![]() |
الأدب الذي يأخذك إليه..
[align=justify]
صفة الأدب الكبير مرهونة به، وبكونه يهزك ويذهلك ويأخذك إليه .. وكلّ أدب لا يفعل ذلك، يكون ناقصا في جزء ما، قد يصعب اكتشافه.. وتتحدد وظيفة النقد هنا ، في دراسة الإبداع دون محاولة نفي الآخر- صاحب النص- أو رفضه كشخص .. لأن النقد معني بالنص لا بالشخص ، مع إيماننا الشديد بأهمية موقف المبدع وطريقة تعامله مع الجمهور والناس بشكل عام .. ومن ينظر إلى المشهد الأدبي في واقعنا الراهن، يلحظ هذه المحاولات الدائبة والمحمومة لنفي الآخر وتعرية كل شيء دون التأني ودراسة جوانب أي صورة أو مشهد.. وبدل البحث عن أدب متميز، والعمل من اجل إيجاد هذا الأدب، نرى هجوما غريبا على كل شيء، دون الوصول لأي شيء .. وهنا مكمن الخطر.. الأديب مثل البحر ، يلقي بالجواهر والحجارة والحصى .. ولأنه كذلك فمن غير المنطقي محاكمته من خلال عمل واحد لا غير، أو من خلال جزئية صغيرة قائمة على الاصطياد في المياه العكرة.. يفترض أن ندرس الأديب بشكل كلي، وحين لا نجد عنده شيئا ، يجوز لنا القول بأنّ حجم عطاء هذا الأديب محدد بهذا الذي وجدنا ، ولا أمل يرجى في محاولة إخراج المغاير والمتميز ، خاصة حين يكون هذا الأديب قد أعطى ما يكفي للحكم عليه.. أما إن وجدناه متميزا في عطائه ، أي وجدنا الجواهر إلى جانب الحجارة والحصى ، فالقول بتميز هذا الأديب واجب ، وليس من المنطق في شيء أن نبحث عن الحصى وان نركز عليها متناسين ما عنده من جواهر ولآلئ في إبداعه .. فكل مبدع ينوس بين حالتي الإبداع الفذ والجيد والعادي ، وهو أمر طبيعي وبديهي لا يحتاج إلى الكثير من الأخذ والرد..المهم أن نجد هذه الجواهر واللآلئ.. لكن ما صفة هذا الذي ندعوه بالجواهر واللآلئ وكيف نتفق على تعريفه وتوصيفه..؟؟.. يفترض أن نتفق على ميزان شديد الأهمية، وهو ميزان الذوق والحس المرهفين، طبعا إضافة إلى حاجتنا إلى نقد صحيح.. فالذوق والحس المرهفان يكشفان ويشيران إلى الجيد أو الرديء بكل دقة .. خاصة حين نرى إلى اتفاق أو شبه اتفاق حول تميز عمل ما ، وهنا لا أقول بتأثير إعلامي أو غيره ، بل بالرجوع إلى الذوق والحس بصورة دقيقة يتفق على أنها موجودة عند هذا الجمهور أو ذاك ، أو عند هذه الجماعة أو تلك .. وطبيعي أن يكون المرجع الأكثر أهمية فيما بعد متعلق بالزمن ومروره ، فهو الحكم الذي لا يظلم أحدا .. إذ يسقط الرديء وينسى ، ويبقى الجيد ويصبح معروفا مشهورا باقيا .. لندع مرضى الوهم الذين يعتقدون بأنهم قادرون على نفي الإبداع الجيد ونفي أو محاولة نفي صاحب العمل المتميز والجيد.. ولندع مرضى الوهم الذين يحسبون أنهم قادرون على العوم والوصول إلى الشهرة رغم ضحالة ما يملكون من موهبة ، لأن الفقاعات تذهب سريعا مهما حاول صاحبها التشبث بوهمه وعمل على زرع أقدامه في هذا المكان أو ذاك.. وقد حفل عصرنا الراهن بأسماء كثيرة حاولت أن تطفو على السطح دون وجود إمكانيات لهذا الصعود ، وما أن مرّ قليل زمن حتى نسينا هذه الأسماء ونسينا كل ما لها وما عليها .. فضاعت كل المحاولات وذهبت مع كل ما حاولوا أن يقدموه على انه إبداع كبير ، هباء منثورا .. إنها حقيقة وطبيعة الفن والإبداع .. الجيد يبقى ويرسخ ويشكل علامة في الذاكرة الجمعية ، والسيئ يذهب ويمضي إلى غير رجعة .. فلنحاول بدل البحث عن سيئات هذا وذاك ، وبناء وهمنا على قشور ، لنحاول البحث عن الأدب الجيد كي نعطيه الفرصة للتطور والنمو والوصول إلى الأفضل .. [/align] |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
أتعلم أستاذ طلعت أن ماقلته عن الأدب ينطبق على السينما و الفنون بشكل عام في المرة السابقة حين كتبت موضوعي عن غياب الأدب الواقعي الذي يهز الوجدان ويلامس النبض فوجئت أيام بعدها بحوار مع سينمائي يتحدث عن غياب السينما الواقعية التي هزت قلوبا و لامست الشارع العربي..
يبدو أن علينا إعادة النظر في أشياء كثيرة ترتقي بالذوق و الحس الإنساني و النظر بتمييز و حنكة و عدل , الأحكام الجاهزة , المطبوخة و السريعة لا تثمر ما يرتقي لا بالأدب ولا بفن من الفنون و التحفيز الجيد المنصف من متخصصين شيمتهم النزاهة يدفع عربة الجودة و الإبداع إلى البروز أكثر و التقدم إلى الأمام. دمت بخير و متجدد الأفكار |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
النقد معني بالنص لا بالشخص حاجتنا إلى نقد صحيح بالرجوع إلى الذوق والحس بصورة دقيقة إنها حقيقة وطبيعة الفن والإبداع .. الجيد يبقى ويرسخ ويشكل علامة في الذاكرة ، والسيئ يذهب ويمضي إلى غير رجعة الأستاذ القدير .. الأديب المبدع طلعت سقيرق : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلماتك عن النقد الأدبي و تقييمه دروس قيمة , صادقة ,نافعة ..لمن يريد أن ينتفع و يتعلم .. سلمت يداك .. |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
اقتباس:
نعم الجيد يبقى ويثبت نفسه فالبقاء للأفضل دائماً، ولكن هناك فئة من الناس ينتقدون لمجرد الإنتقاد وعندما تسألهم عن حلول تجدهم فارغين، وقد شاهدت مثل هذه الفئات في ندوات أدبية ، يجلسون كالطاوويس ويستمعون للمحاولات الشابة بإزدراء وتأفف، وعندما ينطقون فهم يطلقون رصاصات إحباط قاتلة. الأديب الحقيقي هو من يتحرر من الأنانية وحب الذات والشهرة ويبحث عن براعم ادبية ليرعاها لتكبر ، وهو من يقوم الأخطاء ويعيد من يخرج عن الطريق الصحيح الى المسار الصحيح. احترامي وتقديري لك أستاذ طلعت على حسك الإنساني ورقي أفكارك، دمت بكل الود، سلوى حمّاد |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
[align=justify]
الغالية أ . نصيرة تحياتي هناك كما تقولين خيط واحد يجمع الفنون جميعا ليضعنا أمام معادلة أو سؤال يقول : ماذا نفعل ، في زمن صارت فيه الأشياء دون طعم أو رائحة أو لون ؟؟.. والجواب أن نشجع الجيد حتى يبرز ونحارب السيئ حتى ينتفي من عالمنا .. كما تقولين أ. نصيرة مثلا الحديث عن غياب السينما الواقعية التي كانت تسكننا صحيح ، كما هو صحيح في غياب كل شيء من هذا النوع الخالد .. ويبقى دورنا كما أسلفت في البحث ودفع عربة الجيد إلى الأمام .. سلمت [/align] |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
[align=justify]
الغالي د. ناصر شافعي تحياتي ما تفضلت به :" النقد معني بالنص لا بالشخص..حاجتنا إلى نقد صحيح بالرجوعإلى الذوق والحس بصورة دقيقة.. إنها حقيقة وطبيعة الفنوالإبداع .. الجيد يبقى ويرسخ ويشكل علامة في الذاكرة ، والسيئ يذهب ويمضي إلى غيررجعة ".. وهذا يتطلب أن تكون أيادينا مترابطة ومتشابكة لرفع سوية كل ما هو جيد .. وكما قيل أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام .. سلمت [/align] |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
[align=justify]
الغالية أ . سلوى تحياتي من يكتب الأدب أو يعرفه أو يحيط بشيء منه ولا ينفع به الناس ، فهو مجرد مدع فارغ ، فما كان العلم ، أي علم ، إلا للتعميم وإفادة الآخرين..ثقي أختي الغالية أنّ من يحطم أو يحاول أن يحطم موهبة ، لا تنطبق عليه صفة الإبداع والأدب بأي شكل لأنه مريض وناقص ، فكيف سيكون أدبه ؟؟.. المهم أن تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة ، لنعلم ونتعلم ، وكما قيل : القافلة تمضي والكلاب تنبح .. فمتابعة الطريق دون كلل هي الأهم .. سلمت [/align] |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . |
رد: الأدب الذي يأخذك إليه..
[align=justify]
الغالي د. عمار خليل لك تحياتي مشكور .. وفقك الله سلمت [/align] |
الساعة الآن 44 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية