الحب يعني العطاء ...!
 

سكنت الأصوات ... وتحول العالم إلى فراغ بلا حدود ... صمت عميق مغلف بآهات هامسة ... همسات لقلوب غارقة بآهات حزينة... ولكنها مليئة بفيوض ربانية بأنوار رافعة خافضة كأمواج نورانية ضاحكة باكية... وصرخة مدوية من الأعماق تحمل ثورات عنيفة تصل لصميم القلب, وترفض البوح أو الشكوى بلسان ناطق... وسكينة تتوازى فيها مفاهيم الحياة والموت لتتلاشى عندها الأحزان الدفينة وتتحول إلى خشوع صامت يحمل ما يفوق لغة الكلام... وقلب مثخن بطعنات الآلام تشفيه نورانية التجليات بروح في جنان جنة المشتاق ... وحقيبة مسافر فارغة من متاع الدنيا تحلق بسماء عالية فوق رؤوس البشر بتواضع دون هامات الدواب تنثر عبيرا بلفظ جليل لا يدركه إلا كل عالم أو عاكف في محراب الذكر والتفكر ... والله أجمل ما فينا حب لا يحمل صفة الأنانية... حب بتمني الخير والسعادة للجميع بلا مقابل... حبا يحمل التسامح والقدرة على تجاوز هفوات وأخطاء من نحب... الحب يعني العطاء بلا حدود كنبع صافي بكل نقاء ... قد تعجز النفس البشرية عن فهم أو تقدير القيم السامية في قواقع قشورها المغموسة بملذات زائلة... الجدال والعتاب والتبرير والتفسير هي لغات الضعفاء من البشر والترفع عن المهاترات هي لغة الواثق المدرك لمكنونات النفوس البشرية ... هناك من يحيا حياة واحدة يكون الرضا عنوان القناعة بقاموسه الأخلاقي وهناك من يعيش عشرات الحيات ويقبل على الدنيا بنهم وشراسة وقلة في التفكير وغياب للتدبير ومهما أخذ فلن يرضى ... ما أروع المناجاة في ليل وحيد لآنسانا لن يكون أبدا وحيد بفيوض روحانية بمقام رفيع ... ما نفع الذكرى بلا تذكر وما أشد العجز عن مسح ذكرى بقالب التذكر والتفكر... مسكين من اعتقد أنه وصل وهو غافل ضائع بين رقية ممنوعة مرغوبة وبين روح وان زال الجسد لن تزولا. :nic47:

رد: الحب يعني العطاء ...!
 

نص يعلو بروحانيته ويحلق في قراءة فلسفية جميلة للنفس البشرية والعالم والعلاقة بالله..
استمتعت بقراءته فهو حقيقي ومشبع بالصدق والشفافية..

بارك الله في هذا القلم الذي يبدع في حديث النجوى ويحلق في ملكوت الله ويحاكي الايمان به في خواطر أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها رائعة..
أشكرك أخي على هذا اللون البديع من الخواطر الايمانية.

هلا

رد: الحب يعني العطاء ...!
 

الاخت الراقية ... الاديبة الكريمة ... هلا عكاري ... ارجو تقبل هذا الرد بكل الاحترام والشكر لكم ...
تمر على الإنسان لحظات صعبة, تكون فيها أوراق العمر مبعثرة...
هناك بعض الأوراق تحتاج إلى إعادة صياغة , وأوراق أخرى بحاجة لرميها ...
نحاول مرارا وتكرارا تصويب بعض الأوراق لأنها تحمل من المعاني المعنوية والوجدانية الكثير الكثير... كونها معلقة في القلب وراسخة في العقل بذكريات عزيزة وغالية جدا...
وفي المقابل هناك طاقات سلبية محيطة بهذه المنعطفات, وتعتبر من أهم العوامل لتحديد تلك القيمة لهذه الأوراق المتأصلة في أرواحنا قبل نفوسنا...
من الصعب اتخاذ قرار عقلاني, دون تدخل القلب بكل ما فيه من مشاعر وأحاسيس فياضة دافئة...
وبافتراض أن لغة العقل بشقيه ما بين التمسك أو التخلي عنها وصلت لمرحلة الاتزان والموضوعية بنظرة ثاقبة لمجريات الأمور بكل جوانبها وجميع تفاصيلها...
وبافتراض أن لغة القلب بثنايا الروح لا تقبل بأنانية مصادرة الحركة أو التنقل أو قبول حقائق عقلية مع أنها مرفوضة قلبيا...
هل نستطيع الابتعاد وهجر تلك الأوراق بتمنيات قلبية صادقة لها بسعادة في عالم متقوقع بغياهب الألم والإحزان بظلامية تتخللها أنوار عابرة من هنا أو هناك ...
وهل هناك مساحات من التأمل والتفكر تستطيع استيعاب الفراغ بكل ألامه وحزنه ووحدته...
أم أن هناك بحث عن أوراق جديدة لملئ فراغها , وهل من الممكن أن تكون بديل مقبول لعملية الإحلال بكل ما فيها من صعوبة ...
برأيي واعتقادي أن الإحلال هو نوع من متخبطات الانحلال وضعف الشخصية الأخلاقية...
الإنسان المؤمن بقضاء الله وقدره ... يصبر على أهات البعد والفراق... وينطلق لعالم أكبر من عوالم التردد والحيرة والانتظار... إلى عالم اكبر من مساحة الكون ... ذلك العالم هو عالم المشاهدات في ملكوت الله الواسعة ... عالم رب الملكوت والجبروت والعظمة والكبرياء... عالم رب الملائكة والروح... ولكن لا يصله إلا صاحب قلب متيقن عارف بالله ... مدرك لعلم من علم الله بادراك لحكمة من لدن الله سبحانه عز وجل .



:nic62: