![]() |
(( أليس هذا حبّا !))قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
أليس هذا حبّا..!!
دخل" أبو علي" بيته منهك القوى ، يحمل على كتفه لفة الحبال الغليظة التي تعينه على حمل الأثقال ، وعلى رأسه عَصبة سميكة لتعينه على التوازن أثناء رفع الأحمال ، جلس متهالكا على أقرب مقعد خشبيّ، بادرته بابتسامة مصطنعة، تناولت منه كيس البندورة،قائلة :الله يعطيك العافية ،جهزت لك الماء الساخن المملح لتضع قدميك في الوعاء وتريحهما من تعب العمل الشاق ولمّا حاولت نزع الحذاء الثقيل قال: أكرمك الله لاتفعلي أنا أقوم بهذا ، الله يرضى عليك . : جهزت لك العشاء ، قطعة جبن وقليلا من الزيت . : الحمد لله ، أريد يعض الزيت لأدهن يديّ المتقرّحتين من خشونة الحبل -.شرد للحظات في وجهها- ألحظ أنّ في عينيك الجميلتين عتابا ، ما الأمرأفصحي !! : سمعتُ من الجارات أن اليوم هو عيد الحب " الفلنتاين" وكل زوج يحمل لزوجته هدية ، قد تكون وردة حمراء ، أو رداء جميلا ، الأثرياء يقدمون قلادة أوسوارا -وأضاءت ابتسامتها بحنان - حبيبي .. اليوم عيد الحب ما هديتي؟ ابتسم بحب : حبيبتي أتُهدى الوردة البيضاء وردة حمراء ،ليتني ثريا لوهبتك كنوز العالم ، لكن العين بصيرة واليد فقيرة ، وإن كان لابد من اللون الأحمر فأنا أجلب لك كل يوم بندورة حمراء لتطبخي" قلايّة بندورة " للعشاء فأنا أعبرعن حبي كلّ يوم . : تلونت الابتسامة بنور الرضا : لكن الهدية تفرح القلب وتشعرني بالحب مدّ يديه االخشنتين أمام ناظريها ،:أتريدين حبّا، أنظري إلى هذه الشقوق الدامية في كفيّ ، وإلى هذا الوعاء الملحيّ التي تلونت مياهه بدماء تقرحات قدميّ ،أليس هذا حبّا ، وهذا العمود الفقريّ الذي قوّسته أحمال السنين التي تنهدّ لها الجبال ، أليس هذا حبا، والله عندما أسمع صوتا ينادي : يا حمّال ، ترقص أوصالي فرحا واستيشر خيرا لأني بهذا الأجر سأفرح قلبك والأولاد بكيلو تفاح ، أليس هذا حبّا !! : لكني أريد وأريد , وأريد .... : ليس المهم ما تريدين بل لأني أقدم لك أقصى ما استطيع بكل حبّ، في الشهر الماضي قبلت عرضا لتنزيل حمولة سيارة حمولتها ثلاثة أطنان لأحد المخازن ، وكان من أجل أن أشتري لك ملابسا تسترك والأولاد ، أليس هذا حبّا !!ولم أقل لك كم شوالا من السكر حملت إلى الطابق الرابع ، لأدفع القسط الأول للغسالة التي تريح يديك من الغسل اليدوي أليس هذا حبّا !!، و كم كان دمعي غزيرا عندما مرضت ولم أجد ثمنا للدواء وآلمني وجعك ، الناس يعبرون عن حبهم مرة في العام وأنا أعبرعنه كلّ لحظة أليس هذا أروع حبّ.!!الحبّ الصادق يا حبيبتي لا يحتاج إلى عيد بل هو بقدر ما نقدم من عطاء لمن نحب، لكن بعض الأثرياء يقدمون لزوجاتهم الحلى الثمينة وبخبئون لعشيقاتهم حلىً تساويها قيمة في هذا اليوم ،. فأنا أقدم لك ما أحصل عليه وأعاملك بما يرضي الله و أسوة بالرسول علية الصلاة والسلام حين سئل من أحب الخلق إلى قلبك ، أجاب بكل فخر : عائشة "رضي الله عنها"، وأنا أقول بكل حبّ : أنت ِأحبّ الخلق إلى قلبي . اغرورقت عيناها بدمع السعادة: يا "أبا علي "،لم أكن أدري أنك تغدق عليّ كلّ هذا الحبّ وكلماتك الصادقة النابعة من القلب أجمل قصيدة حب ، ودماؤك التي نزفت من أجل أسمى غاية تتغنى بها الحياة ،أغفر لي سوء تقديري ، أتمنى أن يدوم حبك وكريم عطائك ، أنا بحُبك يا حبيبي ،أسعد نساء الأرض وحبك ضياء وجودي ولم أشعر بعظمته إلا من خلال كلماتك ، فأنا االمرأة الأغنى بهذا الحب .. |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
الأستاذة القديرة فاطمة يوسف عبدالرحيم : قرأت قصتك القصيرة بشغف .. و تابعت و تتبعت كل كلمة كتبت .. و كل عبارة سطرت .. قصة إجتماعية واقعية حقيقية تستحق التقدير و الثناء .. لما يتحقق فيها من عناصر الأدب العربي الراقي .. الامتاع و فائدة القارئ .. الهدف و المقصد الحقيقي للقصة كشف عنه بوضوح و جلاء العنوان " أليس هذا حباً " .. فانتظار الحدث وتفاصيله كان غاية القارئ لمعرفة جواب السؤال .. كما جاء الغرض الفعلي للقصة و الكاتب ( سيادتكم ) من عبارة مباشرة على لسان البطل : " ّ أليس هذا أروع حبّ.!!الحبّ الصادق يا حبيبتي لا يحتاج إلى عيد بل هو بقدر ما نقدم من عطاء لمن نحب " .. وعبارات و أقوال أخرى أكثر وضوحاً و شرحاً لأبعاد هذا الحب على لسان البطل .. لم يترك الكاتب فرصة للقارئ أن يتفاعل مع القصة و أحداثها ..أو أن يتفاعل مع نفسه و مشاعره و أحاسيسه بحثاً عن إجابة لهذا التساؤل . يجب أن يكون هناك عنصر التشويق أو الإثارة أو إنتظار الحدث أو رد الفعل أو الخاتمة المفاجئة التي تترك القارئ يفكر و يفكر و يفكر . أرجو قبول نقدي بصدر رحب ، فالمقصد الوصول لغاية و منتهي الجمال الأدبي .. و الكمال الفكري .. ماسبق لا يقلل إطلاقاً من إعجابي الشديد بإسلوب سردك القصصي الشيق ، مع وجود هدف نبيل في فكرك مطلوب توصيله للقارئ ، واستخدامك للعبارات و الكلمات الأدبية و العربية البليغة التي تخدم و تفيد و تقوي النص القصصي . تحياتي و تقديري .. وفي انتظار أعمالك و نصوصك الأدبية الابداعية الأخرى . د. ناصر شافعي |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
فاطمة
تملكين ريشة قصصية جميلة تنبئ عن حس فنى جميل و وهذه القصة التى تفارق بين منطق الغنياء ومنطق الفقراء فى جمال تكشف أيضا عن امراض اجتماعية معينه قد ينحرف نحوها الفقراء لكن صوت الحكمة يتدخل فى الوقت المناسب فيقدم البطل درسا كونيا يكشف فيه عن إنسانية الإنسان ذلك الكائن الذى يحمل مشاعر واحدة لكن التعبير عنها يختلف من شخص إلى آخر هنا نجد المبرر الفنى للإسهاب فى قول البطل وهو يقدم لزوجته معانى كثيرة للحب لا تخلو من الحكمةوالذى يوهمنا بصوت المؤلف يتدخل على لسان بطله فى اسهاب قد يتناقض مع مبدأ التكثيف فى القصة بيد أن القاصة استطاعت بمهارة ان تحول هذه اللقطة القصصية الى حالة كونية تسمح بتمدد الحكمة على لسان البطل وهذا الحوار الصامت كشف عن حيادية الخطاب القصصى وجمال السرد الهادئ كم هى جميلة سيدتى الكريمة لك كل محبتى وتقديرى |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
قصة جميلة تحمل بين حروفها أروع معاني الحب
سلم القلم والأنامل |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
حضرة الأستاذة الأديبة فاطمة يوسف عبد الرحيم
قصة جميلة ذات هدف رائع ولغة ناضجة سليمة وتعبيرات قوية فرغم فقدها لعنصر تحريك الخيال لدى المتلقي إلا أنها بحق رائعة فمباشرتها لم تنتهك أدبيتها والهدف النبيل الذي رسمته لها نصيحة الدكتور ناصر تستحق منك ومنا الاهتمام فكثيرا ما يأخذنا الانتصار للهدف النبيل إلى المباشرة وواضح أنك تمتلكين نفساً شفافة وقيماً عالية وفقك الله وزادك تألقاً |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
سرد جميل أستاذتي الفاضلة، لنصٍ متميز بالعنوان و المضمون.. أبحرت بنا حروفه ضد تيارات الزيف و التقليد.. ضد كل التيارات الغربية المُلقبة "بالحداثة من أجل التجديد". شكرأ لك و لقلمك البارع أستاذتي فاطمة يوسف عبد الرحيم. |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأديب د. ناصر شافعي لقد شرفني حضوركم الكريم في صفحتي وسرّني ما كتبتم من ثناء ومديح عن النص ، وكذلك النقد الايجابي لبناء القصة ، لكن لي رأي، إنّ بساطة الشخصيات (الطبقة الاجتماعية) تحتاج إلى البساطة في الأسلوب و المباشرة في الخطاب القصصي ، لذلك تغافلت عن توظيف عنصر التشويق والإثارة في النص لقناعتي أن فكرة التعبير عن "الحب " تكفي لأن تكون عنصر تشويق فطري . أختكم الكاتبة فاطمة يوسف عبد الرحيم |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
إلى الشاعر المميز عبد الحافظ بخيت متولي
تحية أخوية وبعد أشكر لك هذا الحضور المميز في صفحتي ورأيك الذي أضفى على النص جمالا وعمقا وأسلوبك الثري الذي اتصف بإيقاع إنساني محبب يتوافق مع فكرة القصة أختكم فاطمة يوسف عبد الرحيم |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
الأخت الكريمة ميرا فرحات
تحية غطرة وبعد أعتزّ بتواجدك الكريم وتعبيرك الراقي عن جمالية القصة أختكم فاطمة يوسف عبد الرحيم |
رد: " أليس هذا حبّا !" قصة قصيرة بقلم الكاتبة : فاطمة يوسف عبد الرحيم
الأخت الأديبة فاطمة يوسف عبد الرحيم
قصة جميلة ورائعة تحمل معنى الحب الحقيقي الذي دعانا إليه ديننا الإسلامي الحنيف , وبعيداً عن التيارات الغربية الجديدة المزيفة . هذا هو الحب الصادق . سلم فكرك وأدبك , وبانتظار المزيد من هذا الإبداع . :nic110: |
الساعة الآن 12 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية