![]() |
عصافير الوطن الصغير
[align=justify] قصص للأطفال عصافير الوطن الصغير عودتنا الجدة قبل أن ننامعلى سرد واحدة من حكاياتها الجميلة الآسرة .. وحتى هذا الزمان ، لا اعرف فعلا أكانتالجدة تخترع قصصها أم تحكي عن شيء واقع ، وربما عما سمعته من غيرها .. كل ما كانيهمنا أن نسمع ونستمتع ونروي ظمأنا لهذه الحكايات التي تطير بجناحين رائعين من خيالوجمال .. لكن ماذا عن قصة " عصافير الوطن الصغير "؟؟.. قالت الجدة نجلاء ، بعد أن بسملت وصلت على النبي .. اسمعوا يا أولادي وانتبهوا جيدا ..فهذه القصة تحمل الكثير .. لا تنظروا إلىظاهرها فقط ، بل فكروا بما تحمل .. هززنا رؤوسنا موافقين .. قالت : كان يا ما كان في مدينتنا حيفا شجرة قريبة من البيت ، شجرة تكاد تصلأغصانها إلى السماء ، أو هكذا كان يتخيل من ينظر إليها .. في بداية الأمر كانتأغصان الشجرة يابسة جافة .. يومها قال جدكم يونس : لماذا لا نقطع هذه الشجرةونستريح ؟؟.. هي شجرة شبه ميتة لا قيمة لها .. قلت : كما تريد يا أبا نور .. قال : غدا صباحا سأطلب من جارنا الحطاب أن يزيلها .. ربما زرعنا بدلا عنهاشجرة جديدة .. في الصباح ، وقبل أن يستيقظ الجميع ، فتحت باب الدار ،ونظرت إلى الشجرة نظرة وداع . لكن قبل أن أغلق الباب سمعت زقزقة آتية من الشجرة .. قلت : بسم الله الرحمن الرحيم .. من أين أتى هذا الصوت ؟؟.. وحين دققت النظر ، وجدتعصفورين قد بنيا عشا في ركن من أركان الشجرة .. تعجبت فعلا يا أولاد .. فمن غيرالممكن أن تضيق الدنيا بهذين العصفورين ولا يجدان إلا هذه الشجرة .. لكن سبحان الله .. لم يجد العصفوران مكانا أنسب .. وهذا يعني أن مسألة قطع الشجرة قد تأجل .. أقول لكم الصدق يا أحبابي كنت فرحة بيني وبين نفسي ، فأنا تعودت على وجودهذه الشجرة أمام بيتنا في حيفا وعايشتها مدة طويلة .. المهم أخبرت جدكم يونس .. فقال :" له حكمة في ذلك سبحان الله .. سنتركها حتى يهجرها العصفوران ".. ذهب جدكم أبو نور إلى الجامع القريب من البيت كعادته كل صباح .. وهو الجامعالذي كان إماما له في حيفا .. وعندما عاد سألني مازحا : ماذا عن العصفورين يا أمّنور ؟؟.. قلت : لا جديد .. لكنني ألاحظ أن العصفورين يقومان باستكمال بناء عشهما .. مضت أيام .. أيام قليلة .. وضعت العصفورة بيضتين وصارت لا تفارقهما.. وعندماخرج من كل بيضة فرخ ضعيف لا يقوى على الوقوف.. كانت تسليتي اليومية أن أراقبهما .. وبطبيعة الحال كانتالأم بمساعدة العصفور الأب تطعمهما وتعتني بهما .. هل هي قصةجميلة؟؟.. صحنا بصوت واحد : جميلة .. لكن ما الجديد في كل هذا .. قصةسمعنا مثلها ألف مرة .. ؟؟.. ضحكت جدتنا أم نور وقالت : هذاصحيح يا أحبابي ولا لوم عليكم فمثل هذه القصة تحدث كثيرا .. لكن هناك جديد .. قلنا : وما هو يا جدتنا ؟؟.. أجابت : قلت لكم منذ البداية إنالشجرة كانت يابسة وجافة ولا حياة فيها .. قلنا معا : نعم وعندما يكبرالفرخان ويغادران الشجرة سيعود الجد لقطع الشجرة .. فما هو الجديد ؟؟.. صمتت الجدة قليلا ثم قالت : بالنسبة للعصافير صارت الشجرة وطنا .. وأحبوها .. وكل منا يحب وطنه .. هذا الحب صنع شيئا ما كان يخطر على البال .. صحنا : بالله عليك يا جدتنا ماذا حدث ؟.. ضحكت الجدة وقالت : الشجرة أحبتأيضا العصافير وبادلتهم الشعور الجميل فأخذت شيئا فشيئا تعود لرونقها واخضرارهاوجمالها .. قلنا بدهشة : ماذا ؟؟.. هل تسخرين منا يا جدتنا ؟؟.. قالت : ولماذا أسخر يا أحبابي فعلا هذا ما حدث وصارت هذه الشجرة التي كانتجافة يابسة شبه ميتة أجمل الأشجار وأحلاها، بل صارت محط الأنظار .. والغريب أنالفرخين لم يهجرا شجرتهما هذه عندما كبرا .. كذلك الأب والأم .. وكأنهم اتفقوا علىأنّ هذا الوطن الصغير الجميل.. لا يمكن أن يهجر .. ألستم معي ؟؟.. صحنا بصوت واحد : معك يا جدتنا معك .. وما أجملها من قصة .. 30/3/2010 [/align] |
رد: عصافير الوطن الصغير
قصة جدتك رحمها الله غزيرة بالمعاني و العبر. لقد علمّتنا مفهوم الأنتماء و التشبث بالوطن.. فشعورالعصافير بأنتمائهم الى تلك الشجرة كان أقوى من شعورنا نحن بني أدم بأنتمائنا لأرضنا. شكراً لك أستاذ طلعت سقيرق. دمت بكل المحبة. |
رد: عصافير الوطن الصغير
استاذي الفاضل طلعت
حملتني الذكرى الى هناك .. وجدت نفسي في الجهة المقابلة لذاك البيت إلى الجهة الشمالية من الجامع فتذكرت صوت جدي عندما كان يقول انها شجرة زيتون عمرها تجاوز عشرة من الوف السنوات والغريب انه كان يُقسم أن ابراهيم ابانا عليه السلام لما آتى فلسطين لاجئا استظل بظل أغصانها وأن المحظوظين من الأنبياء الذين عبروا تمسحوا بزيتها ... وأن المسيح تقدس اسمه حمل لما دخل القدس غصنا من أغصانها ... والأغرب يا سيدي اني سمعته يقول ان جذورها امتدت حتى بلاد الفرس والأغريق والرومان لكني مع الأسف لم أسمع القصة كما تلوتها على لسان المحبوبة جدتنا ولو وعيّت لربطت نفسي بفرع من فروعها فهل الأطيار كانت أخلص منا اليها ايها القدير ..! قصة رائعة .. ستُروى كثيرا للعبرة العميقة ولفكرتها البسيطة سلم فكرك وشكرا من القلب |
رد: عصافير الوطن الصغير
ما أجملها من قصة أستاذ طلعت دائماً قصص الجدات لها طعم ونكهة خاصة حقاً حكايات جداتنا حكاية وطن اسمه فلسطين وفلسطين ليست مجرد وطن فلسطين هي ضمير جميع الناس بالنسبة للعصافير صارت الشجرة وطنا .. وأحبوها .. وكل منا يحب وطنه .. هذا الحب صنع شيئا ما كان يخطر على البال .. و الشجرة أحبت أيضا العصافير وبادلتهم الشعور الجميل فأخذت شيئا فشيئا تعود لرونقها واخضرارها وجمالها .. هذا هو التشبث بالوطن والانتماء إليه سؤال يطرح نفسه ألا يحق لنا أن نتشبث بكل شبر من وطننا الغالي ؟ ألا يحق لنا أن نبكي وطناً أُغتصب بغير حق ؟ رحم الله جدتك وأدخلها فسيح جنانه شكراً لهذه القصة الرائعة وننتظر المزيد أتصور لديك مخزون من هذه القصص الرائعة |
رد: عصافير الوطن الصغير
أستاذي القدير...........طلعت سقيرق
أسعدني تواجدي بمتصفحك الكريم الذي يزخم بحكيات الجدات والذكريات الجميله حكايه جميلة ومعاني عميقة ورائعه دمت أستاذي الفاضل على ما خطته يدك الكريمه لقد جعلتنا بجو الحكايه التي سردتها بطريقة رائعه وأتمنى المزيد دمت بحفظ الله ورعايته |
رد: عصافير الوطن الصغير
[align=justify]
بالفعل .. أوحت إلينا القصة بأنه يجب علينا أن نكون عصافير متشبثة بشجرتها حتى ولو ذبلت الأوراق و جفت الأغصان .. فتمسكنا بها كفيل بأن تعود لنضارتها و تعود المياه تجري في جذورها لتينع من جديد . دام إبداعك أخي الغالي . ودمت لكل الحب . [/align] |
رد: عصافير الوطن الصغير
قصة بليغة ومؤثرة
ما أروع أن تولد العصافير عند شجرة الحب وترفض أن تطير . وما أروع أن تعود الخضرة للعود اليابس وقد توسدته رؤوس الآباء والأبناء سويا . غدا ستزهر كل الأشجار يا سيدي , وستخضر الأغصان في ربوع الأرض , وسنبني أعشاش المحبة رغم الرياح العواتي . ألف تحية لك سيدي من المملكة المغربية . |
رد: عصافير الوطن الصغير
الأستاذ طلعت
المعني أكبر من الكلمات بكثير و بالفعل العصافير تحن إلي اشجارها حتي و لو كانت يابسة و جافة ، و الأبناء حملوا الحب و الرسالة كم هي عميقة برغم لساطه الكلمة و هذا هو قمة الإبداع |
رد: عصافير الوطن الصغير
بالحب والانتماء .. تزهر الاوطان وترتقي .. بعد ان كانت صحراء قاحلة لا حياة بها ..
ما اجمل قصص الجدات وحكمتهن :) |
رد: عصافير الوطن الصغير
هو انتماء الإنسان لأرضه الوطن ،فيها الحياة والدفء والنجاة
مازال مدادك يروينا تحية لروحك |
الساعة الآن 57 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية