![]() |
ديوان الشاعرة العراقية (نازك الملائكة)
نازك الملائكة شاعرة عراقية ولدت في بغداد 1922 ، أستاذة جامعية في الأدب المقارن، توفيت في القاهرة 2007 ------------------------- الكوليرا شعر : نازك الملائكة سكَن الليلُ أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ في كل فؤادٍ غليانُ في الكوخِ الساكنِ أحزانُ في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ الموتُ الموتُ الموتْ يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ طَلَع الفجرُ أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين عشرةُ أمواتٍ, عشرونا لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ مَوْتَى, موتَى, لم يَبْقَ غَدُ في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ الموتُ الموتُ الموتْ تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ الكوليرا في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ استيقظَ داءُ الكوليرا حقْدًا يتدفّقُ موْتورا هبطَ الوادي المرِحَ الوُضّاءْ يصرخُ مضطربًا مجنونا لا يسمَعُ صوتَ الباكينا في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداءْ في كوخ الفلاّحة في البيتْ لا شيءَ سوى صرَخات الموتْ الموتُ الموتُ الموتْ في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ الصمتُ مريرْ لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ حتّى حَفّارُ القبر ثَوَى لم يبقَ نَصِيرْ الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ الميّتُ من سيؤبّنُهُ لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ يبكي من قلبٍ ملتهِبِ وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ لا شيءَ سوى أحزانِ الموتْ الموتُ, الموتُ, الموتْ يا مصرُ شعوري مزَّقَهُ ما فعلَ الموتْ [ 1947 ] لقراءة المزيد الاطلاع على الرابط التالي: arabicnadwah.com/arabpoets/colera-nazik.ht |
ماذا يقول النهر؟نازك الملائكة
ماذا يقول النهر؟ أقصوصة ينسجها من رقص ضوء القمر ينسجها من غزل ناعم يداعب النخل به المنحدر من نور مصباح يغذّي الدجى حرارة ويستثير الشجر من وقع مجداف خفيف الخطى يشقّ في الظلمة صدر النهر ماذا يقول النهر؟ أغنية قديمة , بنت ليال طوال غنّى أساها مرّة عاشق والليل سكران بكأس الجمال مثقلة بالدفء , ما زال في ألحانها بعض حنين الجمال وخشعة الهودج تحت الدجى < ووقع أقدام الداة الثقال *** تسبيحة من بابل النشوى بعطر البخور وموكب الكهّان في معبد دجلة يطوي سرّه والصخور وذكريات الليل والشمس عن (مدينة الشمس ) وراء العصور وعن (حمورابي ) وعن حبّه وما طوى سفر الزمان الغدور *** ماذا يقول النهر؟ دعي غلاف السرّ كثّا عميق لو كشف الزّنبق ألغازه لم يبق معنى لشذاه الرقيق دعي غلاف السرّ كثّا عميق لو كشف الزّنبق ألغازه لم يبق معنى لشذاه الرقيق http://www.almksa.net/up/uploads/1fcb11c90f.jpg |
رد: ماذا يقول النهر؟نازك الملائكة
صباح الخير الأخت نصيرة
... في انتظار قراءتك لقصة "الظلال أهمّ من كائناتها في الصحراء"... أو قراءة "ونعب الخبراء..." أو إحدى القصص الأخرى وشكرا. |
سوسنة إسمها القدس.نازك الملائكة
http://www.alzahraa.net/upload/villa.../jerusalem.JPG
اذا نحن مُتنا وحاسبنا اللهُ: قال: ألم أعطكم موطنا؟ أما كنت رقرقتُ فيه المياه مرايا؟ وحليته بالكواكب؟ زينتُهُ بالصبايا؟ وعرشت فيه العناقيد ، بعثرت فيه الثمر؟ ولونت حتى الحجر؟ اما كنتُ انهضت فيه الذُرى والجبال؟ فرشت الظلال؟ وغلفتُ وديانهُ بالشجر؟ أما كنتُ فجرتُ فيه الينابيع، كللتُهُ سوسنا؟ سكبتُ التآلق والاخضرار على المنحنى؟ جعلتُ الثرى عابقاً ليناً؟ أما كنت ضوأت بالأنجم المُنحدر؟ وفي ظلماتٍ لياليكمو ، أما قد زرعتُ القمر؟ فماذا صنعتم به؟ بالروابي؟ بذاك الجنى ؟ بما فيه من سكرٍ وسنا ؟ سيسألنا اللهُ يوماً ، فماذا نقولُ؟ نعم ! قد مُنحنا الذُرى السواقي ومجد التلول وهُدب النجوم ، وشعر الحقول ولكننا لم نصُنها ولم ندفع الريح والموت عنها فباتت كزنبقةٍ في هدير السيول نعم ! ودفعنا بأقمارها للأفول وقامر جُهالنا بالضحى بالربى بالسهول بسوسنةٍ اسمها القدسُ ، نامت على ساقية الى جانب الرابية وتُمطر فيها السماءُ خُشُوعاً ، تُصلي الفصول ويركعُ سُنبلها، تتهجدُ فيها الحقول وعبر مساجدها العنبرية أسرى الرسول فماذا صنعنا بوردتنا الناصعة؟ الهي تعلم أنت ، ونعلمُ، ماذا صنعنا بوردتنا ، قد نزعنا، نزهنا وُريقاتها ودلقنا شذاها الخجول وهبنا صباها لأذرع عول لأشداع عقربةٍ جائعة فكيف اليها الوصول؟ ونخشى غداّ ان يجيء الضبابُ وليلُ الضباب يطول ويفصل ما بين أقدامنا والوصول وقد تتمطى عصور الضباب بنا ، وتزول كواكبُنا ثم تأتي السيول وتجرف شتلاتنا، وتطول ظلالُ الكآبةْ تغرقُ في غمرات الذُهُول وتأتي الرياح وتمسحُ جنتنا الضائعة وتخبو امانينا ، وأمتداداتها الشاسعة ويطوي الذبول سنابلنا رب عفوك ، ماذا نقول وفي عتباتك كيف تُرى سيكون المثول؟ فأنت منحت الجناح الطليق ، ونحن اخترعنا القيود وهبت لنا القُدس ، ونحنُ دفعنا بها لليهود.. |
إن شاء الله.نازك الملائكة
ناديت الوردة ذات صباح : " يا وردة إني عطشى "
فرنت وانتفضت وابتسمت وجها , قلبا , شفة , رمشا منحتني العطر , اللون , الحبّ , وما بخلت فرشت لي خدّيها وحنت .. .. .. .. وسألت حبيبي أن ألقاه فتطلّع فيّ وقال : أجل , إن شاء الله.. بضعة ألفاظ ثم مضى وعد منه وحماس من قلبي ورضى وغدا أو بعد غد يحضر إن شاء الله.. إن شاء الله.. وعد في شفة الزنبق غطّى المرج شذاه وتألّق فجر منبثق خلف مسافات مبهوره ونسائم تعبر في وديان مسحوره (إن شاء الله ) رؤى أغنية طافحة وندى وصلاه (إن شاء الله ) تسابيح وصدى أجراس وبشاشة كأس لامس كأس (إن شاء الله ) تفجّر أعياد وحياه وتلاقي أعناب ومياه *** فجّرت العالم بالخضره (إن شاء الله ) وجاش البحر وأعطانا سمكا ولآلي ورشاشا رطّب أوجهنا ورؤانا (إن شاء الله ) وألف يد مرّت وتيقّظ ألف وتر وتألّق حولي ألف قمر وأنا ما زلت أعيش وأحلم أن ألقاه فمتى يشرق لي فجرك يا (إن شاء الله ) ؟ *** ( هل ) و ( متى ) لحن جفون ضارعه وشفاه هل تحضر ؟ هل يأتي المطر ؟ هل يسخو العطر وينهمر ؟ إن شاء الله إن شاء الله ومتى يسري نسغ السكّر في الرمّان الحامض ؟ والفجر متى يظهر ؟ والشاطىء بعد ضنى الأسفار متى سنراه إن شاء الله ؟ في الرمّان الحامض ؟ والفجر متى يظهر ؟ والشاطىء بعد ضنى الأسفار متى سنراه إن شاء الله ؟ |
رد: إن شاء الله.نازك الملائكة
وأنا ما زلت أعيش وأحلم أن ألقاه فمتى يشرق لي فجرك يا (إن شاء الله ) ? إن شاء الله يا نصيرة إن شاء الله كم فعلت بنا هذه العبارة وكم انتظرناها وما أتت من حينها عرفت ان البعض يطيب له استخدامها عند الأستحالة استاذة نصيرة هذه القصيدة أثرت في نفسي أكثر مما تتصوري شكرا ً لانك لفت نظري إليها كم تمر علينا أشياء نجهلها ونحن نعلمها علم اليقين اتمنى لك اوقات طيبة اختي الحبيبة نصيرة |
رد: إن شاء الله.نازك الملائكة
فعلا أحيانا لا نجد أمامنا إلا الأماني و إن شاء الله و نحن نرى الإستحالة تسخر منا.
تحياتي لك أختي ميساء |
مَرَّ القطار.نازك الملائكة
الليل ممتدُّ السكونِ إلى المدَى
لا شيءَ يقطعُهُ سوى صوتٍ بليدْ لحمامةٍ حَيْرى وكلبٍ ينبَحُ النجمَ البعيدْ، والساعةُ البلهاءُ تلتهمُ الغدا وهناك في بعضِ الجهاتْ مرَّ القطارْ عجلاتُهُ غزلتْ رجاءً بتُّ أنتظرُ النهارْ من أجلِهِ .. مرَّ القطارْ وخبا بعيداً في السكونْ خلفَ التلال النائياتْ لم يبقَ في نفسي سوى رجْعٍ وَهُونْ وأنا أحدّقُ في النجومِ الحالماتْ أتخيلُ العرباتِ والصفَّ ا لطويلْ من ساهرينَ ومتعبينْ أتخيلُ الليلَ الثقيلْ في أعينٍ سئمتْ وجوهَ الراكبينْ في ضوءِ مصباحِ القطارِ الباهتِ سَئمتْ مراقبةَ الظلامِ الصامتِ أتصوّرُ الضجَرَ المريرْ في أنفس ملّت وأتعبها الصفيرْ هي والحقائبُ في انتظارْ هي والحقائبُ تحت أكداسِ الغبارْ تغفو دقائقَ ثم يوقظها القطارْ وُيطِلُّ بعضُ الراكبينْ متثائباً، نعسانَ، في كسلٍ يحدّق في القِفارْ ويعودُ ينظرُ في وجوهِ الآخرينْ في أوجهِ الغُرَباء يجمعُهم قطارْ ويكادُ يغفو ثم يسمَعُ في شُرُودْ صوتاً يغمغمُ في بُرُودْ " هذي العقاربُ لا تسيرْ ! كم مرَّ من هذا المساء؟ متى الوصولْ ؟" وتدقٌّ ساعتُهُ ثلاثاً في ذُهُولْ وهنا يقاطعُهُ الصفيرْ ويلوحُ مصباحُ الخفيرْ ويلوحُ ضوءُ محطةٍ عبرَ المساءْ إذ ذاكَ يتئدُ القطارُ المُجْهَدُ ... وفتىً هنالكَ في انطواءْ يأبى الرقادَ ولم يزلْ يتنهدُّ سهرانَ يرتقبُ النجومْ في مقلتيه برودةٌ خطَّ الوجومْ أطرا فَهَا .. في وجهِهِِ لونٌ غريبْ ألقتْ عليه حرارةُ الأحلام آثارَ احمرارْ شَفَتاهُ في شبهِ افترارْ عن شِبْهِ حُلْمٍ يفرُشُ الليلَ الجديبْ بحفيفِ أجنحةٍ خفيّاتِ اللُحونْ عيناهُ في شِبْهِ انطباقْ وكأنها تَخْشَى فرارَ أشعةٍ خلف الجفونْ أو أن ترى شيئاً مقيتاً لا يُطَاقْ هذا الفتى الضَّجِرُ الحزينْ عبثاً يحاول أن يرَى في الآخرينْ شيئاً سوى اللُغْزِ القديمْ والقصّةِ ا لكبرى التي سئمَ الوجودْ أبطالهَا وفصولهَا ومضَى يراقبُ في برودْ تَكْرارَها البالي السقيمْ هذا الفتى..... وتمرُّ أقدامُ الَخفيرْ وُيطل وجهٌ عابسٌ خلفَ الزُجاجْ، وجهُ الخفير! ويهزُّ في يدِهِ السِراجْ فيرى الوجوهَ المتعَبة والنائمينَ وهُمْ جلوسٌ في القطارْ والأعينَ المترقبة في كلّ جَفْنً صرخةٌ باسمِ النهارْ، وتضيعُ أقدامُ الخفير الساهدِ خلفَ الظلامِ الراكدِ مرَّ القطار وضاع في قلبِ القفارْ وبقيت وحدي أسألُ الليلَ الشَّرُود عن شاعري ومتى يعودْ ؟ ومتى يجيء به القطارْ ؟ أتراهُ مرَّ به الخفير ورآه لم يعبأ به .. كالآخرينْ ومضى يسيرْ هو والسِّراجُ ويفحصانِ الراكبين وأنا هنا ما زلتُ أرقُبُ في انتظارْ وأوَدُّ لو جاءَ القطارْ |
مرثية يوم تافه .نازك الملائكة
لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ
وانتهى اليومُ الغريبُ ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ وغدًا تمضي كما كانت حياتي شفةٌ ظمأى وكوبُ عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ وإِذا ما لمستْهُ شفتايا لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا لم تجد حتى بقايا انتهى اليومُ الغريبُ انتهى وانتحبتْ حتى الذنوبُ وبكتْ حتى حماقاتي التي سمّيتُها ذكرياتي انتهى لم يبقَ في كفّيّ منه غيرُ ذكرى نَغَم يصرُخُ في أعماق ذاتي راثيًا كفّي التي أفرغتُها من حياتي, وادّكاراتي, ويومٍ من شبابي ضاعَ في وادي السرابِ في الضباب كان يومًا من حياتي ضائعًا ألقيتُهُ دون اضطرابِ فوق أشلاء شبابي عند تلِّ الذكرياتِ فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ كان يومًا تافهًا. كان غريبًا أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي إنه لم يكُ يومًا من حياتي إنه قد كان تحقيقًا رهيبا لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها هي والكأسُ التي حطّمتها عند قبرِ الأمل الميِّتِ, خلفَ السنواتِ, خلف ذاتي كان يومًا تافهًا.. حتى المساءِ مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ كلُّها حتى المساءِ عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ وامّحتْ حتى بقايا ألمي, حتى ذنوبي وامّحى صوتُ حبيبي حملت أصداءه كفُّ الغروبِ لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي وصدى يومٍ غريبِ كشحوبي عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي |
رد: مرثية يوم تافه .نازك الملائكة
عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي قمة اليأس هنا عند نازك الملائكة وربما تشبه حالة اليأس التي نعاني منها حاليا ً كل شيء حولي ولكني لا أرى شيء ولا أسمع شيء أحاول في هذه اللحظة هزم اليأس واعادة التعرف على الأشياء غاليتي نصيرة شكر كبير لك من اعماق قلبي لانك باستمرار تجذبينا نحو الحياة |
إلى زائر لم يجيء.نازك الملائكة
..ومر المساء ، وكاد يغيب جبينُ القمر وكدنا نشيع ساعاتِ امسيةٍ ثانية ونشهد كيف تسير السعادةُ للهاوية ولم تأتِ انت.. وضعت مع الامنياتِ الاخر وأبقيت كرسيك الخاويا يُشاغل مجلسنا الذاويا ويبقى يضج ويسأل عن زائرٍ لم يجيء وما كنت أعلم انك ان غبت خلف السنين تخلف ظلك في كل لفظٍ وفي كل معنى وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل منحنى وما كنت اعلمُ انك أقوى من الحاضرين وان مئاتٍ من الزائرين يضيعون في لحظةٍ من حنين يمُدُ ويجزُرُ شوقاً الى زائرٍ لم يجيء ولو كنت جئت ... وكنا جلسنا مع الآخرين ودار الحديث دوائر وانشعب الاصدقاء أما كنت تصبح كالحاضرين وكان المساء يمر ونحن نقلب اعيننا حائرين ونسأل حتى فراغ الكراسي عن الغائبين وراء الاماسي ونصرخ ان لنا بينهم زائراً لم يجيء ولو جئت يوماً – وما زلت أوثر الا تجيء لجف عبيرُ الفراغ الملون في ذكرياتي وقُص جناح التخيل واكتابت اغنياتي وامسكت في راحتي حطام خيالي البريء وادركت اني احبك حلما وما دمت قد جئت لحماً وعظماً ساحلم بالزائر المستحيل الذي لم يجيء |
رد: إلى زائر لم يجيء.نازك الملائكة
وادركت اني احبك حلما
وما دمت قد جئت لحماً وعظماً ساحلم بالزائر المستحيل الذي لم يجيء يالها من كلماتٍ رائعة.. يالها من زفرات حنين.. لحبٍ عاش بين الضلوع وترعرع في احشاء الخيال كمثل الجنين.. واذا تجسد في لحظةٍ.. امام العيون.. واصبح يمكن ان يُرتأى.. واصبح يمكن ان يستبين.. نزل الخيال من عرشه.. ورسى السفين.. وضاقت فضاءاته الساحرة.. وصاح اليقين.. بأني عشقته في عالمي وفي عالمي سيبقى دفين..! نازك الملائكة دائما قمة في الروعة والصدق والاصالة.. دمت سيدتي على اختياراتك الرائعة التي تتحفين بها دائما صفحات هذا المنتدى الساحر.. هلا |
رد: إلى زائر لم يجيء.نازك الملائكة
العزيزة هلا مرحبا بك في كل صفحات المنتدى, يسرني نشاطك وتسعدني إسهاماتك
تحياتي |
النائمة في الشارع .نازك الملائكة
في الكرّدة , في ليلة أمطار ورياح
والظلمة سقف مدّ وستر ليس يزاح وسكون رطب يصرخ فيه الإعصار الشارع مهجور تعول فيه الريح والحارس يعبر جهما مرتعد الخطوات يكشفه البرق وتحجب هيكله الظلمات تنتفض الظلمة فيه ويرتعش الرعد *** حرست ظلمته شرفة بيت مهجور كان البرق يمرّ ويكشف جسم صبيه الإحدى عشرة ناطقة في خدّيها في رقة هيكلها وبراءة عينيها رقدت فوق رخام الأرصفة الثلجيّه ضمّت كفّيها في جزع في إعياء وتوسّدت الأرض الرطبة دون غطاء والحمّى تلهب هيكلها ويد السّهد ظمأى , ظمأى للنوم ولكن لا نوما ألم يبقى ينهش , لا يرحم مخلبه السّهد يضاعفه والحمّى تلهبه أشباح تركض , صيحات شيطانّيه عبثا تخفي عينيها وسدى لا تنظر وتظلّ الطفلة راعشة حتى الفجر حتى يخبو الإعصار ولا أحد يدري أيّام طفولتها مرّت في الأحزان تشريد , جوع , أعوام من حرمان والطفلة جوع أزلي , تعب , ظمأ ولمن تشكو ؟ لا أحد ينصت أو يعنى والناس قناع مصطنع اللون كذوب خلف وداعنه اختبأ الحقد المشبوب والرحمة تبقى لفظا يقرأ في القاموس ونيام في الشارع يبقون بلا مأوى هذا الظلم المتوحّش باسم المدنيّه , باسم الإحساس , فواخجل الإنسانيه *** |
رد: ماذا يقول النهر؟نازك الملائكة
تحياتي وتقديري واعتزازي لكم والله جميل جدا
|
رد: ماذا يقول النهر؟نازك الملائكة
أشكر مرورك أخ إياد
تحياتي |
ثلاث أغنيات عربية .نازك الملائكة
[align=center][table1="width:95%;background-color:skyblue;border:4px groove darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]-1-
الساعة دقّت الساعة في أرض بلادي العربيّه جلجلت , ضجّت , ودوّت ملء وديان قصيّه غلغلت عبر بساتين النخيل العنبريّه وتلوّت في صحاررسخت كالأبديّه دقّت الساعة واهتزّت لها سمر الصحاري وارتوت بيد عطاش لانبلاج , لانفجار ورمال لم تزل منذ عصور في انتظار فتحت أذرعها العطشى وألوت بالإسار *** إحملي أغنية الصحو إلى خضر المروج ووعودا مورقات عربيّات الأريج نبضت بين المحيط المترامي والخليج *** إثنتا عشرة من دقّاتها هزّت ربانا غلغلت عبر صحارينا النشاوى وقرانا وسمعناها تنادي وأفقنا من كرانا *** -2- اللصوص ولصوص هناك كثار ***كلّهم جشع وخداع أقبلوا من وراء البحار*** يسرقون طعام الجياع *** يأخذون الثرى والهواء ***يخطفون الندى والنور *** يخنقون الأغاني الحنون*** يمنعون الكرى والحلم *** إنّهم يقطعون الطرق ***ويسّدون كلّ سبيل -3- النسر المطعون حيث النخيل السامق المزدهي*** حيث الصحارى المحرقات الرّمال حيث الينابيع وكاساتها*** تقطر شهدا وتغذّي التلال وحيث أغنيات أنهارنا ***تشدو بها شفاه ريح الشمال هناك ألقى طائر ظلّه*** ضخما , إلهيّا تحدّى المحال *** جنحاه مبسوطان فوق المدى*** من الخليج للمحيط السحيق في كبرياء الريش تحيا ذرى ***وأعصر يقظى ومجد عريق أقام فوق الأرض لا يرتقي ***نحو الأعالي في الفضاء الطليق واللانهايات تنادي وفي ***ندائها همس الخلود العميق *** في قلبه النابض قد أغمدوا*** رمحا غليظ الخدّ خشن الشّفاه من صدره الحرّ يغذّي الثرى ***والورد يستنبته من دماه يا رمح اسرائيل مهما ارتوى ***من جنحه من روحه من مناه يبقى ثرانا عربيّ الشذى ***والضوء , يبقى عربيّ المياه *** يافا وحيفا في غد نلتقي*** فنحن والضوء على موعد تبقى فلسطين لنا نغمة ***قدسيّة على فم المنشد ونسرنا الشامخ لن ينثني*** أمام باب الزمن الموصد غدا فلسطين لنا كلّها ***كأن اسرائيل لم توجد [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ثلاث أغنيات عربية .نازك الملائكة
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
يافا وحيفا في غد نلتقي*** فنحن والضوء على موعد تبقى فلسطين لنا نغمة ***قدسيّة على فم المنشد ونسرنا الشامخ لن ينثني*** أمام باب الزمن الموصد غدا فلسطين لنا كلّها ***كأن اسرائيل لم توجد بكل حماس وتفاؤل راحت ،،تشدو كما الملائكة نازك الملائكة رحلت لأن الموت أقوى ،،ونحن نصرخ كأن إسرائيل لم توجد[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: ثلاث أغنيات عربية .نازك الملائكة
أجل عروبة ختمت الشاعرة قصيدتها بهذه الأبيات التي لم تفقد لا بريقها ولا مصداقيتها وهي جميلة نظما وصورة.
دمت بخير و نتمنى أن يتحقق وعد نازك الملائكة وتتحرر الأرض العربية الفلسطينية. |
الساعة الآن 16 : 01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية