منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   زغرودة وطبق تبولة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=13701)

حسن الحاجبي 06 / 01 / 2010 35 : 11 PM

زغرودة وطبق تبولة
 
أم أحمد سيدة لبنانية فاضلة , لا يملك كل من ينظر في عينيها ذلك البريق اللامع العجيب , إلا أن ينحني لها إجلالا و مهابة . أم أحمد تتقن أمرين لا أحد من النسوة يتقنهما سواها . زغرودة الفرح , وطبق التبولة .
يحكي أهل البلدة أنهم استفاقوا ذات ليل حالك من ليالي الحرب , على لعلعة زغرودة ملأت الدنيا , وأطبقت ما بين السماء و الأرض . كانت زغرودة متواصلة , تشق العلا , وتهتك ستار الليل المجنون . علت الزغرودة , وعلت وعلت فوق رؤوس الروابي . لم يوقفها سوى إعلان أذان الفجر على الصوامع .
مات أحمد , وآن لأم أحمد أن تزهو , وتفخر بلقب أم الشهيد . مات أحمد , دون أن يأكل من طبق التبولة الموضوع بعناية على السفرة , بانتظار عودته . وبدل أن تبكي أم أحمد , وأن تذرف دموع اللوعة , أطلقت زغرودتها المجلجلة ’ وانتظرت إشراقة الفجر الأولى , ثم شرعت تطوف على أهالي البلدة , وفي يدها طبق تبولة . كانت تلقم منه الصغار لقمة واحدة , وهي تقول ضاحكة : " هاي تبولة الشهيد , إنشا الله تكبرو وتصيرو مثلو " .
تناقلت الألسنة كيف أن كل الأطفال الذين تذوقوا من طبق تبولة أم أحمد , كبروا في الحين , وحملوا السلاح , وتوجهوا نحو ساحة المقاومة , وكيف أن أم أحمد , لم تزل كل يوم تزغرد عند الفجر , وتعد طبق تبولة تتخطفه الأيادي , لتشم فيه رائحة الجنة .
بالأمس , جمعت إسرائيل الناس ليوم مشهود . إستدعت قنوات التلفزيون , وأحضرت الصحفيين والمصورين , ثم قالت : إشهدوا أن التبولة أكلة إسرائيلية , سنقوم بتحضير أكبر طبق تبولة في العالم , وسنسمح لجيراننا بتذوق طبقنا , عربونا على المحبة والتسامح .
سمعت أم أحمد بالحدث , فعلقت ساخرة : " شو ها الحكي يا ربي ؟؟؟ يسرقو البندورة من مزارع شبعا , ويقولو التبولة إسرائيلية ؟؟؟ " .
سرقت إسرائيل التبولة .
قتلت إسرائيل أحمد .
ماتت أم أحمد .
لعلعت زغرودة في السماء .

عبد الحافظ بخيت متولى 07 / 01 / 2010 12 : 01 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
الله الله عليك أستاذ حسن
هذه القصة التى نحتها القاص
بشكل فنى مازجا فيها بين الواقع والحلم ومظفا الواقعية السحرية بمهارة جاءت لتقدم فكرة حية وجميلة وهى أن اسرئيل اصبحت تسرق حتى أحلامنا وتهزمنا بفعل اعمالنا معك حق سيدى ان ام احمد خنساء العصر بقوتها وعزمها تخلق فينا الحلم والأمل من جديد زان ماتت أم احمد فستولد أم أحمد مرة أخرى
رائع أخى الكريم ولك كل محبتى وتقديرى

ميساء البشيتي 07 / 01 / 2010 15 : 04 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
اخي العزيز حسن

اين انت منذ زمن وأين كل هذا الإبداع

انتظرناك لتتم الحكاية وغبت وغابت معك الحكاية

اسرائي تسرق منا انفاسنا .. اسرائيل لا تستهين بشيء ولا يخفى عنها شيء

المهم قصة جميلة واتمنى ان تتابع بدون غياب

:nic21::nic21::nic21::nic21:

حسن الحاجبي 07 / 01 / 2010 58 : 07 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
الأديب الغالي : عبد الحفيظ بخيت متولي
الشكر الجزيل والمتواصل لك سيدي على كلمتك المؤثرة
نعم , إسرائيل أخذت منا الماضي والحاضر وتصر على أن تأخذ المستقبل , لكن زغرودة الشهيد مازالت تلعلع في سماء ذلنا ومهانتنا , لعلها تصادف صلاح الدين في البرزخ .
لعلها توقظ ضميرا عربيا يحتضر منذ أمد بعيد . لعلها تصحي نخوة ماتت بموت الشهداء .
دمت سيدي مبدعا بكل المودة والتقدير

حسن الحاجبي 07 / 01 / 2010 05 : 08 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
سيدتي الفاضلة : ميساء البشيتي
هربت مني كل التتمات , ولم أفلح في القبض على إحداها حية أو صاحية حتى .
كل النهايات مؤلمة ومضمخة بلون الحمرة القاني , فعذرا عن الغياب , وعذرا عن الإجتفاف في الحلق , وفي المداد .
أنا سعيد للغاية بتشريفك هذه الصفحة , وتوقيعك البهي .
دمت سيدتي مبدعة خلاقة بكل التقدير والإحترام .

د. ناصر شافعي 07 / 01 / 2010 10 : 08 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
رائع .. رائع و بديع أخي العزيز حسن الحاجبي ..

إشتقنا إليك كثيراً .. وعدت إلينا بهدية جميلة .. قصة واقعية مؤثرة هادفة .. أحببنا فيها زغرودة أم الشهيد .. الحي في السماء ..
لقد سمعناها مجلجلة في الفجر .. من الغرب للشرق .. في كل أرجاء الوطن العربي ..
سلم فكرك .. و سلمت يداك ..

د. ناصر شافعي


http://www.nooreladab.com/vb/attachm...1&d=1262880607

حسن الحاجبي 07 / 01 / 2010 37 : 09 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
سيدي الفاضل : الدكتور ناصر شافعي
إسرائيل سرقت الحلم, إسرائيل سرقت التاريخ والجغرافيا والحضارة .
إسرائيل سرقت البندورة وصنعت طبق تبولة مزور .
تبا لهذا العجز العربي المخزي , وفي جنان الخلد للأغيار الشهداء .
شكرا جزيلا لك سيدي على توقيعك البهي , ودمت مبدعا بكل المودة والإجلال .

بوران شما 07 / 01 / 2010 27 : 10 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
الأخ الأستاذ حسن الحاجبي
قصة رائعة وهادفة أبكتني واقشعر لها البدن . نعم هذه هي خنساء هذا العصر .
وخسئت (إسرائيل ) التي تسرق كل شيء , وتنسب إليها كل مالنا , أن تستطيع
أن تقف في وجه مثل هذه الأم الشجاعة والقوية .
شكرا لك أستاذي , وبانتظار المزيد من الإبداع .

حسن الحاجبي 08 / 01 / 2010 37 : 08 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 
الأستاذة الفاضلة : بوران شما
لن تنقطع لعلعة الزغاريد في سماء الألم الفلسطيني مهما علا صخب الإستعمار
يكفيني شرفا سيدتي أنك بصمت صفحتي المتواضعة بتوقيعك المشرق
دمت وسلمت بكل المودة والإكبار .

خيري حمدان 12 / 01 / 2010 22 : 10 PM

رد: زغرودة وطبق تبولة
 

الأديب حسن الحاجبي
لا بد وأن نتناول التبولة يوما ما في الوطن وسنأكل بندورة الحاكورة ممزوجة بابتسامة الفرح والحياة الكريمة الحرة.
أشكرك على هذا البوح الوطني النبيل
دمت
مودتي


الساعة الآن 45 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية