![]() |
رسالة إلى دون جـوان
[frame="13 98"]
تمضي الأيام ياعزيزي دون جوان، تتبدل الخلايا وتتجدَّد والذاكرة تأبى التنازل عنك. وحدك استطعت أن تحتل مكانا خالدا بيسر ولين و موسيقى. جلست أمامي وكنت غارقة في حزني حتى الصمامين وما سألتني ماسبب إكتئا بي ودموعي، فضلت أن تشعل ابتسامتك وحضورك وروحك لي فقط. كأديب قدير يغوص في إلياذة هوميروس و كفنان عظيم يفسر تفاصيل بريمافيرا بوتشيلي مضيت تقرأ ملامحي وتتحدث عن عيوني وعن شفاهي وعن صوت أنفاسي وماعلمت قبلها أن بين دقات قلبي رحلة حياة قد يصلي رجل من أجل استمرارها وأن أي ردة فعل مني إرادية أو لا إرادية يمكن أن تصير فراشة تطير إلى إنسان يفك شفرة ألوانها ويصف جمالها لي. كنت أظنني أبتعد عن الإتيكيت كثيرا حين أجعل حبات البسكوت تغوص في شايي قبل تناولها إلى أن أخبرتني بأن من يبتكرون فنون وقواعد الإتيكيت تهزم نظرياتهم وأقاويلهم حلاوة إمرأة تزوِجُ الشاي بالبسكوت. وطلبت أن تنزل ملعقتك الصغيرة في كوبي لالتقاط الفتات كباحث عن الماس في بركة إفريقية. لم يغب عن إنتباهك أي شيء، حتى الزهرة المطرزة على منديلي لامستها عيونك، نوعها، فصيلتها، شكلها فتحت بهم الباب لتحدثني عن زهور تتفتح مع إشراقة الصباح ودفأ الشمس وتنغلق مع حلول الظلام وعن زهور تنبت في أعالي الربى كالعذارى اللواتي يخشين الأيادي وعن زهور عاشقة للمساء لا تطلق عنان شذاها إلاَّ بحلوله. لم يسمح لي تجوالي في كلامك حينها بأن أتوقف لأسألك كيف تعلم كل ذلك ولما جالست نفسي بعدها و حاولت صياغة إجابة وجدتني مجددا أتوه في نسق حدائق غناء لاتحد . "مذهلة" كلمة لا تزال تقال لي حين أصنع مفاجأة لايتوقعها من حولي و"لطيـفة" مفردة تتردد في ساعات غيابي وتصلني كخبر يورده الراوي لكن "متعة وترف" صفتان لم تخترعهما إلا أنت لي. كل أحزاني غادرتني كسرب نوارس بعد لقائك وقَبِلْتُ أن أكون النورسة الوحيدة التي ترفرف أمامك. كالبحر أخرجت لي مرجانا وسمكا و صدفا، كالبحر رششتني بالرذاذ و استعرضت عليَّ لِياقة أمواجك، ارتفع صوتك وانخفض وظلت زرقتك تطمئنني وتوحي بابتعاد الخوف و العاصفة. عزيزي دون جوان تخيل أنني من يومها بقيت نورسة تمد جناحيها لتحلق إلى ذكراك ساعة الحزن وأنني أجدك دوما بداخلي تؤلف لحنا لإمرأة تزوج الشاي بالبسكوت و القبلة بالإبتسامة. Nassira [/frame] |
رد: رسالة إلى دون جـوان
"كالبحر أخرجت لي مرجانا وسمكا و صدفا، كالبحر رششتني بالرذاذ و استعرضت عليَّ لِياقة أمواجك، ارتفع صوتك وانخفض وظلت زرقتك تطمئنني وتوحي بابتعاد الخوف و العاصفة. عزيزي دون جوان تخيل أنني من يومها بقيت نورسة تمد جناحيها لتحلق إلى ذكراك ساعة الحزن وأنني أجدك دوما بداخلي تؤلف لحنا لإمرأة تزوج الشاي بالبسكوت و القبلة بالإبتسامة " غاليتي الرقيقة نصيرة هكذا يكون الحب وهكذا يكون الإبداع انا أكتفي بنصف الرسالة لأنني الملهمة دمت ودام إبداعك وتالقك يا سنونو |
رد: رسالة إلى دون جـوان
الأستاذة العزيزة ميساء,
يسعدني مرورك و يسرني أن تقرئي لي ماينال استحسانك. لك مني أجمل التحيات و الأمنيات |
رد: رسالة إلى دون جـوان
عزيزي دون جوان تخيل أنني من يومها بقيت نورسة تمد جناحيها لتحلق إلى ذكراك ساعة الحزن وأنني أجدك دوما بداخلي تؤلف لحنا لإمرأة تزوج الشاي بالبسكوت و القبلة بالإبتسامة.
ربما أجد هذا المفتاح مهما لهذا النصّ، المرأة الشاعرية المتأملة تزاوج الشاي والبسكويت وقبلة الحبيب وابتسامة تجعل من الدنيا كتابا مفتوحاً. دون جوان وبالرغم من شبقه وعدم قدرته البقاء مع امرأة واحدة، يمثل ذات الوقت مثالاً للرجل الباحث دوماً عن المرأة الرمز، المرأة المثلى القادرة على بسط أنوثتها في كلّ مكان. هذه المرأة موجودة، قد يلتقيها دون جوان على حافة الطريق، قد يتعثر بها في مقهى أو دار سينما أو مسرح أو أوبرا أو حفلة عرس. وأحيانا كما الوضع لدى دون جوان تبقى هذه المرأة مجرد حلم، أمنية حقيقة مغيبة، أضاف عليها جمالاً وعبقا نصّك المميز هذا محبتي |
رد: رسالة إلى دون جـوان
قرأت مداخلتك أستاذ خيري فتساءلت أتراها المرأة لا تبحث عن دون جوان يجد فيها كل ما يبحث عنه و ينتبه لكل تفاصيل أنوثتها و عالمها و أحلامها, يمضي رحالة في دنياها دون ملل..
أو ليس ذلك الرجل الرقيق الحساس المتأمل لها أيضا لا يكون غالبا إلا حلما و أمنية لأن مساحة الأنا تطغى على مساحة الآخر حين يخفت صوت الحب.. على كل حال فتعليقك ملهم و قراءتك أسعدتني. تقبل تحيتي مغموسة بأماني الجميلة كالبسكوت في كوب شاي حلو. |
رد: رسالة إلى دون جـوان
متكئ دوما على سطور التردد أكابر في عناد ريق إمرأة تفوح من أنفاسها رائحة الحناء... مكابر بعكس عيون تطاردني بغفوة المساءات و المساءات المتعبة، كي أسرق من جيدها حكاية بمثل ليلى و كليوبترا.. مجنون كالمطر اتسلل بين الخصلات كي أهديها إنعتاقا و دفئا آخيرا ... و أرسم سطو القلوب لوحة - عفوا ألف لوحة لإمرأة قد تكون و لا تكون- و ترشقني التي بتنهيدتها وشاح و تدسني التي كان أن كانت أنا.. عفوا سيدتي فأنا لم تلدني الأرحام دون جوان يبعثر الحب و اللاحب كي يجد تنهيدة إنما أنا الحالم المسكين برقصة طاهرة على مساحات سجادة أبي و عمي و خالي و جدتي كم نتمنى ان نتابع مواضيعك الرائعة في المواعيد اللاحقة -جمال سبع- |
رد: رسالة إلى دون جـوان
ألف لوحة لإمرأة قد تكون و لا تكون ,فعلا هي كثيرة الوجوه واللوحات و دون جوان لازال البعض متضاربين في كونه حقيقة أم أسطورة لكن قد يكون منه ماهو موجود ومرغوب فيه وماهو مرفوض ومنبوذ ..الأجمل أن يكون كل امرء نفسه لأن ذلك أحسن مايتقنه فانعم أخي جمال برقصتك الطاهرة ولحظاتك الحالمة ..
وأتمنى أن تجد في نور الأدب دوما ماينال رضاك و إعجابك. تحيتي و تقديري |
رد: رسالة إلى دون جـوان
مذهلة - لطيفة - متعة وترف أنا برأي هذه هي حياة الدنجوان المتقلب المزاج هي المتعة والترف .. كلام و صفات يرددها دائماً لكل من يمر بطريقه لكن بالواقع صاحبة هذا القلم مذهلة ولطيفة وفيها كل صفات الطيبة "مذهلة" كلمة لا تزال تقال لي حين أصنع مفاجأة لايتوقعها من حولي و"لطيـفة" مفردة تتردد في ساعات غيابي وتصلني كخبر يورده الراوي لكن "متعة وترف" صفتان لم تخترعهما إلا أنت لي فهو أمهر من المهرة لأنه يجيد بمهارة تمثيل الحب ولكنه بالواقع فاشل في إقامة أي علاقة حميمية وحقيقية لكن الأنثى البريئة تصدقه لأنها أنثى وبطبيعتها تحب الرجل الذي يمتدحها .. فبعض النساء يستهويها من يكذب عليها من الرجال فالدنجوان هو حقيقة أستاذة نصيرة وليس أسطورة فالمجتمع مليء بمن يحمل صفة الدنجوان وأقصى عذابه أن يكون حبيس لامرأة واحدة في بيت واحد نفخر بهذا القلم المتألق بيننا ونطمع بالمزيد دمت بخير |
رد: رسالة إلى دون جـوان
يسعدني مرورك أستاذة ناهد و تعبيرك عن نظرتك للأمور تحتاج المرأة ربما أحيانا لبعض مجاملات و مغازلات دون جوان لكنها ترفض أن تكتشف الكذب و أن تكون ضحية السراب و الوهم..
تحيتي و تقديري لك |
رد: رسالة إلى دون جـوان
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px ridge skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
تمضي الأيام ياعزيزي دون جوان، تتبدل الخلايا وتتجدَّد والذاكرة تأبى التنازل عنك. وحدك استطعت أن تحتل مكانا خالدا بيسر ولين و موسيقى. جلست أمامي وكنت غارقة في حزني حتى الصمامين وما سألتني ماسبب إكتئابي ودموعي، فضلت أن تشعل ابتسامتك وحضورك وروحك لي فقط. كأديب قدير يغوص في إلياذة هوميروس و كفنان عظيم يفسر تفاصيل بريمافيرا بوتشيلي مضيت تقرأ ملامحي وتتحدث عن عيوني وعن شفاهي وعن صوت أنفاسي وماعلمت قبلها أن بين دقات قلبي رحلة حياة قد يصلي رجل من أجل استمرارها وأن أي ردة فعل مني إرادية أو لا إرادية يمكن أن تصير فراشة تطير إلى إنسان يفك شفرة ألوانها ويصف جمالها لي. كنت أظنني أبتعد عن الإتيكيت كثيرا حين أجعل حبات البسكوت تغوص في شايي قبل تناولها إلى أن أخبرتني بأن من يبتكرون فنون وقواعد الإتيكيت تهزم نظرياتهم وأقاويلهم حلاوة إمرأة تزوِجُ الشاي بالبسكوت. وطلبت أن تنزل ملعقتك الصغيرة في كوبي لالتقاط الفتات كباحث عن الماس في بركة إفريقية. لم يغب عن إنتباهك أي شيء، حتى الزهرة المطرزة على منديلي لامستها عيونك، نوعها، فصيلتها، شكلها فتحت بهم الباب لتحدثني عن زهور تتفتح مع إشراقة الصباح ودفء الشمس وتنغلق مع حلول الظلام وعن زهور تنبت في أعالي الربى كالعذارى اللواتي يخشين الأيادي وعن زهور عاشقة للمساء لا تطلق عنان شذاها إلاَّ بحلوله. لم يسمح لي تجوالي في كلامك حينها بأن أتوقف لأسألك كيف تعلم كل ذلك ولما جالست نفسي بعدها و حاولت صياغة إجابة وجدتني مجددا أتوه في نسق حدائق غناء لاتحد . "مذهلة" كلمة لا تزال تقال لي حين أصنع مفاجأة لايتوقعها من حولي و"لطيـفة" مفردة تتردد في ساعات غيابي وتصلني كخبر يورده الراوي لكن "متعة وترف" صفتان لم تخترعهما إلا أنت لي. كل أحزاني غادرتني كسرب نوارس بعد لقائك وقَبِلْتُ أن أكون النورسة الوحيدة التي ترفرف أمامك. كالبحر أخرجت لي مرجانا وسمكا و صدفا، كالبحر رششتني بالرذاذ و استعرضت عليَّ لِياقة أمواجك، ارتفع صوتك وانخفض وظلت زرقتك تطمئنني وتوحي بابتعاد الخوف و العاصفة. عزيزي دون جوان تخيل أنني من يومها بقيت نورسة تمد جناحيها لتحلق إلى ذكراك ساعة الحزن وأنني أجدك دوما بداخلي تؤلف لحنا لإمرأة تزوج الشاي بالبسكوت و القبلة بالإبتسامة. Nassira [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] ملاحظة :أعدت نشر الرسالة لأنها لم تعد تظهر باللون الأبيض. |
الساعة الآن 51 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية