![]() |
بيولوجية الحب
بيولوجية الحب د. ناصر شافعي الحب .. صدقوني كائنات حية حقيقية تعيش بيننا ومعنا !! نراها و نسمعها .. نشعر بها , وتشعر بنا .. تحركنا وتعذبنا .. تسعدنا وتؤلمنا .. لا ننكر وجودها .. ومع ذلك لا نعترف بكونها كائنات حية ! البعض لا يعرف كينونتها , يظن انها كلمة – مجرد كلمة – تكتب أو تقال .. أو تقرأ في شعر أو مقال !! الحب كائنات حية تعيش و تتعايش مع الإنسان .. يدركها جميع البشر .. الأديب والفنان و الإنسان العادي .. ولكن لا يعبر عنها و يصفها بكيانها الكامل و صفاتها التشريحية و النفسية سوى الأديب. يستخدم الأديب العديد من مصطلحات علم الحياة ( البيولوجي ) في وصف الحب – عن قصد أوعن غير قصد - مثل " ولد الحب " أو " عاش الحب " أو " نبض الحب " أو " شريان الحب " أو " يموت الحب " .. و غيرها من الكلمات و المصطلحات الدالة و المؤكدة على بيولوجية الحب . كائنات تعيش وسط البشر ,لا تفرق بين غني أو فقير .. لا تفرق بين صغير أو كبير .. لا تفرق بين رجل و امرأة . سأتحدث عن حياة هذا الكائن البيولوجي الحي .. الحب . يولد الحب و يكبر و ينضج و يشيخ ويموت .. يعيش كل أطوار الإنسان و دورة حياته ! يولد الحب طفلاً صغيراً يرضع ثم يحبو .. يبتسم للحياة و يضحك .. يحزن و يبكى .. يخجل و يخاف . يحتاج الحب في هذه المرحلة للرعاية و الإهتمام الخاص .. متابعه , تدليل و ملاطفة . الحفاظ عليه من المرض و سرعة علاجه . الحفاظ عليه من كل غريب و دخيل , إخفاءه عن كل غريب أو قريب , الخوف عليه حتى من أقرب جار أو رفيق أو صديق . من منا لم يولد الحب رضيعاً بين أحضانه ؟ من منا لم يمرض حبه الصغير , فسهر يفكر فيه و يبكي عليه ؟ ثم يدخل الحب مرحلة المراهقة المحيرة القلقة .. مرحلة بين الصبا و النضوج . . محاولة إثبات الوجود وتعزيز الذات من ناحية .. أوالحنين للهوو الضحك و مرح و هدايا و ألعاب الطفولة , من ناحية أخرى . . القلوب الحمراء .. الكذبات البيضاء . وها هو الحب في مرحلة الشباب و الانطلاق . العنفوان و القوة .. الرغبة و الإرادة .. الحزم و العزم .. التعبير و التغيير .. التطبيق المادي الفعلي للحب . ثم ينضج الحب .. ويتسم في هذه المرحلة بالعقلانية و الهدوء , وإنكار الذات .. حب بلا أنانية .. وللحبيب الأولوية و الأفضلية . ثم يدخل الحب مرحلة الكهولة و الشيخوخة .. كل شئ قليل .. الأقوال و الأفعال .. بخل الأحاسيس و العواطف .. اللامبالاة و اللا إهتمام .. وقد يعيش الحب فترات – قصرت أو كثرت – ويبدأ في المعاناة من كثرة الشكوى و الأمراض .. ولكنه للأسف قد يموت فجأة !! .. إسأل نفسك .. كم مرة دخل حبك غرفة الإنعاش ؟ كم مرة مات الحب في قلبك , ودفنته في الذاكرة , و ترحمت عليه ؟ كم مرة عاد الحب القديم إلى حياتك مرة أخرى ؟ كم مرة عادت بك الذاكرة للحب الوليد .. أو الحب الأول ؟ الحب يموت بالبعد و الإهمال و عدم الإهتمام . الحب يموت بكثرة المجادلة و العناد و الخصام . الحب يموت بالحقد و الحسد و الغيرة . الحب يموت بعدم الرضا و القناعة , والحيرة . في النهاية .. إذا أردت لحبك أن ينمو و يترعرع و يزدهر و يبقى .. ولا يصل أبداً إلى مرحلة الشيخوخة .. عليك أن ترعى حبك دوماً .. ولا تبخل عليه بالأقوال و الأفعال . يحيا الحب بالمودة و الحنان و العطف . يحيا الحب بالصبر و المغفرة و اللطف . يحيا الحب بالسلام و الهدايا و التسامح و التصالح. يحيا الحب بالكلمات الحلوة الصادقة و الأفعال الجميلة الناضجة . صدقوني .. الحب كائن بيولوجي حي . د. ناصر شافعي |
رد: بيولوجية الحب
الأستاذ القدير الدكتور ناصر شافعي صدقت .. يادكتور ناصر . رغم أننا جميعا نعلم كل هذه المعلومات التي أوردتها في مقالتك الرائعة لكن لم يخطر ببالي مرة هذه الحقيقة بأن الحب كائن حي يعيش بيننا ومعنا. شكرا جزيلا لك دكتور ناصر على هذه المعلومات القيمة مع فائق احترامي .:nic69: |
رد: بيولوجية الحب
الأستاذة القديرة الفاضلة بوران شما :
أشكرك على مرورك الكريم , وتفاعلك النابض الحي مع مقالي . وإستكمالاً لموضوع بيولوجية الحب و كونه كائن حي يعيش بيننا ومعنا . أضيف معلومة في غاية الأهمية , وهي أن : أن الحالة المادية للحب يمكن أن تختلف عن الحالة المادية لصاحبه .الحب الغني يمكن أن يتواجد في كل الأوساط الإجتماعية ..الحب الغني قد يعيش ويترعرع بين الفقراء , فيجعلهم أسعد السعداء .. ويمكن للعكس أن يحدث , قد ينمو الحب بين بعض الأغنياء فقيراً ضعيفاً , غير قادر على مقاومة مصاعب الحياة .. سرعان ما يمرض و يموت !! تحياتي . د. ناصر شافعي |
رد: بيولوجية الحب
الأستاذ القدير الدكتور ناصر شافعي معلومة حقيقية ومؤكدة وقيمة تضاف إلى البحث . شكرا لك .:nic54: |
رد: بيولوجية الحب
أستاذي القدير د/ ناصر كلما قرأت لك أدركت كم خسرت بلادنا من أدباء وشعراء بسبب مايسمي كليات القمه مكانك الحقيقي سيدي بجوار نجيب محفوظ و طه حسين وأمثالهم وللآسف عشنا معك وسافرنا معك ولكن لم نعش ولم نعرف الفنان والأديب .
وبعد سيدي الفاضل دعني أخالفك الرأي مره أخري نعم الحب بيننا يعيش ويموت ولكن في زمننا هذا يولد الحب خديجا وسرعان مايموت ويدفن لأنه لم يجد العنايه الفائقه له نعم يولد ضعيفا ويموت سريعا وكلنا نعرف الأسباب فالفقر لم يدع مكانا للحب والظلم والطغيان قتل الحب في مقتل وأصبح نمو هذا الكائن مرتبط بالمصالح المتبادله ومايمر المرحله الأولي الحرجه يظل يعاني من آثار الولاده الهزيله حتي يموت كمدا وحزنا . رغم كل هذا مازال هناك بارقة أمل ويكفيني أن أقول لك ولكل زملاء منتدي نور الأدب أني أحبكم وأسألكم الدعاء لي . سلام |
رد: بيولوجية الحب
اقتباس:
أخي و صديقي العزيز د. طاهر أمين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على ردك الجميل الأنيق الحكيم .. وأرى أنى لا أستحق هذا التقدير .. أخي كن لي مسامحاً, إن قلت إنك مجاملاً مبالغاً .. الأدب و أناقته وجماله فيما تفضلتم به في الرد علي ما قيل في المقال. والتقدير .. كل التقدير لزملائي الأفاضل الذين عملت معهم و بينهم .. نحن لم نختلف في الفكر و التسليم بنظرية بيولوجية الحب , ونتفق في أن الظروف الإجتماعية و الإقتصادية قد تكون السبب في أن يولد الحب كالطفل خديجاً أو ضعيفأً. بل ويمكن لهذه العوامل أن تجهض الحب قبل مولده. ولكن ماذا نفعل ؟ .. هذا قدرنا في الدول النامية .أملنا في أن نعتني بالحب و نعطيه أولويات إهتمامنا في التعاملات الحياتية المختلفة .. ومهما قابلنا من صعوبات و عقبات . لابد للحب أن يعيش و ينمو و يقوى.. ولا يموت أبداً.. عاش الحب .. عاش الحب. تحياتي و دعواتي لك ولجميع الأخوة الأفاضل بدوام الصحة و السعادة والحب . |
رد: بيولوجية الحب
[align=justify]
تحياتي دكتور ناصر جميل جداً ما قرأت لك وسأقوم بتقييمه بالنجوم أنا معك تماماً في كون حاجة الحب للكثير من الرعاية والعناية والتجرد من الأنانية وأدعوك لقراءة مقالة في كلمات لي عن الحب بعنوان: "هذا هو الحب " على الرابط التالي: http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=1153 الحب بمفهومه بين الناس أشكرك فعلاً لأنك أجدتَ وأبدعت في وصفه وتشبيهه لكن الحب بين الرجل والمرأة كثيراً ما يولد عملاقاً هائلاً ، يحجب عنا الرؤيا والقدرة على رؤية العيوب، حالة من الانجذاب كثيراً ما تعطل العقل والمنطق.. لا نرى ولا نسمع إلا لمشاعرنا.. نشعر بأن لنا أجنحة نطير بها ونحلق مع أننا ما زلنا على الأرض.. حالة فريدة.. حالة فريدة جنة الحب.. وحالة فريدة جحيم الحب ولوعته وعذابه.. كل المقاييس قد تنعكس وتنقلب رأساً على عقب بفضل سلطان الحب.. وقد يتغير هذا وتحلّ الصحوة إذا كان الحبيب لا يستحقه كما تفضلت ولا يعرف كيف يصونه ويحافظ عليه.. أما الحب الصادق حين يصان فإنه لا يشيخ ولا يموت، وانا أظن أننا حتى بعد موت أجسادنا تحمله أرواحنا معها إلى الخلود... أشكرك جزيل الشكر على هذا النص المتميز دمت وسلمت وسلم يراعك [/align] |
رد: بيولوجية الحب
الأستاذة القديرة هدى نور الدين الخطيب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك على تعليقك الأنيق , الرقيق على المقال . وأكرر هنا إعجابي بكلمات سيادتكم عن الحب في مقال " هذا هو الحب ". وأسمحي لي بالرد : الحب بين الرجل والمرأة قد يولد عملاقاً هائلاً كبيراً .. وقد يولد طفلاً رضيعاً صغيراً .. وهنا أقارن بين الحالتين : في الحالة الأولى , أخاف من هذا الحب , أو أخاف عليه ! .. فهو حب خاطف , ساحر , يعمي الأبصار كالضوء الوهّاج الشارد .. ويصم الآذان كالرعد العنيف الفاجر. . فيسقط الحبيب في غيبوبة .. لا يدرك ولا يفرق فيها بين مزايا و عيوب المحبوب . أراه حباً يجري و يلهث , يحركه عاملان , أحدهما الأنانية و حب التملك, و الآخر الإصرار و العناد . يولد هذا الحب كبيراً مثل كائن الإستنساخ , فيشيخ و يموت قبل الأوان. أما في الحالة الثانية , فيولد الحب صغيراً و ينمو و يتطور و ينضج مع الأيام . كل يوم إضافة جديدة لهذا الحب , التفاهم ,الأماني و الأحلام المشتركة , الأفكار والطموحات المبتكرة , معرفة جوانب الشخصية , تطور المشاعر و الأحاسيس الإنسانية , العيوب التي يمكن التغاضي عنها , وأخطاء الماضي التي يمكن الصفح عنها , الصفات الجسدية التي يمكن تقبلها , و السمات النفسية التي يمكن إصلاحها . كل يوم إضافة جديدة لهذا الحب الذي يزداد ثباتاً و نضوجاً و رسوخاً مع الأيام . . ويصبح حباً حقيقياً قوياً لا يعتمد على الأحلام و الأوهام . إن سنة الحياة أن يولد كل شئ صغيراً ثم يكبر ( الحب , الصداقة , الإبداع , الإبتكار ,العمل الفني أو الأدبي .. ) , إلا شيئاً وحيداً يولد كبيراً ثم يصغر .. الحزن . في الحالتين لابد من وجود شرارة إشعال الحب .. مثل : النظرة الأولى ( الحب من أول نظرة ) , اللقاء الأول ( الحب القدري أو حب الصدفة ) , ودائماً يكون سبب إشعال هذه الشرارة الإعجاب و الرغبة .. أو الإنبهار و الصدمة . الحب الحقيقي لا يموت ولا يفنى .. ولكن يعيش و يبقى. تحياتي و تقديري . |
رد: بيولوجية الحب
سيدي الفاضل : إن ما كتبت في الحب مختصر مفيد يدل أن الحب هو السلام والخير والعطاء الحب جنة الدنيا فحب الأبناء له طعم وحب الأم والأب ..ووو .. والحب الذي يموت نسقيه بمياه عذبة تنعشه فيولد حب جديد ما أجمل كلامك وأرق أسلوبك سلامي.. لقلمك وكلماتك خولة الراشد |
رد: بيولوجية الحب
دكتورنا الفاضل / ناصر
ما أجمل الموضوعات لإنسان نعتز به ونقدره لشخصه الوقور وما يحويه من وضوح وإخلاص وصدق .حقيقى أنا فخورة إنك ابن بلدى الحب ضرورى كالماء والهواء ولكن الحب الصادق هو عملة نادرة اليوم . وفقك الله وسدد خطاك :nic20: |
الساعة الآن 49 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية