شمعة الشهيد

شمعة تضيء لنا تلك الغرفة المظلمة ، وياليتها أنارت قبل ذلك صحراء قلوبنا وعتمة إرادتنا وظلمة أفكارنا ... ولكنها بدت تحاول أن تذوب بغية راحتها ، تحدث نفسها: " ها أنا قد أضأت لكم ما تريدون فأعطوني ما أريد بإنطفائي ... وحققوا لي مرادي ...؟"
فأراها عكساً لحال ذلك الفتى .. بل ذاك المجاهد الذي يركض في العتمة ويتحرك في الظلمة ولكن أعماله ها هي تنير لنا الطريق ... وتبعد ظل العتمة عن شبكيات عيوننا ، لعلنا نستطيع رؤيتها مع أنها واضحة وضوح الشمس لكل عاقل .. وراشد ...!
لكنها ها هي تحاول أن تقاوم الانطفاء ، وتظهر لنا ذلك لعلنا نرحمها ولعلنا نعذرها ... ولكننا نتحرك بلا ضمير ولا غاية .. بعكس ذلك الشجاع بل إنه يطلب الانطفاء – بتلك الشهادة_ التي تبعده عن الأرض وتنيره في السماء كنجم لامع في حياتنا من بعده ...!
ويالها من مفارقة .. شهادة الشمعة بإنارتها ... وشمعة الشهيد بإنطفائه ......