![]() |
ترنيمة فلسطينية
[align=justify]
لا تدخلوا قلبي،فقد صار الشوق شجرا ، وصارت الدروب بوصلة ، وصارت الدقات نشيدا طويلا لا يعرف الانقطاع .. كم من العمر مضى ؟؟.. كم من العمر تبقى ؟؟.. وكم علينا أن نقطع من مسافات كي نصل إلى هناك ؟؟.. كلّ الأسئلة تقود إلى طريق لا تجد فيه غير صورة فلسطين منتظرة أهلها ، مسكونة بحنينهم لها وحنينها لهم .. فهل هو الحبّ أم الشوق أم ناي الوجد الذي لا ينام ؟؟.. يصعب أحيانا أن نتداخل مع حالتنا كفلسطينيين ، كما يصعب أن نصف أبعاد الهوى الذي نحس به كونه يحمل خصوصية التجربة التي امتدت على مدار سنوات طالت حتى صار الواحد منا يحلم بتلك اللحظة التي يطوي فيها القامة والعمر وسنوات الانتظار ليقبل تراب فلسطين الغالي .. يحلم بتلك اللحظة التي يحول فيها العالم كله إلى صورة تتوقف في سكون أخاذ عند التقاء الوجوه بالوجوه فوق أرض فلسطين ... يحلم بأن تكون العودة أقرب من حبل الوريد حتى تورق سنوات العمر اخضرارا من جديد .. إنها فلسطين ، فلسطين التي نحبّ ونعشق ونريد ونحمل ونتطلع إليها في الحلّ والترحال ..فلسطين التي تشكل ملامحنا فلا تظهر صورنا في المرايا إلا مسكونة بحبها ، مشغولة بالشوق إليها ، رائعة في الذهاب فيها حتى ارتفاع النبض ترنيمة حب لا تهدأ .. كنا صغارا يوم قالوا لنا عن بلد في الذاكرة والشريان .. كنا صغارا يوم رووا لنا كلّ شيء عن تلك الحبيبة التي سكنت في القلوب وكانت إرث حب وحق للأجيال القادمة على دروب العمر..علمونا أنّ فلسطين لغتنا ووجهنا ووجهتنا وأنها البلد الذي لا يمكن للحياة أن تحلو دونه ، لأن الحياة خارج فلسطين حياة انتظار وترقب وقلق ، فلا ساعة تمر إلا وتكون دقائقها مسكونة بالحديث عن العودة والرجوع إلى الديار والتعلق بالبيت الذي لا نعرف الاستقرار بعيدا عنه .. هكذا علمونا ، فحفظنا الدرس جيدا وحولناه مع الأيام إلى كريات دم تجري في العروق لتكون الحياة ومعناها ..لذلك ترى اللاجئ كأنه على أهبة السفر في كل أيامه ، فهو التصق بتوقيت واحد ساعته التي تدور عقاربها شوقا وحبا ونبضا مصنوعة من الحب الفلسطينيّ .. كم راهنوا على الحب الفلسطيني وخسروا الرهان ..تحدثوا عن النسيان مع دوران الأيام ، فما نسينا .. تحدثوا عن الابتعاد عن ذكر فلسطين حين يذهب جيل ويأتي جيل آخر ، فما ابتعدنا بل اقتربنا أكثر وأكثر .. تحدثوا عن أنّ استقرار الفلسطينيّ في هذا البلد أو ذاك سينسيه فلسطين ويبعده عن ترداد اسمها ، فكنا في تناقض مع الاستقرار بل كنا مصرين على أننا لن نعرف الاستقرار الحقيقي إلا في فلسطين مهما جرى ، وأنّ الأيام التي تطول بعيدا عن فلسطين تبقى جرسا يقرع في الرؤوس بأن لا مكان لنا يمكن أن نفهمه ويفهمنا غير فلسطين التي سكنت فينا فكانت البداية والنهاية .. هو الحب الذي يصعب تفسيره وتحليله وإعادته إلى المفردات الأولى .. الحب الذي يصعب أن نشرح أبعاده لأي كان ، لأنه حب جاء على شكل وقياس كل فلسطينيّ ، فصار حبا فلسطينيا تقرأه في الفلسطينيّ وتعرف أبعاده في نظراته ولفتاته وحركاته .. هو حب خرج عن نطاق الحصر أو التعريف لأنه حب شعب لأرض حرم منها سنوات طويلة ، وبيت أبعد عنه ، وحارة ما عاد يراها ، ورصيف شارع ما عاد يمشيه ، وهواء صادروه فما عاد يتنفسه ..حب الفلسطيني ترنيمة حب ووجد وشوق وعشق وكلمات سطرها القلب بخفقه فصارت دقات لا تعرف غير فلسطين .. [/align] |
رد: ترنيمة فلسطينية
صدقت أستاذي صدقت
إنها ترنيمة لا يعرفها إلا الفلسطيني الذي ذاق مرارة التجربة ولا يفهمها إلا من ذاق مرارة الغربة وضاقت عليه المنافي بما رحبت كلمات دخلت القلب بصدقها وروعتها ووصفها الدقيق لترنيمة الشوق الفلسطيني لفلسطين الحبيبة |
رد: ترنيمة فلسطينية
آآآآه يا شاعرنا الغالي آآآآه يا شاعرنا الحاضر الغائب كم تحدثت بما يسكن في قلب وعقل كل فلسطيني أُبعد عن فلسطينه قسراً وكلمات هذه الترنيمة الفلسطينية الصادقة هي ما يترنم بها كل فلسطيني, رحمك الله أيها الفلسطيني الصادق , ورحم الله روحك التي لا أشك أنها تحلق الآن فوق حيفا بل فوق كل فلسطين الحبيبة . |
رد: ترنيمة فلسطينية
ترنيمة فلسطينية ....
ينفع عنوان لملحمة فلسطينية....... ربما للاسباب الاتية ان الاستاذ ..طلعت... لم يولد فى فلسطين ولم ينشا بها وعاش ومات بعيدا عنها ثم يسمع من اهله عنها فى صغره علمونا ان فلسطين لغتنا ووجهنا ووجهتنا وان الحياة لا تحلو بدونها هكذا علمونا فحفظنا الدرس جيدا...وحولناه الى دم يجرى فى العروق.. ثم يتقمص هذا الحب وهذا المعنى فيغلق قلبه عن ما سواه...لدرجة ان دقات قلبه صارت نشيدا طويلا وصار حالة من الحب هى فلسطين ....وصار حالة من الحلم ..هى الوصول لفلسطين وتقبيل ترااب فلسطين واذدادت هذه الحالة الى درجة انه اذا نظرفى المراة لايرى وجهه وانما يرى وجه فلسطين... هذه الدرجه الهائلة من الحب .. لم يبلغها الا بالشعور بالدرجة الهائلة نفسها من الحرمان من هذا الحب وان هذا الحرمان قاسى وفى منتهى الظلم... الا انه وكما هى عادته ..من وجهة نظرى انه لا يفقد ابدا وعيه فى اشد الحالات الرومانسية وكذلك لا يفقد امله فى اشد الحالات قسوة ....فتراه يقول ان الحياة خارج فلسطين حياة انتظار ولا ساعة تمر الابالحديث عن العودة............لا مكان سمكن ان نفهمه ويفهمنا الا فلسطين لا شك انه وعى الدرس جيدا واداة كما يجب وكما كان ينتظر منه فقد صار حبه نرنيمه تدقها دقات قلبه دقات لا تعرف الا فلسطين..... والسؤال كيف نعلم الاجيال الجديدة هذا الحب الذى تعلمه طلعت ... ...كيف نعلمهم مايجب عليهم ويتقنوه بذات الدرجه من الحب ان نجحنا فى ذلك كان الامر سهلا فى التحدث عن العودة حنى ولو كان قسرا واشكركم .محمد جادالله محمد |
رد: ترنيمة فلسطينية
هذا بهاؤك يفرش القلوب جلالا واعتبارا
وهذي كلماتك زاد وعكاز طريق على مسارات الكفاح من قال إنك ميت فقد كذب كأني بك تطل ضاحكا من نافذة البوح كأني بك تشير إلى وجه القمر وترشدنا نحن التائهين |
الساعة الآن 21 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية