![]() |
رجل المناسبات
مستوحاة من الأدب الكردي في عينيه تحدّق، مباشرة دون مواربة، كانت تقرأ لمحات الحزن والقلق الرجوليّ المميّز. كانت تودّ أن تسأله بملء صوتها: لماذا تتجاهلني؟ ألا ترى اللمعة في عينيّ؟ يحدث هذا كلما أدركت بأنّك تقبع أمامي بكلّ حزنك القائم، يا رجل المناسبات، يا حبيبي الطاغي. أوجّه الحديث إليك أنت، لا تُشح بوجهك جانباً، أراك شامخاً وعينيك الرماديتين تنادي الأنوثة الكامنة في أحشائي، يا أنت يا رجل المناسبات، أيّها القادم من بحار الشوق، وقهر الشرق الملوّح بأشعة الشمس المتوسطية الحارقة. أتعبني حضورك، أتعبني هجرك، أتعبني الركض ما بين روحك وجسدك المنهك، يا رجل المناسبات، يا أنت! امتدت يده نحو علبة السجائر، أخرج اللفافة وأخذ يبلّها بريقه، ليس شفتي بل فلتر السيجارة لثمه وبلّه برحيق الرجولة ثانية. رجل المناسبات كان على وشك إشعال سيجارته، عندها بحثت بجوانحي عن النار، عن قدّاحة، عن علبة الكبريت، عن جمرة تشتعل في المنجل. كنت أريد أن أستبق اللحظة، كيف أحمل الجمرة ويده تكاد تطفئ النار المتأججة في قلبي، أضعت الملقط في حمّى الصراع الذي أجّج مشاعري، وعيناه العسليتان لا تدركان كيف يمكن أن تطفئ نار الجمرة حريقي الجوّاني، انتظر يا غبيّ، يا رجل المناسبات، أنا قادمة .. أنا قادمة. أمسكت بالجمرة بين أصابعي وقدمتها أضحية لسيجارته، قدمت له وردتي، وكان هو ينظر مندهشاً إلى كتلة اللحم التي انسلخت من بين أصابعي، رائحة الشواء ملأت المكان، وكان رجل المناسبات يحدّق بأصابعي، ذاك الغبي! ليست أصابع يدي تلك التي احترقت، ولكن روحي تفحمّت أمام جفاء عينيك العسلية. وما زال سؤالي قائما يا رجل المناسبات، أما زلت ترغب بإشعال سيجارة أخرى؟ |
رد: رجل المناسبات
" ليست أصابع يدي تلك التي احترقت، ولكن روحي تفحمّت أمام جفاء عينيك العسلية. وما زال سؤالي قائما يا رجل المناسبات، أما زلت ترغب بإشعال سيجارة أخرى؟ " أخشى أن يوافق ! بالتأكيد أنها قصة رائعة ومميزة ولا يُمل من قرائتها أبحث دائما عن قلمك استاذي خيري حين ارغب بالقراءة والاستمتاع شكرا لك ودمت بألف خير :nic35: |
رد: رجل المناسبات
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/28.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
أخي المبدع خيري ألا ما أصعب الحب من طرف واحد ، و على الأخص إذا كان من طرف الأنثى ، فإن حياءها يمنعها من الإقدام على خطوةالإعتراف .. اللغة بليغة و المحسنات البديعية موفقة و النص في مجله أكثر من رائع دمت متألقا نزار [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: رجل المناسبات
حقا .. إن احتراق القلب ينسي كل الآلام الجسدية حتة ولو كان منبعها الاحتراق نفسه . دائما تحيلني قصصك أخي خيري إلى مواقف مشابهة , وهنا أتذكر المحاورة الممتعة بين قيس وليلي في مسرحية أحمد شوقي التي غناها محمد عبد الوهاب و أسمهان .. في لقطة معبرة تمتد يد قيس إلى الجمرة الملتهبة دون أن يحس بها .
رجل المناسبات .. هي مناسبة أخرى لكي نفتطف من نصوصك أشهاها و أمتعها . دمت مبدعا |
رد: رجل المناسبات
الأستاذ الفاضل خيري / حفظك الله أنت يا رجل المناسبات لماذا تتجاهلني؟ ألا ترى اللمعة في عينيّ؟ طل علينا في فنجان قهوة فنحن في أشد الحاجة لنرتشف سوياً هذا الفنجان مع الأحبة الذين ينتظرون قدومك فهل تقبل دعوتي :nic33: أيّها القادم من بحار الشوق، وقهر الشرق الملوّح بأشعة الشمس المتوسطية الحارقة. أتعبني حضورك، أتعبني هجرك، أتعبني الركض ما بين روحك وجسدك المنهك، يا رجل المناسبات، يا أنت! حقاً معاناة صعبة لو كان الحب من طرف واحد , هذه المعاناة لا يشعر بها إلا صاحبها حقاً استمتعت بقراءة هذه اللوحة الفنية بما فيها من مأساة ومعاناة دمت بخير |
الساعة الآن 25 : 05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية