منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   دعينا نركب البحر (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=1050)

ميساء البشيتي 16 / 01 / 2008 10 : 02 AM

دعينا نركب البحر
 
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');background-color:skyblue;border:10px outset darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]
دعينا نركب البحر

أرسى الزورق الصغير دعائمه قرب الشاطئ بانتظار وصولهما ،هي مترددة جداً بل وخائفة من النزول إلى البحر وهو يحثها بشدة ويداعب كفيها برفق يريد أن يمحو أثار الخوف المترتبة لديها من نزول البحر ،يدفعها برفق للأمام وهي تتراجع مترددة إلى الخلف.
قال لها محاولاً تشجيعها :هيا حبيبتي البحر اليوم هادئ وأمواجه
تتراقص برفق ،لا تخافي ، اقتربي ،ألم تعديني بمشاهدة منظر الغروب سوياً من أبعد نقطة هناك حيث تهبط الشمس بأشعتها
الذهبية للاغتسال في ماء البحر استعداداً لغد مشرق جميل.
فتجيبه والخوف ما زال ظاهراً على كلماتها المرتعشة: ولمّ لا
نراقبه من هنا مع كل هؤلاء المتواجدين معنا على الشاطئ.
فيجيبها متسائلاً ولكنك وعدتني بهذا وأنا لطالما حلمت به .
تطلعت إليه بإشفاق ونظرت إلى عينيه التي تشعان حناناً
وتذكرت أنها وعدته مراراً ولا بد أن تحقق له هذه الرغبة وهو
الذي لا ينفك عن تحقيق كل رغباتها فهو الحب الأول و الأخير
،الحب الأوحد والعشق الأوحد والأمل الأوحد في هذه الدنيا
لمَ لا ترافقه بهذه الرحلة ؟ فنظرت إليه وقد استجمعت جزءاً
من شجاعتها حسناً سآتي معك على أن لا تترك يدي أبداً .
حملها إلى الزورق قبل أن تعود بكلامها وأسرع بإقلاع الزورق
وهي ما زالت تظهر عدم الخوف الذي انتشر على مساحات
وجهها وعلى لونها الممتقع فما كان منه إلا أن أخذ يرسل إليها بعض
النكات البليدة ويرفع يديه في الهواء مقلداً بعض الحركات
البهلوانية،وإذ بها تستجيب فعلا وتتحرر من خوفها وبدأت
تظهر عليها معالم الارتياح فأخذت تتنقل في الزورق والفرحة
تغمرها وتقول :لم أكن أعلم أن البحر جميل إلى هذا الحد !
فيجيبها البحر أجمل بكثير عندما نصل إلى ذلك المدى فنصبح
في عرض البحر تماماً ستشعرين بجماله ساعتها.
قام إلى آلة التسجيل وأدار أغنية أم كلثوم (ألف ليلة وليلة)
وما هي إلا دقائق معدودة حتى قامت منتشرة بالهواء ترقص
وترقص وترقص وشعرها الجميل يتطاير مع نسيم البحر
وهي لا تأبه له وخصرها النحيل يتمايل كغصن الريحان
حينما تداعبه نسمات الصيف ، تطير بالهواء تكاد قدميها
الحافيتين لا تلامسان أرضية الزورق وخلخالها الذهبي
يتراقص حول كاحلها بغنج شديد ،وهي لا تزال ترقص
يحاول أن يضمها إليه ،يعانقها ،لكن أبداً
فنشوة الرقص والسعادة بالتحرر من خوفها أخذتها من كل شيء
حتى تهاوت متهالكة بقربه تحاول التقاط أنفاسها المتقطعة
فأسندت رأسها إلى كتفه وما زالت دقات قلبها تتراقص
مع دقات قلبه إلى أن بدأت أشعة الشمس بالغروب فقام
كالملدوغ يصيح أرأيت بحياتك أجمل من هذا المنظر؟
تجيبه وقد فغرت فاها من الدهشة :أبدا أبداً فعلا
المنظر من هنا أجمل بكثير وأخذا يتنقلان بالزورق علهما
يجدان أكثر المناطق جمالاً فلما عثرا عليها قال الآن سآخذ
لك بعض الصور مع الغروب وانطلق فعلاً يلتقط لها صورة تلو الأخرى
ثم خطرت بباله فكرة أن يصعد لأعلى ركن في الزورق كي يأخذ
لها صورة ذات أبعاد جميلة وبسرعة البرق قفز إلى ظهر الزورق
وأخذ يعد آلة التصوير وبينما هو منشغل في تحديد المسافة زلت
قدمه ووقع هو وآلة التصوير وهوى إلى الأعماق.
أفاقت من شرودها يا الهي ما حصل أخذت تركض في أرجاء الزورق
علها تراه لكن الظلام كان قد أرخى سدوله،أخذت تنادي عليه
وتصرخ وتصرخ تضرب أرضية الزورق بأقدامها ،تلطم بكفيها الصغيرتين على تلك الوجنات المسكينة وارتمت في أرض الزورق تبكي وتنتحب ولم يمضِ عليها الكثير حتى وجدت ضوء قوي مسلط
عليها فقامت كمن دبت فيه الروح تتلعثم الكلمات على شفتيها وتصيح
هو هو وقع هنا وقع في البحر أخشى أن يموت أتوسل إليكم أن تلحقوه،أنقذوه ،أرجوكم ،فأجابها أحد الذين على القارب الآخر
هو بخير لا تخافي لقد تم إنقاذه وهو من أرسلنا للبحث عنك ،هو على الشاطئ ،هيا بنا ،امسك بيدها محاولاً مساعدتها في الانتقال
إلى زورقه وما أن وصلت الشاطئ حتى وجدته ممدداً على الرمال والناس من حوله يطمئنون عليه حضرت إليه مسرعة وأخذت تتحسس وجهه لا تصدق أنه ما زال على قيد الحياة فأشار إليها أن تقترب يريد أن يهمس بأذنها الصغيرة كلمة فألقت بكل رأسها حتى تسمع ما يقول لها فإذ به يهمس لها غداً نركب البحر !

[/align]
[/cell][/table1][/align]

كنان سقيرق 16 / 01 / 2008 01 : 03 AM

رد: دعينا نركب البحر
 
شكراُ لك أيتها الاديبة الكبيرة على هذه القصة الجميلة والساحرة التي جعلتني منشداً اليها من أولها وحتى اخر حرف فيها.

رشيد الميموني 16 / 01 / 2008 23 : 03 AM

رد: دعينا نركب البحر
 
دائما نلمس في كتابات ميساء هذاالمجهول ، والخوف من المجهول .
التردد يطبع دائما نفسية الشخصية البطلة . لكنها في لهفتها لاستكشاف هذا المجهول و الخروج من تقوقعها ، تنساق لرغبتها الجارفة في تقصي الجديد .. لتبدأ حياة جديدة رغم ما يلفها من أخطار .
هنيئا لك ميساء بيراعك المدرار

ميساء البشيتي 16 / 01 / 2008 42 : 05 PM

رد: دعينا نركب البحر
 
[marq]

أخي كنان

كل التحية والاحترام والتقدير لشخصك الكريم

وقراءتك المتميزة وكلماتك الرقيقة

ودمت بالف خير أخي كنان

[/marq]

ميساء البشيتي 16 / 01 / 2008 39 : 06 PM

رد: دعينا نركب البحر
 
أخي رشيد

اشكرك يا اخي رشيد على هذه القراءة


العميقة والمتميزة للنص


كلامك وتحليلك منطقي وسليم

ويوجد منه الكثير

اتمنى لك كل الخير والسعادة

[/marq]
[/marq]

عادل ابوعمر 03 / 03 / 2012 55 : 12 AM

رد: دعينا نركب البحر
 
من بين جواهر المنتدى الأدبية الرائعة حقًا تعثرت عيني بهذا النص فما استطاعت فكاكا !
كم كنت أود أن أجعله في لوحة أهديك نصك ، ولكن هناك نص يستحق التأمل أكثر وقت ممكن ، لذا أهدى عشاق الخاطرة والقصة الجميلة هذا النص للاستمتاع فقط ؛
أستاذة ميساء عندما أقلب في أوراقك هنا ، تغمرني البهجة ويطل من خلف خريف أفكاري ربيع مورق زاهي بألوان الحلم ؛
تحياتي وورودي وود لهذا الحرف الماتع ؛

ميساء البشيتي 03 / 03 / 2012 27 : 04 PM

رد: دعينا نركب البحر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل ابوعمر (المشاركة 139139)
من بين جواهر المنتدى الأدبية الرائعة حقًا تعثرت عيني بهذا النص فما استطاعت فكاكا !
كم كنت أود أن أجعله في لوحة أهديك نصك ، ولكن هناك نص يستحق التأمل أكثر وقت ممكن ، لذا أهدى عشاق الخاطرة والقصة الجميلة هذا النص للاستمتاع فقط ؛
أستاذة ميساء عندما أقلب في أوراقك هنا ، تغمرني البهجة ويطل من خلف خريف أفكاري ربيع مورق زاهي بألوان الحلم ؛
تحياتي وورودي وود لهذا الحرف الماتع ؛

أخي العزيز عادل ابو عمر
مساء الورد
أشرقت القصة بهذا المرور البهي
صدقني حروفي هي التي يحل عليها الربيع وتزدان بأجمل زينة
حين تتعطر بمرورك العذب
شكرا لك أخي عادل والله يبارك فيك ويسعد أيامك
:nic92:

نزار ب. الزين 07 / 03 / 2012 06 : 02 AM

رد: دعينا نركب البحر
 
أختي الفاضلة ميساء
شدني النص حتى الحرف الأخير
و حبست أنفاسي لحظة سقوط الزوج
الوصف دقيق و رائع و اللغة مكينة
دام يراعك باسقا
نزار

ميساء البشيتي 11 / 03 / 2012 35 : 06 PM

رد: دعينا نركب البحر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار ب. الزين (المشاركة 139661)
أختي الفاضلة ميساء
شدني النص حتى الحرف الأخير
و حبست أنفاسي لحظة سقوط الزوج
الوصف دقيق و رائع و اللغة مكينة
دام يراعك باسقا
نزار

يا هلا
يا هلا بأستاذي الفاضل نزار الزين
الحمدلله أن هذه القصة البسيطة أعجبتك
شكرا على حضورك الطيب وكلامك الرقيق
صدقني اشتقنا إليك كثيراً وإلى حضورك الجميل
ربي يبارك بعمرك ويسعدك بالدارين .

:nic108:

د. منذر أبوشعر 21 / 04 / 2012 28 : 02 PM

رد: دعينا نركب البحر
 
الآنسة ميساء البشيتي :
مشيت معك وأنا على قارب ثر خيالك ، وأخذتني الرجفة وأنا أتخيل تهاوي جسد الحبيب ، وتمنيت
خير النهاية ، وبصدق أقول : أحببت أن لاينتهي جمال سكب الحرف ، ودقة العبارة .
رائعة كما اعتدنا منك، وممتع السير برفقة آفاق ابداعك .


الساعة الآن 49 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية