![]() |
المحبة ستخلص العالم
بقلم مادلين اسبر المحبة ستخلص العالم ....
كلماتي فكرة تحّلق ,في فضاء أعماقي ,تحمل في طياتها فضيلة مشحونة بالشوق للوصول الى الذروة ,توقظ في نفسي شعورا بالجمال والروعة, يشحذ قوتي الروحية ,يوطدّها لأعادة ترتيب الأشياء حسب اصولها واعادو النظرة في مسيرة هذه الحياة وهذا الزمن المقلوب المفاهيم . إن الذي يقف في قداس الحياة ,ومتاعبها ,هو الذي يدرك تماما ماهيّة السعادة الحقيقية والشقاء المطلق ..... فنزداد نبلا وطهارة بنار الإلهام ,والإبداع الذي نبدعه, لانه فعل من افعال الله...... وهذا مايجعل متعتنا ونشوتنا ,اكثر رقّة وشفافية لتواصلنا مع الكون عن طريق الكلمة, فنرتقي فوق الواقع المحسوس, والنفاذ بشكل أعمق الى جوهر الاشياء, ومن هنا يتوطد الحق والخير والجمال في زمن ملعون كهذا الزمن الرديء الذي يتصف بالخيبات ,ومحاصرة الاحلام . لماذا نصل دائما متأخرين ....؟ أصحيح هو (أن تصل متأخرا خير الا تصل ابدا )وهذا لا يعني أن نصل دائما متأخرين ,وأن نركب اخر مقطورة في هذا القطار الذي يجرّنا الى الاّنهاية ! ونتناسى حقيبته المملوءة بمعاني كثيرة من الفكر الإنساني و العمل الإبداعي ...... امحكوم علينا ان نكون أمة تتجرع الموت قبل ان ترى الحياة ........؟ أمة لا تستطيع ان تؤدي رسالتها التاريخية أداء صحيحا صادقا ...نبيلا....؟ ألسنا أول أمة حملت حضارة الانسان....! ولم تكن يوما عالة على شعوبها وعلى تاريخيها.... هكذا كنت ألوّح للماريّن عبر تاريخ العمر الطويل, بيّديّ المتعبين منتظرة ان يطل الفجر مبشرا بولادة جديدة ,وولادة أدب راق وفكر انساني نبيل, مغروس في اعماقي منذ اللحظات الاولى التي رأت فيها عيني النور...... من نافذة هذا التاريخ ,أطلّيت بقلبك الناصع, وصدق معالمك, وروحك النقّية الدافئة, لتدفئ روحي وجسدي في أيامي الباردة, أنتشرتَ فيّ كما تنشرالشمس أشعتها على الأرض, مسحت قلبي بيدك الحنون ,(نكشت) تربة روحي التي أصابها الصدأ والعطن, كي تجعلها تتنشق الهواء الممتلئ بأكسجة الإبداع ,فتستعيد خصوبتها ليعود الاخضرار لذكرياتي الطفولية ,التي أصبحت كورق الخريف الأصفر المرمي على قارعة الطرقات, وبين حوافي اشجار السرو والصنوبر جئتني كشمس نيسان الساحرة, أتيتني كنبيّ قادم من السماء يحمل روح المحبة بين ثنايا روحه........ قال ديستويفسكي :قبل مئة عام وربما اكثر )الجمال سيخلص العالم ) وأنا في هذا الزمن الدموي الحاقد ,وبعد تلك الاعوام الطويلة أقول :إن المحبة ثم المحبة ستخلص العالم . فلا يمكن ان نرى الجمال, إن لم تكن قلوبنا مملوءة بالمحبة, ولن نرى الكون جميلا وان لم تكن اعيننا جميلة, غوّاصة في أعماق بحر المحبة ,المحبة تخلق المحبة ,.....فمنها ينطلق شعاعا ساحرا ,نحو المستحيل وبالتالي نخّلص العالم من الحقد والكراهية ,من الدمار والحروب ,من القتل وإغتيال الأرواح النقّية الشفّافة. فالحب لايقطن في القلوب, ولا في العيون ,ولا في الأدمغة ..... الحب يجري مع الدم في كل اوردة وشرايين اجسادنا, بين أصابعنا, تحت أظفارنا,...... في ريشة أقلامنا, في منجل فلاّحينا, ومعاول عاملينا ,.....على مكاتب مسؤولينا, بين ثنايا أبطالنا,..... في سماءنا وأرضنا في هواءنا ...... وهذا القفص الصدّري يضيق بالقلب ذرعا عندما يكون الحبّ أكبر من حجمه, فيفرّ من العينين ليصبّ في عيون الأخرين, وقد يهرب من اليدين ليزرع في تربة أيدي الأخرين أزهارا من كلّ ألوان النور والجمال..... ومرة يفرّ من الشفاه فتحترق لهيبا وإضاءة..... عندها يكون الكون أكثر تألقا ونورا .... فيورق, ويزهر, ويثمر ,حتى الخريف, وتطير من القلب لؤلؤة الصباح . |
رد: المحبة ستخلص العالم
كلمات معبرة عن تطلعات الأديبة مادلين إسبر
بناء جميل للنص و شاعرية راقية والفكرة ممتازة ----------- تقديري |
رد: المحبة ستخلص العالم
الحب يجري مع الدم في كل اوردة وشرايين اجسادنا, بين أصابعنا, تحت أظفارنا,...... في ريشة أقلامنا, في منجل فلاّحينا, ومعاول عاملينا ,.....على مكاتب مسؤولينا, بين ثنايا أبطالنا,..... في سماءنا وأرضنا في هواءنا ......
وهذا القفص الصدّري يضيق بالقلب ذرعا عندما يكون الحبّ أكبر من حجمه, فيفرّ من العينين ليصبّ في عيون الأخرين, وقد يهرب من اليدين ليزرع في تربة أيدي الأخرين أزهارا من كلّ ألوان النور والجمال..... ومرة يفرّ من الشفاه فتحترق لهيبا وإضاءة..... عندها يكون الكون أكثر تألقا ونورا .... فيورق, ويزهر, ويثمر ,حتى الخريف, وتطير من القلب لؤلؤة الصباح . الله الله الله ما أجمل هذه العبارات في الحقيقة كان بودي أن اقتبس النص بأكمله لكني اكتفيت بهذا القدر ربما لأنني وجدت بهذه الفقرة نفسي وسمحت لنفسي أن أقيم هنا عزيزتي الأديبة مادلين أسبر تمتلكين قلما فذا وموهبة ساحرة .. أرجو ألا تبخلي علينا بنصوصك الجميلة أنا ما زلت هنا ولن أغادر وأنتظر الجديد شكرا لك عزيزتي ودمت مشرقة دوما |
رد: المحبة ستخلص العالم
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]قال ديستويفسكي :قبل مئة عام وربما اكثر )الجمال سيخلص العالم ) وأنا في هذا الزمن الدموي الحاقد ,وبعد تلك الاعوام الطويلة أقول :إن المحبة ثم المحبة ستخلص العالم .
صدقت أستاذة مادلين كم نحتاج لهبوب رياح المحبة على هذا العالم لتجاوز الاختلافات والأحقاد والتطلع لغد يتكامل فيه البشر و لايتقاتلون. لك كل التقدير والتحية.[/align][/cell][/table1][/align] |
رد: المحبة ستخلص العالم
صدقت أديبتنا .. نص في منتهى الصدق و الشفافية و الروعة ... هكذا لتكن النصوص و إلا فلا .. رسالة الخلاص هي الحب ، و أي فكرة لا تحمل في تضاعيفها هذا الشعار ساقطة لا محالة .. بوركت أستاذتي .. دمت مبدعة |
الساعة الآن 49 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية