![]() |
قابيل وهابيل / شعر عامودي
قابيل وهابيل
قابيلُ يرفُلُ بالأمجادِ يفتخِرُ ..... ولحمُ هابيلَ بين التُّربِ ينتثِرُ أبناءُ قابيلَ روحُ الشَّرِّ تجمعُهم ..... ليُفسِدوا الأرضَ بالأضغانِ تنفجِرُ ليبذُروا الحقدَ أنياباً تمزِّقُها ..... وينفُثوا الرُّعبَ في الأجواءِ ينتشِرُ فالشَّرُّ خمرَتُهم والقتلُ كرمتُها ..... ومن دم ِالظُّلمِ والطُّغيانِ قد سكِروا فقد أحالوا ربوعَ الأرضِ مقبرةً ..... لكلِ من يُصطفى بالخيرِ يستعِرُ وجرَّدوا الناسَ من أنسابِ آدمهم ..... فهم قرودٌ ومن أنسالِها انحدروا وقيَّدوهم عبيداً في زرائبهم ..... ويُذبَحون غداً إن أومأ القدرُ على موائدِهم بخورُ شهوتِهم ..... أطفالُ هابيلَ بالأقماطِ قد نُحِروا أحفادُ هابيلَ في جوعٍ وفي ظمأٍٍ ..... مثل الهوامِ على الحصباءِ قد نُشِروا أكواخهم من خيوطِ البؤسِ قد جُدِلتْ ..... أثمالُهم خِرَقٌ في طيِّها استتروا وفي قُدورِهمُ الأوجاعُ قد طُهيتْ ..... فالفقرُ تابلُها واليأسُ والكدرُ أشباحُ من بشرٍ الموتُ يرهَبُها ..... يأتي ليخطُفَها يرتدُّ ينذعِرُ وَسادةُ الأرضِ في طغيانِهم ثُمُلٌ ..... أرواحُهم سَقرٌ بالشَّرِّ تزدهِرُ فمن حرائقِهم نيرونُ منصعِقٌ ..... يئِنُّ منتَحِباً والدَّمعُ ينهمِرُ رقَّتْ مشاعِرُهُ لمَّا رأى عجباً ..... آتونُ من لهبٍ عيدانُهُ البشرُ والواقِدون الَّلظى أشباهُ آلهةٍ ..... شُلَّتْ ضمائرُهم أكبادُهم حجرُ هابيلُ هابيلُ أين الثأرُ يا ولدي ..... ثأرُ المحبَّةِ من قابيلَ ينتظِرُ قمْ طهِّرِ الأرضَ من أصداءِ فعلتِهِ ..... وكبِّلِ الشَّرَّ ينمُ الخيرُ ينتصِرُ وازرعْ ثَراها وروداً تنتشِ أملاً ..... فتُخصِبُ الأرضُ أحلاماً وتَختمِرُ وينبتُ الحبُّ بين الكُرهِ يغمُرُهُ ..... يُظلِّلُ الحقدَ بالتحنانِ يَعتمرُ يُقيِّدُ الظُّلمَ . يُرسي العدلُ دولتَهُ ..... لا الحوتُ يفنى ولا الأسماكُ تندثرُ والغابُ ترتادُهُ الغزلانُ في مَرَحٍ ..... والذئبُ والشَّاةُ والضِرغامُ والبقرُ وهْجُ الأخوَّةِ يُذكي الحبَّ في زمنٍ ..... أمستْ به موبقاتُ الشرِّ ُتُبتَكرُ قابيلُ ، هابيلُ يا أبناءَ آدمِنا ..... الأرضُ تُشوى وقلبُ اللهِ ينفطِرُ عطيَّةُ اللهِ للإنسانِ آدمِكمْ ..... أمانةُ العهدِ في أعناقِكم قدرُ صونوا الأخوَّةَ أدُّوا العهدَ حرمَتَهُ ... يَفِضْ عليكم جَنىً الخيرُ والثَّمرُ إرثُ الأبوَّةِ للأبناءِ تذكِرَةٌ ..... الكلُّ يَفنى ويبقى الحبُّ والذِّكَرُ هيَّا لنغرُسَ عدلاً في مشاتِلِنا ..... فينتفي الظُّلمُ والآلامُ تندحِرُ هيَّا لنغمُرَ بالتَّحنانِ كوكَبنا ..... فيُشرِقُ النُّورُ والظَّلماءُ تنحسِرُ هيَّا لنبذُرَ حبَّاً في حدائقِنا ..... فيزدهي الخيرُ والشَّيطانُ ينتحِرُ *********** سقر :بمعنى جهنم **************** الشاعر حكمت نايف خولي |
رد: قابيل وهابيل / شعر عامودي
أخي الشاعر حكمت خولي إطلالتك متميزة دائما دمت شاعرا ... و دام أدبك الراقي ************ يسين |
رد: قابيل وهابيل / شعر عامودي
وهْجُ الأخوَّةِ يُذكي الحبَّ في زمنٍ ..... أمستْ به موبقاتُ الشرِّ ُتُبتَكرُ
إبداع وتميز وحكمة. بوركت أستاذ حكمت |
رد: قابيل وهابيل / شعر عامودي
أخي الحبيب والصديق الغالي يسين أنا سعيد بمرورك على القصيدة وسعيد بتعليقك عليها . لم أكن أستطيع الدخول الى الموقع باستمرار لأسباب فنية ولكن اليوم لحظت أن الوضع قد تغير وأصبح على أعتقد دخولي ممكناً ولذلك أنا متفاءل وسنتواصل باستمرار . أخوك وصديقك حكمت خولي |
رد: قابيل وهابيل / شعر عامودي
الأخت الكريمة نصيرة تحية تقدير واحترام .كما أشكرك على قراءة القصيدة والتعليق عليها . وفي الحقيقة لقد اشتقت لتعليقاتك الرقيقة التي تفوح منها رائحة النضج الفكري والعمق والرزانة . دمت لأخيك حكمت خولي |
الساعة الآن 39 : 07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية