. كيف يمكن لنا أن نتحرر إن لم نعمل على معالجة كل هذه الأمور و إعادة بناءالمجتمع بالشكل السليم؟! بالإضافة إلى ذلك بات لدينا ارتفاع كبير بمستوى الفساد وإستشراسه في وطننا العربي من خلال التقاء المصالح بين أهل الحكم و أهل الفساد أو ما يصطلح على تسميته بالزواج الكاثوليكي بينهما حتى أصبح هؤلاء يشكلون الغالبية العظمى من أهل المال مما أعاد تشكيل طبقات المجتمع على هذا الأساس وأدى إلى اضمحلال الطبقة المتوسطة مقابل ارتفاع خطير بنسبة شريحة الفقر المدقع و غالبيتهم ممن كانوا يشكلون الطبقة المتوسطة. صعود أهل الفساد إلى أعلى السلّم الطبقي ومخاطره الجسيمة من أهمها إسقاطه لحصون الأخلاق و المبادئ عند الأجيال الناشئة ودس السموم على مختلف أنواعها وإعطائهم المثل السيئ حتى أصبح مثل العصر: " لكي تعيش ينبغي أن تكون بلا أخلاق ولا مبادئ و إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب " و باتت تترسخ بالفعل فكرة أن الأخلاق و التمسك بقيم الإنسانية مرادفان للغباء و قلّة الحيلة. من خططوا لغزو وتحطيم المجتمع العربي لم يفتهم إيجاد بديل للشباب المتدين والرافض للفساد على أشكاله و الواقع المزري من مصرف ديني شكلوه لنا على أسس الهدم النفسي الداخلي وبالتأكيد أنهم في تشكيل هذا الاتجاه و زرعه درسوا ملياً فرقة الخوارج لكن تأثرهم الواضح عند عملية الزرع بفرقة من اليهود الفريزيين "القنّاؤون " و في محاولتي لتتبع ما ورد عن هذه الفرقة بأكثر من مرجع وجدت فكرة التنظيم مشابهة بشكل ملفت فهم أساساً تابعون لأحد أكبر المذاهب اليهودية حتى فيما يختص بالمظهر و الذقن الطويلة المتناثرة و التطرف الشديد والغلو في التحليل و التحريم على كيفهم و تكفير كل من يعارضهم ومتخصصون بممارسة التصفيات و الاغتيالات و هذه الفرقة بقيت تمارس عملها بشكل سري غير منظم في البداية إلى أن أصبحت بعد قيام الدولة الإسرائيلية فرقة منظمة داخل الموساد تمارس الاغتيالات حول العالم إلى أن توقفت تماماً عن نشاطها مع بداية القرن الحادي و العشرين ليحل مكانها" الإرهاب الإسلامي"!! * هذه فكرة عن أهم و أخطر القضايا التي نحتاج تناولها على بساط البحث و التشريح، النقاش والحوار.. و أود أن نبدأ من الملف الأول حول الأقليات العرقية و الدينية خاصة وأنه ملف شديد الخطورة، احتلال فلسطين و قيام دولة إسرائيل دخل و لفق و زور حقوق باطلة مستغلاً إحدى هذه الثغرات للضرب على وتر الطائفية و الدين عند اليهود العرب،و من قبل دخل الصليبيون بنفس الأسلوب و بحجة حماية المسيحيين العرب و على الرغم من التجربتين الفاشلتين ما زال الاستعمار يضرب على وتر الأقليات بعد تطوير أدواته بحجة دعمهم والدفاع عن مصالحهم و إثارة الفتن و النعرات على مبدأ فرق تسد و حث كل فئة على إعادة صياغة تاريخها كما يروق لها و رسم جغرافية الوطن القومي الذي سيقتطع لها من الكعكة العربية أوعلى الأصح من جسد الثور العربي الذبيح. الاستعمار بالتأكيد لا تهمه مصالح أيٌ من هذه الأقليات لا من بعيد و لا من قريب و هم مجرد أدواة يستعملها و يشهد على هذا وضع اليهود العرب و كل يهود الشرق "السفارديم" في فلسطين المحتلة تحت مسمّى سيئة الذكر إسرائيل وما يعانون من عنصرية ضدهم و استخدامهم في الأعمال الوضيعة و رمي شبابهم بالجيش في الأماكن الخطرة و في المواجهة إلخ و ما حصل مع عملائهم في لبنان فيما كان يسمّى بجيش لبنان الجنوبي حين التجئوا لهم بعد انسحاب الصهاينة و التعامل مع عملاء العرب لأي دين انتموا لا يختلف كثيراً و يكون حسب مقتضيات الحاجة لهم أو انعدامها، فلبعض يهود العرب أدوار بغاية الأهمية في الموساد فيما يختص بعمليات زرعهم في وطننا العربي تحت أسماء و ديانات مختلفة، قرأت و سمعت شهادات عن قصص كثيرة من هذا النوع على سبيل المثال أروي قصة سيدة، ابنة إمام مـسـجد إحدى قرى البقاع الغربي في لبنان: " تزوجت من فلسطيني وأحبته على أساس أنه مناضل وطني و أنجبت له ولدين، إلى أن اختفى فجأة لفترة ثم اتصل وأقنعها بمقابلته و بصحبتها الأولاد، و الخلاصة كانت هذه خطته لخطف الأولاد تاركاً لها رسالة يخبرها بأن مهمته انتهت و بأنه متزوج أصلاًَ ولا يعتبرها زوجته لكنه ما كان ليترك أولاده لمسلمة عربية تربيهم على هذا الأساس، و هنا تلك المسكينة أدركت أن زوجها لم يكن سوى إسرائيلي يعمل جاسوساً لصالح الموساد بعدما تم زرعه باسم وصفة أخرى و كان الزواج منها كابنة إمام مـسـجد معروف من ضمن عملية التمويه، و حسبما سمعت من قريبتها أنّ أحدا منهم لم يشك به يوماً لا بشكله و لا لهجته" أعتقد أن معظمنا يعرف عن علاقة الباشمركة من أكراد العراق بإسرائيل و تدريب الموساد لهم و العلاقة الطويلة والمميزة بين الإسرائيليين و آل البرزاني و تواجد الموساد واضحاً اليوم في العراق المحتل حتى أن الضابط المسؤول في تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس صدام حسين كان من الموساد. الخلاصة لبعض هذه الأقليات مطالب محقة إلى حدٍ ما منذ أيام الاستعمارالتركي الذي كان مجحفاً معهم غلى حد أثار العصبيات و جاء الاستعمار الغربي و قطّع وطننا العربي مكرساً الظلم أو مثيراً القلاقل، و بالرغم من علمنا بخطورة هذه الملفات و أهمية الحوار فيما بيننا و بينهم حتى نسد هذه الثغرات فإننا لا نفعل و لا نستفيد من كلّ ما حصل ونتعامل أحياناً بشيء من العنصرية و عدم الاعتراف بالآخر فنساهم بتركهم لقمة سائغة بين فكي الاستعمار لاستعمالهم كقنبلة موقوتة في أي وقت ضدنا من جهة وضد مصالحهم الحقيقية على المدى الطويل. هذا من جهة ومن جهة أخرى للأسف نترك كل من شاء أن يزيف التاريخ أن يفعل دونما العمل على تصحيحه وتنقيحه من قبلنا وفضح التزييف. بعض الأقليات ينتمون إلى أعراق مختلفة عن العرب كالأكراد وجزء من الأمازيغ ( لا كلهم) ولكن الغالبية ينتسبون لذات الأصول العربية كالسريان والكلدان و الأشور و بعض آخر منهم قضيته مزيفة تماماً مثل قضية الطائفة المارونية ( ذات الجذور العربية الأكيدة وكونهم غساسنة ) في لبنان و تبشثها بالقومية الفينيقية ( الكنعانية) على الرغم من أن سكان المدن الساحلية اللبنانية تاريخيا جلّهم من المسلمين السنّة و هؤلاء وفق الأبحاث التي جرت من يحملون الدماء الكنعانية الفينيقية مع باقي الشريط الساحلي من شمال سوريا و صولاً إلى فلسطين ، هذا على الرغم من عدم التعارض مطلقاً بين الفينيقية الكنعانية والعروبة بل هي في حقيقة الأمر إثبات لنا لا ضدنا ولهذا تم العمل على تزييفها واستغلالها من خلال الحزب الذي أنشأه بيير الجميّل بدعم من الغرب عموماً وفرنسا خصوصاً، والجميّل هذا قبطي الأصل هاجر والده من مصر وكان يعمل صيدلياً، بينما من المعروف أن الطائفتين المارونية و الدرزية هم من العرب العاربة( الموارنة من الغساسنة والدروز من المناذرة ) وقد أجلى الاستعمار التركي الموارنة عن لواء الاسكندونة شمال سورية ( المحتل من الأتراك) وعن جزيرة قبرص العربية الأصل أبان التغيير الديمغرافي الذي قاموا به عبر إجلاء العرب عنها، و بالعودة إلى الوراء نجد الموارنة في بلاد الشام هم أرباب الفكر القومي العربي!! أتمنى أن أجد تقبلاً و تفاعلا لفتح هذه الملفات بطريقة واعية و الحوار البنّاء فيما يختص بإعادة صياغة التاريخ وتنقيحه و توضيح كافة الجوانب وإثرائه بالحوار و النقاش الهادف. [/frame] |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
هل تاريخ منطقتنا شائك و معقّد حتى بات مستغلقاً على الفهم ؟!! أو أن هناك من يعمل ويسعى لجعله شائكاً ليسهل تزييفه لحاجة في نفس يعقوب؟؟!! هل الوطن العربي أوطان لأمم و أعراق مختلفة حاول العرب طمسها؟!!!! و هل العرب الحقيقيون هم فقط العشائر البدوية في شبه الجزيرة العربية كما يحلو لبعض الأعراق تصنيفهم؟!!! و ربما ليس هناك أمّة عربية من الأساس!! بلاد الشام رومانية على سريانية و الخليج و معه العراق فارسي على أشوري وبلاد المغرب أمازيغي و صحراوي و مصر و السودان قبطي/ فرعوني/ نوبي؟!! و السؤال أو التساؤل الأخير ليس على سبيل السخرية و التهكم و إنما يعبر عن آراء كتّاب في مقالين قرأتهما في اثنتان من مجلاتنا العربية في كندا، أولهما لكاتب سرياني بعنوان: ' مسلمون سريان لا عرب مسيحييون' يقول أن كل بلاد الشام من الإسكندرونة إلى جنوب فلسطين بلاد سريانية أحتلتها جحافل بدو صحراء شبه الجزيرة و فرضوا على السريان ديانتهم و لغتهم بالقوة إلخ..، و كان لي رد عليه في نفس المكان من الصحيفة و هذا الموضوع في الرد نشرته أيضاً في موقع أوراق99 ولمن يحب الإطلاع عليه يجده في ملف أوراق هـدى الخطيب على يمين الصفحة بعنوان: ' عرب مسيحييون ' و الذي قد أضمه لاحقاً لهذا الملف، أما المقال الثاني أو بالأحرى السلسلة الأسبوعية فكانت لكاتب قبطي في إحدى المجلات المصرية للأقباط بعنوان : ' الصهيونية العربية ' و قد أرسلت للرد عليه لكن صحيفتهم لم تنشر مقالتي فاضطررت للرد بصحيفة أخرى و أخذ الموضوع بيننا نمطاً سجاليا أسبوعياً و لفترة ، و هذا الكاتب هو الذي وضع التصنيف أعلاه لبلادنا فلم يترك للعرب حتى شبه الجزيرة العربية قائلاً : (( الصهيونية الوحيدة في مفهومها الإستعماري لتاريخ الأمم هي الصهيونية العربية' إلخ....)) تمهيد في فتح هذا الملف ينبغي أن أكون موضوعية و هذا ما أعد به و لا أعد أن أكون حيادية لأسباب عديدة أهمها أنه في أي موضوع فيه اختلاف بالآراء يستحيل أن يثق الجميع بحياديتي و من جهة أخرى فأنا لي آرائي التي أثق بها و كذلك أنا ابنة الأمة العربية التي أنتسب لها ليس فقط برؤيتي و لغتي و ديني و إنما أيضاً بنسبي العربي الصريح من جهة أبي و أمي وفق شجرة العائلة لكلٍ منهما فأرجو أخذ هذا بعين الاعتبار، أدافع عن أمّتي و أوضح أي زيف و سوء تفسير يطالها و حياديتي تكمن بترحيبي في طرح الرأي الآخر و عرضه و مناقشته بروية و احترام و محبة لبناء جسور التفاهم.. العرب شعب سامي نسبة لسام بن نوح ( ع)و قد اختلف المؤرخون حول موطنهم الأصلي بين من قالوا اليمن أو العراق و بلاد الشام، شبه جزيرة العرب، شمال إفريقيا، و ذلك لأن العرب لهم تواجد قديم جداً في كل هذه المناطق و على امتدادها موطنهم لآلاف السنين و قد عرّف العرب بفرعين العرب العاربة و المستعربة أو القحطانيين و العدنانيين و يقال أن أول تسمية لهم بالعرب كانت نسبة ليعرب بن قحطان الذي نطق بأفصح عربية و أوجزها أو طبقاً لمعنى أعرَب: أي أفصح و أبان و لعله لهذا و ذاك معاً، و كان لهذا الشعب أسماء كثيرة عرف بها سابقاً قد يكون أقدمها: ' الأموريين ' و كما يظهر أن الهكسوس و هو أحد أسمائهم القديمة هم من احتلوا مصر الفرعونية إلى أن استعادها الفراعنة بقيادة البطل أحمس في نواحي الأسرة السادسة عشر، و يعنينا لتكتمل الصورة فترة ما قبل أن يحملوا إسم العرب. لا شك أن اللغة تتغير موسيقاها و تدخل عليها مفردات إلخ.. بالمصاهرة و الهجرات فيصبح للغة لهجات تزداد بعداً عن الأصل حتى تتولد عنها لغات يعيش منها ما يعيش و يندثر بعضها ( نجد الفرق في اللهجات بين قرية و أخرى مجاورة حتى اليوم) و من غير شك أن اللغة العربية ( عربية مكة) هي الأجمل في موسيقاها و أغنى و أكمل اللغات واللهجات السامية وينبغي لنا التوقف طويلاً للتعرف على مراحل التطور كما يسميها علماء اللغات القديمة، من الأرامية إلى الأرابية. بعد أن اكتملت عملية التطور اللغوي و عرفوا باسم العرب يجد الباحث أن الهجرات استمرت في نطاق المنطقة العربية بأكملها. اللغات السامية: البابلية، الأشورية، السريانية ، الصابئية ، النبطية ، السامرية ، التدمرية ، الآرامية، المؤابية، الكنعانية الفينيقية ، العبرية . ملاحظة: " الكنعانية الفينيقية، العبرية، المؤابية كلها في التصنيف منظومة واحدة تسمى الفصيلة الوسطى و يصعب الفصل بينها لأنها في حقيقة الأمر إحدى اللهجات الأرامية مع الإشارة أن ما يسمى بالعبرية مأخوذ من إحدى لهجات أجدادنا الكنعانيون في الجنوب و تأت بين الأرامية من جهة و العربية من الجهة الأخرى في عملية التطور" العربية الفصحى ، اللهجات الرئيسية، العربية الجنوبية أو الحميرية- السبئية، الحبشية. و لغتنا العربية الفصحى هي لغة أهل قريش و القرآن الكريم و هي قمّة العربية فيما يعرف غيرها بالعنعنة و الكشكشة إلخ.. و التأثر باللهجات الأخرى ما زال موجوداً حتى اليوم فيما يعرف باللهجات الشعبية المحلية. هذا التفرع اللغوي يعطينا فكرة عن الموطن الأصلي للساميين عموماً و العرب خصوصاً و هو بلاد الشام أو سام ( اللهجة الكنعانية/ الفينيقية بلفظ السين شين) امتداداً للعراق و شبه الجزيرة و اليمن)، على سبيل المثال الفينيقيين الكنعانيين شعب واحد وهجرة واحدة سكنوا سورية التاريخية أو بلاد الشام وشمال أفريقيا ( قرطاجة/ تونس حالياً ) و اشتهروا بالملاحة و التجارة البحرية لقبوا باسم الفينيقيين نسبة لأسطورة طائر الفينيق، نفس الشيء بالنسبة لأشور و بابل كونهم شعب واحد، و هذا ما زال يجري حتى الآن كأن يكون رب الأسرة أو كبير القوم اسمه " خلدون" و أحياناً نسبة للمنطقة التي نزح عنها ( بغدادي، مصري، اسكندراني ، نابلسي ،شامي، بيروتي، حلبي إلخ..) و أحياناً لقب أو صفة يتصف بها كبيرهم 'الأمين' أو عمل يعرف به! ' النجّار' لنتعرف على الموطن الأصلي لأي شعب من الشعوب و امتداده التاريخي في منطقة معينة مثلا هل هذا الموجود في الشمال و الآخر في الجنوب شعب ينتمي لأصل و عرق واحد أو أنهم شعوب متفرقة أو أنه خليط، هناك علم الصفات الوراثية للبشر و تحليل طبقات التربة و هناك الصفات الوراثية المشتركة لكل شعب من الشعوب و هناك مواصفات عامّة لسكّان مناطق معينة تتأثر بالتربة و المناخ إلخ ، هناك مواصفات يتصف بها سكان البحر المتوسط عامة، و مواصفات أكثر تحديداً تختص بالعرق السامي منها الملامح البارزة الواضحة و الأنف الظاهر المحدب في حين يتميز العرق الإفريقي بالأنف الأفطس و الملامح المسطحة. و لدينا أيضاً المكتشفات الأثرية التي تحكي تاريخ الشعوب و جذورهم و حضارتهم إلخ.. و هذا ما تعمل الصهيونية العالمية على سرقته و طمسه بكل ما أوتيت، و كثير منا يتابع و يعرف ما جرى و يجري في هذا الخصوص من سرقة آثار لبنان خلال الحرب الأهلية إلى مسرحية الحرامية في غزو العراق و سرقة تراثها الإنساني الذي يحدد هوية المنطقة و يأرخ التاريخ برمّته إلى اختراق و شراء الذمم في مجال علماء الآثار و تصفية الشرفاء منهم إلى التعامل مع العصابات المحلية و أهل الفساد لسرقة الآثار كما يجري في مصر مثلاً. الخلاصة في هذه الجزئية أن هذا الشعب من حيث العنصر من قبل و بعد حمله لاسم العرب كان له تواجد في كل أنحاء الوطن العربي الحالي و المحتل منه و كان دائماً من الشعوب الأصيلة فيها: من غير شك لا ينكره غير مجحف أن اليمن و شبه الجزيرة و معها سيناء المصرية( الجزء الآسيوي) و العراق و بلاد الشام هي موطن أصيل لهذا الجنس البشري و لو أضفنا بداية الهجرة إلى المغرب العربي و الدولة الفينيقية ' قرطاجة' ندرك أنهم أيضاً من الشعوب القديمة و الأصيلة في تلك المنطقة إلى جانب الأمازيغ و اللذين على حد علمي من خلال ما عرفته منهم أنهم لا ينتمون لعرق واحد، أما وجودهم في مصر و العائلات و العشائر ذات الأصول العربية و السامية قبل حمل الاسم قديم جداً في كل أنحاء مصر وبعض مناطق السودان وصولاً إلى الحبشة و لغتها الأمهرية أو الأمحرية المشتقة من العربية فله أيضاً آثار و شواهد كثيرة في علم الوراثة و المواصفات و اللغات نتحدث عنها لاحقاً. أما محاولة تحجيم الجنس العربي و حصره بالعشائر البدوية الحالية فقط لتثبيت بداوة العرب هو تزييف خطير كثير منّا لم ينتبه أن السبب المباشر لهذا الترسيخ سببه حصر العرب في شبه الجزيرة لترسيخ فكرة التقسيم و فصل و تفتيت شعوب المنطقة ذات الأصول المشتركة و في سبيل ترسيخ هذا المفهوم في سايكس بيكو منح بدو الجزيرة العربية قيادتها لتثبيت هذا المفهوم، و لا أقصد هنا بالطبع تقليل شأن البدو مطلقاً فهم أهلنا وقومنا و لكن أريد أن أشير إلى الهدف الذي ترمي إليه هذه الفكرة فترسيخ بداوة العرب وحصرهم فقط بشبه الجزيرة مخطط يسهل الفصل ويقوي الأطماع ويسهل المزيد من التزييف لتفتيت المنطقة. حتى في التريخ الإسلامي: البدو كانوا يعيشون في الخيّم ليسهل تنقلهم أما الحضر ( من الحضور أي تثبيت المكان) هم من يبنون المدن و الأسواق و يمارسون الزراعة و التجارة و الصناعة، و مكّة و المدينة المنورة ( يثرب) و عدد غير قليل من المدن الأخرى التاريخية سكنها من عرفوا بالحضر، و سيدنا محمد (ص) لم يكن من البدو مطلقاً و كان من أهم عائلات مدينة مكّة و والدته من آل النجّار من مدينة يثرب و كما نعلم كانت مكّة مدينة هامّة يسكن أهلها المنازل لا الخيم ولها أسواقها الهامّة و تجارتها وصناعتها و حتى علاقاتها (ما نسميها اليوم بالديبلوماسية) و كان فيها طبقتها البرجوازية و لهم ممتلكاتهم و تجارتهم و عندهم العبيد الذين يقومون بخدمتهم، و هذا يتعارض تماماً مع حياة البدو في ذلك الحين، و هكذا نرى أن المسلمين الأوائل كانوا أهل مدن و ليس بدوا كما يرسّخ اليوم في الأذهان، حتى القرآن الكريم يشير إلى هذا بين " العرب والأعراب". ما أوردته هنا يشير إلى أن العرب لم يحتلوا أو يغتصبوا أي جزء من هذه البلاد لأنّ لهم وجود أصيل فيها قبل الإسلام بآلاف السنين من خلال عملية التطور الذي مر بها والأسماء التي حملها و لهذا السبب نجد كل البلاد الإسلامية لغير شعوب هذه المنطقة لم يحاول الإسلام تغيير قومياتهم أو طمس تاريخهم. سأكتفي اليوم بهذا القدر فاتحة المجال لمن يريد وضع أي إضافات حول ما أوردته أو عدم الموافقة على أي جزئية و معارضتيفيها أو كتابة موضوع كامل. [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
السنة و الشيعة؟
[align=justify] هذا هو الموضوع الشائك و المصيري في المنطقة العربية، إنه يتوعد بالتمزيق و تأسيس الدولة العربية على قواعد التمايز العرقي و الديني و المذهبي. كل أنواع الصراع متجمعة في الوطن العربي، إذ أن داخل الصراع البارز صراعات جزئية لا تقل خطورة عنه. و بالعودة إلى التاريخ، فإننا نستشف أن الإلتهابات الضمنوعية أو في إطار نفس الديانة، انطلقت مع احتراب علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان على السلطة. لم يكن احترابا من أجل إنقاذ الإمامة من الإلتصاق بعائلة واحدة و تدمير السمة الكونية للإسلام، فقد أورث معاوية بن أبي سفيان الحكم للإراد عائلته مثلما كان يريد علي بن أبي طالب و أنصاره. و يرى العديد من فقهاء و مثقفي الشيعة أن طائفتهم تعرضت للأقصاء منذ سقوط حكم علي بن أبي طالب، و لم تجد التأييد إلا عند الدولة الصفوية في إيران، و التي حاربت العثمانيين في مناسبات كثيرة بذريعة حماية الشيعة من الإقصاء السني العثماني. و قد تعاطف السنة مع السلطة العثمانية. يجدر بنا أن نلاحظ (أن نتحلى بجرأة الملاحظة في الحقيقة) أن الوحدة السنية الشيعية في العراق ظهرت أمام الإحتلال البريطاني، فيما ظل الصفويون و العثمانيون يتقاسمون بنسب متفاوتة و غير مستقرة السيادة على الأراضي العراقية وفق التوزع الطائفي. على العكس مما يوحي به التحليل السابق، و إثر الغزو الأمريكي للعراق، لم يتآلف العراقيون بكل أطيافهم سوى لمدة معرفتهم باستمرار صدام حسين رئيسا للعراق، و بينما تحمس جزء من الشعب للإطاحة بتمثال ساحة الفردوس و استقبال القوات الأمريكية، هتف جزء آخر بحياة الرئيس الذي كان يقوم بجولة الوداع في حي الأعظمية، و قبل أن يؤؤول القرار إلى العمائم السوداء و المثقفين المؤيدين للإحتلال، شارك الشيعة و السنة و الكرد في الهتاف بحياة صدام حسين. بعد التأكد من رحيل نظام الشمولية الوطنية، تسربت العمائم السوداء إلى العراق لتأمر الشيعة بعدم اعتراض تقدم الأمريكيين نحو العاصمة بغداد. و تفاقمت رداءة الوضع عقب استهداف منظومة قيم المجتمع العراقي بادخال الحركات المهدوية و المخدرات و انشاء مليلشيات فئوية تطبق أوامر قم و واشنطن. و فيما يلتقي الإيرانيون و الأمريكيون دوريا لتباحث مكاسبهم المشتركة في العراق، تتناحر الميليشيات الشيعية في الجنوب تنفيذا لخطة اضطهاد صوت العشائر الشيعية العربية التي تنادي بالتصدي للنفوذ الإيراني و تحصين الوحدة العراقية [/align] الأستاذة هدى أتوقف هنا، و ستكون مداخلتي القادمة حول القضية الأمازيغية |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأخت الكريمة هدى، كما وعدتك فقد اطلعت على موضوعك هكذا و سأبدأ ببضع إضافات لعلها تفيد الموضوع و القارئ على أمل العودة مجددا متى زال التعب و سنحت الفرصة.
قبل الحديث عن أي مذهب أو أقلية أو فئة سأستحضر قول البيروني (وهو لعلم القراء ولد في ضاحية كاث عاصمة خوارزم بلاد فارس أي أنه ليس عربي الأصل بل فارسيا.):"ديننا ودولتنا عربيين ومثل التوأم: محميان من الله رب السموات . كم من مرة تجمعت قبائل مسلمة لإعطاء صبغة غير عربية للدولة لكنها لم تنجح أبدا في تحقيق هدفها" . بهذه الكلمات من كتاب الصيدنة في الطب للبيروني ،التي قد لاأكون ترجمتها ببراعة لكنني حتما بلورت فكرتها ، يتضح مدى الربط بين اللغة و الدين و الإعتزاز بهما في القرن الثاني، في أوج العلوم الإسلامية و الريادة و الإختلاط بأجناس أخرى. إن من يتصفح التاريخ وخاصة من يطلع على مقدمة ابن خلدون سيجد ذلك الإرتباط الوطيد بين الأقليات و العصبيات و الحكم. أولى الإنقسامات و الإنشطارات التي واجهها العالم المسلم وهو لا يزال في بداياته هو تولي الحكم: لمن تكون الأسبقية لآل النبي أم لا؟، هل تورث الخلافة؟ من الأجدر؟ من الأحق؟ من يمثل من؟كيف يختار الخليفة؟. من هنا بدأت الإختلافات التي ستتولد عنها رؤى كثيرة و تفرقات عديدة. لذا يجب في أي حديث عن هذا الموضوع التعريف بكلمات مثل: الإثناعشرية، الزيديين،العبديين، الفاطميين ،العلويين.. ويمكنك أن تفعلي هذا أخت هدى أو أعود لاحقا لألقاء الضوء على هذه الكلمات وتعاريفها. وقد يتساءل البعض هنا ماشأن الدين بالأقليات لكنني سأقول أن الارتباط وثيق لأنه في ظل كثرة النزعات و العصبيات فالدين يسخر تمهيد الطريق للسيطرة والسلطة كما أن كثرة المذاهب الدينية تتيح دوما فرصة للغريب و الطامع بالتسلل وتفتح باب الدسائس والمكائد و حتى التمزق. سأنتقل من الدين إلى العصبيات القبلية و الإقليمية لأستشهد بابن خلدون مجددا في رؤياه لصعوبة الحكم ببلاد تكثر بها العصبيات و بحديثه عن البربر الذين ارتدوا اثني عشر مرة قبل أن يستتب الإسلام في المغرب لأن الطبع المتمرد للعشائروأهل العصائب لا يلين بسهولة شأنه شأن الأمر بالشام مع بني إسرائيل لما تواجدت فيها قبائل فلسطين وكنعان و بني عيصو وبني مدين و بني لوط و اليونان والروم و العمالقة وأكريكش... فصعب على بني اسرائيل توطيد دولتهم واضطرب ملكهم مرة بعد أخرى. هنا أظن أن الصورة التي ستتبادر لذهن الجميع هي المشهد الحالي للعراق. لكنني سأتوقف هنا ولي عودة بمشيئة الله. نونو متعبة:sm229: تحياتي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
أستاذ هشام تحياتي.. شكراً جزيلاً على هذه المداخلة القيّمة بالنسبة للخلاف بين معاوية بن أبي سفيان وعلي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي عنه وأرضاه أود أن نتوقف طويلاً ونقرأ تلك الحقبة بأناة حين نبدأ بقراءة التاريخ العربي لإعادة تنقيحه مما أُدخل عليه من تزييف، و لا أعتقد أن أي سني اليوم من أهل الوسطية يرى الحق مع معاوية أو أنه مجرد خلاف على سلطة من جهة سيدنا عليّ بالتحديد، طبعاً هنا ينقسم أهل السنة فالسلفية يدافعون عن معاوية ويضعون عبارة رضي الله عنه بعد اسمه أسوة بالخلفاء الأربعة بينما أهل الوسطية يسقطون تلك الحقبة من الخلافة ولا يحبون من أمويين بلاد الشام غير عمر بن عبد العزيز ويعتبرونه الخليفة الخامس ( أي بعد سيدنا علي مباشرة) ويرون أنه كان مختلفاً عن كل الأمويين كونه تربى على أخلاقيات ومبادئ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه جد والدته ( ابنة عاصم بن عمر). الحكم العثماني يحتاج الكثير من التركيز عليه، لقد تعاطف معظم أهل السنة العرب مع العثمانيين كونهم سنة مثلهم والعثمانيون فضلوا أهل السنة من العرب وبرغم التمييز العنصري للمواطن التركي عن العربي لم يتعاملوا مع السني العربي الذي احتل المرتبة الثانية بعد التركي في المواطنة كما تعاملوا مع باقي المذاهب والطوائف وهذا التمييز المذهبي والطائفي ما زلنا ندفع ثمنه كسنَّة حتى اليوم فقد جرّ وبال الكراهية والحقد على أهل السنة من شدة ماعانت الطوائف والمذاهب الأخرى من هذا التمييز الذي كان جائراً كان يمنع الشيعي أو متبع أي مذهب أو من طائفة أخرى أن يحصل على التعليم أو أي من الحقوق التي يحصل عليها السني و وصل الجور إلى حد أنه كان إذا سار السني على الرصيف يقال لمتبع أي مذهب آخر " طَوْرِق " والتي تعني أنه يجب أن ينزل عن الرصيف الذي يسير عليه السني احتراماً له. أما بشأن ما يحصل في العراق والمطامع الفارسية فأنا لدي بعض الملفات التي سأضمها لاحقاً لهذا الملف خصوصاً فيما يتعلق بحقيقة قصف حلبجة الكردية بالكيماوي وملف آخر بعنوان " البصرة.. ترسانة المهربين " وجدته في مجلة شيعية عراقية عن حقيقة ما يجري في البصرة. برفسور هشام سأحاول الليلة نقل المداخلات السابقة في هذا الملف من الموقع القديم ومن ضمنها مداخلتين لك شكراً لك وتفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
أستاذة نصيرة .. تحياتي شخصياً أتفق معك تماماً بما تفضلت به أما الجزئية الاخيرة بشأن مملكة بني إسرائيل الحقيقة أنه لم تستطع أي مكتشفات أثرية إثبات وجود هذه المملكة والقضية من أساسها دخل عليها الكثير من التزييف واللغة العبرية اتضح تماماً أنها ليست سوى إحدى اللهجات الكنعانية الأرامية لأجدادنا وقد تم السطو عليها ووضع قواعد لها استفادت من قواعد اللغة العربية، والتوراة الحالي أظهرت المكتشفات الأثرية هذه القصص التي تعود للتراث الكنعاني وسماه علماء الآثار " التوراة السوري " والتي كشفت أن التوراة الحالي منحول نحل تام عن التوراة السوري هذا ولم يتم تغيير غير الأسماء ومن آلهة متعددة إلى واحد ( كتبت كثيراً عن هذا ونقلت) وستجدين بعضه في ملفات منتديات الرابطة الفلسطينية وما زال لدينا الكثير نقدمه في هذا المجال. شكراً لك بانتظار المزيد وسأباشر بنقل المداخلات السابقة حتى لا تتداخل وتشكل أي عائق في المتابعة وتفضلي بقبول فائق آيات تقديري واحترامي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
نهى الإسلام منذ البداية عن العنصرية و عمل على إعادة بناء المجتمع على أسس المساواة و العدالة بين البشر، و قال الله سبحانه في القرآن الكريم: (( هذه أمتكم أمّة واحدة و أنا ربكم فاعبدون ))
و قال الرسول صلى الله عليه و سلم:(( الناس سواسية كأسنان المشط )) و (( لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى )) و وقف الرسول موقفاً واضحاً جاداً و صريحاً ضد العصبية القبلية و التنابذ بالألقاب و قد أوقف الإسلام عداوة تاريخية بين الأوس و الخزرج في المدينة المنورة: (( و قد ألّف الله بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً )) و هذا كان في الأخوة الإسلامية الإنسانية و كذلك كان للإسلام السبق و الفضل بتأسيس أول حركة في التاريخ عملت على تحرير العبيد فعلياً و مواطنتهم الكاملة و احترام إنسانية الإنسان في كل فرد ( حقوق الإنسان)، و كثير من العائلات كانوا يرفضون تزويج بناتهم من العبيد بعد تحررهم، و تدخّل الرسول ( ص) بنفسه مرّات لمعالجة هذه القضية و كذلك بالنسبة للفقر و الغنى و جعل الزكاة فريضة و حقا مشروعا للفقراء على الأغنياء لا فضل لهم به و لا منّة فكما الفقراء يحتاجون! المال من الأغنياء كذلك الأغنياء يحتاجون تزكية أموالهم و تطهيرها بالزكاة فالمال لله و ترسيخ مفهوم أن مال الأثرياء أمانةٌ عندهم وكلّهم الله به و فيه نصيبٌ مفروض للفقراء ( التكافل الإجتماعي) و في الزواج أيضاً ( خذوا فقراء يغنيكم الله من فضله) و كان الرسول ( ص) لا يرضى أن تكون أسباب الرفض لغير عيب في الخُلق و الدين أو عدم الارتياح النفسي و الوجداني من المرأة أو الفتاة للخطيب ( كلكم لآدم و آدم من تراب) إلخ من محاربة التعصب للعنصر و اللون و الطبقة و الأوضاع الاجتماعية و حتى تكتمل الصورة فقد نهى عن التعصب الديني و قد وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تنهى عن التعصب الديني لقوله: " ينهاكم الله عمّن لم يحاربوكم في الدين أن تبروهم.. إلى آخر الآية الكريمة حتى مع الكفار : " لا تقل لهما أفٍ و لا تنهرهما و لو كانوا من الكافرين و قل لهما قولا كريماً.. إلى آخر الآية الكريمة بخصوص الآباء الكفّار " و يبدو معنى التسامح الديني مع الكفار جلياً في سورة الكافرين " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و ليَّ دين " أمّا بخصوص أهل الكتاب أو أتباع الديانات السماوية السابقة فقد سمّاهم الإسلام " أهل الذمّة " أي أنهم في عنق المسلمين وذمتهم و منوطٌ بالمسلمين حمايتهم و برّهم إلخ.. لقوله: " لعن الله من آذى ذمّياً" و قصّة الرسول " ص" مع جاره اليهودي معروفة و قد احتمل الرسول (ص) و المسلمين من غدر اليهود بهم رغم المعاهدات بينهم و لم يحاربهم المسلمون في النهاية و عملوا على طردهم من المدينة إلا مكرهين مضطرين بعد أن عانوا من غدرهم مراراً و تكراراً و باتوا يشكلون خطراً حقيقياً و كان الرسول (ص) يوصي المسلمين بأهل الذمّة حتى يقال إن آخر ما تلفظ عليه أفضل الصلاة و السلام كان: " أهل ذمّتي " ، و حين أعلن الرومان عليهم الحرب و عملوا بعد هذا على طرد المستعمرين من العراق و بلاد الشام انضمّ العرب المناذرة و تطوعوا في جيش المسلمين منذ البداية بينما وقف الغساسنة في بلاد الشام على النقيض و حاربوا إلى جانب الرومان و لمّا انتصر المسلمون جاء زعيم الغساسنة جبلة بن الأيهم يطلب الصفح من المسلمين قائلا: " أنتم أخوتنا و أبناء عمومتنا" و صفح المسلمون بالفعل عن الجميع من أخوتهم العرب و أبناء عمومتهم الساميين و في حين اعتنق معظم المناذرة الإسلام طوعاً و رغبة فقد بقي الغساسنة على مسيحيتهم لم يجبرهم على تغيير ديانتهم أحد. و عمل الصحابة و السلف الصالح على حماية أهل الكتاب، و للخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مواقف كثيرة و جليلة في هذا الشأن إحداها انتصاره لفلاح قبطي على عامله في مصر و هو يقول له مقولته الشهيرة: " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! " ثم توجه إلى القبطي و سأله ماذا فعل بك؟ قال: " صفعني على وجهي " فطلب منه أن يردّ إليه الصفعة كما صفعه، و استصعب القبطي الأمر لكن عمر ألحّ عليه حتى تشجع و صفعه بقوة أمام الجميع، ثمّ بعد هذا ردّ على القبطي قطعة الأرض التي باعها مكرها. هذه لمحة بسيطة تثبت ممّا تقدم أن الإسلام حارب العنصرية على أنواعها و عمل على اجتثاثها و ترسيخ مبدأ الأخوة و المساواة في الحقوق و الواجبات و الوحدة الإنسانية بين البشر. و القومية العربية لم تكن أبداً شأناً إسلامياً وقد حمل الإسلام رسالة عالمية لبني البشر جميعاً على الرغم من التواؤم بين العروبة و الإسلام تاريخياً فقد كانت قوة العرب دائماً بالإسلام و قوة الإسلام و انتشاره كلما حكم العرب و حملوا لواء الإسلام أما ارتباطهم باللغة العربية فكان ارتباطا مقدسا لا علاقة له بالعنصرية من أي نوع و إنما لكون هذه اللغة هي لغة القرآن الكريم و ممارسة شعائر الإسلام و قد نشر المسلمون الإسلام و ووصلوا حتى حدود الصين شرقاً و إيطاليا غرباً و مع هذا حافظوا على قوميات الشعوب و لغاتهم. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
أضيف إلى ما تفضلت به أخت هدى جزأ منقولا من مقالي :هل الإسلام عدواني أم عالمي الموجود في واحة الأدب كدعم وتأكيد لما تفضلت به:
برنارد لويس يجد في عدم خضوع الإسلام لسلطة معينة وموحدة تحكمه وفي عدم وجود تفسير محدد وواضح لآيات القرأن فرصة للمتطرفين لشحذ النفوس على العنف و الإنتقام و التخريب في دار الحرب (بلاد أو أرض يسكنها غير المسلمين وتحكمها قوانين غير إسلامية وتدخل في حرب مع دولة الإسلام أو شعوبها). . خلا صة هذه النظرات القاتمة لمفكري الغرب هي: مجتمعات الإسلام يطبعها تخلف و تشبث بدين منغلق قد يأخذ أبعادا مختلفة لأنه محور حياة أتباعه ممايؤدي للحقد و العنف و الإبتعاد عن الركب. الآن ماذا يرى مفكر مسلم كسيد قطب ؟ و ماذا يقول عن المجتمع الإسلامي هل هو فعلا عدواني أم عالمي ؟ . سيد قطب ,هذا المنظر الإسلامي الذي سجن أكثر من خمسة عشر سنة أو يزيد و ذاق أصناف العذاب المختلفة , يرى أن المجتمع الإسلامي عالمي أولا : لكونه لا يقوم على أي أسس تمييز عرقي أو قومي.ونستطيع أن نستدل على كلامه هذا بوجود صحابة كانوا مقربين من الرسول ولهم شأن مثل بلال ابن رباح الذي كان أسودا و سلمان الذي كان فارسيا وكذلك بقوله تعالى:"ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". فالتقوى هي مصدر التفضيل الوحيد و هذه متعلقة طبعا بسلوك المرء و عمله و عبادته. كما أننا إن عدنا للآية نفسها فسنجد اعترافا بالتعددية و دعوة للتعارف و التلاحم لا التنافر و العدوانية. ثانيا:الإسلام يزيح الحدود الجغرافية ويدعو للتآخي والتلاحم وينبذ العصبية فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"ليس منا من دعى إلى عصبية و ليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية". وكذلك:"ارحموا أهل الأرض ,يرحمكم من في السماء" ولم يقل الرسول الكريم ارحموا مسلمي الأرض أو جنسا أو قوما معينا. ثالثا:الإسلام لايفرض و لا يوجب إجبار أحد على اعتناقه قسرا فقد قال تعالى:"لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". المسلمون لم يشهروا سيوفهم لقطع رقاب المشركين وإكراههم على الدخول في دينهم حين ظهوره لابل دافعوا عن أنفسهم حين منعوا من نشر الدعوة وحوربوا و شيئ التنكيل بهم. هدف المسلمين كان نبيلا لأنهم أرادوا تعميم الخير وفضل دينهم على الآخرين لكنهم لم يمنحوا حرية فعل ذلك. رابعا: وفي الحقيقة يمكن ضم هذه النقطة لسابقتها لكنني أدرجها مستقلة للتركيز عليها في زمن سيئ فيه فهم تاريخ الإسلام و شوهت فيه حقائق الفتوحات. القتال كان من أواخر الحلول في بدايات الإسلام وكانت له أسبابه. قال تعالى:"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا, وإن الله على نصرهم لقدير,الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا:"ربنا الله, ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا, ولينصرن الله من نصره, إن الله قوي عزيز" إذن القتال لم يشرع إلا بعد الأذى الذي لحق بالمسلمين ولم يكن طغيانا وجبروتا وإنما دفاعا عن حرية العقيدة وتحقيق الصلاح والخير في الأرض. وليس هناك حسب اعتقادي أي نص قرآني أو حديث نبوي يشرع الإعتداء على غير المسلمين لإجبارهم على الإسلام بل الدلائل كلها تصب في بحر التعايش مع غير المسلمين وعدم إكراههم. قال تعالى:"قل:ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم:ألانعبد إلاالله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله,فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون". إذن إن تولوا لا يستدعي ذلك اراقة الدماء, لهم دينهم و للمسلمين دينهم. تحياتي. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بعض التعاريف والمعلومات عن مذاهب وفرق:
لإثناعشرية أكبر طوائف الشيعة عموما وهم الشيعة الذين ينقلون الإمامة بعد جعفر الصادق الذي هو بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب وام الامام جعفر الصادق هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق (أبو بكر الصديق هو الصحابي المعروف و الخليفة الأول بعد الرسول ص ), وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب حسب الرواية الشيعية. الإمام السادس إلى ابنه موسى الكاظم ويؤمنون من بعد موسى الكاظم بخمسة أئمة آخرهم الإمام الثاني عشر الذي يعتبرونه هو المهدي المنتظر ولهذا السبب يطلق عليهم اسم الإثناعشرية لأنهم آمنوا بإثنى عشر إمام. ومن أسمائهم أيضا الإمامية وهو يطلق عليهم هم والإسماعيلية ايضا لأنهما اعتبرتا مبحث الإمامة من أصول الدين. وأيضا يطلق عليهم (الجعفرية) وفقهم (الفقه الجعفري) نسبة إلى جعفر الصادق الإمام السادس.أصول الدين لا يجوز فيها التقليد، بل على كل مكلّف أن يعرفها بأدلّتها وهي اعتقاد وإيمان: التوحيد :وهو أن يعرف الإنسان إلها خلقه، وأوجده من العدم وبيده كل شيء، فالخلق، والرزق والعطاء والمنع، والإماتة، والإحياء، والصحة، والمرض، كلها تحت إرادته (إنما أمره إذا أراد شيأ أن يقول له كن فيكون) وهو الله جل جلاله. فهم يؤمنون أن الله واحد أحد وأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وأن ليس بجسم ولا مادة ولا يصح وصفه بالأوصاف البشرية وأنه ليس له مكان أو زمان العدل : إن الله جل جلاله عادل لا يظلم أحدا ولا يفعل ما ينافي الحكمة، فكل خلق أو رزق أو عطاء أو منع، صدر عنه هو لمصالح، وإن لم نعلم بها، كما أن الطبيب إذا داوى أحدا بدواء علمنا أن فيه الصلاح، وإن لم نكن نعرف وجه الصلاح في ذلك الدواء. النبوة :وهو الايمان بنبوة نبي اخر الزمان الرسول الكريم محمد بن عبد الله واتباعه واجب كما قال الله بسم الله الرحمن الرحيم (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) صدق الله العلي العظيم. [3] الإمامة : تؤمن فرق الشيعة كافة بوجود إمام يرث العلم عن النبي محمدا و هو المسؤول عن قيادة الأمة الإسلامية بتكليف من الله عز و جل، ففي الاعتقاد الشيعي أن الله لن يترك الأمة الإسلامية بدون قائد مكلف.وأن هذا الإمام يكون معصوما عن الخطأ ويختار من قبل الله عز وجل لا بواسطة الناس، ويوصي كل إمام بالإمام الذي يليه المعاد : إن الله يحيي الإنسان بعد ما مات ليجزي المحسن بما أحسن و يجزي المسيء بما أساء فمن آمن وعمل الصالحات، يجزيه الله بالجنة، ومن كفر وعمل السيئات، يجزيه بجهنم. ويؤمن الشيعة الإثناعشريون أن الإمام محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر غاب عن العالم وعن الأنظار حتى يأذن الله له بالظهور ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا. ويؤمنون أنه حي يرزق ويعيش بين الناس إلا أنه مخفي عن الأنظار ولا يحظى بلقائه إلا الواصلين والأتقياء. وفي عهد الغيبة يكون العلماء أو المراجع هم نواب الإمام ويرجع إليهم الناس في شئونهم الدينية والفقهية يرى علماء الطائفة الإثنا عشرية مفهوم أن كل من رأى النبي وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته صحابي عدل هو غير مقبول عندهم. فهم يرون أنه إذا كان معنى الصحابي (كل من أسلم و رأى رسول الإسلام وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته) فهذا معناه أنه ليس كل الصحابة عدول يؤخذ عنهم الحديث، ويشيرون أن القرآن الكريم يتحدث عن أناس يعيشون مع النبي ويصلون معه وقريبون منه ولكنه يصفهم بالمنافقين، ولم يذكر التاريخ أسمائهم بل إن النبي نفسه لم يخبر الأمة بالمنافقين الذين كان يعلم بنفاقهم. وبالتالي فإن الشيعة الإمامية يخضعون الصحابة للجرح والتعديل ويعتقدون أنهم بشر منهم الصالح ومنهم الطالح والمنافق بخلاف الأئمة الإثنا عشر فهم غير خاضعين للجرح والتعديل وهم الذين يؤخذ منهم الحديث والعلم لأنهم معصومين. ويؤمن الشيعة الإثناعشريون بأن هناك العديد من الصحابة الذين يؤخذ عنهم العلم والرواية ويجلونهم طبقا للروايات التي جاءت فيهم بأسانيد معتبرة عندهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: أبو ذر الغفاري عمار بن ياسر المقداد بن عمرو سلمان الفارسي أبو أيوب الأنصاري جابر بن عبد الله الأنصاري (مروي عنه نسبة كبيرة من أحاديث الكافي ومن لا يحضره الفقيه) حجر بن عدي أسماء بنت عميس الأرقم بن أبي الأرقم مصعب بن عمير زيد بن حارثة عبد الله بن رواحة خباب بن الأرت عبد الله بن العباس الفضل بن العباس محمد بن أبي بكر الحارث بن المطلب مالك بن نويرة وغيرهم الكثير. الزيدية أو الزيود فرقة إسلامية تبلورت في أوائل العصر العباسي في القرن الثاني الهجري وسميت بالزيدية نسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وهم أحد الفرق الإسلامية وأقرب المذاهب إلى أهل السنة ، ليسوا من الشيعة ولا علاقة لهم بالشيعة كما يعتقد ويختلفون تماماً في مذهبهم وفكرهم عن الشيعة الموجودين في العراق وإيران والكويت والبحرين ولبنان ولا يمتون لهم بصلة، بل هم يميلون إلى السنه ويأخذون عنهم العلوم ، وبعض العلماء يعد الزيدية من اهل السنة. لا ترى الزيدية العصمة شرطا لصحة الإمامة. يعتقد الزيديون بان الإمامة تجوز في كل حر تقي عادل عالم من آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم . الزيدية لا يكفرون الصحابة ولا يسبونهم. ترى الزيدية بصحة إمامة صحابة النبي محمد: أبي بكر وعمر وعثمان، بخلاف الشيعة الأمامية. ترى الزيدية جواز الأمامة في أولاد الحسن والحسين ولا تجد مندوحة لحصرها بأولاد الحسين، ولا يعــرف الإمام عندهم سوى من شهــر سيفه، وقاتل أعــدائه ولا يميلون إلى التقية. لا ترى الزيدية في استخلاف علي بن أبي طالب سوى النص الخفي وأنكرت البترية (الزيدية) مثل هذا النص ومن الزيدية من قال أن طريق الإمامة الإختيار أو الدعوة. كما تعتقد الزيدية أن المسلم إذا إرتكب كبيرة فإن ذلك لا يخرجه عن الإسلام، فهو مسلم وإن كان فاسقاً بما فعل من الكبائر والآثام أيضـــاً، وبذلك وافقوا أهل السنة. قصــرت الزيدية العصمة على الرسول وحــده. الاسماعيلية ثاني أكبر جمهور الشيعة بعد الاثني عشرية. وتسمى بالإسماعيلية نسبة إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق. وتشترك الاسماعيلية مع الاثناعشرية بمفهوم الائمة المنحدرين من نسل رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم وابنته فاطمة ولكن انشق الاسماعيليون عن جمهور الشيعة الاثناعشرية عند الامام السادس (جعفر الصادق) ومن سيخلفه من ابنائه. فجنح الاسماعيليون مع ابن جعفر الصادق الاكبر "اسماعيل" بينما تبنى الاثناعشريون ابنه الاصغر "موسى الكاظم". يؤمن الإسماعيليون كباقي الإمامية أن الإمام ينص عليه وليس بالإختيار وأن الإمام الأول هو علي بن ابي طالب ولا يعترفون بخلافة الخلفاء من قبله. لم يختلف الإسماعيليون مع الإثنا عشريون في الأئمة المبكرين الست الأوائل: ((علي بن ابي طالب)) ((الحسن بن علي)) ويستثنيه الإسماعيليون النزارية المعروفون حاليا باسم الأغاخانية من الأئمة بينما يؤمن به باقي الإسماعيليين. ((الحسين بن علي)) ((علي زين العابدين)) ((محمد الباقر)) ((جعفر الصادق)) ولا يختلف اعتقاد الإسماعيليون في هؤلاء الأئمة عن باقي الشيعة من حيث مفهوم الإمامة بشكل عام وإن كان الإسماعيليون يستعملون بعض التعبيرات والألقاب الخاصة لا يستعملها الإثنا عشريون، مثل (إسمي ذي العرش العظيم عليا ، ما كنت إلا نوره الازليا) وبالطبع هم لا يؤلهون علي بن ابي طالب أو أحد الأئمة ولكن كل الكلام الذي قد يبدو غلوا خاضع للتأويل عندهم وهو يؤمنون كباقي المسلمين ان الله واحد أحد وهو الواجب الوجود بعد وفاة الإمام السادس جعفر الصادق أعلن الإسماعيليون أن الإمام كان إسماعيل بن جعفر الصادق وإنه لم يمت في حياة ابيه وانما كانت جنازة وهمية أقامها ابوه لظروف وحكمة تقتضي اخفائه ونقلوا الإمامة إلى ولده محمد بن إسماعيل الإمام السابع بعد جعفر الصادق الذي يعتبره السبعية دون باقي طوائف الإسماعيلية المختفي الذي سيظهر مرة أخرى وهو المهدي المنتظر عندهم، بينما باقي طوائف الإسماعيلية تتبع نسله وتوالي الأئمة من أبنائه الفاطميون يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم رسول الإسلام، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. يرى غالب المؤرخين أن نسبهم كان منحولاً. يفضل غالب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي في كتابه جمهرة أنساب العرب أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله بن قداح. قال العلامة ابن خلكان في وفيات الاعيان (3/118): (والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم فى النسبة المحمدية أصلا). وقال الذهبي في ( العبر فى خبر من غبر ) ( ج 2/ص 199 ) : ( المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق) وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه فى ربيع الاخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والاشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر وهو منصور الذى يرجع نسبه الى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم فى ولد علي بن أبي طالب وأن الذى ادعوه اليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات على بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول فى انهم خوارج كذبة وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للاسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الانبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب سنة اثنتين وأربعمائة ). قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ( 11/346 ) بعد أن نقل هذا : ( وقد كتب خطه فى المحضر خلق كثير ) . على أن المقريزي في البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب وفي اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا وكذلك ابن خلدون في تاريخه، يجزمان بانتسابهما لأهل البيت. وانتقد ذلك السيوطي فى تاريخه (تاريخ الخلفاء) ( ص 4 ) حيث قال : ( ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لان خلافتهم غير صحيحة وذكر أن جدهم مجوسي وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام ) . الدولة الفاطمية في أقصى اتساعهامؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909ء934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته كتامة البربرية، الذين زحفوا إلى المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين المعز لدين الله الفاطمي ، ولم يتبق منهم في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م استولى المعز (953ء975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة. بقيادة جوهر الصقلي. دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين مابين سنوات 965ء1070 م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965ء996 م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996ء1021 م) وفي عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز واللذي إختفا في سنة (1021 م) ولم يعرف تاريخ مماته. بعد حكم المستنصر (1036ء1094 م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية والمستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ (1131ء1149 م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط. آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة منذ 1169 م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. ورجعت مصر بعدها إلى المذهب السني. ملامح الدولة الفاطمية كان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس بالدولة الفاطمية في مصر حيث مازال التاثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد. ويقول ول ديورانت أن مصر بدأت نهضتها الحقيقة منذ العهد الفاطمي حيث بدأت الشخصية المصرية تستقل وتبدأ بالظهور من جديد بروح جديدة إسلامية. وتميز العصر الفاطمي بالفخامة في كل شيئ من حيث مواكب الخلفاء والإهتمام بالأعياد والإحتفالات ونرى المقريزي يمعن في وصف الإحتفالات والمواكب الخاصة بالخلفاء. وفي العصر الفاطمي يعود أقباط ويهود مصر في الظهور على مسرح الأحداث من جديد فإذا استثنينا السنوات الاخيرة من عهد الحاكم بأمر الله نجد أن باقي العهد الفاطمي كان عهد حريات للأقباط واليهود وبعضهم وصل إلى أرقى مناصب البلاط الفاطمي. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
تحياتي سأقوم الآن بنقل الملفات من منتدى الموقع القديم وإن سرنا بهذا الملف قدما سأقوم لاحقاً بتصنيفه بمنتدى ثانوي داخل منتدى التاريخ يكون لكل موضوع فيه ملف منفصل، على سبيل المثال: 1) التاريخ قبل الانتقال من الأرامية إلى الأرابية 2) التاريخ العربي قبل الإسلام 3) التاريخ العربي بعد الإسلام 4) التاريخ الإسلامي 5) الأمازيغ 6) الأكراد 7) الأقباط والفراعنة إلخ.. 8) التاريخ الحديث طبعاً هذا التصنيف يمكن أن يأت فيما بعد إن استطعنا إثراء الملف ورفده جيداً واحتاج فعلاً أن نقوم بترتيبه وشكراً |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
مقارنة بين الدين والقوميات ... بقلم الأستاذ حسان العاني
السلام عليكم الشيء الذي دفعني لسرد الموضوع الذي استنبطته من عدة قراءات لي لمختلف الكتاب منهم الاستاذ المدون سيد يوسف هو ملاحظتي لكثير من اقلام المدونات .. وجود قاسم مشترك رائع وقابليات خلاقة تسعى للاصلاح لتوحيد الامة ولكن هناك اختلافات بسيطة لاتعدوا سوى كلمات تحتاج لبلورة لكي تبرز الوصف والغاية والهدف الى مايصبون اليه من خلال ادراجاتهم وردودهم .. وارجو ان اكون قد وُفقت في الاستنباط لايصال الفكرة للجميع .... * يبدو ان هناك تحاور جوهري ماض قدما لتهيأة العقل العربي اشبه بصراع النظريات والافكار من اجل اثبات ماينفع لبلداننا ولشعوبنا فتمخض عن هذا التحاور أسئلة فرضت نفسها امام الواقع .. ماهو التناقض بين الاسلام والقومية ؟؟ وهل يوجد ما يهدد العرب كقومية من الإسلام ؟؟ ام يوجد ما يهدد الإسلام من العرب كقومية ؟؟ قال الشاعر إن العـروبة َلفظ ٌإن نطقتَ بهِ فالشرقُ والضادُ والإسلامُ معناهُ القومية بمضمونها العام تمثل الواقع اللغوي والاجتماعي والثقافي لفئة معينة من الناس يجمعهم وطن ويطلق عليهم اسم (( قوم )) .. والعرب كقوم ينتمون لوطن اجتمعت فيه خصائص مشتركة وأهمها اللغة ، وكذلك بعض الميزات الفكرية والثقافية التي تمثل الواقع الاجتماعي لسلوكياتهم .. ولكنها كبقية القوميات ليس لديهم عقيدة خاصة بهم ..لانه لاوجود لعقيدة من بنات افكار البشرية تصلح لتسيير الناس بكل ماينظم شؤونهم .. فمن المتيقن به ان اي معتقد وضعه البشر لايخلو من ثغرات يستحيل فيها تحقيق العدالة .... فجاء الإسلام الذي تمثل عقيدته الالهية أمتداد لبقية الاديان والتي جميعها تشترك في المقومات الاساسية لمفهوم العقيدة كالتوحيد الذي هو اساس كل دين .. فلهذا اختلفت صيغة المنهاج بحسب كل نبي ارسله الله في قومه وبحسب الميزات البارزة التي كانت عليها حياتهم لقوله تعالى (( لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا )) وبما ان الدين الاسلامي جاء خاتما للأديان لكل الناس ليكون دين شامل ونظام حياتي متكامل ينظم شئون الناس جميعهم كقيادة وشعوب فى كل مفردات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي ادق الامور وبكل تفاصيلها المتمثل بالقرآن والسنة النبوية المطهرة .... ولقد اختار الله العرب ليكونوا حملة رسالة الإسلام بأرساله المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام واختيارهم جاء لحكمة آلهية .. قد يكون منها والله اعلم كياسة التفكير للعقل العربي و طول صبرهم وهذا مالمسناه من عدم استعجالهم باتخاذ قرار فردي الا بعد ان يتشاوروا اذا كان الامر يعني الجميع وان كان بعض اجماعهم ينم عن تعصب في بعض الامور ولكن المهم انهم يتشاورون ... وكذلك عدم استعجالهم بسؤال الضيف الذي يحل عليهم الا بعد ان تمضي ثلاثة ايام يغدقونه خلالها بكرم الضيافة مما يجعل الود والسكينة والاطمئنان بكل من يحل عليهم ضيفا .. اولانهم اعتادوا تحمل صعوبات الحياة بسبب قسوة التضاريس الارضية والطبيعة المناخية التي تتسم بها بلداننا خصوصا الجزيرة العربية ، اوبسبب سلامة لسانهم كونهم يتكلمون اللغة العربية والتي تعتبر افصح اللغات واثبتها لقوله تعالى (( إنا انزلناه قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلكم تعقلون)) فنشاهد الاية هنا خاطبت العقل لانه المركز الرئيسي لفهم المراد وفي قوله تعالى (( نزل به الروح الامين بلسان عربي مبين )) وهنا مخاطبة الوجدان حتى يعطي الثقة بكل من يتبع الاسلام من غير العرب بأن اللسان العربي هو اختيار آلهي ليكون به تفصيل كل شيء لبلاغته وفصاحته .. وفي قوله تعالى (( قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون )) وهنا التكلم بصيغة التحذير من التلفيق والحث على التقوى لان مفردات اللغة العربية معانيها واضحة وعميقة مع تعدد قرءاتها والله اعلم بالصواب .. او قد يكون السبب في اختيار العرب لوجود المقدسات في وطنهم الذي جمع جميع الاديان ومقدساتهم ابتداءا بالبيت الحرام بمكة ومرورا بال الاقصى في فلسطين .. اللذان يعتبران اهم واعظم صرحيين مقدسين على وجه الارض قبل ان يضاف اليهما الـمسـجد النبوي الشريف .. ومن هنا فقد جاء الإسلام لينيط بالعرب ايصال اعظم رسالة حضارية غيرت وجه الانسانية .. فحري بنا كعرب أن نفتخر بانتمائنا للإسلام الذي أعلى من مكانتنا بين الامم على الرغم من بساطة المقومات المادية المتفاوتة اذا ما قيست بالامكانيات الهائلة التي كانت تمتلكها الامبراطورية الرومانية والبيزنطية والفارسية والحبشية وغيرها من بقية الامم .. ثم بعد ذلك وحد بين القبائل العربية المتناحرة على مر التاريخ ، فبهذا التوحد ورسوخ الايمان استطاع العرب ومن دخل معهم الاسلام من بقية القوميات وان كانت نسبتهم قليلة جدا في بداية الرسالة أن ينشروا بالإسلام حضارة سادت الدنيا قرونا ولازالت تنتظر من يعيد امجاد هذه الحضارة وإذا كان حب القومية والوطن تعبير عن خلجات النفس فإن هذا لا يعني التنصل عن الروابط الوجدانية والروحانية التي جمعتنا فالنبى محمد صلى الله عليه وسلم حينما هاجر من مكة ودعها قائلا (( والله إنكِ لأحب أرض الله إلي ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت )) وهذا يعني انه صلى الله عليه وسلم آثر الدين فوق حب الوطن وقد بقي في المدينة المنورة اكراما للانصار الذين احتضنوه ونصروه وآزروه عندما هاجر اليهم فعاش ومات ودفن فيها عليه افضل الصلاة واتم التسليم وبعد انتشار الدين ليدخل تحت رايته مختلف القوميات والشعوب لم تحصل اي مشكلات اساسية تمس مكانة كل من دخل فيه بل ان تنوع الشعوب والقبائل انعكس ايجابيا على المجتمع الاسلامي .. لانهم اجتمعوا وجمعتهم عقيدة واحدة مما فسح المجال لغرض الالتحام فكريا وماديا واجتماعيا وإن كان ثمة اختلاف اعترى بعض المسائل ولكنه كان من اجل الصقل والتطوير وليس اختلاف من اجل السيادة او صراع من اجل الانفصال.. باعتبار أن راية الاسلام تذوب تحتها جميع المفارقات الثانوية .. وإن اختلفت بعض العادات والتقاليد فلم يجعلوها كمشكلة تعترض اعتزازهم ببعضهم البعض بهذا الدين الذي أكرمهم الله به وارتضاه لهم . لان الولاء الحقيقي يجب ان يكون للإسلام وكما قال سبحانه وتعالى (( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون )) والعبادة الصحيحة هي ماشرعه الاسلام من خلال القرآن والسنة وهناك امر مهم لايجب ان ننساه .. وهو كيف قام الاسلام بتوحيد صفوف العرب وبقية القوميات بمختلف دياناتهم يوم وقفوا صفا واحدا بوجه الحملة الصليبية التي قام بها ريتشارد قلب الاسد وكيف كان اخواننا النصارى من الكتابين ينفذون كل اوامر الناصر صلاح الدين الايوبي الكردي الاصل حتى حرروا القدس من براثن الحملة الصليبية وهذا مفاده ان الاسلام يعيش تحت سماحته وعدالته جميع الاديان وجميع القوميات لانه ارسى الاسس لتحقيق العدالة لكل من يعيش على ارض الاسلام فالمعارضة اذاً ليس في الانتماء الإسلامي، والانتماء القومي كجامع سياسي أو كجامع حضاري، ولكنه يبرز عندما تتضمن الدعوة إلى القومية العنصرية والعلمانية، ويحدث هذا التعارض عندما يتكلمون عن العروبة، ويريدون أن يسيروها ويحصروها في نطاق مفاده أنها جماعة عنصرية علمانية، وأنه يتعين على فكرة الوحدة العربية أو وحدة العروبة أن تنحي الدين جانبا، كأساس لمرجعيتها السياسية والاجتماعية والسلوكية .. وهذه النقطة ثارت من قبل ولازالت تثير مشاكل بين المفكرين الإسلاميين والقوميين والعلمانيين .. مع ان الفكر الإسلامي يعتز بالعروبة وأغلب المفكرين يعترفون بالعروبة من موقع إسلامي .. فعلينا أن نكون منتبهين إلى أن الفكر الإسلامي ليست مشكلته مع الدعوة إلى العروبة ولكن مشكلته مع الوصف العلماني والعنصري الذي يراد أن يلصق بالعروبة .. وعلينا أن ننحي هذا الوصف عن العروبة .. وبذلك يمكن أن نحقق نجاحا في دعم أوضاع المشاركات بين القومية بوصفها إسلامية تحتضن جميع القوميات الداخلة ضمن بقعتها الجغرافية وفي نفس الوقت السند الظهير لكل من ينتمي للاسلام خارج بقعتها الجغرافية لنكون حينها قادة اممين بقرآننا العربي المبين واخيرا وليس اخرا ان امتنا ليست مهددة بالانقراض عن الوجود ولكنها مهددة بالانسلاخ عن المنهج القويم الذي اعزها الله به وجعل كل العالم عندما يذكروا الاسلام فيعنون به العرب وعندما يذكرون العرب فيعنون به الاسلام ... فلهذا كان عليه الصلاة والسلام كما في الاثر يقول لسيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه (( لاتبغضني ياسلمان فأبغضك .. فقال سلمان فداك نفسي و امي وابي يارسول الله وكيف ابغضك فقال عليه الصلاة والسلام .. اذا ابغضت العرب فقد ابغضتني )) والعرب هنا هم حملة الرسالة النبوية التي جعلت شعلتهم تضيء فوق امم الارض وليس العرب هم من يتعصب لقوميته على الحق وعلى الباطل فقد كان ابو جهل وابو لهب عم النبي من اشد المتعصبين للعرب ولكن هذا لم ينفعهم لانهم فضلوا قوميتهم على دين الله ارقى واسمى امنياتي للجميع بالتوفيق الذي يرضي الله ويرضى به علينا |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بقلم الأستاذ أحمد صالح سلوم
مداخلة اولية شاركت بها بالرد على موضوع قريب من فكرة طروحتكم: ليس مهما ما تكون هوية مصر عربية اسلامية فرعونية او علمانية لا يسأل الأقوياء ما الهوية هويتهم بل يسألون ما مصادر القوة لديهم ولا يعنيهم ان تتغير هوياتهم فكما تعرف شهدت المنطقة العربية تغييرا مستمرا في هوياتها وشهدت في كل مرحلة صعود وهبوط وهي بنفس الهوية تقريبا.. فمن هانيبعال الأفريقي الى سيبتموس الامبراطور الفلسطيني لروما الذي دفن قي مقاطعة ويلز ببريطانيا أو فيليب السوري الذي حكم روما وغيره الى التاريخ الاسلامي حيث الامويين والعباسيين والأندلسيين طبعا دون نسيان الفراعنة والأشوريين والكنعانين .. اذا أردت رأيي انا أفضل تكاملا اقتصاديا بين الأصغر والأصغر مع احترام خصوصية المكونات في اطار انساني وديمقراطي ليتشكل في المرحلة الأولى: الأقليم السوري الذي يضم فلسطين ولبنان والعراق وسورية والاردن ..واقليم الجزيرة العربية واقليم وادي النيل ليضم مصر والسودان وجيبوتي والصومال واريتيريا..والاقليم المغاربي ليشمل تونس الجزائر المغرب ليبيا موريتانيا والصحراء..فيما بعد ضم هذه المكونات بشكل تضامني مصلحي تكاملي طريق أكثر واقعية لتفرض هويات معينة بطرق بطيئة وواعية وعقلانية دون القسر والاكراه.. لا شك ان الثقافة العربية الاسلامية مكون تاريخي رئيسي للمنطقة ولكن هذا المكون يحتاج فترة طويلة نسبيا وحوارا استيعابيا ومنفتحا لمواكبة تطورات العصر المتسارعة بشكل مهول وللتخلص من الاستثمار الرخيص للشعار القومي من احزاب سلطوية مستبدة.. اوافقك ان الطبقة الوسطى تعاني انزياحا في مفاهيمها لتفككها الى قطبين النسبة الساحقة انضمت الى الفقر وفئة مندمجة بطروحات المشروع الصهيوني الامريكي تعتبر ان هوية مصر الفساد والرشوة وخدمة عناصر ابادة الشعب المصري بتهميشه وسحب كل مقومات القوة وكل هذا بسبب سياسات النظام وعدم توفر قوى سياسية تمنع النظام من أساليب الابادة المنظمة .ومن هنا يتم تحديد مأزق من ينطق بالمصرنة فعلى الطرفين يمكن رفع شعار المصرنة.. لكن السؤال ما مضمونه ؟ ولو اعطيتني المقالة كلها للاستاذ عكاشة كان من الممكن ان اوضح.. الجامعة العربية منظمة صهيونية مجرمة بحق الشعوب العربية وافترض ان القوى السياسية ينبغي ان تركز على المحتوى التنظيمي والفعلي لأي منظمة.. فالجامعة شُـكلت من المستعِمر البريطاني وحافظت على شكلها الهلامي التنظيمي الذي يكرس الواقع واقع التنافر السايكس بيكو من خلال ان "قرارتها": توصيات وليست قرارات ملزمة ولا وجود بالتالي للجان المتابعة كما نتابعة في الهيكل التنظيمي للاتحاد الأوروبي .... ورأيي ضرورة حلها والأكتفاء بأشكال تنسيقية بين مكونات الاقليم وكل اقليم ينفتح على الأقاليم العربية الأخرى في اوسع علاقاته التكاملية ..وهذا الطرح لا علاقة له بالعروبة والاسلام بل بضرورة الوجود والدفاع عن مصالح مشتركة في عالم اليوم عالم التكتلات الذي لا يرحم الضعفاء مصرنة مصر سودنة السودان يمننة اليمن اوتونسة تونس ..ليست مشكلة اذا كانت في استراتيجية تدرك التحديات الدولية بضرورة الوعي بالذات وبالتالي التحضير لتكامل ما بين المصرنة والسودنة ثم العوربة أو الأسلمة أو الأفرقة ..اما اذا كانت انتكاسا وانغلاقا فهو شكل من أشكال انتحار الشعوب والمهم ماهي القوى التي تدير عملية المصرنة وماذا تمثل اذا كانت شعبية ام اندماجية انتحارية فاسدة .. سأعود للمشاركة حول التفاصيل المطروحة حول الملف في" قضية "بمنتدى اوراق 99 |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بقلم الأستاذ أحمد صالح سلوم
الاستاذة هدى ..تحية طيبة ( ملاحظة يرد الأستاذ أحمد على مداخلة نشرتها في المدونة ولم أكن نشرتها بعد في الموقع)لابد لي من الاعتذار اولا عن تنويه غاب عن التعليق ويمكن متابعته في ملف "قضية"في منتدى اوراق 99 حيث قلت انه رد على موضوع قريب من الموضوع محل النقاش ولم أحب ان أكرر نفسي فنشرته على انه موقفي وأملت طرح وجهة نظر مختلفة وهو رد على دعاوى المؤلف التلفزيوني اسامة أنور عكاشة سقط التنويه في مدونتك بينما هو موجود في "قضية " مع انني انزلتهما في الوقت نفسه.. ماذا تقصدين بالقبائل المجرية " القوطيين" القادمين من الدانمارك والشمال الألماني أو الاسكندنافي والذين حلوا في بحثهم عن العيش في المجر او تخوم المملكة الرومانية الشمالية؟؟ مع ان هذا لايتعلق بوجهة نطري لأنني ارى الاختلاط عبر البشر والتناسل كان اعمق من كل شيء ..وعلينا برأيي ان لاننظر الى العامل الطبيعي كمتحكم بمسار التاريخ فهو عنصر من عناصر معقدة وربما أكثر تأثيرا منه بكثير ..من مثل التطورات المادية الرأسمالية الهائلة بعد القرن الرابع عشر وما تتطلبه هذا النمو من البحث عن أسواق جديدة للمواد الخام والتسويق والبحث عن مصادر الغنى كالذهب وموارد العالم الجديد الغني وهو ما خلق آليات الاستعمار فقد انتقل الفائض من المنشأة الى فائض قيمة عالمي وتقسيم دولي للعمل متغير حاليا حيث يوظف الغرب المكننة ويستعبد الشعوب المحتلة بنهبها ونشر الفتنة بين مكوناتها فكما تابع الجميع منذ ايام الاحتلال الأولى قال الصهيوني مارتين انديك الحاكم العسكري لجماعة اوسلو ان سياستهم في العراق تقوم على "فرق تسد" قالها امام الجميع على التلفزة ودون اي خجل ..وكما تعرفين ان النفط متغير جيو استراتيجي حاسم في المعادلات التنمية الدولية فالهدف النفط ولكن للسيطرة عليه لابد من البحث في بعث حرب اهلية وفتن ليقوم المحتل بادارة الفوضى السياسية الداخلية ويغنم النفط.. اذا برأيي ان التفسير المادي التاريخي هو الأقرب الى الواقع والحاجات الدولية العظمى ومتطلباتها ولنتسائل لماذا غابت الفتنة من فيتنام بين شمال وجنوب في اللحظة التي تمت بها تصفية الاحتلال مع ان جيش سايغون كان يفوق النصف مليون ومع المحتل كانوا أكثر من مليون ضد عشرات الألاف من المقاومة الفيتنامية وضد الشعب باكمله فعليا.. لماذا الاشكناز ؟ وهم بالفعل الفئة الأكثر خبثا وادارة للمشروع الصهيوني منذ تأسيسه لأنهم يعتبرون انفسهم جزء من مقاولات الغرب الاستعمارية ولنتذكر ان هرتزل طرح مشروعه على المصرفي روتشيلد كمقاولات ومشروع مجدي لمصالح مصرف روتشيلد ورأس المال المصرفي والاحتكاري للهيمنة على موارد طاقوية حاسمة على تطور الاقتصاد الكلي الغربي والدولي؟؟ اما مراحل التاريخ القديم فاعتقد ان جذورها مختلفة جذريا ولو انها تبدو من بعيد شبيهة بما يجري اليوم واذا اردت يمكن الحديث عن الامبراطوريات في العالم القديم الروماني والعربي الاسلامي والمغولي والافرنجي وربطها بفئات التجار المحاربين او مكانة المنطقة العربية التجارية وظهور التناقضات الأساسية .. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بقلم الأستاذ حسان العاني الاستاذة العزيزة هدى .. كنت قد نشرت موضوع له علاقة تقريبا بالطرح الرائع الذي انتِ بصدده وقد كنت كتبته بعنوان .. القومية .. العولمة .. التشريع .. ايهم الافضل .. وهذا نصه ... السلام عليكم اصبح التكلم عن موضوع القومية والاقلية موضوع حساس جدا وينذر بصراعات في بلداننا بين تمرد الاقلية على الاكثرية او طغيان الاكثرية على بقية الاقليات من مفاهيم لاتعدو غاياتها سوى التمسك بالسيطرة على زمام الامور السياسية والمادية في البلدان التي احتضنت اكثر من قومية .. ولكن المراد السيطرة عليه من خلاله هو جعل اللغة هي الاساس (( المقدس )) لهذه الصراعات والذي ستنطوي تحته وتضمحل بسببه المفاهيم والاعتقادات الاساسية والانسانية التي جمعتهم .. ولو نلاحظ النظرة الشمولية للرأيين المادي والعقائدي لوجدنا ان كلاهما يتفقان على ان الاندماج الانساني هو الاساس في السير بعجلة القيادة الى ماتطمح اليه الشعوب .. سواء من الناحية الوجدانية او من الناحية المادية تتلائم مع التطور الهائل الذي شهدته بقية بلدان الارض .. فلو نرجع قليلا الى الوراء في بداية القرن المنصرم لوجدنا ان بذور القومية بدأت بعد انهيار الدولة العثمانية نتيجة الانهيار الاقتصادي وتبع هذا الانهيار اتفاقية سايكس بيكو بين انكلترا وفرنسا لغرض تجزئة الدول العربية بعد ان نصبت هاتين الدولتين الاستعماريتين نفسها الحامية (( اللاامينة )) .. بعدها قام الاستعمار بوضع حدود وهمية بين البلدان العربية وزرع كيانات تنفذ مخططاتهم وتستخدمهم لاثارة المشاكل بين هذه البلدان .. تارة حول حدود لاتعدو صحراء قاحلة .. وتارة اخرى طلب الانفصال من بعض الاقليات نتيجة اضطهادهم من قبل الحكومات ذات الفكر الايديولوجي القومي .. وهذا الحال الذي صارت عليه البلدان العربية غالبًا ما سادت فيه علاقات وسياسات التجزئة والتبعية والتخلف.. اكثر مما اثرت فيه سياسات وعلاقات التكامل والوحدة والاستقلال والنهضة ... حيث تمخضت عنه هذه المشاكل .. اولا تعاظم وتفاقم مشاكل الأقليات في عالم المسلمين ثانيا تفاقم الاتجاه نحو الانفصال والتفكيك ثالثا ضعفت التوجهات التكاملية والوحدوية والتعاونية كرؤية وكسياسات وعلاقات ومؤسسات رابعا كثرت الصراعات البينية، وصراعات الحدود، وصراعات الأعراق خامسا تدويل المشاكل والقضايا التي تخص عالم المسلمين بعد ان يئست الشعوب من اجتماعات ومقررات الجامعة العربية التي لم تكن سوى تلاقي في الاحضان بين المجتمعين اولا ثم يعقبه تلاسن وصل الى حد الشتم والتشهير بين زعماءنا وأمام مرأى كل العالم من على الفضائيات سادسا ضعف اوانعدام التنسيق في السياسات والعلاقات خاصة القضايا البينية والمشتركة والمتبادلة واهمها قضية القدس ويعقبه قضية احتلال العراق وتدميره وتفتيته وكذلك قضية لبنان بالاضافة الى قضايا المغرب العربي التي بدأت تشتعل فتيلها مابين مطالبات بالانفصال ومابين انتهاج اسلوب العنف الهمجي في سبيل تغيير الحكومات واما مشاكل البلدان الاسلامية غير العربية فهي بعيدة اصلا عن المقررات (( المهمة )) للجامعة العربية قلب العالم الاسلامي في القول (( فقط)) الا القليل ممن قدم يد العون بشكل انفرادي لتلك الدول الاسلامية وهنا اريد ان اعرض النظرة الاحتوائية والتسابق بين الفكر المادي والفكر العقائدي الوجداني او الديني لاهمية التعايش السلمي بين ابناء الشعب الواحد بغض النظر عن القومية او اللغة بعد ان فشل مشروع الوحدة العربية ولم يجن اي ثمرة طيلة اكثر من ستين عاما او اكثر.. حيث بقيت الشعارات القومية محصورة في الخطابات الثورية الحماسية ذات الطابع العاطفي والتأملات البعيدة المنال نتيجة سيطرة الحكومات بطريقة ديكتاتورية جعلت الشعوب تدور في رحى التناحر القومي والعرقي والتخلف العلمي عن عجلة التطور العالمي دون وضوح اي بادرة امل في توحيد دولتين متجاورتين فقط فكيف بتوحيد اكثر من عشرين دولة عربية .. مما صار يقينا عند الكثير بأن المادة هي التي تجمع بينهم فلهذا نشاهد الان ان النظرة المادية هي البارزة الان في رجوح كفتها في الميزان بعد ان تقاعس المسلمون العرب عن التشريع الاسلامي وتشبثه بماديات الحياة دون اي وازع للتقوى والورع نتيجة الظلم الذي لحق بهم من حكوماتهم التي احتكرت الاموال وخلق طبقتين متناقضتين بين الشعب .. بين الارستقراطية الاستبدادية المتنفذة وبين الكادحة المعدومة .. بيد ان التشريع وضع الاساسيات التي تمكننا من استغلال المادة الاستغلال الامثل وجعلها وسيلة شريفة نزيهة لتحقيق غايات سامية تضمن الرفاهية والعدالة بين افراد الشعوب حتى وان تعددت دياناتها وليس قومياتها فقط .. اذاً الذي حصل هو سيطرة الحكومات الديكتاتورية على بلداننا بكل مفاصلها الرئيسية وتفرعاتها سواء كانت السياسية اوالاقتصادية اوالاجتماعية وحتى الدينية بطريقة تسخير بعض من مايسمى رجال الدين التابعين لحكومة الدولة والحاصلين على الصدارة في الظهور على الفضائيات فالكلام الفصل دائما مايكون تابعا لفتاواهم مما جعل كل فئة في واد .. فالحكومات في واد السيطرة بقوة السلاح والقمع لكل من يتجرأ ان يعترض على سياستها او يتفوه بكلمة حول الواردات الى اين تذهب وفي اي مسار تستخدم فهذه تعد من المحرمات الكبائر تصل الى حد الابادة الجماعية لكل من تسول له نفسه في التطرق اليها حتى ولو كتابة وليس نطقا كما حصل لكثير من اخواننا الكتاب والمدونين .. والشعوب في واد التناحر العرقي والطائفي فيما بينهم نتيجة استخدام مبدأ فرق تسد من قبل الحكومات لغرض السيطرة عليهم بعد ان اقرته ونفذته بنجاح قوى الاستعمار الخارجي بين البلدان .. لو تلاحظون هنا كيف هو صبر الاستعمار ونفسه الطويل على المدى البعيد في اسلوب تفكيك مجتمعاتنا بعد ان افلحوا في تفكيك بلداننا ومع كل هذا لازلنا ندور في نقطة فاسدة قبيحة الا وهي التمسك بمبدأ التعصب على كل مستوياته دون الالتفات الى الامر الجلي الذي جمعنا واعزنا وجعل القيادة لنا من خلال تشريعه وليس من خلال اي شيء اخر .. ونتيجة لهذا المسلسل التخريبي لشعوبنا من قبل قوى الاستعمار الخارجي وادواتهم الذين هم منا وفينا ومن خلال سيطرة المادة على المبدأ ليتزامن معه الخنوع والخضوع لبلداننا شعوبا وحكومات فقد وجدت العولمة ثغرات واسعة لتنفيذها على ارض الواقع رغبة ورهبة بعد ان اقرتها الدول الكبرى والماضية قدما في تنفيذ مشروعها بغض النظر وتجاهل اي مفهوم عقائدي او ديني لاية ديانة او اية عقيدة او اي مجتمع وهذا ماستستقبله كل بلداننا أكراها او بمحض ارادتهم بعد ان يأسوا من توحدهم تحت مسمى القومية او توحدهم تحت حكم يستوحي تشريعه من الشريعة الاسلامية التي لم تفرق بين احد إلا بالتقوى اذاً .. هما مبدأن متناقضان يتصارعان من اجل التعايش بين الشعوب بطريقة متداخلة بغض النظر عن اي تسميات عرقية او قومية وهذا في الاخر يعتمد تنفيذه على سيرة الشعوب الحياتية فأما الانجراف مع الماديات التي لن تجلب لنا الا الفساد الاخلاقي والتفكك الاجتماعي نتيجة التمسك بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ....... او التوحد تحت راية واحدة يحكمها تشريع عصري مطاطي يصلح لكل مكان وزمان بشكل يقدس الانسان والانسانية قبل ان يقدس اللغات التي اصبحت هي الافيون الجديد والنار المستعرة في نفس الوقت بين شعوب البلد الواحد ... فأذا كان دعاة القومية يتمسكون بأن لغتنا هي لغة القرآن ولغة اهل الجنة فهذا يعني اننا يجب ان نقدس القرآن الذي نزل بلغتنا وليس تقديس اللغة على حساب هجرنا للقرآن الكريم الذي رسم لنا الاساسيات في العيش بكل سلام وتطور وامان واطمئنان لعدالته .. ويجب ان نعمل بما يوصلنا للجنة التي فيها نتكلم بلغتنا وليس باستخدام لغتنا كوسيلة لتفريق ابناء الشعب الواحد فمثلما استقبلت الشعوب الغير عربية لغتنا بكل ود وانشراح نتيجة التشريع الرباني الذي جاء بلسانها فهي الان تنفر من لغتنا لان حكوماتنا تستخدمها من اجل السيطرة على الجميع بافكار ديكتاتورية او عاطفية اوايديولوجيات بعدت كل البعد عن المنهج الاسلامي الصحيح الذي ضمن لكل انسان حقه واملى عليه واجباته والذي جعل العزة والقيادة لنا كعرب منذ بزوغ فجر الاسلام بقيادة النبي العربي محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الله رحمة لكل الناس ولكل العالمين مهما اختلفت لغاتهم والوانهم وجنسياتهم ... وفي نفس الوقت اذا كانت الاقليات تطلب الانفصال بسبب اللغة فهذا ايضا لن يخدم قضيتهم لان قطع الجزء من الكل الاصل سيؤدي الى اضعاف الجهتين وسيفكك حتى الأسر المتداخلة اجتماعيا والتي هي نواة المجتمع .. فلن يستفيد من كل هذا الا من زرع فينا المبدأ المشؤوم الذي شتت جمعنا الا وهو (( فرّق تسد )) واختم قولي بقوله تعالى وأن هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون وقال تعالى ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عند الله اتقاكم وقال عليه الصلاة والسلام لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بقلم الأستاذ أحمد صالح سلوم
استاذة هدى ..تحية طيبة لأن هناك أكثر من فكرة يمكن نقاشها لوحدها..فإنني اعود لنقاشها ومن ضمنها افتراضية ان البشر ينقسمون الى ثلاثة ابناء أو سلالات :سام وحام وآر فالأبحاث الجديدة كشفت ان أصل تسعة وتسعين بالمئة من الأوروبيين من عشرة فلسطينيين هاجروا في العصر الحجري من كهوف طيرة الكرمل أو من حولها الى اوروبا وتكاثروا بهذا الشكل وهذا نشرته مجلة العلم The Sienceالانكليزية حديثا وبالاعتماد على انكشاف شفرة التركيب الجيني الـ دي ان ايه اي ان من يفترض انهم من سام وآر هم من أصل جيني واحد ومن المعروف انه من الصعب التحول في الجين الورائي خلال هذا الأمد الزمني اي ان عمر الانسان الحديث الذي لم يعمر أكثر من ثلاثين ألف سنة بينما الانسان البدائي النيرناندال عمر أكثر من عشرين مليون سنة وخضع لتحولات جينية معينة كما تكشفه الهياكل العظمية.. وبالتالي هذه نظرية سام وحام وآر غير علمية وخرافات الصهاينة قائمة على افتراضات غير علمية وتم نقضها علميا..ولايمكن رؤية التاريخ من وجهة النظر هذه اما التغييرات الشكلية في البشرة والأنف فهذة تغييرات ليس أساسية في الجينات وتحدث مع تغييرات بيئية عشوائية بسبب التكيف مع متطلبات المكان وسبل الانتاج والعيش ولكنها لاتغير التركيب الجيني الذي هو واحد كما قلت وهذا البحث العلمي حاسم لأن معطياته مثبتة وغير قابلة للخطأ تقريبا..واعتقد هذه النظرة تقلب تناول بعض الأمور في تناول اطروحاتك ..وسأعود للنظر في بعض ما جاء في وجهة نظرك لأنني اعتبر ثمة افتراضات غير تاريخية أو غير علمية عن الأحداث البشرية التاريخية وتعاقباتها..وآمل ان تتعرض وجهة نظري الى نقد اذا كان هذا ممكنا لأغناء الموضوع من قبل مختصين مع تحياتي لطرح موضوع غني وقابل للبحث كهذا الموضوع من اكثر من جانب مع احترامي وتقديري |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بقلم الأستاذ مروان السلواني / الحضارة العربية الإسلامية .. والأقليات العرقية والدينية. مروان حمد السلواني – القدس كانت الحضارة العربية الإسلامية طوال عهدها حضارة منفتحة غير منغلقة واستطاعت هذه الحضارة في ظل الدولة العربية الإسلامية رغم نشأتها في المنطقة العربية أن تستوعب كافة الأقليات العرقية والدينية في بوتقة حضارية واحدة ضاربة أروع الأمثلة في الإندماج الحضاري الإنساني الرافض للتعصب العرقي والديني فكانت هذه الحضارة مثالا قل نظيره بين الأمم على مدى التاريخ. كان العرب قبل الإسلام يتمركزون في شبه الجزيرة العربية إضافة إلى مناطق أخرى وصلوا إليها نتيجة الهجرات المتتالية ، وبعد نزول الإسلام على النبي العربي(ص) وانتشاره من المركز وهو الجزيرة العربية إلى المناطق العربية كان العرب هم من حمل راية الإسلام ونشروها إلى كل بقعة إستطاعوا الوصول إليها من (بلاد الشام، العراق، مصر، شمال إفريقيا حتى وصلوا حدود الصين ) فكانت هذه الرسالة هي رسالة تسامح إنسانية إستوعبت كل الشعوب في البلاد المفتوحة شرقا وغربا فكانت تعتمد حرية المعتقد أساسا لها حتى ان تلك الشعوب عاشت تاريخا طويلا من حرية الإعتقاد الديني في ظل هذه الحضارة . هذا وقد شهدت العصور الإسلامية المختلفة إندماجا لأبناء الأعراق المختلفة من عرب وفرس وتركمان وأكراد وبربروغيرهم في ظل مجتمع واحد قائم على التعددية وكانت الدولة العربية الإسلامية في العصرين الاموي والعباسي خير دليل على هذا الكلام ففي هذين العصرين كان للأعراق المختلفة وأصحاب الديانات المختلفة وخاصة اهل الذمة من اليهود والمسيحيين دور بارز في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإدارية والإجتماعية حتى انهم وصلوا أعلى المراتب في الدولة مما يعني انهم كانوا ينالون حقوقهم الكاملة كمواطنين في هذه الدولة على اختلاف انتماءاتهم دون تمييز عنصري لا على اساس العرق ولا على أساس الدين. وإذا كان هؤلاء قد تعرضوا لأذى فإن ذلك كان على أيدي الصليبيين إثر غزوهم لديار الإسلام حيث إنتزعوا كل ممتلكات الكنيسة الشرقية وسلموها للفرنجة حتى عادت لاصحابها بعد الفتح الإسلامي على يد صلاح الدين الذي أعاد لكل ذي حق حقه والذي كان حتى من قادته العسكريين مسيحيون ، وإذا كان هناك ظلم وتفرقة تعرض لها البعض فإنها كانت على يد محاكم التفتيش التي لاحقت اليهود واحرقتهم هم وكافة أتباع الديانات الأخرى وذلك بعد خروج المسلمين من الأندلس فما كان منهم إلا ان هربوا إلى بلاد المسلمين ليامنوا على انفسهم هناك |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هدى الخطيب / الدين والقوميات
مداخلة في الحوار مع الأستاذ حسّان العاني * مفهوم العروبة و الإسلام و ارتباطهما أو عدمه مفهوم مطاطي اختلفت حوله الآراء و تباينت، بعضهم يذهب إلى أقصى اليمين و البعض الآخر إلى أقصى اليسار و بينهما مدارس تربط بين العرب و الإسلام و الحقيقة أنا من المؤمنين بهذه المدرسة و التي تقول: " أنّ الله سبحانه أعزّ العرب بالإسلام و أعزّ الإسلام بالعرب، في اجتماعهما قوّة و منعة و في تفرقهما ضعف و مهانة. و إن كان مفهوم القومية العربية مرتبط بالعنصر العربي الذي يجمع العرب على اختلاف دياناتهم فالعروبة أشمل لأنها لغتها أوسع من أن تكون لغة عرق بسبب قدسيتها كلغة دين أيضاً ولأن هذا يجعل تفاعل المسلم تجاهها واجب لأنّ ما لا يتم الواجب و الفروض الدينية إلاّ به فهو واجب و هذا ما كان يعرفه السلف فالأمازيغي على سبيل المثال أو الكردي كان يفهم أنّ اللغة العربية إن لم تكن لغته القومية أو لغة أمّه فهي لغة أمتّه و في هذا معنى العروبة/ قومية الدين ، فالعروبة هي قومية العرق و قومية الدين معاً لأن الإسلام و قرآنه و فروضه حولنا من جنسية عرقية فقط إلى جنسية لغوية تمارس فروضها و شعائرها بهذه اللغة التي في حقيقة الأمر هي اللغة المقدسة لكل مسلم. لو حاولنا أن نقارن بين أمم الأرض قاطبة فلن نجد على الإطلاق ما يجمع بين شعوبها كما هو الحال في امتنا. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذ طلعت سقيرق الأديبة هدى الخطيب السادة الذين قدموا مداخلاتهم مشكلة الأقليات العرقية والدينية لا تحل بعصا سحرية وهنا تبدأ إشكالية المشكلة التي تكبر حين يحاول كل محاور شدّ البساط إلى جهته ، فمرة الحل يكون من خلال الغطاء الديني – الإسلامي هنا – ومرة من خلال وحدة اللغة ، على أساس أن اللغة العربية هي لغة أهل المنطقة .. ومرة على أساس العلمانية التي تبقي لكل معتقده وإيمانه ، وتقيم اللخمة على أساس رابطة الأرض التي يتواجد فوقها الناس على اقل تقدير .. ما نلحظه في لبنان والعراق يعطينا جوابا جدّ سريع على أنّ المسألة اكبر من ذلك ، فهي تشبه طبقة كانت مغطاة بقشرة رقيقة جدا وانفجرت مرة واحدة لترينا العجائب خاصة في العراق .. الأديبة هدى طرحت المسألة مع أنها شائكة الآن ،لكن هل مسألة الأقليات عندنا فقط ، كيف تعامل معها الآخرون ؟؟.. كيف وقفوا منها لنحاول أن نستفيد ونعمم قليلا .. طبعا دخولي الآن مجرد مقدمة تدفعني للتواصل الدائم .. لا بد هنا من دعوة الصديقة الشاعرة فابيولا بدوي للتداخل ، وهي ستفعل ، بعد أن تشفى يدها تماما إن شاء الله .. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الدكتورة زاهية مستجاب
ظاهرة الأقليات حسب اعتقادي موجودة في كل مكان ، وعلينا أن نحول السؤال إلى : لماذا تثار هذه الظاهرة بين الحين والآخر في بلادنا وتبقى غير واضحة المعالم في أي مكان آخر من العالم ؟؟.. الوقت الآن مثير ومخيف .. لأن العيون كلها موجهة لنا ، وإسرائيل أول من دعا وادعى بظاهرة الأقليات .. ألا ننتبه إلى أن المسلم أقلية في كل البلاد الأجنبية وانه يعامل على هذا الأساس ؟؟.. ألا يثير انتباهنا ادعاء إسرائيل أنها تقوم من أقليات مثلها لبنان والعراق وغيرهما ؟؟.. أجد أن البحث عن الحل يحتاج إلى الكثير .. وهو ليس شأنا عربيا فحسب ؟؟.. بل هو عندنا أقل مما هو عند غيرنا بكثير .. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هدى الخطيب أودّ أن أعبّر أولاً عن سعادتي و ارتياحي الشديد لدخول الأديب و المفكّر الكبير الأستاذ طلعت سقيرق في هذا الحوار كذلك الأمر في دخول الأستاذة الناقدة و المفكرة التي نقدر و نحترم الدكتورة زاهية مستجاب المداخلة الأولى في الحوار مع الفنان التشكيلي والشاعر والمحلل السياسي الأستاذ أحمد صالح سلّوم أستاذ أحمد نعم لا يُسأل الأقوياء عن هوياتهم لأنهم هم من يكتبون التاريخ، فلو عدنا إلى التاريخ القديم برمتّه سنجد أن جنس محدد هو من يعمل على احتلال العالم و استعباده و خلط و أو طمس هويات الشعوب، و هي تلك القبائل الشماية المجرية القديمة " القوطيين " التي غزت أوروبا و طمست كثير من الشعوب الأوروبية القديمة ، ممن طمست شعب ويلز و احتلت بلاده و أقامت مملكتها البريطانية العظيمة التي استعمرت العالم من على أرض شعب ويلز المسكين في حين عرف الايرلنديون كيف يقاومون ،و أغرب ما في الأمر أن نجد أن كل من يلعبون بالعالم و يستعمروه تعود أصولهم لتلك القبائل الشمالية الغازية بما فيهم يهود الأشكناز الذين احتلوا فلسطين و أقاموا دولة إسرائيل عليها أنا لا أعتقد أنّ المشكلة تكمن في الأقليات و الأكثرية فشعوب منطقتنا ليسوا غرباء عن بعضهم عى عكس كثير من الأمم الأخرى، المشكلة تنحصر في شيئين: " استثمار الاستعمار الذي له مطامع لهذه الفسيفساء التاريخية الجميلة و التي من المفروض أن تعطي مجتمعنا غنى و أبعاد تاريخية و ثقافية و بدلا من هذا تصبح متناحرة متصارعة لتصبح مهمة الاستعمار أسهل ليقضي على الجميع و يعيد صياغة التاريخ و طبعاً ظلم بعض الأنظمة و اضطهاد الأقليات، ناهيك عمّا فعلته تركيا تحديداً مع الأقليات مما سبب كراهية تجاه الطائفة السنية. تحليلك جدير بالاهتمام في مجال بناء جسور التفاهم لكن ما لم أفهمه هو دور الأستاذ عكاشة الذي ذكرت: ".ومن هنا يتم تحديد مأزق من ينطق بالمصرنة فعلى الطرفين يمكن رفع شعار المصرنة.. لكن السؤال ما مضمونه ؟ولو اعطيتني المقالة كلها للاستاذ عكاشة كان من الممكن ان اوضح.. " أرجو أن توضح ما يتعلق بالمصرنة و الأستاذ عكاشة و حبذا لو تورد المقال كاملاً إن أمكن تقبل عميق آيات تقديري و احترامي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الشاعرة الأستاذة فابيولا بدوي
الصديقة العزيزة هدى الخطيب، لك منا جميعا أصدق آيات التقدير من أجل شجاعتك التي قادتك لفتح مثل هذه الملفات التي نحاول بحث أولها الآن.. ولك مني اعتذار خاص جدا لانقطاعي عنك منذ فترة من ناحية، ولتأخري في المشاركات في هذا الملف من ناحية أخرى، وعذري هو إجرائي لجراحة في يدي منعتني من التواصل مع كل ما هو هام بالنسبة لي ... الحقيقة أنا لم أقرأ بعد الملف كله بالعناية التي يستحقها، وقد فوجئت فعلا بحجم المشاركات وتدفق الآراء، وهذا يجبرني على قراءة الملف بشكل واع ومتأن. لأن هذه ليست مداخلة، ولإني سأعود سريعا بعد قراءة الملف الذي يحتاج أيضا إلى آراء مجموعة كبيرة ممن ينتمون إلى هذه الأقليات، وسأحاول بقدر الإمكان الحصول عليها من هنا في باريس.. سوف أضع مقال لي حول الأقباط قد نشر من قبل في جريدة الحياة عله يمثل مشاركة ضئيلة في هذا الملف الرائع.. لك مني أيتها المبدعة الشجاعة أحلى أمنياتي ولي عودة |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذة فابيولا بدوي
أقباط مصر بين سندان الأقلية ومطرقة المواطنة منذ القدم تواجدت في الوطن العربي أقليات قومية ودينية، كالآشوريين والأكراد في العراق والأقباط في مصر والسودان والبربر في الجزائر والدروز والمارونين في لبنان وغيرها، وكان بعضها يمثل الأكثرية، ومع مرور الوقت ولأسباب منها ما يرتبط بالمصالح السياسية أو الاضطهاد الديني والقومي، حصلت تغييرات ديموجرافية وجيوسياسية جعلت من بعض الشعوب أقليات مهددة بالزوال. ثم عملت سياسات طمس الهوية القومية للشعوب الصغيرة، والطبيعة الديكتاتورية للأنظمة السياسية في أغلب الدول العربية على إثارة تلك القوميات لتصبح مشكلة حقيقية تجابهها تلك الدول, لما تحمل في طياتها من مخاطر تشكل حالة انكسار في العقل السياسي العربي ومُمَهِدة إلى تدويل بعضها، وتحويل هذه الدول بأوضاعها الجغرافية السياسية الحالية إلى كيانات متعددة تبحث عن ملاذ من أجل البقاء والاستمرار. وبشكل عام، يشكل مفهوم ووضع الأقليات واحدة من أهم الإشكاليات المتدخلة في نسيج الدولة الحديثة في جميع أنحاء العالم، لذا تتحول المسألة إلى قضية في حاجة إلى مواجهة حقيقية عندما تعجز الدولة، أية دولة، عن التعامل السليم معها، سواء عن طرق تجاهلها أو الدوران حولها، أو بخنقها بشعارات بعينها, مما يؤدي إلى تحول ولاء الشعوب من الدولة الهدف والقيمة إلى مصالح تلك الأقليات وثقافتها ورغباتها الخاصة, إضافة إلى المشاكل الاقتصادية والعامل الخارجي في تأجيج الصراعات لترتبط بحركة فكرية وثقافية لا تتطابق مع سياسة الدولة والمقومات التي تستند عليها. ينطبق هذا الوضع إلى حد كبير على أقباط بمصر. حقيقة الأمر يعتبر (الأقباط) المسيحيون في مصر إحدى أكبر الأقليات الاثنية والدينية في العالم العربي، بما لهم من امتدادات في السودان، فعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة للأقباط، إلا أن معظم التقديرات تتفق على أن عددهم يزيد عن عشرة ملايين نسمة. وهؤلاء جميعهم هم الامتداد الحقيقي المتواصل لسلالة الشعب المصري القديم، وممن تبقى من المصريين الذين اعتنقوا المسيحية. لذا نجد أن اسم الأقباط يعني بالعربية أولئك المسيحيين الأصليين في مصر، وهو مشتق من Egyptos الاسم اليوناني لمصر القديمة. وقد أكد العديد من المفكرين المصريين، وأيدهم في ذلك فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف الأسبق، وأحد كبار قادة المسلمين في مصر خلال فترة الخمسينات والستينات، على أن كلمة أقباط أو قبطي، تعني كل مصري يشعر بانتمائه الحقيقي لمصر، القبطي المسلم، والقبطي المسيحي، فالدين أو العقيدة لا يمكن ولا ينبغي أن تغير الانتماء الحضاري للإنسان، فكلمة قبطي تعني مصري، فجميع المصريين أقباط، جزء أعتنق المسيحية وجزء أعتنق الإسلام. وفي محاولة للقفز على التاريخ البعيد، والذي شكل الفتح الإسلامي لمصر مفرقا حادا به، حيث مازال الجدال دائرا حول ماهية هذا الفتح، وعلامات الاستفهام تتدافع يوميا بين أسطر الكتاب الأقباط، لتحليل الكيفية التي قبل بها هؤلاء المسيحيون تسليم بلادهم لقوى خارجية. وبشكل عام نحن لا نستطيع تبني نظرية التخليص من العذاب والجحيم البيزنطي، وإلا كان علينا القبول بالوجود الأمريكي الآن في العراق للأسباب ذاتها، مع فارق كبير في المقارنة بين الهمجية الأمريكية، وبين خصال السماحة والعدالة والشهامة اللاتي تميز بها معظم قادة الفتوحات الإسلامية. بل أن مجرد التسليم بهذا التحليل السائد سوف يضعنا مباشرة أمام الحالة النفسية التي ينشأ عليها الأقباط في مصر منذ الصغر، ويسلط الضوء على خلل ما دفين في الأعماق يطفو على السطح عند أول بادرة استعراض للقوة من قبل المسلمين المصرين، ليخمد تماما إذا ما تعرضت مصر لخطر خارجي، حيث يصبح الجميع في سفينة واحدة يهددها الغرق، والخيارات غالبا ما تكون محددة إما نجاة الجميع أو فناء الجميع. من هذا المنطلق، فضلت حصر حديثي على التطورات والتغييرات التي شهدتها مصر خلال القرن الماضي فقط. لنجد أنفسنا أمام أشكال لا حصر لها عبر بها ومن خلالها الأقباط المصريون عن حبهم الشديد لمصر وعن تمسكهم بهويتهم المصرية، فقد كان لهم دور بارز في الحركة الوطنية المصرية التي ناضلت من أجل استقلال مصر، حيث انخرط العديد من الأقباط بالنشاط السياسي في صفوف حزب الوفد، وقد أيد البابا كيريللوس الخامس رسمياً ثورة عرابي القومية، مما دفع الاحتلال لخلعه ونفيه. ومما لا جدال فيه أن دستور 1923 قد حقق الكثير من المساواة بين فئات الشعب المصري، وألغى التمييز بين المصريين على أساس الدين والمذهب. ويعتبر مكرم عبيد السكرتير العام لحزب الوفد واحداً من أهم الزعماء السياسيين الأقباط الذين شهدتهم الحياة السياسية في مصر. ومنذ عقود نحن أمام موقف ثابت لبابا الأقباط (شنودة) يرفض التعامل مع أقباط مصر على أساس أنهم أقلية، معتبرا الأقباط من صلب وأصل النسيج الوطني المصري، وقد عبر عن ذلك بقوله: «مصر ليست وطناً نسكن فيه، بل هي وطن يسكن فينا، تماماً مثلما سبق وأن عبر القس سرجيوس في رده على البريطانيين حين تكفلوا بحماية الأقليات المسيحية بقوله: «فليمت كل قبطي في هذا البلد، ولكن لتحيا مصر». في النصف الأول من القرن الماضي عاش المصريون محنة واحدة، وحدت فيما بينهم، وانصهرت قواهم في بوتقة النضال ضد المستعمر. غير أن الوضع القانوني للأقباط في مصر قد تراجع كثيرا بعد الاستقلال. حيث بدأت محاولات تقييد حريتهم وممارسة التمييز ضدهم من قبل الدولة والمجتمع، خاصة الدوائر الإسلامية، وظهر من يشكك في وطنيتهم. وقد شكلت حركة الضباط الأحرار التي كانت تضم العديد من ذوى التوجهات الإسلامية، بجانب تحالفات معروفة مع جماعة الإخوان المسلمين مرحلة انعطاف وتراجع كبير في استقرار الأقباط، فكانت بداية الانكفاء على الذات. واستمر هذا الوضع حتى بعد الشقاق الذي حدث بين الثورة وجماعة الإخوان. حيث امتدت يد التقييد إلى الفئتين, الأقباط والإخوان, على حد سواء، خاصة فيما يخص تقلد المناصب في الدولة، أو تكوين الجماعات والجمعيات. إن قاعدة المواطنة في الحالة المصرية ليست مطبقةً، وعدم تطبيقها تسبب في انعدام أو ضعف الديمقراطية، فقد كانت فكرة المواطنة واضحةً في أذهان المصريين حتى قيام ثورة يوليو1952، وبداية نشوء نظام لا علاقة له بالديمقراطية لأسباب متعددة، فكان من الطبيعيً أن ينعكس هذا على فكرة المواطنة. وهذا نجده بوضوح، بعد الوحدة بين مصر وسورية سنة 1958م حين كانت أي "إشارة إلى تاريخ مصر الفرعوني القديم، تعتبر إساءة لا تغتفر أو هي سقطة تستوجب الاعتذار عنها". لقد غيبت تماما فكرة المواطنة أو تعطَّلت بعض الوقت حتى الانفصال، لحدوث خلط بين (القومي) و(الوطني) في الخطاب المصري، فصار القومي مرادفًا للوطني في غالب الأشياء. كل ما سبق سرده، لا ينفي من قريب أو بعيد، أن الأقباط المصريين يتحملون قسطاً كبيراً من المسئولية عن وضعهم هذا بسبب عزوف الغالبية العظمى منهم عن العمل السياسي الذي يعود بالدرجة الأولى إلى عقدة الخوف وإلى طبيعة المجتمع القبطي المرتبط للغاية بالكنيسة المتسمة بالمبالغة الزائدة في الحرص على الوحدة الوطنية ورفض رجال الكنيسة القبطية النظر إلى الأقباط والتعامل معهم كأقلية اثنية ودينية متميزة في مصر، خشية أن يتهم الأقباط باللاوطنية وبمحاولة ضرب الوحدة الوطنية وإثارة القلائل. والحقيقة أن أقباط مصر مصابون بداء الكنيسة كما المسلمين تماما، الذين أصابهم داء الأزهر الشريف بالخنوع والتخلف. فالواقع أن المؤسستين تعملان بتفان تحت مظلة السلطة وإن كان هذا يحدث بدرجات متفاوتة، ولأهداف متباينة، غير أن النتيجة واحدة في الحالتين، ومعاناة الفئتين من ضعف المؤسسة الدينية الرسمية أمر متشابه إلى حد كبير في الآونة الأخيرة. وكي لا يقودني سرد التفصيلات إلى تكرار عبارات أو وقائع نعرفها جميعا، سوف أتعرض مباشرة إلى مطالب الأقباط في مصر، ومن خلالها، يمكننا الاقتراب بصورة أوضح من مشكلاتهم من ناحية. ومن استعراض أهم النقاط التي يمكننا مساندتها والوقوف معها من ناحية أخرى، يحركنا هنا، منطلق واحد، يتمثل في الحرص على حقوق المواطنة الكاملة لكل مواطن على الأراضي المصرية، الذي هو في النهاية السبيل الوحيد للحفاظ على الوحدة الوطنية، وضرب أية محاولات خارجية لممارسة الضغوط أو التلاعب بورقة التمييز ضد مواطنين هم مصريين أولا وأخيرا. بداية، أي إصلاح سياسي يبدأ بالدستور ووجوب تعديله, حيث أن دستور عام 1971 قد فصل تفصيلا دكتاتوريا شموليا خاصا ليعطي للحاكم مطلق السلطات، وحول مصر إلى دولة دينية. إن من أخطر الأمور أن يتم تقسيم المواطنين في البلد الواحد إلى مسلمين وغير مسلمين، وأن تتداول مسميات، مثل كفرة وذميين ومستأمنين، ومرتدين.. إلى آخره، وأن تتضارب آراء الفقهاء والمفسرين حول وضع كل منهم ومكانته في وطنه وبلاده. لذا فإن أول وأهم مطلب لدى أقباط مصر، في العقود الأخيرة، يتمحور حول ضرورة إلغاء تلك الفقرة بالمادة الثانية من الدستور المعدل التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع. ـ أما بقية مطالب أقباط مصر كما يعلنونها، والتي يمكن مناقشة مدى وجاهتها وإمكانية العمل على تنفيذها، فإنها تتلخص في المساواة، ولن يقبلوا بأقل منها. ولتحقيق ذلك من المهم والمجدي أن يتم ما يلي: 1 ـ إلغاء قرارات الخط الهمايوني العتيق والذي يعود إلى القرن التاسع عشر، فمن غير المعقول أن يحتاج بناء كنيسة أو حتى إصلاح دورة المياه الخاصة بكنيسة الحصول على موافقة رئيس الجمهورية في حين أن بناء الجوامع في مصر ليس عليه أی قيود أو معوقات. 2 ـ المساواة، بقدر الإمكان، فی بث البرامج الدينية الخاصة بهم من خلال وسائل الإعلام التی تسيطر عليها الدولة. إن ما يقرب من خمسة عشر مليونا من الأقباط يعيشون في مصر ويدفعون الضرائب التی تنفق منها الدولة على الإذاعة والتليفزيون وبالتالی فمن حقهم أن يخصص لهم وقت الكافي، للبث من خلال هذه الوسائل. 3 ـ استعادة أراضى الأوقاف المسيحية والتی كان العائد من أرباحها يستخدم لإعانة الفقراء من الأقباط. إن وزارة الأوقاف الإسلامية تضع يدها على هذه الأوقاف المسيحية بالرغم من صدور حكم قضائی بإعادة الأرض إلى أصحابها الشرعيين وهم الأقباط. 4 ـ رفع خانة الديانة من البطاقات الشخصية و استمارات طلب الوظائف حتى لا تستخدم الديانة كأساس للتمييز ضد الأقباط. 5 ـ مراجعة المناهج الدراسية والتأكد من خلوها من الإساءة إلى المسيحية والمسيحيين فالأحرى أن تحث الطلاب على قبول و احترام الآخر, وذلك بإدخال مواد إلزامية في المدارس الحكومية لتعليم حقوق الإنسان. 6 ـ كف وسائل الإعلام الحكومية عن توجيه حملات الكراهية ضد المسيحيين ونعتهم بالكفار مما يخلق جوا من التعصب يسهل أن تتزايد فيه أعمال العنف ضد المسيحيين. والسماح بإذاعة برامج قبطية في وسائل الأعلام. 7 ـ إنهاء التمييز ضدهم في التعيين في الوظائف و كذلك في الترقيات فمن النادر أن يعين القبطي في وظيفة حيوية كوزير أو مسئول حكومي. وفي الوقت الحالي من النادر جدا أن يوجد في مصر أي قبطي يعمل كمحافظ أو رئيس مدينة أو أو عميد لكلية أو يشغل موقعا حساسا في أجهزة الأمن. 8 ـ إنهاء التمييز ضد الطلبة المسيحيين في القبول بالمدارس التي تتحكم فيها الدولة. عدد قليل جدا من الأقباط يسمح لهم بالالتحاق بكلية الشرطة والكليات العسكرية. وعدد قليل جدا آخر منهم يسمح لهم بشغل وظائف المدرسين المساعدين في كليات الطب و الصيدلة والهندسة وكل كليات القمة. 9 ـ تفعيل وسيلة لخلق تمثيل مناسب لهم في البرلمان المصري. 10 ـ معاملتهم باحترام والحفاظ على كرامتهم داخل أقسام البوليس وكذلك فيما تتضمنه عظات مشايخ المسلمين في الجوامع حيث أنه ليس هناك ما يبرر تحقير إنسان لمجرد اختلاف دينه. 11 ـ تدريس تاريخهم و لغتهم و ثقافتهم فی المدارس والكليات المصرية حيث يدرس أبناؤهم وبناتهم. أليس من الغريب أن تضم جميع جامعات العالم المتحضر تقريباً أقساما في كلياتها لدراسة مواد علم القبطيات، ما عدا مصر! حتى أصبح هناك شبه تقليد روتيني لمؤتمر القبطيات العالمي والذي ينعقد مرة كل أربع سنوات في إحدى الدول المتقدمة، ويحضره مئات العلماء والدارسين والباحثين حول هذا الموضوع من جميع أنحاء العالم، بأن يوصي بمناشدة المسئولين في مصر، السماح بإنشاء قسم لدراسة مادة القبطيات في إحدى الجامعات أو المعاهد المصرية، مهد علم القبطيات، أسوة بجامعات ومعاهد العالم المختلفة. 12 ـ السماح لهم بالانضمام بدون أي قيود لكافة الجامعات التي ينفق عليها من الأموال العامة مثل كليات الشرطة والعسكرية. ففي الوقت الحاضر يسمح للأقباط فقط بنسبة 2% من الأماكن في كلية الشرطة والأكاديمية العسكرية وحتى هذه النسبة الضئيلة لا يتحقق انضمامها فعليا. وفي النهاية، أجدني لا أملك إلا أن أعيد ما توصل إليه أحد الباحثين المصريين الذي أكد على أن : إشكالية خطاب المواطنة المصري في صورته الحديثة؛ سببها الرئيسي، أنه ظل أسير خطاب الداخل بانغلاقه، والخارج باستلابه، ولم ينجح حتى الآن في طرح خطاب مصري ذي أفق إنساني يكون قادرًا على الإسهام في مسيرة حقوق المواطن العالمي، فبدا في معظم الأحيان منتظرًا لدعم الآخرين، أو متحفزًا لمواجهتهم.فهل نعي جميعا ذلك ونعمل من أجله.. آمل ذلك |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذة فابيولا بدوي
الآتي هي ورقة قد قدمها د. هشام داود إلى الاتحاد الأوروبي العربي للديمقراطية والحوار اثناء مناقشته لملف الأقليات من خلال أكثر من دائرة حوار.. ود. هشام هو باحث متخصص في واحد من أهم مراكز الأبحاث في باريس، وهو قادر على مناقشة ملف الأكراد بوضوح حيث هو باحث في الأقليات وهو عراقي كردي يتسم بالموضوعية الشديدة.. " الأقليات العرقية" ودول الشرق الأوسط" الحالة الكردية يجب علينا توخي الحذر الشديد عند التعرض لمشكلة العلاقات بين "مجموعات الأقليات العرقية" وأجهزة الدول. كما يجب إضافة، إنه على الرغم من الكم الهائل من الكتب الأدبية الصادرة مؤخرا، إلا أن مصطلحات مثل "عرقي، وهوية عرقية" مغيبة تماما أو شبه مغيبة من الفكر العربي السياسي المعاصر، خاصة لدى نخبة القوميين. نفس حالة الرفض لهذه المصطلحات موجودة أيضا لدى الأكراد، والأحزاب السياسية والنخبة المرتبكة (فقط، الرفض الكردي يُفسر بأسباب أخرى). لكن هذا كله ليس هو الغاية من حديثي اليوم. يبدو أن مفهوم "أقلية" ينتمي أكثر إلى مفردات الدولة، مثل عبارة (المجموعة العرقية المسيطرة التي تشعر أنه في تأكيد الهوية خطر على النظام العالمي). وفيما يتعلق بالقيم المؤسسة للدولة يمكنني هنا الاستشهاد، من بين حالات أخرى، بالحالة الكمالية (نسبة إلى كمال أتاتورك) وبالحالة البعثية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أدواتنا الفكرية اليوم تختلف عن أدوات القرن التاسع عشر، بحيث أنه في العديد من اللغات الشرقية لم يكن موجودا حتى وقت قريب مصطلحات لترجمة دقيقة لمفردات مثل "أقلية" أو "أغلبية". وهذا ينسحب أيضا على أوروبا في نظامها القديم حيث النصوص فيها لم تكن تتحدث أبدا عن الأقليات. هذا يوضح سلفا مسألة تسييس الهوية، ورفضا لعلاقة أغلبية مسيطرة / أقلية مقهورة. بعبارة أخرى، المصطلحات تختلف طبقا لترتيب مجموعات المصطلحات. وللأسف نجد العلوم الاجتماعية اليوم ليست أحادية اللغة بأكثر مما كان عليه الفاعلين والمراقبين السابقين. بدءا من هذه الملاحظة، يمكننا أن نرى التصنيف اللغوي الفاعل في الشرق الأوسط : ـ مصطلحات " أقلية / أكثرية" ترجمت إلى العربية عن طريق، أقوليات واختيارات aqualiat et akthariat ـ في اللغة الفارسية، نجد أنه لا يتم أي تغيير لهذه المصطلحات العربية عند القول أقليات وأكثريات. ـ في اللغة التركية، قبل الكمالية، فإن المفردات العربية كانت تفرض نفسها، وحتى اليوم فإنها تصنف بالتركية بأقلية وأكثريةAzlik ou Kùcukluk et cukluk ou buyuklik ـ وأخيرا، نجد أنه في اللغة الكردية، التي تستخدم السريانية، فتقول أقلية وأكثرية Kemayeti et Zorba مما سبق يمكننا أن نلاحظ، أن النقطة المشتركة بين كل هذه المصطلحات هي الاستدلال الكمي لتصنيف مجموعة باعتبارها أقلية وأكثرية. وسوف نعود إلى هذه النقطة لاحقا. كما تجدر الإشارة أيضا، إلى أن الاعتراف بحقوق الأقليات كان دائما وفي جميع البلدان يمثل مشاكل دستورية. السؤال الأول الذي يطرح نفسه الآن هو حول مسألة التصنيف: ما هي الأقلية العرقية، وكيف تُعرف، ومن يمثلها؟ القول بأن الأكراد يمثلون أقلية في سوريا وفي العراق وإيران وتركيا، يعود بنا إلى التأكيد على أنه لا يوجد إطار قانوني دولي ولا مؤسسات وطنية معترف بها دوليا تُعرف وتُثبت كردستان كفضاء وطني. إذن فالأقلية تُعرف الآن في غياب الإطار القانوني القطري، غير أنه من الممكن تعريفها من خلال وجود إطار يمكن تحديد هويته ثقافيا وجغرافيا. هذا الإطار الفضائي يمكننا تعريفه وفقا لمعيارين رئيسيين أولهما، تفضيل الإقليمية (ولتكن فضاءات غير محددة) والثاني المسافات. هذان المعياران لا يتنافسان، وليس من الشاذ في الشرق الأوسط تداخل معيارين للسماح لمجموعات محددة باستخدام نفس الإطار الفضائي وفقا لمعايير مختلفة. والقول بأن الأكراد في تركيا أو في إيران يمثلون أقلية، فإن هذا يعني تفضيل الشرعية لدولة قائمة على أساس علاقة قوى لم تنجح، من وجهة نظر المجموعة العرقية الكردية، في الوصول إلى أي حل قانوني. الدولة، أيا كانت، لا يمكنها سن قوانين لمشاهدها الطبيعية إلا بتزييف رموزها وأساطيرها. فنجد أن الدولة التركية قامت باصلاحات ابتداء من حفريات أثرية حيثية (نسبة إلى الحيثيين)، بينما استند العثمانيون إما إلى الأجداد الأولين، وإما إلى الإسلام مباشرة. وهنا يمكن تحليل الأمور في العراق بنفس الطريقة، لنجد أن الدولة في حالة بحث عن الجد الأكبر الموحد، وبالتالي استهداف الآليات كأي شيء يمكن أن يدخل في إطار هذا "القالب البلاستيكي" ، وهذا "القالب البلاستيكي" الذي نجده في الحالة التركية أيضا، يمكن أن ينطوي على قيم تسمح ببعض الأشكال من الممارسات التعددية الاجتماعية السياسية، كما يولد حالة من حالات القلق من الاختلاف.ولن تستشهد هنا إلا بمثال للعلاقة، تال للحرب العالمية الثانية ولا يزال يُستشهد به حتى يومنا هذا، بمعنى أن البحث الذي يعتبر كعلاقة والذي قام به ألبرت حوراني (في كتابه الأقليات في العالم العربي) الصادر عن مطبوعات جامعة اكسفورد 1947. بوضوح، فإنه من عنوان الكتاب وتاريخ صدوره، يوضح قلقا سياسيا بعد الحرب العالمية الثانية، وبحث معظم الدول الموضوعة تحت الوصاية الاستعمارية (بما في ذلك الدول العربية) عن الاستقلال. بالنسبة لألبرت حوراني، لو أن هناك أقليات، فإنه ينبغي الاعتراف بحقوقهم التي تحمي وجودهم. والحال أنه، بالنسبة للكاتب، مرادف كلمة أقلية هو "التجمع" ، ويقترح شكلا من الوجود المندمج في مجتمع الأغلبية. هكذا يدمج حوراني بشكل سريع جدا الكلمات "أقليات" و"المجتمع" ثم يطور تحليله إلى "مجتمع مسيحي" يناظر كل كنيسة مستقلة. لو أن التصنيف يشكل مجرد عملية جرد، وبنفس الطريقة اختبار لإعادة الترتيب وإعادة التعريف، فإن عملية الجرد تعتبر أولا إنشاء مصطلحات : كل وحدة تصنيف باسم خاص. والتمييز باللغة هو ما قاد الكاتب إلى تحديد مجتمع غالبيته، يتحدث بالعربي، وأقليات لغوية لا تتحدث بالعربي في مجمل مجتمع العالم العربي. أما التمييز عن طريق الديانة، فقد قاد الكاتب إلى تحديد مجتمع غالبيته مسلم سني، وأقلية مسلمة وغير مسلمة. في هذا الإطار قدم الكاتب تصنيفا جديدا: حيث أحصى في كل بلد الأقليات ورتبها حسب الكم العددي. وبهذا يمكن للمؤشر الإحصائي أن يحث على القرار السياسي. لكن مثل هذا الإجراء (حسب الكم العددي) يمكن أن يقود إلى إجلاء المجموعات الصغيرة ومجموعات الشتات (الأرمن، اليهود، .. الخ) إنهم يذوبون في هذا الإطار، وبهذا يكون التصنيف والترتيب يمكن أن يكون أحيانا إسقاطا للترتيب. وهنا أيضا تظهر مشكلة أخرى: هي إنه بتسجيل كل أقلية في إطار دولة، فإننا ننفي إمكانية ظهور حركة وطنية، ومطالبة إقليمية من شأنها خلق خصومات على الحدود السياسية للدول الموجودة في المنطقة. ويذهب حوراني إلى استبعاد الحالة الكردية بتصنيفها تحت أنواع النقص والتجزئة. وهنا استشهد حرفيا بكلام الكاتب: اللغة "الكردية ليست لغة موحدة بل مجموعة من اللهجات المختلفة بشكل كبير، كل منها عن الأخرى، وتنتمي إلى الفارسية. هذه اللهجات يتحدث بها عدد من العشائر الإسلامية غير الموحدة بشكل يسمح بتسميتها أمة، حيث المركز الأساسي كان منذ وقت طويل الأكثر انزواء في المناطق الجبلية للأناضول الشرقية، التي عادة يطلق عليها كردستان. هي اليوم مقسمة بين تركيا وفارس والعراق وسوريا والاتحاد السوفيتي. ولديهم القليل من الأدب المكتوب أو التاريخ الوطني، ولم يكن لهم قط دولة قومية، غير أن سلالات حاكمة محلية قوية قد ظهرت في أوقات وأماكن مختلفة من كردستان". أما الحل الذي يطرحه ألبرت حوراني لمشكلة الأقليات فيناظر بشكل كبير مبدأه للتصنيف: التوحيد في إطار دول وأمم ـ لا يمكن أن يتم إلا على أساس القواسم المشتركة، مثل اللغة العربية، والديانة الإسلامية. غير أن هذه الوحدة تتطلب ذوبان الاختلافات اللغوية والثقافية وانخراط الهويات العرقية والدينية في إطار المجتمعات الدينية. كما تعني المساواة في حقوق المواطنين كثمن ينبغي دفعه : قبول ذوبان الاختلافات. وبمثابة الخلاصة، يمكنني القول أن ثمة خلاصة أولية تقودني إلى أنه من المحتمل جدا وجود علاقة ارتباط بين حدة مشكلة الأقليات وأزمة الدولة. حيث يمكن للدولة سن القوانين فيما يتعلق بالهوية، والتعريف والتنظيم فيما يتعلق بالممارسات الدينية، ورفض الانتماءات. أو على العكس يمكنها السعي لتجميعها من خلال تنظيم المعايير والحقوق النوعية التي تنجم عنها، لكنها تقف عاجزة تماما في كل ما يتعلق بالهوية. هنا تكمن مشكلة تمس بشكل كبير بمفهوم الشكل الداخلي الذي يعيد تشكيل المجتمعات المدنية في سائر أنحاء العالم كما تشير إليه الأحداث الجارية، مما يقودنا إلى الأخذ في الاعتبار أن المصطلحين أقلية وعرقية لا يمكن مزجهما. وقد يدفع هذا الشكل الداخلي إما إلى تشكيلات مندفعة نحو المركز، وإلى تزايد مطالبات الهوية، أو، أن نأخذ في الاعتبار بوجود روابط تعاضدية بين مجموعات متباعدة بشكل كبير من حيث المسافة مثل الأمم المستعمرة أو الأمم الأهلية. أما الخلاصة الثانية، فبينما تتزايد الدراسات التي تعيد تأصيل الخصوصيات الثقافية كعوامل أساسية لتشكيل المجتمعات المدنية والنزعات القومية، هذه المعارضة تقود إلى أنه ينبغي إعادة طرح سؤال مواجهة الدولة، لأنه ليس هناك نظام معارضة كما يعمل من خلال مصطلحين. والخوض في مثل هذه الإجراءات التي قدمناها بشكل موجز يتضمن أنه على المعارضة نفسها إدخال مصطلح ثالث، يمثل المشابه الذي ليس هو نفسه وليس الاختلاف. يمكن من خلال طرح مشكلة المكان حيث يمكن تدوين الغيرية الراديكالية التي هي أساس جميع أشكال العنصرية، حيث إحدى أشكالها ليست أقل انحرافا من الأخرى، هي رفض الاختلاف. فالشكل المشابه تقلص إلى مشكلة أكثر استدلالا: لون البشرة، أساس عالم السود الذي يسمح لأشخاص من أصول وأحيان من لغات مختلفة تماما، أن يجتمعوا متجاوزين الاختلافات التي تسم بشكل كبير ـ لا يمكن تجنبه ـ الانتماءات اللغوية. الخلاصة الثالثة هي أن الهياكل الفيدرالية أُهملت أو لم تعد سوى مظاهر، حيث الضمانات التي يبحث عنها في النظام الانتخابي، والتوازن الحقيقي للمسؤوليات، وتنوع الأوضاع الشخصية أو الموارد الثقافية لم يعودوا قادرين على المقاومة خلال فترات التوتر كما ثبت في الحالة اللبنانية والعراقية والصومالية والسودانية والجزائرية، ... الخ. ليس هناك تغير قانوني ممكن إلا إذا كان السياق السياسي والاجتماعي يسمح بذلك. كيف يمكن النهوض بحركة اندماج موسعة في مجتمعات مركبة حيث تنمو حالة فعلية من ضرورة التعايش لتجاوز الحلول المبسطة للنموذج الأوحد أو الانكماش الدفاعي؟ نموذج العالم العربي يثبت تنوع الاستراتيجيات الممكنة وكذلك حدودها. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هدى الخطيب
الصديقة العزيزة الشاعرة و المفكرة السيدة فابيولا بدوي حمدا لله على سلامتك أنت والله أجدر بالتقدير هنا لأنك من حاول مدّ الجسور حقاً بيننا كعرب و بين الأقليات من خلال إنشاء " الاتحاد الأروبي العربي للديمقراطية و الحوار " و أنا لم أكن لأفتح هذا الملف لولا الحوار الذي دار بينك و بيني حول الأقليات، ولثقتي بثقافتك العالية و عمق تقديرك و اطلاعك على مشاكل الأقليات بحيادية مما يساهم بإقامة حوار بنّاء و هادف. لو تنبهنا منذ زمن طويل لهذا الأمر ومنذ أن عمل الاستعمار على استغلال اليهود العرب وإثارة الطمع بنفوسهم و إزكاء نار العنصرية بإقامة وطن قومي لليهود خاص بهم و بالتالي تجنيدهم لمصالحه في سرقة فلسطين لما كان هذا حالنا و لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه على طريق الامتهان الحقيقي في درب اللاعودة لم يعرف اليهود في كل تاريخهم و في كل أنحاء العالم وطنا حفظ لهم كرامتهم كما كان حالهم في هذا الوطن العربي حين كان في أوج قوته و منعته و قبل أن يحتل من مسلمين غير عرب كانوا من مارس العنصرية الدينية لا نحن و رسّخوا التفرقة لو تنبهنا منذ البداية لاستطعنا ربما عكس الهدف و جعلنا اليهود العرب معنا لا ضدنا في فتح المجال للحوار حتى في الاختلاف و مقارعة الحجة بالحجة وتعلّم الإصغاء للآخر الذي يحمل ثقافة محتلفة فضيلة على درب بناء الجسور و ترسيخ مبدأ أن هذا الوطن الكبير من المحيط إلى الخليج وطن قومي لنا جميعاً عشنا و انصهرنا جميعاًً على مدى آلاف السنين و لم يكن أحد يفكر باقتلاع الآخر لولا تدخل المستعمر قديمه و حديثه و بث الفرقة، فمن يفتت المجتمع إلى أقليات متناحرة و يجند الأقلية للقضاء على الأكثرية لو وصل إلى غايته سيقضي على الأقليات بسهولة واحدة تلو الأخرى لأن صمّام الأمان بالاتحاد لا بالتفرقة و بالاعتزاز بهذه الفسيفساء البديعة في وطننا الكبير سعيدة جداً أن ندير هذا الحوار معاً و لك عميق تقديري أيتها المفكرة الرائعة التي تجيد الحيادية بقلب شاعرة مفعم بشفافية الحس الإنساني تجاه الجميع |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذة فابيولا بدوي
المبدعة الرائعة هدى الخطيب... شاكرة إطرائك وكل ما ذكرته عني، وإن كنت أقل بكثير من كوني مفكرة. هي محاولات ضئيلة ومتواضعة جدا للقيام بدور بسيط تحت سماء هذا الوطن الغالي. قبل أن يخطو الاتحاد خطوته الأولى على أرض الواقع، كانت هناك مرحلة طويلة من التفكير، والخاطر الأول بطبيعة الحال كان الحوار العربي الأوروبي، وتعددت التفصيلات حول هذا الحوار. غير أن المواجهة الكبيرة كانت في طرح سؤال محدد.. هل نحن بالفعل قادرين على مثل هذا الحوار؟ كيف ونحن لا نجيد فن الحوار فيما بيننا، فكيف سنقوم بمحاورة الآخر.. السؤال الثاني كان: أيهما أجدر بالحوار: الحوار مع النفس والآخر الذي هو أنا بشكل أو بآخر في نهاية المطاف، أم الانسياق مع صيحة حوار الثقافات والحضارات والأديان وما إلى ذلك؟ الإجابة جاءت واضحة وبديهية، وهكذا بدأنا الحوار فيما بيننا. غير أن الخطوة التي قمت بها هي الأشمل والأعم، وسوف يثمر هذا الحوار عن نتائج قد تشكل خطوة صحيحة على طريق اللقاء بين ألوان الطيف في وطننا، إذا لم يقتصر على وجه النظر الواحدة العربية الإسلامية العروبية. لقد عرضت أنت وجهة النظر هذه في مقدمتك ومداخلاتك الأولى بشكل تحسدين عليه.. وأنا أعرف تماما قدر انحيازك إلى انتمائك العربي والعروبي.. وليتنا نتمكن من عرض مشابه لما قمت به وتم تتويجه بوجهات نظر المداخلين. وأتمنى صادقة أن يفسح الجميع صدورهم، وأن نتخلى جميعا عن لهجة التفوق ومحاولات ترسيخ فكرة أن هذه الأوطان هي ملك لنا أولا وأخير، ولكننا نملك رحابة صدر وخلق كريم تجعلنا نرحب بوجود الآخرين معنا. فهذا غير صحيح على الإطلاق. فأقباط مصر على سبيل المثال، هم مواطنون مصريون من الدرجة الأولى وليسوا جالية قبطية علينا أن نرحب بوجودها، وأن نثبت ونكرر عليهم كل يوم أن ديننا يحثنا على ذلك، وكذلك أخلاقنا العربية وشهامتنا. من أجل وطن واحد نتمنى أن نصلي فيه صلاة واحدة تكون قبلتنا فيها انتمائنا إلى ترابه وسمائه، ليتنا نستمع إلى بقية المواطنين في هذا الوطن. وأن نتمكن من عرض تاريخهم وأوجاعهم وآلامهم التي عانوا منها كثيرا على أيدي حكام تفننوا على مر العقود في قهرهم ومحاولات نفيهم لأسباب وغايات مختلفة. حتى باتوا اليوم كما ذكرت وذكر البعض ثغرات ينفذ منها المستعمر ويستفيد من وجودها. ليتنا نتمكن من فهم بعض الحقائق التاريخية والممارسات اليومية التي قد تكشف كيف ينقلب أبناء الوطن الواحد بعضهم على البعض الآخر بدلا من لهجات التخوين التي تستخدمها بشكل يومي ضدهم. وقبل أن أسترسل في مداخلاتي، هل لي أن أتساءل كم مثقف عربي يخاف على هذا الوطن نهض وتصدى بفكره وقلمه للسباب الذي يتعرض له الأقباط فوق منبر المساجد في كل خطبة جمعة؟ منذ عامين تقريبا تم إطلاق أسماء شهداء في حرب أكتوبر على ما يقرب من 13 شارع، لم يكن بينهم قبطي واحد، فهل يعقل أن شهداء وأبطال أكتوبر كلهم من المسلمين؟ أين نحن من هذا؟ لو تحرك المثقفون، بقدر إمكانهم، أمام مثل هذه الممارسات اليومية وغيرها، ما اعتبر أقباط المهجر رفع الظلم عن أقباط مصر قضيتهم، بصرف النظر عن مدة استفادتهم الشخصية أو استخدامهم من قبل جهات بعينها. ليتنا نجتهد جميعا ونرهق أنفسنا كي نتمكن من عرض كل ما يقع بين أيدينا من تاريخ وواقع للأقباط والأكراد والأمازيج على اعتبارهم أكثر الأقليات الموجودة في الوطن العربي عددا وتواجدا وظهروا على الساحة السياسية. وحينها يمكننا أن نعرف كيف نتلاحم وننصهر في بوتقة هذا الوطن الذي منا يضمنا جميعا شئنا أم أبينا. وحتى نبدأ في البحث وعرض ما يمكن أن نتوصل إليه حول هذه الأقليات.. أضيف إليك أيتها الشجاعة المبدعة، وأنا مصرة على هذا التعبير، ورقة قدمت إلى الاتحاد حول الهويات الجزئية قام بإعدادها باحث وشاعر ومناضل موريتاني يقيم في باريس.. بدي ولد إبنو |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذة فابيولا بدوي
الهويات الجزئية : في دلالة الامتياز الأقلوي كمحتوى للدولة الفوقية تروى عن الرئيس السنغالي السابق سدار سنغور عبارة : " الدولة عندنا هي التي تخلق الأمة". وتتم استعادة هذه الصياغة السنغورية غالبا للكشف عن خصوصية التحدي الذي واجه ويواجه الدولة المابعد استعمارية وهي تتنزل على ما ظلت النخب الموروثة عن الحقبة الاستعمارية تنظر إليه صوابا أو خطأ ككيانات طائفية وإثنية ولغوية ما قبل قومية. أولى المفارقات تكمن هنا في أن النموذج الفرنسي الأوربي الذي يشكل الخلفية الضمنية لهذه المفردات يفاجئنا حين نتذكر أن الدول الفرنسية كما في أغلب بلدان أوربا الغربية هي التي خلقت ـ أو يُعتقد أنها خلقت ـ الأمة لا العكس، وبالتالي فإن مثل هذه العبارة من حيث تريد أن تنبئ عن واقع جديد لا تزيد مبدئيا عن كشف الأرضية الذاتية التي تقف عليها كل النخب التي أشرفت على الانتقال من الاستعمار المباشر إلى الدولة المابعد استعمارية. وحدها العودة إلى المتن السياقي تبين لنا الفرق الأولي بين الدولة ـ النموذج والدولة الوريثة ومن ثم الهوة المخيفة بين المفردات السائدة والواقع الماثل. لنتذكر هنا أن أول الفروق اللامنطوقة يكمن بداهة في مستوين متداخلين، أولهما أن الدولة المابعد استعمارية بحدودها الجغرافية والمؤسسية وفي بناها الفوقية ليست محصلة صراع ـ تطور داخلي والثاني ما يعنيه انفصال النخب الموروثة عن الدينامية الداخلية لواقع مجتمعاتها وعجز اللغة الصنمية لتلك النخب عن البوح بتعقيده بل قدرة هذه الأخيرة على حجبه وتقنيعه. نفهم إذ ذاك معنى الدور الذي افتُرض أن مؤسسات الكيانات السياسية المابعد استعمارية ستلعبه لخلق جسم اجتماعي قادر على التماهي معها لانتشالها من فوقية الدولة الكومبرادورية المسوغة حصرا بمعاهدات القوى الكبرى وبالمشروعية القانونية التي تؤسسها توازنات ونصوص تلك المعاهدات. مثل هذا الدور يكشف عن وعي ما ـ مبهم أو غامض ـ بتلك الفجوة المؤسسة التي تفصل الدولة المابعد استعمارية عن قاعدتها البشرية. وهو ما سيعني في جزءء غير يسير من أدبيات المرحلة أن وحدة الأولى تقتضي حتما توحيد الثانية. لنتساءل أولا عن الفرق الأكثر مركزية بين الدولة المابعد استعمارية وبين الدولة الأوربية كما وظِّفتْ مرجعيا. الواقع أن جدلية الدولة ـ الأمة، التي كانت في صميم تكون الفضاءات السياسية الأوربية الحديثة وبغض النظر عن حيثيات ظهور الدولة الأوربية كفاعل أصل صاغ الأمة أو العكس، تكشف أن الدولة القومية تكونت أوربيا عبر ثوراتها الصناعية - العملية والسياسية - العلمية وصراعاتها وحروبها الأهلية والقومية دون أن تكون أوربا ضحية لتحد خارجي ـ أجنبي على القارة أو على جزئها الغربي بالأخص ـ يفرض هيمنة سياسية وعسكرية واقتصادية فاعلة، بينما تكونت دول العالم الثالث ـ كما كان يقال خلال الحرب الباردة ـ في ظل هيمنة شاملة هي أولى إلإفرازات التاريخية للحداثة الأوربية بكل جوانبها النظرية والعملية. بمعنى آخر وُلدت الدولة - الأمة في زمنها الأوجي ووفق جغرافيتها السياسية الخاصة وبمقتضى مفرداتها ومرجعيتها الذاتية بينما وُلدت الدول العربية والمابعد استعمارية، بصيغة أعم، في انفصال وانفصام عن زمن قاعدتها الاجتماعية المفترضة، وُلدت كصورة بلا مادة تنتمي إلى زمن فوقي يمثل انفصاما وانكسارا يهدم وحدة زمن القاعدة الاجتماعية ومن ثم وُلدت في انفصال وصراع مع مجتماعاتها. فجاءت في أبرز ملامحها دولة الخارج أكثر مما هي دولة الداخل ومن ثم فهي في أطرها ونماذجها وحدودها دولة الخارج لا دولة الداخل. غني عن أي تلميح أن الحركات القومية العربية أو الأنظمة التي سادت باسمها لم تدان تكوين أي نواة ملموسة للدولة ـ الأمة الجامعة بأي صورة من تلك الصور التي أسهبت في عرضها الدعوات القومية ألأولى. السؤال التلقائي هو لماذا لم تستطع الدولة القطرية العربية الحديثة في ظل فشل قيام الدولة الجامعة أن تحقق طموحها بما هي ـ بمعنى أو بآخر ـ كيان اعتباري قائم لتصبح دولة ـ أمة ؟ الواقع أن الدولة القطرية لم تفشل فقط في ردم الهوة بين مفرداتها وأنماطها الصورية من جهة وبين الواقع الذي تتنزل عليه من جهة ثانية كما لم تعان فقط من أن مجموع مكوناتها المؤسسية وُلدت قسريا وبشكل عشوائي يستجيب لمطالب الخارج لا لحقائق الداخل بل إنها استكناها لكل ذلك ظلّت عاجزة عن تجاوز إحداثياتها الأولية أي ظلّت رهينة صوريتها كمجرد آلية فوقية تحكم شعبا وتسيطر على أرض. إنها ظلت إذن دولةٌ ـ نظاما تعيش فوق الجسم الاجتماعي وعلى حسابه، تنمو خارجه وفي مواجهة دامية معه. لم يكن إذْ ذاك لأي نظام عربي مهما تغنى بالشعب وإرادته أن يطمح ولو نظريا أن يكون الوسيط الموكّل بالمعنى الروسوي بين الشعب ونفسه أي بين الشعب كمجتمع مدني والشعب كدولة أو كمصدر سيادة. ومن ثم ستأوي كل الأنظمة لتعويض هذا العجز إلى نهجي البلاغة الشعبوية وموازين الامتيازات. وطبيعي أن البلاغة الشعبوية ستظهر أكثر لدى الأنظمة التي تسمّت بالجمهورية أو ما ماثلها. بينما كانت الأنظمة الملَكية وما في معناها أقل تمويها للجوئها إلى موازين الامتيازات. غير أن الأنظمة الأولى لم تكن عمليا أٌقل اعتمادا لموازين الامتيازات رغم آليتها الدعائية التبنيجية. كل الأنظمة العربية "سادت" و"ساست" "المجتمع" لا كشعب يشكله مجموع المواطنين بل منظور إليه كفسيفساء تجاورية من المجموعات القبلية أوالإثنية أوالمذهبية أو من سائرها جملة. ومن ثم ستصبح التحالفات والتوازنات العشائرية والطائفية الداخلية والخارجية في صلب العلاقة التي تربط الدولة بالجسم الاجتماعي المتفكك أو المفكك إلى هويات جزئية أو المشكل منها مُلاصَقَةً. وطبيعي أن الفئات الأكثر مغايرة من حيث خصوصياتها الثقافية أو الدينية أو المذهبية ستكون الأكثر شعورا أو وعيا بهشاشة ووهن التوازنات المبنية على مثل هذه الامتيازات. وطبيعي كذلك أن تبقى الانتماءات والولاءات الصغيرة هي القاعدة في التعامل داخل الفضاء العام وأن تزداد مركزيتها كلما ازدادت بوليسية وكليانية السلطة الأوتوقراطية. ففي غياب وجود حقوق مواطنية تتجه إلى الفرد كمواطن أي كعنصر تكويني للدولة وأمام بطش السلطة يحتل شحن الهويات الجزئية وتعبئتها كبؤر امتيازات موقع الوسيط الأكثر جاذبية ونفعية في التعامل مع الدولة ـ النظام. بل يصبح بعث الانتماءات العتيقة وإعادة توظيف رموزيتها الأداةَ بل رأسَ المال الأكثرَ مردودية. من هنا يمكننا أن نخلص إلى أن الميزة الأساس بين ما يمكن أن نسميه بالكليانة العربية وبين النموذج الكلياني الذي راج الحديث عنه منذ ثلاثية الفيلسوفة حنا ارندت هو أن الدولة ـ النظام ككيان كومبرادوري معلق فوق "الأمة"، هي دولة غير قادرة على دمج الجسم الاجتماعي أو الإندماج فيه ولكنها على العكس تشرّحه وتدخل في تحالفات استفرادية مع أجزائه المفككة. هل يعني ضمنيا الجدل الجاري عن الأقليات وعن حقوقها في البلدان العربية وجود من يتوهم أن الأكثرية أو الأكثريات ـ إن سلمنا بوجودها ـ تتمتع بحقوق ما؟ لنعترف ابتداءً أن سؤالنا هذا ليس بريئا بل يستهدف بداهة إعادة لفت الأنظار إلى أنه مهما كان المعيار أو المعايير التي يمكن أن نستدعي لتصنيف الأقليات والأكثريات في الدول العربية ومهما كانت المشروعية النظرية والمعقولية السياسية للحديث عن الأقلية مفردةً أو جمعا فمن العسير الحديث عن حقوق أقليات ما في مقابل حقوق أكثريات ما ما دامت الدول العربية المعاصرة ممارسةَ وفعلا هي بالأساس دول امتيازات لا دول حقوق. وهي من ثم دول تسود كليا رعاياها وليست دول تعبر ولو جزئيا عن سيادة مواطنيها. ففي موازاة ميزان الإرادات الاجتماعية المتنافسة "دالت" وتردّت الدول العربية الحالية وجثمت على صدور مجتمعاتها كمحض إفصاح حسابي عن ميزان القوى الردعي السلطوي دون أن تعبر ولو مجازا عن أي مستوى من مستويات شرعية الإرادة الجماعية. لم تتطابق معا الشخصية الفردية للحاكم والشخصية الاعتبارية للحكم فحسب وإنما تطابقتا أيضا مع الشخصية الاعتبارية للدولة وهو ما ألغى جذريا كل المعاني الممكنة للسيادة كمصدر لشرعية الدولة. ولذلك لم يعد للحديث عن السيادة في الخطاب الرسمي لأي دولة عربية إلا دور بلاغي محض. عمليا لا تعني السيادة كما تستنفر دعائيا سوى احتكار الحاكم لكل الامتيازات ولإمكانية منحها لهؤلاء وسحبها من ألئك، أي أن الحديث الرائج عربيا عن السيادة هو فعليا حديث عن عكس دلالتها الحصْرية. الدولة العربية المعاصرة لا تعترف بالمواطن لا كموضوع لحقوق وواجبات ولا كفاعل يمثل مصدرا أول َ للشرعية المفترضة للحكم وإنما تراه كرعية وتابع للسلطة أي كموضوع لممارسة هذه الأخيرة يخضع لها ويترجى إرادتها بمقتضى ما تتمتع به من وسائل محتكرة أي بمقتضى احتكار الحكم الأحادي للريع والبطش أي امتلاكه لآلية الترغيب والترهيب كامتياز مطلق. إنها إذن دولة القوة ـ الامتياز وليست دولة الحق ـ المواطنة. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذة فابيولا بدوي قامت الصديقة العزيزة هدى الخطيب بفتح ملف شائك يطرح العديد من الأسئلة أكثر مما يجد إجابات. وكل ما نقوم به ما هو إلا محاولة منا جميعا لأن نكون طرفا في معادلة ينبغي وأن يتزن طرفاها كي نتمكن من الحياة في أوطاننا بالكيفية التي نحلم بها جميعا.. ـ بدأت هدى حديثها بأن المستعمر ينفذ من خلال ثغرة هي موجودة بالفعل ومن يخلقها هذا المستعمر، فلماذا هذه الثغرة موجودة؟ ـ دون أن نشعر أخذنا نتبارى لنثبت أن هذه الأوطان هي ملك للعرب، في المقام الأول، وأن العرب بطبيعتهم قادرون على امتصاص كافة الهويات الأخرى والتعامل معها واحترامها، وهذا في الواقع غير حقيقي على الإطلاق. فلو كانت هذه الأخلاق تمارس على أرض الواقع، ما كانت هناك أية مشكلة على الإطلاق.. فمن أين جاءت كل هذه المشكلات التي يعزف كل من يريد هدم هذا الوطن على أوتارها. ـ نحن لا نعمل على سد هذه الثغرات حقيقة قررتها هدى الخطيب بشجاعة، ولكن لماذا وكيف يمكن أن نعمل على سدها، هذا هو ما يطرحه هذا الملف. ـ قد تحدثت بشكل فيه بعض الاستفاضة عن مشاكل ووضع الأقباط لأكثر من سبب: أولا، من حيث التعداد داخل البلد الواحد يجعل هناك تساؤل يطرح نفسه هل هم فعلا أقليات وينطبق عليهم ما يمكن أن ينطبق على بقية أقليات هذا الوطن، أم هم مواطنون مصريون من الدرجة الأولى، يقع عليهم الكثير من التمييز، مما يفتت وبقسوة كافة ملامح الوحدة الوطنية في هذا القطر العربي. ثانيا، بوصفي مصرية وعربية ومسلمة، أتصور أن عرض مشكلة بعض المواطنين المصريين هو واجب مادمت أريد الخير لبلادي خصوصا وأني أحاول جاهدة أن أرى الصورة من بعيد وأتابعها بقدر معقول من الحيادية. ثالثا، الأقباط مثال يمكن تطبيقه، على الرغم من خصوصيته، على بقية الأقليات، حيث أن عدم العدالة لابد وأن تدفع إلى الشعور بنفي المواطنة وحقوقها، وهذا بدوره يدفع مع الوقت إلى عدم الانتماء، الذي عواقبه تبدأ من السلبية الشديدة انتهاء بالتمرد مرورا بالارتماء في أحضان العدو في تصور أنه المنقذ الحالي. رابعا، أنا لا أتحدث هنا بوصفي مصرية عربية مسلمة تضرب بجذورها في أعماق هذا الوطن، ومن عمق هذا الرسوخ يمكنني استيعاب الآخر. بل أتحدث بوصفي مواطنة تسعى لخير هذا الوطن الذي لن يستقر إلا إذا اتحدت ألوان طيفه كي تمنحنا لونا شديد البياض، بصرف النظر عن كوني أمثل أي لون من ألوان هذا الطيف. ولكي ننتقل إلى وضعية أخرى خاصة ببقية الأقليات، سوف أضع هذا المقال الذي نشر بالأمس على أحد المواقع بقلم كاتب مصري من الأقباط لنقترب من وجهة نظر الآخر... لقد أصبح واردا أن نسأل اليوم: هل أصبحت مصر دولة دينية؟ وهذا السؤال ليس من نوع الجدل الذي جري في فترة التعديلات الدستورية الأخيرة حول المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الإسلام دين الدولة والمصدر الأساسي للتشريع. فليس اهتمامي هنا هو ماذا ينص الدستور إذ أن المجتمع المصري لم يصل بعد إلى مرحلة تكون السيادة فيها للدستور وللقوانين المنبثقة منه وإنما هو ما يزال في مرحلة السيادة فيها للأشخاص الماسكين بمقاليد الأمور. فالحياة العامة في كافة جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية حياة مشخصنة وليست منظمة أي تتبع الشخص وليس النظام (السيستم) أو القانون. فالعلاقات الشخصية هي أساس الحياة في مجتمع أبوي (بطريركي) يضبط فيه القوي حركة من هو اضعف منه بمجرد كلمة تخرج من فمه. وليس المكتوب والمنصوص عليه من مواد الدستور أو القوانين سوي ديكورات استوردت من دول غربية كفرنسا وبريطانيا دون استيعاب روحها أو تمثلها في الوجدان الشعبي أو الشخصي. ما اقصده بالسؤال: هل أصبحت مصر دولة دينية؟ يتعلق بأسلوب الحياة للإنسان المصري في الشارع المصري اليوم. وبالتالي أسلوب الحياة العامة التي يشكلها مجموع الأساليب الشخصية للأغلبية الغالبة من المصريين. وما اعنيه هو هل أصبح دين الفرد هو أول وأهم الملامح المحددة لشخصية هذا الفرد وفكره وتوجهاته وآماله وأقواله وأفعاله؟ وهل أصبحت الأغلبية الغالبة للمصريين لها هذا الملمح الديني المهيمن المحدد؟ وفي هذه الحالة يمكن القول أن المجتمع المصري قد أصبح مجتمعا دينيا وان مصر قد أصبحت دولة دينية. وليس بالضرورة هنا أن يكون الحكم أو الحكومة أو القيادة السياسية قيادة دينية وإنما يكفي أن يصبح المجتمع مجتمعا دينيا لكي تصبح الدولة دينية فلا دولة بلا مجتمع ولا وطن بلا شعب. وللتحديد أكثر: نعم لقد كان للدين دائما وجوده منذ أن ابتكره قدماء المصريين وعززه اخناتون أول من نادي بفكرة التوحيد الإلهي قبل اليهودية والمسيحية والإسلام، وكان الإنسان المصري ينظر إلى الفرعون الحاكم نظرة تبجيل وخوف وطاعة يشتبه معها وضع ومنزلة الفرعون لتقترب من منزلة الإلهة أو تتوحد معها أو تصبح صورة منها أو تجسيدا لها فإذا بالفرعون هو نصف اله أو شقيق الاله او ابن الاله او زوج الالهة وتصبـــح طاعــــة الحاكم من طاعة الله، وقد تسربت بعض هذه كلها إلى علاقة الإنســـان المصري بالحاكم وبرجل الدين الي يومنا هذا حتي في ظل الرسالات السماوية، فالسلوك المصري في اشتباك ـ او اشتباه ـ السياسي بالديني هو سلوك قديم قدم مصر القديمة وما زال موجودا الي اليوم لدي المسلمين والاقباط علي سواء. ولقد كان الامل في حركة النهضة المصرية في مطلع القرن العشرين علي يد روادها محمد عبده وقاسم امين ومن بعدهم طه حسين وسلامة موسي وتلاميذهم من اعلام ومصابيح التنوير في مصر، كان الامل في هؤلاء ان يكملوا مسيرة النهضة والتنوير العربية لتحرير الانسان المصري للمشاركة في بناء الحضارة العالمية الجديدة. ووصل الامل الي ذروته ونشوته الاعلي مع الثورة المصرية التي حققت التحرر الوطني من الاستعمار وقطعت اشواطا كبيرة علي طريق التحرر الاجتماعي والديني داخليا ووضعت بذرة مجتمع ـ وانسان ـ مصري لم يكن الدين هو ملحمه المهمين الاساسي، ووصل الامر في ذروة الفكر التحرري القومي الي حد اننا ونحن طلبة كنا نخجل من ان يسأل احدنا الآخر عن دينه، وكانت اسماء المصريين التي شاعت وقتها لدي المسلمين والاقباط علي السواء هي اسماء عادل ونبيل ومجدي وكامل وسعد وشكري وجميلة وليلي ونادية وسامية ونوال وسلوي... ثم انتهي ذلك برحيل عبد الناصر واستلام السادات للسلطة واعلان ان اسمه قد اصبح فجأة محمد انور السادات وليس انور السادات كما كان معروفا طوال سنوات الثورة. وكانت هذه اشارة عليا واضحة تبعتها اعمال اخري علي الارض راحت تنهش تدريجيا في المجتمع التحرري التنويري الذي كان قائما ليحل مكانه اركان المجتمع الديني المتزمت المتشدد الذي اسلم قيادته في الشارع لجماعة الاخوان المسلمين التي رأي فيها سندا له ضد مجتمع الناصريين التحرري. وعلي مدي ثلث قرن بعد هذا راح الاخوان المسلمون في مصر بمساعدة اموال سعودية يرفعون بالتدريج من درجة حرارة مياه التزمت الديني في مصر في غياب مذهل للدولة المصرية وانحسار وجودها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين، فخلت الساحة للفكر السلفي الاخواني لكي يرفع درجة التشدد الديني في مصر الي درجة الالتهاب. ونجح الاخوان في فرض فكرهم علي الشارع المصري وعلي الوجدان والمزاج الشعبي فراينا جيلا كاملا من الفتيات المصريات يلبسن الحجاب الذي لم تلبسه امهاتهن وكانت جداتهن قد خلعنه في مطلع القرن! وخلال الثلث قرن هذا طلع جيلان كاملان من المصريين وهم لا يعرفون سوي حالة الالتهاب الديني الماسكة بتلابيب الوجدان الجماعي فيتصورونها حالة طبيعية. فنجد الشباب الجامعي في مختلف فروع المعارف الجامعية لا يناقشون علي مواقعهم علي الانترنت سوي القضايا الدينية السلفية القديمة التي لا تضيف اي جديد للانسان في حياته اليومية ولا تقدم علما ولا فكرا بل تشغل العقل والعاطفة فيما لا يفيد ولا يصنع حضارة. وعلي هذا فالاجابة علي سؤالنا هو ان مصر قد اصبحت فعلا دولة دينية ذات مجتمع ديني تحكمه وتشغله الي ابعد الحدود الفتاوي الدينية والمظاهر الدينية والخلافات الدينية المتشابكة دائما في دوامة لا تنتهي. لحالة الاتهاب الديني خطران علي مصر. الاول هو ان الالتهاب الديني يشغل المصابين به ـ وفي هذه الحالة هم اغلبية لا يستهان بها من المواطنين ـ بأمور من مظاهر الدين لا عائد لها علي حياة الناس وواقعهم فيذهب قدر كبير من وقت وفكر وجهد المجتمع فيما لا يرتفع بمستوي البشر حياتيا ولا حتي اخلاقيا فيتخلف المجتمع بالضرورة عن ركب الحضارة المعاصرة وهو ما يحدث حاليا بالضبط لمصر وللعالم العربي بشكل عام. والأدلة علي هذا حولنا في كل مكان وكل يوم في مصر، انظر مثلا الي احدث هذه الأدلة. فقد اصدر مسؤول بجامعة الأزهر فتوي تحلل رضاعة الكبير بين موظفة وزميلها بالعمل. وقالت المصادر الاعلامية ان خمسين (لاحظ العدد) من النواب المصريين المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين يبحثون الموضوع لضبط عواقبه حتي لا تسبب احراجا للتيار الاسلامي، وقد قام الآلاف بالمشاركة في التعليق علي الخبر علي مواقع الاخبار الالكترونية وفي منتديات النقاش بين معترض ومدافع. فتأمل القدر العظيم من الجهد والوقت المهدور في قضية كهذه يطرحها ويطرح عشرات وعشرات مثلها دائما الفكر السلفي الذي يعيش في عصر السلف ولا يعيش في عصرنا هذا، وبالتالي لا يكون جهد وفكر المجتمع مركزا علي حل قضاياه الاساسية وكلها قضايا بالغة الخطر من التعليم المنهار الي الفقر المدقع الي البيئة الملوثة الي الامية المتفشية الي الانتاجية المتدنية الي التسيب والعشوائية الي الفساد المستشري الي أزمات الاسكان والصحة والمواصلات والبطالة، فالانشغال والاشتغال بأمور الدين بشكل يومي طاغ يستهلك المتبقي من فكر وجهد الفرد والمجتمع في كل ما هو بعيد عن احتياجاته الانسانيه الملحة. فالفكر السلفي والاخواني مهووس بمشكلة المرأة والجنس ويوجه قدرا هائلا من فكره ووقته نحو المشكلة فيترك خمسون نائبا في مجلس الشعب المصري اعمالهم لمناقشة قضية رضاعة الكبير. المجتمع الذي يعاني من الالتهاب الديني لا يملك الفكر ولا الطاقة ولا الوقت لكي يبدع وينتج في مجالات الحياة والواقع ولذلك سرعان ما يسقط من المسيرة الحضارية ويقبع خاملا متسولا في قاع العصر. الخطر الثاني لحالة الالتهاب الديني في مصر هو ما تسببه من حالة انفصام الشخصية المصرية وانشراخ الوحدة الوطنية فمع دخول الاغلبية المسلمة في دوامة حالة الالتهاب الديني وما تصاحبها من طقوس ومراسيم وفتاوي وعادات وعبادات وسلوكيات تتسم كلها بالغلو في المظاهر الدينية في كافة نشاطات الانسان ولا يتبقي في حياة المواطنين المسلمين العامة مكانا لا يشغله الدين يمكن ان يشاركهم فيه المواطنون الاقباط. وبالتالي يجد الاقباط انفسهم مطرودين من ساحة المواطنة العامة التي اصبحت ساحة اسلامية متشددة مليئة بمظاهر تقترب من الدروشة وتزدحم بالخرافة والفكر السحري. فينعزل الاقباط داخل الكنائس ويصابون بحالة رد فعل هي ايضا نوع من الالتهاب الديني المضاد. تحت راية الفكر الاخواني السلفي يطرد الاقباط خارج ساحة المواطنة ليلتحقوا في ادبيات المتشددين بالكفار من اليهود والنصاري ! وبهذا انقسم المجتمع المصري في الثلث قرن الاخير الي مجتمعين مختلفين دينيا واجتماعيا وثقافيا واصبح وجود الاقباط ثقيلا علي قلب الكثيرين من المصابين بالالتهاب الديني ـ ولذلك فما ان يطلق احدهم بشائعة ضد الاقباط حتي يخرج المئات من المسلمين الي الشوارع كما فعلوا مؤخرا ـ للمرة الالف ـ ليعيثوا في الاقباط ومتاجرهم وكنائسهم ومنازلهم تدميرا وحرقا وقتلا. وكلما تكررت هذه الاعتداءات وهي دائما تتكرر ـ يقال ان الامر مشكلة فردية او عادة التأثر الصعيدية!! ولكن الواقع ان مشاعر التآخي والمشاركة الوطنية قد تآكلت الي حد كبير بين الاقباط والمسلمين بسبب حالة الالتهاب الديني التي اصابت الاغلبية. وهذا الانفصام في الوحدة الوطنية هو خطر كبير علي مصر وسلامها الاجتماعي وأمنها الاستراتيجي. فكثيرا ما يتذرع الغزاة بحماية الاقليات لغزو مصر، ولا شك ان استمرار حالة الانفصام الاجتماعي وتآكل المشاركة بين عنصري الأمة سيزيدان من الشرخ الذي بدأ فعلا وقد يصل به اذا استمر الي حالة التصدع والانهيار. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هشام البرجاوي
ما القومية؟ قبل أن نقترح تحليلا لقضية الأقليات القومية في الوطن العربي، علينا أن نتحقق من تعلمنا للقومية، علينا أن نتيقن من معرفة تعريفها الصائب، و علينا أن ندقق معلوماتنا على بعدين:البعد التاريخي و هو المنشأ و التشكل و البعد الفكري المنطوي على أهداف و أيديولوجيا التيار القومي.أعتقد أن وضع التعريف الحصيف للقومية يخلق مناخا للتعايش بين القوميين و الاسلاميين. أقترح عليكم مقالا نشرته في جريدة:"شباب المغرب" و في مدونتي: غالبا ما نعتقد أن اندلاع القومية العربية و تحركها الثوري نتيجة مباشرة للاستعمار الذي تعرضت له الدول العربية، سواء من جانب القوى الغربية أو من جانب الحملة الدينية المسيسة التي تزعمها العثمانيون حين تمكنوا من بسط سيطرتهم على العراق و لبنان و مصر و غيرها من الأقطار العربية.ان الاقصاء الغاشم الذي أطبق على اللغة العربية بعد تفشي السلطة التركية لم يكن القوة الدافعة الوحيدة التي أنجبت الفكر القومي و أدت الى تأججه، فالدين الاسلامي، في صورته الشمولية، التصق بالمحيط العربي الذي احتضنه و أنشأه و أسهم في انضاجه، لينتقل بعد التأسيس الى الانتشار و التماسك و تشعب التأويلات و تنوع التوظيفات، بعد أن تسرب الى دول جديدة منها ايران و تركيا. فتركيا ترجمت الاسلام الى ذريعة للتوسع على حساب الدول العربية و توصل الحكام العثمانيون الى منصب:"خدام الحرمين الشريفين" و هم منصب حساس و ثقيل التأثير لم يضطلع به الا العرب منذ ظهور الاسلام الى اعلان قيام الدولة العثمانية.الصراع العربي العثماني استند الى عاملين أساسيين تمثلا في رغبة العرب في استرداد الوصاية على الديار المقدسة و اعادة الاعتبار الكامل الى اللسان العربي بوصفه اللغة المبينة التي انتقاها رب العالمين لايصال خطابه الاصلاحي و التنويري الى الانسانية.و بالتالي، فان نسب الفكر القومي العروبي الى الأزمة اللغوية الخطيرة التي اختطتها السلطة التركية نظرية تأريخية خاطئة، لأن تطور الاسلام و تنقية مفاهيمه و ازالة التأويلات الشخصانية التي اجتاحته مشروع كوني لا يتأتى بغير اصلاح العربية و بعثها و مشاركتها الكاملة في صناعة الوطن و الهوية اللذين يدافع عنهما المسلم دون خلفيات مذهبية أو منفعية. القومية العربية ليست فكرا مناقضا للسلفية الدينية، و ليست طاقة علمانية تتغيا محاصرة الممارسة الدينية أو تقويض مشاركة علماء الدين في تدبير الشؤون السياسية.ان القومية العربية من خلال تجربة حزب البعث في العراق تيار متفتح تجاوز الأحقاد المطمورة و الخلافات المذهبية ليتحول الى تطبيق مقدس يتغذى على التعايش الطوائفي و البناء السوسيواقتصادي.فأقصى شواخص و مظاهر الحرية التي يمكن أن يتمتع بها المتدين الأصيل هي استيفاءه لحق العبادة المتكافئة مع معتقده، و الاستفادة من مساحات مخصصة لانشاء دور عبادته، و اذا استطاع الوصول الى دواليب السلطة فان موقفه يجب أن ينطلق من مسلمة البناء السوسيواقتصادي، لأن موقف التطوير المحلي يقدم فرصة عريضة لجميع فئات الشعب للاستفادة، و يضاعف من قوة الاحترام الممنوحة للمتدين المشارك في السلطة و يزيد من قدسية عباداته و رمزية طقوسه. أما اذا وصل عاشق تيار ديني معين الى السلطة على أساس دعم تياره و الانفراد بتنشيطه و بث أفكاره، فان الانطباع الذي ستسكتسبه المجموعات المعارضة لهذا التيار هو ارتكازه على أساليب الاقصاء و الاصلاح الفردي و ايمانه بمبدأ مرفوض قوامه:"معنا فتتطور و تستفيد، أو ضدنا فتهمش و تعاني".لو كانت مشاركة الجماعات الدينية في السلطات و الحكومات مبنية على قناعات وطنية لتفادى العالم الاسلامي برمته مشاكل ثانوية و ترفية من قبيل تسييس الدين و تديين السياسة و استغلال الدين و غيرها من المصطلحات الدخيلة على نسق التعايش المطلق و العتيق بين اللغة العربية و معتنقي الديانة الاسلامية.و لا يعاني القوميون الأقحاح و المخلصون لشروط القومية العربية من آفة الخطاب السياسي الموجه الى الجماهير، فالمنتسب لفئة دينية محددة لا يستطيع اخراج خطاب سياسي متسم بالبعد الاصلاحي الكوني الا من خلال مبادىء و أفكار الفئة التي ينتمي اليها و التي ساعدته على ارتقاء السلطة، أما السياسي القومي فان انتماءه القومي يملي عليه مواصفات و مفردات خطابه السياسي، و الذي يتركز على النهضة الاقتصادية و الجودة الاجتماعية و تشكيل الوزن الدولي بواسطة تطوير القوة العسكرية.و اذا استحضرنا النموذج العراقي تحت نظام صدام حسين، فان شروط القومية موجودة و مطبقة و سارية:اقتصاد مؤمم و موجه لتوفير حاجيات الشعب و اشباعها، جيش منظم و مجهز يمثل ضمانة استقرار اقليمي و توازن بين العرب و الايرانيين.و بالنظر الى جميع مقاييس تقييم مصداقية نظام سياسي يدعي القومية، فان العراق قدوة مثالية تستحق اقتفاء أثرها من حيث الوفاء للمبادىء و الشعارات. ان تأريخ النهضة الأوروبية و انبلاج عصر الأنوار لم يقتصر على الفلسفة و التحليل المنطقي، لأن صناعة الأمم و انتاج الاستراتيجيات الاصلاحية ليس مجرد تنظير فكري و تطبيق أدبي، فالحرية التي نادى بها المفكرون الأوروبيون و استغاثوا بها لرفع الحيف الكاثوليكي تجسدت في الأعمال الأدبية العملاقة للأديب الفرنسي" فكتور هوجو" و الأديب "الفونس ضودي"، غير أنها عانقت الواقع و صارت سلوكا و عادات بعد الثورة الاستئصالية التي أعلنها الشعب الفرنسي ضد سلطة الملك التي دافع عنها رجال الدين و اعتبروها مقدسة و تمثيلا راقيا للارادة الالهية.و على الصعيد العربي، الأدباء المشيدون بالحرية تكاثروا و تغنى بها الشعراء العرب و مجدها الفلاسفة العرب لتنتج في الأخير ثورة استئصالية هي:"القومية العربية".الاسلام أقدم من العروبية لأن التزييف المدمر الذي لحق الأول أفضى الى ميلاد الثانية. و تصرف الشعوب منمط و واحد، يعكس لي شخصيا وحدة خالق الكون، ذلك الرب الذي نقدسه و نستعين به، فالشعوب الأوروبية استشعرت التشويه الذي اغتال نقاء المسيحية فظهر مصلحون من أمثال:"مارتن لوثر"لاحياء المسيحية و محاولة اصلاحها و تخليصها من التراث الخرافي، تماما كما حدث على المستوى العربي، فالاستخدام العثماني و الامبريالي الخاطىء للدين أدى الى ظهور نقيضه المتجلي في القومية المحتكمة الى الدين.هكذا هو اعتقادي، و الذي يؤمن ايمانا يقينيا بالتآلف و الامتزاج الكامل الذي يجمع بين المشروع العروبي و المرافعة عن الدين الاسلامي. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذ عماد السامرائي العروبة تحية طيبة الاخت العزيزة هدى .... جهدك مميز و يشير الى انسانة تعتز بانتمائها العربي .. و ما احوجنا الى شباب يدركون اهمية ذلك .. انها دراسة مثابرة .. و لا اكاد اختلف معك في شيء ...... الا اني اقول ان امتنا العربية هي النموذج الصارخ و الاوحد في العالم لاستبداد الاقليات .... الاكراد كمثل عراقي و هو الاقرب لي ... 99% من الاكراد من مواليد بداية القرن العشرين هم بأسماء عربية .... الا يعني ذلك شيء ما ؟؟ واذا ما ادركنا ستة قرون من الحكم العثماني سنفهم انهم لم يكونوا مجبرين على يد العرب ان يفعلوا ذلك ..... و على مدى التاريخ .. لا توجد امة تعايشت مع العرب و حملت لها العداء ..... الا يكفي ما يجمعنا بجميع الشعوب الاسلامية دليلا على ذلك ... لم يكن العرب يوما الا حملة علم و نور .. وازالة ظلم وطغيان .... لا يخفى على احد ماذا تعني اتفاقية سايكس بيكو .. و لا احد ينكر ان جميع حركات الاقلية الموجودة في وطننا العربي نشأت بفعل غربي لا بفعل اضطهاد العرب لهم ...... و اتحدى ان ياتي احد بغير ذلك ...اذا القضية ليست عرقية .. و لا قضية اضطهاد بل هية قضية سياسية بحتة .. اتحدى اي انسان غير عربي يعيش بيننا ان يقول لنا اننا نتمتع بميزات لا يتمتع بها هو ... او اننا ننعم بحرية و ديمقراطية هو محروم منها .. او اننا لم نتعرض من انظمتنا للتهميش كما يعاني هو .... كلما اشرت اليه يؤكد زيف القضايا الخاصة بالاقليات .. و كل الفظاعات التي تعرضوا لها يجب محاكمة رموز التمرد لديهم الذين زجو بالمدنين ضحيا لاهداف دعائية و اعلام رخيص .... و الادلة كثيرة على ذلك .. و لا ادل على ذلك من دكتاتوريات الاحزاب التي تمثل الحركات التحررية المزعومة ........................ اما من ناحية العروبة و الاصل و الجينات .... هذه مسألة اشبه بالمتاهة .. في النهاية سنعود جمعينا لادم ... فما الفائدة من الخوض في ذلك ....؟؟ انا افهم الامة العربية و الوطن العربي على انه لغة مشتركة و تاريخ مشترك .. هم واحد و امال واحدة... و بيت يجمعنا جميعا ...... اسمه الوطن العربية .... و لا افهم غير ذلك ..... اذا كان الامريكيون الذين هم شراذمة الارض وشذاذ الافاق اجتمعو في قرنين و كونوا امة .... فمالنا نحن العرب ؟؟!!!! ... اذا كان الاتحاد الاوربي يتوحد .. و امريكا اصبحت امة .. برغم انهما لايملكان ايا مقوما من مقومات الامة .. فما بالنا نحن الذين نملك كل هذه المقومات .. و يخرج علينا قلم سقيم من هنا او هناك ليتحدث لنا عن الحداثة و العالم الحديث و العولمة .... يا سادتي انظروا ... انهم يتوحدون .. و يصدرون لنا افكار التفتت ...................... بقي ان اشكرك .... و اشكرك جدا لطرحك هذا الموضوع ... تقبلي تحيتي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذ أحمد صالح سلوم
الاستاذة فابيولا تحية طيبة امل ان تتفهمي " خبثي" في التدقيق وتناول بعض القضايا وقد اختلط الحابل بالنابل واعترف لك بالنزاهة في الطرح وما اقصده مقالة :الهويات الجزئية : في دلالة الامتياز الأقلوي كمحتوى للدولة الفوقية ..فالمجاملة لن تفيدنا ولاحظت نقدي للاستاذة هدى التي تضيف ملفات مهمة وتحاول بكل جهدها تكريس حالة نقاشيةـ حوارية ما في تناول قضايانا ..والود لا يفسده الاختلاف في الرأي والطرح.. واليوم قرأت مقالة محترمة في جريدة "القدس العربي" لسماح ادريس بعنوان: كردستان الحرة : موساد وجرائم شرف وتطهير عرقي للعرب والتركمان.. وهو يعكس ارتيابي مما يكتب في الصحافة العربية ..وفيه ترين مدحا لأنظمة متخلفة او خاضعة للاحتلال وخيانتها سافرة لكل المفاهيم النقدية التي نظر لها من يسمون انفسهم العقل النقدي العربي والحداثة وما بعد الحداثة واعتبروا انفسهم آلهة التقدمية والاشتراكية واذ بهم يمدحون الطالباني والبرزاني وما يصدر عنهم من فكر خارج الزمان والمكان وبامكانك قراءته وهو يلخص سبب تعاملي المتروي مع ما يكتب لاستكشاف صيغة ما طالبانية او عربية مستبدة ..وانت تعرفين مشاركتهم للمحتل الصهيو انكلو امريكي في جرائمه ضد العراق وفلسطين والعرب..وان كنت اتمنى ان يصل الكتاب العرب لصيغة مستقلة ترحمهم من هذه الأنظمة وسادتها لأن الاستقلالية ثمنها باهظ في عالم عربي احتكر اعلامه للأسف .. مع تحياتي لك وكل التقدير والاحترام |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذة فابيولا بدوي
المبدعة المتألقة هدى الخطيب أين أنت؟ وأين هي تعليقاتك ومداخلاتك؟ كل عبارة في هذا الملف قد افتقدتك كثيرا، ونحن بطبيعة الحال الأستاذ أحمد صالح سلوم أنا معك في كل ما ذكرته، والشكوك التي تساورك في محلها، صدقني من كثرة ما لاقيناه في واقعنا العربي، أحيانا أتشكك في صدى ما أفعله أو أقوم به شخصيا، لأنه قد يكون محل استفادة من لا يجب أن يستفيدون منه. وأن نبدأ بالشك لنصل لليقين أفضل كثيرا من العكس ليتك الآن تجتهد معنا جميعا كي نتمكن من عرض واقع الأكراد والأمازيج بشكل حيادي بقدر ما نستطيع حتى نستكمل هذا الملف، الذي اتخذت مبادره فتحته إنسانة شجاعة وغيورة فعلا على وطنها وعروبتها.. فلا أقل من أن نقول لهدى نحن معك في الخطوة التي خطوتها. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هشام البرجاوي بين القومية و الدين؟ أريد أن أركز التفكير على مقترح ايجاد محفزات التعايش بين القوميين و الإسلاميين، التناقض بين التيارين ذو منشأ تأويلي منحرف و ليس تحليلا علميا موضوعيا. القوميون يهتفون بالوحدة و العدالة الإجتماعية و نبذ كل أشكال التمييز و المحاصصة المذهبية و عي نفس مبادىء الديانة الإسلامية، بل إن ثوابت الفكر القومي ترادف جوهر الدعوة الإسلامية. لنستحضر النموذج الأوروبي، توحدهم لم يتأسس على المعتقد و إلا لانبثق حلف مسيحي-صليبي بالمفهوم الإسلامي- عوض تكتل تجمعه المقومات الفكرية و في صدارتها الديمقراطية و ثقافة حقوق الإنسان و مقومات اقتصادية.ولى زمن الأحلاف الدينية و من ضمنها الخلافة الإسلامية، التفكير القومي هو المنفذ و بعد الإيمان بمصداقيته نمتثل للحديث الشريف:"لافرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى" و الآية الكريمة:"إن أكرمكم عند الله أتقاكم".لنراجع ممارسات المسلمين يوم كان العرب مسيطرين على الخلافة، و لنستحضر ما نجم عن الإمبراطورية العثمانية التي كرست أيضا للخلافة الإسلامية. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هدى الخطيب
الصديقة العزيزة الشاعرة المبدعة و المفكرة الأستاذة فابيولا بدوي آسفة جداً على تغيبي الغير متعمد لظرف طارئ و ما أكثر الظروف الطارئة في الحياة كما تعلمين أود أن أشكر البروفسور هِشام البرجاوي العروبي بامتيازعلى مداخلته الكريمة كما أشكر المداخلة الكريمة للشاعر و الأديب الأستاذ عماد السامرائي أود هنا أن أعلن عن أمنية في مداخلة تمنيتها و ما زلت من الباحث الأستاذ محمد توفيق الصواف و الحقيقة أستاذ توفيق بعض ملفاتنا القادمة تحتاجك بإلحاح راجية أن نتزود دائماً من معلوماتك القيّمة و فكرك النيّر في موضوع العرب و الاقيات العرقية و الدينية نعرض ما نتمكن من عرضه ليتعرف كلٌ إلى الآخر و مشاكله و مدّ جسور التفاهم أو أقلّه كسر الجدار العازل المقام بيننا و بين الآخر.. الآخر موجود و له كامل الحقوق في هذا الوطن كما لنا هناك مفاهيم خاطئة من الجهتين بلا أدنى شك و تراكمات بنيت على هذا الخطأ لا يوجد أمّة في هذا العالم من لون واحد و عقيدة واحدة و كل إنسان بطبيعة التركيب البشري لديه نزعة من التعصب إلى حد يكثر أو يقل إلى أهله و قومه دينه و جنسه و لولا هذه النزعة ماتنوع الناس و اختلفوا، لكن هذه النزعة من الممكن أن نوظفها إيجابياً أو سلبياً حسب مقدار وعينا و تفهمنا لكي يعترف بنا الآخر ينبغي أن نعترف به و لكي لا يعتدي على حقوقنا ينبغي أن نحفظ حقوقه و نتعلم كيف يمكن أن نلتقي على مبدأ التكامل بدل الإلغاء في هذا الجسد الواحد الذي هو وطننا جميعاً و كيف يمكن أن نوظف اختلافنا ليكون كلٌ منّا صمام الأمان للآخر و هذا ما تقوم به الأستاذة فابيولا بدوي من خلال " الاتحاد الأوروبي العربي للديمقراطية و الحوار" بحيث تعمل جاهدة على أن تقدم لنا الآخر لنجلس معه على طاولة مستديرة نصغي و نتحاور و نتعلم كيف نتقبل بعضنا البعض و نوظف الاختلاف إيجابياً حتى نكون جبهة واحدة ضد أي طامع بأوطاننا فكما الوطن مشترك كذلك المصير مشترك و الحقيقة أن الأستاذ أحمد صالح سلّوم يلتقي مع فكرة الأستاذة فابيولا و متحمسٌ لها أيضاً وفق ما أرى، و أحبٌ هنا أن أنوه أن الأستاذ سلّوم شديد الثقافة و الاطلاع و تستعين به قناة العربية الاخبارية الفضائية كمحلل سياسي، قد يبدو مشاكساً كما يقول عن نفسه بسبب صراحته المطلقة و هذا لأنه فنان تشكيلي يعبّر بالريشة و بالقلم معاً و الصراحة المطلقة طبيعةٌ بالفنانين اللذين يعبرون بالريشة، و كلنا على الرغم من اختلاف وجهات نظرنا في بعض النواحي متفقون على المبدأ العام و هو عدم إلغاء الآخر والرغبة الصادقة في بناء جسور التفاهم و تعميق فهمنا للآخر و فهم الآخر لنا. السؤال الذي لا بد منه هل سياسة التفريق وإلغاء الآخر تقع على عاتق العرب وحدهم؟ ألا تحاول بعض الأقليات أيضاً إلغاء العرب؟ هذا هو العراق الجديد و ما يقوم به الساسة الأكراد تحت الحماية الأميركية و الإسرائلية من إلغاء العرب و عروبة العراق بأسره الرئيس كردي و وزير خارجيته، التغيير الديمغرافي بالقوة لتوسيع رقعة كردستان العراق، طرد و تهجير المسحيين تحديداً الأشور و الكلدان بناء على الخطّة الأميركية بتهجيرهم إلى لبنان في مقايضة بين أميركا و الطائفة المارونية لمنحهم الجنسية اللبنانية في لبنان المسيحي مقابل توطين الفلسطينيين بشكل متوازٍ مع خطة تفكيك المخيمات الفلسطينية، المسيحيين منهم في لبنان بطبيعة الحال كلهم حصلوا على الجنسية اللبنانية و المشكلة عند الطائفة المارونية الحاكمة في لبنان أن عدد المسيحيين لا يتجاوز أكثر من ثلاثين في المائة مع الفلسطينيين و الأرمن إلخ.. و آخر إحصاء سمحوا به كان عام 1932 و لأن قضية الأقليات أحيانا بدعة و اصطياد في الماء العكر و لأن لبنان المسيحي منه/ سويسرا الشرق يرفض أن يكون من نسيج الأمة العربية و لأن فبركة الزعامة المارونية بقيادة بيير الجميّل و الذي تعود جذوره إلى مصر والقبطي الأصل عمل على بعث الأمّة الفينيقية ليحملها مسيحيوا لبنان و يمتازون بها عن المحيط العربي ( فينيقيا الشرق) حتى أنهم أرادوا إيجاد لغة خاصّة بهم سمّوها خلال الحرب الأهلية اللغة اللبنانية من دون العودة إلى التاريخ و بعث لغة ميتة و قد اكتفوا باللهجة اللبنانية ( العربية) مع ضم بعض المفردات الفرنسية ( أمهم الحنون حسب تعبيرهم) فكانوا يقدمون حتى نشرة الأخبار بالعاميّة و هذه الفكرة استهوت الكثير من مسيحيي بلاد الشام و التي تعتبر الأرزة اللبنانية شعارها، (كان الفينيقييون يبنون سفنهم من خشب الأرز) و لن أتحدث هنا عن عدد النقاشات الحادّة التي دخلت بها في كندا مع الكثير من مسيحيي بلاد الشام من غير اللبنانيين و الأشد تعصباً لهذه الفكرة بدون أي رؤيا أو خلفية لها عمق و إنما خلاف لمجرد الاختلاف و أحياناً حين أسأل اي سيدة من صديقاتي من موارنة لبنان عن فينيقيتهم المزعومة يكون الجواب إمّا بالضحك أو بعبارة:" يلعن أبو السياسة و أكاذيبها". ماذا يراد بالتهجير القسري للكلدان و الأشور عن موطنهم في العراق و توطينهم في لبنان و لماذا و ما هي الخطّة المعدّة؟؟؟ أحدث دراسة قام بها بعض من مثقفي الطائفة المارونية ممن يتسمون بالمصداقية تقول أن معظمهم من الغساسنة العرب الذين كانوا يسكنون جزيرة قبرص التابعة تاريخياً لبلاد الشام و قد أجبرهم الأتراك على النزوح عنها أثناء عملية التغيير الديغرافي لها و تفريغها من المسيحيين العرب سكانها الأصليون. في المرحلة القادمة و بناء على رغبة الأديبة الشاعرة و المفكرة الأستاذة فابيولا بدوي سنحاول تسليط الضوء ما أمكن على واقع الأكراد و تاريخهم و بالإضافة لما نشرته السيدة فابيولا بدوي كان قد وعدني الكاتب الجزائري السيّد عبد الحق هقّي بالكتابة عن تاريخ الأمازيغ و لكن فيما يبدو أنه يمر بظروف خاصة لعلّه يتجاوزها خلال الأسبوع القادم و يضيف ما وعد به، بالنسبة لي سأكون مشغولة قليلاً حتى يوم الأحد و سأحاول بعدها جمع ما أتمكن منه حول الأكراد إضافة لمساهماتكم الكريمة و أتمنى ممن لديه المعلومات إضافة ما يتمكن منه حول النوبيين و الصحراويين و أو الطوارق أستاذ أحمد صالح سلّوم كان بيننا حوار في بداية الملف وصل بعيداً عند القوطيين أسياد العالم الحديث، و الحقيقة أني أود متابعته معك و لعلّ هذا يكون بعد استكمال مواد الحوار و لأنه بشكل أو آخر له صلة بموضوعنا من جهة إسرائيل و كذلك فيما يختص بموطن الأمازيغ تاريخياًً فيما يختص بالأندلس/ اسبانيا و البرتغال، و لعلّي أكتب شيئاً عنهم من خلال رؤيتي و وجهة نطري ثم أضمه لاحقاً للملف لمناقشته. و شكراً |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذ أحمد صالح سلوم
تصحيح :مشاركاتي في الفضائيات هي في فضائية العالم وليس فضائية العربية..هذا للتنويه فقط وللاختلاف الجذري بين الفضائيتين.. معلوماتي فعلا ان الموارنة هم عرب اكثر مني ومن الجميع فربما لدي عرق من طرف جدتي ام ابي من اوروبة الشرقية وابني لديه طرف مصري اسكندراني لزوجتي التي امها من ام الاسكندرية واب فلسطيني وهكذا كما اوردت الاستاذة هدى فانها حلبية- اغلبهم اختلطوا مع البيزنطيين فتراهم شقرا وبيضا وبعيون ملونة - طرابلسية حجازية حيفاوية..اما الموارنة فهم عرب اقحاح واكثر من الجميع.. فيضحكني ميلهم للغرب وانهم اوروبيون وثقافتهم اوروبية فرنسية او امريكية حسب من يدفع ..وهذه مهزلة الفرقة فكما قلت ان القوي يندمج مع كل مكونات المجتمع ولا يسأل عن هويته وعلى الأقل لاتصبح هاجسا اما الضعيف فهو في حالة مرضية من ان يفقد هويته وكأنه لا يساوي شيئا دونها فكما حالة امتنا فكل يحاول ان ينفذ بجلده فيتبنى هويه من العصر الجوراسي كالأقباط او الأكراد وحتى الايرانيين في العراق ومنهم من يخترع اقلية او وهما بانه اقلية فرنسية كالموارنة.. في الواقع لا اريد ان ادخل في تقييمات التاريخ وتوزعاته وهناك عند علماء الانسان والتاريخ امور مثبتة على الاختلاط العميق بين مكونات الشعوب العربية وانزياحا حسب المرحلة هذه او تلك.. فمثلا السليمانية عاصمة الطالباني في قسم من كردستان العراق مكونة من الاتراك الا انهم قمعوا وفرضت عليهم الثقافة الكردية وهذه مسألة معروفه اي انهم اتراك في لباس كردي ..ومن المفترض ان الدولة ان تحفظ معادلة المواطنة والحق وبالتالي ان يكون لكل جماعية عرقية دينية مذهبية سياسية اجتماعية تعبيراتها الخاصة عن ثقافتها وان ممارسة القسر للاحزاب التي اغتصبت السلطة هي من خلقت هذا التشوه بان احدا او جماعة من المجتمع فرضت عليهم وقمعتهم بينما الجميع هم في حالة المقموع عند هذه الأنظمة..كما ان المستعِمر لا يمكن ان يسيطر على المنطقة الا باحياء النزعات و حتى الاوهام الميتة وليس افضل من مثال كاليهود يهود الاسلام فقد اقتلعوا من مجتمعاتهم وتم وضعهم في فلسطين المحتلة تلبية لأوامر الانكليز وفيصل العراق والانظمة العربية والمصرفي روتشيلد فأصبحوا لحما للمدافع التي تقصف الشعوب العربية مع انهم يهود عرب وهذا ما يستهدف من خلاله الموارنة والكراد والأقباط ان يعيشوا كعيشة الكلب المسعور والمرتعب من كل محيطه كل حياتهم كما الصهاينة.. ولكنه بالنهاية هذا الكلب برغي في ماكينة مصالح الاستعمار الامريكي الغربي وهو من يدفع الثمن اولا و أخيرا بينما اسياده يستخدمون السياسة البافلوفية معه من مكاتبهم في ناطحات السحاب في نيويورك وبروكسل .. سأحاول ان ارتب افكاري واشارك من جديد. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأستاذة فابيولا بدوي
الأستاذ أحمد صالح سلوم، أنت لا تدري من أي شرك أنقذت منه نفسك حينما أوضحت أنها قناة العالم ... لك مني دائما صادق تقديري. الصديقة المتألقة دائما المبدعة هدى الخطيب، كم هي جميلة إطلالتك، وكم افتقدناك وسوف نفتقدك حتى تنتهي مشاغلك التي نقدرها بالطبع.. نعم صديقتي تحاول بعض الأقليات إلغاء العرب.. وما نحاوله معا الآن هو استدراك الأخطاء ونشر نوع من الوعي حول الخطر المحدق بنا، حيث انقلب أبناء الوطن الواحد بعضهم على بعض... فلماذا؟ أيضا في الحقيقة نحن لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بما يقترفه حكام العراق الآن، فهؤلاء أناس لهم مصالحهم الخاصة وأطماعهم التي هي فوق قضية الأكراد نفسها. نحن معنيين بالشعوب ونسعى للقاء الشعوب ونرغب بصدق في الاعتراف ببعض الأخطاء التي صدرت منا كعرب وكمثقفين تجاه هذه الأقليات، حتى باعدت بيننا المسافات والغايات.. مثال واحد فقط، حينما تمت إبادة الأكراد على يد صدام حسين ونحن هنا لن نناقش صحة الرقم الذي يذكر، فلا معنى له لأن إبادة مليون إنسان تتساوى مع خمسة آلاف أو مع خمسمائة. لقد لجأ الأكراد في حينها إلى جامعة الدول العربية، حيث هم شعب عربي يقع عليه ظلم وقهر وإبادة، ماذا كان رد الجامعة، أن هذه قضية عراقية داخلية يصعب عليهم التدخل فيها. ولم يحرك أحد ساكنا، الآن نعود ونقول لهم ماذا تفعلون أنتم منتمون لهذا الوطن العربي وعليكم الانتماء إليه والعمل لصالحه. البداية أن نقر بأخطائنا وهم أيضا، وأن نمد الأيدي للأيدي من أجل تمهيد أرضية جديدة يمكن لنا جميعا الوقوف عليها. أما حكامنا فأتصور أن أحد أحلامهم هو رؤيتنا نتمزق ونتفرق حتى يجلسون فوق عروشهم مطمئنين إلى أننا لا نلتفت إليهم وإلى أخطائهم. الأكراد ليسوا هؤلاء المرتزقة الساعين إلى السلطة والحكم والمال والنفوذ. نحن نتحدث إلى بسطاء الأكراد إلى المواطن الكردي العادي الذي يجب أن يشعر بالأمن والأمان في وطنه مثله مثل أي مواطن يحيا على أرض هذا الوطن... الآتي لا يعدو أن يكون تعريفا مختصرا جدا حول الأكراد، دون الدخول إلى عمق المعاناة التي عاشوها، والتي دفعت بهم إلى حالة الرفض أو الخضوع للدول التي يعيشون فيها، فهذه المعاناة موقع آخر، ليت كل منا يتعرض له بالكيفية التي يراها، وبالحيادية اللازمة لهذا الملف. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الاستاذة فابيولا بدوي
الأكراد الأكراد هم شعب بحد ذاته. يبلغ عدد نفوسهم حوالي 24 إلى 27 مليون نسمة. وعدد الأكراد الذين يعيشون في تركيا يتراوح ما بين 12 إلى 15 مليون نسمة. ويعيش منهم 5.7 ملايين نسمة في إيران و أربعة ملايين في العراق ومليون واحد في سوريا و 700 ألف نسمة أوروبا الغربية و 400 ألف نسمة في دول الإتحاد السوفييتي السابق. كما يعيش عدد قليل من الأكراد في لبنان وإسرائيل . أصل الأكراد : يحتمل أن أجداد (أسلاف ) الأكراد سكنوا أثناء الحركة (الهجرة) الثانية الكبيرة للآريين الهندوجرمانيين في حدود الألفين سنة قبل التاريخ الميلادي في منطقة غرب إيران التي أطلق عليها فيما بعد كردستان يتكون الشعب الكردي من عدة شعوب وقبائل، وان ثقافتهم ولغتهم وأساطيرهم متأصلة بالثقافة الإيرانية توجد ثلاث نظريات حول منشأ و أصل الأكراد مع مراعاة اختلاط الشعوب الذي حدث طيلة هذه الفترة الزمنية. 1 – أسس أجداد الهوريين (الحوريين ) مملكة ميتاني سنة 1500 قبل الميلاد تقريبا، أطلق عليها الاسم : خورّي أو كوري وتبعا لهذه النظرية، اشتق منها الاسم الكوردي. إن منطقة استيطان الهوريين مطابقة بالضبط مع حدود كردستان . 2 – و المنشأ الثاني من الميديين، حيث اشتقت كلمة كورانج من كور / كورد ومانج لميدي. ومعظم الأكراد يعتبرون أنفسهم من سلالة الميديين. تعززت هذه النظرية من خلال الكلمة الميدية تورد/ كورد والتي تعني " قوي ". يجد المرء هذه الصيغة في الكورمانجية، إحدى اللهجات الكوردية، على أن الترجمة الميدية تكون " ميدي قوي ". 3 - أما النظرية الثالثة فإنهم من أصل الإسكيتيين . يذكر كسونوفون (الإغريقي الفيلسوف والمؤرخ المولود في أثينا عام 444 قبل الميلاد، وهو أحد تلاميذ سقراط) في كتابه عن حملته العسكرية من البحر إلى الأراضي الآسيوية المرتفعة الذي أصبح فيما بعد عملا تاريخيا بعنوان الرقي أو الصعود، المجلد الثالث صفحة 5 ، 15 ، أن أصلهم من الكاردوخيين . إلا أن معظم المؤرخين وعلماء الآثار يشكون في صحة هذه المعلومات القائلة أن أغلب الإسكيتيين سكنوا في المنطقة التي ظهر فيها الشعب الكردي، لأن وطن (بلاد) الإسكيتيين كان في كازاغستان و في جنوب روسيا و أوكرانيا . أي لم تثبت صحة هذه النظريات علميا. أن الاسم الجغرافي لكردستان ظهر للمرة الأولى في المراجع والمصادر العربية ولا السلجوقية . فجر التاريخ : من وجهة نظر الأكراد، كان العصر المزدهر لهم في القرن السابع قبل الميلاد في مملكة الميديين. و في القرن الثاني عشر أسس صلاح الدين من قبيلة هدباني، الدولة الأيوبية في سوريا . امتدت هذه الدولة إلى شرق و غرب كردستان و خراسان ومصر واليمن. ولم تكن الدولة الأيوبية مملكة كردية بأي حال من الأحوال، حيث كان معظم سكانها عربا وشعوبا أخرى. إنها كانت دولة إسلامية، لأن سكانها كانوا يطلقون على أنفسهم مسلمي ، وليس عرب وأكراد . القرون الوسطى ( العصر الوسيط ) : إن المعركة في سنة 1514 م عند مدينة چالديران بالقرب من فان بين العثمانيين والصفويين كانت نقطة تحول كبيرة، حيث خضع شاه إسماعيل الأول تحت تحت حكم (إمرة ) السلطان يافوز سليم الأول. . وبعد ذلك أصبحت كل منطقة شرق الأناضول تحت سلطة العثمانيين . وفي غزوته على شرق تركيا قتل السلطان عند مدينة سيواس أربعين ألفا من العلويين الذين أغلبهم يشكلون مجموعات تركية و كردية ( أغلبيتهم من الأتراك ) احتمالا لمنعهم من العمل مع الصفويين. وفي سنة 1596 ألف شرف خان أمير منطقة بيدلس (بيتلس ) وابن إدريس البتليسي سفرا تاريخيا بخط رائع عن تاريخ الأكراد من ملاطيا (ملاتيا ) إلى بحيرة أُومرية. إن صحة تواريخ الأحداث لهذا السفر التاريخي يشكك فيها . القرن العشرين : تميز الوعي الكردي قبل الحرب العالمية الأولى بالانتماء إلى القبائل من ناحية ومن خلال المذهب السني من ناحية أخرى. كما تأثر الأكراد بأفكار الأوروبيين وتطور شعورهم القومي الذاتي. ومن خلال قوات الحلفاء المنتصرة التي وعدتهم بادئ الأمر بإنشاء دولة كردية مستقلة ( كردستان ). غير أن منطقة استيطانهم وزعت (قسمت) على خمسة أقاليم لدول مختلفة التي منحتهم حقوق سياسية قليلة واعترفت بهم بأنهم أقليات صغيرة . وفي تركيا قذفوهم ونعتوهم (أي أطلقوا عليهم اسما مخلا بالشرف - ألمترجم) بأتراك الجبل، ولم يسمحوا لهم باستعمال اللغة الكردية إلى وقت قريب . وبتاريخ 22 / 1 / 1946 تأسست الجمهورية الكردية في شمال غرب إيران، عاصمتها مهاباد وكان رئيسها القاضي محمد . والإتحاد السوفييتي كان يهدف من خلال تأسيس كردستان وأذربيجان على الأراضي الإيرانية أن يؤثر في المنطقة . وبعد انسحاب السوفييت من إيران تمت إعادة السيطرة على الجمهوريتين من قبل الجيش الإيراني. بعد مرور ثلاثة عشر شهرا تم بتاريخ 31 مارس 1947 إعدام القاضي محمد مع وزراء آخرين في ساحة چار چرا التي منها أعلنت الجمهورية الكوردية . تمتع الأكراد بجزء من الإدارة الذاتية (الحكم الذاتي ) والمشاركة بالحكم في العراق في الفترة الواقعة مابين 1970 و لغاية 1974 . وبعد حرب الخليج الثانية 1991 حددت الأمم المتحدة في العراق منطقة آمنة شمال خط عرض 36 درجة للأكراد . وقد شاركت القوات الكردية في حرب الخليج الثالثة عام 2003 مع أمريكا لاحتلال المدن العراقية الشمالية. ومنذ ذلك التاريخ يتمتع الأكراد العراقيون بصفة خاصة كحلفاء لأمريكا. بيد أن هدف الأكراد العراقيين للحصول على حكم ذاتي أكثر استقلالا تأثيرا ، يجابه باستنكار ورفض من تركيا، لأن تركيا تخشى أن يؤثر هذا الحكم الذاتي المستقل على الأكراد في تركيا . لقد فشلت الجهود من أجل تأسيس دولة مستقلة حتى الآن، لأن الأكراد كانوا فيما بينهم متمزقين (أي غير متحدين – المترجم ) . وفي مجتمع إقطاعي يكون حق الشيخ أو الرئيس الروحي قبل حق الشعب، لأن الشعور القومي مفقود (ناقص) ، ولكن في القرن الأخير جاءت (هبت ) الروح الوطنية إلى كردستان بحيث أن الأكراد تقاربوا توحدوا. وقد لوحظ من ذلك أن الأكراد أسسوا أحزابا كثيرة التي اتخذت الأحزاب الأوروبية كقدوة لها . وفي مطلع العشرينات في لبنان تأسست منظمة (جمعية ) خويابون التي قادت إنتفاضة آرارات. أما الأحزاب الكوردية في تركيا هي : حزب المؤتمر الوطني (حزب العمال الكوردستاني السابق) و المؤتمر الوطني للحريات الديمقراطية والحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الديمقراطي الكوردستاني و حزب الإشتراكي الكوردستاني واتحاد الوطني الكوردستاني وحزب إتحاد الشعب و حزب الوحدة. ومعظم هذه الأحزاب اتبعت لسنوات طويلة طرق شاقة من أجل تحقيق أهدافها (حسب رأي الموسوعات). والأحزاب الكردية المعروفة في سوريا هي حزب البارتي وحزب إتحاد الشعب و حزب الوحدة . الإنتفاضات و الثورات الكبرى في القرن العشرين : 1 - 1930 : إنتفاضة (ثورة ) آرارات الأولى بقيادة منظمة خويا بون . 2 - 1961 – 1070 : إنتفاضة ( ثورة ) البارازاني في العراق . 3 - 1967 – 1968 : إنتفاضة ( ثورة ) الحزب الديمقراطي كردستان إيران. - 4 - 1984 – 1999 : الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني في تركيا . الديانة : إن أكثر الأكراد يدينون بالمذهب السني 75% ، وحوالي 20 % يدينون بالمذهب الشيعي، إضافة إلى ذلك يوجد علويون ويزيديون (أيزيدية ) في تركيا . الثقافة : يوجد أدب شعبي غزير باللغة الكردية. نذكر على سبيل المثال ملحمة قصة حب غرامية بعنوان مم و زين التي نظمها الشاعر أحمد خانه. والشاعر من مدينة ماردين جگر خون شيخ موس حسن الذي عاش في الفترة الواقعة ما بين 1903 و 1984 كتب للمجلات، مثل حوار ( الحوار). وقد درس الماركسية اللينينية وخلف وراءه ثماني مجاميع شعرية (دواوين شعرية)، وفي عام 1935 صدرت أول رواية (قصة) باللغة الكردية بعنوان الراعي الكوردي من تأليف عرب شمو. يحتفل الأكراد في يوم 21 آذار، مارس بعيد نوروز الكوردي، عيد السنة الجديدة استنادا إلى العيد الإيراني. اللغة : اللغة الكوردية هي لغة هندو أوروبية، وحولها تدور مناقشات. وبصورة عامة يتفق علماء اللغة على أن اللغة الكوردية من احد فروع اللغة في غرب إيران تعود إلى عائلة اللغات الهندو أوروبية. و بسبب فقدان الوحدة السياسية والثقافية فإنه لا يوجد مرجع لغوي محدد. و اللهجات الرئيسية للغة الكوردية هي كورمانجية و سورانية . 1 – الكورمانجية ( يتحدث بها حوالي 15 مليون نسمة ) الكوردية الشمالية ( بالحروف اللاتينية ). يتحدث بالكورمانجية أكراد تركيا وسوريا والإتحاد السوفييتي السابق . اللهجة الكورمانجية منتشرة في إيران والعراق، وهي تمر بمرحلة البناء اللغوي . 2 – السورانية ( حوالي ستة ملايين نسمة يتحدثون بها ) – ( وهذه اللغة الدارجة قريبة من اللهجة الجورانية الإيرانية ) . 3 – زازاكي أو زازا / ديملي ( يتحدث بها حوالي أربعة ملايين نسمة ) – ( وهذه اللغة الدارجة أيضا قريبة من اللهجة الجورانية الإيرانية) . 4 – الجورانية يتحدث بها أكراد إيران. يبدو أنها قريبة على الانقراض ( الموت ) . وعما إذا كانت اللهجة اللورية تعود للغة الكوردية، فهذا موضع جدل ونقاش حاد. وعلى العموم توجد لهجات عامية كثيرة تختلف من منطقة إلى منطقة أو من قبيلة إلى قبيلة. وهذه اللهجات تجعل اللغة الكردية بلا شك من إحدى اللغات الغنية . في عام 1982 منع استعمال اللغات و اللهجات الكردية بموجب الدستور التركي . ونتيجة للضغوط التي مارستها دول المجموعة الأوروبية على تركيا بسبب سير مفاوضات دخول تركيا إلى البيت الأوروبي، فإن قرار منع استخدام اللغات واللهجات الكوردية قد رفع منذ شهر آب، أغسطس 2002 . |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هدى الخطيب
الأكراد جرت الكثير من الدراسات و الأبحاث من علماء ومؤرخين و من ناس عاديين حول أصل الأكراد منها ما يدّعي أنهم من أصول يمنية أو من شبه جزيرة العرب و لعل أطرف و أغرب ما وجدت في عملية بحثي من محاولة إثبات بعض الأخوة الشيعة مما يُروى عن أبي عبد الله (ع) فقالوا إن السيّد محمد الشيرازي يعتقد أن أصل الأكراد من الجن من خلال الرواية التي تقول: " أنهم قومٌ من الجن قد كشف الله عنهم الغطاء " و يستشهدون بحديث في كتب أحاديث الشيعة يقول: " لا تنكحوا الأكراد فإنهم قوماً من الجن كشف عنهم الغطاء " و قد اختلف العلماء في صحة معنى الرواية و قد أعادها العقلاء إلى مقصدها اللغوي الذي لا علاقة له بالأكراد كجنس و هو: " كَرَدَ إلى الجبل " أي ذهب إلى الجبل حيث كان يقصد به كل الناس الذين يقطنون الجبال من أي جنس كانوا والمراد بالجن هذا المستتر بالجبل المبتعد عن الحضارة و الانخراط في المجتمع ، و مشتق من الجنين و الجنة و هذا لا يقصد به جنس بعينه أو أنهم من الجن معنى كلمة كرد * تقول الاتيمولوجيا: التي تبحث في أصل الكلمة إذا اعتبرناها نجد أن بعض الكلمات هي أقرب ما تكون إلى الخيال( فاستناداً للكلمة كرد) أي بطل أو شجاع بالفارسية فالأكراد يمكن أن يكونوا أبطالاً أو ذئاباً من الكلمة الفارسية أي ذئب ويقول العالم السوفييتي السيد مار أن كلمة كرد وكلمة كورت الأرمنية هي واحدة. *من الناحية التاريخية: يقول المؤرخ الانتوغرافية (ب- ليرخ ) هم أحفاد أولئك الخالدين الإيرانيين المحاربين الأشداء الذين كانوا من سكان الجبال ويتمتعون بروح قتالية عالية، قد نزلوا إلى سهل دجلة والفرات واخضعوا لحكمهم هنا القبائل السامية الضعيفة في بابل بعد أن رفضوا هذه الدولة التي بلغت درجة معينة من الحضارة لقد ساعدت أجيال الخالدين الشماليين التي بسطت سلطتها سواء على باب ام آشور على تطور الدولة الآشورية. *يقول المؤرخ التاريخي هيرودوتس في القرن الخامس عشر: أن المقاطعة الثالثة عشر من إمبراطورية الاخمينين الفارسية ضمنت إلى جانب الأرض منطقة باتيوكي التي تحاكي بوطان اليوم، وتقوم شرقي هذه المنطقة بلاد الكادروس أو الكاردوفوي. *يقول المؤرخ اليوناني زنيفون أحد تلامذة سقراط عاش عام (355- 430 ) ق.م في فترة (400 – 41 ق.م ) عن الانسحاب المشهور لعشرة الآلاف يوناني عبروا كردستان الحالية إلى البحر الأسود لم يكونوا غير الأسلاف الحقيقيين للكرد أنهم كانوا جبليين أشداء ومن ذلك الحين أطلق اسم مشتق من ذلك الأصل الكرد على المنطقة الواقعة على يسار منطقة الدجلة بالقرب من جبل الجودي، باسم مقاطعة كوريين وقد دعاها الآراميون بيركاردو ومدينة حزينة (جازارتكا كاردو) بينما يطلق الأرمن على المنطقة نفسها اسم كوردوخ. *يقول العالم هنري فيلد: أن الأكراد مجموعة من العروق المختلفة الأرمني و البلقاني وحوض البحر الأبيض المتوسط والأناضولي والألبي نسبة لجبال الألب ولا ينحدرون من أصل واحد صاف جميعاً. *يقول البروفيسور لهمان هوبت: "يمكن ان يكون الكاردوك هم أجداد الجورجيين" *يقول العلامة مار ومدرسته بالجافتيك. حول أصل الكاردوخ (الكرد) مع الكارت الجورجيين وانفصالهم فيما بعد في عصر مغرق في القدم. بعض الكتاب الروس يقول مثل مينودسكي نيكتين وفليشفكي تبعاً للدراسات واستناداً لبعض البحوث العملية الأخرى والتي تقول بأن أصل الأكراد جاء من عدة فروع وانصهر بعضها مع بعض بفعل مرور الزمن أو بتأثير العوامل التاريخية ونمط حياتهم الاجتماعية التي جعلت لهذا الشعب طابعاً مميزاً وواضحاً ومن جهة أخرى يقول مينورسكي أن الأمة الكردية قد تكونت من مزيج من قبيلتين متجانستين هما الماردوني والكيرتيوبي اللتين كانتا تتحدثان بلهجات حيوية متقاربة جداً ومن جهة أخرى أن لدى توجهها صوب الغرب انضمت إليها عناصر من سلالات أخرى. يقول مارك سايكس في كتابه أرمينيا يمكننا القول أن الفرس الحاليين والكرد والأرمن و حتى بعض الأتراك هم الحفدة المتبقون لشعوب هذه الممالك القديمة. * في سياق البحث عن أصل الأكراد تعترض سبيلنا نظريتان:- *النظرية الأولى: - نظرية السيد (ميورسكي) الذي يؤكد فارسيتهم أي الأصل الهندو- أوروبي، و بأنهم تحركوا في القرن السابع قبل الميلاد من منطقة بحيرة اورومية نحو بوطان ويؤكد عن اللغة والبراهين التاريخية والتي بموجبها قرر أن يضيف الأكراد مع الشعب الإيراني فإنه يأخذ في حسابه أصول السلالات المعقدة التي لم يندمجوا بها. *النظرية الثانية:- يقول الأكاديمي السوفييتي مار الذي يؤكد طبائع الكرد الأصلية تأثرت بالأقوام الآسيوية الأخرى كالكلدانيين القفقاسيين والأرمن. يقول مينورسكي: في بحثه عن الرد في دائرة المعارف الإسلامي: ويلاحظ أن بعض الرحالة الأرمن في القرن التاسع عشر ذكروا أن رؤساء بعض العشائر الكردية ذكروا لهم سراً أنهم يرجعون إلى أصول أرمينية وهذا لا يشمل الأرمن الذين يتحدثون باللغة الكردية وما زالوا يدينون للكنيسة الأرمني لأن هؤلاء لا يخفون أبداً انتمائهم الأرميني. *هناك مؤلف من أصل كردي لا يذكر اسمه يقول أنه الكرد ينتمون للعرق نفسه الذي ينتمي إليه الترك. *رأي الكرد أنفسهم حول أصلهم: - يقول السيد محمد علي عوني أن إثبات الأصل الهندو-أوروبي لشعبه مستنداً إلى أدلة وبراهين لغوية ويقول نفس الكلام مؤرخ آخر كردي في كتابه اسمه خونجة أي (براعم الربيع ). و هناك رواية أرمينية تقول أن الكرد لم يظهروا إلا في القرن العاشر وبعد تزعزع سيطرة العرب في القرن العاشر وازدياد عدد الأمراء في مختلف البلدان هاجر السيتيون الذين كانوا يقطنون الجانب الآخر من بحر قزوين والذين كانوا يدعون بالأتراك هاجروا بصورة جماعة إلى فارس وميديا وانتشروا فيها و غيروا معتقداتهم وصاروا فرساً وميدييين ديناً و لغة، وقد تجمع العديد منهم حول أمراء ميديين و غزوا أرمينيا في المناطق المحاذية للكاردوخ و الملوك واستولوا عليها ثم استقروا فيها و امتزج بهم الكثير من المسيحيين بالتدريج واعتنقوا دينهم. *وخلاصة القول أننا إزاء أصل الكرد أمام نظريتين. 1- النظرية الأولى:- هم من أصول إيرانية هندو-أوروبية وقد ارتحلوا في القرن السابع ق.م منطقة بحيرة أوروبية صوب منطقة بوهتان. 2- النظرية الثانية:- تقول إنهم شعب أصيل مع وجود صلة قرابة بينهم وبين الشعوب الآسيوية القديمة الأخرى كالساميين الكلدان و الجورجيين والأرمن وكانوا يتكلمون سابقاً بلغتهم ثم استبدلوها بلغة إيرانية خاصة. فقد ظهر الكرد على جوانب الروافد ليسري لنهر دجلة وبذلك فقد تجاوروا خلال حقبة طويلة من الزمن مع الكاردومينيين الذين استشهد باسمهم زنيفون سنة 401- 400 ق.م . الدلائل المستقاة من علم السلالات البشرية الانتروبولوجيا حديثاً تقول:" تمييزاً بين الكرد الذين يسكنون شرقي كردستان والذين يسكنون غربي كردستان أن الكرد الشرقيون الذين صوروا من قبل (ستولز) يتميزون بسمرة بشرتهم وشكل جمجمتهم من نوع يشبهون في ذلك الفرس الذين يجاورونهم وهذا بخلاف الكرد الغربيين الذين درسهم بعناية ( فون لوسشان) من وجهة النظر الانتروبولوجية في مناطق كومازين (قرب قرة قوج) في نحرو دراع وفي زنجيرلي وقد بين أن بينهم نسبة كبيرة من هم شقر اللون والشعر وشكل جمجمتهم من نوع dalichocephales يتوصل إلى الاستنتاج التالي، كان الكرد في الأصل شعباً أشقر اللون أزرق العينين ونوع جمجمتهم من صنف brachycephales بتزاوجهم مع الترك والأرمن والفرس. ويفترض فون لوستشان أن الكرد الأولين أي اللون الأشقر، نزحوا من شمال أوروبا دون أن يدعي بالضرورة كونهم من العناصر الجرمانية ويحتمل أن هذا الطراز من الإنسان الشمالي قد جاء إلى آسيا القديمة دون أن يتكلم اللغة الكردية وأن هذه اللغة فرضت عليه نتيجة اختلاطه بالعنصر الإيراني بعد إخضاعه له. *وكما يتمسك العلماء من أمثال ميخائيلس وشلومتر حول الرأي الأصل الإيراني للخالدين. حياة الأكراد: عاش الأكراد في الجبال الواقعة بين ارمينيا وبلاد ما بين النهرين بصورة مستقلة منقسمين إلى قبائل لم تكن روح الوحدة الشعبية على جانب كبير من القوة و التماسك بينهم وانتشر الأكراد خلال قرون على جزء كبير من آسيا الغربية، ففي الشمال امتدت أراضيهم إلى أعالي الفرات وحتى أراكس، ويعيشون في الأراضي الروسية في إقليم يريفان وفي قرة باغ، وفي الغرب امتدت أراضيهم حتى انغورا إلى الشمال الشرقي من بحيرة الملح الكبيرة، ووصلت جحافلهم قبل سنوات عديدة إلى القسطنطينية وعددهم غير قليل في ميسويرتايا، بلاد ما بين النهرين وفي سوريا حول مدينة حلب، وفي الغرب انتشر الأكراد في الأراضي الممتدة من بحيرة أرمينيا وحتى الخليج وأخيراً فهم يعيشون في خراسان ويعيش الأكراد حياة الرحل سوى قلة فهم يصعدون في الأوقات الدافئة من السنة إلى المروج والمراعي الغنية الواقعة في قمم جبالهم وفي المرتفعات يعودون في الشتاء إلى بيوتهم وأحياناً يطردون المسيحيين من دورهم في أرمينيا دافعين لقاء ذلك إتاوة صغيرة لمختار القرية أو المسؤول المحلي، وسمي المكان الذي يقيم الأكراد فيه أيام الشتاء (كيشلياخ) في تركيا وفارس وروسيا أو سرحد أما الترحال فيسمى (بابلياغ) ويبسط الأكراد خيامهم ( قرة مادر) المنسوجة من شعر الماعز الأسود على شكل صفوف طويلة أما قرى الأكراد فهي عبارة عن بيوت بدائية فهي ببساطة مساكن صغيرة محفورة في الأرض تختفي تحت الثلوج وتبدو للناظر من بعيد على شكل تلال صغيرة وفي القرى الكردية، المآذن نادرة جداً شأنها في ذلك شأن المساجد في المدن التي يسكنها الأكراد وهم ماهرون في شق الاقنية لري الأراضي ويعشقون العمل إلا أن الزراعة عندهم تأتي في المرتبة الثانية فهم يقومون بزراعة القمح، الذرة، الشعير، الأرز وتمتاز بأشجار الكرمة ومزارع الزيتون وبساتين الفاكهة وكما ينتجون التبغ إلا أن ثروة الأكراد الرئيسية هي في قطعان الأغنام والماعز والجواميس والأبقار والخيول والجمال وهم يفضلون حليب الضأن على أي حليب ويستهلك الأكراد السمن والجبن بكميات كبيرة. لا يمارس الأكراد الحرف بصورة استثنائية لكنهم في ساعات الفراغ يقومون بصناعة بعض الأدوات حيث يدفعون لقاء ذلك من مشتريات حاجياتهم مقابل ذلك من الصوف أو زيت الكزوان الذي يؤلف فرعاً صناعياً هاماً في كردستان ونذكر أن من بين أعمال الأكراد الفنية الأجواخ والسماد والأواني الفخارية رغم أن معظم الأكراد يعترفون بالسلطة العليا لدولة من الدول الكبرى الفارسية والتركية والروسية إلا أن هذه التبعية لا وجود لها عملياً لدى عدد كبير من العشائر الكردية القاطنة في الأراضي التركية والفارسية كما لوحظ من خلال الأبحاث والدراسات لم يكن الأكراد شعباً متحداً على مسرح التاريخ أسوة بشعوب آسيا الرحل مثل المغول. الدين لدى الأكراد يعتنق غالبية الأكراد الدين الإسلامي و هم من أتباع المذهب الشافعي كما يوجد عدد من العشائر الكردية من أتباع المذهب الشيعي وعموماً لا يتمسك الأكراد بتعاليم الدين كثيراً، ومنهم لا يؤمنون بحتمية القدر و لا يجدون إثماً في تعاطي المشروبات الروحية، ويعامل الأكراد النساء بحرية تامة ويقول الأتراك، أن الأكراد أشبه بالأوروبيين في نواحي كثيرة. ينتمي قسم كبير من الأكراد المسيحيين إلى طائفة النساطرة، وهم أي النساطرة يعتبرون أنفسهم أحفاد بني إسرائيل ( أعرف عدد منهم يضعون نجمة داوود في بيوتهم) ويؤكد بيركينس، على أن النساطرة الذين يعيشون في الجبال يشبهون جيرانهم الأكراد من حيث نمط الحياة وطباعهم الجموحة والقاسية وأن اللغة السيريانية الجديدة التي يتحدثون بها قد دخلت إليها كلمات كردية في منطقتي هكاري، وتياري تختلف اختلافاً شديداً عن اللغة السريانية القديمة التي دونت بها كتبهم المقدسة ويوجد بين اليعاقبة القاطنين في جبل الطور و حول بدليس عدد كبير من أصل كردي فهم يرتدون الزي الكردي ويتحدثون اللغة الكردية. اللغة الكردية تنتمي اللغة الكردية إلى الأسرة الهندية الأوروبية ولها لهجتان رئيسيتان ويتحدث بالكرمانجية معظم أكراد تركيا والجزء الشمالي من كردستان العراق أما السودانية أو الموكريانية فيتحدث بها عدد أقل إلا أنها أكثر أهمية في الواقع لأنها المستعملة غالباً في الأدب ويتحدث بها أهالي السليمانية إلى كردستان الإيرانية ومهاباد المركزين الرئيسيين للنزعة القومية الكردية و هناك لهجة ثالثة " الزوزا " تستعملها مناطق محددة ، ليس للكردية حروف خاصة بها خضعت اللغة الكردية لتغيرات أساسية وتحولت من أصلها الجافيتي القريب من اللغتين الجورجية والكالدية إلى حالتها الهندو – أوروبية التي تربط اللهجة الكردية باللغات الإيرانية ولغات أرمينيا وحتى بالعناصر الهندو-أوروبية للغات الحثيين ومنذ العهد الإقطاعي في كردستان تأثرت اللغة الكردية باللغة التركية وبذلك يمكننا القول أن اللغة الكردية لم تبرز خصائصها الهندو – أوروبية إلا بعد مراحل التطور. بعض الكلمات في اللغة الكردية الحالية تعد من بقايا اللغة الكردية القديمة التي هي من مجموعة كارت من فروع الجافتيك فعلى سبيل المثال أن الكلمة الكردية (باف- أوبام) أي الأب مرادفة لكلمة (ماها – الكرتيه ) إن الكلمات كارد وكورد هي في الأصل نفسه مع كورت. يقول المبشر هورنيلة عن اللهجة الكردية:- وهي أن كل عشيرة تتحدث بلهجة خاصة بها، وهي أن لمعظم اللهجات الكردية أصل واحد وأن العشائر تفهم بعضها البعض وقد كونت الدراسات المقارنة المختلفة اعتقاداً لدينا حول أن جذور اللغة الكردية لها أصل فارسي ( لها أصول فارسية) ومتناسقة مع الفارسية و لذلك ينسجم النظام الداخلي للغة الكردية مع النظام الداخلي للغة كما أن قواعد الاشتقاق في اللغة الفارسية موجودة لها ودون استثناء تقريباً في اللغة الكردية وثمة لهجتان رئيسيتان في اللغة الكردية هما اللهجة الجنوبية واللهجة الشمالية وتنقسم كل واحدة منها إلى فروع وكل فرع إلى فروع جديدة أخرى، وتنتمي اللهجة الشمالية إلى فروع عشائر مكري وهكاري وشكاك ولهجة اليزيديين في جبل سنجار واللهجة الكردية الجنوبية في أرومة وتنتمي إليها الفروع التالية ليكي وكورمانجي كلهور، كوراني واللوري وتسكن العشائر التي تتحدث هذه اللهجة في أودية جبال زاغروس ويخضع قسم من هذه العشائر لحكم إيران أو تركيا ومن هنا يبدو أن اللهجتين مختلفتين اختلافاً شديداً. *يقول العالم ريوديغير يتبين من الدراسات التي أجراها أن اللغة الكردية تنتمي إلى مجموعة اللغات الإيرانية وهذا ما يبدو على نظامها الصرفي ومن قسم كبير من الكلمات كما أن لها صلة قربى باللغة الفارسية المعاصرة فمن ناحية كان للغتين الفارسية والكردية مصير مشترك واحد ومع انتشار الإسلام في المناطق الكردية والفارسي دخلت كلمات عربية إلى اللغتين الفارسية والكردية والتي تستخدم كثيراً خاصة في الاتحاد مع الأفعال الطبيعية المساعدة مثل عمل، أعطى، فعل الكون. جغرافية كردستان يقول المؤلف توماس بوا، عن جغرافية كردستان :- تمتد من جبال زاغروس جنوب غرب إيران وتمتد من فارس جنوباً وحتى كرمنشاه وهمدان شمالاً وجبال طوروس جنوب تركيا تمتد من قيصرية ونهري سيمان وجيحان شرقاً وحتى انطاليا غرباً وبين زاغروس وطوروس غرباً تقع سلسلة جبال كردستان شمال غرب إيران وشمال العراق. المعنى الحرفي لكلمة كردستان هو " بلاد الأكراد" وقد استخدمت الكلمة لأول مرة من قبل السلطان سنجار في القرن الثاني عشر عندما أسس مقاطعة كبيرة بهذا الاسم إلا أنها تمتد عبر خمسة أقطار: إيران تركيا، العراق، سوريا، الاتحاد السوفييتي، و كردستان مجمع من شعاب جبلية عالية ووعرة تتراوح من (6000 قدم في تركيا إلى 14000 قدم من إيران) و في كردستان العراق ترتفع الشعاب الجبلية الكلسية لجبال زاغروس إلى 10000 قدم وتمتد كردستان العراق عبر ثلاث محافظات هي راهوك و أربيل والسليمانية فقط و أنشأ سنجار قلعة صيفة ( بهار) التي تقع شمال غربي همذان جبال زاغروس وولايات شهر زور وسنجار غربي هذه السلسلة وحتى القرن الثاني عشر لم تكن هذه المقاطعات تعرف إلا تحت عنوان جبل الجزيرة أو ديار بكر تاريخ الكرد وكردستان ألّف السيد محمد أمين زكي الوزير العراقي السابق كتاب باللغة الكردية عام 1931 من جزأين وقام بنقله إلى اللغة العربية الأستاذ محمد علي عوني عام 1936 ويعتبر أول كتاب علمي حول تاريخ الأكراد يكتب باللغة الكردية. وقسم المؤلف الجزء الأول: حول موقع المنطقة الكردية والتي كانت عبارة عن خوزستان، الجبال، العراق، أرمينية، آران، أذربيجان، وان لفظ كردستان قد أطلق من قبل السلاجقة على المناطق الواقعة بين ايالتي أذربيجان ولورستان وكرفشاه أردلان وصاوجيلا والجنوب الشرقي من ولاية أذربيجان وكذلك توجد بعض القبائل الكردية المقيمة في طهران وخراسان وهمدان ومازندران و فارس والمنطقة الواقعة بين قزوين وجيلان. الفصل الثاني: يتطرق إلى منشأ الكرد ويأخذ برأي المستشرق ولادمير مينورسكي، الذي يرى أن الشعب الكردي قد هاجر في الأصل من شرق إيران إلى كردستان الحالية واستوطن في هذه المنطقة واختلط بالأقوام القاطنة في هذه الأراضي وصاروا أمة واحدة على مدى الأيام. الرأي الثاني: يقول المستشرق (سيدني سميث) أن كردستان كانت تسكنه شعوب جبال زاغروس بينما يقيم الشعب العيلامي في أقصى الشرق الجنوبي منه وقد أبدت شعوب زاغروس نشاطاً سياسياً كبيراً في عهد كل من السومريين والأكاديين وفي أوائل عهد الآشوريين ويبدو أن سيول مهاجرات العنصر الآري (هندو-اوروبي) إلى جبال زاغروس أولاً والى شرقيها وغربيها أخيراً قد أوقعت بقايا السكان الأصليين لمنطقة جبال زاغروس وبلاد كردستان تحت سلطان هؤلاء الوافدين فجعلتهم آريين وعلى هذا فإن ثمة علاقات وثيقة بين أصول الأكراد ومنشئها الأول وبين مجموعة شعوب زاغروس المكونة من شعوب لولو، جوتي، كاسي، خالدي، والسوبارو. الفصل الثالث: يذكر الكاتب بداية نبذة حول الشعوب الكردية وأوضاعهم السياسية من الميديين حتى عصر الإسلام ويذكر أن الشعب الكردي قد اعتنق الديانة الزرادشقية عندما كان لها الذيوع في فارس وميديه قبل الميلاد بستة قرون ورغم نشاط الدعوة للدين المسيحي في أرمينيا منذ عام 33 م إلا أنه لم يلق نجاحاً كبيراً بين الأكراد ومع ظهور الإسلام واتصال الكرد بالمسلمين الأولين وجدوا أن مبادئ هذا الدين تتفق وسجاياهم فأقبلوا عليه عن طيب خاطر. ويفصل المؤلف الحديث حول كيفية اتصال الشعب الكردي بالجيوش الإسلامية بداية عام 16 هـ بقيادة سعد بن أبي وقاص و فتح نصبين و الرها ومادرين و ديار بكر، وارمينيا وشهرزور مشيراً إلى اشتراك الكرد مع الفرس في الدفاع عن الأهواز وبسا، دار ايجود ضد الجيوش الإسلامية والثورات القلاقل التي قام بها الكرد في الأهواز وفارس وكردستان وهمدان وأصفهان وفارس حتى تم تأسيس أول حكومة كردية عام (340هـ -951م ) في شمال أذربيجان والجنوب الغربي للقوقاز ودامت حتى عام م ) كما تم تشكيل الحكومة الكردية الثانية عام (1348 – 959 م ) في بلاد الجبال و دامت حتى عام 406هـ - 1015 م. ويذكر عن الكرد في عهد الإغارات التركية وهزيمة جيوش الغزنويين المكون أكثر من الكرد أمام طلائع السلاجقة من الغز الذين أغاروا على البلاد الغربية عام( 430هـ- 1029 م) ، وتأسيس الحكومات الكردية في تبرير وفارس والمواجهات التي كانت بين جيوش الغزو والقبائل الكردية في نصيبن وديار بكر والموصل وخضوع جميع البلاد الأرمنية وكردستان تدريجياً إلى حكم ألب ارسلان السلجوقي. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
هدى الخطيب
مآخذنا كعرب على سياسة بعض زعماء أكراد العراق و العلاقة الكردية الإسرائيلية بعيداً عن التعميم فالشعوب لا ذنب لها بما يفعل الساسة والزعماء علاقات دولية. وزارة الخارجية الفلسطينية –الدائرة السياسية/عمان بعيداً عن التعميم: أكراد العراق و إسرائيل في فترة عام 1931 قبل إنشاء دولة إسرائيل كان للوكالة اليهودية مندوب في بغداد تحت غطاء العمل الصحفي واسمه روفين شيلوا وقد غاص بجبال كردستان وطور صلاته مع بعض الأكراد في العراق عام 1931 وخلال عقد الستينات درب خبراء عسكريون إسرائيليون المقاتلون الأكراد التابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مصطفى البرزاني ونائبه افرايم وهو يهودي و ذلك كوسيلة للحد من التهديد العسكري العراقي المحتمل للدولة الإسرائيلية وكذلك وسيلة لمساعدة يهود العراق على الفرار إلى فلسطين، وقد أطلق على عملية التدريب هذه اسم خارفاد( السجادة) وفي منتصف الستينات التقى نائب وزير الدفاع الإسرائيلي شيمون بيريز سراً مع كمران علي بدرخان وهو قائد كردي محلي تعاون مع الإسرائيليين خلال الأربعينات والخمسينات كما أن وزيراً إسرائيلياً (هو راية لوفا الياف) تغلغل عبر جبال كردستان العراق عام 1966 ليقدم هدية للأكراد عبارة عن مستشفى ميداني، وفي نفس العام ساعد ضباط إسرائيليون قوات مصطفى البرزاني في تحقيق انتصاره على الجيش العراقي عند جبل هندارين وفي اغسطس لعب الأكراد العراق دوراً كبيراً في ترتيب هروب طيار عسكري عراقي إلى إسرائيل (فلسطين المحتلة) بطائرته الميغ وهو( منير روفا). وأثناء حرب الأيام الستة بين العرب وإسرائيل عام 1967 تزايدت المساعدات الإسرائيلية للأكراد في العراق و كان قناة اتصال بين الطرفين وهو يعقوب نمرودي الملحق العسكري الإسرائيلي في طهران ايران، حينذاك وفي بعض الأحيان ارتدى الخبراء الإسرائيليين الزي العسكري الإيراني (الملابس العسكرية الإيرانية). وفي أيلول/سبتمبر من العام نفسه زار مصطفى البرزاني فلسطين المحتلة وقدم خنجراً كردياً كهدية لموشي دايان وزير الدفاع حينذاك وطالب مصطفى البرزاني خلال الزيارة بمدافع مورتار استخدمها لاحقاً في الهجوم الذي شنته قواته ضد معامل تكرير النفط في كركوك في آذار/ مارس عام 1969 وهو هجوم ساهم الإسرائيليون في التخطيط له وقد كتب جاك اندرسون وهو محرر صحفي أميركي أن ممثلاً سرياً لإسرائيل كان يتغلغل عبر الجبال في شمال العراق شهرياً خلال هذه الفترة لتسليم مصطفى برزاني مبلغ 50 ألف دولار من إسرائيل وخلال الستينات قدمت إسرائيل عبر إيران أسلحة متقدمة لأكراد العراق خاصة الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات مصحوبة بمدربين عسكريين إسرائيليين وكذلك تلقي مقاتلون أكراد تدريباً عسكرياً في فلسطين المحتلة ، وقد زار قادة من الحزب الديمقراطي الكردستاني فلسطين المحتلة كما زار ضباط إسرائيليون كبار شمال العراق، وقد ساعدت الموساد الإسرائيلي باسم باراستن بهدف جمع معلومات عن الحكومة العراقية وقواتها المسلحة وكذلك كانت هناك مساعدات طبية خلال تلك الحقبة من إسرائيل للأكراد العراق، وزار برزاني فلسطين المحتلة لتلقي العلاج، و في عام 1973 تحدث هنري كيسنجر عن استمرار مشكلة الأكراد بالعراق و يشغل قوات بغداد هناك و يحد من مشاركتها في أي حرب إسرائيلية – عربية كما ظهر عبر مشاركة لواء عراقي واحد في حرب السادس من اكتوبر عام 1973 و قد حث الإسرائيليون أكراد العراق على القيام بهجوم عسكري واسع النطاق يتزامن مع حرب اكتوبر إلا أن كيسنجر نصح الأكراد حينذاك بعدم شن هذا الهجوم وحذرهم من التعرض لهزيمة ثقيلة إذا شنوا هذا الهجوم. و قد لجأ الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق لإسرائيل مرة أخرى للحصول على دعم الانتفاضة عام 1974 – 1975 و قد قدمت إسرائيل هذا الدعم رغبة منها في الانتقام من العراق لمشاركته في الحرب مع دول المواجهة العربية ضد إسرائيل كما أن توقيع معاهدة الصداقة، والصداقة بين العراق والاتحاد السوفييتي عام 1973 ومضاعفة الاتفاق العسكري العراقي شكلا إنذاراً لإسرائيل و تطور علاقة أكراد العراق بإسرائيل عقب انطفاء جذوة انتفاضة عام 1975 وقد أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بأن إسرائيل قدمت لأكراد العراق المال والسلاح والمدربين وقد تحدثت بعض المصادر عن وجود اتصالات بين الموساد الإسرائيلي وأكراد العراق حتى حرب الخليج الثانية وحتى هذه اللحظة. *دعم إسرائيل لأكراد العراق. استند الدعم الإسرائيلي لأكراد العراق على مبدأ سياسي اتبعه قادة الحركة الصهيونية ومن بعدها إسرائيل يقوم على مصادقة المحيط غير العربي كالأتراك والإيرانيين والأقليات الإسلامية وغير الإسلامية كالأكراد العراقيين والمسيحيين لأن إسرائيل تعيش في بيئة معادية لها. وقد تجسد الدعم الإسرائيلي للأكراد وبخاصة جماعة مصطفى البرزاني في فترتين تاريخيتين:- 1- الأولى في الفترة ما بين عام 1965 – 1975 حيث اندلعت المعارضة الكردية ضد الحكومة العراقية، فقدمت إسرائيل للأكراد الأسلحة والأموال وعقدت لهم الدورات التدريبية في فلسطين المحتلة وأمدتهم بالخبراء والمستشارين من رجال الموساد الإسرائيلي والخطط العسكرية بغية إضعاف العراق عسكرياً واقتصادياً للحؤول دون قيامه بإرسال قوات عسكرية لدعم جبهات القتال العربية ضد إسرائيل إضافة لرغبة إسرائيل في إرضاء إيران حليفتها في تلك الفترة التي كان لها أيضاً مصلحة في إضعاف العراق لوجود خلافات حدودية بين الدولتين ( حول ضم عربستان لإيران). 2- الفترة الثانية: ما بين عام 1991 – 1998 وهي التي أعقبت حرب الخليج الثانية فقد وقفت إسرائيل بكل قواها إلى جانب الأكراد العراقيين في الشمال وقدمت لهم أنواع الدعم العسكري والأمني والاقتصادي والاجتماعي بهدف إقامة كيان كردي مستقل في الشمال وإضعاف الحكومة المركزية في بغداد، ومن ثم تقسيم ذلك الكيان للحيلولة دون قيامه بأي عمل عسكري ضد إسرائيل مستقبلاً. وثمة مبررات إسرائيلية أخرى لوقوفها إلى جانب الأكراد في اعتبار العلاقات التاريخية حسنة بين الطرفين وأنهم شركاء في المصير، والأهداف وحلفاء طبيعيون وقد أسهم الأكراد العراق منذ فترة الثلاثينات من القرن العشرين حتى أواخر الستينات في تنفيذ المخططات الصهيونية الإسرائيلية وبخاصة تهريب أعداد كبيرة من يهود العراق إلى فلسطين المحتلة ويتفق الموقف الإسرائيلي والأميركي من إقامة كيان كردي في شمال العراق، ولكنه يتعارض مع الموقف التركي الذي يعتبر ذلك تعارضاً مع مصالحه وأنه يشجع أكراد تركيا على التمرد والاستقلال عنها. *الأكراد واليهود: تاريخ غزل و وعود: - منذ سنوات يضغط اليهود في اتجاه إعطاء الأكراد الاستقلال ومزيداً من السلطة في العراق وكان مسعود البرزاني هو الذي أسس العلاقة بين الأكراد واليهود والذي استمر على نهج أبيه وكما ذكرنا سابقاً وقد درب إسرائيليون الجماعات الكردية المقاتلة البشمركة الذي بلغ تعدادها أكثر من 130 ألف عسكرياً في مقابل معلومات و خدمات أفادت في احتلال العراق مؤخراً وحول هذا الموضوع قال الدكتور محمود عثمان مستشار البارزاني "( كان الإسرائيليون يطلبون من المعلومات عن الجيش العراقي وفي الوقت نفسه يزودنا بمعلومات عن تحركاته حتى المستشفى الميداني الذي أقامه الإسرائيليون في كردستان كان من أهدافه جمع أسرار استخبارية عن العراق لمصلحة إسرائيل. وفي عهد غولد مائير تدفقت الأموال والأسلحة على الأكراد وكان طليعة زائري تل أبيب إبراهيم أحمد سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني وأسهم الموساد في تأسيس جهاز المخابرات الكردية البارستن برئاسة مسعود البارزاني وفي 15 آب عام 1966 ساعد الأكراد الموساد في تأمين هرب الطيار العراقي منير روفا، إلى فلسطين المحتلة مع طائرة ميغ 21 وكان لهم اليد في نقل الفلاشا الكرد من اليهود في شمال العراق إلى فلسطين المحتلة وقد هاجر حوالي 150 ألف مواطن كردي يهودي من شمال العراق إلى فلسطين عام 1950. إن حلم وشعار إسرائيل من النيل إلى الفرات قد أصبح حقيقة والدليل على ذلك الاختراق الإسرائيلي للعراق منذ الثلاثينات الذي تم عن طريق مصطفى البرزاني والذي يحمل رتبة لواء في الجيش الإسرائيلي ومؤلف الكتاب شلومونا كيدمون وهو أكاديمي إسرائيلي من قسم الدراسات في يديعوت أحرنوت وحصل على عدة جوائز وهو الذي ذكر هذا الكلام في كتابه الموساد في العراق ودول الجوار وانهيار الأحلام الإسرائيلية و الكردية. و هناك وثائق وصور منشورة في الكتب التاريخية تدل على ذلك وفي عام 1968 قام رئيس الدول الإسرائيلية زلمان شيزار باستضافة برزاني وصور أخرى منشورة في الكتاب وصورة للبرزاني و هو مع أصدقاء له من اليسار ديفيد كرون والدكتور محمود عثمان وشمس وفي الصورة الأخرى زيارة البرزاني إلى طبريا وهو يصافح صديقه اليهودي في كردستان ديفيد جباي، في منزله ومن اليمين حاييم اليكوب رئيس الموساد الإسرائيلي في العراق، ومن اليسار تسوري جباي، وفي عام 1968 لقاء البرزاني مع رئيس الحكومة ليفي اشكوك الثالث من اليسار في القدس ويقف في أقصى اليمين ديفيد كرون و شمس الدين المغربي. وفي الصورة يظهر في حديقة الآثار في منزل وزير الدفاع موشيه دايان عام 1968 محمود عثمان مئير عوميت والوف هارون ومصطفى البرزاني و من اليسار إلى اليمين كرون ليبكوب، هروبن وعثمان رحبعام زائيفي والبرزاني. وفي الصورة الأخرى رئيس الموساد الإسرائيلي في كردستان عام 1970 وهو يداعب دباً صغيراً في معسكر للإسرائيليين في منطقة الحاج عمران والاحتفال بعيد الفصح اليهودي في كردستان دان زائيف من اليمين يوسف لونتس، وتصادوق اوفير وهؤلاء كلهم من قيادات العمليات العسكرية في كردستان وصورة أخرى مأخوذة في عام 1966 قائد المستشفى الميداني الإسرائيلي عزيز العقرة والدكتور محمود عثمان إذا ما تبقى بعد بالوثائق والصور تثبت ذلك. يقول الكاتب (حنا بطاطو) وهو يهودي عراقي وهو أول من أطلق على أن الشيعة في العراق هم الغالبية العظمى وهو الذي كتب في كتابه الجزء الثاني عن الحزب الشيوعي العراقي في صفحة 1-2 عن الأسماء الصهيونية واليهودية داخل الحزب الشيوعي العراقي ) (يهود ابراهام صادق) (حزقيل ابراهام صديق) (يسف هارون زلخة) ( يوسف منش) ( موشي كوهين) (شالوم مائير) (حزقيل مائير) (ابراهام شاؤول) ( ساسون شلومو) (موشي مختار) (ناجي شاؤول) (فرجيل شاؤول) هؤلاء من المسؤولين الكبار في الحزب الشيوعي العراقي. و يتمتع الأكراد بحماية جوية فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا وهم يملكون وكالة تجسس ناشطة جداً بارستن وكانت تتلقى بارستن رسائل من مسؤولين عراقيين كبار في السلطة في عهد الرئيس صدام حسين ، وتجمع المعلومات من المسافرين ولها أعين في أنحاء بغداد وكانت أجهزة المخابرات الإيرانية والإسرائيلية قد ساعدت في تشكيل جهاز باراستن قبل 37 سنة حينما كن الشاه يحكم طهران وحينما كان الأكراد أنفسهم منخرطين في حرب عصابات ضد حكومة بغداد، وساعد جواسيس من جهازي السافاك الإيراني والموساد الإسرائيلي على تدريب أول كوادر الاستخبارات الكردية أواخر الستينات مع محاولة زعزعة نظام البعث المدعوم من السوفيات يومذاك، وسعياً إلى حماية الأكراد من الأخطار الخارجية والداخلية عادت باراستن إلى ذروة نشاطها ويسربون عناصرها في المنظمات الأصولية الناشطة ويراقبون المقاومة السنية المتعددة الأطراف وجيش المهدي وتحركات تركيا و إيران ويعملون على منع العمليات المقاومة في المناطق الكردية وجيش المهدي و تحركات تركيا وإيران ويعملون على منع العمليات المقاومة في المناطق الكردية ويواكب الوكالة التجسسية الكردية في عملها جيش البيشمركة الذي يضم 130ألف مقاتل في الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني وقد نشأ في كردستان في الستينات من القرن الماضي سعياً إلى تحصين كردستان وتنميتها اقتصادياً و اجتماعياً وتعليمياً وقد زار مسؤولين أكراد واشنطن وتل أبيب وحصلوا على ضمانات ويساهم البيشمركة منذ دخول الأميركيين إلى العراق في لعب دور بارز استخباري عسكري داخل العراق وفي المحيط ويمانع الأكراد في دمج جيش البشمركة في الجيش العراقي و عدم الخضوع لسلطة مركزية قوية في بغداد ويفضلون المزيد من الاستقلالية على استعادة الوحدة العراقية الكاملة وتحمي عناصر من البيشمركة قواعد أميركية في الموصل وتدرب كثير منهم في معسكر الفرقة ( 101 ) الأميركية المحمولة جواً لتولي الدفاع عن قواعد أخرى، تتعرض من المقاومة العراقية، وقد أبدى الأكراد حماسة للعمل مع التحالف، إذ لا يمكن حماية كردستان واستقلالها من دون الضغوط الأميركية والإسرائيلية لا سيما تجاه تركيا وسوريا وإيران. ولم يقتصر الموساد الإسرائيلي في شراء الأراضي العراقية على غرار ما جرى في فلسطين وأكدت المصادر التركمانية أن أموالاً يهودية أسست (بنك القرض الكردي) في السليمانية وتوسعت عملية شراء الأراضي في مدينتي الموصل وكركوك الغنيتين بالنفط ومنذ عام 2003 تشكل جيش يهودي – كردي مشترك للحفاظ على استقلال الدولة الكردية مقابل منح الشركات الإسرائيلية امتيازات باستغلال الثروات النفطية والمعدنية في الشمال. ومنذ السبعينات قصد ألوف الأكراد فلسطين المحتلة من أجل تدريبات عسكرية وقد كشفت بعض المراجع عن رباط عضوي بين إسرائيل والأكراد والأمر الذي يفسر سيطرة الأكراد واليهود على 300 قرية للآشوريين والكلدان و وقوف المتمردين الكرد ضد القومية العربية. إن الأكراد يثيرون اليوم كما في الأمس( سياسة التطهير العرقي و التغيير الديمغرافي) وتدمير القرى ويصرون على الفيدرالية للتحرر من العرب وهم يتكلمون عن غياب الديمقراطية وعن مأساتهم الإنسانية و تكريد كركوك العربية، وقد كتب سليم مطر في كتابه (السيريان وكردستان المفترضة) يتحدث فيه عن المجازر التي ارتكبها الكرد بحق السريان والآشوريين على الأراضي التي تسمى اليوم بكردستان فقد قتلوا عشرات الألوف وحموا مئات القرى منذ عام 1843 حتى عام 1934 وكانوا القبضة التي بها نفذ عبد العثماني حفلات التطهير العرقي في حكاري وأضنه، الكردي العثماني أكثر بربرية من أسلوب المغول، والدليل على ذلك عندما قامت سوريا باحتضان المئات من المشردين السريان والكلدان لا بد من فتح هذه الذاكرة القديمة أمام العرب. وقد نشطت إسرائيل حالياً أكثر من السابق على خط الأكراد فنشرت ضباط الموساد وأعدت الكوادر الخاصة للإسهام في تفتيت العراق، وثمة أبناء مؤكدة عن تدريب منشقين إيرانيين وأكراد إيرانيين ليكون لهم دور في إضعاف وحدة العراق حيث لعب الأكراد دوراً مؤثراً في إنهاء وحدة العراق وتوسيع نفوذ إسرائيل ومواكبة الأميركيين في معظم حلقات التفكيك والتدمير والبلقنة ولم يكتف الإسرائيليون بتكثيف التصفيات وعمليات الذبح بين الشيعة والسنة والأكراد بل أبعدوا شيعة إيران عن شيعة العرب وعن شيعة المقاومة وفصلوا بين سنة السلطة وسنة المتشددين وتركوا السلاح يتسرب عبر الحدود وجهزوا كل شيء للانفجار الكبير في العراق، وقاموا بقتل العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات إما بقتلهم أو تهجيرهم أو سجنهم وقاموا بسرقة الآثار العراقية ونهبها وتحويلها إلى إسرائيل كل هذا بأيدي كردية وعملاء للموساد الإسرائيلي وهم يعملون الآن على ترسيخ قيام دويلات داخل العراق منها الدولة الكردية التي ستكون سكين في خاصرة العرب، وعلى تصنيع نظام عراقي يقيم علاقات ايجابية مع تل أبيب في اغتصاب الأرض و امتصاص آبار النفط وتحقيق حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات. *الإسرائيليون يستخدمون الأكراد لبناء قاعدة تسلط: - الناشر: صحيفة the guardian البريطانية: - الكاتب غازي ينغ، التاريخ 21 حزيران / يونيو 2004 وفقاً لتقرير نشرته مجلة نيويورك تايمز الأمريكية فإن عملاء الاستخبارات والجيش الإسرائيليين ناشطون في المناطق الكردية في كل من إيران وتركيا والعراق ويقومون بتوفير التدريب لوحدات المغاوير كما يديرون عمليات عسكرية من الممكن أن تزيد من زعزعة استقرار المنطقة برمتها. و كاتب التقرير هو سيمور هيرش، المراسل والفائز بجائزة Pulitzer الذي كشف فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب وعزي المصدر التقرير إلى مسؤولين سابقين وحاليين لم تذكر أسمائهم في الاستخبارات من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية و تركيا. وأهداف إسرائيل كما يذكر هيرش هي لتعزيز القوة العسكرية الكردية لكي توازن قوة الشيعة و لاستحداث قاعدة في إيران يستطيعون من خلالها التجسس على مرافق التصنيع النووي المشتبه بها في إيران. وتذكر المجلة نقلاً عن ضابط استخبارات إسرائيلي سابق دأبت إسرائيل على دعم الأكراد بطريقة ميكافيلية موازنة ضد صدام إنها سياسة واقعية. وبوقوفها في صف الأكراد فإن إسرائيل تسكب عيوناً وآذاناً في كل من إيران والعراق وسوريا السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيكون تصرف إيران إذا ما تواجدت كردستان مستقلة تربطها علاقات حميمة مع إسرائيل، فإيران لا تريد حاملة طائرات إسرائيلية بقاعدة أرضية على حدودها وبذات الوقت فإن إسرائيل بدعمها للانفصاليين الأكراد ستثير حفيظة تركيا كما ستقوض المحولات المبذولة لخلق عراق مستقل وينتقل السيد هيرش تعليقاً لمسؤول تركي كبير " إذا آل الأمر إلى عراق مقسم فإن ذلك سيجلب مزيداً من إراقة الدماء، و الدموع والألم إلى الشرق الأوسط وستقع اللائمة عليكم". هذا و تذكر Intel Brief وهي نشرة إخبارية تصدر عن مجموعة من القادة السابقين في وكالة المخابرات المركزية C.I.A في رصد لها أوائل هذا الشهر تذكر بأن موقف إسرائيل تعرض علاقاتها مع تركيا لتوتر متزايد والعلاقة على أية حال كانت متوترة بسبب الحرب، “إن الأتراك قلقون بنحو متزايد جراء توسع التواجد العسكري الإسرائيلي في كردستان والتشجيع المزعوم للطموح الكردي لإنشاء دولة مستقلة مع العمل على التغيير الديمغرافي لتوسيعها جغرافياً. و يذكر السيد هيرش بأن إسرائيل قررت الصيف الماضي تصعيد دورها في كردستان بعد أن أضحى واضحاً بأن تدخل الولايات المتحدة الأميركية في العراق آخذ في الفشل، وبسبب أن الفوضى الناتجة ستؤدي إلى تقوية إيران مبدئياً والإسرائيليون قلقون بشكل خاص من أن إيران ربما كانت بصدد تطوير قدرتها النووية. وفي الخريف الماضي أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك نائب الرئيس الأمريكي ( دك تشيني ) بأن أمريكا قد خسرت في العراق (إسرائيل تعلمت أنه لا مجال للكسب في احتلال ما )، ثم أردف مخبراً السيد تشيني "بأن المسألة هي فقط عبارة عن تجيز حجم المهانة التي ستلحق بك. ويذكر السيد هيرش بأن الحكومة الإسرائيلية بدأت منذ شهر تموز في العام المنصرم ما أسماه مسئول سابق في المخابرات الإسرائيلية بالخطة (ب) لكي تحمي نفسها من الناتج العرضي عن الفوضى الناشئة من فشل أميركا في العراق والتي ستسبق يوم 30حزيران إذا لم تنجح مسألة نقل السيارة فإنه وكما يقول عضو سابق في مجلس الأمن القومي، لن يكون هناك طريق للفرار، لاشيء ويعلق مسئول سابق آخر في المخابرات عن المحافظين الجدد ما زالوا يعتقدون أن بإمكانهم القيام بحركة بهلوانية وان يسحبوا أرنباً من القبعة في العراق ويردف قائلاً ما هي الخطة يقولون أنهم ليسوا بحاجة لخطة فالديمقراطية قوية بما فيه الكفاية، وسنحل المسألة. والجدير بالذكر أن لإسرائيل علاقات طويلة المدى مع الأكراد الذين لعبوا دوراً أساسياً في تزويد الولايات المتحدة الأمريكية بالمعلومات الاستخباراتية عن العراق قبل الحرب كانوا قد غضبوا من قرار الأمم المتحدة بشأن العراق بداية هذا الشهر حيث إن القرار لم يؤكد على الدستور الانتقالي الذي كان قد منحهم حق النقض كأقلية في الدستور الدائم مستقبلاً عليه فمن الممكن فعلياً تركهم مهمشين. وكما أخبر أحد المسؤولين الأتراك السيد هيرش فإن استقلالاً كردياً سيجلب الويلات على المنطقة الدرس المتعلم من أحداث يوغسلافيا انك عندما تمنح الاستقلال لأحد البلدان فإن الجميع سيبغون ذلك، مدينة كركوك ستكون سراييفو العراق، إذا حدث هناك فسيكون من المستحيل احتواء الأزمة. *التصدي الإسرائيلي للعمليات العسكرية للأكراد في تركيا: - وقفت إسرائيل إلى جانب تركيا ضد الأكراد فيها بصورة عامة، وضد حزب العمال الكردستاني بصورة خاصة، لعوامل عديدة من أهمها: - 1- أن حزب العمال الكردستاني قد سار في فلك الاتحاد السوفييتي والدول المؤيدة له في المنطقة. 2- وانه يحظى بتأييد وبدعم من سوريا بالإضافة إلى علاقاته مع بعض المنظمات الفلسطينية وهي بمجمله معادية ومعارضة لإسرائيل وتركيا و الغرب. 3- يضاف إلى ذلك أن إسرائيل رأت من مصلحتها العسكرية والاقتصادية والأمنية التعاون والتحالف مع تركيا منذ ذلك الحزب. 4- وقد اعتبر حزب العمال الكردستاني من وجهة النظر التركية والإسرائيلية والأمريكية حزباً إرهابياً يهدد الأمن والسلام في المنطقة. لقد تجسدت المساعدات الإسرائيلية لتركيا في مجال التصدي لحظر حزب العمال الكردستاني من خلال المجالات الآتية: - 1- تقديم المعلومات الأمنية و الاستخباراتية والعسكرية عن حزب العمال الكردستاني وسبل التصدي لأخطاره، وكم قدمت معلومات مهمة عن المنظمات الكردية في مختلف أنحاء العالم بخاصة عن تلك الحزب (لأن إسرائيل لها خبرة في محاربتها لمنظمة التحرير الفلسطينية). 2- تقديم المساعدات الأمنية والعسكرية و التقنيات ذات المستوى العالي لمراقبة الحدود التركية التي كان يتسلل منها عناصر حزب العمال الكردستاني إضافة إلى وضع الألغام و المتفجرات والأسلاك الشائكة في تلك المناطق. 3- إرسال الخبراء والمستشارين الأمنيين لمساعدة الحكومة التركية في التصدي لعمليات حزب العمال الكردستاني. 4- قدمت إسرائيل المعلومات والخطط اللازمة لإلقاء القبض والاغتيال لقادة حزب العمال الكردستاني وخاصة وقد ركز التعاون التركي الإسرائيلي جهوده في القبض على عبد الله أوجلان في عام 1998 – 1999 و تم إلقاء القبض عليه في كينيا بالتعاون مع أميركا وخاصة لها خبرة في اغتيال قادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وتونس، وغيرها من العواصم الأوروبية. *علاقة الأكراد بالولايات المتحدة الأمريكية: - بدأت العلاقة في نهاية الستينات عندما اشتد الصراع بين الحكومة العراقية، والأكراد فقد ساندت الولايات المتحدة الأكراد بزعامة مصطفى البرزاني ووفرت لها المال والسلاح بشكل سري وكما نسقت مع حكومة الشاه إيران من اجل مساندة الأكراد في قتالهم ضد الحكومة المركزية في العراق والتي كانت تأخذ جانب الاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة بين القطبين والحقيقة هي أن الدعم الأمريكي للأكراد العراقيين لم يكن يستند إلى اقتناع الإدارة الأمريكية بعدالة القضية الكردية أو مشروعية مطالب الأكراد و إنما جاء هذا الدعم لتحقيق مصالح أمريكية في العراق وهي إضعاف الحكم العراقي والضغط عليه لإخراجه من تحالفه مع الاتحاد السوفييتي والاستجابة للتوجهات الأمريكية والضغط عليه لإخراجه من تحالفه مع الاتحاد السوفييتي والاستجابة للتوجهات الأمريكية – الإيرانية هو ما كان بتوقيع اتفاقية الجزائر مارس عام 1975 حيث تنازل العراق عن شط العرب، لإيران وأقر العراق بنوداً سياسية غير معلنة مقابل تخلي إيران، وأمريكا عن دعم المقاتلين الأكراد غير أن أميريكياً ظلت تستخدم ورقة الأكراد كورقة ضغط وسلاح ذو حدين (الثواب والعقاب) في تعاملها مع العراق وتركيا بشكل خاص، و في هذا السياق تستخدم الإدارة الأمريكية المتعاقبة المال لكسب ولاء الأكراد حتى تمدها بالمعلومات الاستخباراتي وإقامة شبكات الاتصال لمواجهة أية تحركات عراقية حكومية من جهة و لنيل ثقة الأكراد من جهة أخرى. و الأخطر من ذلك عندما أكد وزير الخارجية الأمريكي في رسالة للأكراد من أنهم الحلفاء في الحملة الأمريكية المقبلة لمكافحة الإرهاب على العالم وكانت إشارة واضحة في تقسيم العراق والبحث عن كرزاي عراقي يحكم العراق، إن لجوء أمريكا إلى ترسيم خارطة دويلة كردية في المثلث الخطر المشرف على الشام و إيران و بغداد سوف يسمح حتماً بتصدير القلاقل عن طريق إثارة الجيوب الكردية التي ربما ستتعاطف مع إعلان الدولة لكردية في هذه المناطق علماً بأن عدد الأكراد في العراق لا يتجاوز 3.8 مليون وهم أقلية مقارنة مع أكراد تركيا الذي يبلغ عددهم مليون كردي، ويعتبر حزب العمال الكردستاني في تركيا أن بريطانيا وأمريكا تناوبتا على صنع الخديعة الكردية الكبرى بإقناع الأكراد بأن شمال العراق حصراً هو مركز تاريخي صالح لإقامة دولة كردية لإنهاء معاناتهم المعاصرة، وتعتبر أمريكا وبريطانيا وتركيا أن نضال حزب العمل الكردستاني بمثابة إرهاب منظم في حين تتعامل مع مسعود البرزاني وجلال الطالباني في شمال العراق و كأنها بعض الفصول المشرفة في النضال من أجل الحرية وتحقيق المصير للأكراد في شال العراق. ويتجه الحلف الأمريكي الجديد إلى إحاطة حوض النفط الأضخم في العالم (قزوين والخليج بذراعين استراتيجيتين: - 1- الأولى في الشمال تضم تركيا ودولة كردية في شمال العراق وثم اوزبكستان و تركمانستان وهي دول موالية لأمريكا وتشكل حربه في عمق آسيا الوسطى تسمح لأمريكا أن تسيطر على حقول النفط الشمالية من كركوك والموصل وحتى بحر قزوين وكما تسمح لها بالسيطرة على شبكة الأنابيب التي امتدت مؤخراً من تركمانستان وكازخستان عبر تركيا والبحر الموسط. 2- الذراع الثاني: في الجنوب فتضم اسرئيل، الأردن، و جنوب العراق وهذه المنطقة المتصلة جغرافياً تسمح بالسيطرة على نفط الخليج، كما أنها تفسح في المجال لتأمين الحركة اللوجستية للقوات البرية بحيث تتصل القوات الأمريكية في الخليج بمستودعات الأسلحة في إسرائيل، وجنوب العراق المحتل و بذلك اعتقدت أمريكا أنها أحكمت كماشتها الاستراتيجية في الاتجاهين وحاصرت أي محور إقليمي مناوئ لمصالحها. *من يحكم العراق؟-(إسرائيل)؟! دخلت إسرائيل الأراضي العراقية تم ذلك عبر عدة محاور:- 1- عن طريق بروتوكولات حكماء صهيون والتي تقول من النيل إلى الفرات. 2- وعن طريق التلمود الذي ينّص على القانون 137 يتحدث فيها عن المرأة العراقية والذي سماها الإسرائيلية البابلية والمزمور 137 والذي يقول يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة. 3- عن طريق الأكراد في شمال العراق وعن طريق مجلس الحكم الانتقالي وعن طريق عائلة الحكيم الإيرانية الأصل، وعن طريق الحزب الشيوعي العراقي، و عن طريق حزب الدعوة، وعن طريق الحزب الوطني العراقي. 4- وعن طريق أحمد الجلبي وكنعان مكية البروفيسور العراقي الذي استقبله جورج بوش وعن طريق البروفيسور الشيعي اللبناني فؤاد عجمي و غيره اقنعوا الأمريكان بأن الشعب العراقي سيستقبل القوات الأمريكية بالورود والسكاكر. 5- قالت صحيفة (جمهورية) التركية أن الموساد الإسرائيلي يقوم بشراء الأراضي العراقية و قد خصص أكثر من ثلاثمائة مليون دولار لشراء أراضي وممتلكات العرب والتركمان في كركوك والموصل و أربيل والفالوجة وبعقوبة وصلاح الدين. 6- يقول الصحفي الأميريكي توماس فريدمان: أن الحرب على العراق قامت بجهود اللوبي اليهودي من المحافظين الجدد مثل ريتشارد بيرل وولفوفيتز. 7- وان 185 وزيراً أمريكياً يحكمون العراق من اليهود، ومنهم في بغداد (ديفيد تومي لوزارة المالية)، (روبر رافائيل يهودي لوزارة التجارة) (ليشات يهودي للزراعة ) و(مستشاره دون امستوز وديفيد لينش يهودي للنقل و المواصلات ) و(نوح فيلدمان) وهو يهودي كتب الدستور العراقي والذي استمد أحكامه من التوراة و(فيليب كارول) وزيراً للنفط، و(بولا دوبريانسكي) يهودية ماسونية لقضايا المرأة و(مارك كلارك) وزيراً للرياضة وهو صاحب نظرية إحلال الرياضة محل وزارة الدفاع، (دور اريدمان) وزير التعليم العالي وهو يرأس شركة أمن خاصة مع يهود شركاء له، أما وزارة التربية و التعليم فيها ستة مستشارون ثلاثة منهم يهود، بينهم يهودية صهيونية من أصل تشيكي هذه كانت المسؤولة المباشرة عن السيد مفيد الجزائري في البوليس السري في براغ حسب التقرير الذي نشرته الحكومة التشيكية عام 1922 يقول صدر الدين الجبانشي عضو في مجلس الحكم أن التلفزيون العراقي يدار بالكامل من قبل ضباط إسرائيليين وأيضاً شيمون بيريز صرح لراديو إسرائيل يوم 2/12/2003 أن عدنان الباجة جي رئيس الدورة الحالية لمجلس الحكم مستعد لإقامة علاقة مع إسرائيل وتقول جريدة عراقية أن أحمد الجلبي زار إسرائيل عدة مرت والتقى فيها افرايم هاليفي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ويدعي أحمد الجلبي بأنه خريج المدرسة اليهودية و في عام 190 التقى الجلبي مع داني روتشيل رئيس دائرة البحوث في سلاح الاستخبارات الإسرائيلية في مكتب الجلبي في لندن وبحثا موضوع جمع المعلومات عن مصير أسرى إسرائيليين مفقودين في العراق، ونأتي إلى سامي شلبي الذي هوذن اسمه و حول اسمه إلى سام شلابة الذي يرأس شركة محاماة الدولية العراقية والذي يملكه مارك زيل وهو إسرائيلي ومركز المكتب في القدس، ويقول الجنرال الاحتياطي شولمو برون لـ BBC في 4 ديسمبر أن إسرائيل عززت في قناعة الأميريكيين والبريطانيين بأن أسلحة الدمار الشامل موجودة في العراق وكما أعلن عدة مرات باقر الحكيم في إيران عن وجود أسلحة دمار شامل موجودة في أحياء شعبية في الكوت وفي مدرسة ثانوية العمارة للبنات، وقال نوري المرادي:"لا تعجبوا إذا شاهدتهم شارون يتجول في شوارع بغداد، وكان بتاريخ 14/12، يحضر إحدى جلسات استنطاق الرئيس صدام حسين، أو يتجول في شوارع كردستان حسب شهود عيان ألم تقل صحيفة الغارديان البريطانية أن الإسرائيليين يدربون القوات الأمريكية على عمليات الاغتيال والقمع والمطاردة داخل المدن و الشوارع والأحياء العراقية، سؤال لماذا أصبح الأكراد خنجراً مسموماً يستخدمه الصهاينة لتخريب العراق وتفتيته " هذا ما نقلناه عن قناة الجزيرة في الاتجاه المعاكس". تقول الوطن السعودية استندت حقيقة التغلغل الإسرائيلي في العراق إلى عدد من المعطيات التي أشارت إلى وجود إسرائيليون يحملون الجنسية الإسرائيلية في محافظات العراق الشمالية قبل سقوط النظام وبعد ذلك التاريخ اتسع التغلغل الإسرائيلي ليشمل مدناً عراقية من بينها بغداد والبصرة والموصل وكركوك بوصفها أكثر أهمية بين المحافظات العراقية وقد أكد عدد من المعتقلين العراقيين الذين أطلق سراحهم بعد فضيحة سجن أبو غريب أنهم خضعوا للتحقيق أمام رجال الموساد الإسرائيلي واستطاع المعتقلون أن يعرفوا على هويات المحققين من خلال نوعية الأسئلة، واستفساراتهم عن مناطق وأماكن عراقية كانت تضم معالم يهودية وأثرية مقدسة، و ذكر شهود عيان عن وجود عدد كبير من الموساد الإسرائيلي في سجن تكريت وهم يتحدثون اللغة العبرية فيما بينهم وفي هذا السياق استقال عدد كبير من الحرس الوطني بعد معرفتهم بوجود ضباط إسرائيليين في إحدى القواعد الواقعة شمال غرب بغداد، وعن رؤيتهم أشخاصاً يرتدون القلنسوة اليهودية، يجولون في مرافق المعسكر ويقومون بمهمات التحقيق مع المتهمين بتنفيذ العمليات المسلحة. و على المستوى الاقتصادي اعترف وزير التجارة العراقي محمد الجبوري أن شركات إسرائيلية حصلت على عقود ضمن عمليات الاعمار وأن عدد من التجار العراقيين تعاقدوا مع خمس شركات إسرائيلية ووجود بضائع إسرائيلية دخلت إلى العراق وتشمل مواد غذائية ومنزلية وبضائع أخرى ومستحضرات التجميل كانت تحمل نجمة السداسية، ونسب إلى سفير العراق في بريطانيا صلاح الشيخلي قوله أن هناك رغبة لدى عدد من رجال السياسة والأعمال العراقيين تؤيد إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومثال على ذلك زيارة الألوسي إلى إسرائيل وهو قيادي في الحزب الوطني العراقي، وخصوصاً بعد أن هدد الألوسي بالكشف عن تفاصيل الملف السري لدى الشخصيات العراقية التي تتعامل مع إسرائيل بشكل سري. *وقد استخدمنا في دراستنا الكثير من المصادر والمجلات والمراجع التاريخية بالعربية والأجنبية وحتى من المكتبات الروسية وهذه موثقة بالوثائق والصور. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
[align=justify]
أشكر الأستاذة نصيرة على المعلومات الموسعة التي أثرت بها الملف حول المذاهب و الإتجاهات الـتأويلية في الإسلام. رغم أن المرجع واحد و رغم أن النبي واحد و رغم أن المقاصد واضحة، انقسم المسلمون إلى طوائف و مدارس متعددة، بعضها متنافرة. في هذا المشهد المتمايز تراودنا تساؤلات مشروعة: يمكن أن نختزلها في استفهامين أو ملاحظتين: * هل كان العقل الجمعي العربي عاجزا عن التكيف مع الإرث النبوي؟ أ لا يمكن أن نفترض أن العرب يحتاجون إلى مرشد مطلق لتحقيق وحدتهم الداخلية و الحفاظ عليها، إذ بمجرد موت النبي نشب الخلاف حول خليفته، حيث اختار فريق من الصحابة أبو بكر الصديق و عارضه آخرون؟ لقد أكد النبي في مناسبات متنوعة للمسلمين أن التشبث بكتاب الله و سنته هو الوسيلة الوحيدة لحماية الجبهة العربية من التمزق، فما الذي حدث؟ اندلع الصراع و هو لا يزال جسدا طريا تحت الثرى؟ لماذا؟ * أستاذة هدى، إذا أضفت عبارة :"رضي الله عنه" إلى علي بن أبي طالب فلن أتردد في أضافتها أيضا إلى معاوية بن أبي سفيان. و لست لا سلفيا و لا وسطيا و لا أي وصف فئوي آخر. الرجلان أرادا الوصول إلى السلطة، فنشب صراع بينهما حسمه معاوية بن أبي سفيان، فما الذي يتميز به علي بن أبي طالب عن معاوية بن أبي سفيان؟ يقول الشيعة إن علي من آل البيت و أقول إن الإسلام ليس دينا عائلة محددة من المسلمين، إنه رسالة كونية. وصول علي بن أبي طالب إلى الحكم طرح مسألة من يأتي بعده، كل المسلمين تأسيسا على تعاطفهم مع أهل محمد سيقبلون اقتراح تفويض السلطة إلى ذريته(أقصد ذرية علي، فمن مفارقات القدر أن مات كل الذكور الذين خلفهم النبي محمد). و ازدادت مسألة التوريث وضوحا لدى مطالبة الحسين بملك والده كأحد مبررات ثورته على يزيد بن معاوية. الخلاصة المركزة أن الإسلام ليس دين عائلة محددة، كما أنه لا يوجد معيار غير الحصافة العقلية و المردودية الوطنية و القومية و الإنسانية للمفاضلة بين الناس. هكذا هو اعتقادي. لك تحياتي أستاذة هدى. [/align] |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
سيّد هشام طبعاً أنا لم أقصد القول أن السلفية/ الوهابيون يساوون بين سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه وبين معاوية بن أبي سفيان ( فضل عليّ معروف عند كل المسلمين) ولا حتى بين معاوية وابو بكر الصديّق وأو عمر بن الخطّاب أو حتى قريبه عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين ، هؤلاء الأربعة هم الخلفاء الراشدون ومكانتهم واضحة عند كل أهل السنة على اختلاف مدارسها. ولا هم حتى يساوون بين معاوية وبين أي من العشرة " المبشرون بالجنة " وفضل الصحابة ممن دخلوا الإسلام قبل فتح مكة واضح عند كل أهل السنة والجماعة، ومعاوية دخل الإسلام كما تعلم بعد فتح مكة المكرمة. أهل البيت لا تعني دائماً القرابة، فسلمان كان فارسي والرسول صلى الله عليه وسلّم قال: (( سلمان منّا اهل البيت)) وأبو لهب كان عم الرسول (ص) وهو من أهل النار ونزلت به سورة . وبالعودة إلى النبي نوح عليه السلام يحدثنا القرآن الكريم عن ابنه الكافر الذي أُغرق في الطوفان واستنجد نوح (ع) بالله سبحانه: ( ابني ) طالباً النجدة لابنه ، وأجابه الله سبحانه ليس منك إنه عمل غير صالح. عليّ دخل الإسلام طفلاً رضي الله عنه وهو يختلف عن اخوته وأقاربه لكونه ربيب الرسول ، رسول الله صلى الله عليه وسلّم وزوجته خديجة رضي الله عنها من تعهداه بالتربية والتأديب وقد نشأ في كنفهما، ومن ربّى معاوية وأدبه كان أبو سفيان وزوجه هند ابنة عتبة وشتّان بين تربية الرسول وتربية أبوسفيان وهند! وحتى الذين وقفوا مع معاوية ضد عليّ في سبيل مصالحهم كانوا يعرفون فضل عليّ ، ولا يحضرني الآن اسم مَن من أتباع معاوية قال: (( الصلاة خلف عليّ أقوَم والطعام عند معاوية أطيب )) وعليّ رضي الله عنه كان مفكراً متوقد الذكاء وقال الرسول صلى الله عليه وسلّم : (( أنا مدينة العلم وعليٌ بابها )) وهو في حقيقة الأمر لم يكن على خلاف مع أبو بكر وعثمان وعمر رضي الله عنهم، بالعكس كان مستشارهم وعمر تحديداً كان لا يقوم بشيء دون أن يستشير عليّ، والخلط وأحاديث العداوة غير صحيح وكله مدسوس أو موهوم في بعض المذاهب والشواهد على هذا لا تعد ولا تحصى. معاوية كان بلا أدنى شك من وجهة نظري لديه ثأر ويريد استرداد الحكم لبني أمية وهو الذي عطّل دورة الخلافة والشورة وعلى هذا خاصمه عليّ وليس من أجل حكم بني هاشم. شكراً لك وتفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي [/align][/cell][/table1][/align] |
الساعة الآن 27 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية