![]() |
المرأة وهستيريا عمليات التجميل
انتشرت ظاهرة عمليات التجميل من اجل تغيير الخلقة كنفخ وشفط وشد ومط ......الخ من هذا النوع من العمليات حتى صارت هاجس معظم السيدات اللاتي اصبح حلم حياتهن ان يصبح انفها مثل الممثلة الفلانية وشفتاها مثل المذيعة الفلانية. اعتقد بأن اكبر شريحة من النساء اللاتي يتعاملن مع عمليات التجميل هن نساءالفترينات او الواجهات الأعلامية وهن يعتمدن على الشكل للترويج لعمل معين كعمل تمثيلي ، غنائي ، راقص ، كما دخل الى هذه الفئة بعض المذيعات. لم تعد الموهبةهي المقياس في المجالات الفنية ، ولم تعد الثقافة واللباقة هي المقياس في المجال الاعلامي ، اهم العوامل التى تؤهل لدخول هذا المجال هو الشكل الجميل (cool look) لي صديقة تعمل في احدى الفضائيات في قسم التحضير ، لها قريبة تجيد ثلاث لغات بطلاقة وخريجة إعلام من ارقى الجامعات الكندية ، عندما حاولت ان تقدم لها اوراقها للعمل ، سألها المسؤول عن التوظيف دون النظر إلى مؤهلاتها( Does she look cool?) اي ان المظهر هو المعيار الاول للتوظيف في هذه المجالات. عموماً ،ارى بأن من يلجاً لعمليات التجميل لسببين: 1- من اجل الشهرة والبريق وهناالهدف مادي بحت وذلك للبقاء في الساحة الفنية او الاعلامية التى لا ترحم. 2- نتيجة لعدم ثقة بالنفس والاحساس بالنقص ومحاولة لجذب الاخرين عن طريق الشكل وذلك لفراغ المضمون المصيبة الكبرى الأن ، هو تهافت ربات البيوت على هذا النوع من العمليات المحفوفة بالمخاطر لمجرد ارضاء زوجها المغرم بعيون فلانةوصدر فلانة وانف فلانة وهنا تلعب الفضائيات دور كبيرة ، اذ اصبحت الإغراءات تصل الى داخل بيوتنا ، فاصبحت المرأة في ميزان المقارنة واصبح الرجل في حالة احباط عندما لا يجد زوجته المسكينة تشبه اي من عرايس المولد المعروضين على الفضائيات وتسكنه حسرة وهو يتطلع لزوجته ويقارنها بما يراه على الشاشة ولسان حاله يقول " جتنا نيلة في حظنا الهباب". صحيح ان الله جميل يحب الجمال ، ولكن الجمال الطبيعي المقرون بجمال الروح والعقل ، وليس الجمال الذي مقوماته المساحيق التجميلية ، العدسات اللاصقة الملونة ، الصبغات بأنواعها ، السليكون ، البوتكس وغيره من مواد الجراحات التجميلية وعلى رأي المثل المصري " لبس البوصة تصبح عروسة" سألت احد زملائي العزاب عن سبب عزوفه عن الزواج ،قال لي " شو يضمن لي ان اي بنت اشوفها مش تقليد ، عيون ملونة بالعدسات ، شعر مصبوغ، رموش صناعية ، اظافر صناعية ، صدر منفوخ بالسليكون ، شفايف محقونة ، انف معدل ، انا خايف اختار واحدة تطلع مضروبة وبعدين اندم وقت لا ينفع الندم ، خليني عزابي احسن" واسألكم سؤال هنا: الم تلاحظوا ان معظم المطربات والممثلات اصبحن يشبهن بعض؟ نفس الشفايف المنفوخة ، نفس الانف ، نفس الخد البارز المنفوخ ،نفس الحواجب المرفوعة، نفس الصدر السليكوني،اعتقد ان دكاترة التجميل لديهم نفس الكتالوجات التى تختار منها الزبونات الموديل الذي ترغب فيه، وبالتالي سنرى في المستقبل وجوه كثيرة تشبه بعضها ادام الله علينا نعمة الخلقة الربانية التى لاتضاهيها خلقة ، وثبت علينا العقل والدين وسؤالي للجميع هو" ما رأيك في عمليات التجميل؟" يهمني هنا الرأي الذكوري في الموضوع تحياتي سلوى حماد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
تخيلت ان هذا الموضوع سيكون مادة جيدة للحوار، تحياتي لمن مرّ من هنا سلوى حماد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
الأخت العزيزة الأستاذة سلوى : لاحول ولا قوة إلا بالله , بدأت أشعر أن اللجوء إلى هذه العمليات الجراحية التجميلية ماهي إلا موضة , فأصبحت إدمان وتقليد أعمى, ضرب عقول النساء وحتى الرجال , فأصابهم هوس عمليات التجميل . ومن المرجح أن يكون هنالك اضطراب نفسي لدى الشخص يجعله مقتنعا بقبح شكله أو نقص الجمال فيه, مما يدفعه إلى البحث عما يحسن مظهره الخارجي. ويكون لديه هواجس وقلق يصل إلى حد الوسوسة حول شكله , لأنه يشعر بالقبح والتشوه, ولو أن الآخرين طمأنه بأن صورته وشكله لاتشكو من هذه العيوب إلا أنه يظل معتقدا ذلك , ويكون علاجه هو تحقيق رغبته في تغيير شكله وصورته من خلال العمليات التجميلية , وغالبا لاتحقق العمليات التجميلية هذه له رضا نفسيا , بل ربما تجعل حاله أسوأ من الأول , حتى أن هذا الشخص المصاب بهذا الوهم, لايقيم وزنا أو أهمية لاحتمالات حصول مضاعفات خطيرة على صحته في سبيل إجراء تعديلات على شكله . وكما قلت عزيزتي سلوى : أصبحت الأشكال متشابهة جدا جدا... ولاننسي ماحصل للفنانة المصرية سعاد نصر التي توفيت بعد إجراء عمليات شفط الدهون , مما أدى إلى غيبوبة وبعدها إلى الوفاة , وجميعنا نعرف موقف الشرع والدين من مثل هذه العمليات وتغيير خلقة ربنا سبحانه وتعالى .فهذا حرام .... عافانا الله وأبعدنا عن مثل هذه الحماقات . |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
موضوع في منتهى الأهمية الأستاذة سلوى فقد أصبحت العمليات التجميلية أحد آفات العصرالحديث التي تدمر شكل الإنسان وتغير صورته من عادية إلى صورة عبث بها مشرط الجراح فعمليات التجميل يتراوح عددها في انجلترا وحدها كل عام مابين 65 ألف إلى 75 ألف عملية ولا توجد إحصاءات تشير إلى سلامتها أو سلبيتها ومن ناحية أخرى أصدرت الجمعية الطبية البريطانية للجراحين التجميليين بالاتفاق مع عدد أخر من الجمعيات الجراحية تقريراً بينت فيه تعرض بعض السيدات لخطر كبير من قبل ممارسين غير متخصصين في العمليات التجميلية بسبب عدم وجود نظام تدريب معروف أو موثوق به يجب أن يمر به الجراحون التجميليون وقد انتشرت هذه العمليات أكثر في الدول العربية مجرد التشبه بفلانة وفلانة وزوجي يقول لي أريدك مثل الفنانة هذه أو تلك وهذا ما سمعته على لسان الكثير من النساء لا حول ولا قوة إلا بالله ..... يقول الله سبحانه وتعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) وللأسف أن عمليات التجميل لم تقتصر على النساء فقط وإنما أصبح الرجال هم مَنْ يقوموا بهذه العمليات ويعتبرونها شيء ضروري لتغيير أشكالهم المهم أنا ضد العمليات التجميلية ولا أرى من داعي لها ابداً فالجمال هو جمال الروح والقلب وليس جمال الوجه والمظهر , ولكن هناك ضرورات لهذه العمليات مثل تشوهات من جراء أي حادث يحصل فقط . أبعد الله عنا وعن الجميع هذه العمليات |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
الأديبة السعيدة سلوى :
موضوع عمليات التجميل أكثر قربا من الإناث، لكنني أتذكر في هذا السياق سؤالا على هامش حصة تعليمية عن رأيي في الموضوع، قلت : " أعتقد أن الجمال المصطنع يجب أن يواجه مشكلة قدرة المجتمع المتحضر على التفريق بينه و بين الجمال الإلهي، و من منطلق اقتصادي، فإنك عندما تدخل إلى المستشفى و تجد في استقبالك ممرضة جميلة و أنيقة أو متأنقة فإن نصف مشكلك الصحي سيتعالج، أما إذا استقبلتك ممرضة ينطبق عليها قول الله "عبوس قمطرير" فإن وضعك سيتأزم". نحن في حاجة ماسة إلى الجمال أستاذة سلوى، أ ليس الله جميلا يحب الجمال؟ لكنني أفضل طبعا الجمال الذي استودعته الطبيعة لدى الإنسان، قد يعتقد البعض أن جمال الروح أكثر أهمية، لكنني أسألك أديبتنا :" لماذا نكون وسطيين في كل أفكارنا و تطبيقاتنا باستثناء موضوع الأولوية بين الجمال الخارجي و الجمال الباطني؟" مع وافر التقدير و الإحترام سيدتي الكريمة |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
السلام عليكم جميعا،
أود أن أثني أولا على مبادرة فتح هذا الموضوع من جانب الأستاذة سلوى و أحيي من سبقوني بمشاركاتهم و طرح أفكارهم. في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ مداخلتي بالضبط هل من فلسفة البحث عن السعادة وشق الطريق إليها أم من أزمة التقليد و ثقافة الترويج و العولمة أم من تخبط الجنسين لإرضاء نفسهما و بعضهما.. ربما أختصر كل هذا في أمثلة بسيطة من واقع الحياة: *كاتيا تلميذة درستها منذ بضع سنوات ولازلت أراها من حين لآخر، عندها تشوهات خلقية في وجهها خاصة؛ أظنه مرضا عضليا خلقيا يجعل وجهها يبدو نوعا ما كوجوه سكان الفضاء في بعض أفلام الخيال العلمي؛ تعلمت من وجودها في فصلي أنه في المرة الأولى التي نقابل وجها كهذا نحس بضرورة التأقلم معه و الاعتياد عليه لكننا مع الأيام لا نرى الوجوه بل الأشخاص وأن التعايش مع أي عيب خلقي ممكن بل أن ترويض النفس واجب لرؤية ماخلف الأجساد و الوجوه. كثير من الوجوه المعروفة نراها تتغير باستمرار وتقاوم الزمن بدأب عجيب لكن سنة الله في خلقه ولادة و شباب وشيخوخة ووفاة وأظن أن الأمر يتحول إلى صراع مع الزمن و الطبيعة وضغط نفسي مستمر كلما تقدم العمر. حدثتني إحدى زميلاتي سابقا وقالت أنها لم تكن تقدر على أن تغادر باب المنزل دون ماكياج لكنها اليوم تستغرب من ذلك وهي تجد وجهها على طبيعته عاديا جديدا لذا فالخلل ليس في الصفة بل فيما يدور في الرأس. في الصين قديما كانت أرجل النساء تربط لكي لا تكبر فالأرجل الصغيرة كانت رمزا للجمال والأنوثة وكان هناك مايسمى بأقدام اللوتس، تشوه نراه اليوم مريعا ما كان يصيب الأرجل حتى و أن النساء كن يجدن صعوبة في المشي لاحقا فحتى الأصابع كانت تلتصق ببعضها ، لكن المجتمع آنذاك وخاصة الذكور كانوا يثمنون هذا النوع من الأقدام..الأمر مشابه للشفاه المنفوخة هل هي جميلة فعلا ؟؟ أم أنها مسألة مروج لها وستختفي و يسخر منها من بعد كأقدام اللوتس. هل تفكر من يتهافتن على تقليد نساء أغلفة المجلات في كل هذا لاأظن ؛لكن من يتابع تجربة من يخضعون لعمليات التجميل و التخسيس ..إلى النهاية سيكتشفون حقائق قد تجدهم يعدلون عن رأيهم. الباربي توينز التوأم الأنثوي الأمريكي الشهير الذي كانت صوره تملأ اليوميات توأم عانا من أمراض عدة ومن اضطرابات نفسية بالغة لدرجة أن الشقيقتين صارتا تجريان لقاءات تحذيرية من مغبة ماجرى لهما؛ مايكل جاكسون الذي كان يُتوقع له أن يعيش عمرا طويلا يعاني حاليا من أمراض عدة وطبعا قد لا يختلف كثيرون على لا طبيعية شكله و على أن شكله السابق كان أفضل بكثير... من حق المرء أن يسعى لأن يكون شكله محببا لكن ليس لدرجة الهوس والإستيلاب وليس لدرجة المخاطرة بالصحة وهي كنز المرء و رأس ماله الأكبر. هناك أمور صحية مثل الرياضة و التغذية الحسنة يحافظ بها الإنسان على توازنه الذاتي . يقول الفيلسوف ديفيد هوم:'جمال الأشياء يوجد في الأرواح التي تنظر إليها'. لذا يجب ترويض النفوس و العيون و العقول ، في نظري، قبل محاولة تعذيب الأجساد و تطويعها و إدخال الدخائل عليها بشكل قد يجني عليها و على طبيعتها. أتمنى أن لا أكون أطلت و لكم تحياتي؛ |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
عزيزتي سلوى الموضوع هذا ذو شقين ..الأول هو عمليات التجميل والثاني هو هستيريا المرأة من عمليات التجميل الموضوع الأول أنا معه وأؤيده فعمليات التجميل لم تأتي من فراغ او من عبث بل عن ضرورة وضرورة حتمية سواء للمرأة او الرجل وفي هذا السياق دعني أورد لك قصة واقعية حتى يتبين لك أهمية عمليات التجميل . شابة في مقتبل العمر وعلى نسبة عالية من الجمال تزوجت ورزقت بابن ثم وهي تعد طعام الغداء لزوجها وأسرتها اشتعلت بها النيران فشوهت هذا الوجه الجميل زوجها لم يتفهم الأمر .. تزوج عليها وأبقاها لتربية طفلها .. هذه الشابة لو قامت باجراء عملية تجميل ليس من أجل ردع زوجها عن الزواج باخرى ولكن حتى لا تبقى طول عمرها تشعر بالظلم والقهر والسخط وربما تموت من حزنها . وكذلك الأمر لو سيدة اهملت نفسها حتى ارتفع وزنها جدا لدرجة مزرية ثم فكرت وقررت ان تخفض هذا الوزن المتراكم فما الضير من عملية شفط الدهون ؟ عمليات التجميل بحد ذاتها لا عيب فيها وهي ضرورة ولكن شرط ان لا يساء استخدامها وهنا يأتي الشق الثاني وهو الهوس او الهستيريا في عمليات التجميل وهذه تعتبر مثل أي هوس آخر مثل الهوس بتغيير لون الشعر أو الهوس بالتدخين أو الهوس بالتسوق فكل شيء زاد عن حده انقلب ضده حتى بتناول الطعام والطعام ليس عيب او حرام لما بتصل الأمور لحد الهوس تعطي نتائج سيئة جدا ً وعلى كل حال الفنانات بكل الحالات لا يقاس على وضعهم وضع لذلك هم ليسوا مقياس وما يصدر عنهم ليس على مستوى عمليات التجميل بل كل ما يصدر عنهم لا يؤخذ كدليل أو مقياس عزيزتي سلوى .. شكرا على الطرح وشكرا على رحابة الصدر ودمتم |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي سلوى كنت اتمنى فعلا ان يكون عدد المشاركين في النقاش من السادة الرجال اكثر من واحد لنعرف راي الجنس الاخر في المسالة الحيوية هذه لكن نكتفي الان براي اخونا الكريم الدكتور هشام البرجاوي . و اعتقد ان رايه الكريم يمثل راي السواد الاعظم من الرجال اي الهوس بجمال المراة الخارجي و الافضل ان يكون طبيعيا و غير مغشوش كما اكد الاخ الكريم على ان هذا الجمال مرغوب فيه و اسشهد بالقول " إن الله جميل يحب الجمال " وهذا اكيد طبعا لكن ما المقصود بهذا الجمال هنا ؟ إنه الجمال عامة الذي يكون في الانسان او الطبيعة عامة او ما يصنعه الانسان بيده اي يجب علينا ان نتحرى الجمال و نعشق الجمال في كل شيء الجمال الذي يكون نتيجة لحسن التنسيق و الصناعة و الابداع اما في الانسان فيتجلى اولا في النظافة و حسن الخلق و التعليم و اللباقة في التعامل و تربية الذوق الرفيع في النفس و عدم الخروج عن الذوق العام كل هذه الاشياء تصنع من الانسان مخلوقا جميلا ينال اعجاب الجميع و حبهم و اعتقد ان هذ هو بيت القصيد لكل من يبحث عن الجمال اي نيل رضى الناس و قبولهم و الاحساس بالتميز و ان يكون موضع تقليد ايضا . اما من يبحث عن الجمال في تغيير خلقته لتكون مشابهة لشخصية تلفت الانتباه او اعجاب الاخرين فذلك تصرف مريض و غير سوي لهذا اعتقد انه من المهم ان يخضع كل انسان مقبل على عملية تجميل الى جلسة او جلسات علاجية عند طبيب نفسي كي يعيد له الثقة بنفسه او يفرض على كل جراح تجميلي ان يدلي بشهادة تخص زبونه من طرف طبيب نفسي يسمح باجراء العملية او لا يسمح بها . اجتماعيا فعولمة التجميل هي من بين الاخطار التي تحدق بالانسان و تتعسف بكل عنف على حقوقه الطبيعية اذ ليس من حق اي جهة ان تفرض مقاييس خاصة بالجمال لان مقاييس الجمال الخارجي تختلف من مجتمع لاخر و ثقافة لاخرى ، اما وضع مقاييس عالمية للجمال فانها تدفع بالنساء على الخصوص الى تعريض انفسهن للمخاطر و التشوهات لاجل الوصول لذلك النموذج الذي ترعاه الموضة وقد وقعت عدة حالات تشوهات او وفاة بفعل اتباع حميات قاسية للتخلص من الوزن الزائد او الوصول لوزن مثالي تتطلبه عارضات الازياء او النساء الموديلات فكانت النتيجة ماساوية وهي تتكرر بالفعل في مختلف انحاء العالم و قد اعتبر بعض الباحثين ان عولمة الجمال و مقاييسه هو نوع من العنف ضد المراة . إن اول درس نتعلمه في التجميل هو العناية بالجسم من ناحية النظافة و منها تقليم الاظافر و تجنب صبغها الا للحاجة كذا العناية بالبشرة و معالجتها بالمواد الطبيعة كالزيوت و بعض المواد التي لا يخلو منها اي بيت و كذلك التغذية الصحية التي تضمن عدم السمنة و كذلك عدم تعاطي الحميات القاسية التي تؤدي الى ترهل الجسم و اصابته ببعض الامراض اضف الى ذلك تعلم فن التواصل اي التعامل مع الناس و هذه مادة قائمة بذاتها و اساسية في علم الجمال ما سبق هو اساس الجمال اما ما يلي ذلك فهو الذوق الرفيع في اختيار الالوان و طريقة وضع المساحيق في حالات الضرورة بما يتناسب مع الوضع و الوجه و الوسط بلا مبالغة هذه باختصار هي اصول الجمال . اجدد الشكر للرائعة سلوى على الموضوع الهام . سلمتم جميعا احبتي الكرام |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
أختي الغالية بوران حفظك الله، نعم ماذكرته صحيح ، فالتقليد يشكل عامل رئيسي في هذا الموضوع، كثيرات يرغبن في الظهور بمظهر ملفت كالمطربة الفلانية او الممثلة الفلانية ، بلا شك من يصبح تفكيره منحصر فقط في تحسين شكله الخارجي دون التفكير في اي شيئ اخر هو بلا شك لديه اضطراب نفسي ويحتاج الى زيارة العيادة النفسية ، الثقة بالنفس مهمة جداً وهي التى تجعل الإنسان متصالحاً مع شكله الخارجي ومضمونه الداخلي. اشكرك على المساهمة المهمة عزيزتي بوران ، تمنياتي لك بموفور الصحة والعافية، سلوى حماد، |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
لقد ذكرت احصائيات مهمة بهذا الخصوص والرقم هنا كبير جداً ويضع علامات استفهام عديدة، يا ترى ما هي الفئات العمرية الأكثر إقبالاً على هذه النوع من العمليات العبثية؟ النقطة الثانية والمهمة هي الخطورة التى يتعرض لها زبائن عمليات التجميل والتى تؤدي في كثير من الأحيان الى الوفاة او العاهات المستديمة ، يا ترى ما هو الوازع الذي يجعل الأنسان يخاطر بحياته بالرغم من معرفته بالأثار الجانبية التى يمكن حصولها؟ ما لفت نظري وانا أقرأ عن هذا الموضوع هو تهافت بعض الرجال على هذه العمليات التجميلية وهذا طرح سؤال في السابق كان الجمال مرتبط بالمرأة وهو جواز مرورها في المجتمع، اما الرجال فهناك مقاييس اخرى لجواز مرورهم كالمستوى الثقافي والمالي، لماذا اذن يتهافت الرجال على مثل هذه العمليات الأن ، مالذي تغير؟ مجرد أسئلة ظهرت اثناء قراءتي لمداخلتك القيمة ناهد، اشكرك على المرور الجميل ، لا حرمنا الله هالطلة، بكل الود، سلوى حماد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
انا معك في ان المشكلة هي في عدم القدرة على التفريق بين الجمال الطبيعي والجمال المصطنع ، حقيقة هذه مشكلة تواجه شباب هذا الجيل الذي ما عاد يدري اذا كان لون الشعر والعيون حقيقية ام تقليد ...إلى باقي الأشياء التى يمكن تغييرها. انا معك في إن الجمال هذه الأيام اصبح أداة في الترويج التجاري ، ولكنني أشعر بالشفقة على ما وصلت له النساء ، لقد تم تسخيرهن من أجل أغراض متعددة ، انا شخصياً احب الوسطية في كل شيئ لإقتناعي بإن الوصول للكمال شيئ غير معقول فالكمال لله وحده ، وبخصوص موضوع الجمال الخارجي والجمال الباطني فأرى ان كلاهما يكمل بعضه البعض، بصراحة الإنسان يحكم على من أمامه من النظرة الأولى ، فإذا كان الشخص بشع للغاية ربما يبتعد عنه الناس دون محاولة اكتشاف جماله الداخلي. اشكرك د. هشام على هذه المداخلة الراقية، رأي ذكوري مهم في موضوع كهذا، بكل المودة، سلوى حماد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
أنا معك في ان الأنسان عليه ان يسعى دائماً ليكون في أحسن حال شكلاً ومضموناً ، ومحور النقاش هنا هو الشكل ، وكما ذكرت هناك اشياء كثيرة مهمة من أجل الحفاظ على مظهر لائق يتقبله من حولنا. ونقطة مهمة جداً جاءت في مداخلتك وهو ترويض النفس والعين والعقل على الحكم ولا نترك الحكم للعين فقط ، فكثيراً ما نحكم على الأشخاص من مظهرهم ولو اقتربنا منهم فعلاً لوجدنا ان ما لديهم يفوق بكثير المظهر الخارجي. هوس تغيير الشكل أمر يحتاج الى علاج ، واعتقد ان العلاج يجب ان يكون نفساني ، المهووس بهذه الآفة يحتاج الى قناعة داخلية بما لديه وهذا لن يتأتى الا بعلاج مكثف يرجع له الثقة المفقودة. اشكرك نصيرة على هذه المداخلة القيمة التى احتوت على عدد من النماذج الحقيقية ، ونقاط مهمة أثرت الموضوع. تحياتي وتقديري، سلوى حماد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
أهلاً وسهلاً عزيزتي ميساء، الشق الأول وهو عمليات التجميل للضرورة لتحسين الشكل اثر حادث او حرق الى أخره ، هذا انا معه مائة بالمائة ولكن ما طرحته هو عملية التغيير من أجل لفت النظر او من أجل التقليد. التغيير للأفضل مطلوب ، كأن يقوم الأنسان بعمل ريجيم للحفاظ على وزنه هذا متطلب صحي وشكلي ، ولكنني لا أستسيغ تغيير خلقتي من أجل لفت نظر الإخرين كنفخ الشفتين وحقن الخدين وتغيير شكل الأنف واشياء اخرى عديدة. اخبرني صديق يعمل بإحدى الفضائيات المشهورة بإن معظم زميلاته قمن بعمليات تجميلية وهذا يؤثر على جدول الإجازات ، فكل واحدة منهم عليها ان تسافر كل ستة أشهر لعملية الترميم والصيانة (نعم صيانة ما تم تغييره وإلا حصل ما لا تحمد عقباه) وعلى الموظفين الذكور تحمل الأعباء. أرى بإن التصالح مع النفس شكلاً ومضموناً هو الأفضل حتى يستطيع ان يٌقنع الإنسان الأخرين. اشكرك على هذه المداخلة القيمة، دمت بمودة، سلوى حماد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
أهلاً وسهلاً بالأستاذة نزهة المكي ، بلا مجاملة مداخلة رائعة بكل المقاييس ، التسلسل المنطقي للأفكار والمقترحات جعل المداخلة تبدو كدراسة بحثية متكاملة. نعم العولمة هذه الصرعة التى غزت كل المجتمعات حتى خلطت الهويات والثقافات بطريقة لافتة، من الجميل ان يكون لكل مجتمع هويته الواضحة وثقافاته وجمالياته المتميزة ، منذ فترة شاهدت برنامج عن تأثير العولمة على المرأة اليابانية التى اتجهت الى عمليات تجميل في عينيها من أجل توسيعها وهي عملية ليست بالهينة ، اذ يقوم الجراح بعمل شق في طرف العين وهذه المنطقة حساسة وتحتوي على الأعصاب البصرية المتحكمة في تحريك بؤبؤ العين، والنتيجة ان شكل هؤلاء السيدات اصبح خليط غير متناغم على الإطلاق ، عيون واسعة على سحنة أسيوية. وصفتك للجمال رائعة والأروع هو الجزء الخاص بالذوق الرفيع في كل شيئ ( الشكل والمضمون) اشكرك أستاذة نزهة على المرور الجميل، ولك دعوة مفتوحة لكل المواضيع القادمة، مودتي وتقديري، سلوى حماد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
بسم الله الرحمن الرحيم اجدد التحية لكل الاحبة الكرام احب ان اضيف في هذه المداخلة ان عالم الجمال هو أول من اقتحمته موجة العولمة التي قادتها الدول الاستعمارية و في مقدمتها الولابات المتحدة الامريكية و قد بدأت منذ تاسيسها على ارض الهنود الحمر التي حاولت طمس هويتهم باجتثاث حضارتهم التي كان الزي و طريقة التجميل هي اهم ما يشير و يرمز اليها فالزي و طريقة التجمل هي العامل الاساسي الذي يعكس حضارة الشعوب و ثقافتهم و معتقداتهم ايضا . ففي الحضارة الفرعونية مثلا التي تعتبر اول حضارة عرفت التجميل و مارسته بطقوسه متكاملة كانت النساء و الرجال ايضا يستعملون مواد طبيعية في التجميل يراعون فيها الناحية الصحية بالاساس إذ استعملوا مثلا كحلا طبيعيا من الاعشاب يقي العين و يحميها من كثير من الامراض و يقوي النظر ايضا مع العناية بوضعه بطريقة فنية ، كذلك زيوت طبيعية تدهن بها البشرة تقيها لسعات الشمس و حبيبات الرمال و تحميها ايضا من التجاعيد لتحتفظ المراة الفرعونية بنظارتها و شبابها الدائم لكن كل هذا كان مرفوقا بمعتقدات تضفي على النفس نوعا من السكينة و السمو الروحي تمثلت في طقوس و تعاويذ تتلى اثناء اعداد مواد التجميل او اثناء استعمالها كذلك كل الاكسسوارات المرافقة للزي و التي تتحلى بها السيدات او الرجال لها مضامين و رموز روحية . منها ما يجلب الحظ أو يدفع الشر و غير ذلك من المعتقدات . عندما سيطرت الولايات المتحدة الامريكية و استطاعت أن تعزل حضارة الهنود الحمر و تبني كيانها الغاصب على جماجم ابناء الإنكا و الأزتك سجلت بذلك أول صفحة و اعتراف بمعاداتها للتاريخ و محاولاتها الفاشلة في صنع تاريخ آخر خاص بها تفرضه على الاخرين و ثقافة تمحو بها ثقافات الشعوب الاخرى فكانت الوسيلة الاكثر تأثيرا هي موضوع الجمال فأطلقت نموذجها الذي غزى العالم الذي كان يغرق في الحروب و التخلف و التراجع الاقتصادي ، نموذج هوليود فكان وجه مارلين مونرو الذي سوقته السينما و الاعلام الامريكي ليغزو العالم كأنموذج مثالي و وحيد لمقاييس الجمال و بعد فرض نموذجهم المبتدع بدأ راعي البقر الامريكي الذي يعاني من الافتقار للحضارة و التاريخ المشرف بعملية اغتصاب و تشويه لحضارات الغير خاصة منها حضارة الافارقة السود الذين لا يعترف بهم الا كعبيد . و لما كانت الحضارة الفرعونية جزئ متأصل من حضارة ذلك الجنس المنبوذ عنده و التي تحدت كل عوادي الزمان و بقيت آثارها جاثمة على ارض الكنانة تشهد لذلك الجنس الاسمر او الاسود بعراقة حضارته فإن هذا الراعي اللئيم الحاقد لم يجد امامه الا تشويهها فلجأ الى ابراز عمقها و روحها للعالم بالشكل و الهيأة التي تخدم صورته و ثقافته البديلة التي يريد ان يسوقها للعالم فقدم إبداعات فنية تتحدث عن الحضارة الفرعونية و الجمال الاسطوري الذي كانت تتمتع به نساء القارة السمراء ليس في الشكل فحسب بل في العقل و التربية التي كانت تكمل جمال المراة في ثقافة هذه الشعوب ، قدم كل هذا لكن في صورة " ليز تايلر " التي تقمصت شخصية كليو باترا ليسوق من جديد نموذه و عينته من الجمال و يطمس جمال المرأة السمراء ... من هنا تاتي خطورة موضوع الجمال ، فهو يحتاج لتربية و تعليم و فهم و ليس تقليد فحسب بل ان اخطر شيء هو التقليد و اتباع الموضة العالمية في هذا المجال لان في هذا مساعدة للغير على طمس هويتنا و شخصيتنا و حضارتنا . لا باس من التبادل الحضاري و الاستفادة من معلومات الغير في كل المجالات و ضمنها موضوع الجمال لكن مع الاحتفاظ و احترام دائما النموذج و الشكل الذاتي او القومي لان الجمال يختزل الثقافة و العقيدة و الاعراف لكل الشعوب و يرسم ملامحها و هويتها . سلمتم جميعا احبتي الكرام |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
الأخت الكريمة نزهة مكي :
[align=justify] أعتقد أن من بين المشكلات المنهجية التي يعاني منها التحليل السوسيولوجي العربي هو اعتقاد الباحث أنه الناطق الرسمي باسم ثقافة و حضارة الشعب العربي. أجد في مداخلاتك المحترمة هذا النوع من التحوير التحليلي الذي يبدو لي تقليديا عندما يتعاطى مع المادة المعرفية. عندما نتطرق إلى ظاهرة اجتماعية ما، فإننا تأسيسا على ضرورة المنهج نطرح أفكارنا و ووجهات نظرنا التي لا يمكن لها أبدا أن تعكس بصورة مطلقة الٍرأي العام العربي الذي تتلاعب به رؤى دينية و أكاديمية ترتكز على طريقة التحليل البانورامي. العالم العربي يشهد ارتفاع نسب النساء اللائي يلجأن للإستيطيقا من أجل تحقيق أغراض ذاتية، و لا أحد سيجادل في حقيقة إدراكهن لما يقمن به. لدى ذهاب المرأة العربية إلى صالون للماكياج أو عيادة الطب التجميلي فهي تدرك أن جزئيات من هذه النشاطات تتعارض مع مفهوم الأخلاق العامة داخل المنظومة الديونتولوجية الإسلامية. و في الأخير، لا أجد اي علاقة بين :"الولايات المتحدة" و "الطب الإستيطيقي"، كما أنني أرى أن العناصر التكوينية لما يسمى "المثاقفة" أو "الإستلاب الثقافي" غير موجودة في موضوع التجمل المصطنع عند النساء، هناك "إستهواء" من جهة، و "استجابة للإستهواء" من جهة أخرى. أما أثر العولمة في هذا الموضوع فيتراءى لي في استحالة بناء ما يمكن أن نسميه :"المناعة الثقافية". [/align] مع وافر التقدير سيدتي المحترمة |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=center]
استاذنا الفاضل : الدكتور هشام برجاوي أعتقد أن من بين المشكلات المنهجية التي يعاني منها التحليل السوسيولوجي العربي هو اعتقاد الباحث أنه الناطق الرسمي باسم ثقافة و حضارة الشعب العربي. أجد في مداخلاتك المحترمة هذا النوع من التحوير التحليلي الذي يبدو لي تقليديا عندما يتعاطى مع المادة المعرفية. اعتقد انه لا يوجد اي شيء في مداخلاتي يدل على ذلك ، فانا لم اقصد الا ابداء الرأي في موضوع يهم تخصصي و اقوم بابحاث متواصلة فيه ، كما اني درست التجميل كعلم و ثقافة و تقنية و تحت اشراف متخصصين عالميين من خبراء المعهد العالمي للتجميل بروما . و الاوربيين اكثر الشعوب فهما لاغراض امريكا و رغبتها في عولمة ثقافتها لان عولمة تلك الثقافة و بقلبها التجميل يمهد لها لاغراض سياسية و اقتصادية كبيرة جدا لهذا فالمنافسة حادة جدا بين اوربا بزعامة فرنسا و ايطاليا من جهة و امريكا من الجهة الاخرى في مجال التجميل . و قد استطاعت اوربا ان تتفوق على امريكا في هذه المنافسة بعد ان تعافت من تبعات الحرب الكونية الثانية و انطلقت بكل قوة اعتمادا و احتراما لثقافتها و حضارتها المتأصلة التي مازال الاوربيون يشدون عليها و تنعكس على عالم التجميل لديهم إذ لا يعتمدون فقط على الجمال السطحي و إنما على ما يسمى بفن الاتيكيت و التواصل المستمد من تقاليد عريقة لديهم ، الشيء الذي منحهم الكثير من الثقة بالنفس فانفتحوا على حضارات اخرى بلا خوف و انعكس ذلك على فنهم خاصة في السينما اذ كانوا اول من عرض فيلما عن الحضارة الفرعونية و كانت البطلة التي شخصت كليوباترا هذه المرة سيدة سمراء و ليست سيدة بيضاء ذات شعر ناعم مسترسل و عيون زرقاء كما الممثلة اليزابيث تايلر . هذا الامر تفتقر اليه امريكا لانها تفتقر لحضارة عريقة خاصة بها لهذا فإنها تعتمد على ابتداع ثقافة خاصة بها و تحب فرضها على الشعوب و تمهد لذلك بتشويه حضاراتهم او ضربها بالمرة كما تفعل الان بكل الشعوب التي تغزوها مثل العراق او ربيبتها اسرائيل التي تجتهد في طمس الحضارة الفلسطينية العريقة فتشوه معالمها خاصة في ميدان الاناقة و التجميل و لعلك سمعت ما تفعله الان بالكوفية الفلسطينية التي لم تستطع القضاء عليها و على ما ترمز اليه . لقد ابتدعت كوفية ذات لون أزرق !! تقبل استاذي الفاضل كل التقدير و الاحترام [/align] |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
الأستاذة نزهة مكي :
[align=justify] 1/ لم يكن تدخلي يستهدف استعراض الاستطاعة المعرفية في مجال الموضوع، لقد تحدثت بصورة عامة عن أزمة التحليل السوسيولوجي في العالم العربي و الذي لا يزال مقيدا بالطريقة البانورامية. يجب أن نكون أكثر دقة في تحليلاتنا، و أن نراعي البنية الإثنوغرافية و الدينية للعالم العربي، إذ توجد قوميات مؤثرة لها ثقافات عريقة كالثقافة الكردية و الثقافة الأمازيغية، و كلها أنماط ثقافية لها خصوصيتها في مجال الجمال إنطلاقا من دلالته الأنثروبولوجية البسيطة :"رغبة الإنسان في تغيير تكوينه التراثي أو البيولوجي". بالإضافة إلى أفكار معتنقي الديانتين المسيحية و اليهودية على امتداد الإطار الجغرافي لما يسمى الوطن العربي. 2/ أمريكا مهاجر أوروبي عبر الزمان و المكان، و قد سبق أن تناولت الخصوصية الأمريكية السنماتوغرافية في مقال لي منشور بالموقع :" السينما..العلم..السياسة.. الفلسفة، في متجر العولمة للعم سام " ضمن منتدى :"هيئة المثقفين العرب". 3/ العولمة عندما تتعلق بالمصالح السياسية فهي تنطوي على بعد احتوائي، غير أن معناها الإنسي الذي يترجمه المصطلح الأدبي :"مواطن العالم" وضع أساس مشروع كوني متميز. و قد عبرت عن رأيي في هذا الموضوع من خلال مقال :"مبادىء في ثقافة المواطنة العالمية". 4/ القانون و الإسلام في موضوع عمليات التجميل، يبنيان علاقات تتسم بالتناقض و الإنسجام طبقا للحالات، القانون يشرع كل سلوك ناجم عن رغبة واعية من جانب الإنسان ما لم يتعرض للحريات العامة، أما الإسلام فلا يشرع سوى السلوكات المستجدة التي لا تتناقض مع القرآن و السنة، و بالتالي فإن المادة المعرفية القانونية الصرفة ستكون أثرى من المادة القانونية الإسلامية في مجال عمليات التجميل و المعاملات التجارية الربوية و المثلية الجنسية و مقدار التناغم بين اللوحة الدستورية و الواقع الإجتماعي... [/align] مع وافر الإحترام و التقدير |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=justify]
تحياتي أستاذة سلوى تحياتي للجميع بداية أود أن أقدم اعتذاري عن التأخر بالمشاركة في هذا الموضوع الشيّق لا شك بأن من طبيعة الإنسان أن يسعى دوماً للتميز كلٌ من وجهة نظره من أكثر الأمور التي تؤرق الإنسان- أي إنسان- الشيخوخة ومظاهر الشيخوخة خصوصاً عند المرأة ومن هنا كان السعي الدائم على مر العصور للحصول على ما يعرف بـ " إكسير الحياة والشباب الدائم" يقول أحد الأدباء أن أكبر إهانة يتعرض لها الإنسان هي الشيخوخة (الهرم والعجز) ولهذا في المقام الأول لا زال السعي حثيثا للوصول إلى منابع إكسير الشباب وكما يتحدث أبو العتاهية عن الشيخوخة : بكيت على الشباب بدمع عيني = فلم يغن ِ البكـاء ولا النحــيب فيــا أسـفاً أسـفت عـلى شباب = نعاه الشيب والرأس الخضيب عريت على الشباب وكان غــضاً= كمــا يعــرى الـورق القــضيب أيــا لــيت الشـباب يعـــود يومــاً= لأخــبره بمـا فعــل المشــيب من هنا نرى أن هذا السبب الأول للبحث عن الوصفات التجميلية والسعي في عصرنا لإجراء عمليات تجميل من شد ومط وحقن بوتكس وما شابه وإن كان هذا أوضح عند المرأة الشرقية عامة والعربية خاصة. أما الناحية الثانية من حيث لجوء الفتيات اليانعات وبصورة مبالغ فيها لإجراء مثل هذه العمليات فهذا بالتأكيد معظمه مرضي كما تناولته صديقتي الغالية ( التي تطيل غيابها عنا) الأستاذة نزهة المكي خصوصاً وأنها خبيرة تجميل. تأثير الاستعمار على مر العصور في مفاهيم الجمال واضح على كل الشعوب التي استعمرت. كان العرب في الجاهلية يكرهون العيون الزرق ويصابون بالتشاؤم إن أنجبت إحدى النساء من يحمل عيون زرقاء وكانت صاحبة العيون الزرقاء لا أحد يتزوجها إلى أن جاء الإسلام و نهى عن التطير والتشاؤم وما زلنا حتى اليوم نستعمل أمثال الجاهلية الموروثة : " لا عيوني زرق ولا أسناني فرق " وهو من الأمثلة القديمة جداً عند العرب وفق مفهوم أن صاحب العيون الزرق حسود و وجوده يجلب سوء الحظ، بينما سمات الجمال عند العرب كانت في العيون السوداء الواسعة وبينهما مسافة عين ، ذوات البؤبؤ الكبير والرموش العربية الطويلة ( عيون المهى ) . ما الذي حصل في تغيّر مفاهيم الجمال عند العرب؟ لا شك أن الاستعمار يخلف شعور بالدونية والانكسار في النفوس خصوصاً حين يتعامل بعنصرية واضحة تجاه سكان البلاد التي يستعمرها ، ونحن استعمرنا على مدى طويل وكان أيضاً للأتراك تأثير واضح بتغيير مفاهيم الجمال عندنا، ومع الغربي ترسخ أكثر وباتت مواصفات الجمال : " أبيض اشقر وعيونه زرق " النكسة الكبرى المجلجلة حديثاً حدثت مع سقوط العراق وتضخم الشعور بالعجز والهزيمة النفسية وبالتالي الرغبة في الانسلاخ عن الأمة المريضة العاجزة والهروب إلى نمط المحتل القوي، ورأينا مباشرة على الفضائيات موديل الكليب الغربي يفرض مفاهيمه وثقافته بعد هذه الضربة القاسمة لتظهر غانيات الملاهي الليلية ويتحولن من عورة كانت تستر ضمن جدران الملاهي الليلية وبيوت الدعارة السرية إلى أعلام وأمثلة تحتذى واستبدال الفن بالغانيات يدخلن كل بيت بجرأة مفاجأة لم نشهدها من قبل.. ورأينا لأول مرة الخليجيات شقراوات زرقاوات العيون و الجميع يطعم مفرداته باللغة الانكليزية حتى في لبنان مثلاً وهو من البلاد التي تأثرت بالاستعمار الفرنسي وكانت النخبة تستعمل لغة تعرف بـ (فرنكو أراب ) فجأة تحولت المفردات من الفرنسية إلى الانكليزية، ومعظم الشباب في الوطن العربي يريد أن يعبر فيدعي بأنه لا يجيد التعبير عن نفسه بالعربية ( التملص والتنكر) إلخ من صور الشعور بالدونية والهروب والإنسلاخ عن أمة مهزومة والانبهار بالمستعمر القوي. وهنا ظهرت أيضاً عيادات التجميل وفروعها في المستشفيات بصورة مرضية ، وظهرت في الخليج صالونات ووصفات تبييض لون البشرة والكثير منها خطير إلى حد أنها تسببت بتشوهات وسرطانات في الجلد،ولو بحثنا في الانترنيت نجد وصفات ومركبات لا حصر لها لتبييض لون البشرة ، حتى شركات التجميل الغربية بدأت تنتج مساحيق موجهة للشرق الأوسط عامة والخليج خاصة تحت بند تفتيح لون البشرة. طبعاً مواد الفضائيات العشوائية التي تبحث عن الربح السريع كان لها أكبر أثر في هذه الموجة المرضية المحمومة ، خصوصاً لو أخذنا بعين الاعتبار البرامج المدفوعة لتسويق خلطات وأعشاب لبعض التجار وبرامج الترويج لعمليات التجميل واظهار رموز الجمال وحصره بغانيات شقروات ( جراء ما يقمن به) والذي أثر في كل شيء على الذوق وعلى الجمال ومقاييسه وتدهور الفنون فبات ظهور الكليب والأغنيات مرهون بالمبلغ الذي يدفع لترويجه والمدة التي تدفع لظهوره وكل غانية لديها عشيق ثري يدفع يفرض وجودها في كل البيوت عبر هذه الفضائيات حتى بتنا حقيقة نعيش ومعنا الأطفال والمراهقين في ملهى ليلي كبير... كله على حساب الصوت والفن الأصيل و بات قاع المجتمع المثل المحتذى للشباب بكل أنواع الفساد. وإن كانت المكاسب المادية هي المؤثر الرئيسي لما تسيء له هذه الفضائيات و قدر الهدم الذي تمارسه وخصوصاً مع عدم وجود أي رقابة عليها للأسف فالرقابة فقط على السياسة، أما الفساد بأنواعه لا رقابة عليه، وإن يكن بعض هذه الفضائيات تمارس هذا الهدم لعقول الشباب عشوائيا ً ومن منطلق مادي بحت حسب الموجة السائدة فبعضها الآخر منظم ومدروس ومن خلفه أخطر مما يمكن لنا تصوره، يكفي أن بعض هذه البرامج الرائدة في هذا المجال والمكلفة منقولة نقل حرفي حتى بديكوراتها عن بعض البرامج الإسرائيلية ولو أضفنا دليل على عدم براءة هذه المحطات، نجد الإعلانات مثلا الموجهة للجالية العربية في أميركا وكندا فيها ( ترغيب الشباب للعمل جواسيس ) والتي تنحصر بإعلانات المخابرات والشركات الأميركية المتعاقدة معها وفوائد الانضمام للعمل وخصوصاً في مجال الترجمة في العراق ( أكيد أستاذة سلوى رأيت مثل هذه الإعلانات حين زرت كندا الصيف الماضي على المحطات العربية ) وهل محطات تسوق للخيانة وترغيب الشباب في العمل كعملاء وجواسيس ضد بلادهم يمكن أن تكون بريئة ؟! بالعودة إلى موضوع عمليات التجميل بعيداً عما يسوق ويفسد عقول وأرواح الشباب، عمليات التجميل ليست كلها سيئة فبعضها ضروري فعلاً، لمن حصلت لهم حوادث شوهتهم أو وهذا الغالب عند سكان البحر الأبيض المتوسط " الأنف الكبير النافر الذي يشوه معالم الوجه " وكلنا نعرف أشخاص ملامحهم جميلة ويشوهها هذا النوع من الأنوف، كذلك بعض العيوب الخلقية مثل ما يسمى بشفة الأرنب ( المشقوقة) إلخ.. كل شيء له جانب إيجابي عندما يستعمل بتحفظ وبقدر الحاجة له وعندما يزداد عن الحد الطبيعي يتحول لمرض سلبي و آفة حقيقية خطيرة. المشكلة الحقيقية في الموديل الغربي الذي يسوق لنا عبر هذه الفضائيات المفسدة والمشبوهة وتريد معظم النساء والفتيات تقليده بما بات يشبه الاستنساخ. الجمال ليس صورة إنما هو التناسب ولكل شعب من الشعوب ملامحه التي ينبغي الحفاظ عليها بما يتلائم معه وهذا هو الجمال الحقيقي وإلا تصبح حكايتنا مثل حكاية الغراب الذي أراد تقليد الطاووس. الملامح الشقراء وروحها لا تليق بها ما ينطبق على السمراء، وبما أننا من سكان البحر الأبيض المتوسط لدينا الأبيض والأسمر والأشقر، حتى الشقار عندنا لا يشبه شقار الغرب وله خصوصياته وهويته الخاصة. الجمال أيضاً ليس مجرد مقاييس فيه الحلاوة والحلاوة غير الجمال وفيه الجاذب والروح الذي تنعكس عليه وتبرزه سلباً أو إيجاباً . العرب لديهم مواصفات نادرة بسبب وجود الشرق الأوسط منطقة وسطى بين القارات الثلاث بالإضافة للسمات الشرق أوسطية وروحها المشتعلة. هنا في كندا الرجولة على سبيل المثال سمة يوصف بها الرجل الإيطالي واللبناني، حسب الأشهر طبعاً اللبناني غالباً يعني العربي ولكن لكون اللبناني أشهر هنا وخصوصاً اللبناني المسيحي الذي يوصف بالانفتاح ولا يخشون منه كما يخشون من بعض العرب الآخرين ولكونه ينصهر بسهولة أكثر بالمجتمع. المرأة العربية أيضاً مثلها مثل الرجل العربي متميزة، شديدة الأنوثة فاتنة. ولعلّ أهم ما يميز الجنس العربي هو الملامح الواضحة والروح ولغة الجسد، فالعيون تحكي وكل شيء ينبض بالحياة، و أقرب مثل: " البريطاني " تنظر للعينين فتجدها زجاجية خالية من أي تعبير ولا تستطيع أن تفهم انعكاس الكلام أو الموقف عليه أو تتبين على الأقل مشاعره وردة فعله" بينما العربي تحديداً تفهم كل شيء من عينيه و ما يحاول أن يخفيه تفضحه عيناه .. لغة الجسد، جمال أيضاً وجمال نادر ومعظمنا يعرف ما يسمى بالعيون الباردة وحتى الأيدي الخرساء وكثير مما يعرف بلغة الجسد البلهاء، وربما لهذا فالجمال العربي فيه جاذب لا تستطيع أن تتغلب عليه المقاييس الغربية ولهذا أيضاً المرأة العربية ملفتة للنظر أكثر من أي امرأة أخرى. أما مرض ما يعرف باللون، الحقيقة ليس الموضوع أبيض أو أسمر أو حتى أسود، هناك ألوان جميلة وألوان قبيحة، الأبيض جميل حين يكون مزهراً مشرقاً وقبيح حين يكون شاحباً لأنه يشبه لون الأموات ونيجاتيف الصور، كذلك اللون الأسمر يوجد الأسمر المزهر ( البرونز) وهو لون في غاية الجمال ويوجد أيضاً السمار القبيح المزرق والذي يبدو ملطخاً، كذلك هناك سواد فاتن لامع معجون بالاحمرار وهناك سواد قبيح، اللون بالفعل لا علاقة له ولكن لو حاولت السمراء مثلا أن تضع المساحيق لكي تبدو بشرتها أبيض مما هي عليه يصبح لونها قبيحاً ويبدو بالفعل مزرقاً وملطخاً وغير منسجم مع ملامحها العامة وكذلك البيضاء التي تسرف باستعال الزيوت ومصابيح الاسمرار وما شابه يصبح لونها ملطخاً مقززاً مليئ بالنمش. الجمال هو التناسب والجاذب الخاص بكل إنسان، كذلك الرضا والثقة بالنفس أهم بند من بنود الجمال. لعلي أطلت كثيراً لكني أردت أن أقول كل هذا دمتم وسلمتم |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
بسم الله الرحمن الرحيم تحياتي للجميع قبل ان استرسل في صلب موضوعنا ساعود للتعليق على مداخلة دكتورنا الفاضل هشام برجاوي الذي نكن له كل التقدير و الاحترام و أفتخر شخصيا بمحاورته و تبادل الفكر مع حضرته . ساعلق فقط على النقطة الرابعة من مداخلتك دكتور لذا اسمح لي ان اقول أن العقيدة الاسلامية لا يمكننا ان نقارنها بالقانون الوضعي لانها منظومة أخلاقية بالدرجة الاولى ، هي قد تساعد بوضع القوانين لتوفر لنا النظام لكنها لا تمانع او تحرم الاجتهاد باستحداث قوانين وضعية و افكار تنظم حياة البشر شرط أن لا تخرج عن الفطرة الانسانية فتبيح مثلا الزنا كنوع من الحرية الشخصية أو الحق في تغيير ملامح الوجه دون ضرورة لذلك ، باختصار الدين يتدخل فقط في النواحي الاخلاقية و الحفاظ على الفطرة الانسانية . فيما يخص موضوعنا اي التجميل فهو اكثر المواضيع تتدخل فيه الروح و المعتقدات و القانون يجب ان يراعي هذه المسالة و يشرع قوانين في رايي لابد ان تكون صارمة ليحمي بها الانسان من نفسه في مجال التجميل لانه خطير جدا و له انعكاسات عميقة على حياة البشر . الارباك الحاصل الان عالميا بسبب عولمة مجال التجميل القى بظلاله القاتمة على حيات كل الشعوب فهو لم يقف عند عولمة مقاييس الجمال الذي دفع بالكثير من الاجناس المختلفة كي تغير من شكلها لتتناغم مع الموضة و ما ترتب عن ذلك من تشوهات في الخلقة و مخاطر تصل الى فقدان الحياة بل عولمة هذا المجال سمح لبعض المستثمرين باستبضاع الانسان و أن يستغلوا الكائن البشري و يسرقون من روحه كي يضفونها على سلعهم . مثال ذلك المعرض السنوي الذي يقام في باريس لاجل الجنس ، كنت اظن انهم يهتمون بالتوعية في هذا المجال أو استعراض اضرار ممارسة الجنس الخاطئة او ياتون بمتخصصين لاجل معالجة بعض المشاكل الجنسية لكن ذهلت عندما عرفت انهم يستعرضون فيه معدات و اعضاء جنسية صناعية و ياتون بفاتنات العالم و بعض مشاهير الاغراء كي يروجوا لبضاعتهم لتصبح الالة بديلة عن الانسان في اخطر و ادق تفاصيل حياته !! هذه المسائل و اغرب منها تحميها القوانين الوضعية و تدخل في اطار الحرية الشخصية ، لهذا ارى أن حياة الانسان هي في حاجة ماسة لتربية روحية اولا و اخلاقية بعدها نشرع القوانين المنسجمة مع روح الشعب و معتقداته و اخلاقياته . بموضوع الجمال كما اشرت فهو يعتمد اكثر على الحس الروحي من ناحية الممارسة أو التقنية . و قد اشارت الاخت العزيزة هدى نور الدين لكثير من هذه الاشياء في مداخلتها التي كانت دقيقة و صائبة جدا فقد ذكرت ان الجمال هو تناسب و كذلك : الجمال أيضاً ليس مجرد مقاييس فيه الحلاوة والحلاوة غير الجمال وفيه الجاذب والروح الذي تنعكس عليه وتبرزه سلباً أو إيجاباً . نعم سيدتي الروح هي التي تضفي ملامح الجمال او القبح على الانسان مثلا جمال العين ليس في شكلها و انما في نظرتها و ما تشي به . حينما نتعلم وضع الماكياج مثلا مطلوب منا ان نراعي الشكل العام او المعولم لجمال العين اي هناك مسافة معينة يجب ان تكون بينهما او اتساع معين لهذا فالعين الصغيرة يجب ان لا نضع الكحل بداخلها بل عنصرا ابيض و الكحل بالخارج كي تكون اكثر اتساعا و العكس بالعكس بالنسبة للعين الكبيرة و في غالب الاحيان و رغم تحري الدقة في احترام هذه التقنية فان الشكل العام للسيدة يكون غير مرغوب فيه و اقل جمالا لهذا نقول احيانا هذه السيدة من غير ماكياج هي أجمل ، لذا فالتجميل لا يتطلب التقنية فحسب و انما يتطلب اكثر الاحساس و التشبع بثقافة المجتمع . فالتجميل اساسا هو ابراز و تسليط الضوء على نواحي الجمال في الانسان و اخفاء عيوبه مع مراعاة الانسجام و التناسق و الذوق العام و ثقافة الوسط الذي سيظهر فيه هذا الانسان . أختي العزيزة هدى دعيني اعقب على ملاحظتك في طول غيابي عن المنتدى العزيز ، أقول لك مرة أخرى انت السبب .. فمنذ ان تعرفت على حضرتك في مدونات مكتوب و على الشقيق الاكبر و استاذنا الكبير مازن شما و أنا اجد نفسي دون المستوى للالتحاق بمدرسة الكفاح العظيمة التي فتحتموها و تقودوها كنت اجد الكتابات التي اساهم بها اقل من القليل و رغبت ان تكون لي بصمات خاصة في هذه المدرسة العظيمة و اساهم بشيء مميز كما تفعلون . فوجدت ضالتي حين قمتم بحملة المقاطعة قبل سنتين تقريبا و عرضتم البضائع التي يجب مقاطعتها و كانت هناك تقارير و كتابات تواكب الموضوع من ضمنها تقرير وضعه احد الاخوة عن نسبة المشتريات التي نقتنيها من الغرب فكانت مواد التجميل تحتل نسبة مهمة لهذا قررت الاهتمام بهذا المجال ليس بالمقاطعة و انما بالدراسة و العمل على ايجاد البدائل لان ايجاد البديل هو الشيء الوحيد الذي سينجح المقاطعة و الاستغناء كليا عن بضائع الغير و ينتقل بنا من حدود المقاومة الى الانتصار ... فاخترت معهدا عالميا للتجميل ببلادنا بهدف معين وهو التحرر و كذلك التعرف على هذا العالم الذي يؤثر في السياسة و الاقتصاد و حياتنا الاجتماعية و بالمناسبة احب ان اذكر انه بعد غزو افغانستان كان من اوائل المستثمرين هناك اخصائيات تجميل اللواتي فتحن مدارس ليعلمن الافغانيات طرق التجمل الافغانية الجاهلة التي تفتقر للقمة العيش !!! و قد كلفني هذا جهدا مضنيا جدا و مازلت اواصل لابلغ الهدف المنشود .. الذي اعتقد انني وصلت الى عتباته لهذا فانا اعود اليكم و كلي امل ان اكون في مستوى التحديات التي تخوضها هذه النخبة الرائعة في نور الادب . و موقنة ايضا انني ساجد اياديهم البيضاء النقية ممدودة للمشروع النضالي الذي بدات فيه و ساضع تفاصيله بين ايديكم قريبا جدا . دمتم و دام لنا نور الادب معقلا للاحرار و مدرستنا في المقاومة بجميع الاشكال . |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=justify]
الأستاذة الكريمة نزهة مكي : لي كامل الشرف و الفخر بالحوار معك أيضا. ساعلق فقط على النقطة الرابعة من مداخلتك دكتور لذا اسمح لي ان اقول أن العقيدة الاسلامية لا يمكننا ان نقارنها بالقانون الوضعي لانها منظومة أخلاقية بالدرجة الاولى اسمحي لي أن أقول بكل وضوح إن هذا الكلام جريء جدا و يستمد وجوده من حالته التاريخية القديمة مقارنة بما توصل إليه البحث الأكاديمي، فالإسلام تقليديا ينقسم إلى معتقد و إلى تشريع عملي، و الأخلاقيات تنتمي إلى المعتقد و تأخذ شكل :"الخلفية الأيديولوجية" في النطاق التشريعي. و النقاط التي أختلف معك فيها هي كالتالي : 1/ تقولين سيدتي الكريمة :"لا يمكننا ان نقارنها بالقانون الوضعي لانها منظومة أخلاقية بالدرجة الاولى "، هذا المقطع يعبر عن الرؤية البانورامية التي أعارضها و التي أعتبرها عائقا أمام مرونة التحليل السوسيولوجي العربي. القانون الوضعي سيدتي الكريمة ليس تلك الكتلة اللاأخلاقية كما رسمته كتابات المشايخ و الفقهاء، إنه كيان تشريعي لا يتناقض مع الأخلاق، و إنما يتحرك بالتوازي مع رغبات المجتمع التي لا يجب أن تشمل ثوابت يحددها دستور كل دولة على حدة. و أرجو أن تعطيني تعريفا مقتضبا لما تعنيه "الأخلاق" أو "منظومة أخلاقية" ضمن انطباعاتك. 2/ المقارنة بين الاسلام و القانون الوضعي لا تعني منهجيا و أكاديميا بناء مقارنة كاملة بين المنظومتين، فالإسلام يحتوي على جزء تشريعي ذي مصدر غير إنساني، و سأخبرك بالذين قارنوا بين المنظومتين : * الماوردي في كتابه :"الأحكام السلطانية" عندما قال إن الخلافة "نظام حكم سياسي". * ابن رشد عندما قال :"الموجودات في معناها العام منطلق للتشريع الإسلامي". * المسيو ميو :"الإسلام يسعى إلى فرض مادته القانونية انطلاقا من خاصية الإنسانية التي تتسم بها رسالته". * الباحث شحاتة في قوله:"الإسلام قانون وضعي، و المصدر فوق-الإنساني يتعلق بالمعتقد". أنا لم أحبذ ايراد مواقف المشايخ و الفقهاء الذين ينطبق عليهم قول ابن خلدون :"علماء السلاطين". مع فائق الإحترام سيدتي الفاضلة. [/align] |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية لكل الاحبة الكرام و تحية خاصة لاستاذنا الكبير الدكتور هشام برجاوي الذي خصني بهذه المناقشة التي استفدت منها الكثير و إن كنت لا اتوفر على اي تعليم اكاديمي متخصص لا في الفكر و لا في القانون حتى اسمح لنفسي بأن أقف امام شخصه الكريم ، لذا احب ان انوه أن كل ما حصلت عليه بمجهود ذاتي و بمساعدة اساتذة فضلاء تشرفت بالتتلمذ على أيديهم و الاستفادة مما لديهم من علوم في ساحات ثقافية متعددة و منها نور الادب الذي اصادف فيه من جديد اساتذة افاضل أمثال الدكتور هشام برجاوي و باقي الفضلاء من اسرة نور الادب . اليكم جميعا اهدي كل التقدير و الاحترام |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=justify]
الأستاذة الكريمة نزهة مكي : بل أنا الذي استفدت من أفكارك و مناقشاتك الثرية و التي فتحت باب الحوار أمام تبادل المعلومات و المدارك حول الإسلام و علاقة مادته القانونية بالمستجدات الاجتماعية. انحرفنا قليلا عن القضية الأساسية، لكننا أنتجنا حوارا هادئا و رصينا و غنيا. و أتمنى أن تتكرر مثل هذه اللقاءات الحوارية المتميزة باحترام أدبيات الحوار من جهة و بثراء المعارف التي تطرحها للنقاش من جهة أخرى. تحياتي أستاذة نزهة مرفوقة بأسمى عبارات التقدير و الإحترام. [/align] |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
اقتباس:
أوافقك الرأي في أن ما يجري حولنا من أحداث لا بد وأن يؤثر تأثيراً مباشراً على سلوكياتنا كما غير الكثير من مفاهيمنا ، الهزائم المتتالية في منطقتنا والتى استهدفت بطريقة مباشرة كياننا العروبي أثرت على الأجيال التى عاصرت هذه الهزائم وولد لديهم شعور بعدم الإنتماء لكل ما هو عربي ومحاولة تقليد الغرب هذا الشيئ القادر على فعل المستحيلات. نلاحظ قصات الشعر الغريبة بدأت تجتاح اوساط المراهقين والمراهقات ، حتى السلوكيات تغيرت اذ اصبح معظم الشباب يتحدثون الأنجليزية بدلاً عن العربية واعتبارها هي اللغة الأكثر قيمة، تغيير الشكل هو احدى الطرق للإنسلاخ عن الهوية العربية، 70 % أو اكثر من النساء العربيات يقمن بصبغ شعرهن باللون الأشقر او يقمن بعمل خصلات ملونة بالرغم من أن الشعر الأسود وبشهادة الغربيين انفسهم اجمل بكثير ويلائم البشرة الحنطية وهو اللون الدارج في الوطن العربي. من الأشياء الجمالية في بعض المجتمعات العربية هي الحناء وهناك نقوش غاية في الرقة ومنتهى الذوق ولكن هناك من يصنف هذا في قائمة الأشياء البالية ويقمن بعمل التاتو وهو شيئ مشابه للحنة ولكنه تقليد اجنبي. استطيع القول بإن عمليات التجميل هي هروب او تمرد على واقع معين ، ومحاولة للفت النظر. أستاذة هدى أشكرك على المداخلة الراقية وفي انتظار مداخلاتك في المواضيع القادمة، مودتي وتقديري، سلوى حمّاد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
الأساتذة الأفاضل
د. هشام البرجاوي الأستاذة نزهة المكي سعيدة جداً بهذا الحوار الراقي الثري بالخبرة الشخصية والثقافة المدعمة بالحقائق والتى ان دلت على شيئ انما تدل على ثقافتكما العالية وطيب اخلاقكم. خروجكما عن الموضوع لم يكن نشازاً ولكنه جاء كمعزوفة جانبية اثرت الموضوع وفتحت لنا أبواب المعرفة التى نطمح لها جميعاً اشكركما من كل قلبي على الإضافة القيمة التى اضفتماها للموضوع. واسمحا لي ان أقدم لكما دعوة مفتوحة لحضور كل الحوارات القادمة، لكما صادق مودتي وتقديري، سلوى حمّاد |
رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام أعود اليكم مرة ثانية لاطرح قضية مهمة بخصوص عالم التجميل ، سبق و أن المح إليها الدكتور هشام البرجاوي في مداخلاته السابقة : و لا أحد سيجادل في حقيقة إدراكهن لما يقمن به. لدى ذهاب المرأة العربية إلى صالون للماكياج أو عيادة الطب التجميلي فهي تدرك أن جزئيات من هذه النشاطات تتعارض مع مفهوم الأخلاق العامة داخل المنظومة الديونتولوجية الإسلامية. هذه نقطة مهمة جدا فحب التجمل غريزة فطرية في الانسان عموما و المرأة على الخصوص و العقيدة الاسلامية لم تحرم هذا الجانب بل هذبته و وضعت له ضوابط معينة الهدف منها حماية الانسان من الحاق الاذى بنفسه . للاسف كما أن هناك سوء فهم و تطبيق للعديد من الشرائع الدينية فإن هناك سوء فهم ايضا لنظرة الدين للجمال و التجمل سيطرت على مجتمعاتنا الاسلامية حتى اصبح ذهاب المرأة لصالونات التجميل محرم او تحوم حوله عدة شبهات و بما ان مسالة التجميل شيء مهم جدا في حياة المراة فإنها لا تجد امامها الا دخول معركة التحدي لتلبي رغبتها و إن لاقت المزيد من الاعتراضات فإنها أحيانا و بدل التراجع فإنها تهرب للامام الى أن تصل مدى غير مرغوب فيه أو يدخل في إطار الحرام بالفعل . السبب في نظري هو سوء فهم المجتمع الاسلامي لهذا العالم و سوء فهمه ايضا لعقيدته كذلك حيث صبغ جميع الامور بصبغة دينية فقدس شكلياتها و غفل عن مضامينها وهذا امر خطير يتجلى لنا الان فيما اصطلح على تسميته " بالاسلام السياسي " حيث تكونت كيانات تنظيمية تحمل شعار الاسلام فتعلق المسلمون بتلك الكيانات و الرموز أكثر من العقيدة نفسها و هيأ الفرصة لبعض الجهلة او المضللين لاستغلال العباءة التنظيمية الاسلامية لفرض مفاهيم خاصة بهم على الناس و تكفير من لا يتقبلها . هذا الامر انعكس ايضا على مسالة التجميل حين ظهر مصطلح " الطب النبوي " الذي اتحفظ منه كثيرا و أفضل مصطلح الطب الطبيعي أو البديل . فالعامة عندما حين تسمع بالطب النبوي ـ الذي اقتحم كل المجالات حتى التجميل ـ فإنهم يصبغون مسحة من القداسة على مدعيه او الانسان الذي يمارسه فيتفبلون جميع وصفاته و كانها نزلت في الكتاب الكريم و حين تقع بعض الاخطاء في هذه الوصفات و هذا يحدث كثيرا فإن هؤلاء يجلبون الاساءة للدين و العقيدة . صحيح أن الرسول الاعظم قدم لنا وصفات معينة في الطب البديل أو النبوي حسب ما نسب اليه صلى الله عليه و سلم و منها وصفات في التجميل أثبت العلم الحديث صحتها و نجاعتها إلا ان هذه الوصفات لم توحى اليه و إنما نقلها هو ايضا عن محيطه و كانت مما ورثه عن الاجداد وهي طبعا قابلة للتحريف و التشويه مع مر العصور لهذا يجب أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار حتى لا نسقط في شباك بعض المشعوذين و الجهلة ممن يستغلون الدين لتسويق تجارتهم . كما تجب مراجعة النصوص الدينية التي وردت في بعض اشكال التجميل منها حديث " النامصة و الواصلة و الموصول لها " الشهير و الذي بمقتداه حرم بعض العلماء تهذيب الحاجبين و وصل الشعر بخصلات مصطنعة . في حين ان بعض العلماء فسروا الامر بطريقة اخرى اجدها شخصيا هي الاقرب للصحة و ذلك حين ارجعوا الحديث لاسباب تنزيله و قصته الحقيقة التي تتلخص في سيدة جاءت للرسول الاعظم تطلب رايه في موضوع ابنة لها تعاني من الشعر الخفيف و هي مقبلة على الزواج هل تصل لها ام لا تصل اي هل تضع لها خصلات صناعية لتخفي عيبها حتى يراها اهل العريس جميلة أم لا ؟ فذكر صلى الله عليه و سلم ذلك الحديث لكن من باب انه لا يجوز الخداع و الكذب على العريس و اهله و بعد ذلك تكتشف الحقيقة ، عليها ان تقدم ابنتها على ما عليه فان ارتضاها لدينها و خلقها فهو كذلك و ان كان لا يعنيه الا الشكل فلا خير فيه . أما بعد ذلك فيحق للمراة ان تجمل نفسها بما تشاء بل هذا مرغوب فيه حين تتقدم في السن و تحصل لها تشوهات في الجسد بفعل الولادة و الارضاع التي غالبا ما تلحق اضرار بالشعر على الخصوص هنا بامكانها ان تتجمل حتى بوضع خصلات شعر صناعية لتبدو جميلة امام نفسها اولا لتزداد ثقة و امام زوجها ايضا و هذا الامر له تاثير كبير في استقرار الاسرة . فاصل التحريم في هذا الجانب هو منع الكذب و الغش و الخداع و ليس التجميل في حد ذاته . شكرا لكم [/align] |
الساعة الآن 49 : 12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية