منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=338)
-   -   هل نحن أمة تقرأ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=10521)

ناهد شما 15 / 05 / 2009 20 : 05 AM

هل نحن أمة تقرأ
 
هل نحن أمة تقرأ ؟

( رأي شخصي ) نحن أمة أمية لا تقرأ رغم أن كتابها المقدس اسمه القرآن وأول أمر صدر للرسول صلى الله عليه وسلم عبارة ( اقرأ باسم ربك الذي خلق .....)
فنجد الكثير يقرؤون من الصحيفة العناووين فقط وربما العيب في التربية فتعويد الطفل على القراءة يبدأ من البيت بوجود مكتبة شاملة منوعة والقدوة

الحسنة أيضاً ..

فموضوع التلقي موجود لأن الأهل في أغلب الأحيان يحددون الكتب لأولادهم بقراءتها لو تمت التربية بشكل تكوين عقلية ناقدة تختار ما تريد بتوجيه لتم

خلق جيل يقرأ

هناك تقارير للأمم المتحدة صنفت مواطني البرتغال كأقل سكان الدول الغربية مطالعة وقراءة . حيث يقرأ الفرد بالبرتغال ست ( 6 ) كتب في العام الواحد

بينما الدول العربية لم يتم تصنيفها ... لأن المواطن لا يقرأ حتى كتاب واحد في العام خارج دراسته ...

فما رأيكم هل نحن أمة تقرأ
منتظرة مشاركتكم




ميساء البشيتي 15 / 05 / 2009 36 : 08 PM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 
عزيزتي استاذة ناهد

اشكرك على الموضوع القيم وبارك الله فيك

عزيزتي

لو أردنا أن نجيب على السؤال هل نحن أمة تقرأ ؟

سيكون الجواب اما نعم او لا ولكن الأهم من نعم ولا هو التعليل

نحن لن أقول أمة لا تقرأ لان هذا يعني التعميم على الأمة جمعاء

ولكن يا عزيزتي دعينا نتكلم بأمر هذا الجيل الصاعد الذي سيكون هو النواة

للاجيال المستقبلية .. هو هو جيل يقرأ ؟

الاجابة طبعا لا

ونحن هل كنا جيل يقرأ ؟

الاجابة طبعا لا

انا مذ وعيت على هذه الدنيا وأنا أرى أن عملية القراءة عملية مستهجنة لدى كثير من الأسر

كانت الفكرة المأخوذة عن الشخص الذي يقرأ أنه شخص ينتحل فكر معين

أو ينتمي لحزب معين بالتالي عملية القراءة كانت تقتصر على فئة محدودة من البشر

او هي ما تعرف بشريحة المثقفين

في جيلنا لم تكن معدومة ولكنها لم تكن النسبة التي ترضي بحيث نعتبر أنفسنا أننا

أمة نقرأ .. أذكر أنني كنت أحمل معي كتاب في أثناء فترة العمل وبعد ان أنتهي من قرائته يتداوله

الزملاء واحدا إثر الآخر وحين كنت انتقل من عملي يترك الزملاء القراءة

الفكرة هي أن الأجواء لم تكن أجواء قراءة وأذكر أنني كنت أحفظ ابنتي وهي بالصف

الثاني أشعار محمود درويش وعندما تذهب لإلقاءها في المدرسة لم تكن تجد

ذلك الاهتمام من ادارة المدرسة .. وانني احاول مع ابنتي فرح ان تعرض كتاباتها على

معلمات مدرستها ولكن للأسف معلمات القسم العربي يقرأن فقط أما معلمة القسم

الانجليزي والتي هي من جنسية غير عربية فقد أولت اهتمام للفكرة وشجعتها

وعلقت لابنتيا كتاباتها ومن ثم فازت فرح بجائزة عن هذه الكتابات وعدا

عن ذلك عندما قامت باستعارة احد الكتب باللغة العربية من مكتبة المدرسة قامت

المسؤولة عن المكتبة بمنعها من الاستعارة فتدخلت معلمة القسم الانجليزي وقالت

فرح لا تسري عليها القوانين لأنها قارئة جيدة وتكتب بشكل جميل ومفيد

القصد من عرض هذه القصص هو أن القراءة يجب أن توجد في بيئة ومناخ يسمح بها

وهذه وظيفة ومسؤولية الاسرة والمدرسة والمجتمع والاعلام وللأسف هذه هي اسباب

عدم القراءة في مجتمعاتنا فنحن نسير هذه الاجيال نحو الأمية وذلك من خلال توجيهنا

لها بشكل مباشر او غير مباشر نحو اغراءات اخرى تلغي فكرها وعقلها وتذهب برشدها

والمدارس مغيبة بشكل واضح حيث اصبحت مهنة التعليم هي مهنة تلقين وبالكاد حتى

وانحسرت مهمة الاسرة في لقمة العيش والاعلام موجه لغايات محددة

بالتالي هذه اجيال تعاني من امية متجذرة يعني لها جذور راسخة في الجهل

بالتالي نحتاج الكثير لقطع جذورها من الجهل واعادتها الى درب القراءة

ارجو ان لا اكون اطلت عليك استاذة ناهد

وتقبلي فائق احترامي وتقديري

د. ناصر شافعي 16 / 05 / 2009 08 : 12 AM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 
الأستاذة القديرة ناهد شما :
بسم الله الرحمن الرحيم

ماشاء الله .. لديكِ قدرة جميلة علي تحفيز الأعضاء الأفاضل للمشاركة و النقاش .
وأسمحي لي بالمشاركات .. والإجابة على سؤالك الهام في ثلاثة محاور رئيسية :

المحور الأول :
هل الأمة العربية أمة لا تقرأ ؟

الإجابة بمنتهى الصراحة و الوضوح .. نعم .. والدليل على ذلك النسبة العالية من الأمية الثقافية بين أفراد الشعوب العربية .. أمية في كل مجالات المعرفة و الحياة و الدين والمعاملات ( للأسف الشديد شئ مؤسف و محزن للغاية !).

ولكننا لا نستطيع أن ندرك نسبة القُراء إلى التعداد السكاني العربي .. للأسباب التالية :

1. عدم إيماننا وعدم ثقتنا في أهمية و جدوى علم الإحصاء و التدوين والتسجيل والتوثيق في جميع مجالات حياتنا . لذلك فالتخطيط في أي مجال غير قائم على أسس علمية صحيحة .
2. ليس لدينا إحصاء حقيقي للتعداد السكاني .
3. ليس لدينا إحصاء صحيح و دقيق لأعداد الكتب و الصحف و المجلات و الجرائد , المطبوعة ثم المباعة ثم المقرؤة في العالم العربي !!!! (كارثة ) .
4. ليس لدينا نسبة حقيقية للأمية في بلادنا !! ( كارثة أخرى ) .. والاضحوكة الكبرى هى في مقولة : لقد إستطعنا القضاء على الأمية تماماً .

المحور الثاني :
هل كنا جيل يقرأ ؟

نعم كنا و مازلنا جيل يقرأ ..
منذ طفولتي و حتي الآن الكتاب هو صديقي و رفيق حياتي الأول .. معرض الكتاب الدولي في القاهرة هو عيد حقيقي لمعظم أبناء جيلنا .. سور الأزبكية ( بميدان الأوبرا بالقاهرة ) حيث كانت تباع الكتب القديمة هو مغارة على بابا , التي بها الكنوز و الجواهر الثمينة النادرة . أتذكر الحاج " توفيق " رحمه الله , الرجل الطيب , صاحب كشك لبيع الكتب القديمة ( مكتبة خشبية متواضعة ) , حيث كنت أشتري منه مالذ و طاب من الكتب المختلفة في شتى مجالات المعرفة , ويحضر لي مختاراته الخاصة من الكتب التي يعلم أنها تستهويني و يهمني إقتنائها .

سعادة غامرة و ثروة كبيرة أحملها عائداً إلى منزلي .. مجموعة كبيرة من الكتب يضمها و يحتضنها أربطة من الدوبار ( الخيط الغليظ الخشن ) , التي تترك آثارها على يدي و أصابعي لساعات طويلة .. وآثارها الجميلة على فكري و عقلي سنوات عديدة . أقضي بعدها ستة أيام ألتهم مجموعة الكتب القيمة , حتي يجئ موعد زيارتي الأسبوعية التالية لسور الأزبكية .

للأسف الشديد إختفى منذ سنوات قليلة سور الأزبكية .. و أصبح البحث عن أمهات الكتب و جواهرها من الصعوبة بمكان و زمان . وضاع الكتاب وسط ضجيج وزحام العاصمة و البحث عن لقمة العيش , وغذاء البطون , لا العقول !! . هل تصدقوني لو قلت لكم , أن كل كتاب في مكتبتي الذاخرة أعلم متى و أين وكيف إشتريته ؟

المحور الثالث :
هل جيل هذه الأيام يقرأ ؟

بالطبع لا ..
الأطفال ليس لديهم الجديد و الجميل من الكتب .. وليس لديها الحافز الحقيقي لزيادة المعرفة .
الشباب .. وجد الكثير من الملاهي التي تبعده عن الكتاب . . السينما .. الكوفي شوب .. نوادي البلياردو .. البلاي ستيشن .. الدردشة في النت .. تقليد سخيف ممسوخ لمنهج و طريقة الحياة الغربية . بالإضافة إلى غياب الكتاب و الجريدة الجذاب لفكرهم و تطلعاتهم و رغباتهم .
الرجل الناضج و المرأة و الكهل و الشيخ .. ضاعت لديه مصداقية مايكتب في الكتب و المجلات و الجرائد .. وأنشغل بالبحث عن مخرج ضيق ( بصيص أمل ) لمشاكله و مشاغله اليومية التي لا تنتهي .

لقد قال لي أحد الشباب مداعباً :
" الفائدة الوحيدة لكتاب اليوم أن تضعه تحت رجل المكتب لحفظ الإتزان ".

تحياتي وتقديري . د. ناصر شافعي

هيفاء شما 16 / 05 / 2009 40 : 03 AM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 
الأستاذة والأخت العزيزة ناهد

أبدعتي وأبدعتي وأبدعتي للمواضيع التي تثيرينها بين ليلة وضحاها

أشكرك جزيل الشكر

نحن أمة لا تقرأ ولكن ليست هذة المقوله تنطبق على الجميع ولكن أنا معك بما ذكرتيه

وربما هذا الجيل لا يقرأ كثيرا لوجود وسائل أخرى مثل التلفاز والفيديو والكمبيوتر

وأشياء كثيرة من التكنولوجيا فاستغنوا عن الكتاب

أما نحن

ننتظر معرض الكتاب كل عام بفارغ الصبر :nic60:
الذي يحصل كل عام بسوريا لا بد أن يكون لنا جولة به معك أستاذة ناهد كل سنة ونقتني كتب لقراءتها
بالاضافة الى زيارة مكاتب كبيرة بدمشق من فترة لفترة لاقتناء الكتب
ا

وأريد أن أذكرك بالمكتبه الخاصة بي كم مرة تم قراءة أي كتاب !! أذكر أننا قرأنا الكتاب الواحد عدة مرات المهم ما طرحتيه هنا عن القراءة حق معك وأنني أطرح عليك سؤال من السبب ياترى التكنولوجيا أم ألأسرة أم ألمجتمع
أبدعتي لكِ مني كل الإحترام


ناهد شما 16 / 05 / 2009 54 : 04 AM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 


co


الأستاذة العزيزة ميساء



شكراً لمرورك واهتمامك .. ربما لك الحق بأمور كثيرة بمداخلتك



لا أدري لماذا يهتم الأجانب أكثر من العرب بالقراءة وهذه النظرية صحيحة



قبل أن أطرح هذا الموضوع حاولت أن أجمع معلومات كثيرة من أقارب لي في دول أوروبية



وأنا بدوري لاحظت ذلك أثناء سفري إلى عدة دول غير عربية كم عندهم ولع بالقراءة .. عندما كنا نتنقل بالقطارات من مكان إلى آخر كنت أرى شغف الأجانب من سكان البلد أو السواح يشغلون ساعات السفر الطويلة بالقراءة تجدين منهم من يحمل كتاب ومنهم من يحمل صحيفة وأما عن العرب فما عليهم إلا الكلام والقصص التي يتحدثون بها وبأصوات عالية ومزعجة . ونرى الأجانب في كل مكان حتى عند انتظارهم في أي مؤسسة أو شركة يتصفحون الكتاب أو الصحيفة


بالنسبة للإبنة الحبيبة فرح ( حماها الله ) أشد يدي على يدك فلا تفرطي بإمكانياتها وحاولي جاهدة تنمية قدراتها وإظهارها للجميع , وحقاً انا أستغرب من المدرسة التي ترفض إعارة كتب للطالبات !!! ألا يوجد في كل مدرسة مكتبة وأمين مكتبة أوأمينة مكتبة مسؤولة عنها ؟؟؟ ما أهمية هذه المكتبة ؟؟ ألا يوجد بالمدارس كما في السعودية حصص مكتبية للطلاب أو الطالبات ؟؟ الا يوجد مسابقات بين الطالبات تقوم بها المعلمة أمينة المكتبة ؟؟؟ ألا يوجد سجل خاص عند أمينة المكتبة لإعارة الكتب للطالبات يتم فيه تاريخ الإعارة وتاريخ إعادة الكتاب ؟؟؟ لا أدري اسئلة كثيرة ما زلت أفكر بها ولكن يكفي ... وأنا أنصحك أختي أن تهتمي بهذه المشكلة وتحاولي الذهاب لإدارة المدرسة والتحقيق بالموضوع



دمت بخير


ميساء البشيتي 16 / 05 / 2009 23 : 12 PM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 
غاليتي استاذة ناهد

الله يسعد صباحك



بالنسبة للإبنة الحبيبة فرح ( حماها الله ) أشد يدي على يدك فلا تفرطي بإمكانياتها وحاولي جاهدة تنمية قدراتها وإظهارها للجميع , وحقاً انا أستغرب من المدرسة التي ترفض إعارة كتب للطالبات !!! ألا يوجد في كل مدرسة مكتبة وأمين مكتبة أوأمينة مكتبة مسؤولة عنها ؟؟؟ ما أهمية هذه المكتبة ؟؟ ألا يوجد بالمدارس كما في السعودية حصص مكتبية للطلاب أو الطالبات ؟؟ الا يوجد مسابقات بين الطالبات تقوم بها المعلمة أمينة المكتبة ؟؟؟ ألا يوجد سجل خاص عند أمينة المكتبة لإعارة الكتب للطالبات يتم فيه تاريخ الإعارة وتاريخ إعادة الكتاب ؟؟؟ لا أدري اسئلة كثيرة ما زلت أفكر بها ولكن يكفي ... وأنا أنصحك أختي أن تهتمي بهذه المشكلة وتحاولي الذهاب لإدارة المدرسة والتحقيق بالموضوع


عزيزتي ناهد

هذا الكلام موجود عندنا في البحرين وفرح بمدرسة عالمية

لكن في القسم البريطاني وهي عندها هوية مكتبة وتستعير بموجبها

لكن هي أرادت كتاب باللغة العربية من القسم العربي ويسمح لها بالقراءة فقط

ولكن تصادف وجود مربية الصف هناك فتدخلت لصالح فرح

لما كانت فرح بالقسم العربي كانت تستعير كتب باللغة العربية

أما الآن الاستعارة فقط للكتب اللأجنبية انكليزية وفرنسية

حبيبتي ناهد

الله يسعد لي صباحك واشتقت الك جدا جدا

وشكرا لأهتمامك بفرح ربي ما يحرمني منك

ناهد شما 17 / 05 / 2009 14 : 01 AM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 

الأستاذة الغالية ميساء
الله ينور عليكِ
ويحمي لك فرح
ويجعل أيامك وأيامها كلها فرح
:nic92:

ناهد شما 17 / 05 / 2009 53 : 01 AM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 

الدكتور الفاضل ناصر

عندما أنشر أي شيء في المنتدى أتوقع بل أتأكد بأني سأجدك تنور صفحتي برغم تقصيري معك

فلا تحرمني من مداخلاتك الرائعة والتي تزخرف صفحتي بنقش حرفك وتلبس السطور ثوباً رائعاً لقدومك .

أشكرك على الإسهاب في توضيح المحاور الثلاث وأنا اؤيد لك ذلك ولكن بالنسبة للمحور الثالث فربما لي رأي متواضع وهو:


المحور الثالث :
هل جيل هذه الأيام يقرأ ؟

بالطبع لا ..
الأطفال ليس لديهم الجديد و الجميل من الكتب .. وليس لديها الحافز الحقيقي لزيادة المعرفة .
الشباب .. وجد الكثير من الملاهي التي تبعده عن الكتاب . . السينما .. الكوفي شوب .. نوادي البلياردو .. البلاي ستيشن .. الدردشة في النت .. تقليد سخيف ممسوخ لمنهج و طريقة الحياة الغربية . بالإضافة إلى غياب الكتاب و الجريدة الجذاب لفكرهم و تطلعاتهم و رغباتهم
أستاذي الفاضل

لا نريد أن نظلم الكتّاب والمؤلفين ... هناك كم هائل من كتب الأطفال الملقاة في المكاتب وتُعَدْ من الكتب الهامة التي يحتاجها الطفل وما يوجد الآن لا يمكن أن نجده في الماضي البعيد ومع ذلك نعتبر أن الكتَّاب قصروا بحق الطفل وعالمه ,ولكن ممكن أن نقول : أين الأهل من ذلك ؟ أين التربية والتوجيه للطفل
كانت الأم في السابق لا ينام طفلها إلا وتقرأ له قصة من كتاب تحمله بيدها أو تحكي له القصة , أما الآن اكتفت أن تقول لطفلها شاهد رسوم متحركة واذهب للنوم , فلم يتعود هذا الطفل على حمل الكتاب بيده

أشكرك لمداخلتك القيمة

سلوى حماد 17 / 05 / 2009 30 : 12 PM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 
الأخت الغالية أستاذة ناهد شما حفظك الله،

موضوع غاية في الأهمية خاصة وإن الكتاب اصبح شيئ من الكماليات ،

كتبت موضوع في نفس السياق في منتدى الحوار بمنتدى حمامة بعنوان " هل مازلتم تقرأون؟"

وتسائلت في مستهل الموضوع "هل مازلتم تقرأون؟ وهل مازال للكتاب مكان في احدى اركان البيت؟"

من اجمل ساعات خصوصيتي عندما انفرد بكتاب في مكان هادئ يصاحبنا فنجان من القهوة على نغمات موسيقى هادئة كلاسيكية، ولأنني احب القراءة فإنني اتنازل احيانا عن هذا الجو الهادئ واحمل كتاب معي في تنقلاتي ، اقرأ اثناء سفري بالطائرة، اقرأ وانا على شاطئ البحر، اقرأ قبل ان اغمض عيني في رحلة سبات عميق، اقرأ في كل حالاتي النفسية ، وانا حزينة ، وانا فرحة ، وانا مريضة ، وانا بكامل صحتي، ببساطة القراءة عادة تلازمني منذ طفولتي. لقد قرأت في كل المواضيع.

كنت اتصفح احدى الكتب ووجدتني مأخوذة بكل ما جاء فيه لدرجة انني لم اعد اتواصل مع ما حولي ، وجدتني التهم المعلومة تلو الاخرى واصارع الوقت حتى اللهاث للوصول الى الصفحة الاخيرة ، شعور جميل هو الارتباط بالكتاب والنهم الى القراءة في وقت تكالبت فيه الفضائيات لتحتل الحيز الاكبر على الساحة وتقلل من قيمة الكتاب ، ولكن للكتاب رواده بالرغم من كل المحاولات الاعلامية الحديثة لتهميش دور الكتاب في الثقافة الجماهيرية التى باتت على المحك بعد ان سلبت الفضائيات عقول الكثيرين بثقافة هز الوسط والإسقاطات الجنسية المثيرة التى سكنت ابجدية هذا العصر.

من الاشياء التى لفتت نظري في دول الغرب هي انغماس الناس في القراءة ، فتراهم يحملون كتبهم في تجوالهم ، ينهمكون في القراءة في اي فرصة ، فهم يقرأون في المترو ، وفي المقاهي ، وفي اي ركن يتيح لهم فترة خلوة مع كتاب كما انهم يخصصون من الميزانية مبلغاً معيناً لشراء كل ما ينشر من كتب.

بينما عندنا بالوطن العربي ، فهناك عداء مستحكم بيننا وبين الكتاب بالرغم من اننا أمة إقرأ. وبإستطلاع بسيط في فئة الشباب عن اخر كتاب قرأوه ستلاحظوا بأنه كتاب مدرسي أجبروا على قراءته لدخول الامتحان فقط. واذا بحثنا في منازلنا سنجد بأن المكتبات قد اختفت وحل محلها جدارية سيريالية لا معنى لها او قطعة من الاثاث التى تثقل كاهل المكان لعدم فائدتها والحاجة لها ، فقط تم وضعها للمظهرية.

لو قرأنا سيرة العلماء والشعراء ، لوجدنا ان الكتاب كان يعني لهم الكثير وكان يصاحبهم حتى الرمق الاخير، دعوني اورد بعض الامثلة:

لقد توفي مسلم صاحب الصحيح وكتابه بيده


ومات الجاحظ تحت حفنة من كتبه

وقال ابن الجوزي بأنه قرأ عشرين الف مجلداً في شبابه

وقال المتنبي عن الكتاب: وخير جليس في الزمان كتاب

وقال الروائي الروسي الشهير تولستوي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن


فلقد بجل الشعراء الكتاب وصدق الشاعر حين قال:

نعم المؤانس والجليس كتـــــاب ***تخلو به إن خانك الأصحاب
لا مفشيـــــاً ســراً ولا متكـــــدراً ***وتفاد منه حكمة وصـواب
لنـا جلسـاء ما نمـل حديـثهـــــم ***ألـباء مأمومون غيباً ومشهداً
يفيدوننا من علمهم علم مامضى***وعقلاً وتأديباً ورأياً مســدداً
فلا فتنــة تخشى ولاسوء عشــرة***ولا نتقي منهم لساناً ولا يـداً
فإن قلـت أمــوات فمــا أنت كـــاذب***وإن قلت أحياء فلست مفنـداً

كما قال الأمير بن صمادح:

وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ
فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ
ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!
فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ.

للأمانة الأدبية الموضوع موجود على هذا الرابط
http://www.hamama.ca/vb1/showthread.php?t=8262


أستاذة ناهد أشكرك على فتح هذا الموضوع المهم والذي يجب ان يؤرقنا جميعاً ، علينا ان نسعى لتحفيز الأجيال الجديدة على القراءة وان نعمل على إعادة المكانة للكتاب بعد ان خطفت الشبكة العنكبوتية منه الأضواء.

مودتي وصادق تقديري،

سلوى حمّاد

د. ناصر شافعي 17 / 05 / 2009 47 : 12 PM

رد: هل نحن أمة تقرأ
 
"أستاذي الفاضل
لا نريد أن نظلم الكتّاب والمؤلفين ... هناك كم هائل من كتب الأطفال الملقاة في المكاتب وتُعَدْ من الكتب الهامة التي يحتاجها الطفل وما يوجد الآن لا يمكن أن نجده في الماضي البعيد ومع ذلك نعتبر أن الكتَّاب قصروا بحق الطفل وعالمه ,ولكن ممكن أن نقول : أين الأهل من ذلك ؟ أين التربية والتوجيه للطفل
كانت الأم في السابق لا ينام طفلها إلا وتقرأ له قصة من كتاب تحمله بيدها أو تحكي له القصة , أما الآن اكتفت أن تقول لطفلها شاهد رسوم متحركة واذهب للنوم , فلم يتعود هذا الطفل على حمل الكتاب بيده " ناهد شما .إقتباس .

الأستاذة القديرة ناهد شما :

أشكرك على ردك الجميل .. ومناقشاتك الغنية الثرية بالأفكار و الآراء .

أولاً : إسمحي لي بالاتفاق الكامل و الشامل مع سيادتكم في غياب دور الأسرة التحفيزي و التشجيعي للطفل على القراءة , والإحتفاظ بالكتاب و إحترامه , و أهمية وجود مكتبة خاصة بالطفل في غرفته أو كجزء من مكتبة المنزل . أيضا , غياب دور المدرسة والمجتمع و الإعلام المحفز و المشجع للقراءة . كم جريدة يومية في العالم العربي تصدر ملحقاً خاصاً بالطفل ؟

ثانياً : هيا نختلف !! ..
هناك تقصير كبير وشديد في نوعية كتاب الطفل و محتواه الأدبي و العلمي .. مازال الكُتاب يهتمون بتوجيه النصح و الإرشاد عن طريق قصص ساذجة , لا تتناسب مع طفل اليوم . أين كتب و قصص الخيال العلمي ؟ , أين الكتب المحفزة على التفكير ؟ .. أين الكتب التي تساعد الطفل على التفاعل و المشاركات ؟ .. أين المسابقات الثقافية (و الجوائز العلنية) التي تناسب أعمار الأطفال المختلفة , وتتناسب مع عقليتهم و فكرهم الجديد المتطور ؟

تحياتي و تقديري .. و تمنياتي بالصحة و السعادة .


الساعة الآن 05 : 09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية