منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   هل كان حباً؟؟! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=12478)

هلا عكاري 28 / 09 / 2009 46 : 09 AM

هل كان حباً؟؟!
 
عادت اليها ذكرى بعيدة جعلتها تبتسم ..
تذكرت حينما اعترت وجهها ابتسامة الغرور وهي تراه يحوم حولها، يقترب منها ويتحدث في اي شيء ليلفت نظرها، كانت تعرف كم هو معجب بنفسه، وكم هو مستعصٍ على الفتيات. انها تعرف انه فخور بنفسه ووسامته وثقافته وشبابه، وتعرف كيف يتهامس حوله الناس.. ولذلك ابتسمت غرورا حينها. فهي لم تفعل شيئا للفت انتباهه، بل لم تحلم بذلك يوما. ولكن هذا اليأس جعلها تزهد فيه، وربما هذا الزهد هو ما جعله ينجذب اليها بهذا الشكل الواضح !
هذا ما فسرت به اهتمامه بها .. وارتاحت حينها الى ذلك التفسير..
ومع ذلك ظلت زاهدة فيه، لانها لم تتوقع ان يتطور يوما انجذابه هذا الى اهتمام حقيقي.. او.. ربما حب..!.. لا.. انها لم ترد ان تفكر في ذلك.. كانت متأكدة انه سينساها بمجرد ان تنتهي تلك الاجازة التي جمعت كل اطراف العائلة الكبيرة في احد المصائف الشهيرة..
تذكر عندما قامت من جلسة السمر واعتذرت من الجميع بأنها مرهقة وتريد النوم.. مع انها كانت مستمتعة لابعد حد بأحاديثهم ورواياتهم.. فلطالما كانت هذه العائلة المتفرقة في جميع انحاء العالم تجدد روح التقارب والمرح في لقاءاتها الصيفية التي تأتي بشكل عفوي بلا تخطيط او اتفاق، فيتهاتفون ويتنادون حالما يصلون الى دمشق، ويتفقون على قضاء الاجازة معا كبارا وصغارا..
تبعها بعينيه بشكل لفت نظر البعض، ثم لم يتمالك نفسه وهو يراها تبتعد فقال لها: ابقي قليلا.. فلم يأت دوري بعد ولم اسرد لكم قصتي العجيبة مع فرقة السكوربيونز في لندن..! وضحك وقد احمر وجهه ..
لقد شعرت بكبريائه يسيل ارضا وهو يقول كلماته هذه في محاولة يائسة لابقائها.. فنظرت في عينيه وقد تعلقتا بملامح وجهها في استعطاف ..
ابتسمت له ثم قالت: اسمعها لاحقا.. وانصرفت.. ولم تتجرأ ان تلتفت بعدها لترى وجهه بعد هذه الصفعة القوية..
تجنبها بقية الاجازة.. وقلل من كلامه معها.. ولكنها كانت تشعر بعينيه تلاحقانها اينما ذهبت، وبآذانه تصيخ سمعا لأي شيء تقوله مهما كان سخيفا..
لاتذكر ماالذي حصل الا انها لم تره بعدها لمدة طويلة..
تذكر عندما أشاحت بوجهها متهربة من عيني امها حينما قالت لها: سمعت ان فلانا يبحث عن عروس! فرفعت كتفها في لامبالاة وحاولت اصطناع الفكاهة فقالت.. سيجد.. سيجد عروسا، لاتشغلوا بالكم كثيرا.. عين الله عليه ما ناقصه شيء.. ووضعت رأسها في كتابها وقلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة خفقانه..
تمددت على السرير وهي تسترجع كل هذه الذكريات، وتبتسم وكأنها تسافر في عالم آخر.. تبتسم لايام الشباب، والحرية، والحب..!
الحب؟؟ - قفز السؤال في وجدانها -
هل كان حبا؟!!
صحيح انها كتبت عنه كثيرا في دفاترها، وفي هوامش الكتب.. فهل معنى هذا انه كان حبا؟!
وصحيح ان لسانها انعقد عندما صادفته في مدينتها قبيل سفرها فلم تستطع ان تقول جملة مفيدة واحدة وهي تتلعثم في الكلمات.. كان بريق عينيه يتراقص بفرح عجيب عندما شاهدها.. ولا تنكر ان ذلك اللقاء اسعدها جدا..!
فهل كان حبا؟!
ضاقت اتساعة ابتسامتها عندما تذكرت انها رأته في منامها بعد سنوات في غربتها وقد جاء اليها معترفا بحبه ورغبته في الزواج منها.. لقد كان قطعة من الجنة ذلك الحلم السعيد.. الغريب في الامر انها عندما رأت ذلك الحلم كانت ليلتها قد صلت صلاة الاستخارة في امر زواجها من شاب تقدم لخطبتها.. فكان ذلك الحلم سببا في رفضها الزواج من ذلك الشاب..ومن غيره.. وغيره..!
مرت سنوات وسنوات منذ ذلك الحين.. لماذا تعود هذه الذكرى بهذه القوة الآن..؟ وقد اخذت الان حياتها منحى يبعد كل البعد عنه.. !
عاد اليها السؤال.. هل كان حبا؟؟.........
خفق قلبها بشدة ولم ترد ان تسمع جوابا..
وتهدّجت انفاسها وسالت دمعة في غفلة منها .. ثم دمعة.. فدمعة..
ولم تصحُ الا وقد علا بكاء صغيرها، فهرعت اليه وهي تمسح دموعها، مصطنعة ابتسامة في وجه زوجها الذي كان ينظر اليها مندهشا..!!


هلا

د. ناصر شافعي 28 / 09 / 2009 55 : 11 AM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
الأستاذة الأديبة القديرة المتألقة هلا عكاري :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة بديعة .. كلماتها هادئة بسيطة تعبر عن مشاعر أنثوية مفعمة بالصدق و الشفافية .. بعيدة كل البعد عن التلميحات و الإيحاءات المصطنعة أو الزائفة ..
عنوان القصة "هل كان حباً؟؟! " ، والسرد القصصي الجميل يريد أن ينتزع من القارئ الإجابة التأكيدية بأنه كان حباً حقيقاً صادقاً .. أضاعه حياء المرأة أوكبريائها أو غرورها أو عدم ذكائها في إغتنام الفرصة للمصارحة بالحب و الإرتباط . هل لي أن أصنف هذه القصة " من الأدب الأنثوي " ؟ .. فإن صح وسُمح لي بهذا التصنيف فإسمحي لي أن أضعه في أعلى المراتب .

تحياتي وإعجابي بالنص الراقي الجميل .. وأدام الله عليك نعم رقة الإحساس والمشاعر و القدرة على التعبير عنها .

د. ناصر شافعي

نصيرة تختوخ 28 / 09 / 2009 29 : 03 PM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
العزيزة هلا ,
سرد سلس يسحبنا إلى آخر سطر لنستفيق على صوت الطفل الصغير ; هل كان حبا سؤال كأسئلة عدة يصعب التنبأ بإجابتها لأن الأحداث لم تتطور في الإتجاه الذي يجعل الحب يختبر أو يورق و يزهر.
تحياتي و تشجيعي لك

هلا عكاري 29 / 09 / 2009 04 : 11 AM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. ناصر شافعي (المشاركة 46359)
الأستاذة الأديبة القديرة المتألقة هلا عكاري :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة بديعة .. كلماتها هادئة بسيطة تعبر عن مشاعر أنثوية مفعمة بالصدق و الشفافية .. بعيدة كل البعد عن التلميحات و الإيحاءات المصطنعة أو الزائفة ..
عنوان القصة "هل كان حباً؟؟! " ، والسرد القصصي الجميل يريد أن ينتزع من القارئ الإجابة التأكيدية بأنه كان حباً حقيقاً صادقاً .. أضاعه حياء المرأة أوكبريائها أو غرورها أو عدم ذكائها في إغتنام الفرصة للمصارحة بالحب و الإرتباط . هل لي أن أصنف هذه القصة " من الأدب الأنثوي " ؟ .. فإن صح وسُمح لي بهذا التصنيف فإسمحي لي أن أضعه في أعلى المراتب .

تحياتي وإعجابي بالنص الراقي الجميل .. وأدام الله عليك نعم رقة الإحساس والمشاعر و القدرة على التعبير عنها .

د. ناصر شافعي


لكم يسعدني د.ناصر مرورك وقراءتك المتمعنة لهذا النص..
ولكم يرفع معنوياتي ويشجعني تعليقك ونقدك الجميل لقصتي..
اشكرك، واشكر ذوقك الرفيع على هذه الورود الندية..
تقبل مودتي وتقديري

هلا

رشيد الميموني 29 / 09 / 2009 43 : 01 PM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
هل كان حبا ..؟
سؤال تكرر في عدة مقاطع من القصة و كأننا أمام نص شعري ينتهي بلازمة .. ماذا يعني لي السؤال المتكرر و الملحاح ؟ وما تلاه من خفقان القلب و وتهدج النفس و ذرف للدموع رغم مرور السنوات الطوال :
خفق قلبها بشدة ولم ترد ان تسمع جوابا..
وتهدّجت انفاسها وسالت دمعة في غفلة منها .. ثم دمعة.. فدمعة..
كل هذا يدفعني للقول دون تردد أنه كان حبا .. ويبقى حبا .. و أنه مهما طال الزمن ، فإن أية فرصة للقاء ستجعل هذا الحب يزهر .
قصة رائعة أختي هلا .. و اسلوب شيق مع إيقاع أخذنا معه في غفوة لم نستيقظ معه إلا على .. بكاءالطفل ..
على فكرة جاء هذه البكاء متناسقا مع دموع الأم التي أرى فيها - أي الدموع - تعبيرا خفيا عن ندم دفين .. هل هي مصادفة ؟
دمت متألقة .

مرفت شكري 29 / 09 / 2009 08 : 11 PM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
الأستاذة و الأديبة هلا عكاري :
أحييك بشدة على هذا السرد القصصي الناعم الملئ بالمشاعر والأحاسيس الأنثويه الرقيقة الممتزجة بالخجل .. لقد تعايشنا مع الأحداث .. حتى تمنينا أن تنتهي بالزواج الفعلي .. ولكن لا تأتي الرياح دائماً بما تشتهي السفن .. في انتظار المزيد من ابدعاتك .. دمت متألقة .. تحياتي و تقديري

هلا عكاري 01 / 10 / 2009 12 : 11 AM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ (المشاركة 46378)
العزيزة هلا ,
سرد سلس يسحبنا إلى آخر سطر لنستفيق على صوت الطفل الصغير ; هل كان حبا سؤال كأسئلة عدة يصعب التنبأ بإجابتها لأن الأحداث لم تتطور في الإتجاه الذي يجعل الحب يختبر أو يورق و يزهر.
تحياتي و تشجيعي لك

أشكر مرورك وتوقفك لتصفح نصي استاذة نصيرة .. نعم، هو سؤال جوابه في علم الغيب.. وسبب الحاحه ان الاحداث لم تسمح -كما ذكرت- بأن يختبر معدن هذه العواطف.. لذلك الحيرة كبيرة والسؤال الطاغي الاكبر الذي سيبقى يؤرق هذه المتسائلة لسنين وسنين هو : ماذا لو؟!..

اشكرك سيدتي على تعقيبك ودمت بخير، ولا تحرميني من اطلاعك على نصوصي كلما سنحت لك الفرصة..
هلا

فاطمة يوسف عبد الرحيم 05 / 10 / 2009 30 : 11 AM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
عزيزتي الأستاذة المتألقة دوما هلا عكاري
قصة غاية في الرقة تهيم في لجة من المشاعر الصادقة .. نعم كان حباومليون بالمئة ومن أصدق أنواع الحب والرائع في القفلة أنك استيقظت من أحلام الحب الجميل إلى أسمى حب في الوجود هو حب الأمومة الذي لا يعلو عليه حب ،قد أكون تأخرت في التعليق لكني وصلت
فاطمة يوسف عبد الرحيم

هلا عكاري 12 / 10 / 2009 27 : 04 AM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 46447)
هل كان حبا ..؟
سؤال تكرر في عدة مقاطع من القصة و كأننا أمام نص شعري ينتهي بلازمة .. ماذا يعني لي السؤال المتكرر و الملحاح ؟ وما تلاه من خفقان القلب و وتهدج النفس و ذرف للدموع رغم مرور السنوات الطوال :
خفق قلبها بشدة ولم ترد ان تسمع جوابا..
وتهدّجت انفاسها وسالت دمعة في غفلة منها .. ثم دمعة.. فدمعة..
كل هذا يدفعني للقول دون تردد أنه كان حبا .. ويبقى حبا .. و أنه مهما طال الزمن ، فإن أية فرصة للقاء ستجعل هذا الحب يزهر .
قصة رائعة أختي هلا .. و اسلوب شيق مع إيقاع أخذنا معه في غفوة لم نستيقظ معه إلا على .. بكاءالطفل ..
على فكرة جاء هذه البكاء متناسقا مع دموع الأم التي أرى فيها - أي الدموع - تعبيرا خفيا عن ندم دفين .. هل هي مصادفة ؟
دمت متألقة .


اشكر لك مرورك وتوقفك هنا استاذ رشيد..
وكم يسعدني تمعنك في قصتي وتعليقك عليها..
نعم .. كان حبا.. ولكن الجواب جاء متأخرا من تلك التي تساءلت اخيرا..!
ارجو ان تحظى بقية كتاباتي بمرورك ايضا..
تقبل ودي وتقديري..

هلا

هلا عكاري 12 / 10 / 2009 32 : 04 AM

رد: هل كان حباً؟؟!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرفت شكري (المشاركة 46476)
الأستاذة و الأديبة هلا عكاري :
أحييك بشدة على هذا السرد القصصي الناعم الملئ بالمشاعر والأحاسيس الأنثويه الرقيقة الممتزجة بالخجل .. لقد تعايشنا مع الأحداث .. حتى تمنينا أن تنتهي بالزواج الفعلي .. ولكن لا تأتي الرياح دائماً بما تشتهي السفن .. في انتظار المزيد من ابدعاتك .. دمت متألقة .. تحياتي و تقديري

نعم سيدتي.. تجري الرياح بما لاتشتهي السفن احيانا.. ولعل في ذلك المزيد من خبرات الحياة، وعدم اضاعة الفرص هباء..
اشكر لك كلماتك الطيبة ورأيك في قصتي.. واراني اشعر بالرغبة بالمزيد من كتابة القصة بعد ما قرأته من تشجيعك وتشجيع الاخوة والاخوات الافاضل .. واتمنى معرفة رأيك في قصصي التالية ان شاء الله.ز
دمت متألقة سيدتي وتقبلي محبتي..

هلا


الساعة الآن 50 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية