أطـلّـت ونـور الورد يكسو محيّـاهـا
......ليخـفـي عن المفتون حزنـا تغشّـاهـا
وتـجـهـر بالآهـات أنـّات خـافــق
...........بعينـيـن فـي الإبحار والحزن قد تاهـا
أيـا نـور هـذا الحـزن بـعـد لقائنـا.
.........سيمضـي ولـن يغشـاك همسا ولا آهـا
فآهاتـك الحـرّى غزتـنـي وأدلـجـت
............وبالصـدر أرست سهامـا كنت أخشاهـا
أيـا نـور كـونـي نسمـة بسمائـنـا
..............فيمضـي بنـا الإبحـار فيها ونرعاهـا
لكـم كنـت أرجـو أن أراك بوحدتـي
...........وطيـف الهـوى ينسـاب فـي ثناياهـا
أمـن بـوح عينيك انتشـي أملـي حقـا
.......فأصحـى القوافـي من جراحي وأدماهـا
ويمضـي بنـا الترحال يـا أملا صحـا
...........يمنـي الهـوى نفسـا سمـت لثريـاهـا
ومـدت مـن الشهـد المـذاب أنـامـلا
................أذابـت أنامـلـي وذبـت لـمـــرآها
وداعـا تـقـول لـي وما كـدت ألقـاها
.............كـأن الزمـان ذاب في نـار لقـيـاهـا
وداعـا فجـرح الحزن قد فر من جرحي
.......ودرب الثريـا هـزّ من كنـت أهواهـا
وشـتّـان ما بين الثّـريّـا وإبـحـاري
...........فخمسـون عاما فيـه ذا الدّهـر أبلاهـا
فـلا الرّمل ... لا الشّطآن تهوى مراكبي
.......ولا القلـب يهفـو بعـد هـذا لنجواهـا
ولا العيـن للإبحـار بـاتـت تناجينـي
..............أأنسـى وقـد ذابـت بعينيـك عينـاهـا
أأرنـو، فأهـوى ذي الثريّـا، وأيامـي
.............قليـل إذا ما جئـت أحصـي بقايـاهـا
وداعـا فإنّنـي لـذا راحـل ولـــو
.............بـدت منـك رؤيـا، كان قلبي تمـنّاها
وإن قلـت لا شوقـا لمعسول أشعـاري
........فقد صغـت إلهامـي وأهديـك أشهاهـا
مـن القلـب أجنيها ومن مهجتي تسمـو
.......فتلقـاك نشـوى بعـد موتـي لذكراهـا