منتديات نور الأدب - الامارات العربية المتحدة

إن الإمارات العربية المتحدة كدولة اتحادية، ظاهرة حديثة جداً في السياسة الدولية، ولكنها بمقاييس الجغرافيا الطبيعية منطلقة جغرافية متميزة، قديمة للغاية، فليست منطقة الإمارات مجموعة من الجزر وأشباه الجزر التي تفصلها البحار، ولكنها رقعة واحدة متشابكة في علاقاتها وكتلة أرضية متصلة، والجزر الصغيرة التي تتبعها قريبة من سواحلها. وهذه حقيقة مهمة في مغزاها البشري، فهي تعنى أن أهل المنطقة قد أتيحت لهم هذه الفرصة الملائمة للاتصال البشري فيما بينهم منذ أقدم العصور، دون أن تعوق هذا الاتصال خلجان متعمقة نحو الداخل أو بحار تفصل جزءاً عن جزء فتؤدى إلى «المحلية» أو إلى الانعزال.
كما كان للموقع الجغرافي لمنطقة الإمارات ولسواحل الخليج العربي عامة، مغزاه الحضاري إذ خلق سلسلة من الاتصالات الاقتصادية، وغير الاقتصادية بالعالم الخارجي منذ عهد بعيد، بكل ما يعنيه ذلك من اتساع في الأفق، وصقل للمعرفة بالأخذ والعطاء.

الموقع
تضم دولة الإمارات العربية المتحدة سبع إمارات هي: أبو ظبي «عاصمة الاتحاد» دبي، الشارقة، رأس الخيمة، عجمان، أم القيوين، الفجيرة.
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة شرق الوطن العربي على الجانب الغربي لقارة آسيا كشريط يحف بجزء من ساحل الخليج العربي شمال خط الاستواء.
وتمتد دولة الإمارات بين خطي عرض 22ْ، 26.5ْ شمالاً وخطي طول 51ْ، 56.5ْ شرقاً وتمتد على خطوط العرض شرقا بغرب أكثر من امتدادها على خطوط الطول أطول مسافة بين خط الطول الشرقي الواقع على «56 درجة و23 دقيقة» وخط الطول الواقع على «51 درجة و5 دقائق»، مقدار «536 كم» بينما تصل المسافة بين خط العرض الجنوبي «22 درجة و29 دقيقة» إلى «427 كم».
فدولة الإمارات تقع ضمن العروض المدارية الشمالية وتحتل الواجهة الجنوبية من الخليج العربي كما تشرف بواجهة بحرية أخرى ولكن أقصر على خليج عمان.
ونظراً لوجودها في قلب الخليج العربي فانه يحدها من الشمال والشمال الغربي الخليج العربي، ومن الغرب دولة قطر والمملكة العربية السعودية، ومن الشرق خليج عمان وسلطنة عمان، ومن الجنوب سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، كما تتوسط العالم الإسلامي بشقيه الآسيوي والأفريقي.
والدولة بهذا امتداد طبيعي لجسم الأمة العربية المتصل من المحيط إلى الخليج وبقيام هذه الدولة الفتية كسبت الأمة العربية قيمة استراتيجية عظيمة بوجود هذا الجناح الشرقي الطبيعي الذي يحمي أمن الجزء الحيوي من العالم العربي.

المساحة
تبلغ مساحة الدولة باستثناء الجزر البحرية حوالي 77 ألف كيلو متر مربع، أما المساحة الإجمالية فتقدر بحوالي 83600 كيلو متر مربع.
وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثالثة بين دول مجلس التعاون الخليجي من حيث المساحة بعد السعودية وسلطنة عمان. وتتكون اراضي الولة في معظمها من الصحاري ولا سيما في المناطق الغربية الداخلية ، وتتخللها عدة واحات مشهوره اهمها تلك التي تشغلها العين وضواحيها حيث تستغل المياه الجوفيه التي تتوفر بفضل وجود جبل حفيت عن طريق شبكة ري تعرف باسم الافلاج ومثلها محاضر ليوا التي تقع على بعد 200 كم الى الغرب من مدينة العين وتضم اكثر من 60 قرية اضافه الى المراعي الخصبة الموجوده في في مناطق الظفره التي تتوفر فيها المياه الجوفية.

الحدود السياسية
تبدأ حدود الدولة من إمارة أبو ظبي على طول الساحل الغربي للخليج العربي، إلى مقرب من 640 كيلو مترا، متوغلة في الداخل لتضم إمارات دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة، وتنتهي حدودها في المنطقة الشرقية عند إمارة الفجيرة، التي تمتد بدورها لمسافة 90 كيلو متراً على خليج عمان.
أما عن علاقة الرقعة الأرضية بالجهة الساحلية، فالإمارات دولة ذات ساحلين وثلاث أضلاع برية، ففي مقابل مساحة مقدارها 77700 كيلو متر مربع، يبلغ طول ساحل الإمارات 730 كيلو متراً، أي بنسبة 1 كيلو متر من الحدود البحرية لكل 106كيلو مترات مربعة من المساحة، وهذه النسبة مساوية تماما لمثيلتها في الدولة الفرنسية.
وتمثل الحدود البحرية 42 % من طول الحدود الإجمالية.
ومن الواضح أن أطول حدود لدولة الإمارات، هي تلك الحدود المشتركة مع المملكة العربية السعودية، تليها الحدود مع عمان، وهما تكادان تتعادلان من حيث الطول، إلا أنهما تختلفان في الرسم والطبيعة والعمران.
وعموماً، فإن حدود الإمارات حدود مترامية الأطراف، ويبلغ مجموع أطوالها حوالي 1740 كيلو متراً، ويقابل كل كيلو متر واحد من الحدود البرية 77 كيلو متراً مربعا من المساحة، مما يدل على اتساع مجال الاتصال البري بين الإمارات وجارتيها السعودية وعمان.

السواحل والمياه الإقليمية
معظم سواحل الدولة رملية باستثناء منطقة شبه جزيرة مسندم التي تشكل رأس سلسلة جبال حجر، أما المياه الإقليمية فهي ضحلة عموما وهذه سمة واضحة للقسم الأكبر من المساحة المغمورة في الخليج العربي إذ يبلغ متوسط عمقها 35 مترا بينما يبلغ أقصى عمق 90 مترا باستثناء المنطقة التي يقع فيها مضيق هرمز حيث يصل العمق إلى 145 متراً.

التضاريس
تتكون أراضي الدولة في معظمها من الصحارى، ولاسيما في المناطق الغربية الداخلية، وتتخلل تلك المناطق عدة واحات مشهورة أهمها تلك التي تشغلها العين وضواحيها حيث تستغل المياه الجوفية التي تتوافر بفضل وجود جبل حفيت عن طريق شبكة محاضر ليوا التي تقع على بعد نحو 200 كيلو متر إلى الغرب من العين، وتضم أكثر من 60 قرية إضافة إلى المراعي الخصبة الموجودة في مناطق الظفيرة التي تتوافر فيها المياه الجوفية، وتقع إلى الجنوب من هذه المناطق الكثبان الرملية الهائلة التي تشكل حدود الربع الخالي.