![]() |
الخبر السيء...!!
الخبر السيء...!
بعد ان نجح موسى بإخراج شعبه من مصر، وشق البحر بضربة عصا، انطلق يدبُّ في الصحراء ساحباً وراءه 600 ألف عائلة كانت تعاني من العبودية في مصر الفرعونية، أي ما يقارب، أو يزيد... عن ثلاثة ملايين شخص يدبّون في صحراء ممتدة طولاً وعرضاً، ولا يمكن تمييز اتجاهٍ محددٍ بما كان يملكه الإنسان في ذلك الوقت، ويبدو ان الله كان غاضباً على شعبه أيضا، الذي أنقذه من فرعون والعبودية في مصر، الا انه فسق وابتعد عن تعاليم أبيه، فتركه يتيه أربعين عاماً عقاباً على انحرافه... وقد أفشل الله موسى وكبار القوم في معرفة الطريق، وغرق الشعب في الرمال المتحركة، يذهب في اتجاهات عدة، ويعيد الكرة ليجد نفسه يدور في حلقة مفرغة، وبدأ التذمر والشكوى وتحميل موسى المسؤولية عن العذاب الذي تجاوز عذاب العبودية في مصر الفرعونية. كانوا يلومون موسى على إخراجهم من عبودية فرعون الى الضياع في رمال سيناء الحارقة، بلا مياه وبلا طعام وبلا مشاغل تنتج الملابس ومزارع تنبت القمح والخضار ومراعٍ تنتج الحليب واللحوم والأجبان.. ومع ذلك فالربّ لم يكن غافلاً عن شدة عقابه، ولكن طرق الربّ غير مدركة للبشر، وكما نقول في مثلنا الشعبي، يضرب بيد، ويلقى باليد الأخرى، فأرسل في ساعات الشدة المنّ والسلوى، وأرشد موسى لآبار المياه. ولكن لأمر عظيم غير مدرك للبشر، لم يتسرّع في ارشاده إلى طريق الخروج من سيناء الى الأرض الموعودة.. كانت له حكمته، وخططه، فاستمر الضياع في الصحراء جيلاً وراء جيل... حتى صار الرضّع رجالاً لا يعرفون من أرض الله الواسعة إلا رمال الصحراء.. وبمحاذاة جبل سيناء، وبعد دعاء وابتهال من موسى وكبار القوم، أبرقت السماء، وضوء عظيم جعل القوم يغلقون عيونهم اتقاءً لقوة إشعاعه، وأوحى الرب لموسى أن يصعد الى قمة جبل سيناء، ليسهل الحديث معه بدون ضجيج التائهين والغاضبين وقادة الأحزاب التي بدأت تنتظم وتضع المطالب وتنظم التمرّدات وتضاعف الصعوبات أمام موسى الذي أُوكلت له القيادة من السماء، اذ لا يمكن التداول في القضايا الحارقة عن أوضاع التائهين في الصحراء أمامهم مباشرة، فالحديث عن إصلاح حالهم قبل الدخول الى ارض الميعاد يحتاج الى خلوة، والا.. لا أرض ولا ما يحزنون، يظلون في سيناء طعاماً للرمال. فلبّى موسى الدعوة وصعد متّكئاً على عصاه لمقابلة الرب.. وعلى قمة الجبل لم يتأخر الرب.. ولم يعط لموسى حتى فرصة للراحة والتقاط أنفاسه، بادره فوراً بمجموعة من القيود التي لا بد ان يفرضها على شعبه اذا أراد هذا الشعب ان يحافظ على مكانته عند الرب. كان جلُّ الحديث عن إجراءات ربانية لا تقبل النقاش.. وقد أعطي موسى نسخة تشمل الإجراءات والقيود التي يجب اتباعها. عندما بدأ موسى يقرأ تفاصيل الإجراءات والقيود، اهتز جسده بشدة وانهار على الأرض، وفوراً تحرك الإسعاف الرّباني في عملية إنعاش سريعة، لتحسين وضعه ليواصل مهمته. قال موسى: - المغفرة ثم المغفرة.. أنا أعرف شعبي – شعبك، وخبرتهم في الضياع الذي ألقيته علينا.. كان عقاباً لن يمحى من الذاكرة.. سنحفظه إلى أبد الآبدين، ونجعل له أسبوعاً من كل سنة، لا نقرب الخمائر من مأكلنا، ولكن رجائي أن تخفف عنهم لتسهل لي قيادتهم في هذه الظروف غير الإنسانية من الضياع الطويل، فأنت القدير في كل حين على فرض عقابك وإعطاء صفحك.. أما هذه القيود التي تقترحها فهي أصعب من الضياع في سيناء.. وانا أقترح، بإصرار لمصلحة الجميع، تخفيضها وتسميتها وصايا، على أن لا تتعدى الخمس وصايا، ليتصرف شعبك حسب نصوصها. ولكن لا بد من تقليل القيود... إن كثرتها مدعاة للتمرّد والعقوق، ونحن ننشد الإصلاح والتقويم.. الرب أصر في البداية ان تكون التقييدات أكثر شدة وأوسع نطاقاً. هذه هي طرق الرب التي لا يدركها البشر، ولم يعترض على اقتراح تسميتها وصايا. ولكن خمسا أقل من القليل. موسى كرّر رجاءه الحار مستجديا الله ان تخفض القيود، لأن كثرتها يجعلها عديمة الفائدة، وصعبة على الحفظ، وتغري بالتمرد والابتعاد والعقوق... وبالتالي سيخسر الله شعبه.. وأرفق موسى رجاءه بنوبة بكاء اهتز لها جسده.. فاستعد الإسعاف لجولة إنعاش جديدة.. ولكن مشيئة الله كانت ان يجعل موسى يواصل القيادة حتى أبواب كنعان. كانت المفاوضات صعبة جداً واستغرقت اليوم بكاملة ولم يكن من وسطاء لتليين موقف أحد الجانبين. ولكن خبرة موسى العظيمة في التفاوض مع فرعون نفعته في هذا المأزق.. وقد أصر موسى بشكل جعل الملاك المناوب يتساءل كيف اختار الرب موسى موفداً لشعبه، وهو يتجرأ على مناقشة الرب والإصرار على موقفه؟ ولكن الرب أخرسه برمشة عين رهيبة.. فالتزم الصمت النهائي.. وبعد ان كاد النهار يمضي وموسى لا يكفّ عن الإصرار والتوسل والبكاء، وتسوء حالته.. ثم تتحسن، وقد اضطر الإسعاف السماوي للتدخل مرتين، استمر رجاء موسى وإصراره حتى استجاب الرب لطلباته مشترطاً عليه إن تكون فترة تجريبية، وأن الوصايا لن تكون أقل من عشر وصايا لا مساومة حولها. ونزلت حكمته بأن يستجيب لنبي شعبه ليرفع مقامه ومنزلته بين شعبه... وهكذا نزل موسى من الجبل وهو يحتضن لوحين من الحجر عرفا فيما بعد باسم الوصايا العشر. كانت الجماهير محتشدة تنتظر على أحر من الجمر لتسمع ما أنجزه لها موسى. بل وبدأت بعض المراهنات بين بعض الحشود. واختلفت الأسباط قبل ان تسمع نتائج الاتفاق.. كان قادة شعب الله بأحزابهم وفرقهم المختلفة يلغطون وكلهم متخوفون من ان يقيد الله شعبهم بما لا طاقة لهم به.. فما اعتادوه، خاصة في ضياعهم الطويل في الصحراء، ليس من السهل تغييره.. وما اعوجّ في سيرتهم لن يصلح إلا مع جيل قادم اذا هم وصلوا الأرض الموعودة. كان موسى ينزل على مهله ، بطيء الحركة نظرا لجيله ووعورة الطريق الجبلية ، وارهاقه الواضح من المفاوضات الصعبة ، وما اعتراه من انهيار جسدي كاد يودي بحياته عدة مرات ، لولا الاسعاف الرباني السريع ومشيئة الله في علاه ، وأيضا من حمله الثقيل ، اذ كان يحتضن الألواح الحجرية الثقيله ، ويرفض ان يعطيها لأحد كي يحملها ويريحه من ثقلها. عندما وصل الى حيث يحتشد شعبه ، اعتلى تلة رملية صغيرة ، وقال بلا مقدمات : - يا ابناء الله ، مباركون انتم باسم الرب الى يوم القيامة .. بعد مفاوضات طويلة توصلت الى أفضل ما يمكن من أجلكم . لم يكن الوصول الى اتفاق سهلا.. ولذلك أقول لكم اني جئتكم بخبرين ، اولهما خبر جيد والثاني خبر سيئ. اما الخبر الجيد فهو اني استطعت ان ألغي الكثير من القيود ، وأن أنزل الوصايا من عشرات كثيرة إلى عشر وصايا فقط ...اما الخبر السيئ وهنا صمت موسى وأجال نظره بالجمهور شاعرا بتوتره الكبير.. ثم قال : - الخبر السيء هو ان وصايا الرب ما زالت تشمل منع الفسق . نبيل عودة- كاتب وناقد واعلامي – الناصرة |
رد: الخبر السيء...!!
الأخ الكريم نبيل ..
غالبا ما تحمل قصصك الجرأة في طرح بعض القضايا سواء ما تعلق منها بالجانب الأخلاقي وما يتضمنه من إيحاءات تنقلب في كثير من الأحيان إلى إثارة مباشرة أو ما لامس بعض المقدسات .. هنا في هذه القصة ، ألمس تعاملا قد يبدو للكثيرين جريئا مع شخصية كشخصية الرسول الكريم موسى ، ومع خالق الكون سبحانه ..بحيث كان الكلام عن الخالق و رسوله تطبعه بعض الندية .. محتوى القصة و دلالاتها كما فهمتها شخصيا تنحو نحو فضح هذا الشعب الذي لا يستطيع التنازل عما اعتاد عليه ، حتى ولو كان ذلك على حساب حريته .. فالفسق و الذل متأصلان فيه .. أخي أستاذ نبيل .. أحس بأغلبية نصوصك مستفزة .. وأقصد بالاستفزاز هنا الإغراء بنقاش واسع و ثري . دمت بكل الود . |
رد: الخبر السيء...!!
استاذ رشيد تحياتي
شكرا على ملاحظاتك . اولا الأدب بكل أشكالة والوانه وأجناسه هو شكل من أشكال الوعي الانساني . ثانيا نحن نكتب ليس للتسلية رغم ان الفن القصصي بدون اثارة دهشة القارئ يفقد خاصيته ويفقد صفته كأدب. هذه القصة ترددت في نشرها خوفا من فهم ديني خاطئ ينزل علي غضب اوساط تعتقد ان الدين طابو مسجل على اسمها وان استعمال الرموز الدينية في الثقافة غير مشروع. حقا كتبت القصة بدون التعريفات الدينية ، بقصد .. اولا لأني أكتب قصة متخيلة وليس نصا معتمدا كمرجع تاريخي او ديني. ثانيا لأبتعد عن التشابه بين القصة الدينية وبين الحدث القصصي . ثالثا اعتمدت أكثر قصة التوراة التي تعتبر جزءا من ديانتي المسيحية .. أخذت فكرة ال 600 الف عائلة وقدرت ان كل عائلة بالمتوسط بين 4 و 5 انفار ووصلت الى 3 مليون انسان لأظهر أمرا غير عقلاني في النص التوراتي .. كيف يمكن الحياة ل 3 مليون شخص لمدة اربعين سنة تائهين في الرمال... بالطبع توجد أجوبة جاهزة لدى بعض "العباقرة" !!! قضية الفسق ؟ القصد ليس اهانة شعب كامل ... لأن الفسق له أشكال مختلفة ... والفسق الاسرائيلي السائد اليوم هو الفسق السياسي او الدعارة السياسية وقد عبرت عنها في الفترة اخيرة يسلسلة مقالا عنيفة ضد الفاشيين من سوائب المستوطنين والوزراء العنصريين من فصيلة ليبرمان .. هذا هو الفسق الذي يرتكب رغم تحريم الوصايا العشر له . ان اعتبار العربي مواطن غير متساوي الحقوق وملزم صباحا مساء ان يؤكد للعنصريين اخلاصه للدولة وسياستها العنصرية المعادية للشعب الفلسطيني وسياسة التمييز والاضطهاد القومي هو فسق أكثر خطورة من الفسق الأخلاقي والجنسي !! من هنا استوحيت فكرة القصة . |
رد: الخبر السيء...!!
الف تحية لقلمك الجميل ايها الزميل نبيل عودة
لفت انتباهي التعليق الجميل الذي كتبته للأخ الكريم الكاتب رشيد الميموني الف بارك الله بك فيما كتبت والى ما هدفت وقصدت فأنت من اهل الخير الحمد لله رب العالمين " استاذ رشيد تحياتي شكرا على ملاحظاتك . اولا الأدب بكل أشكالة والوانه وأجناسه هو شكل من أشكال الوعي الانساني . ثانيا نحن نكتب ليس للتسلية رغم ان الفن القصصي بدون اثارة دهشة القارئ يفقد خاصيته ويفقد صفته كأدب. هذه القصة ترددت في نشرها خوفا من فهم ديني خاطئ ينزل علي غضب اوساط تعتقد ان الدين طابو مسجل على اسمها وان استعمال الرموز الدينية في الثقافة غير مشروع. حقا كتبت القصة بدون التعريفات الدينية ، بقصد .. اولا لأني أكتب قصة متخيلة وليس نصا معتمدا كمرجع تاريخي او ديني. ثانيا لأبتعد عن التشابه بين القصة الدينية وبين الحدث القصصي" . تهنئتي لك مجددا بروعة ما كتبت صديقة سعيدة بك سلام الحاج |
رد: الخبر السيء...!!
الأستاذ نبيل عودة :
برجاء قراءة مقالي " الكاتب و الأديب .. وأدب النص و الحديث " على الرايط التالي : http://www.nooreladab.com/vb/showthr...5422#post45422 |
رد: الخبر السيء...!!
د. ناصر شافعي
قرأت مقالك واقول اني أبصم بالعشرة أصابع على المقطع الأول ... ولكن استاذي يجب ان نكون حذرين في فهم الاستدلال بالقصص الدينية لايصال معنى فكري ، سياسي أخلاقي او ثقافي. الدين ليس طابوا لأحد ولا يحق لأحد ان يدعي ان تفسيره هو الصحيح والأخرسين على ضلال.. فقط الذات الألهية تحسم .. المطلوب منا ان نكون أخلاقيين ومستقيمين في تصرفاتنا وملتزمين بمصالح مجتمعنا وشعوبنا ورقينا الاحضاري. بالطبع نرفض توجيه الاهانة للعقائد الدينية وللذات الالهية ... ولكن فرض ارهاب فكري تحت ستار حماية الدين هو تجاوز للدين أيضا. لك رأيك ولي رأي حتى كشخصين مؤمنين . من يقرر الصواب من الخطأ ؟ لا انا ولا أنت . ولا أعظم شيوخ الافتاء... |
رد: الخبر السيء...!!
أديبنا الكبير : نبيل عودة
حقا , لا أحد يملك تقرير الخطإ من الصواب , ولا حتى شيوخ الإفتاء كما تفضلت . لكن لا أحد يجرؤ على تجاوز الخطوط الوهمية إلا إذا امتلك من سلاح الإيمان ما يصد به عن نفسه . قرأت بتمعن كبير ما كتبه الدكتور القدير , ناصر شافعي على الرابط المشار إليه أعلاه , وأنا أتفق مع سيادته تماما حول مضمون موضوعه الرائع . لذلك سيدي لا يسعني كرجل شعر و أدب إلا إن أبارك جرأتك واستفزازك الجميل لمكامن الجروح فينا , ولكنني أيضا لا يسعني كخطيب جمعة ومهتم بالشأن الديني إلا أن أعلن خوفي عليك , وليس خوفي منك طبعا . مع خالص التحية و التقدير . |
رد: الخبر السيء...!!
اقتباس:
الأستاذ نبيل عودة : إسمح لي بالرد على تعليق سيادتكم : 1.تقول " يجب ان نكون حذرين في فهم الاستدلال بالقصص الدينية لايصال معنى فكري ، سياسي أخلاقي او ثقافي." .. وأقول : أنا لست ضد الإستدلال بالقصص الدينية .. لكن ماكتبت سيادتكم هو خيال قصصي ديني ليس له من الواقع أي أسانيد .. وقد يعتقد القارئ غير الواعي دينياً أنها حقائق و أحداث و مفاوضات فعليه .. وهذا مرفوض دينياً .. ويكفينا السرد القصصي الرائع المُفصل لقصة سيدنا موسى في القرأن الكريم . 2.تقول : "المطلوب منا ان نكون أخلاقيين ومستقيمين في تصرفاتنا وملتزمين بمصالح مجتمعنا وشعوبنا ورقينا الحضاري" .. وأقول : و المطلوب منا أن نكون أخلاقيين و مستقيمين في أقوالنا قبل تصرفاتنا .. خاصة في تصور حوار خيالي لنبي الله موسى رضى الله عنه و مفاوضاته المزعومة مع الله !! 3.تقول : "فرض ارهاب فكري تحت ستار حماية الدين هو تجاوز للدين أيضا. " .. و أقول : ليس هناك أي نوع من الإرهاب الفكري أو الديني أوالعقائدي .. ولكنه رفض للتجاوز اللفظي و القصصي الذي يدعي التفاوض و الندية الكلامية و الفعلية مع الذات الإلهية . 4.تقول : " لك رأيك ولي رأي حتى كشخصين مؤمنين . من يقرر الصواب من الخطأ ؟ لا انا ولا أنت . ولاأعظم شيوخ الافتاء... وأقول : الإيمان و ما في سريرة الإنسان لا يعلمه سوى الله وحده .. ولكن الخطأ بيّن , والصواب بيّن .. ومن الخطأ كل الخطأ تصور وتخيل قصص دينية ربانية كأنها حدث فعلي . مثلاً ، هل يجوز أن أتخيل و أكتب عن حدث و حوار تخيلي بين الله عز وجل و بين المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ؟ .. بالطبع لا .. علينا الإعتراف بالخطأ أفضل من التمادي فيه . د. ناصر شافعي |
رد: الخبر السيء...!!
[align=right]
[mark=#ffff00]الاستاذ حسن الحاجبي والدكتور ناصر شافعي[/mark] شكرا لكما على هذا الطرح العقلاني المتنور الذي بات عملة صعبة في أوطاننا مع الأسف الشديد . بالطبع اتحايد دائما الخوض بالنقاش الديني ، لعدم وجود عقول مستعدة لفهم الفرق النوعي بين الحوار الذي يهدف تخليص الدين مما ترسب فيه من ميول وعقائد شعبية ، وهذه ليست مشكلة الدين الاسلامي فقط ، بل هي قائمة في المسيحية أيضا وفي اليهودية بشكل واسع. الفرق ان الحوار في اطار المسيحية ميسر وفي اليهودية ميسر وفي الاسلام هناك من يظنون انهم ينطقون بالحق لوحدهم والويل لمن يعارض الرأي بالرأي حتى في اطار المعلوم من الدين . وفي عصر الانترنت والاعلام الألكتروني هناك تسيب رهيب في اطلاق الفتاوي الغريبة أحيانا ، ويؤسفني ان أقول ان بعضها تحول الى مقاطع مصورة تظهرنا بمستوى غير لائق ومضحك . وسؤالي ، أين رجال الفكر الاسلامي لمواجهة هذه الظاهرة ، انقاذا لمجتمعاتنا اولا .. وانقاذا للأجيال الناشئة من التثقيف السلبي ؟! حول القصة أو النصوص القصصية عامة لا أرى أي تطاول على الفكر الديني والايمان الديني في استعمال قصص دينية قرآنية ويهودية ومسيحية في خلق عمل أدبي قصصي او شعري .. طبعا بالالتزام بحدود اخلاقية لا تطعن في جوهر الايمان والعقائد الدينية. وسيكون مأساويا اذا لم يميز القارئ العربي بين العمل الابداعي ومتطلباته التي حدودها السماء ، وبين النص الديني ... لا يمكن فرض حواجز على الفكر. وأن لا ننسى ان الدين نفسه هو فكر وفلسفة ووعي ومعرفة وعلم لفهم العالم وتفسيره وتطويره وتحسينه وليس الصلاة والصوم فقط والحفاظ على الجمود والتقوقع والعداء لكل مختلف ولكل رأي لا يقبل رأيي او يناقضه ، وأحيانا فرض الالتزام بصياغات أضحى ضررها واضحا وملموسا . شخصيا اتحايد الخوض بهذا النقاش نحو العمق لعدم وجود مساحة وعي كافية في مجتمعاتنا ، كما هو الحال في مجتمعات تجاوزت الطابو على الفكر والتفكير بكل أشكاله وامتداداته. من هنا كان ترددي في نشر القصة باسمي ونشرها باسم مستعار ... تلاشيا " لوجع الرأس " ... نفس الأمر مع قصة " رجل الأعمال الصالحة " الشديدة العنف في انتقاد افكار مترسبة من القرون الوسطى المسيحية. وقد تفاجأت ان كاهنا وافقني بحماس على نشرها ... مع ذلك المثقف يفقد شرعيته اذا لم يندمج موضوعيا مع مجتمعه وقضاياه .. والا يبقى مقطوعا عن الواقع ، مقيدا بالخوف .. واعظا وليس ناقدا ، ولا أظن ان "ثقافتنا" تفتقد لمن يعرفون ، دون وجل وتردد ، ما هي البداية وما هي النهاية ويحدثونك عنها وكأنها صفحة مفتوحة أمامهم لا يحسن فك رموزها الا "عباقرة" مثلهم !! [gdwl]وكل عام وانتم جميعا بخير وصحة جيدة وابداعات متواصلة...[/gdwl] [/align] |
رد: الخبر السيء...!!
القاص والأديب نبيل عودة
لن أتدخل بموضوع النقاش بينك وبين السادة الأفاضل أنا لدي إذا سمحت لي تحفظ على عدد الذين خرجوا مع موسى عليه السلام ثلاثة ملايين؟! لو كانوا في ذلك الزمن ثلاثة ملايين لكانوا قد أصبحوا الآن مليار ما نعرفه أنهم كانوا ثلاثمئة تقبل شديد تقديري |
الساعة الآن 42 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية