![]() |
بين حمى البحر ونافذة الندى
لكِ أن تمُدّي إصبَعيْكِ إشارةً للنصرِ
فوقَ ضريحهِ يكفيهِ أو يكفيكِ أنّهُ فيكِ حَيٌّ رغمَ أنفِ الموتِ لا ريحٌ ستأخذهُ لغربةِ روحهِ في طينِ آدَمَ كانَ يبحَثُ عنكِ في مرآةِ نفسِهِ لمْ يُصدِّق ظاهِرً المرآةِ فالمرآةُ أكذَبُ من سرابِ يقينهِ الدمَويِّ في صحراءِ هاجَرَ يومَ أن وَلدتهُ في كوفيّةٍ من روحها ورياحِها نذرتهُ للرؤيا فعذّبَهُ اليقينُ لكِ أن تَمُدِّي إصبَعَيكِ إلى السماءِ منارةً تهذي بحُمّى البحرِ في غَبَشِ المدى لا شيءَ في بالِ النوارسِ غير ذاكرةِ النّدى فافتَحْ لها يا بَحرُ بابَ السرِّ كي تأوي إليكَ وتطمَئِنَّ على مَهاجِعِها التي انتظرتْ هُناكَ فكادَ يقتُلُها ويَقتُلُنا ويقتُلُكَ الحَنينُ لكِ أنْ تمُدّي إصبَعَيكِ إشارةً للنصرِ فوقَ ضَريحِهِ فالموتُ أَصغَرُ منْ شهادَتِهِ التي ارتَفَعَتْ كمئذنةِ القيامةِ في صلاةِ الفجرِ مُدّي إصبَعَيكِ إلى جَبينِ الشمسِ ينكَسِف الجَبينُ !! هِيَ حِكمَةُ الموتِ القديمَةُ إنّما يَستيقظ الشهداءُ مثلَ شقائقِ النعمانِ عندَ الفجرِ يغتَسِلونَ بالدَمِ ِ في مَخاضِ الأرضِ مُدّي إصبَعَيكِ كبَرقَتينِ وطَلقَتيْنِ لَسَوفَ ينفَطر الجَنينُ.. لَكِ أنْ تَمُدّي إصبَعَيكِ إشارةً للنصرِ فالأقمارُ ترصُدُ موتَنا في كُلِّ زاويَةٍ وتحتَرفُ الإثارَةَ في رِهانِ الدّمِّ لا تُخْفي دُموعَكِ إنّها مَطَرُ الحقيقةِ في ضَبابِ الموتِ يندى الصخرُ تحتَ رَذاذِهِ الصيْفيّ إنْ سضقَطَ الرذاذُ يَئِنُّ تحتَ لهيبِهِ وَيَلينُ أيّ حقيفةٍ أجلى منَ الدمعِ المُقدَّسِ في مَرايا العَينِ ظلُّ الوَحيِ مرتبِكٌ على عَينيكِ كَمْ وَحيٍ سَتذبحهُ بخِنجَرها العيونُ ؟! لكِ أنْ تَمُدّي إصبَعَيْكِ إشارَةً للنصرِ فوقَ ضريحِهِ يكفيهِ أنَّكِ فبهِ أو يكفيكِ أنّهُ فيكِ رغمَ الموتِ لا ريحٌ ستأخذُهُ بعيدا عنْ هواجِسِ قلبِهِ المحمومِ في أفُقٍ رمى للبحرِ نافِذةَ الندى مت أضيَقَ الأُفُقَ الذي لا يفتحُ الشبّاكَ للرؤيا لكيْ تَلِدَ المَدى ! هُوَ في يَدَيْكِ الآنَ حَيٌّ في ثِيابِ النومِ مَنْ وَهَبَ الزنابِقَ لونَ هذا الدضمّ ؟ منْ رَفَعَ المَسيحَ على صليبِ الوهمِ ؟ ايّ قيامةٍ وَهَبَت يَدَيْكِ حجارَةَ السجّيلِ ؟ مُدّي إصبَعَيكِ إذَنْ لِتنتَصِرَ السُنونو !! |
رد: بين حمى البحر ونافذة الندى
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]هِيَ حِكمَةُ الموتِ القديمَةُ
إنّما يَستيقظ الشهداءُ مثلَ شقائقِ النعمانِ عندَ الفجرِ يغتَسِلونَ بالدَمِ ِ في مَخاضِ الأرضِ ********************* تعابير مدهشة وانتقال لغوي عسير على التخمين من سطر لسطر. أبدعت أستاذ سليمان. تقديري وتحيتي.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: بين حمى البحر ونافذة الندى
أخي سليمان.. مرحبا بك شاعرا وأخا عزيزا بيننا..ننتظر هطول إبداعك..مودتي..
أثبتها احتفاء بعودتك بيننا.. في: 2012/12/16 |
رد: بين حمى البحر ونافذة الندى
قصيدة رائعة
تنقلت في ثناياها بين تراكيبها الإبداعية وأحاسيسها القوية وعمقها الفكري شكرا لك أستاذ سليمان |
الساعة الآن 05 : 05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية