منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر! (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=15092)

خيري حمدان 27 / 04 / 2010 00 : 11 PM

لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
 
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/20.gif');background-color:white;border:5px double black;"][cell="filter:;"][align=center]
انعطفت الأغنية بعد أن انقطع الوتر على حين غفلة، وتر صغير شد بعناية في رحم البيانو، تلك القطعة الخشبية المصقولة. كان النغم يتسامى نحو فضاء الروح، استشعرت بأنّ مسامات الجلد ترطبت. بللها عرق انداح من ينابيع العمر المنقضي خلف التلال المغبرة بمخلفات الذاكرة.

أكاد أتحسس رجع صوت الحياة من حولي، أشعر بأن مسامات جلدي تكاد تنفجر، ربما قرر الربيع أن يسحب بساط الشتاء مبكّرًا. مهلاً يا آذار، ما زال الثلج متعلقًا بأذيال روحي، كيف يمكنني طرد كوابيس دببة الشمال الساكنة في مهجعها بانتظار لحظة الصفر. آخر مرة قابلت خلالها دبًّا أرعنَ كانت قبل عقدين من الزمان، كان يقف على قدميه في التلّ المقابل وكانت صحراء وبحر المتوسط يقفان ما بيننا. لوّحت له فزمجر غاضبًا. وضحكت في سرّي، كنت بعيدا عن مرمى نظره وأنيابه وجسده الثقيل. مضيت بعد ذلك نحو أربعينيات العمر قلقًا ولكن دون تردّد!

يا ولدي .. لماذا قطعت الغناء الآن وقد شارف الفجر على الانبعاث ثانية؟ أكمل غناءك، توحّد مع نسغ الحياة، واعلم بأنك الغد المتفجر من رحم العتمة. تخطّّ هذه الصخرة، لا تدع حصاة تقلب موازين حياتك! أنت يا بنيّ لم تعد يافعًا، احترق الزغب عن جناحيك فانطلق وحلّق مع النسر المغامر، فالكرة الأرضية تبدو ضحلة بين ناظريك. ارتفع مجددًا ولا تنظر إلى الخلف مطولاً، ولكن .. لا تنسَ قلب أمّك فسيبقى دائمًا فزعًا عليك. أمّك تخشى عليك مكر النساء وبعض العشق الذي قد يطيح بسقف بيتك!

لا توقف الغناء، فللربابة حقّها فلا تهضمه يا صغير! اقتحم الليل لا تفزع إذا طاردك شبحٌ يتعاط التسوّل وعيناه تقدح شرًّا، تسلّح بالقصيدة، قدّم له فتات الحياة ولا تلعن العتمة فالشموع في انتظارك! واعلم بأن هناك في المدى قصّةَ حبّ لم يكتبها أديبٌ بعد، وضربةَ حظّ خصّك بها القدرُ الشبقِ فانتهزها واعتلِ الغيمَ .. دَع مراكبك تبحر ليل نهار، فهناك جوهرة قد وهبت ذاتها للحظة لقاءٍ برجولتك، ولا تبخل يا بنيّ على البحر بموالٍّ وقصة حبّ .. فهل تفعل!

[/align]
[/cell][/table1][/align]

رولا نظمي 27 / 04 / 2010 14 : 11 PM

رد: لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
 
أستاذي القدير والأديب خيري حمدان
خاطرة رائعة أعجز هنا عن التعبير بإعجابي لها
بين طياتها شئ من الحنان والعطف والأمل دامت ابداعاتك الطيبة
ودمت أستاذي بكل الخير وحفظك ربي وغمرك بكل السعادة

حاتم الأيوبي 29 / 04 / 2010 56 : 06 PM

رد: لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
 
صديقي خيري


ولكن .. لا تنسَ قلب أمّك فسيبقى دائمًا فزعًا عليك. أمّك تخشى عليك مكر النساء وبعض العشق الذي قد يطيح بسقف بيتك!

ما اجملك يا صديقي

اعتز بصداقتك

شكرا

ميساء البشيتي 01 / 05 / 2010 27 : 06 PM

رد: لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
 
أكاد أتحسس رجع صوت الحياة من حولي، أشعر بأن مسامات جلدي تكاد تنفجر، ربما قرر الربيع أن يسحب بساط الشتاء مبكّرًا. مهلاً يا آذار، ما زال الثلج متعلقًا بأذيال روحي، كيف يمكنني طرد كوابيس دببة الشمال الساكنة في مهجعها بانتظار لحظة الصفر. آخر مرة قابلت خلالها دبًّا أرعنَ كانت قبل عقدين من الزمان، كان يقف على قدميه في التلّ المقابل وكانت صحراء وبحر المتوسط يقفان ما بيننا. لوّحت له فزمجر غاضبًا. وضحكت في سرّي، كنت بعيدا عن مرمى نظره وأنيابه وجسده الثقيل. مضيت بعد ذلك نحو أربعينيات العمر قلقًا ولكن دون تردّد!

وماذا عساي أقول يا أستاذي وأنت تكتب الفكرة التي تركض بخيالي

أنت أكثر من يجيد التعبير عني .. أنت لسان حالي

وأنا بدوري استاذي الفاضل خيري حمدان أهدي هذه الخاطرة لى أبناء هذا الجيل واقول لهم ..

"" دَع مراكبك تبحر ليل نهار، فهناك جوهرة قد وهبت ذاتها للحظة لقاءٍ برجولتك، ولا تبخل يا بنيّ على البحر بموالٍّ وقصة حبّ .. فهل تفعل! ""

أتمنى ذلك استاذي الفاضل وأتمنى أن تجد خاطرتك الرقيقة آذانا صاغية كما وجدت لها آذانا صاغية بقلبي

شكرا لك وبورك هذا المداد

خيري حمدان 02 / 05 / 2010 16 : 11 PM

رد: لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 70081)
أستاذي القدير والأديب خيري حمدان
خاطرة رائعة أعجز هنا عن التعبير بإعجابي لها
بين طياتها شئ من الحنان والعطف والأمل دامت ابداعاتك الطيبة
ودمت أستاذي بكل الخير وحفظك ربي وغمرك بكل السعادة

الأديبة رولا نظمي
أشكرك على حضورك الرقيق وعلى كلماتك الجميلة
الحنان والعطف دواء لهذا العالم المفعم بالموت والقتل والتدمير
مودتي

خيري حمدان 02 / 05 / 2010 18 : 11 PM

رد: لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم الأيوبي (المشاركة 70359)
صديقي خيري
ولكن .. لا تنسَ قلب أمّك فسيبقى دائمًا فزعًا عليك. أمّك تخشى عليك مكر النساء وبعض العشق الذي قد يطيح بسقف بيتك!
ما اجملك يا صديقي
اعتز بصداقتك
شكرا

الأديب حاتم الأيوبي
يا صديق القلم
الأم ترافقني في كل خطوة نسيرها .. أتعلم بأن الرجل يبقى فتى حتى تموت أمه عندها فجأة يشيخ
وأنا أعتز بصداقتك وحضورك وبكلماتك الأنيقة
مودتي

خيري حمدان 02 / 05 / 2010 21 : 11 PM

رد: لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 70633)
أكاد أتحسس رجع صوت الحياة من حولي، أشعر بأن مسامات جلدي تكاد تنفجر، ربما قرر الربيع أن يسحب بساط الشتاء مبكّرًا. مهلاً يا آذار، ما زال الثلج متعلقًا بأذيال روحي، كيف يمكنني طرد كوابيس دببة الشمال الساكنة في مهجعها بانتظار لحظة الصفر. آخر مرة قابلت خلالها دبًّا أرعنَ كانت قبل عقدين من الزمان، كان يقف على قدميه في التلّ المقابل وكانت صحراء وبحر المتوسط يقفان ما بيننا. لوّحت له فزمجر غاضبًا. وضحكت في سرّي، كنت بعيدا عن مرمى نظره وأنيابه وجسده الثقيل. مضيت بعد ذلك نحو أربعينيات العمر قلقًا ولكن دون تردّد!
وماذا عساي أقول يا أستاذي وأنت تكتب الفكرة التي تركض بخيالي
أنت أكثر من يجيد التعبير عني .. أنت لسان حالي
وأنا بدوري استاذي الفاضل خيري حمدان أهدي هذه الخاطرة لى أبناء هذا الجيل واقول لهم ..
"" دَع مراكبك تبحر ليل نهار، فهناك جوهرة قد وهبت ذاتها للحظة لقاءٍ برجولتك، ولا تبخل يا بنيّ على البحر بموالٍّ وقصة حبّ .. فهل تفعل! ""
أتمنى ذلك استاذي الفاضل وأتمنى أن تجد خاطرتك الرقيقة آذانا صاغية كما وجدت لها آذانا صاغية بقلبي
شكرا لك وبورك هذا المداد

قلت الكثير اديبتنا العزيزة ميساء
لتكن هذه الخواطر وهذه المراكب للجيل القادم على شفا موجة
ليكن هذا الجيل رصيدنا لأنه دون شك سيتمكن من القيام بكل ما فشلنا القيام به نحن يوما ما
موال لك ولجميع الزملاء في نور الأدب
مودتي


الساعة الآن 48 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية