منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـميـزان (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=334)
-   -   نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه ’’ كزهر اللوز أو أبعد ’’.. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=9963)

طلعت سقيرق 10 / 04 / 2009 58 : 03 PM

نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه ’’ كزهر اللوز أو أبعد ’’..
 
[align=justify]
نسيتْ غيمة في السرير على عجل ٍ
ودعتني وقالت سأنساك لكنها
نسيت غيمة في السرير فغطيتها بالحرير
وقلت لها لا تطيري ولا تتبعيها
ستأتي إليك
وكانت عصافير زرقاء حمراء
صفراء ترتشف الماء من غيمة
تتباطأ حين تطلّ على كتفيها
ستدرك حين تعود إلى بيتها دون
حاشية من عصافير أنّ المناخ تغير
في ساحل الكتفين وأنّ السحاب تبخر /
عندئذ ستدرك ما نسيت : غيمة في
سريري فترجع كي تستعيد تقاليدها
الملكية في غيمة
... فشمّتُّ بها وابتسمتُ
وحين دخلت سريري لأرقد في الاستعارة
بللني الماء
[/align]

طلعت سقيرق 10 / 04 / 2009 57 : 07 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]

يعتبر الشاعر الراحل محمود درويش أكثر الشعراء العرب قدرة على الامتداد الجميل في اللغة العربية تجريبا وشغلا وانشغالا وعملا على التطوير ..
في قصيدته هذه " نسيت غيمة في السرير " وهي من ديوانه الصادر في العام 2005 بعنوان " كزهر اللوز أو ابعد " عن دار رياض الريس نسف لجسر طويل وبناء على ما نظن أنه نسف ..
مفردات القصيدة 85 مفردة دون العنوان ، لكنها تقول الكثير من تعدد الحالات الشعرية والشخصية المتضمنة حالة نفسية بالتأكيد .. نعرف أنّ محمود درويش شاعر منشغل بشعره ..لذلك كان شبه منعزل في حياته ..ربما كان قاموس "العين " الصديق الأقرب .. ولا ننسى أنّ الوحدة تكون قصدية أحيانا ، وقسرية أحيانا أخرى .. وهنا يداخل درويش عن قصد أو دونه بينهما..فالديوان كما لاحظ قارئوه يشظي الأنا ، أو يفصل في هذه الأنا .. لتعيش في حالاتها المتعددة الكثيرة .. ربما جاء هذا من عيشه وحيدا في بيته في عمان أو في بيته في رام الله ، أو من خلال اعتباره على أن الشاعر لا يمكن أن يبيح حياته لتكون حياة اجتماعية عريضة إذا أراد أن يعمل من أجل شعره .. فعلى الشاعر أن يختار إما الانعزال الطوعي كونه الكائن الأكثر حاجة للوقت كي يعمل ويكد ليستحق لقب الشاعر المجيد الكبير ، وإما أن يبيح حياته للآخرين كي يبقى على الهامش في كل الحالات .. ومحمود درويش كما هو معروف عنه اختار الوحدة والعيش للقصيدة ..
يجب أن ننتبه إلى أن هذا الديوان ديوان اقتصاد بلاغي ..فالشاعر كما أشار في أوله أو مبتدئه مستعيرا من أبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة " أحسن الكلام ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر ، أو نثر كأنه نظم " وهذا ما ينعكس بينا في الديوان الذي يقتصد بلاغيا خاصة في الصورة التي تعتبر ، أو كانت تعتبر ، عند درويش ، من أسس بنائه المدهش للشعر ..هنا البناء هادئ لا يريد ضجيجا أو احتفاء شديدا بالبلاغة ..فحتى الغيمة التي تركتها تلك الصبية التي غادرت تبقى عالقة في الذهن كونها لا تنشغل بمحيط من الصور.. فالشاعر يوردها ضمن حكائية يريد أن يرويها ليقوم البناء عليها لتكون القصة في القصة ، أو الرواية في الرواية ..
نلاحظ منذ المطلع أن الشاعر يحكي ويروي ويقول ولا يدهش .. مطلع القصيدة عند درويش هنا لا يعتمد الجمالية أو الصورة اللافتة كعادته في شعره ..فهي تنسى غيمة في السرير وتودعه وتقول سأنساك .. أين الصورة العالقة في البال والتي كانت تشغل محمود درويش كثيرا لتبقى مثل جرس في الأذن ..يتخلى عنها الشاعر ببساطة ولا يشغل باله كثيرا بها ..حتى الغيمة وهي الصورة هنا ، فلا حواف أو امتداد لها ..اقصد أن محمود درويش لا يبني صورة داخل الصورة كعادته ، ولا يركب الصورة من صور ..هو يقول إنها نسيت هذه الغيمة وكفى ..قد نجد لها لواحق في الآتي أو خيالنا ، لكنها تبقى غيمة مدهشة جميلة من جو الحب ..وحتى الحبيب ، الذي هو محمود درويش ، لا شيء جديد عنده كي يضيفه أو يحتفي به ، فهو الإنسان العادي الذي مر بالتجربة وتركها مرهونة بالصدفة ، فإما أن تتكرر أو لا تتكرر ..
طبعا محمود درويش الملحمي والممتد والمتداخل والمدهش والتي يجعل الجبال تخلع معاطفها يأتي هنا بكل تؤدة ليقول شعرا خاصا به وليعطي شيئا هاما يفترض أن ننتبه له ..
- كل المواضيع صالحة للشعر .. بما يعني أن الحياة كلها يمكن ان تكون منطقة شعرية / هذا ينسحب على مجمل الديوان / ..
- لا حاجة لأن نقلد فلكل صوته ..كثيرا ما قالها حتى في جلساته الخاصة عن شعراء قصيدة النثر وتقليدهم للشعر الأجنبي ..وفي قصائده المتروكة ، أي في الديوان الذي صدر أو سيصدر بعد رحيله قصيدة موجهة لشاعر شاب بعنوان وصية على شاعر شاب يقول له فيها انس كل شيء واكتب من خلالك ولا داعي لتكرارنا ..
- ليس هناك حاجة لن يبقى الشعر العمودي على نمط واحد وشعر التفعيلة على نمط واحد ..ابتكروا وغيروا وكونوا دائما مع التجديد ، واستعارته من أبو حيان التوحيدي ذات دلالة ..
- ابتعدوا عن التقعير والتغريب وصعوبة المفردات فلا فائدة من كل ذلك ..عيشوا الحياة ..
طبعا هذا جزء مما رأيته في هذه القصيدة



[/align]

نصيرة تختوخ 12 / 04 / 2009 06 : 11 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
بعد التحية و الثناء على الشاعر طلعت سقيرق لأنه وضع بين أيدينا قصيدة جديدة متميزة لم أكن شخصيا أعرفها يسرني أن أبدي انطباعي وتفاعلي معها بعد قراءتها أكثر من مرة و قد لا يكون ماسأورد نقدا لكن مجموعة إنطباعات قارئة صادقة و عفوية.
أول ماتبادر إلى ذهني مع القراءة هو الصورة و الطابع الفني المختلف الذي يقدمه محمود الدرويش صاحب القصائد الوطنية و المليئة بوجدانه الفلسطيني, لوحة سريالية مرسومة بكلمات عربية درويشية ذكرتني بقصائد عالمية ومقاطع شعرية أخرى من بينها كلمات الشاعر الفرنسي بول إيلوار في قصيدته عيونك الخصبة:
لقد صنعنا الليل , أمسك بيدك و أسهر
أساندك بكل قواي
أنحت على صخرة نجمة قواك
أخدود عميق تنمو فيه طيبة جسدك
أردد صوتك الخفي و صوتك العلني
أضحك من المغرورة
التي تعاملينها كمتسولة
من المجانين الذين تحترمين و البساطة التي تستحمين فيها
وفي رأسي الذي يتفق بهدوء معك و مع الليل
أسحر بالمجهولة التي تصيرين
مجهولة تشبهك , تشبه كلما أحب ويتجدد دوما .
يقال أن السريالية تعتمد على اللاشعور في الخلق و الإبداع وأظن هذا مايجعل القصيدة أو اللوحة أو أي منتوج فني سريالي يشبه الحلم في تكوينه : هناك واقع من الممكن تخيله و ترابط لكن منطق و أبعاد مختلفة..
ليس من الضروري البحث عن الرمزية أو دلالات الكلمات بقدر ما هو جميل الإستمتاع بخيال الشاعر و الصور التي يتيح لنا التعرف عليها وقد لا تكون خطرت ببالنا ابدا.
نسيت غيمة في السرير فغطيتها بالحرير
وقلت لها لا تطيري ولا تتبعيها
ستأتي إليك

في هذه السطور مثلا مشاعر حنين وحب و أمل غير مذكورة لكن يجسدها التمسك بالغيمة القادرة على التحليق و الطيران.
وفي الكلمات الموالية :
ستدرك ما نسيت : غيمة في
سريري فترجع كي تستعيد تقاليدها
الملكية في غيمة
ألمس شخصيا تعبيراعن ثقة بالنفس مرتبطة بأمل ورغبة في عودة صاحبة الغيمة , رغبة تظل متأرجحة بين التحقق و عدمه و حسن التنبؤ أو خيبته لكنها تنم على أمل و ثقة.

تبدد الغيمة و بلل السرير شأنه شأن الكثير من الأبيات السريالية ففيه حقيقة من منطق و بعد واقعي :'الغيمة ماء و مطر..الغيمة تتبدد تختفي.'"
وفيها أيضا مايشبه نهاية الحلم و الإستيقاظ منه هناك متمنيات و أحداث لكن النهاية مفاجئة و غريبة و قد تسخر من صاحبها.
أجد هنا أيضا تشابها مع قصيدة جاك بريفير الشهيرة:'لك حبي"
ذهبت إلى سوق العصافير
واشتريت قفصا لك حبي
ذهبت لسوق الزهور
واشتريت زهورا لك حبي
ذهبت إلى سوق نفايات الحديد
واشتريت قيودا
قيودا ثقيلة لك حبي
وذهبت إلى سوق العبيد
وبحثت عنك
لكني لم أجدك ياحبي.

تحياتي لكل من سيمرون منها أضعها على غيمة تتجول بين سطوري و تبلل جيب من يحاول أخذ قطعة منها تذكارا أو فضولا.http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...ages/cloud.gif

رشيد الميموني 12 / 04 / 2009 49 : 04 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
أحييك أخي الغالي على هذا الاختيار الجديد .. وأعبر لك عن امتناني لكونك تدفعنا دفعا لخوض هذه التجربة / المغامرة التي لم نألفها بعد .. نحبو اليوم في عالم النقد .. ولي اليقين من أننا سوف نقف على أرجلنا في خطوات محتشمة قبل أن يستوي عودنا في هذا المجال إن شاء الله .
تأنيت كثيرا قبل أن أعقب على هذه المقطوعة الشعرية مما أتاح لي الفرصة لقراءتها مرارا .. ثم اطلاعي على نقد الأستاذ طلعت و الأخت نصيرة فصرت أتلمس الطريق شيئا فشيئا .. والحقيقة أني كنت دائما أرى في شعر محمود درويش ذلك التناغم بين الصورة الجمالية للقصيدة و بين الخطاب ومضمون القصيدة ذاتها .. وحتى في بعض الأحيان حين كان درويش يميل إلى الخطاب المباشر ليعلن عن إحباطه إزاء الوضع العام لقضية العرب الأولى ، فإنه لم يكن يتخلى عن جمالية الصورة المنبثة بين حنايا الأبيات ..
وجدت أن للغيمة والسحاب علاقة بالشاعر .. ربما هي الوحدة .. لكنها وحدة توفر للشاعر حرية التعبير .. حرية التنقل .. حرية الصمت متى شاء .. وحتى وهو يعاني من الوحدة - التي طالما اشتكى منها لأقرب الأقرباء إليه عبر عتابه لانقطاع المكالمات الهاتفية - فإن ذلك يبدو تافها أمام عشقه للحرية و إطلاق العنان لقريحته و أشعاره تدوي مبتسمة تارة ومنتحبة تارة أخرى ..
القصيدة التي بين أيدينا أراها موغلة في الرمزية .. ربما كانت الغيمة هي الشاعر نفسه ،أو ربما كانت القصيدة .. لكن الاستمتاع بإيقاعها وصورها ، ثم تنوع قراءتها حسب فهم كل قارئ لإيحاءاتها و مراميها كفيل بجعلنا نتجنب الإفراط في تناول هذه الرمزية أو السوريالية والإطناب في تحليلها ..
ويبقى اختيار هذه القصيدة مكسبا لكل قارئ متذوق للشعر مهما بلغته من الرمزية ومهما استعصى فهمها أو سبر غورها على قارئ ما .. أقول مكسبا ، لأن اختيارها مكنني من شحذ قلم النقد رغم بساطته ونحن في بداية الطريق من منتدى الميزان .
دمتم بكل المودة والتقدير ..

ميساء البشيتي 12 / 04 / 2009 24 : 05 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
بداية دعوني اعترف أن ذائقتنا الأدبية متواطئة بعض الشيء مع اشعار محمود درويش

فتجد ان القصيدة أول ما تهبط .. تهبط في القلب متجاهلة نداءات العقل في محاولتها

الدؤوبة لفهم ماذا يجري بين السطور .

أنا أقرأ محمود درويش بقلبي ومن ثم أبدأ محاولاتي في قرائته من خلال العقل والادراك والإستيعاب

ومحاولة تجسيد الصور الجمالية وتشريحهها في محاولة جادة للفهم .

طبعا ً محمود درويش لم يبدأ رحلته مع الشعر بهذا المستوى العالي والراقي .. بل بدأه بسيطا ً جدا ً

والجميع يذكر سجل أنا عربي .. ومنها ومن غيرها من القصائد القريبة لعقل المتلقي ولقلبه

ومشاعره وعواطفه انطلق محمود وأخذنا معه في رحلة الشعر وعالمه الشعري الجميل

كنا مسحورين فيه وهو يتنقل من ابداع إلى إبداع ونحن نتتلمذ على يدي إبداعه .. أخذت ذائقتنا

تنمو وتكبر حتى أصبحت تتماشى وتنسجم مع قصائد درويش وبلغت الذروة في مديح الظل العالي

لكن محمود أخذ يكبر ويكبر ويكبر .. أخذ ينغمس في عالمه الشعري .. كما كان يقول مطبخه الشعري

أصبح يبحر بعيدا ً عنا .. أصبحنا نلهث ونحن نركض خلفه .. تارة نلحق به وتارة نخفق .. هو لم يكن يشعر

بهذا .. الظروف اللي وجد فيها سمحت له بل أخذته بعيدا ً عنا وتجلى هذه بأشعاره الجديدة التي يكتنف

معظمها الغموض الذي أصبح ربما جزءا ً من شخصيته .. كزهر اللوز أو أبعد .. نعود لذائقتنا الأدبية المتورطة

في عشق اشعار درويش تأبى إلا أن تتذوق هذه الأشعار وأن تسكنها القلب .. لذلك نحاول مرة واثنتين وثلاثة

إلى أن نصل ولو لخمس ما كان يريد محمود أن يوصله لنا ويبقى سرّ الشاعر في قلبه لا يعرفه أحد

لكن هذه المقاطع الجميلة تعكس كما رأينا وحدة بل تخلي من الأحبة عن محمود .. نحن لم نلحظ ذلك

لكن هو عانى من الوحدة وهذه الأبيات تبرهن ذلك .. كم كنت اتمنى لو استطعنا أن نحضن وحدة

هذا الشاعر العريق .. لو استطعنا أن نمسح جزءا ً من الآمه وهو الذي كان أول الحاضرين فينا

الف شكر استاذي طلعت على الإختيار الرائع والموفق .. والله يرحم روحك يا محمود

طلعت سقيرق 13 / 04 / 2009 20 : 01 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
الأديبة الغالية نصيرة
تحياتي
نحاول هنا أن نتحاور ..أقصد أنّ جدوى " الميزان " أن نشكل حوارا بيننا كمجموع في نظرتنا لنص نضعه .. وباعتقادي أنه ليس مهما كثيرا أن نخضع لهذه المدرسة الفنية أو تلك ، إذ تعلمين كثرة المدارس والمذاهب الأدبية ، ونظرتها للفن والأدب .. ولست أدري إن كنت معي في ضرورة أن ننطلق من ذات كل واحد فينا باتكاء على مخزونه الثقافي بعيدا عن التأثر بهذا المذهب أو ذاك .. وظني عزيزتي نصيرة أن أفضل النقد حديثا ، ما انطلق من ثقافة كل واحد منا .. لذلك تعالي أن نتحاور حول قصيدة الشاعر الكبير محمود درويش بعيدا عن أي تشكيل مسبق ..
تعرفين أنّ السريالية قد اعتمدت العقل الباطن منطلقا لكل ما شكلته ، وكان الرسام الأسباني سلفادور دالي خير من عبر عن هذا المذهب .. والظن عزيزتي أن التناقض والتنافر والغموض والانطلاق من عدم العلاقة بين الشيء والشيء الآخر هي الأساس لهذه المدرسة .. لذلك يختلف هذا مع محمود درويش وقصيدته .. فدرويش رغم كل شيء كان قصديا ..كان يدرس في قصيدته العمارة والكلمات والشعور والوزن وكل شيء .. بل أعتقد يا عزيزتي انه كان مصرا على الانتباه ، رغم أنّ الشاعر ، يبعد حدة الانتباه قدر المستطاع ليبقى في المنطقة الوسطى ، وتتذكرين أنّ شعراءنا العرب القدامى كانوا يعزون ذلك إلى القول بشيطان الشعر وما شابه ..
لاحظي معي المقطع الذي أوردتهِ للشاعر الفرنسي بول إيلوار ، ستجدين فورا أنّ لا علاقة بين الجملة والجملة ، لا علاقة بين الصورة والصورة ، فانا هنا معك تماما بالتفكك والرجوع إلى السريالية :
لقد صنعنا الليل , أمسك بيدك وأسهر
أساندك بكلقواي
أنحت على صخرة نجمةقواك
أخدود عميق تنمو فيه طيبةجسدك
أردد صوتك الخفي و صوتكالعلني
أضحك منالمغرورة
التي تعاملينهاكمتسولة
من المجانين الذين تحترمينو البساطة التي تستحمين فيها
وفيرأسي الذي يتفق بهدوء معك و مع الليل
أسحر بالمجهولة التي تصيرين
مجهولة تشبهك , تشبه كلما أحبويتجدد دوما .
لاحظي الفرق ..هذا لا نجده عند درويش ..طبعا قصيدة درويش جميلة ، وهذه القصيدة لإيلوار جميلة .. لكن الفرق واضح بين بنائين يفترقان بالتأكيد.. درويش يلم موضوعه ويقتصد ويشير ، وإيلوار يبعثر ويضع ما يأتي فورا من عقله الباطن .. وكلا القصيدتين بدون شك ساحر .. وحتى إيلوار لا يغرق كثيرا في السريالية كما في لوحات دالي مثلا .. فهو يبقي رغم كل شيء على صلة وتواصل ..بينما قد تجدين في السريالية كل ما يخطر على البال أو لا يخطر متلاصقا ..طبعا برع دالي بذلك ، حتى في طريقة رسمه أحيانا ..
فتعالي يا عزيزتي الفاضلة ننطلق من ذاتك كناقدة ترى ما ترى في قصيدة محمود درويش ..وذاتي كناقدة ترى ما ترى .. أظن عزيزتي نصيرة ثقافتك تكفيك لتشكيل رؤيتك الخاصة ..
هنا اختلف معك في أنّ ما ستوردينه ليس نقدا .. هو نقد بالتأكيد ما دام يعكس رؤيتك .. لنكن مثل البحر في النقد ، لا حدود لطموحنا ..
ألست معي ؟؟.. أرجو أن تقرئي ما أوردته في " كلمات " بعنوان " محمود درويش وفتنة الكلام "
سلمت

[/align]

طلعت سقيرق 13 / 04 / 2009 26 : 01 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
طبعا لي العذر في عدم الرد المباشر .. الآن قرأت رد او تعليق الأديبين رشيد وميساء وانا أضع مداخلة حول ما اوردته الأديبة نصيرة .. فرجاء اعذراني إلى الغد إن شاء الله .. هذا لا يعني أنّ الرد في النقد واجب ، لكن يطيب لي مثل هذا الحوار الذي يفيدنا جميعا بالتأكيد .. فشكرا للأديبة نصيرة .. وإلى لقاء مع الأديبين رشيد وميساء ..
[/align]

طلعت سقيرق 13 / 04 / 2009 34 : 08 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
الأديب الغالي رشيد
تحياتي
ربما اتفق معك أخي رشيد بأشياء واختلف بأشياء ، وهو حال النقد في تلاقح الأفكار .. وهو أمر ضروري وطبيعي نسعى إليه في كل خطوة نخطوها .. معك أنا دون شك فيما ذهبت إليه من وقوفك عند الغيمة والتي ذهبت معها في رؤية خاصة بك ..هذا احتمال اترك لك حرية النظر فيه والتفكير بأبعاده من الزاوية التي تنظر إليها وتخصك .. فأنت حر في أن ترى ما ترى في القطعة الأدبية ..
لكنني أميل إلى تفسير المباشرة والموسيقى والخطاب على انه كان يعبر عن مرحلة شعرية عند درويش مالت إليها قصائده الأولى .. وهو ما يمكن أن يعمم على مرحلة التماس مع النكبة في الشعر الفلسطيني .. وهذا أخي رشيد لا دخل له بالتعبير عن إحباط أو غيره ، فهو تعبير فني ليس إلا ، مشينا في دربه كلنا ، وأصدقك القول ، دون استثناء ، وليس عيبا أن نعترف بعيوبنا إن كانت عيوبا ..بل تعرف يا صديقي أن الشعر الفلسطيني الملاصق تماما لعام النكبة عام 1948 كان بكائيا .. السؤال هنا لم يعد مفيدا ، فما كان كان ..
أما عن أنّ القصيدة التي أوردتها وأنها رمزية .. فستعجب أن أقول لك يا صديقي غنها كانت في قمة الواقعية ، والدخول في الشخصي ، ودعني هنا أخي رشيد أورد قصيدة من ديوان "لا تعتذر عما فعلت" لمحمود درويش طبع في العام 2004 مرتين ، ويهمني بل أجد انه من الضروري أن تقرأ أنت والغاليتين نصيرة وميساء هذه القصيدة لأنها تمهد لهذه المرحلة عند درويش ، اقصد المرحلة الشخصية .. القصيدة بعنوان " في بيت أمي " وهي تضعنا أمام محمود درويش وهو ينظر إلى صورته المعلقة على الجدار عندما كان في العشرين ..يحاور الصورة .. يدخل في الكثير من دقائقها .. صورة دافئة تنقل لنا محمود درويش الذي أراد أن يخرج من نمط القصائد المعروفة إلى بحر واسع تتسع له الحياة .. أرجو أن اسمع رأيك ورأي الغاليتين نصيرة وميساء بعد قراءتها .. وربما أصعب شيء فيها أنني سأنضدها ، وليتك أخي رشيد تعرف كم أملّ حين أنضد وأنا انقل عن كتاب أو غيره ..متعتي في الكتابة المباشرة ..أما النقل فعذاب ..
سلمت
[/align]

طلعت سقيرق 13 / 04 / 2009 36 : 08 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
الأديبة الغالية ميساء
تحياتي
فعلا أنت تحلقين حين تنقلين من الأنا دون حاجز .. واعترف لك مباشرة بأهمية ما أوردته:" بداية دعوني اعترف أن ذائقتناالأدبية متواطئة بعض الشيء مع أشعار محمود درويش ، فتجد أن القصيدة أول ما تهبط .. تهبط في القلب متجاهلة نداءات العقل في محاولتهاالدؤوبة لفهم ماذا يجري بينالسطور . أنا أقرأ محمود درويش بقلبيومن ثم أبدأ محاولاتي في قراءته من خلال العقل والإدراك والاستيعابومحاولة تجسيد الصور الجماليةوتشريحها في محاولة جادة للفهم . " لقد قبضت على مفاتيح معاناة الناقد ، كل ناقد ، حين تتدخل العاطفة في نقده مهما حاول أن يتجرد ، ومهما طولب بالتجرد ..فنحن في النهاية والبداية بشر ..لذلك أتفق معك أننا متورطون جدا في الحديث عن محمود درويش .. اذكر لك هنا حادثة لم تغب عن بالي في يوم من الأيام ..مرة جاء محمود درويش على دمشق لإحياء أمسية ، وكنا وقوفا رغم أننا وفد من اتحاد الكتاب لأن شدة الازدحام كانت غير طبيعية .. إلى جانبي وقفت صبية كانت تحدث صديقتها .. قالت لها : هل تفهمين شيئا مما يلقي محمود درويش ؟؟.. أجابت الثانية بكل براءة : لا ..لا أفهم شيئا ..سألتها الأولى : لماذا حضرت إلى الأمسية إذن ؟؟.. أجابت الثانية بصدق كبير : إنه محمود درويش أنا اعشقه ..ليس المهم أن أفهم ، لكنني أعيش حتى مع رنة صوته .. سأكتفي لألتقي مع ما أوردته ِ ..
طبعا لا خلاف حول ما أوردت من تطور محمود درويش وهذا طبيعي ، ولا خلاف أيضا حول سرعته بل إنجازه المدهش السريع .. ميزة درويش أختي ميساء انه كان متفرغا للشعر تماما .. وهذا لا يتوفر إلا لقلة ..

[/align]

طلعت سقيرق 13 / 04 / 2009 37 : 08 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]

في بيت أمي

" من قصائد ديوان محمود درويش " لا تعتذر عما فعلت " وقد طبع مرتين في العام 2004 "

في بيت أمي صورتي ترنو إليّ
ولا تكفّ عن السؤال ِ :
أأنتَ يا ضيفي أنا ؟؟..
هل كنتُ في العشرين من عمري
بلا نظارة طبية
وبلا حقائب ؟؟
كان ثقب ٌ في جدار السور يكفي
كي تعلمك النجوم هواية التحديق
في الأبديّ
} ما الأبديّ قلتُ مخاطبا نفسي ؟ {
ويا ضيفي ..أأنت أنا كما كنا
فمن منا تنصل من ملامحه ِ
أتذكرُ حافر الفرس الحرون على جبينك َ
أم مسحت َ الجرح بالمكياج كي تبدو
وسيم الشكل في الكاميرا ؟؟..
أأنت أنا ؟؟ أتذكرُ قلبك المثقوب
بالناي القديم وريشة العنقاءِ
أم غيرتَ قلبك عندما غيرتَ دربك ؟؟
قلت: يا هذا أنا هو أنت َ
لكني قفزت عن الجدار لكي أرى
ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطف
من حدائقه المعلقة البنفسج باحترام ٍ
ربما ألقى السلام وقال لي :
عدْ سالما
وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى
ما لا يرى
وأقيس عمق الهاوية

***
[/align]

نصيرة تختوخ 13 / 04 / 2009 03 : 09 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
تسرني قراءتك لما أوردت و لإبرازك لأوجه الإختلاف بين القصيدتين فرغم أنني لم أقر بتشابههما إلا أني جمعت بين الإثنتين لكون الواحدة ذكرتني بالأخرى كيف ولما رغم اختلاف البناء أظنه اللوحة و الصورة و الخروج من الواقعية و المنطق الذي جعلني أميل للتصنيف السريالي .
يقول لويس آراغون وهو أيضا شاعر وكاتب من رواد السريالية:'هناك ترابطات أخرى عدا الحقيقة يستطيع العقل استيعابها وهي أيضا أولية مثل الصدفة و الوهم و الخيال والحلم كل هذه الأنواع المختلفة تجتمع و تنسق في "جانر" (فصيل أو نوع ) يسمى السريالية.
في قصيدة درويش هناك طبعا عمارة و شعور لكني أجد هناك أيضا ذلك التنافي مع منطق الو اقع و الحقيقة ذاك الذي يشبه الحلم و الوهم:غيمة في السرير ,عصافير زرقاء حمراء صفراء ترتشف الماء من غيمة,ساحل الكتفين وأنّ السحاب تبخر ,دخلت سريري لأرقد في الاستعارة ..
ليست كل النصوص و القصائد وحتى اللوحات السريالية مفككة و شديدة الغرابة بحجم مارسمه دالي وأضع بين أيديكم لوحات لروني مارغيت وكذلك قصيدة أخرى لإيلوار بعنوان المغرمة:
'إنها تقف على جفوني
وشعرها في شعري
لها شكل يدي ولون عيوني
إنها تغرق في ظلي كحجر على السماء.
عيونها المفتوحة دوما تمنعني من النوم
أحلامها المليئة بالنور تبخر الشموس
تجعلني أضحك و ابكي و آضحك
تجعلني أتحدث بدون أن يكون لدي شيء أقوله".
تحياتي و تقديري ويسرني تبادل الأفكار و تبادل وجهات النظر من زوايا مختلفة .



بوران شما 13 / 04 / 2009 18 : 09 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
الأستاذ الأديب طلعت سقيرق

هل تسمح لي ياأستاذي أن أدخل فقط لأبدي تقديري لكل ماكتبه شاعرنا الكبير
محمود درويش رحمه الله . وأكرر ماقالته الأستاذة ميساء: بأن قصائده أول ماتهبط تهبط في القلب , ورنة صوته كان لها الوقع العجيب في النفس والقلب وبعدها العقل , وأشكرك على اختيار هذه القصائد الرائعة .وأنا واحدة ممن حضر أمسيات عديدة للراحل الكبير في دمشق وأحيانا على الواقف .
كما أنني أسجل تقديري الكبير للأساتذة جميعا في هذا الحوار الرائع والمفيد .
محبتي ومودتي لكم جميعا.

نصيرة تختوخ 14 / 04 / 2009 34 : 11 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
من جديد أعود لهذه المساحة ومن جديد أشكر الشاعر طلعت سقيرق على إتحافه لنا بقصيدة أخرى لمحمود درويش لم أقرأها من قبل أيضا.
قصيدة أقل ما يمكن القول عنها أنها في منتهى الجمال و الإبداع وأنها استثنائية بجدارة لأنها تخص ذات محمود درويش وصورته بعيونه وفنية متكررة بجدارة أيضا باعتبار أن فنانين كثيرين رسموا بورتريهاتهم الشخصية بأيديهم و عيونهم.
يقال أنه للتحدث عن الذات /النفس يجب التحدث عن الآخرين بمعنى أن الخطاب الذاتي يجب أن يجد فيه الآخرون أنفسهم و أتساءل هنا ألا يجعل درويش صورة كل واحد تقفز إلى ذاكرته بقصيدته هذه.
الماضي و اللحظة و التاريخ الذي تواجهنا به صورة محطات يسمح لنا درويش بالتوقف عندها بروعة و جمالية بالغة ويجعلنا نتأمل الفلسفة وعلم النفس ورحلة العمر في الشعر..
جميلة هي القصيدة وممتع خيال الشاعر حين يغتني بالثقافة و التجارب و يكسر قيود الكتابة من أجل الكتابة ليكتب ملهما وخلاقا ومتجددا .
تحيتي للجميع

رشيد الميموني 14 / 04 / 2009 52 : 08 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
يجب أن اعترف – وإن كان الاعتراف هو تحصيل حاصل – أن قراءة محمود درويش تضمن متعة للنفس و القلب معا .. ومتعتها نابعة لكونها تحمل من الموسيقى و جمالية الصورة الشيء الكثير .. وقد تصل المتعة أوجها حين تستمع إلى صوت محمود أو تنظر إليه وهو يلقي إحدى قصائده ..
هنا في هذه القصيدة الرائعة ، أجد نفسي أمام مونولوج ولا أحسب الصورة إلا الشاعر نفسه وهو يخاطب نفسه أمام صورته .. وقد يصير المونولوج مركبا حين يتساءل :"ما الأبدي ؟ - قلت مخاطبا نفسي "
القصيدة تزخر بعبارات لها دلالات و ترمز لأشياء قد ندركها بالسليقة أو عبر إحاطتنا بظروف حياة الشاعر الكبير .. وقد لا نستطيع سبر غورها لأنها ، وبكل بساطة ، جزء من نفسية الشاعر و معاناته في لحظة من اللحظات أو في حقبة من الحقب ..
أجدني مدفوعا للكتابة أكثر ، لكني أنتبه إلى أنني فقط مطالب – دون إلزام كما أعتقد- بإعطاء رأيي المتواضع حول القصيدة .. ومع ذلك ، لا أجد بدا من إضافة الأفكار التالية :
- صورة الشاعر في بيت أمه ، وهنا أجد للمكان دلالة .
- الحوار يبدو لي نقدا ذاتيا خاصة عندما يتناول التغيير "أم غيرتَ قلبك عندما غيرتَ دربك؟؟"
هل يعني هذا أن الشاعر أحس في يوم من الأيام أنه أخطأ في تعامله مع الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية ؟
أختم قولي بالإعراب عن شكري اللامحدود لأخي الغالي طلعت .. تعرف يا أخي أنك تدفعني دفعا إلى مجال أجدني فيه أقل من مبتدئ – كما يدفع شخص إلى مسبح وهو لا يزال في بداية تعلمه للعوم ؟.. لكني لا أتمنع ، بل اسعد لأني أستطيع أن أجد ما اكتبه ..
كل الحب وكل التقدير لمن وضع بصمته هنا .. في الميزان .

طلعت سقيرق 15 / 04 / 2009 06 : 09 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
الغالية نصيرة
تحياتي
أجمل ما في حوارنا الاختلاف المؤتلف ، والائتلاف المختلف ، فخذي راحتك لأننا بهذا نكون ..تأكدي لا أرضى في يوم من أيام أن نكون في هذا المنتدى نسخا عن بعضنا لأننا نكون قد خسرنا كل شيء ..
اختلافنا يا عزيزتي اختلاف حول السريالية الواسعة الشاسعة كما ذكرتِ .. على فكرة تدهشني قصيدة إيلوار وكأنه ساحر ماهر يجيد السباحة بشكل أخاذ ، لم أطلع على القصيدة من قبل ، هل هي من ترجمتك ؟؟.. في كل الأحوال شكرا لأنها فعلا ممتعة .. أما البقية أيتها العزيزة ، أقصد أن تفسري وأفسر ، فهذا شيء جميل يجب أن يكون لأن كل واحد يحمل وجهة نظر وتصورا ..ودعك من أي شيء آخر ..
ما أوردته عن لويس أراغون :" 'هناك ترابطات أخرى عدا الحقيقة يستطيع العقل استيعابها وهي أيضا أولية مثل الصدفةو الوهم و الخيال والحلم كل هذه الأنواع المختلفة تجتمع و تنسق في "جانر" (فصيل أونوع ) يسمى السريالية. ".. يصب يا عزيزتي تماما فيما ذهبنا إليه وهو أسّ السريالية ولست أخالفك هنا ، وأنا وأنت لن نخالف أراغون بحرف واحد ..نظرتك لقصيدة محمود درويش ملكك الشخصي وتخصك وأحترمها ، ونظرتي ملكي الشخصي ..المهم أن يقول كل واحد منا ما عنده بهذا الحب الأخوي الذي يسود بيننا جميعا ..هذا هدفك وهدفي وهدف الجميع لا أكثر ولا اقل .. والشعار الجميل الذي أضعه فوق كل شيء ما قلته ِ " يسرني تبادل الأفكار و تبادل وجهات النظر من زوايا مختلفة ".. هذا هدفنا يا عزيزتي وهو ..وصدقيني كلنا سنستفيد ، وأنا أولكم ..
من جهة قراءتك لقصيدة " في بيت أمي " لا إضافة عندي .. فقط أريد أن أقول يا عزيزتي كنت أتمنى أن املك الوقت لأنقل لكم أكثر قصائد الديوان لأنها في تشخيصها رائعة ..كما كنت أتمنى أن انقل قصائد ديوانه الذي صدر مؤخرا – بعد موته – لأنه فعلا يحمل الجديد ..طبعا هو بعنوان " لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي " الديوان صدر في 23 آذار 2009 ..
[/align]

طلعت سقيرق 15 / 04 / 2009 07 : 09 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
الغالية بوران
تحياتي
فعلا استطاعت الغالية ميساء أن تصطاد لب القصيد حين رأت أننا متورطون في حب درويش ، فهذا الحب كان طاغيا
، وكما تفضلت لصوته نكهة كانت تأسرنا وتضعنا أمام سحر خاص .. وطبعا تذكرين أن ما حضرناه في دمشق كان يجلب آلاف المستمعين..سبحان الله ، شاعر ملك شيئا لم يكن لسواه من موهبة وصوت .. ورحل تاركا الكثير البديع ..

لك ألف تحية يا غالية ..
[/align]

طلعت سقيرق 15 / 04 / 2009 08 : 09 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
[align=justify]
الغالي رشيد
تحياتي
أول شيء يا صديقي أرجوك أن تلتزم بقولك " أجدني مدفوعا للكتابةأكثر ، لكني أنتبه إلى أنني فقط مطالب – دون إلزام كما أعتقد- بإعطاء رأيي المتواضعحول القصيدة .. ومع ذلك ، لا أجد بدا من إضافة الأفكار التالية" فكل شيء إلا الإلزام أخي رشيد ، خذ راحتك وتحدث على سجيتك ، فنحن هنا في مجلس حب اخوي نتبادل الآراء ليس إلا ..نختلف أو نأتلف ، لا بأس ، المهم أن نستفيد ، ولا عيب أبدا أن نختلف ، بل أرى ضرورة أن نختلف حتى يكون للحوار طعم ، فنسخ الفوتوكوبي لا تصنع شيئا ..ولا أظن أنّ احدنا يريد أن يكون نسخة عن الآخر لأن كل واحد منا يملك شخصيته ورأيه وما يحب أن أقول .. صدقني أخي رشيد أنا أتعلم منكم جميعا ، لا أقول هذا تواضعا ، أو تظاهرا بالتواضع ، لأن كل واحد منكم أيضا يتعلم من الجميع ..هذا ما يجمعنا .. ولا عيب في أن تعلم ، لكن كل العيب في أن نظن أننا وصلنا إلى نهاية العلم ..لأن هذا غير واقعي ومنطقي ..
أقف عند قولك "- صورة الشاعر في بيتأمه ، وهنا أجد للمكان دلالة .
- الحوار يبدو لي نقدا ذاتيا خاصة عندمايتناول التغيير "أم غيرتَ قلبك عندما غيرتَدربك؟؟"هل يعني هذا أن الشاعر أحسفي يوم من الأيام أنه أخطأ في تعامله مع الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية؟؟".. ولا أجيب .. لا أتكهن ، لكنك التقطت مفصلا في القصيدة جد مخيف وخطير ويحمل الكثير ..
لك حبي
[/align]
[/align]

نصيرة تختوخ 15 / 04 / 2009 16 : 09 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
تثلج كلماتك صدري و تسعدني أستاذ طلعت و بخصوص قصيدة إيلوار أجل هي من ترجمتي و النسخة الفرنسية كالآتي:
Elle est debout sur mes paupières
Et ses cheveux sont dans les miens,
Elle a la forme de mes mains,
Elle a la couleur de mes yeux,
Elle s'engloutit dans mon ombre
Comme une pierre sur le ciel.

Elle a toujours les yeux ouverts
Et ne me laisse pas dormir.
Ses rêves en pleine lumière
Font s'évaporer les soleils
Me font rire, pleurer et rire,
Parler sans avoir rien à dire

يومك موفق و سعيد وأتمنى أن تتحفنا بقصائد أخرى نتأملها بشكل جماعي .

طلعت سقيرق 16 / 04 / 2009 26 : 11 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
الغالية نصيرة
تحياتي
فعلا هنيئا لك هذا الحس الراقي بالترجمة - وبكل شيء - فقلما نقرأ ترجمة تعطينا روح القصيدة ووقعها العالي الجميل .. ومع ترجمتك شعرت بروعة القصيدة .. فسلمت يداك ..
[/align]

طلعت سقيرق 16 / 04 / 2009 29 : 11 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
قصيدة " لا عب النرد " من ديوان " لا أريد لهذه القصيدة ان تنتهي " والذي نشر مؤخرا بعد رحيل شاعرنا الكبير محمود درويش

مَنْ أَنا لأقول لكمْ
ما أَقول لكمْ ؟
وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ
فأصبح وجهاً
ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ
فأصبح ناياً ...
أَنا لاعب النَرْدِ ،
أَربح حيناً وأَخسر حيناً
أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ...
وُلدتُ إلى جانب البئرِ
والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ
وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ
وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً
وانتميتُ إلى عائلةْ
مصادفَةً ،
ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ
وأَمراضها :
أَولاً - خَلَلاً في شرايينها
وضغطَ دمٍ مرتفعْ
ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ
والجدَّة - الشجرةْ
ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزا
بفنجان بابونجٍ ساخنٍ
رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة
خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ
سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...
ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ
كانت مصادفةً أَن أكونْ
ذَكَراً ...
ومصادفةً أَن أَرى قمراً
شاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات
ولم أَجتهد
كي أَجدْ
شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !
كان يمكن أن لا أكونْ
كان يمكن أن لا يكون أَبي
قد تزوَّج أمي مصادفةً
أَو أكونْ
مثل أختي التي صرخت ثم ماتت
ولم تنتبه
إلى أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ
ولم تعرف الوالدةْ ...
أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ
قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ /
كانت مصادفة أَن أكون
أنا الحيّ في حادث الباصِ
حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّةْ
لأني نسيتُ الوجود وأَحواله
عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ
تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها
ودورَ الحبيب - الضحيَّةْ
فكنتُ شهيد الهوى في الروايةِ
والحيَّ في حادث السيرِ /
لا دور لي في المزاح مع البحرِ
لكنني وَلَدٌ طائشٌ
من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ
ينادي : تعال إليّْ !
ولا دور لي في النجاة من البحرِ
أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ
رأى الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ
كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً
بجنِّ الُمعَلَّقة الجاهليّةِ
لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً
لا تطلُّ على البحرِ
لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القرى
تخبز الليلَ
لو أَن خمسة عشر شهيداً
أَعادوا بناء المتاريسِ
لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْ
رُبَّما صرتُ زيتونةً
أو مُعَلِّم جغرافيا
أو خبيراً بمملكة النمل
أو حارساً للصدى !
مَنْ أنا لأقول لكم
ما أقول لكم
عند باب الكنيسةْ
ولستُ سوى رمية النرد
ما بين مُفْتَرِسٍ وفريسةْ
ربحت مزيداً من الصحو
لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ
بل لكي أَشهد اﻟﻤﺠزرةْ
نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ
وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ
وخفتُ كثيراً على إخوتي وأَبي
وخفتُ على زَمَنٍ من زجاجْ
وخفتُ على قطتي وعلى أَرنبي
وعلى قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ
وخفت على عِنَبِ الداليةْ
يتدلّى كأثداء كلبتنا ...
ومشى الخوفُ بي ومشيت بهِ
حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أريدُ
من الغد - لا وقت للغد -
أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ /
أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أسرعُ / أبطئ / أهوي
/ أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أرى / لا أرى / أتعثَّرُ
/ أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ
/ أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسى
/ أرى / لا أرى / أتذكَُّر / أَسمعُ / أبصرُ / أهذي /
أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أجنّ /
أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أدْمَى
/ ويغمى عليّ /
ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك
مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيشِ /
لا دور لي في حياتي
سوى أَنني ،
عندما عَلَّمتني تراتيلها ،
قلتُ : هل من مزيد ؟
وأَوقدتُ قنديلها
ثم حاولتُ تعديلها ...
كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً
لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،
والريح حظُّ المسافرِ ...
شمألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ
أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليَّ
لأن الجنوب بلادي
فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي
ربيعاً خريفاً ..
أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ
ثم أطيل سلامي
على الناصريِّ الذي لا يموتُ
لأن به نَفَسَ الله
والله حظُّ النبيّ ...
ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ
...
من سوء حظّيَ أَن الصليب
هو السُلَّمُ الأزليُّ إلى غدنا !
مَنْ أَنا لأقول لكم
ما أقولُ لكم ،
مَنْ أنا ؟
كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ
والوحي حظُّ الوحيدين
« إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ »
على رُقْعَةٍ من ظلامْ
تشعُّ ، وقد لا تشعُّ
فيهوي الكلامْ
كريش على الرملِ /
لا دَوْرَ لي في القصيدة
غيرُ امتثالي لإيقاعها :
حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً
وحَدْساً يُنَزِّلُ معنى
وغيبوبة في صدى الكلمات
وصورة نفسي التي انتقلت
إلى غيرها « أَنايَ » من
واعتمادي على نَفَسِي
وحنيني إلى النبعِ /
لا دور لي في القصيدة إلاَّ
إذا انقطع الوحيُ
والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ
كان يمكن ألاَّ أحبّ الفتاة التي
سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟
لو لم أَكن في طريقي إلى السينما ...
كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما
هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ...
هكذا تولد الكلماتُ . أدرِّبُ قلبي
على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...
صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي
ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ
إذا التقتِ الاثنتانِ :
أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ
يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ
ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا
عواصفَ رعديّةً كي نصير إلى ما تحبّ
لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .
وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .
فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -
لا شكل لك
ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً
أَنت حظّ المساكين /
من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً
من الموت حبّاً
ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً
لأدخل في التجربةْ !
يقول المحبُّ اﻟﻤﺠرِّبُ في سرِّه :
هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ
فتسمعه العاشقةْ
وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ
كالبرق والصاعقة
للحياة أقول : على مهلك ، انتظريني
إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...
في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع
الهواءُ
الفكاكَ من الوردةِ /
انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي
فاُخطئ في اللحنِ /
في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ
لنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصريني
لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،
وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :
تحيا الحياة !
على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /
حتى على الريح ، لا أستطيع الفكاك
من الأبجدية /
لولا وقوفي على جَبَلٍ
لفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوء أَعلى !
ولكنَّ مجداً كهذا الُمتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائيِّ
صعبُ الزيارة : يبقى الوحيدُ هناك وحيداً
ولا يستطيع النزول على قدميه
فلا النسر يمشي
ولا البشريُّ يطير
فيا لك من قمَّة تشبه الهاوية
أنت يا عزلة الجبل العالية !
ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ
أو سأكونْ ...
هو الحظُّ . والحظ لا اسم لَهُ
قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا
أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء
نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد
نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ
نحن الذين كتبنا النصوص لهم
واختبأنا وراء الأولمب ...
فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون
وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون
ومن سوء حظ المؤلف أن الخيال
هو الواقعيُّ على خشبات المسارحِ /
خلف الكواليس يختلف الأَمرُ
ليس السؤال : متى ؟
بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَنْ
مَنْ أنا لأقول لكم
ما أقول لكم ؟
كان يمكن أن لا أكون
وأن تقع القافلةْ
في كمين ، وأن تنقص العائلةْ
ولداً ،
هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ
حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاً
على هذه الكنبةْ
بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب
ولا صوتُهُ ،
بل هو الليل مُعْتَصراً كُلّه
قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ
كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لو
لم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً
فوق فُوَهَّة الهاويةْ
ربما قال : لو كنتُ غيري
لصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ
هكذا أَتحايل : نرسيس ليس جميلاً
كما ظنّ . لكن صُنَّاعَهُ
ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ
في الهواء المقَطَّر بالماء ...
لو كان في وسعه أن يرى غيره
لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ،
وتنسى الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ...
ولو كان أَذكى قليلاً
لحطَّم مرآتَهُ
ورأى كم هو الآخرون ...
ولو كان حُرّاً لما صار أسطورةً ...
والسرابُ كتابُ المسافر في البيد ...
لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ
بحثاً عن الماء . هذا سحاب - يقول
ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخرى
يشدُّ على خصره . ويدقُّ خطاه على الرملِ
كي يجمع الغيم في حُفْرةٍ .
والسراب يناديه
يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : إقرأ
إذا ما استطعتَ القراءةَ . واكتبْ إذا
ما استطعت الكتابة . يقرأ : ماء ، وماء ،
وماء .
ويكتب سطراً على الرمل : لولا السراب
لما كنت حيّاً إلى الآن /
من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ
توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجل
حين تبدو السماءُ رماديّةً
وأَرى وردة نَتَأَتْ فجأةً
من شقوق جدارْ
لا أقول : السماء رماديّةٌ
بل أطيل التفرُّس في وردةٍ
وأَقول لها : يا له من نهارْ !
ولاثنين من أصدقائي أقول على مدخل
الليل :
إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ
مثلنا ... وبسيطاً
كأنْ : نَتَعَشَّى معاً بعد يَوْمَيْنِ
نحن الثلاثة ،
مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا
وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً
منذ يومين ،
فلنحتفل بسوناتا القمرْ
وتسامُحِ موت رآنا معاً سعداء
فغضَّ النظرْ !
لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌ
وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ
ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةً
لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها
نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ
بل لأن نبيّاً تمشَّى هناك
وصلَّى على صخرة فبكتْ
وهوى التلُّ من خشية الله
مُغْمىً عليه
ومصادفةً ، صار منحدر الحقل في بَلَدٍ
متحفاً للهباء ...
لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك
من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين
يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في
خيمتين حريرَيتَين من الجهتين ...
يموت الجنود مراراً ولا يعلمون
إلى الآن مَنْ كان منتصراً !
ومصادفةً ، عاش بعض الرواة وقالوا :
لو انتصر الآخرون على الآخرين
لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أخرى
يا أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً . « أحبك خضراءَ »ُ
تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ
أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق...
برفقِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء .
أَنا بذرة من بذورك خضراء ... /
تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌ
كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...
من أنا لأقول لكم
ما أَقول لكم ؟
كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا
كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...
كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ
بي صباحاً ،
ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحى
فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ
كان يمكن أَلاَّ أرى الشام والقاهرةْ
ولا متحف اللوفر ، والمدن الساحرةْ
كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ،
أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّي
عن الأرزة الساهرةْ
كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ،
أَن أَتشظّى
وأصبح خاطرةً عابرةْ
كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ،
أَن أَفقد الذاكرة .
ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداً
فأصغي إلى جسدي
وُأصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ
فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق
عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً
وُأخيِّب ظنّ العدم
مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟
مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا ؟

طلعت سقيرق 17 / 04 / 2009 22 : 03 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي
للشاعر محمود درويش
يقولُ لها، وهما ينظران إلى وردةٍ
تجرحُ الحائطَ: اقتربَ الموتُ منِّي قليلاً
فقلتُ له: كان ليلي طويلاً
فلا تحجب الشمسَ عنّي!
وأهديتُهُ وردةً مثل تلك...
فأدَّى تحِّيَته العسكرية للغيبِ،
ثم استدارَ وقالَ:
إذا ما أردتك يوماً وجدُتك
فاذهبْ!
ذهبتُ...
أنا قادمٌ من هناك
سمعتُ هسيسَ القيامةَِ، لكنني
لم أكن جاهزاً لطقوس التناسخ بعد،
فقد يُنشد الذئب أغنيتي شامخاً
وأنا واقفٌ، قرب نفسي، على أربع
هل يصدقني أحد إن صرختُ هناك:
أنا لا أنا
وأنا لا هُو؟
لم تلدني الذئابُ ولا الخيل...
إني خُلقتُ على صورةِ الله
ثمّ مُسختُ غالى كائنٍ لُغويّ
وسمّيت آلهتي
واحداً
واحداً،
هل يصدِّقني احد إن صرختُ هناك:
أنا ابن أبي، وابن أمي... ونفسي


وقالت: أفي مثل هذا النهار الفتّي الوسيم
تفكِّر في تبِِعات القيامةِ؟
قال: إذن، حدِّثيني عن الزمن
الذهبي القديم
فهل كنتُ طفلاً كما تدّعي أمهاتي
الكثيرات؟ هل كان وجهي دليل
الملائكةِ الطيّبين إلى الله،
لا أتذكّر... لا أتذكّر أني فرحتُ
بغير النجاة من الموت!
من قال: حيث تكون الطفولةُ
تغتسل الأبدية في النهر... زرقاء؟
فلتأخذيني إلى النهر/


قالت: سيأتي إلى ليلك النهر
حين أضُمُّك
يأتي إلى ليلك النهر/


أين أنا الآن؟ لو لم أر الشمسَ
شمسينِ بين يديكِ، لصدّقتُ
أنكِ إحدى صفات الخيال المروَّض
لولا هبوبُ الفراشات من فجر غمّازتيك
لصدّقتُ أنّي أناديك باسمك
ليس المكان البعيد هو اللامكان
وأنتِ تقولين:
"لا تسكن اسمك"
"لا تهجر اسمك"!


ها نحن نروي ونروي بسرديّة
لا غنائيةٍ سيرةَ الحالمين، ونسخرُ مما
يحلّ بنا حين نقرأ أبراجنا،
بينما يتطفّلُ عابر دربٍ ويسأل:
أين أنا؟ فنطيل التأمّل في شجر الجوْز
من حولنا، ونقول له:
ههنا. ههنا. ونعود إلى فكرة الأبدية!

ليس المكان هو الفخ...
مقهى صغير على طرف الشارعِ
الشارعِ الواسع
الشارع المتسارع مثل القطارات
تنقل سكانها من مكان لآخر...
مقهى صغير على طرف الشارع
الشارع الواسع
الأسطوانة لا تتوقف- قالت له
قال: بعد دقائق نخرج من ركننا
إلى الشارع الواسع المتسارع
مثل القطارات،
ثم يجيء غريبان، مثلي ومثلك،
قد يكملان الحديثَ عن الفنّ،
عن شهواتِ بيكاسو ودالي
وأوجاعِ فان غوغ والآخرين...
وعمّا سيبقى من الحب بعد الإجازة،
قد يسألان: أفي وُسْع ذاكرةٍ
أن تعيد إلى جسدٍ شحنةَ الكهرباء؟
وهل نستطيع استعادةَ إحساسنا
بالرطوبة والملح في أوَّل البحر
بعد الرجوع من الصيف؟/


ليس المكان هو الفخ
في وسعنا أن نقول:
لنا شارعٌ ههُنا
وبريدٌ
وبائعُ خبزٍ
ومغسلةٌ للثياب
وحانوتُ تبغٍ وخمر
وركنٌ صغير
ورائحةٌ تتذكّر/


ها نحنُ نشربُ قهوتَنا بهدوءِ أميرينِ
لا يملكان الطواويس، أنت أميرةُ نفسِك
سلطانةُ البر والبحر، من أخمص القدمين
إلى حيرةِ الريحِ في خصلة الشعر.
في ضوء يأسكِ من عودة الأمسِ
تستنطقين حياةً بديهيةً. وبلا حرسٍ
تحرسين ممالكَ سريَّةً. وأنا، في
ضيافةِ هذا النهار، أمير على حصَّتي
من رصيفِ الخريفِ. وأنسى مَن المُتّكلِّمُ
فينا لفرطِ التشابه بين الغيابِ وبين
الإيابِ إذا اجتمعا في نواحي الكمنجات
لا أتذكّر قلبي إلا إذا شقَّهُ الحبُّ
نصفين، أو جفَّ من عطش الحب،
أو تركتني على ضفة النهر إحدى صفاتك!
ضيفاً على لحظة عابرةْ
أتشبث بالصحو،
لا أمس حولي وحولك
لا ذاكرة،
فلتكن مَعْنوياتُنا عالية


عصافيرُ زرقاءُ، حمراءُ، صفراءُ، ترتشف
الماءَ من غيمةٍ تتباطأ حين تُطلُّ على
كتفيكِ. وهذا النهار شفيفٌ خفيفٌ
بهيٌّ شهيٌّ، رضيٌّ بزواره، أنثوي،
بريءٌ جريءٌ كزيتون عينيك. لا شيءَ
يبتعد اليوم ما دام هذا النهارُ
يرحِّب بي، ههنا يُولَدُ الحبُّ
والرغبةُ التوأمان، ونولدُ... ماذا
أريد من الأمس؟ ماذا أريد من
الغد؟ ما دام لي حاضرٌ يافعٌ أستطيع
زيارةَ نفسي، ذهاباً إياباً، كأني
كأني. وما دام لي حاضرٌ استطيعُ
صناعةَ أمسي كما أشتهي، لا كما
كان. إني كأني. وما دام لي
حاضرٌ استطيع اشتقاقَ غدي من
سماءٍ تحنُّ إلى الأرض ما بين
حربٍ وحرب، وإني لأني!
تقول: كأنكَ تكتبُ شعراً
يقول: أُتابع إيقاعَ دورتي
الدمويةِ في لغة الشعراء. أنا،
مثلاً، لم أُحبَّ فتاةً معينةً
عندما قلتُ إني أحب فتاةً، ولكنني
قد تخيَّلتُها: ذاتَ عينين لوزيتين،
وشَعرٍ كنهر السواد يسيل على
الكتفين، ورُمَّانتين على طبق مرمريّ.
تخيلتها لا لشيء، ولكن لأُسمعها
شعرَ بابلو نيرودا، كأني أنا هو،
فالشعر كالوهم/


ليس المكان هو الفخّ
لم أنتظرْكِ لتنتظريني، فمثلُك منْ
يأمر الحُلْم بالانتظارِ الطويلِ على
ركبتيها. خذيني إلى اللامكان المُعَدِّ
لأمثالنا الضالعين بتأويل ذاكرة الغيم
بين الربيع وبين الخريف، وأمّا
الربيعُ، فما يكتب الشعراء إذا نجحوا
في التقاط المكان السريع بصُنّارة
الكلمات. وأما الخريف، فما نحن فيه
من الاهتداء برائحة الشجر العاطفيّ
وبحث الغريبة في كلمات الغريب عن
اسم الحنين... وعَن شَبهٍ غائمٍ
في ثنائية الشعر والنثر. لا النثرُ نثرٌ
ولا الشعرُ شعرٌ إذا ما همستِ:
احبكَ! أو قالت امرأةٌ في القطار
لشخصٍ غريبٍ، أعنِّي على
نحلةٍ بين نهديّ... أو قال شخصٌ كسولٌ
لإسكندر الإمبراطور: لا تحجب
الشمسَ عني. ولكنني إذ أُغنِّي،
أُغنّي لكي أُُغري بالموت بالموت/


ليس المكانُ هو الفخ
ما دمتِ تبتسمين ولا تأبهين
بطول الطريق... خذيني كما تشتهين
يداً بيدٍ، أو صدىً للصدى، أو سدى.
لا أريدُ لهذي القصيدة أن تنتهي أبدا
لا أريد لها هدفاً واضحاً
لا أريد لها أن تكون خريطةَ منفى
ولا بلداً
لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي
بالختام السعيد، ولا بالردى
أريدُ لها أن تكون كما تشتهي أن
تكون:
قصيدةَ غيري. قصيدةَ ضدي. قصيدةَ
ندِّي...
أريد لها أن تكونَ صلاةَ أخي وعدوّي.
كأن المخاطبَ فيها أنا الغائبُ المتكلم فيها.
كأنَّ الصدى جسدي. وكأني أنا
أنتِ، أو غيرُنا. وكأني أنا آخري!


كي أوسِّعَ هذا المدى
كان لا بُدَّ لي:
- من سنونوة ثانية
- وخروج على القافية
- وانتباه إلى سعة الهاويةْ


لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي
لا أريد لهذا النهار الخريفي أن ينتهي
دون أن نتأكَّد من صحة الأبدية.
في وسعنا أن نحبَّ،
وفي وسعنا أن نتخيّل أنا نحبُّ
لكي نُرجئَ الانتحار، إذا كان لا بدَّ منه،
إلى موعد آخر...
لن نموتَ هنا الآن، في مثل
هذا النهار الزفافيّ، فامتلئي
بيقين الظهيرة، وامتلئي واملئيني
بنور البصيرة/


ينبئني هذا النهارُ الخريفيُّ
أنّا سنمشي على طرق لم يطأها
غريبان قبلي وقبلَك إلا ليحترقا
في البخور الإلهي.
ينبئني أننا سوف نسمعُ طيراً تغني
على قدر حاجتنا للغناء... خفيفاً
خفيَّ التباريح، لا رعوياً ولا وطنياً
فلا نتذكّر شيئاً فقدناه/


إن الزمان هو الفخ
قالت: إلى أين تأخذني؟
قال: لو كنتِ اصغرَ من رحلتي
هذه، لاكتفيت بتحوير آخر فصل
من المشهد الهوميري... وقلتُ:


سريرُك سرّي وسرُّك،
ماضيك يأتي غداً
على نجمة لا تصيب الندى
بأذى،
أنام وتستيقظين فلا أنت مُلتفَّةٌ
بذراعي، ولا أنا زُنّار خصرك،
لن تعرفيني
لأن الزمان يُشيخ الصدى
وما زلتُ أمشي... وأمشي
وما زلتِ تنتظرين بريدَ المدى
أنا هو، لا تُغلقي بابَ بيتك
ولا ترجعيني إلى البحر، يا امرأتي، زبدا
أنا هُوَ، منْ كان عبداً
لمسقط رأسك... أو سيّدا
أنا هو بين يديك كما خلَقتْني
يداكِ، ولم أتزوج سواكِ
ولم أُشفَ منك، ومن نُدبتي أبدا
وقد راودتني آلهاتُ كل البحار سدى
أنا هو، من تفرطين له الوقت
في كُرة الصوف،
ضلَّ الطريقَ إلى البيت... ثم اهتدى
سريرُك، ذاك المخبّأُ في جذع زيتونة
هو سرِّي وسرُّك...
قالت له: قد تزوَّجَني يا غريبُ
غريبٌ سواك
فلا جذع زيتونة ههنا
أو سرير،
لأن الزمان هو الفخ/


ينبئُني ضوءُ هذا النهار الخريفيّ
أني رأيتكِ من قبل، تمشين حافيةَ
القدمين على لغتي، قلت: سيري
ببطءٍ على العشب، سيري ببطءٍ
لكي يتنفَّسَ منك ويخضرّ. والوقت
منشغلٌ عنك...سيري ببطءٍ لأُمسك
حلمي بكلتا يديّ. رأيتك من قبلُ
حنطيّةً كأغاني الحصاد وقد دلّكتها
السنابل، سمراءَ من سهر الليالي،
بيضاءَ من فرط ما ضحك الماءُ حين
اقتربتِ من النبع. سيري ببطءٍ،
فأنّى مشيتِ ترعرعت الذكرياتُ حقولاً
من الهندباء، رأيتك من قبلُ في
الزمن الرعويّ
على قدر ليل الغريب
تنامُ الغريبةُ/


فاحتجبي، واظهري، والعبي، واكسري
قدري بيديك الحريريتين، ولا تخبريني
إلى أين تمضين بي في دهاليز سرِّك،
لا تخبريني إلى أين تمضين بعدي
إلى أين أذهبُ بعدَك. لا بعد
بعدك. ولنعتنِ الآن بالوردة الليلكية
ولتُكمل الأبديةُ أشغالَنا دوننا،
إن أطلنا الوقوف على النهر أو
لم نُطل. سوف نحيا بقية هذا
النهار. سنحيا ونحيا. وفي الليلِ،
إن هبط الليل، حين تنامين فيّ
كروحي، سأصحو بطيئاً على وَقْع
حلم قديم، سأصحو وأكتب مرثيتي.
هادئاَ هادئاً. وأرى كيف عشتُ
طويلاً على الجسر قرب القيامة، وحدي
وحراً. فإن أعجبتْني مرثيتي دون
وزن وقافية نمت فيها ومتُّ
وإلا تقمصت شخصيةَ الغجريّ
المهاجر:
جيتارتي فرسي
في الطريق الذي لا يؤدي
إلى أيّ أندلسِ
سوف أرضى بحظّ الطيورِ وحريةِ
الريح. قلبي الجريح هو الكون.
والكون قلبي الفسيح. تعالي معي
لنزورَ الحياةَ، ونذهبَ حيث أقمنا
خياماً من السّرو والخيزران على
ساحل الأبدية. إن الحياة هي اسم
كبير لنصر صغير على موتنا. والحياة
هي اسمك يطفو هلالاً من اللازورد
على العدم الأبيض، استيقظي وانهضي،
لن نموتَ هنا الآن، فالموت حادثةٌ
وقعت في بداية هذي القصيدة، حيث
التقيتُ بموت صغير وأهديته وردة،
فانحنى باحترام وقال: إذا ما أردتك
يوماً وجدتك/


فلنتدرب على حُبِّ أشياءٍ ليست
لنا، ولنا... لو نظرنا إليها معاً من علٍ
كسقوط الثلوج على جبلٍ
سيغنّي لك الغجري، كما لم يغنِّ:
أقولُ لها
لن أُبدِّلَ أوتارَ جيتارتي
لن أبدّلها
لن أحمّلها فوق طاقتها
لن أحمّلها
لن أقولَ لها
غير ما تشتهي أن أقول لها
حملتني لأحملها
لن أبدِّل أوتارَها
لن أبدّلَها


لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي
لا أريد لهذا النهار الخريفي أن ينتهي


ناهد شما 18 / 04 / 2009 36 : 11 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
الأستاذ الشاعر والأديب طلعت سقيرق / حفظك الله


تابعت ماتم طرحه هنا عن دواوين الشاعر رحمه الله محمود درويش وطريقة النقد البنّاءة والصادقة التي يستحقها هذا الشاعر الرائع وما جاء من ردود بعض المشرفين وقد أصبح كحوار ونقاش مفيد , وكنت قارئة فقط حيث عجزت عن التعليق أو الدخول في هذا الحوار خوفاً من عدم قدرتي أن أعطي هذا الشاعر العملاق حقه مع أنني مطلعة تقريباً على جميع دواوينه باعتباره الشاعر الفلسطيني المفضل عندي حيث أقرا له منذ أن كنت طفلة في المرحلة الإبتدائية وكنت أكتب بعض من أبيات شعره في مذكراتي .... ولكن أبيت في النهاية أن أصمت لحواركم الرائع حيث اطلعت على ديوان ( كزهر اللوز أو أبعد ) وكما تفضلتَ هذا الديوان الذي صدر في سبتمبرمن العام ألفين وخمسة من دار رياض الريس للكتب والنشر , ومن القصائد في هذا الديوان الرائع (فكر بغيرك - مقهى وأنت في الجريدة - هنالك عرس – حين تطيل التأمل – نسيت غيمة في السرير - وطباق التي أهداها إلى المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد -- الخ ....... ) فهذا الديوان الرائع لاقت فيه الذات الإنسانية همومها وقلقها وتوقها للأهلين والحياة والحب .


بعض القصائد تقرأها وقصائد أخرى تقرأك وهناك قصائد نقف عندها متأملين مندهشين وقصائد الشاعر محمود درويش موسيقى عذبة تنساب بسهولة إلى ساحة الشعور محركة مكامنه وفي قصائده معاني تأخذ دوائرها بالاتساع في ساحة الفكر ثرية له , وفي قصائده إبداع شعري يهبه أروع ما يهبه شاعر لإنسان
وهناك شيء أديبنا طلعت تحدثت عنه ومما يؤكد فعلاً كما تفضلت َ أن الشاعر محمود درويش قدم لعمله مقولة من ابن حيان التوحيدي : أحسن الكلام ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر ونثركأنه نظم .. حتى يغرقنا في ماوراء التفعيلة المنثورة لنتفق على أن الشعر لم يعد محصوراً في القصيدة وإنما موجود أيضاً في النثر وفي مختلف أشكال التعبير إضافة إلى الحياة وأشيائها .



لك كل الشكر الأستاذ الأديب طلعت على هذا الاختيار الموفق لدواوين الشاعر محمود درويش


نفخر بهذا القلم المتألق بيننا ونحن بانتظار جديدك


ولا خوف على سفينة أنت ربانها



لي عودة بإذن الله تعالى

طلعت سقيرق 19 / 04 / 2009 16 : 09 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
توفيت في قرية "جديدة" داخل الخط الأخضر مساء الجمعة 30/3/2009 الحاجة حورية درويش، والدةعاشق فلسطين الراحل، الشاعر محمود درويش، عن عمر ناهز الـ 96 عاما.وشيع جثمانهاالسبت، بعد صلاة الظهر، من بيتها في القرية ومن ثم إلى مثواهالأخير.
يذكر أن المرحومة، الحاجة حورية، كانت الشاهد الأخير من عائلة درويش علىنكبة البروة.
كان لرحيل ابنها الشاعر محمود درويش أثرا كبيرا على حياتها، فيذكرأفراد عائلتها أنها بعد وفاته توقفت عن الأكل تماما، لفترة طويلة، الأمر الذي اضربصحتها، كما فقدت القدرة على النوم. إلا أنها تمتعت حتى آخر أيامها بذاكرة قوية،فكانت دائمة التحدث عن محمود وعن فاجعةوفاته.
---------------


[/align]

ميساء البشيتي 19 / 04 / 2009 05 : 10 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
إذاً اكتملت حلقة الفقد

فقدنا محمود درويش

ووالدة محمود درويش

وأحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة امي

أم محمود التي رأها كل واحد فينا أنها أمه واشتهى قهوتها وخبزها ولمستها

حقا ً أنها إنسانة قوية إذ تمكنت من البقاء على قيد الحياة هذه الفترة الطويلة بعد وفاته

لوكان محمود ابني ل .. مت فورا ً

رحمة الله عليها فهي أم الجميع

ورحمة الله على محمود الجرح الذي لا يبرد أبدا ً

وشكرا ً استاذي طلعت على جهودك الرائعة

ودمت معافى من كل مكروه

طلعت سقيرق 19 / 04 / 2009 48 : 10 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
 
[align=justify]
الغالية ناهد شما
تحياتي
تقولين :" بعض القصائد تقرأها وقصائدأخرى تقرأك وهناك قصائد نقف عندها متأملين مندهشين وقصائد الشاعر محمود درويشموسيقى عذبة تنساب بسهولة إلى ساحة الشعور محركة مكامنه وفي قصائده معاني تأخذدوائرها بالاتساع في ساحة الفكر ثرية له , وفي قصائده إبداع شعري يهبه أروع ما يهبهشاعر لإنسان "..
ألا يجعلك هذا النقد أو القراءة كما تشائين تقفين طويلا أمام صورة في غاية الجمال والدقة حين تتحدث عن شاعر ؟؟.. فقط أسأل أيتها الأخت الغالية : لماذا لا نقول ما عندنا ما دمنا نملك أدوات كثيرة من العطاء الجميل ؟؟.. صدقيني لا أريد مدح شيء غير موجود ، أو التشجيع لأنني ملت لمثل هذا النقد وأعجبت به .. ببساطة الأخت الغالية ناهد نحن بحاجة للكلمة النظيفة القارئة المبحرة حقا في جماليات الأدب ..نقرأ كثيرا من الثرثرة ونقول لماذا ؟؟.. والجواب واضح لأن من يملكون موهبة الكلمة الهادفة النظيفة الجميلة يصمتون .. وكما يقولون العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة .. قرأت ما تفضل به من كان قبلك من أخوة وأخوات ، وكل منهم يثبت أننا نملك القدرة على بناء نقد جيد ينطلق من ذات كل واحد منا ..المهم أن نؤمن بما نملك ..لسنا بحاجة إلى ربان صدقيني ..نحن بحاجة لأن نتحاور بصدق وحب وخشية على بعضنا ..عندما يحمل كل واحد منا خوفا حقيقيا على أدب الآخر نتقدم.. عندما نتحاور بصدق واحترام وتآلف نتقدم .. طبعا سنخطئ .. كلنا سنخطئ .. ونتعلم ..كلنا سنتعلم .. وليس عيبا أن تقولي لي أخطأت هنا، أو أقول لك أخطأت هنا ، المهم أيتها الغالية أن نقولها بقصد تصحيح الخطأ ليكون نصك أفضل ، وليكون نصي أفضل ..
لا أريد أن أغلق أي ملف ، لذلك سأترك كل الملفات مفتوحة ، حتى يرجع أي واحد منا ليضيف للملف الذي يريد حين يجد جديدا يحب أن يضيفه ..
سلمت
[/align]

نصيرة تختوخ 02 / 05 / 2009 53 : 12 PM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه ’’ كزهر اللوز أو أبعد ’
 
شدتني هذه القصيدة الأخيرة التي نشرت أستاذ طلعت بشكل غريب `لا أريد لهذه القصيدة تنتهي ` ذكرتني بخيال الطفولة حين كنت أتمنى أن أرى كل أبطال سلسلات الرسوم المتحركة و القصص في حكاية و نسق واحد وفعلا مثل هذه الفكرة نفذت في أحد أفلام ديزني'Shrek''وأظن أن انتاجا كهذا ليس نابعا من فراغ بل أن أطفالا غيري زارتهم أمنية مشابهة ..
هل محمود درويش تعمد أيضا أن يجمع كلماته المترددة في قصائد أخرى أو كلماته المحببة الكثيرة في قصيدة واحدة لا تنتهي, أأراد أن يعانق شعره كله قبل أن يرحل..
،النهر،وما زلتُ أمشي،الأندلس،عصافيرُ زرقاءُ، حمراءُ، صفراءُ، ترتشف
الماءَ من غيمةٍ،مقهى صغير ،اللامكان،أنا ابن أبي، وابن أمي،لوز، رمان، زيتون ..
كلمات ملآى بدرويش والأرض و عبق قصائده وشعره

قصيدة بها جديد و قديم و امتزاج حياة بنهاية أجد في التعبير الآتي تقول: كأنكَ تكتبُ شعراً
يقول: أُتابع إيقاعَ دورتي
الدمويةِ في لغة الشعراء.
بلاغة كبيرة تشبه روح القصيدة ذاتها فكأنها رحلة دورة دموية شعرية لمحمود درويش.
تجديف و غوص و مقاومة لشاعر يصفف أحلامه يبدو كأنه يضمها أحيانا و أحيانا يرغب في إطلاقها = فإن أعجبتْني مرثيتي دون وزن وقافية نمت فيها ومتُّ... ثم يتبعها بلن و لن و لا ..
وفعلا نريد معه لهذه القصيدة أن لاتنتهي ..
تحيتي و شكري

خولة السعيد 20 / 10 / 2021 19 : 04 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه ’’ كزهر اللوز أو أبعد ’
 
بدأت القراءة ..
راقني الموضوع... أسجل حضوري ليسهل علي العودة إلى الموضوع حالما أسترجع بعض أنفاسي...

خولة السعيد 20 / 10 / 2021 19 : 04 AM

رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه ’’ كزهر اللوز أو أبعد ’
 
بدأت القراءة ..
راقني الموضوع... أسجل حضوري ليسهل علي العودة إلى الموضوع حالما أسترجع بعض أنفاسي... إن شاء الله تعالى


الساعة الآن 54 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية