![]() |
لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
لا تقتلوا طفلي أقصوصة نزار ب. الزين* ***** تصرخ : " اريد طفلي .. " ، تحاول الممرضة تهدئتها ، تزداد هياجا و صياحا : " أريد طفلي .. لن اسمح لكم بقتل طفلي ...." يقترب منها الطبيب محاولا إقناعها : "أريد فقط فحصك من الداخل ....ثقي بي يا روز ... " يعلو صياحها أكثر و أكثر : " أنت كاذب .. كلكم تكذبون .. لن أسمح لكم بقتل طفلي ..! " تحاول الممرضة أن تحقنها بسائل مهدئ .. تنتزع الحقنة من يدها بشراسة و تلقيها بعيدا .. ثم ... تستمر في صياحها أكثر فأكثر : " أريد طفلي ...لن أسمح لكم بقتل طفلي .., !!!" ***** في حفلات نادي المسنين الصباحية تحضر روز مع زملائها المعوقين* عقليا حيث خصص لهم ركنا دائما في قاعته الكبرى ، إلا أنها تمتاز عنهم بنشاطها و عشقها للخدمة العامة ، تراها تساعد في تركيب الزينات في المناسبات الأمريكية الكثيرة التي يحب المسنون الإحتفال بها ، و تهب لنجدة عازف الغيتار الضرير "هوزي" ، فما أن تراه حتى تسرع للإمساك بيده و إرشاده إلى مكانه و تعاونه بتركيب مجسم الصوت خاصته ، و عندما تبدأ الفرقة الموسيقية عزفها- و أعضاؤها جميعا من المسنين المتطوعين- تقف قرب الفرقة ثم تمسك بيدها لعبة على شكل ناقل الصوت " مايكروفون" ، ثم ... تقربه من فمها ، و تبدأ بالغناء مع مغني الفرقة ، و لن يعرف أحد أنها تردد بعض العبارات غير المفهومة إلا إذا اقترب منها . الكل يسايرها ، و الكل يعاملها يإشفاق ، و لم يصدف أن سخر منها أحد أو جرحها بكلمة ... و ذات يوم أمسكت بيد أحد زملائها و أخذت تجول بين الطاولات ، تعرف جلسائها على خطيبها "توم" ، و ذلك التوم يبتسم ببلاهة محييا بهز رأسه دون أن ينطق بكلمة .. ***** مديرة المؤسسة تسأل المشرفة الليلية المسؤولة عن روز ، لائمة : " كيف حدث هذا الأمر المروع ؟ ألم تلاحظي انتفاخ بطنها ؟؟! " تجيبها المشرفة :" لم أسهُ عنها لحظة واحدة ، و لم يلفت نظري انتفاخ بطنها !..." تصمت قليلا ثم تكمل : " لعل الأمر حدث خلال النهار ؟! و لكن روز تقارب الستين كما تعلمين ؟!! أليس الأمر محيرا حقا !!! " تسأل المديرة توم : " هل تعلم أن روز حامل ؟ " يهز رأسه علامة الموافقة ، ثم ...تسأله كيف حدث ذلك ؟...يوسع ابتسامته ثم يدمدم بعبارة من الصعب فهمها لغير المختص : " قبلتها من فمها ..! " تداري المديرة ضحكتها بصعوبة ، ثم .... تقرر تحويل روز إلى الطبيب . ***** يضطر الطبيب - بعد يأسه من إقناعها بضرورة هذه الجراحة - أن يصارحها بالحقيقة : " أنت لست حاملا يا روز .. ما في بطنك ورم خبيث...!" ============= *نزار بهاء الدين الزين سوري مغترب عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب الموقع : www.FreeArabi.com ============= *تعيش روز مع زملائها في مؤسسة لرعاية المعوقين عقليا و هم جميعا ممن تجاوزوا الخمسين من العمر ، يختلط نزلاء المؤسسة من الجنسين أثناء مزاولة نشاطاتهم المناسبة لقدراتهم المحدودة خلال النهار ، و ينفصلون ليلا ، و يقوم مشرفون متخصصون بمراقبتهم و توجيههم على مدار الساعة . ============= |
رد: لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
أخي الغالي الأستاذ نزار ..
دائما ما تتحفنا بما يمتع النفس و يفتح شهيتها لمزيد من القراءة .. تقنية الكتابة هذه تعطينا فكرة عن ملكتك القصصية و تحكمك في السرد .. عدا إلمامك بخفايا النفس البشرية التي عادة ما تكون وجبة دسمة لكل نص قصصي متمكن .. قد أغيب عن روائعك لكني لا ألبث أن أعود لأنهل من معينها .. شكرا ودامت لك محبتي . |
رد: لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
الأديب العزيز نزار ب. الزين
قصك شديد التشويق والنهاية تحمل أكثر من مجرد حكمة وعظة. هناك ألم واضح، رغبة بانعتاق الأمومة حتى وإن كان ثمن ذلك التعرض لمرض خطير مثل السرطان. هذه رغبة كامنة للأمومة .. وهذه ليست بالضرورة حالة استثنائية مودتي |
رد: لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
اقتباس:
يا مرحبا بك في كل حين أخي الأكرم رشيد إعجابك بأسلوب قصي مفخرة لي و شهادة أعتز بها على الدوام فلك الشكر و الود ، بلا حد نزار |
رد: لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
اقتباس:
***** أخي الفاضل خيري الأمومة حاجة نفسية أساسية و يمكن إدراجها تحت بند الغريزة و هذا ما يفسر تشبث روز بجنينها المزعوم *** أخي الكريم كل الإمتنان لمشاركتك القيِّمة في نقاش النص و على الخير دوما نلتقي نزار |
رد: لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
صوتك ينقذ الأقصى .. صوتك ينقذ القدس
لا لتهويد القدس لا لتدنيس الأقصى انت باستطاعتك فعل شيء .. تعلم أن تقول لا لأول مرة قبل فوات الآوان |
رد: لا تقتلوا طفلي - أقصوصة - نزار ب. الزين
اقتباس:
أختي الفاضلة ميساء لا حياة لمن تنادي لن ينقذ الأقصى سوى التضامن و للأسف حتى التضامن الفلسطيني الفلسطيني مفقود لقد وجدنا في أسوأ زمن عربي يا أختاه نزار |
الساعة الآن 44 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية