منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=13662)

فاطمة يوسف عبد الرحيم 03 / 01 / 2010 15 : 02 AM

عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
عندما يعشق دمية

بعد جهد وعناء وجد العمل الذي يؤمن له ولوالدته ثمن الطعام وأجر الغرفة الزهيد ، عامل في محل للألبسة النسائية ، كانت مهمته ترتيب الملابس وفق نظام معيّن حدده له صاحب المتجر، وهو تبديل ملابس دمى عروض الأزياء يوميا ،أمّا مهمة البيع فكانت للبائعات لمهارتهن في إقناع الزبونات بالشراء ، يغادر الجميع المتجر مساء إلا هو، لأن عمله يبدأ ليلا لتهيئة ملابس الدمى لعروض اليوم التالي، وهذا العمل يوقعه في مشاكل مع صاحب المتجر ، لأنه يصعب علية تنسيق ملابس كل دمية حسب لونها وشكلها ،ووفقا لتعليمات صاحب المتجر ،كان تفكيره الساذج يوقعه كل يوم في مأزق جديد ،ورغبة في التخلص منه، منّ عليه ذكاءه المحدود بفكرة ،قرر أن يعطي كل دمية اسما يناسب جمالها لعله يستطيع أن يحدد ما يناسبها من ملابس ، وأصبح عالم المتجر عالمه الحميم ،الدمية التي لا تعجبه يختار لها اسما تقليديا ، والتي تعجبه يطلق عليها اسما يروق له ، ثم يتفنن في تنسيق الملابس التي تليق بجمالها ، أعجبته دمية أطلق عليها اسم"نادين" ، ذات ملامح جذّابة وشعر أشقر ، وعيون أخّاذة تجمع كلّ ألوان الطيف ،شفتاها نديتان كحبتيّ كرز، كانت سببا في رقيّ ذوقه لأنه يختار لها أجمل الملابس ، مما يجعل الزبونات تتهافت على شراء زيّ "نادين "، ووثق صاحب المتجر بقدرته على انتقاء الموديلات المناسبة للدمى .
تحول إعجابه للدمية "نادين" إلى حبّ ، يجلس معها ويكلمها ــ ينشئ حوارا ذاتيا( مونولوج) ـــ:" أجلسي ، أتريدين قهوة وسيجارة، قهوتي لذيذة أصنعها بيدي ، هيلها عبق أنفاسي، لكن لا تدخني ،فالتدخين يؤذي صحتك ،ليتني أقلع عنه ، لكنت وفرت لأمي ثمن طعام جيد ورداء دافئا ، أتعلمين أني أحبك ، اعترفي، أتحبينني ؟ أخرجي عن صمتك ، أريد أن أسمعها ، في عينيك دمعة أهي من ولهك بي أو لأنك حزينة ؟ أني اسمع صدى تنهيدات عشقك تدوي في هذا المكان، ألا تقبلين بي حبيبا أو لأنني فقير معدم، هل الفقراء لا يستحقون الحبّ؟، لكني طيب القلب ،أتمنى أن أبني لك قصرا، وأملأه بالوصيفات والخدم وأحيطه بحديقة غنّاء ، وأزرع لك ياسمينة ، لا أطيق الابتعاد عنك أو أنت مثلي تشتاقين إليّ؟ ( غاضبا) ،دائما أنا أتحدث وأنت صامتة أوقلت شيئا ، نعم سمعتك ،قلتها: أنا أحبُّكَ أم خيالي هيأ لي ،أتسألين شيئا ؟ لم أنا، فالرصيف مليء بالحسناوات !!! لا أدري لم أنتِ ؟ كنت أسأل أصدقائي كيف السبيل إلى الحب؟ قالوا: يأتيك بلا موعد، والآن قد تملكني حبُك ، تقولين أنا لا أناسبكَ ،(رقيقا) لا أريد سوى الحب ، لايسعدني غيره ،وأنتِ مثلي تحتاجينه قد يعطيك الدفء في هذا المكان البارد، أنا على يقين أنك تملكين مشاعر حب صادقة لي ، لكن لا تملكين قدرة التصريح بها" .
أخذت أمّه تلقي عليه الأوامر والتوصيات : يجب أن تحافظ على قروشك القليلة لأني أتمنى تزويجك ، فيردّ فرحا: كما تشائين- : سأبحث لك عن عروس ،-: لا تجهدي نفسك لقد وجدت العروس ،فرحت : أهي جميلة ؟- : من أجمل ما يكون،: وأخلاقها!: حميدة ، لا تغضب ، ليس لها طلبات ، لا يسمع لها صوت ، فم جميل بلا لسان : أهي خرساء ؟: لا تهمس إلا لي : هل تعرف بفقرك -: حدثتها لم تحتج ، مندهشة :هذا شيء رائع وهل وافقت على مشاركتنا المعيشة في غرفة واحدة -: لم ترفض - : أين تقيم -: في المتجر- : ماذا !! -:أقصد لا أعلم أين تسكن تعرّفت عليها في المتجر ، :سأعطيك طعام الغداء( ساندويتشات) لك ولها ،أتحب الزيت والزعتر ؟: تأكل كلّ ما آكله .
في الموسم الشتوي يكثر لها الملابس الصوفية الأنيقة خوفا عليها من البرد،
جاء الصيف أخبره صاحب المتجر بأن العروض ستكون فساتين الزفاف،فرح وهمس في أذنها-:عندما ألبسك الثوب الأبيض سأغني لك ونرقص معا ،خالها تبتسم ، ألبسها وكانت في قمة جمالها وقف بعيدا ثم غنى لها:" طلّي بالأبيض طلّي يا زهرة نيسان "، ومضات السعادة تبرق على محياه وهو يراقصها ويخالها تغني له" يراقصني ويسمعني أحلى الكلمات"،ويبدأ بلملمة دموعها الواهمة حين تردد الأغنية: والمطر الأسود في عينيي، يغرق في رنين ضحكاته : أنها دموع الفرح لأنك عروسي .
الآن موسم تجهيز العرائس، كلّفه صاحب المتجر أن يلبس الدمى ملابس النوم التي تظهر مواطن الفتنة والإغراء ، رفض أن يخلع على "نادين"رداء " البيبي دول "(ملابس النوم القصيرة جدا والفاضحة)، لكن صاحب المتجر أرغمه على ذلك ، أذعن له ، وصار يخفيها خلفه ويكشّر غاضبا في وجه من يتأملها وهي في هذا الرداء الفاضح –خاصة الشباب-،وأحيانا يكيل لهم الشتائم ، فيسخرون منه، قبع في الزاوية مقهورا، أخذ يراقبها ، خالها متعاطفة معه رغم كلّ مشاكله ، تشعر بصدق كلماته ، خالها تعرض له كل ملابس المحل لكن ما الفائدة هي مغلفة بالسواتر البلاستيكيّة والزجاجية ، الفتيات على الرصيف مغلفة بسواتر الأوراق النقدية ،الفتيات الجميلات على شاشات التلفاز مغلفة بسواترالموجات الكهرومغناطيسية ، هو يريد أمرأة واحدة، الفقر شله عن التفكير ، نيران الشبا ب تحرقه أجهده العرق ،ثار، غضب، قام إليها صفعها : أنت صورة للعرض فقط ، خال كلماته جرحتها وذرفت دموعا ، يريد كلمات ، يريد آهات ، لكن لا يمكن كل القيود كبلتها ، لكنه لايدرك ، لم يدر ماذا يفعل؟ غضب ثار، حمل هراوته وبعصبيّة جنونيّة كسّرها، بعثرها ،ثم لملمها ، ناحت مقلتاه و قلبه عليها ، وفي الصباح وجده صاحب المتجر ينتحب قربها ،قال له :أدري، كسرتها دون قصد ،اطمئن لن أخصم ثمنها من راتبك الشهري، بكتها أمه بحرقة وتمنت لو تعرّفت عليها قبل أن تنتهي قصة حبّه وأحلامه معها.

رشيد الميموني 03 / 01 / 2010 50 : 12 PM

رد: الاسم : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
أجدت أختي الكريمة في وصف محب خلق محبوبته من خياله ، و ألبس ماديتها الصرفة روحا و حياة ، و أجرى في شرايين حبه دماء ..
لكن ككل خيال ، لابد أن يتهاوى في الأخير ..
ممتعة قصتك أختي فاطمة ، و محزنة نهايتها رغم انها متوقعة ما دام كل شيء كان مبنيا على الخيال .
دام تألقك و إبداعك .

فاطمة يوسف عبد الرحيم 05 / 01 / 2010 00 : 03 PM

رد: الاسم : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
الأديب رشيد الميموني
أشكر قراءتك للقصة ، وتحليلك لمضامين الأحداث ، وتعبيرك الراقي حول تسلسل الأحداث .

ملاحظة : اسم القصة "عندما يعشق دمية" وليس "الاسم " يبدو أني أخطأت في إدخال البيانات ، ولا أعلم كيف يمكن تعديل العنوان

رشيد الميموني 05 / 01 / 2010 07 : 03 PM

رد: عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
أختي الفاضلة فاطمة .. أعود لأجدد إعجابي بالقصة و أشكرك على ردك ..
في ما يخص عنوان القصة ، لقد قمت بتغييره حسب رغبتك .
مع كامل المودة و التقدير .

زياد صيدم 13 / 01 / 2010 17 : 08 PM

رد: عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
** الاديبة الراقية فاطمه.............

ان كان قد عشق دمية فلانه فعلا خائب فى الحياة بالرغم من كل هذه العواطف المختزلة والمحبوسة فى قلبة ؟.. وهذا باعتقادى يبدو واضحا من قول الام له وتمنيها عليه وفى هذا تدخل غريب من الام بشكل اثر سلبا عليه فى حياته..!! القص يخفى جد مشكل اجتماعى عميق !

تحايا بعبق الرياحين.................

فاطمة يوسف عبد الرحيم 14 / 01 / 2010 50 : 11 PM

رد: عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
السيد والأديب أبو يوسف
أهلا بك على صفحتي في منبر نور الأدب
يا أخ زياد أنا أعتزّ بزيارتك وقراءتك للمرة الثانية للقصة ، وأنت تتساءل لم يهوى دمية ، وهو إنسان عاطفي ، ألا يوجد فتيات تحب ؟ لكنه إنسان ساذج وبسيط قد لا يستطيع محاورة فتاة ، فوجد أن الدمية قد تشبع رغباته النفسية في إيجاد حبيبة يحاورها ولا تكشف عن سذاجته وفقره ، وشكرا يا أخ زياد ... فاطمة

طلعت سقيرق 15 / 01 / 2010 33 : 01 AM

رد: عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
[align=justify]
الأديبة الغالية فاطمة
تحياتي
جميل هذا الحوار بينك وبين الأديب زياد صيدم .. ولكل رأيه ..
الشخصية هنا شخصية مركبة وليست بسيطة ، لا اقصد اجتاعيا لكن إبداعيا .. هناك حالة نفسية مركبة .. عشق ينبت من تركيبة شديدة الخصوصية .. بالتاكيد أن الشخصية في حركتها انتقلت من الوهم إلى تجسيد الحالة، في هذه النقطة انتفى الوهم وصار حقيقة .. يصعب أن نفصل بين فكر ومشاعر الشخصية وبين عشق استحكم به .. لماذا ؟؟.. سؤال لا معنى له نفسيا .. فالشخصية كسرت حاجز الواقع وصعدت دفعة واحدة إلى سدة الحلم لتتشرنق هناك ولتؤبد الحلم أو التخيل كحقيقة .. والحوار الذي يدور بين البطل وأمه فيه إيحاءات كثيرة تشير إلى حالته التي دخل بها كاسرا رتابة اي توقع من قبلنا نحن النظارة ..
القصة تحتاج لكثير من التحليل .. قصة ثرية جميلة حمالة اوجه .. الزاوية التي ننظر منها مهمة.. القياس بالنسبة لنا مهم .. الشخصية التي رسمت ليست سهلة على الإطلاق .. إنسانيتها لا تخفى .. وفلسفتها بادية .. كنت أتمنى أن اعطي القصة حقها لكن عذرا فالوقت لا سمح ..اهنئك فالقصة جميلة حقا ..
سلمت
طلعت
[/align]

ياسين عرعار 15 / 01 / 2010 49 : 01 AM

رد: عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
[frame="11 95"]
الأديبة الفاضلة ...

فاطمة يوسف عبد الرحيم


أبارك هذا الإبداع فأنت تكتبين القصة بشكل جيد
دمت مبدعة ودام أدبك الراقي .

***********
تحيتي
[/frame]

عبد الحافظ بخيت متولى 15 / 01 / 2010 38 : 02 PM

رد: عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
الأديبة الجميلة فاطمة
يرى لوكاش ان القصة تتحرك فى فراغ النفس المبدعة فتحرك الأشياء وفق آلية فنية تدفع عجلة السرد الى المنطقية , وهذه القصة خلقت بمهارة جيدة عالما موازيا فبطل القصة حين لم يجد انسجاما بينهخ وبين الواقع لجأ إلى خلق عالم مواز جعل منه معادلا نفسيا وارتفع به على هذا العالم الذى يرفضة , لذلك أنسن الدمية وجعلها محبوبته واتقن عمله من اجلها لأنها المحفو النفسى الذى جعله يرتاح إلى هذا العمل ويبدع فيه وهذا يعنى ضمنا أن الأنسان قد يلجأ إلى خلق عالم مواز حين يفشل فى أن يتوائم مع العالم الآنى , وهذه فكرة فلسفية جميلة والشخصية هنا شخصية محورية مركبة تتنقل بين عالمين متوازيين وتظهر كم بينهما من بون شاسح وتحرك الخطاب القصصى فى القصة ليؤكد هذا المعنى الجميل
راق لى جدا ان ياتى ساردك الضمنى ماهر فى رسم منطقية الحدث وذلك حين يجعل من هذا المعدوم عاشقا ولها قادرا على إقامة حوار وممارسة العشق والتعبير عن مشاعرة بشكل فلسفى مما يشير إلى أن الأنسان قارد على ممارسة الحياة بشكل إيجابى إذا أراد وأن بكل واحد فينا قدرة على إدارة دفة الحياة وعلينا أن نكتشف هذه القدرة فى أنفسنا وهنا نستطيع أن نحول الكون إلى اداة طيعة فى أيدينا ولقد ححقت هذه القصة شرط الفن الابداعى عتمادها على منطقية السرد وتوجيه الخطاب لخدمة الحدث الرئيس فى القصة والاستهلال المرواغ والجاذب والعنوان المختزل واللغة الكثفة الصراع التى تعدد ما بين النفسى والاجتماعى بيد انى كنت افضل ان تخلو القصة من التفسير فى مثل قولك( مونولوج) وهذا يعنى انك تفترضى فى المتلقى نوعا من عدم الفهم ولا يحسن بالكاتب إلا ان يفترض ذكاء متلقيه ويشركه معه فى التأويل والتفسير ومن هنا لا يجوز أيضا ان نقدم له تفسيرات مسميات الأشياء حين تقولين"(ملابس النوم القصيرة جدا والفاضحة)،دعينا نحن نعرف ماهية " الببى دول" أو نسأل عنها حتى نكتشفها بانفسنا
والقصة فى مجملة تكشف عن قاصة ماهرة جديرة بالتقدير والاحترام ونرجوا ان نرى لك المزيد من القصص التى تنم عن مهارتك العالية فى الابداع ولا أشك فى هذا
لك كل مودتى واحترامى

طلعت سقيرق 15 / 01 / 2010 21 : 03 PM

رد: عندما يعشق دمية : فاطمة يوسف عبد الرحيم -- عمان الأردن
 
[align=justify]
القاصة المبدعة فاطمة
تحياتي
هامة جدا القراءة النقدية التي قدمها صديقي وأخي الناقد والشاعر المبدع عبد الحافظ بخيت متولي .. أتوقف هنا عند نقطة هامة وهي خلق العالم الموازي ، ربما هي نقطة الانطلاق الحقيقي لبنية الشخصية التي غيرت مسارها بشكل كامل لتوقظ مسارا جديدا مفترضا ، لكنه صار حقيقيا بالنسبة لشخصية البطل ..هنا تلتغي المسافة التي يضعها الناظر او القارئ .. فشخصية البطل لا تري هذه المسافة .. البطل ينظر مباشرة إلى عالم صار بالنسبة له ملموسا ومحسوسا .. غن هذه التقنية تضعنا أمام عالم من منظور القارئ وهو عالم واقعي بالنسبة لهذا القارئ ووهمي بالنسبة لشخصية البطل .. وعالم واقعي آخر هو الوهمي بالنسبة لنا .. التداخل بين هذين العالمين جعل الكاتبة حريصة على تقديم الشخصية بإطار مفتوح .. أحب أن أسمع رأي اخي الشاعر عبد الحافظ ورأيك ورأي البقية ..
[/align]


الساعة الآن 59 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية