![]() |
الأدب الأرمني المعاصر
[align=justify]
من يراجع أو يتابع حال الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ، سيصاب دون شك بشيء من الدوران والذهول والاستغراب كوننا أمة لا تريد الاطلاع على الآداب العالمية من خلال نقلها إلى لغتنا بأي شكل من الأشكال ..والقول بأنّ كل ما قمنا بترجمته إلى اللغة العربية عبر العصور والأزمان لا يعادل ما تترجمه بعض الدول الأجنبية إلى لغتها خلال عام واحد ، شيء يدعو للأسف والتحسر وإثارة أسئلة كثيرة عن غياب مترجمينا عن هذه الساحة الهامة من ساحات المعرفة !!.. قد يقول قائل:نسأل هنا عن الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية وننسى أو نتناسى حال القراءة عندنا .. فالقارئ العربي لا يقرأ أدبه ، فكيف نتوجه نحو الآداب الأخرى ونقوم بترجمتها ونحن على يقين بأننا أمة غير قارئة ؟؟.. لنعد إلى الإحصائيات التي تتحدث عن القراءة في الوطن العربي ، ألا نشعر بكثير من الغثيان والأسى لحالنا ، ولا داعي هنا لأن نورد أرقام الإحصاءات والبيانات ، لأنها لا تسر بأي حال من الأحوال .. يكفي أن نقول وكأننا نذكر نكتة إن الإحصائيات تضع أمامنا رقما غريبا حين تدّعي – يجب أن نقول تدعي !!- أن القارئ العربي لا يقرأ أكثر من كلمة واحدة في الأسبوع!!.. وأنّ الأوربي يقرأ 35 كتابا في السنة ، بينما – ولاحظوا الفرق!!– 80 نجد أنّ قارئا عربيا يقرؤون كتابا واحدا في العام بطوله وعرضه .. !!.. لنعتبر كلّ ذلك مجرد نكتة لا داعي لتصديقها.. فهل نستطيع التهرب من القول بأنّ أمتنا العربية أمة لا تقرأ ؟؟.. لكن هل يعني هذا أن لا نترجم من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية للتعرف على الآداب العالمية بأوسع قدر ممكن..؟؟؟.. من واجبنا أن نؤسس ونعمل بفاعلية وجد وبذل جهد لجعل الإنسان العربي إنسانا قارئا بامتياز.. هذا يحتاج إلى جهد كبير واسع عريض يضع الحلول ولا يقوم بتوصيف الحالة فقط.. لكن إلى جانب ذلك ، وبالتوازي مع العمل من أجله ، لماذا لا نقوم بترجمة الآداب العالمية إلى اللغة العربية مع التعريف بها وبأعلامها وظروفها ومراميها وأبعادها ، مدركين أن الترجمة من كل لغة ، تعني انفتاحا على الجديد المتجدد دون توقف .. فالترجمة عالم يدخلنا إليه لنتزود بكل ما هو مغاير ، ونغتني بالكثير من المعارف، ولا شك أن كل لغة تضيف جديدا ، ولا يمكن لأي لغة أن تتشابه في أدبها مع أدب أي لغة أخرى .. فكلما نقلنا أدب بلد ما ، وأمة ما،وشعب ما،فإننا نتعرف وبشكل مستمر على الجديد المغاير..فلغة شعب ما ، كما الأدب والثقافة ،باب مفتوح وطريق ممتد نحو صفحات وإضافات مستمرة لا يمكن أن تنتهي .. لا بأس أن نفتح باب الحثّ على القراءة ، مع ترجمة وتقديم الآداب العالمية دون تباطؤ أو تراخ .. فهذا يؤدي إلى ذاك ، كما يعود الأول إلى الثاني .. كلاهما يسهمان في إعلاء شأن الثقافة العربية ورفدها بالمزيد من التوهج والعطاء والإبداع .. وإذا كان الحثّ على القراءة بإيجاد الحلول كما أسلفنا واجبا لا بد من السعي للتقدم فيه والسير على دربه ، فإن الترجمة تساعدنا على جعل القراءة أكثر حضورا وكثافة ..ولا ريب أنّ اتساع رقعة القراءة ، تؤدي إلى جعل المترجم مقروءا بشكل أفضل .. وهكذا نجد أنّ كل الدروب مترابطة مؤدية إلى بعضها .. وكل خطوة نحو الأمام هنا تعني خطوة إلى الأمام في الموضوع الآخر .. فلماذا لا نقوم بترجمة الجديد بشكل مستمر ومن كل اللغات الأخرى، ونضع في الاتجاه نفسه الخطط الواسعة النشطة لجعل القراءة أوسع وأشمل وأكثر حضورا في وطننا العربي ؟؟؟ .. · تعالوا إذن نعمل من خلال نور الأدب على رفد ثقافتنا بالجديد من خلال نقل كل ما يتعلق بالأدب الذي وضعنا عنوانه هنا .. آملين ممن يريد الإضافة أن يخبرنا عن ذلك ، وممن يريد الإشراف على هذا القسم أو ذاك أن يبلغنا .. والإشارة واجبة إلى أنّ الإشراف لا يعني إحجام البقية عن رفد هذا الملف أو ذاك ، لكن من حق المشرف أن يحذف أو يطلب حذف مادة ما ، أو إضافة ما ، إذا وجد أنّ ذلك يتعارض مع الخط العام للملف.. [/align] |
رد: الأدب الأرمني المعاصر
تحية نور أدبية طيبة للجميع..
كانت فكرة أديبنا الموسوعي وشاعرنا الأستاذ طلعت سقيرق منذ بداية إنشاء نور الأدب أن نعمل سوياً لإثراء مكتبة نور الأدب كما رتب له ووضح أعلاه. اليوم وليستمر نور الأدب.. ليس مجرد استمرار عادياً - لأننا لم نشأ يوماً أن يكون مجرد موقع - بل استمرار فاعل ليبقى صرحاً أدبياً كما أردنا له نريد العودة لرفد وتنظيم هذه الأقسام راجية من الجميع التعاون ما أمكن. أرجو العودة لقراءة مقدمته أعلاه. التقسيم أمامكم لكن ولتسهيل الأمر عليكم سأضع روابط أهم الأقسام التي تعنى بالأدب العربي في قطر عربي أو سواه - كما أنشاها ورتب لها ، على أن نقوم لاحقاً بنقل ما يناسبها من الأقسام الأخرى وبدء العمل على تفعييل كل قسم منها، ولهذا الغرض سنجعل أسبوعاً لكل قسم نرفد مكتبته ، وهذا لا يعني بالطبع أن نتوقف عن رفد الأقسام خارج الأسبوع المخصص لكل منها - لكن - القصد هو تنظيم هذه الفعاليات والبدء بمهرجان أدبي إذا جاز التعبير للتنبيه ، التركيز على القسم المختار والتنبيه له بما يشبه العمل الجماعي، نساهم برفده قدر الإمكان ويبقى مفتوحاً للمزيد من الرفد بشكل دائم ولا ننشر ما يخص المكتبة خارجها، كما أراد أديبنا الموسوعي الأستاذ طلعت تماماً. |
رد: الأدب الأرمني المعاصر
[align=justify]
بالنسبة لأدب الشعوب غير العربية فقد اخترت بدء فعاليات: " الأدب الأرمني المعاصر " الأدب الأرمني من أجمل الآداب ماذا نعرف عن الأدب الأرمني والأدباء الأرمن ؟؟ ننتظر بحثكم ومشاركتكم في رفد قسم الأدب الأرمني المعاصر [/align] |
رد: الأدب الأرمني المعاصر
شكرا لك على هذا الملف اللافت للإنتباه..أنا شخصيا لا أعرف أدب الأرمن..إنما تروق لي موسيقاهم كثيرا كثيرا..وبمناسبة عيد المرأة سأوجز عن حياة أديبة وفنانة تشكيلية من الأرمن ..إنها الفنانة الأديبة الشابة مريم بطرسيان:
إن الكتَّاب الذين يكتبون باللغة الروسية، ويقيمون خارج روسيا، غير معروفين كثيراً في هذا البلد، لكن الوضع يختلف بالنسبة للكاتبة الأرمنية الشابة مريم بطرسيان. فروايتها (في البيت الذي...) وضعت على لائحة المرشحين للفوز بالجائزة الوطنية (الكتاب الكبير) عام ،2009 وفازت بها هذا العام! هذا يثير الدهشة والاستغراب الشديدين، لأن مريم ليست كاتبة محترفة، بل فنانة تشكيلية متخصصة بالرسوم المتحركة، ولدت عام 1969 في العاصمة الأرمنية ييريفان. وفي العام 1988 أنهت المدرسة الفنية باختصاص مصمم ديكور.. بدأت العمل في ستوديو (الفيلم الأرمني). ومن ثم انتقلت إلى قسم تصوير أفلام الصور المتحركة. سافرت بعد ذلك إلى موسكو، وعملت لمدة عامين متتالين في ستوديو (الاتحاد السوفييتي لأفلام الأطفال).. عادت عام 1995 إلى ستوديو (الفيلم الأرمني)، وبقيت تعمل هناك حتى العام 2007. كرست روايتها هذه لسبر أغوار حياة أطفال معوقين يعيشون في مدرسة داخلية. وهي الأولى والوحيدة لديها، وقد استغرق إنجازها عشر سنوات! تقول مريم بطرسيان (كُتبت الرواية في العام 1997 تقريباً. أما الصيغة الأولى منها فكتبت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.. بدأتُ الكتابة عن بيت المعوقين عندما كنت بعمر أبطاله.. لقد رسمتهم قبل أن أكتب عنهم، لذلك فإن الفكرة والأبطال أكبر عمراً بكثير من عمر الكتاب نفسه!(عن الأمبراطور) |
رد: الأدب الأرمني المعاصر
من الأدب الأرمني الساخر
هاكوب بارونيان (1843- 1891) ت.نورا أريسيان لو لم يملك هاكوب بارونيان ذلك الأرق للنفاذ إلى أعماق الظواهر الصارخة في القيم الاجتماعية والسياسية والدينية لما أبدع كل تلك السخرية. وأفضل وصف للفترة التي عاشها الكاتب الساخر الكبير في القرن التاسع عشر هو الذي جاء بعبارته (الفترة حيث وُضِعت الحقيقة في القبر). يعتبر هاكوب بارونيان (1843- 1891) رائد الأدب الأرمني الساخر، وأحد وجوه الأدب الكلاسيكي في السبعينات والثمانينات من القرن التاسع عشر. لقد أسس النثر والمسرح الواقعي في الأدب الأرمني الغربي، ونشير إلى وجود أدب أرمني شرقي في أرمينيا وأدب أرمني غربي لدى الأرمن في المهجر. دخل بارونيان عالم الأدب مسرحي وتطورت موهبته في المجال الصحفي، وأخذ ينشر مقالات ذات طابع ساخر كأصداء للحياة الاجتماعية والوطنية ويفضح سياسة المصلحة. لم يعط هاكوب بارونيان بكتاباته وإبداعاته دفعاً للحركة الأدبية في تلك الفترة فقط بل لتطور الفكر أيضاً كأحد ممثلي تيار الفكر الديموقراطي. لقد أبدع بارونيان كتابات على مستوى رفيع في النثر الساخر والمسرح، إلى حد أنها أثَّرت على تطور الفكر الفني لدى الشعب الأرمني. يتميز المستوى الفني في الإبداع لديه في الدرجة الأولى بأنه يرصد بصدق وعمق أحداثاً تتصف بها الحياة الأرمنية اجتماعياً وسياسياً في فترة 1870- 1880. وهكذا استطاع بارونيان أن ينفذ وبشكل مدهش إلى صميم ظواهر الحياة الاجتماعية والسياسية سواء لدى الأرمن أو غيرهم في العالم، ويبيّن الجوانب الساخرة والهزلية من الحقيقة في صور معينة، فذلك هو أساس سخريته. ولد بارونيان في القسم الأوروبي من تركيا في مدينة أدرنة عام 1843. كان يتقن عدا عن الأرمنية اللغة الفرنسية واليونانية ممَّا أتاح له الفرصة للتعرف على المسرح الفرنسي واليوناني. انتقل إلى القسطنطينية عام 1863 وعمل في مجالات مختلفة كموظف بريد وأستاذ وممثل. واحتك بالمثقفين وأصحاب القلم في جريدة (النحلة). ثمَّ بدأ حياته الأدبية بالمسرحيات، إذ كتب مسرحية (خادم واحد لمعلمين) لكنها لم تنشر، وفي عام 1868 أصدر المسرحية الساخرة (طبيب الأسنان الشرقي) حيث وضع بها أساس المسرح الأرمني الواقعي. وبعدها وضع بارونيان جلّ جهده في الأدب والصحافة فاستلم تحرير جريدة (النحلة). أصدر دوريات ساخرة مثل (المسرح) و(السفسطائي) بعدما أقفلت (النحلة) حيث بدأ ينشر كتاباته فيها مثل (أعيان وطنيون) و(دفتر الأبله). وبعد إقفال جريدة (السفسطائي) الساخرة ساءت أحوال بارونيان وأصيب بداء السل وتوفي عام 1891. لقد طرق بارونيان أنواعاً عديدة من الأجناس الأدبية. كانت غالبية كتاباته نثرية ولكن يمكننا القول أنه في طبيعته الإبداعية كاتب مسرحي بامتياز. من الجدير ذكره أن كتاباته كانت غنية بالحدث والحوار النشيط المفاجئ حتَّى وإن كانت مشاهد بسيطة أو قصصاً قصيرة. وبذلك، يتحول أغلب نثره إلى مسرحيات يمكن أن تقدم على المسرح، والجدير ذكره أنه تمَّ عرض أغلب أعماله على خشبة المسارح في أرمينيا وخارجها. الهجاء السياسي عند بارونيان النوع الأساسي للسخرية لدى بارونيان هو الهجاء حيث يشكل مضمونه كافة الظواهر وخبايا الحياة السياسية والاجتماعية في المجتمع الأرمني في ذلك الوقت. وقد توجه هجاؤه إلى الظلم الذي يقع على الجماهير المقهورة وإلى طغيان البورجوازية ونظام السلطان الوحشي وضد السياسة المخادعة للدول الغربية. لقد لفتَ بارونيان الأنظار في السبعينات بشعبيته ووطنيته، فقد ظهر بوعي عالٍ لقوة السخرية. وقد كتب في مقدمة عمله الشهير (دفتر الأبله): (أنا أيها السادة سأسخر ولست بحاجة إلى لحن أو بيانو كي أسخر...). هذه الأسطر موجهة ضد الرومانتيكية الوطنية وتبيّن أن الساخر الكبير مستعد لإراقة الدماء من أجل خير المجتمع، وأن سخريته لها طابع أصيل و مقاتل. كان بارونيان يرغب من صميم روحه بتحرير الشعب من استبداد السلطان. ويجب أن نعتبر أن الخدمة الكبيرة التي أسداها في هذه الفترة هي أن سخريته قدمت للشعب الحقائق والأحداث بواقعية عميقة، وكان يعمل من أجل التنبيه وتوعية الأفكار لكي لا تعقد آمال التحرر على وعود كاذبة من السلطان والأعيان الوطنيين. حقاً، لقد كانت إحدى جوانب الهجاء الأساسية لدى بارونيان النقد اللاذع للأعيان الوطنيين أي ممثلي التيارات المحافظة الأرمنية. إن الملاحظات الساخرة التي كان يبديها بارونيان تحافظ على معناها ومصداقيتها حتَّى يومنا هذا وتبيّن عباراته اللاذعة القيمة الفنية للهجاء السياسي لديه. الهجاء الاجتماعي يعتبر إطار الحياة الاجتماعية الواسع أحد أبرز القيم للسخرية لدى بارونيان. لقد طرح إلى جانب المسائل السياسية العديد من المسائل المتعلّقة بظواهر الحياة الاجتماعية وقد نجح برسم الوجوه الفنية لكافة الفئات الاجتماعية في تلك الفترة. من العبارات المعروفة في عمله (نزهة في أحياء استنبول) الذي يصف فيه حي الأغنياء: (يحدّه من الشرق الولع بالقمار ومن الغرب حب التبرج ومن الجنوب الإسراف ومن الشمال الخداع). لقد احتل موضوع الجوانب السلبية من الحياة الأخلاقية في المجتمع آنذاك حيّزاً كبيراً في إبداعات بارونيان. إنه ينتقد بشدة الطبائع المتجذرة في حياة الأغنياء والطبقة الوسطى مثل الآداب المزورة الباطلة والولع بالموضة والتبرج التي بدأت تتفشى وتسيء إلى سلوكيات طبقة الفقراء. كان الكاتب الساخر يرى في التعابير السلبية للحياة مصيبة اجتماعية كبيرة لأنه ونتيجة لذلك يصبح العالم النفسي للنساء فقيراً وينقطع عن الحياة الاجتماعية ليفكرن فقط بجمالهن والتبرج والزينة. الهجاء لدى بارونيان غني بنقد رجال الدين، فهو لا يرى أي نفع من عملهم ويقول إنهم كانوا ينفعون مجتمعهم بكلامهم أمَّا الآن فببطونهم. تعتبر (المتسولون الشرفاء) والمسرحية الساخرة (الأخ باغداسار) من أبرز أعمال بارونيان في الهجاء الاجتماعي أو بشكل أعم الساخر. الإحساس بالآنية قوي لدى بارونيان. فهو أول من يلاحظ الظواهر الجديدة في الحياة ويكتب عن صداها في أعماله. فتعتبر أعماله المسرحية التعبير الواضح عن بصيرته. أتى هذا الكاتب الثاقب النظر بنفس جديد إلى المسرح. إن مسرحية (الأخ باغداسار) تعتبر جوهرة ليس فقط بالنسبة للأدب الأرمني إذ أنها نوع فريد في الجنس الأدبي في الأدب العالمي. يحمل بارونيان في داخله حكمة الشعب وروحه النبيلة. وبقناعته (أنه لا يوجد في العالم شيء ساخر أكثر من السخرية التي تنقصها العدالة). كان ينتقد الكتّاب الذين يسعون إلى تغطية فقر المضمون بجمالية الشكل الخارجي ويقول: (إن البساطة والصدق تمثلان جمالاً نبحث عنهما قبل كل شيء). لقد خرجت أعمال بارونيان من الإطار القومي ودخلت إطار كنوز القيم في الأدب العالمي. إن بارونيان كاتب خالد ومبدع. وقد أدرك عظمته فقال مرّة: (أيّها الموت أنت لم تستطع دحري وإماتتي. هاهو اسمي خالد في البلاد. هاهم يتحدثون عني... ويحكون...) أعماله وعالم أفكاره كان قلمه غزيراً فقد كتب العديد من المسرحيات نذكر منها: (طبيب الأسنان الشرقي) (1868) حيث ينتقد الزواج المبني على المصالح. فيتزوج طبيب الأسنان الشاب من سيدة عمرها 60 سنة طمعاً بمالها. والمسرحية الهزلية (خادم واحد لمعلمين) حيث يسخر من تاجرين غنيين يشغلان معاً خادماً واحداً. وفي مسرحية (المتملّق) يسخر من الطبائع والأخلاق العائلية للطبقة البرجوازية في استنبول. وتعتبر (الأخ باغداسار) من أقوى أعماله حيث يتناول صورة من عدم الوفاء العائلي. وباغداسار رجل ساذج وهو ضحية زوجته وعشيقها ودسائس أعضاء مجلس القضاء. أمَّا (ضريبة اللباقة) التي كتبها عام 1886 في استنبول، فهي عبارة عن قصص مسرحية ساخرة، شخصياتها ضحايا الغش، وهم محكومون بالقواعد الزائفة للأدب واللباقة. وقد تناول برؤية ساخرة نماذج مختلفة من المجتمع كالثرثار والساذج والوطني والدخيل والإنسان السوي، فتارة يسخر من العلاقات الزوجية وتسلّط الزوجة وتارة أخرى يفضح العلاقة بين التاجر والزبون وطرق الغش التي يتّبعها التجار. تولد من صفحات بارونيان الأفكار التالية التي كان يطرحها في أعماله وبقيت قريبة من روح الكاتب الساخر: ـ الحرية: كان بارونيان يناضل من أجل الحرية وضد وسائل التقييد. ـ موقفه من الطبقات الاجتماعية: بارونيان دائماً مع الطبقة المتواضعة والمقهورة بشكل صريح، ويندد بأخلاقيات الأغنياء الفاسدة. على الرغم من أنه كان يوضح سلبيات الناس فقد كان يقدر صدقهم وروحهم البسيطة. ـ العائلة والزوجة: كان بارونيان حريصاً على قدسية الحياة العائلية. فالحب الطاهر والزواج المبني على أساس جيد هما كنزان لا يمكن تعويضهما. فهو يدافع عن الاحترام المتبادل بين الزوجين. ـ الدين ورجال الدين: تناول بارونيان في مواضيعه نقائص رجال الدين والتفكير الضيّق. إلا أنه ثمَّن رجال الدين الذين يكرسون أنفسهم من أجل العالم. ـ الوطن: يظهر بارونيان خلف سخريته حساً عالياً بالوطنية ويقف إلى جانب الأرمني الذي هضم حقه. الخصائص الأدبية تمحورت مواضيع بارونيان حول الطبقات الاجتماعية للأرمن في استنبول والمواضيع الاجتماعية والوطنية وحتى السياسية. إنه يسخر من الميالين إلى الغرب والأجانب. فنجد لدى بارونيان قيم الإنسان الصادق والجريء، فقد ناضل دائماً من أجل المُثل العليا الجميلة. فيكتب في مقدمة (أضحوكة) التي تدور أحداثها حول الحياة الوطنية والفكرية والعلاقات الدولية من خلال شخصياتها وهي ليست أناساً بل حيوانات، كالقطة والضفدع والذئب والنمل: "أنا أصنع كل هذا ومرشدي هو الصدق، الذي تبعته حتَّى الآن والذي يتبعني حتَّى اليوم...". إنه الكاتب الساخر الذي يسيطر على الحياة الأدبية الأرمنية حتى اليوم. فهو أول من عبّر عن السخرية بأجناس أدبية مختلفة، كالقصة واليوميات والمسرحية وغيرها. من أعماله الضخمة: (المتسولون الشرفاء) 1882، و(نزهة في أحياء استنبول) 1880، و(دفتر الأبله) 1880، و(أعيان وطنيون) 1874، ومسرحية (طبيب الأسنان الشرقي) 1868، و(خادم ومعلمان) 1865، و(المتملق) و(الأخ باغداسار) 1886. نشر بارونيان (دفتر الأبله) عام 1880 في القسطنطينية. وهو عبارة عن قصص قصيرة جداً وحوادث يومية قصيرة يرويها بارونيان على شكل يوميات، وتتضمن مقابلاته وأحاديثه مع الناس ووصفه لكل ما يدور حوله من حياة سياسية واجتماعية، لكن على طريقته الخاصة. وهو إذ يسخر وينتقد الحكومة والدبلوماسية الأوروبية. فقد كان هدفه كما كتب في المقدمة، أن يصحح السلبيات والنقائص بالسخرية منها. لقد دافع عن قضايا الضعفاء وتمرّد على الظواهر البالية والفاسدة إذ قال: "هناك أموات يجب قتلهم". |
رد: الأدب الأرمني المعاصر
دفتري اليومي |
رد: الأدب الأرمني المعاصر
تشارينتس يغيشة (1897ـ 1937)
أحب في حلوتي أرمينيا أحب لسان أرمينيا ، الذي غذي بالشمس ، أحب تنهدات قيثاراتها القديمة ونغماتها الشجية وشكاتها المريرة ، أحب زهورها الملتهبة وشذاها المسكر، أحب رقصات الغانيات ، وسحرهن ورشاقتهن, أحب سماءها الزرقاء الغامقة ن وبحيراتها الرقراقة ، وصفاء مياهها شمس صيفها ، عواصفها الشتائية الجبلية المرعدة، أكواخها المظلمة الكئيبة ، وجدرانها التي سخّمها الدخان، أحب مدنها الحجرية المعمرة مدنها الدائمة الشباب. أينما كنت ، فلن أنسى أغانيها الحزينة، ولا كتبها المزينة بالذهب والتي توقظ القلب للصلاة. هي تنزف ، وأنا أنزف أيضاً ، جراحها جراحي، لكلّ معاناتها ، أرضي اليتيمة ، أحبها . ليس لقلبي المفعم بالحزن في الحياة سوى أمنية. وليس ثمة في العالم من هو أسطع ذكاء من كوتشاك، وناريكاتسي طف العالم ، فلن تجد كالقمم التي وخطها الشيب من أرارات. كم أحب طريق المجد الصعب، جبل "ماسيس "! للشاعر الأرميني تشاريرينتسواسمه الحقيقي يغيشة صوغو مونيان تشارينتسYEGHISHE TSHARENTS SOGHOMONIAN شاعر وناقد وناثر ومترجم أرمني بارز . ولد في مدينة قارص في أرمينيا الغربية وتلقى تعليمه الابتدائي فيها وفيها كانت محاولاته الشعرية الأولى. سافر عام 1916 إلى موسكو حيث غذت أجواء موسكو الثورية تكوينة الثوري ، فالتحق بالجيش الروسي ثم عاد إلى أرمينيا أواخر عام 1919. بدأ منهجه في الشعر متأثر بالرمزية المتأصلة لدى الأرمن . كتب مجموعته الشعرية " DESILAJAMER” (ساعات رؤية ) 1915 و(TZIATZAN)" قوس قزح" 1917 ، حيث تطرق إلى موضوع معاناة الإنسان باحثاً عن المثالية في الحياة . كان الشعراء الأرمن في فترة 1910 وما بعدها يلجؤون إلى الأساطير والرؤى ليجدوا فيها حلاً لمعضلة الوجود الأرمني ، وكتعبير عن ذلك ظهرت القصيدة الغنائية المسّماة (GABOUDATSHYA HAYRENIK) "وطن ذو عيون زرق " 1915 في تبليسي TIFLIS، حيث نسج فيها تشارينتس حلم أرمينيا المستقبلي إلى جانب صورة الوطن المدمّر ومصيره التاريخي وحياة الفرد الإبداعية. لم يكن بإمكان تشارينتس الوقوف في إطار الإبداع فقط أمام اللحظة المصرية في تاريخ الأرمن , بل شارك فعلياً في فرق التطوع على الجبهة 1915 ، فكان شاهد عيان على تجهيز ألوف الأرمن ومآسيهم وقد تسربت إلى شعره صور معاناة ومجازر الشعب الأرمني وتجسدت في قصائد (VAHAKN) "فاهاكن" 1916 و(MAHVAN DESIL) رؤيا الموت 1922 و(Dantea gan arasbel) "أسطورة دانتيه" 1916 التي نشرت في تبليسي. ومن الملاحظ أن شعره كان مفعما بالشكوك والحسرة والألم. برع شاعر الثورة تشاريبتس في كتابة الشعر الملحمي وشعر البطولات ، فكتب ملحمة AMPOKHNERE KHELAKARVATZ "الجماهير المجنونة " 1919 والتي يمجد من خلالها الإرادة الثورية لدى الجماهير المناضلة والثائرة وسمو أهدافها. أسس تشارينتس مدرسة شعرية في الأدب الأرمني خاصة والسوفيتي عامة بمضمون ثوري جديد. وصدرت عام 1926رواية (YERGIR NAYIRI) "بلاد ناييري " والمؤلفة من ثلاثة أجزاء . وتعد هذه الرواية الحجر الأساس لفن الكتابة الأرمنية. وتعتبر من أكثر الروايات الأرمنية تعقيداً حيث يتناول تشارينتس أحداث احتلال قارص عام 1919 ، وقد استخدم مصير المدينة الأليم ليصف للعالم معاناة الشعب الأرمني. وتعتبر قصيدة (YES IM ANOUSH HAYASDANI) "أحب في حلوتي أرمينيا". في مجموعته (DAGHRAN) "التي تعد قمّة الشعر الوطني عند تشارينتس ، وهي مهداة إلى القيم الروحية لأرمينيا . إنَّها بمثابة وصية شعرية للحفاظ على مقدسات الوطن ، وما تزال تحظى بمكانة خاصة في الأدب الأرمني. من الملاحظ أن مسحة من التشاؤم تطغى على قصائد تشارينتس . ومعلوم أنه أدخل أنواعاً جديدة من الشعر في الأدب الأرمني مثل الأنشودة والنصائح والنشيد. كما استخدم عدداً من المقاييس الفنية الشعرية الشرقية مثل الرباعيات والمخمّسات والبيت . وترجم الكثير من الآداب الأجنبية لأمثال غوتة وبوشكين وسواهما. أطلق اسم تشارينتس على عدد كبير من الشوارع والمدارس في أرمينيا وسميت مدينة باسمه (TSHARENTSAVAN) "تشارينتس أفان " تخليداً لذكراه. وثمة أيضاً متحف خاص بأغراضه وأوراقه موجود في يريفان YEREVAN.وقد ترجمت مختارات من أعماله الشعرية إلى كثير من لغات العالم كالروسية والعربية وغيرها. |
رد: الأدب الأرمني المعاصر
تشارينتس يغيشة (1897ـ 1937)
أحب في حلوتي أرمينيا أحب لسان أرمينيا ، الذي غذي بالشمس ، أحب تنهدات قيثاراتها القديمة ونغماتها الشجية وشكاتها المريرة ، أحب زهورها الملتهبة وشذاها المسكر، [CENTER]أحب رقصات الغانيات ، وسحرهن ورشاقتهن, أحب سماءها الزرقاء الغامقة ن وبحيراتها الرقراقة ، وصفاء مياهها شمس صيفها ، عواصفها الشتائية الجبلية المرعدة، أكواخها المظلمة الكئيبة ، وجدرانها التي سخّمها الدخان، أحب مدنها الحجرية المعمرة مدنها الدائمة الشباب. أينما كنت ، فلن أنسى أغانيها الحزينة، ولا كتبها المزينة بالذهب والتي توقظ القلب للصلاة. هي تنزف ، وأنا أنزف أيضاً ، جراحها جراحي، لكلّ معاناتها ، أرضي اليتيمة ، أحبها . ليس لقلبي المفعم بالحزن في الحياة سوى أمنية. وليس ثمة في العالم من هو أسطع ذكاء من كوتشاك، وناريكاتسي طف العالم ، فلن تجد كالقمم التي وخطها الشيب من أرارات. كم أحب طريق المجد الصعب، جبل "ماسيس [/CENTER]"! للشاعر الأرميني تشاريرينتس واسمه الحقيقي يغيشة صوغو مونيان تشارينتسYEGHISHE TSHARENTS SOGHOMONIAN شاعر وناقد وناثر ومترجم أرمني بارز . ولد في مدينة قارص في أرمينيا الغربية وتلقى تعليمه الابتدائي فيها وفيها كانت محاولاته الشعرية الأولى. سافر عام 1916 إلى موسكو حيث غذت أجواء موسكو الثورية تكوينة الثوري ، فالتحق بالجيش الروسي ثم عاد إلى أرمينيا أواخر عام 1919. بدأ منهجه في الشعر متأثر بالرمزية المتأصلة لدى الأرمن . كتب مجموعته الشعرية " DESILAJAMER” (ساعات رؤية ) 1915 و(TZIATZAN)" قوس قزح" 1917 ، حيث تطرق إلى موضوع معاناة الإنسان باحثاً عن المثالية في الحياة . كان الشعراء الأرمن في فترة 1910 وما بعدها يلجؤون إلى الأساطير والرؤى ليجدوا فيها حلاً لمعضلة الوجود الأرمني ، وكتعبير عن ذلك ظهرت القصيدة الغنائية المسّماة (GABOUDATSHYA HAYRENIK) "وطن ذو عيون زرق " 1915 في تبليسي TIFLIS، حيث نسج فيها تشارينتس حلم أرمينيا المستقبلي إلى جانب صورة الوطن المدمّر ومصيره التاريخي وحياة الفرد الإبداعية. لم يكن بإمكان تشارينتس الوقوف في إطار الإبداع فقط أمام اللحظة المصرية في تاريخ الأرمن , بل شارك فعلياً في فرق التطوع على الجبهة 1915 ، فكان شاهد عيان على تجهيز ألوف الأرمن ومآسيهم وقد تسربت إلى شعره صور معاناة ومجازر الشعب الأرمني وتجسدت في قصائد (VAHAKN) "فاهاكن" 1916 و(MAHVAN DESIL) رؤيا الموت 1922 و(Dantea gan arasbel) "أسطورة دانتيه" 1916 التي نشرت في تبليسي. ومن الملاحظ أن شعره كان مفعما بالشكوك والحسرة والألم. برع شاعر الثورة تشاريبتس في كتابة الشعر الملحمي وشعر البطولات ، فكتب ملحمة AMPOKHNERE KHELAKARVATZ "الجماهير المجنونة " 1919 والتي يمجد من خلالها الإرادة الثورية لدى الجماهير المناضلة والثائرة وسمو أهدافها. أسس تشارينتس مدرسة شعرية في الأدب الأرمني خاصة والسوفيتي عامة بمضمون ثوري جديد. وصدرت عام 1926رواية (YERGIR NAYIRI) "بلاد ناييري " والمؤلفة من ثلاثة أجزاء . وتعد هذه الرواية الحجر الأساس لفن الكتابة الأرمنية. وتعتبر من أكثر الروايات الأرمنية تعقيداً حيث يتناول تشارينتس أحداث احتلال قارص عام 1919 ، وقد استخدم مصير المدينة الأليم ليصف للعالم معاناة الشعب الأرمني. وتعتبر قصيدة (YES IM ANOUSH HAYASDANI) "أحب في حلوتي أرمينيا". في مجموعته (DAGHRAN) "كتاب الأغاني " 1922 , ، قمّة الشعر الوطني عند تشارينتس ، وهي مهداة إلى القيم الروحية لأرمينيا . إنَّها بمثابة وصية شعرية للحفاظ على مقدسات الوطن ، وما تزال تحظى بمكانة خاصة في الأدب الأرمني. من الملاحظ أن مسحة من التشاؤم تطغى على قصائد تشارينتس . ومعلوم أنه أدخل أنواعاً جديدة من الشعر في الأدب الأرمني مثل الأنشودة والنصائح والنشيد. كما استخدم عدداً من المقاييس الفنية الشعرية الشرقية مثل الرباعيات والمخمّسات والبيت . وترجم الكثير من الآداب الأجنبية لأمثال غوتة وبوشكين وسواهما. أطلق اسم تشارينتس على عدد كبير من الشوارع والمدارس في أرمينيا وسميت مدينة باسمه (TSHARENTSAVAN) "تشارينتس أفان " تخليداً لذكراه. وثمة أيضاً متحف خاص بأغراضه وأوراقه موجود في يريفان YEREVAN.وقد ترجمت مختارات من أعماله الشعرية إلى كثير من لغات العالم كالروسية والعربية وغيرها. |
الساعة الآن 29 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية