منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصة قصيرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=377)
-   -   تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=12481)

لبنى ياسين 28 / 09 / 2009 56 : 11 AM

تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
تغيب ويظهر قمر
(متوالية قصصية مع " تجيء ويغضي القمر")
لبنى ياسين

محملة بأوجاعي ولذة الفوز، أعود معانقة مجموعتي الشعرية الأولى، أدور بها في فضاء غرفتي، وأرفعها عاليا لتراها جيدا، وتعلم أن كلماتها أورقت في شراييني وما كان لها أن تختفي دون أن تترك أثرا يراه كل من كان يعرفها ويعرفني.يدخل أبي غرفتي، يمسك المجموعة بين يديه، يرفعها..يتأمل الغلاف، يقلب الصفحة الأولى فتطالعه تلك الأبيات التي يعرفها جيدا:

لها وجه قمر...
ولي شعرها المنسدل...
وجمال قامتها...
لها ابتسامة قمر...
ولي دمعة...

تغوص دمعة دافئة في عينه اليمني برفضه للقائها بي، هو الذي كان يكفكف دمعة هاربة من عيني ويخبرني بأنه ليس من اللائق أن تعلم أن دمعة تحفر حرها على خدي هي من أجلها..بسببها كما ستعتقد.
يمضي بخطوات مترددة نحو غرفته، يغيب دقائق أعلم أن وراءها ما وراءها، ثم يظهر ثانية على باب غرفتي حاملاً في يديه دفتراً صغيراً، يتقدم نحوي وأدرك من حركاته أنه متردد بين إعطائي إياه وبين حجبه عني، ثم يمد يده به نحوي، فتمتد أصابعي تلقائياً لالتقاط دفتر بني قديم بليت بعض صفحاته وتآكلت أخرى تحت خطى زمن رفض أن يمر دون أن يترك توقيعاً يحمل آثار مروره، ينظر إليّ نظرة محملة بالحنان ويستدير مادّاً خطاه خارج غرفتي تاركاً إياي في صحبة دفتر اصفرت أوراقه إثر شيخوخة مبكرة باغتت صفحاته .
أفتح الدفتر بيد ترتجف وأخرى تضمه، أعرف فيه لوناً ألفت أن أرى أمي في أيامها الأخيرة تحمله، أدرك أنه لها..هو لها بالتأكيد..فلمن إذن؟ ولماذا يعطيني إياه أبي في هذا الوقت وبمثل هذا التردد إن لم يكن لها؟

اقرأ على صفحاته الأولى أنين المرض ورائحة الأدوية وألوان أوجاع ما برحت روحها، ألملم دموعاً تتساقط رغماً عني تروي حروفها، وأخشى على كلماتها-كل ما تبقى لي منها- من ملوحة دمع لا يعرف الاحتشام في حضرة الذكرى.
أقرأ صفحاتها الأولى المحملة بالهم والألم، فتبوح لي بأنها ما خافت المرض إلا لأنه سوف يأخذها عني بعيداً، وأن أكثر ما كان يعنيها ابنتها الصغيرة-أنا- وكيف ستحتمل خبراً كموت أمها-أمي، تهاجمني دموعي رغماً عن صبر أصطنعه موحية لنفسي بأنني أقوى من الألم والذكرى، يا الله ..تراها النار ذاتها كانت تشتعل في قلبي وقلبها في لحظة واحدة؟ نفسها تكوينا معاً دون أن تدري إحدانا بأوجاع الأخرى؟
أتصفح صفحات أخرى على عجل، وأتذكر ذلك اليوم الذي سقط فيه الشال عن رأسها لأرى رأساً دون شعر، يوم أسعفني عقلي الطفولي الصغير بأن الشعر الهارب من رأسها هو سبب حزنها ودموعها وشحوبها وحتى مرضها، وأتذكر ضفيرتي التي قصصتها لألصقها على رأسها لئلا تحزن على شعرها، ونحيبها عندما رأت الضفيرة في يدي دون رأسي، فأقلب صفحات الدفتر بحثاً عن ذلك اليوم، علّي أجد إجابة تطفئ حر السؤال الذي لم أجد له جواباً، هل خطر في بالها أنني قصصت شعري من أجلها أم أنها غضبت فقط لأنني قصصته دون أن تعلم سبباً لتصرفي ذاك؟
قلبت الدفتر متحرية آخر الصفحات/آخر الكلمات، ولما وجدتها شعرت بقلبي يتساقط من مكانه، ربما في قرارة نفسي بعد أن شاخت بي الطفولة وعلمت بأن شعري لم يكن ليلتصق برأسها مهما فعلت، لم أردها أن تعلم باني قصصته من أجلها لئلا يزيدها ذلك ألماً.
أمسكت الدفتر القديم المحمل برائحة حبها، وقربته من عيني، قرأت فيه آخر أيامها:
" كم هو مؤلم أن ترى صغيرتي ما حاولت مواراته خلف شال طيلة تلك الشهور، شعري الذي كانت تحبه كثيراً، كان عليّ أن أبعدها عني، وألا أنام إلى جوارها كما اعتدت أن افعل طيلة سنوات، خوفاً من أنامل صغيرة تتسلل خفية لتقبض على خصلات شعري لكي تنام مطمئنة إلى وجودي بجانبها، أجبرتها على النوم وحدها بمجرد أن علمت أن علاجاً كيميائياً يوشك أن يقتحم جسدي، فيلتهم شعري وبقية عافيتي، كنت أرى تساؤلاتها الصغيرة تلتمع في عينيها فأخبرها بأنها أصبحت كبيرة وأن عليها ألا تمسك بشعري حتى تنام.
عندما بكت اليوم وهي تراني صباحاً ذاهبة كما هي العادة لأدفن جرعة كيميائية جديدة في مقبرة جسدي، لم أستطع أن أصطنع ابتسامة شاحبة كما اعتدت، بل انهرت باكية وسقط الشال عن رأسي، ورأيت الذهول في عينيها، شلتها المفاجأة فلم تتحرك من مكانها ولا هي نطقت، كانت دموعها تجري على خديها دون صوت.
وصلت إلى المشفى وفي داخلي شعور خفي بالاستسلام، كنت أشعر بدبيب الموت في كل عضو من أعضائي..كل وريد وشريان..كل خلية، وأعلم تماماً أن تلك الجرعات لم تعد تجدي نفعاً يذكر، لم يكن لدي الجرأة الكافية لأطلب إيقاف ذلك العلاج الذي ينتهك روحي كلما حقنت به، كنت أشعر أن كل صباح يشرق علي وأنا في سجل الأحياء هو مكسب لي ولها، يوم آخر في جوار أمها، أنا التي أدرك جيداً أنني أتحدث عن أيام فقط..أيام إلى جوارها لن تكمل شهراً إلا بمعجزة من الله.
إلا أنني فوجئت يومها بان الطبيب طلب إيقاف الجرعات الكيميائية، لم أجرؤ على سؤاله عن السبب، ولا هو تجرأ على الإيضاح، أظنه حمل أخباره وقذفها في آذان زوجي وإخوتي، فقد رأيت في عيونهم نعياً يحمل اسمي، رغم أنهم كانوا يتصنعون الضحك، كنت أريد إخبارهم بان الموت أحياناً راحة من الألم والعذاب لئلا يحزنوا، إلا أن ابنتي..تظل غصة في صدري..مهما كان الألم جاحداً.
للمرة الأولى هذا الصباح أعود دون جرعة تعذيب علي أن أحتمل ثقل أوجاعها دون صوت، ورغم أن تلك الجرعة الغائبة كانت بطريقة أو بأخرى تحمل نعوتي في طياتها إلا أنني شعرت بالارتياح لمجرد أنني لن أعاني ثقل مرورها في أوردتي وشراييني.
اصطحبني زوجي إلى المنزل بينما تفرق إخوتي متخذين طرقاتهم نحو أعمالهم على أن يزوروني مساء، يؤلمني أن أرى نفسي وقد أصبحت عبئاً عليهم، أريد أن أقول لهم بأن يعيشوا حيواتهم دون شعور بالذنب؛ فالموت قدر لي وحدي الآن، ومن حقهم أن يستمتعوا بقدر لا يشبه الموت يخط تفاصيله على حائط أعمارهم، إلا أنني لا أستطيع، تغالبني دموعي كل مرة وأنا أخبرهم أالا يغيروا من روتينهم اليومي من أجلي ولا أستطيع إكمال كلمة مما أنوي قوله.
وصلت يومها إلى البيت، وعندما فتح زوجي الباب، ركضت صغيرتي إليّ، كان في يدها شيء ما لم أستطع رؤيته تماماً بسبب ضوء الشمس الذي كان قد غمرني في الخارج، بعد لحظات استطعت أن أكتشف ما كانت تحمله، كانت ضفيرتها الطويلة وقد قصتها من أعلاها، كانت تمد لي يدها بها، لماذا فعلت ذلك؟ هل شعرت بأن عليها هي أيضاً أن تجامل الموت بي، وتقص شعرها لتشاركني أوجاعي؟!.
لم ادرِ بنفسي إلا وقد وقعت على الأرض..جديلتها كانت أغلى عليّ من نفسي، لم أستطع أن ألومها ولا حتى بكلمة فقد غاصت الدموع في حلقي، لكنني لمحت اللوحة التي رسمت بها وجها أعرفه من اصفراره، وقد ألصقت فوق الوجه المحتضر خصلات من شعرها الجميل.
هكذا إذن يا صغيرتي تظنين أنه يمكن اقتلاع الحياة من شعرك لإعادته إلى رأسي..ليت الأمر بهذه البساطة يا جميلتي.
عدت إلى سريري وجديلة طفلتي لا تفارق عيني، أمسكتها بيدي، صدفة غريبة أن أغفو إغفاءتي الأخيرة وأنا أمسك جديلتها بعد أن نامت ليالٍ طويلة وهي تمسك خصلات شعري..يستبد بي إحساس غريب بأنها تحاول أن تصبح أمي، أن تغمرني بحبها وحنانها لكي أنام جيدا.....".

أغلقتٌ الدفتر المهترئ الذي ينوء بتفاصيل الوجع، وقد استبد بي الحزن حتى أغرقني، أتذكر تلك الليلة التي غابت بها خلف أفق لا أراه، كان القمر مستديراً يغمر الكون بضوء أبيض شفيف كما لو كان يحاول أن يأخذ مكان روحها التي ما بارحتني يوماً، نظرت إليه وقلبي مفعم بالأسى فرأيت ملامحها تعتلي استدارته، كانت ابتسامتها تتمطى فوق القمر فيزيد بهاءً، رأيت في وجه أحبه يرتسم فوق ملامح القمر عزاء لي فصرت أرافقه كل يوم بانتظار أن أرى ابتسامتها المضيئة.

نعم يا أمي..لم يكن في يدي أن أفعل شيئاً لأبقيك مستيقظة تنظرين إليّ، فلتنامي جيداً إذن ملء جفونك..وها هي ضفيرتي بين يديك لتعلمي أنني سأبقى إلى جوارك ولن أترك طيفك في جعبة النسيان..

د. ناصر شافعي 28 / 09 / 2009 35 : 12 PM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
الأستاذة الأديبة المتألقة لبنى ياسين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفاعلت بشدة مع كل كلمة وكل حدث في القصة .. حركت بداخلي الإحساس بالحزن و الألم الجارف كالطوفان .. لاشك أن الأدب و الفن الصادق هو الوحيد القادر على تحريك المشاعر والتفاعل معها .
وأكدت القصة لدىّ حقيقة قد نغفل أو نتغافل عنها أحياناً ، وهي أن الدنيا فانية ، ولا تستحق منا هذا العناء و هذه المشقة .
مع المتوالية القصصية ( شديدة الخصوصية ) كنت أقرأ مذكرات شخصية .. ومعناة إنسانية ، كتبت بإسلوب راقي بديع .

تحياتي .. و شديد إعجابي .
د. ناصر شافعي

لبنى ياسين 30 / 09 / 2009 56 : 11 AM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. ناصر شافعي (المشاركة 46363)
الأستاذة الأديبة المتألقة لبنى ياسين :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفاعلت بشدة مع كل كلمة وكل حدث في القصة .. حركت بداخلي الإحساس بالحزن و الألم الجارف كالطوفان .. لاشك أن الأدب و الفن الصادق هو الوحيد القادر على تحريك المشاعر والتفاعل معها .
وأكدت القصة لدىّ حقيقة قد نغفل أو نتغافل عنها أحياناً ، وهي أن الدنيا فانية ، ولا تستحق منا هذا العناء و هذه المشقة .
مع المتوالية القصصية ( شديدة الخصوصية ) كنت أقرأ مذكرات شخصية .. ومعناة إنسانية ، كتبت بإسلوب راقي بديع .

تحياتي .. و شديد إعجابي .

د. ناصر شافعي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الدكتور ناصر شافعي المحترم:

كل الشكر لتواجدك الكريم هنا.
يسعدني اعجابك بالقصة وتأثرك بها.
لكنها -ولله الحمد- ليست شديدة الخصوصية، ولا حتى حقيقية.
وكونك شعرت بخصوصيتها أمر يسعدني، فهذا يعني أنيي نجحت إلى حد ما في تقمص مشاعر الفتاة.
شكراً لك
وكل المودة

رشيد الميموني 30 / 09 / 2009 23 : 03 PM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
الأخت الغالية لبنى .. حياك الله .
أعود مرة أخرى إلى هذا الجزء و أنا مقتنع كل الاقتناع أنني سأجد ما يروي غليلي من سرد ممتع وحبكة قصصية رائعة ..
اقول الحق .. غلبني الحزن .. ومع ذلك واصلت القراءة كلمة كلمة .. خطوة خطوة .. وفي كل خطوة أجد أنينا .. وألما ، وكأن القصة مقطوعة ترنيمتها كلها ألم أسى ..
كم هو رائع ذاك الانتقال من صورة إلى صورة .. تجاوب قلبي مع ذاك الحوار الصامت بين الأب وابنته و هو يسلمها الدفتر .. وعلمت إلى أي مدى يمكن أن يصل الحزن بصاحبه .. وقد جاءت تلميحات عدة لهذا الحزن الدفين في قلب و روح هذا الرجل الجريح .
ما أدهشني حقا هو ذاك الانسياب التلقائي بين خطاب الشخصيات .. فبينما أنا أعايش ما تزفر به نفس الابنة من ألم ، إذا بي أجد نفسي مع اعترافات الأم عبر دفترها الأصفر .. فألمس تواصلا بين الاثنتين ، وتجاوبا بين روحيهما المتعانقتين .
في لحظة ، خلت نفسي أمام حوار بين الأم و ابنتها عبر تلك الأوراق الذابلة .. ربما وجدت الابنة متنفسا لكربها في إعادة قراءة ما كتبته الأم لتمد جسور التواصل معها حتى بعد رحيلها .. وما خصلة الشعر إلا رمز لذاك الوفاء و الحب المتبادل الذي يسري في شرايين الإثنتين ..
قصتك أختي تغري بالكثير من الكلام .. وكلما أوغلنا بين حروفها زدنا متعة .. رغم أنها متعة تمتزج بالألم ..
رائعة بكل المقاييس ..
شكرا و ألف شكر .
بكل الود .

هلا عكاري 01 / 10 / 2009 16 : 11 PM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
ما ابلغ ما تكتبين عزيزتي لبنى.. لقد اعتقدت بداية - مثل الدكتور ناصر-انها من مذكراتك، ان صدق التعبير وشفافية الكلمات وحيوية الصور وتفاصيل السرد كلها تجعل القارئ يعتقد انها حقيقية وانك صاحبة القصة، فهنيئا لك هذه القدرة على أسر القارئ والتغلغل في اعماقه والتأثير فيه الى هذا الحد..
قصتك تنبض بالالم والحزن الذي لا شفاء منه، وتدمع العين وتعتصر القلب .. اني في شوق لقراءة المزيد من هذا الادب الراقي البديع..
تقبلي فائق محبتي واعجابي..

هلا

ابراهيم خليل ابراهيم 02 / 10 / 2009 11 : 08 PM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
الأستاذة الأديبة والمحررة المتألقة لبنى ياسين
أحييك على موهبتك

لبنى ياسين 06 / 10 / 2009 25 : 11 AM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
الأستاذ الفاضل رشيد الميموني:
أسعدني أن ترك القصة في قلبك كل هذا الأثر.
وأن تصل إليك بكل هذا الدفق من المشاعر.
شكرا لمرورك الكريم
مودتي


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني (المشاركة 46548)
الأخت الغالية لبنى .. حياك الله .
أعود مرة أخرى إلى هذا الجزء و أنا مقتنع كل الاقتناع أنني سأجد ما يروي غليلي من سرد ممتع وحبكة قصصية رائعة ..
اقول الحق .. غلبني الحزن .. ومع ذلك واصلت القراءة كلمة كلمة .. خطوة خطوة .. وفي كل خطوة أجد أنينا .. وألما ، وكأن القصة مقطوعة ترنيمتها كلها ألم أسى ..
كم هو رائع ذاك الانتقال من صورة إلى صورة .. تجاوب قلبي مع ذاك الحوار الصامت بين الأب وابنته و هو يسلمها الدفتر .. وعلمت إلى أي مدى يمكن أن يصل الحزن بصاحبه .. وقد جاءت تلميحات عدة لهذا الحزن الدفين في قلب و روح هذا الرجل الجريح .
ما أدهشني حقا هو ذاك الانسياب التلقائي بين خطاب الشخصيات .. فبينما أنا أعايش ما تزفر به نفس الابنة من ألم ، إذا بي أجد نفسي مع اعترافات الأم عبر دفترها الأصفر .. فألمس تواصلا بين الاثنتين ، وتجاوبا بين روحيهما المتعانقتين .
في لحظة ، خلت نفسي أمام حوار بين الأم و ابنتها عبر تلك الأوراق الذابلة .. ربما وجدت الابنة متنفسا لكربها في إعادة قراءة ما كتبته الأم لتمد جسور التواصل معها حتى بعد رحيلها .. وما خصلة الشعر إلا رمز لذاك الوفاء و الحب المتبادل الذي يسري في شرايين الإثنتين ..
قصتك أختي تغري بالكثير من الكلام .. وكلما أوغلنا بين حروفها زدنا متعة .. رغم أنها متعة تمتزج بالألم ..
رائعة بكل المقاييس ..
شكرا و ألف شكر .
بكل الود .


عبداللطيف أحمد فؤاد 06 / 10 / 2009 17 : 01 PM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
تحية ماسية ياقوتية لك استاذة لبنى وشكرا لك على الموضوع الجميل

لبنى ياسين 11 / 10 / 2009 52 : 02 AM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
العالية هلا عكاري:
كم يسعدني أن يصل النص إلى قلبك مثيراً تلك العواطف المختبئة.
شكراً لأنك هنا
مودتي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلا عكاري (المشاركة 46637)
ما ابلغ ما تكتبين عزيزتي لبنى.. لقد اعتقدت بداية - مثل الدكتور ناصر-انها من مذكراتك، ان صدق التعبير وشفافية الكلمات وحيوية الصور وتفاصيل السرد كلها تجعل القارئ يعتقد انها حقيقية وانك صاحبة القصة، فهنيئا لك هذه القدرة على أسر القارئ والتغلغل في اعماقه والتأثير فيه الى هذا الحد..
قصتك تنبض بالالم والحزن الذي لا شفاء منه، وتدمع العين وتعتصر القلب .. اني في شوق لقراءة المزيد من هذا الادب الراقي البديع..
تقبلي فائق محبتي واعجابي..

هلا


لبنى ياسين 11 / 10 / 2009 51 : 05 PM

رد: تغيب ويظهر قمر (متوالية قصصية)-لبنى ياسين
 
الاستاذ ابراهيم خليل ابراهيم:
كل الشكر لمروك الكريم وكلماتك الطيبة.
مودتي
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم (المشاركة 46704)
الأستاذة الأديبة والمحررة المتألقة لبنى ياسين
أحييك على موهبتك



الساعة الآن 16 : 11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية