![]() |
عائد إلى مدينة النور
عائد إلى مدينة النور [align=justify] تطلع إلى الأفق متوجسا من الظلمة التي سادت المكان فجأة .. واضطر للتحديق عند قدمه برهة قبل أن يخطو الخطوة الأولى .. إلى أين ؟ .. منذ قليل كان يعرف إلى أين يتجه أو على الأقل كان يمني النفس بالوصول إلى مكان ترتاح فيه نفسه المتأججة . لم يكن يدري ما به لكنه كان يشعر بحاجة ماسة إلى ما يطفئ هذا اللهب المستعر في كيانه .. أحس فجأة بالخوف وسرت في جسده قشعريرة فلم يجد بدا من التقدم إلى الأمام .. عيناه بدأتا تستأنسان بما يحيط من حوله .. كانت هناك أخاديد و حفر و حواجز لم يعهدها من قبل . تراءى له بصيص من نور في الأفق البعيد فاستبشر خيرا .هفت نفسه لكي يصل إليه و يجد من يسري عنه و يذهب كآبته و يفرج كربته .الليل جميل لكنه في هذه اللحظة موحش .. الحواجز لا تنتهي .. بل خيل إليه لحظة أنها تتضاعف كلما تقدم به المسير .. صار كمن يدور في حلقة مفرغة أو يدور في دوامة .. استبد به الخوف وعن له أن يصيح و يصرخ طالبا النجدة .. لكن .. من سينجده ؟ ومن سيسمع صياحه ؟ بل ربما كان هناك من سيغتنم الفرصة ليزيده رهقا .. فليجر رغم الأخاديد .. و ليسرع قبل أن تنتابه نوبة جنون أو يصيبه مس في هذا الليل الحالك .. لكن البصيص من النور يختفي ويتلاشى مع اختفائه الأمل في النجاة من هذا الوضع المرعب .. شعر بالندم على ابتعاده من مكانه السابق و حن إليه حتى اغرورقت عيناه بالدمع .. التفت من جديد ثم انتبه إلى أن شيئا ما وراءه يلفت نظره ، فإذا بالبصيص يصير نورا وهاجا و إذا به يجد نفسه لم يتقدم خطوة .. لقد عاد أخيرا رغم أنه لم يغادر .. وصار عليه أن يسجد شاكرا على ما أوتي من نعمة فخر ساجدا والدموع تبلل الأرض إلى أن بزغ الفجر . [/align] |
رد: عائد إلى مدينة النور
[frame="1 98"]
عندما يكون النص مفتوحا على قراءات متعددة [وهنا اتحدث على اي نص سردي او شعري او مسرحي ..الخ] فان القارئ يعبر بين ضفاف فقراته بارتياح كبير ارتياح اشد ما يكون شبيها بارتياح ارخميدس عندما صرخ صرخته اوريكا [=وجدتها] هذا الارتياح ليس ناتجا عن فهمه لما في داخل النص من معاني ومقاصد ولا عن استكناهه لمرامي رموزه وايحاءاته ولا عن تلمسه لشاعريته الساحرة التي تنتج عن التخيل والتصوير وانقطاع نفسه مع الحبكة السردية .... ولكنه ناتج عن احساس بانه وجد نفسه فيه ذلك ان النص عندما يتقن كاتبه ان يجعله منفتحا على قراءات متعددة فان القارئ لا يلبث ان يجد طريقا لكي يقتنع بان النص يتحدث عنه ويبوح بما اسره في داخله من مشاعر او احاسيس او تجارب شعورية فهنيئا لك اخي رشيد فقد تمكنت من ان تتحدث عني من خلال سردك الرائع فقرأت في مراة نصك احاسيس كثيرة كانت تختلجني وتختلج كثيرين ممن التجأوا الى مدينة النور فرارا من ظلام قاتل وراء اسوارها و و و و يبدو ان كتابة القصة لم تكن عقابا لك بل كان فسحة لك ولنا لكي ننطلق في عالم شاعر وساحر هههههههههههه وهنا اتوجه الى الاخت نصيرة ينبغي ان نبحث عن عقاب اشد ههههه هذا العقاب لم ينفع هههههههههههه مع كامل التحية والتقدير ايمن الركراكي [/frame] |
رد: عائد إلى مدينة النور
تناغم وانسجام تام مع القلم وكأنك خيال و القلم فرسك العربي الأصيل الرشيق.
جميل سردك السلس أعطاني شخصيا رغبة في جولة أكون فيها أنا ونفسي وهدوء المكان.. تحيتي |
رد: عائد إلى مدينة النور
[frame="12 10"][align=justify]كلمات ليست ككل الكلمات .. تحرك سريالي في مدرسة أدونيس و السياب .. دمج للأحداث و الزمن في حلقة يصعب فيها لمس البداية و النهاية .. الشخصيات تجسدت و التصقت في أحداق القارئ .. سأطرح إجابة لأن بعض السؤال سؤال " عدت الى نور المدينة لأن المدينة كانت و ستبقى منارة لكل الوافدين " .
موفق أخي و هل نطمح أن تعيشنا مع مدرسة المنفلوطي ؟[/align][/frame] |
رد: عائد إلى مدينة النور
الأستاذ العزيز رشيد الميموني
هي حلقة مفرغة ولا بد من امتلاك الجرأة الكافية لمحاولة الالتفاف حولها أو عبورها بكل ما يحمل ذلك من مخاطرة النور هنا هو البصيرة وقد نتمكن من خلالها فهم الواقع واستجداء الضوء ليصبح لركوعنا وصلاتنا مغزى ومعنى نص مكثف ولغة سلسة وأخ أعتز به على مرمى القلم مودتي يا رشيد |
رد: عائد إلى مدينة النور
اقتباس:
لك كل المودة التي لا تبور . |
رد: عائد إلى مدينة النور
اقتباس:
ها أنت ترين كيف أثمرت فكرتك و اينعت براعمها .. فصار النص يحظى بكل هذا الوهج .. أعبر لك عن شكري و امتناني لتشجيعك و تواصلك . لك كل تعابير الود و التقدير . |
رد: عائد إلى مدينة النور
اقتباس:
لن أبالغ إذا قلت إنني حزت من رضى القراء ما لم أكن أتوقعه .. لكني لم أتطلع يوما في أن اضاهي أحدا في مستواه .. إن هي محاولات أرجو أن تحتفظ بمستواها الذي يليق بذائقة قراء مثلك .. تحيتي لك و شكري الجزيل على تشجيعك . محبتي . |
رد: عائد إلى مدينة النور
اخي الطيب رشيد
عود أحمد ... بداية أعترف أن قشعريرة جميلة سرت بأوصالي حين قرأت هذه الحروف فما أجمل الانتظار الذي تكلله عودة .. كلنا يا رشيد أسرى لهذه الروح التي قد تمنحنا السكينة والطمأنينة ... وقد تثور علينا لشرخ بسيط وتنفجر كبركان هادر لا نعلم كيف نلملم شظاياه .. ولكنها ما تلبث إن تعود إلى صفائها وبريقها بعد أن تكون قد تخلصت من كل الشوائب التي قد يلقيها الزمان عليها غير عابئ بأمر هذه الروح وما قد يثقلها وما قد يؤدي إلى ضجرها ومللها .. عودة ميمونة يا رشيد وقليل من حطب الحروف يكفي لإشعال مواقد الدفء والحميمية لا يحتاج الأحبة الكثير من الكلام طالما جسور المحبة ما زالت قائمة .. حروفك الصادقة كانت هي جواز مرورك إلى قلوبنا دون أي محطة توقف وربما لأنك فعلا ما غادرت اهلا بك والف الحمدلله على السلامة ... |
رد: عائد إلى مدينة النور
اقتباس:
تسعدني هذه الشهادة منك .. و أعتز بكل ما تقوله في حقي وفي حق ما أكتبه .. لنتواعد ولو خيالا على ضفة الدانوب لنتأمل ونستمع إلى مقطوعة الدانوب الزرق و نتجاذب اطراف الحديث .. فالحديث معك لا ينتهي .. محبتي . |
الساعة الآن 32 : 09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية